تحليل جغرافي للعلاقة بين التعليم والتنمية البشرية قي الوطن العربي
أ.د.مضر خليل العمر أ.م.د.احمد فارس العيسى - جامعة ديالى /كلية التربية جامعة بغداد / كلية التربية للبنات
الانسان هدف التنمية ,وهو مادتها,ولا تنحصر عملية بناء الانسان وتنمية قدراته وطاقته بالغذاء وحده, ولا بالمستلزمات المادية للحياة فقط, بل بالبناء الفكري والروحي ايضا . وحتى المستلزمات المادية لا يستفاد منها كما يجب ما لم يكن الانسان مدركا لماهيتها وكيفية الافادة منها . والتعليم مفتاح لجميع ابواب التنمية المادية والفكرية. اضافة الى ذلك , يعد التعليم بمتغيراته العديدة مؤشرا واضحا على درجة اهتمام الحكومات بشعوبها ومواطنيها وطبيعة استراتيجياتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية .
وقد وضعت معاييرا مختلفة لقياس درجة التنمية, ومن ابرزها دليل التنمية البشرية بأبعاده الثلاث : التعليمي , الاقتصادي , الديموغرافي . يلخص هذا الدليل طيفا واسعا من المتغيرات والمؤشرات الحيوية . ولانه رقم عشري ( بين الصفر والواحد ) فأن معرفة شيء من التفصيل عن بعض متغيراته وعلاقتها المتداخلة يعد امرا ضروريا لفهم معناه العميق , فضلا عن رسم صورة اوضح عن الواقع يمكن ادراكها بيسر.
- منهجية البحث
يهدف البحث الى تسليط الضوء على التباين المكاني والزماني لبعض مؤشرات المستوى التعليمي في الوطن العربي وتحليل علاقتها مع درجات دليل التنمية البشرية . ولتفسيرالتباين في التنمية, وتحليل علاقتها بمستوى التعليم فقد بحث عن اجابات عن الاسئلة الاتية :-
- هل يعكس دليل التنمية البشرية المستوى التعليمي للبلد ؟
ب - هل ان نسب تعليم الاناث مساوية لنسب تعليم الذكور ؟
ج- هل ان نسب التعليم الثانوي مكافئ لنسب التعليم الاساس ؟
د- هل الاختلاف بين معدلات النسب المسجلة عام 1980 ونظيرها في النصف الثاني من عقد التسعينات جوهري؟
اي , هل هناك تحسن في المستوى التعليمي في الوطن العربي ؟ ولتحقيق هدف الدراسة , وللاجابة عن التساؤلات اعلاه, فقد اختير (15) متغير , من ضمنها دليل التنمية البشرية ودليل التعليم , وتم تحديد طبيعة وقوة العلاقات بينها من جهة , وتأشير التبدلات التي قد حصلت فيها خلال عقدين من الزمن من جهة ثانية . وتم تحليل شبكة العلاقات بين المتغيرات بأعتماد معامل الارتباط البسيط PEARSON CORRELATION COEFFICIENT لتحديد درجة الاشتراك في تباين القيم . وبما ان للقيم مواقع مكانية على سطح الارض (كل قيمة تمثل معدل دولة) , لذا فالعلاقة تمثل الاشتراك في التباين المكاني (الاشتراك في التوزيع الجغرافي لقيم المتغيرين). ولاستخلاص شبكة العلاقات بين المتغيرات في عقد الثمانينات تجنبا للاطالة والخوض في جوانب تبعد البحث عن تحقيق هدفه . وللمقارنة بين قيم المتغيرات في العقدين اعتمد اختبار (ت) لبيانات مرتبطة ببعض T-TEST FOR CORRELATED DATA اي مقارنة بين المتغير (المؤشر) نفسه خلال فترتين للتحقيق من وجود فرق جوهري بين تسجيلات الاقطار ذاتها خلال مدة الدراسة من عدمه .فالمقارنة الاحصائية كانت مكانية اولا (تشابه في التوزيع الجغرافي ) وثانيا زمنية .
2-1 مشكلات جابهت البحث :
ابرز المشاكل التي تواجه الباحث عند تقصي الحقائق عن الدول النامية عموما, والاقطار العربية على وجه الخصوص هو التباين في توافر البيانات ,من حيث توافقها زمنيا ودرجة الثقة فيها . والنقص في البيانات يؤدي الى شل عملية التحليل وارباكها . فكثير من التقنيات التحليلية المتقدمة تتطلب توافر البيانات لجميع الوحدات الدراسة CASES , وعند وجود نقص فأنها تستثني المتغيرات من عملية التحليل , او تتجاوز الحالات التي فيها نقص في البيانات , وقد تكون (الدول) التي لم تتوفر عنها البيانات ذات وضع خاص لايمكن معه اعتماد البدائل المتعارف عليها احصائيا (كالمعدل مثلا ) . ولهذا ليس امام الباحث الا اعتماد التقنيات التي تتقبل الحال وتتعامل معه كما هو, وهي محدودة جدا .
2- المتغيرات العامة ذات العلاقة
1-2 التحضر
اكدت دراسات عديدة على ارتباط التنمية البشرية بالتحضير بعلاقة احصائية قوية , كذلك ارتبط التحضر بالصناعة, او لنقل بالمستوى الاقتصادي للبلد, اضافة الى ذلك, ارتباط كل من : التنمية, الصناعة والتحضير بالتعليم. فالعلاقة جدلية متشابكة بينها بحيث يصعب تحديد ايها السبب وايها النتيجة . والحقيقة انها ذات علاقة متبادلة AUTOCORRELATION وبمحصلتها النهائية فأنها حلقية CYCLICAL الاتجاه والتأثير . ولكن , هل يمكن القول بأن درجة التحضر في البلد تعكس المستوى التعليمي فيه؟
اشارت الدراسات الى ان اقطار الوطن العربي ذات نمو حضري متسارع, وان درجة التحضر بينها متباينة, كذلك درجة التسارع. وللتحقيق من هذا اعتمدت بيانات عن نسب التحضر عامي 1980 و1998 للمقارنة الزمنية واستخلاص ما يمكن استشفافه. ففي عام 1980كان معدل نسب التحضر(55.437%) وارتفع هذا المعدل الى(65.937%)عام 1998 في اطار الوطن العربي .يعرض الجدول رقم (1)هذه البيانات , ومنها يتضح ان :-
- جميع الاقطار العربية عاشت حالة زيادة في نسبة السكان الحضر .
- كان التحضر اكثر تسارعا في اقطار : موريتانيا, السعودية, عمان, وليبيا .
- كانت نسب زيادة السكان الحضر طفيفة في اقطار : سوريا, مصر, كويت, اليمن.
- اما الاقطار الاخرى فكانت زيادة نسب التحضر فيها معتدلة نسبيا.
- في عام 1980, كان اكثر من نصف سكان ثمان دول عربية تعيش في الارياف, انخفض عددها الى ثلاث فقط عام 1997.
- ثلاث دول كان اكثر من اربعة اخماس سكانها يعيش في الحواضر عام 1980, زاد عددها الى سبع (بأضافة قطر والبحرين) عام 1998.
- ومن خلال تحليل العلاقة الاحصائية بين المتغيرات قيد الدرس فقد تأشرت العلاقة بين نسب التحضر (1998)وكما مبين ادناه:-
- ارتبط التحضر بأقوى علاقة احصائية مع الدخل (0,88) , اي نسبة التحضر تفسر وبنسبة (77.44%) مع التوزيع الجغرافي لمقدار الدخل بين اقطار الوطن العربي عام 1998. فأرتفاع الدخل يعد مؤشرا جيدا على زيادة التحضر في اقطار الوطن العربي.
- وارتبط التحضر بعلاقة موجبة مع دليل التعليم (0,6), اي انه يفسر(36%) من التباين في التوزيع الجغرافي لنسب هذا الدليل.
- وللتحضر علاقة عكسية قوية مع نسب الامية بين الاناث(-0,72), اي ان ارتفاع نسب التحضر تؤشر انخفاضا في نسب الامية بين الاناث بنسبة(51.84%) مع التوزيع الجغرافي لنسب التحضر في اقطار الوطن العربي.
- وعند التدقيق في علاقة التحضر بنسبة المنخرطين في صفوف التعليم الاساس يلاحظ ان تأثيره عكسيا. فالعلاقة سلبية بين نسب التحضر ونسب الذكور في التعليم الابتدائي (-0,68) , اي ان زيادة نسبة التحضر لم تؤد الى زيادة نسبة انخراط الذكور في التعليم في اقطار الوطن العربي , بل حدث العكس. وكانت العلاقة عكسية مع نسب الاناث في التعليم الابتدائي (-0,47) , وهذه حالة تستوجب التدقيق والتمحيص. فأنخفاض نسب الامية في الحضر لا يعني الانخراط في المدارس, فالتسرب من الدراسة الالزامية بين الذكور في المرحلة التعليمية الاولى واضح اكثر مما عند الاناث. ويعني هذا ان الزامية التعليم تواجه مشكلة في التنفيذ ومتابعتها في المدن اكثر من الريف.
- بالمقابل, فللتحضر علاقة موجبة ضعيفة مع نسب استمرار الاناث والذكور في الدراسة الثانوية (0,37 و0,24 على التوالي). مما يعني ان استمرار الابناء في الدراسة يكون في الحضر اكثر مما هو في الريف ولكن بنسب ضئيلة, وان تأثير التحضر على استمرار في الدراسة عند الاناث اكثر وضوحا من الذكور.
- ولا يؤدي التحضر الى ارتفاع نسب مساهمة الاناث في قوة العمل, فالعلاقة عكسية (-0,52) , فالمرأة الريفية في اقطار الوطن العربي مازالت تسهم في النشاط الاقتصادي اكثر من قرينتها في المدينة.
- جراء الوضع العام غير الجيد في الريف فأن نسب التلاميذ(والطلبة) الى المعلمين(المدرسين) عالية قياسا بما في المدن, حيث ظهرت علاقة عكسية بين التحضر وهذه النسب(-0,55 مع نسبة تلميذ/معلم و-0,52 مع نسبة طالب/مدرس), مما ينعكس على مستوى التعليم ودرجة الاهتمام بالطالب ومتابعة نشاطاته الصفية واللا صفية, وبالمحصلة النهائية تحصينه فكريا تجاه التيارات غير البناءة. وتشير المقارنة الاحصائية بين نسب التحضر في الوطن العربي في عقدي الثمانينات والتسعينات الى وجود اختلافات جوهرية ادت الى رفض فرضية عدم وجود فرق معنوي وبثقة احصائية قدرها(95%).
2-2 معدل دخل الفرد :
تلغي المعدلات (بطبيعتها الرياضية) التباينات التفصيلية في مجموعة القيم التي تمثلها, ومع هذا تستخدم المعدلات للمقارنة بين مختلف مجتمعات الدراسة, وذلك لانها قيمه معيارية تقاس مواقع القيم الاخرى على اساسها. فمعدل دخل الفرد في اقطار الوطن العربي يتراوح بين(333) دولار في اليمن عام 1995و(17755) دولار في الامارات. ومع هذا الفارق الكبير, يستشف من الجدول رقم(2) ان الفجوة الاقتصادية قد تقلصت بين الدول العربية في التسعينات عن ما كانت عليه في عام 1980, حيث كان المدى(36591) دولار فأصبح(17422) دولار. لقد جاء هذا التقليص جراء التحسن الواضح في اقتصاد كل من : الاردن, مصر, المغرب, تونس, البحرين, ولبنان. وتراجع نسبي في معدل دخل الفرد في اقطار: الامارات, قطر, كويت, السعودية, وليبيا. وبحساب معدل المعدلات يلاحظ ان معدل الدخل كان عام 1980(7632.167) دولار فأصبح (5422,539) دولارعام 1995. وعلى الرغم من كل هذا , فأن الفروقات التفصيلية لم تكن كبيرة بحيث قبلت فرضية ان لافرق بين قيم العقدين , فالفقير بقي فقيرا والغني حافظ على غناه .
وكما اشير انفا , فلمتغير معدل الدخل علاقة قوية بمتغير التحضر(0,88), وله علاقات عكسية تراوحت قوتها بين متوسطة (-0,59) مع مؤشر نسبة الامية بين الاناث, وعلاقات ضعيفة مع مؤشر نسبة الطلبة الى المدرسين في التعليم الثانوي
(-0,48) , ومع مؤشر نسبة الامية بين الذكور(-0,34). تعني معاملات العلاقة هذه ان ارتفاع معدل الدخل يفسر جزئيا(34,81%) انخفاض نسبة تلميذ/معلم في المدارس الابتدائية, ويبرر(23,04%) من انخفاض نسبة طالب/مدرس في التعليم الثانوي ,ويعلل(30,25%) من انخفاض نسبة الامية بين الاناث , ويرجع (11,65%) من من انخفاض نسبة الامية بين الذكور الى ارتفاع معدل الدخل الفردي . بعبارة ادق كلما ارتفع معدل الدخل انخفضت هذه النسب , والعكس صحيح . فالدول المنخفضة الدخل تعاني من ارتفاع نسب التلاميذ والطلبة قياسا بعدد معلميهم , وترتفع نسب الامية بين الاناث والذكور.
جدول (1)
- النسب المؤية للسكان الحضر في اقطار الوطن العربي1980 1الفئة %21998السودان , اليمن10,0 – 20,0عمان20,1 – 30,0اليمنالجزائر , سوريا , مصر , المغرب30,1 – 40,0السودانتونس , الاردن40,1 – 50,0مصرالسعودية , العراق ,ليبيا50,1 – 60,0الجزائر ,سوريا ,المغرب , موريتانياالامارات , لبنان60,1 – 70,1تونسالبحرين , قطر , كويت70,1 – 80,0الاردن , الامارات , العراق80,1 – 90,0السعودية ,لبنان , ليبيا , عمان90,1 – 100.0كويتبدون معلوماتالبحرين , قطر
14
جدول (2)
- النسب المؤية للسكان الحضر في اقطار الوطن العربي1980 3الفئة %41995الاردن , السودان , مصر , المغرب , موريتانيا ,اليمناقل من 1000اليمن , موريتانيا , السودانتونس , سوريا , لبنان1000 – 2000الاردن , الجزائر ,سوريا , المغرب , مصرالجزائر2001 – 3000تونسالعراق3001 – 4000لبنان4001 – 5000البحرين , عمان5001 – 10000السعودية , عمان , لبنانالسعودية , ليبيا10001 – 15000البحرين , قطر , كويتكويت15001 – 20000الاماراتالامارات , قطر20001 فأكثربدون معلوماتالعراق
3- بعض مؤشرات الوضع التعليمي
1-3 الامية
1-1-3 الامية بين الذكور
لقد انخفضت نسب الامية بين الذكور في اقطار الوطن العربي , ففي عام 1980 كانت (40,562%) من مجموع الذكور بعمر 15 سنة فأكثر, حيث سجلت اعلى نسبة للامية في اليمن (62%) و ادناها في لبنان (17%) اما في اواخر عقد التسعينات فكان المعدل(23,843%) وسجلت اعلى نسبة في موريتانيا(24%) واقلها في الاردن (6%), وهذا شيء مفرح حقا, ودليل على اهتمام الحكومات بالتعليم واحساس المواطن بأهميته, يعرض الجدول رقم(3) مواقع الاقطار العربية حسب نسب الامية بين الذكور بسن(15) سنة فأكثر مصنفة الى فئات عشرية. ويلاحظ ان الامية مازالت متوطنة في الاقطار العربية بدون استثناء. وعلى ضوء التغيرات في نسب الامية بين الذكور خلال العقدين فقد رفضت فرضية عدم وجود اي فرق جوهري, مؤكدة حصول تغير واضح في هذا المجال خلال مدة الدراسة.
وقد اشر تحليل العلاقة الاحصائية بين التوزيع الجغرافي لنسب الامية بين الذكور بسن(15) سنة فأكثر من المتغيرات والمؤشرات المعتمدة في الدراسة وجود:-
- علاقة موجبة قوية(0,70) مع نسبة تلميذ/معلم في التعليم الابتدائي, و(0,72) مع نسبة طالب /مدرس في التعليم الثانوي. اي ان هناك تشابها في التوزيع الجغرافي لهذه النسب مع النسب الامية بين الذكور وبدرجة (49%) و (51,84%) على التوالي .
- علاقة موجبة ضعيفة مع نسبة النساء في قوة العمل (0,49) , وذلك لمساهمة المرأة في الريف وبفاعلية في النشاط الاقتصادي اكثر من نظريتها في المدن. اي ان التوزيع الجغرافي لنسب الامية بين الذكور يتشابه وبنسبة (24,01%) مع التوزيع الجغرافي لنسبة النساء في قوة العمل في اقطار الوطن العربي.
ج- علاقة موجبة عالية(0,93) مع نسبة الامية بين الاناث بعمر(15) سنة فأكثر , ويعني هذا انه حيثما ارتفعت نسبة الامية بين الذكور رافقتها زيادة في النسبة ذاتها للاناث في الاقطار العربية, فالاهتمام بالتعليم لا ينحصر بجنس دون الاخر.
د- علاقة عكسية (-0,55) مع نسب انخراط الاناث في التعليم الثانوي , و(-0,39) مع انخراط الذكور في التعليم الثانوي. مما يعني ان تعليم الاباء له دوره في متابعة الابناء للدراسة واستمرارهم فيها.
هـ - علاقة عكسية ضعيفة (-0,34) مع الدخل, اي ان ارتفاع الدخل لايؤدي دائما الى تراجع نسبة الامية بين الذكور .
- الامية بين الاناث
من خلال استعراض العلاقات لنسب الامية بين الذكور مع المتغيرات الاخرى قيد التحليل اتضح ان التوزيع الجغرافي لنسب الامية بين الذكور ونظيره للاناث يتشابهان بدرجة(86,49%) (معامل ارتباط بقيمة 0,93), لذلك لا يتوقع ان يكون هناك اختلافا كبيرا بين التوزيعين, وان العلاقات مع المتغيرات الاخرى تكون متقاربة بدرجة كبيرة . وقد رفضت الفرضية الصفرية مؤكدة اختلاف النسب تفصيلا للقطر الواحد عبر الزمن .
ان نسب الامية قد تناقصت بدرجة كبيرة بين الاناث ,مما يتطلب تسليط الضوء عليه حيث كان المعدل عام 1980 (68,062%) وانخفض الى (42,382%) عام 1998. يعرض الجدول رقم (4) توزيع الاقطار العربية الى فئات حسب نسب الامية بين الاناث لعامي1980و1998. ومن هذا الجدول يستدل على :-
- الانخفاض الكبير في نسب الامية بين الاناث في اقطار : الاردن , الامارات, السعودية, وعمان.
- انخفاض نسبي في نسب الامية بين الاناث في الاقطار الاخرى.
- ليس هناك قطر عربي خال من الامية بين الاناث.
جدول (3)
- النسب المؤية للسكان الحضر في اقطار الوطن العربي1980 5الفئة %619981,00 – 10,0الاردن , لبنان , ليبياالاردن , لبنان10,1 – 20,0الامارات , البحرين , السعودية , سوريا , كويتسوريا , كويت , ليبيا20,1 – 30,0تونس , الجزائر , عمانالامارات , السعودية30,1 – 40,0السودان , العراق , مصر , المغرب , اليمنتونس , الجزائر , السودان , عمان , مصر40,1 – 50,0موريتانياالعراق , المغرب , موريتانيا50,1 – 60,0اليمن60,1 – 70,1البحرين , قطر60,1 – 70,0
جدول (4)
- النسب المؤية للسكان الحضر في اقطار الوطن العربي1980 7الفئة %8199810,0 – 20,0الاردن , الامارات20,1 – 30,0البحرين , كويت , لبنانكويت , لبنان30,1 – 40,0السعودية , ليبياالاردن , الامارات40,1 – 50,0تونس , الجزائر , سوريا , عمان50,1 – 60,0السودان , العراق , مصرتونس , السعودية , سوريا , ليبيا60,1 – 70,1المغرب , موريتانياالجزائر , العراق , مصر , موريتانيا70,1 – 80,0اليمنالسودان , عمان , المغرب80,1 – 90,0اليمن90,1 – 100,0البحرين , قطربدون معلومات
2-3 التعليم الابتدائي
1-2-3 تعليم الذكور
بلغ معدل نسب انخراط الذكور في التعليم الابتدائي (95.647%) عام 1980 وانخفض قليلا عام 1966(93.688%) من مجموع الفئة العمرية المقابلة, مؤكدا عدم التنفيذ الكامل لالزامية التعليم. وان لاتغيرا جوهريا قد حصل خلال العقدين حيث قبلت فرضية عدم وجود فرق معنوي. تختلف الاقطار العربية في جدية متابعة حكوماتها لالزامية التعليم, اضافة الى تباينها في تحديد مدة الالزامية , وقد انعكس هذا على نسب انخراط الابناء في الدراسة الابتدائية قياسا بالفئة العمرية المشمولة بالتعليم الالزامي. يعرض الجدول رقم(5) نسب التلاميذ الذكور في الدراسة الابتدائية لعامي 1980و1996 مبوبة الى فئات عشرية.ومن هذا الجدول يلاحظ ان :-
- الاردن , قطر, كويت ، العراق والمغرب قد عاشت حالة تناقص في نسب التحاق الذكور الى مقاعد الدراسة.
- موريتانيا ومصر ارتفعت فيهما نسب انخراط الذكور في صفوف التعليم الابتدائي بشكل كبير جدا .
- البحرين , سوريا, الجزائر, لبنان, ليبيا وتونس بقيت فيها اعداد التلاميذ تفوق اعداد الفئة العمرية المقابلة للدراسة الابتدائية مما يدل على استمرار الاهتمام بالتعليم ومتابعة الزامية التعليم في هذه الاقطار.
- في عام 1980 سجلت عشر دول نسبا في الانخراط في التعليم الابتدائي بما يزيد عن الفئة العمرية المقابلة, ولعل هذا راجع الى التوجه نحو التعليم خلال عقدي السبعينات والثمانينات. وفي عقد التسعينات تناقص العدد الى سبع دول بعد ان تراجعت نسب اقطار:العراق, المغرب والكويت.
لمؤشر نسبة عدد تلاميذ الدراسة الابتدائية من الذكور قياسا الى عدد من هم في الفئة العمرية المقابلة علاقة عكسية قوية مع نسبة التحضر(-0,68), مما يعني ان ارتفاع نسبة التحضر لا تؤدي الى زيادة في انصياع اولياء الامور الى تنفيذ الزامية التعليم, وبالتالي وجود هدر في هذه المرحلة الاساسية في التعليم. وبملاحظة خرائط التوزيع الجغرافي للمتغير والمؤشر انفي الذكر فأن درجة التنافر تصل الى (46,24%) بين التوزيعين, مما يعني ان الاقطار التي تنخفض فيها نسبة التحضر هي التي يكون فيها الالتزام بالتعليم الاساسي اكثر من الدول التي ترتفع فيها نسبة سكان الحضر. فسكان الريف اكثر التزاما بالزامية التعليم من سكان المدن, وهذه حالة تتطلب الانتباه اليها ودراستها . ومما يؤكد النتيجة اعلاه أن لهذا المؤشر علاقة متوسطة القوة مع نسبة الاناث في قوة العمل (0,55), وهذه سمة المجتمعات الريفية في الوطن العربي. ويلاحظ ايضا ان ارتفاع نسب انخراط الذكور في الدراسة الابتدائية لايؤدي الى ارتفاع نسبة تلميذ/معلم (معامل ارتباط 0,14) , بل يصاحبه ارتفاع في نسبة طالب /مدرس في التعليم الثانوي(معامل ارتباط0,53), وقد يوحي هذا بتوفر عدد مناسب من المعلمين, الا ان عدد المدرسين يقل عن المطلوب في العديد من الاقطار العربية.
2-2-3 تعليم الاناث
على خلاف من تعليم الذكور, فقد ارتفع معدل نسب انخراط الاناث في التعليم الابتدائي من (78,405%) عام 1980 الى (85,278%) من مجموع الفئة العمرية المقابلة عام 1996, وايضا لوحظ عدم التنفيذ الناجز لالزامية التعليم. وبرهنت المقارنة الاحصائية على عدم وجود اختلاف جوهري في التفاصيل بين العقدين. يتشابه التوزيع الجغرافي لنسب انضواء الذكور الى الدراسة الابتدائية مع نظيره للاناث بنسبة(84.64%), مؤشرا وجود اختلاف بسيط في المراتب, الا ان هذا لم يؤد الى تشابه في شبكة العلاقات الاحصائية, فالاهتمام بتعليم الاناث متباين بين الحكومات15 العربية.يعرض الجدول رقم(6) التوزيع الجغرافي لانضمام الى التعليم الابتدائي مقاسا كنسبة مئوية من الفئة العمرية المقابلة. ويشير الجدول (6) الى ان :-
- اربع اقطار عربية كانت فيها نسب تنفيذ الزامية التعليم للاناث تقل عن (50%) من العدد المطلوب عام 1980, قل عددها الى دولة واحدة(السودان) عام 1998.
- تراجع نسب انخراط الاناث في التعليم الابتدائي في اقطار: البحرين, العراق, قطر, كويت, الاردن في عقد التسعينات عن ما كان عليه الحال في الثمانينات.
- تحقيق تقدم كبير في نسب انضمام الاناث الى التعليم الابتدائي في اقطار: موريتانيا, عمان, السعودية, تونس والجزائر .
وعند تحليل العلاقة بين مؤشر نسب الاناث في تعليم الاساسي قباسا بالفئة العمرية المقابلة مع المتغيرات الاخرى يلاحظ ان التحضر له تأثير سلبي(-0,47), كذلك ارتفاع معدل الدخل (-0,36), وما تصرفه الدولة على التعليم(-0,26) من مجموع الانفاق الحكومي, ولعل للمستوى الحضاري (العقلية الاجتماعية) تأثيره في هذا الجانب بحيث يصعب الوصول الى الحقيقة من خلال الارقام الاحصائية. ويبدو هذا غريبا في بلدان دينها الرسمي الاسلام الذي يدعو الى المعرفة والعلم وطلبهما حيثما وجدا.
3-2-3 نسبة تلميذ/معلم
المؤشرات السابقة كمية , المؤشر الوحيد( المعتمد في هذه الدراسة) الذي يدلل على (النوع- مستوى التعليم) هو نسبة عدد التلاميذ الى عدد معلميهم. وقد انخفض معدل هذه النسب من (27,917) عام 1980 الى (23,8) تلميذ/معلم عام 1997, وقد تراوحت هذه النسب بين(9) تلاميذ لكل معلم في قطر الى (59) تلميذ لكل معلم في موريتانيا عام 1997. وقد اكدت المقارنة الاحصائية وجود فرق جوهري في تسجيلات هذه النسب خلال العقدين. يصنف الجدول رقم(7) الاقطار العربية الى فئات حسب هذا المؤشر الحيوي منه يستدل على:-
- حدوث تحسن كبير في هذه النسبة على عموم اقطار الوطن العربي .
- الدولة الوحيدة التي ارتفعت فيها النسبة, ومع هذا بقيت ضمن المقبولة عالميا, هي عمان جراء التوجه الكبير للتعلم فيها.
ومن شبكة العلاقة بين هذا المؤشر والمؤشرات والمتغيرات الاخرى قيد التحليل يستشف ان لمعدل الدخل علاقة عكسية معه(-0,59), كذلك التحضر(-0,55), وانها تنخفض حيثما ازدادت نسبة الانخراط في الدراسة الثانوية (-0,70 للذكور و-0,73 للاناث). وقد يعني هذا ان الدول التي تهتم بالتعليم وتتابع مستواه بدء الدراسة الاساسية واستمرارا مع الدراسة الثانوية هي التي تنخفض فيها النسب. اي ان الاهتمام ليس في الكم فقط بل وفي النوع والمستوى في هذه الاقطار. وترتفع نسب التلاميذ الى المعلمين في الاقطار التي ترتفع فيها نسب الامية ( بين الذكور 0,70) و(بين الاناث 0,67), وحيثما ترتفع نسب الطلبة
الى المدرسين (0,67).
جدول (5)
- النسب المؤية للسكان الحضر في اقطار الوطن العربي1980 9الفئة %101996موريتانيا40,0 – 50,0السودان50,1 – 60,0السودانعمان60,1 – 70,0الاردنالسعودية70,1 – 80,0السعودية , عمان ,كويتالاردن , الامارات , مصر80,1 – 90,0قطر, موريتانيا90,1 – 100,0الامارات , العراق , المغرب , اليمنالجزائر , قطر , كويت ,المغرب100,1 – 110,0البحرين , سوريا , مصرالبحرين , تونس , سوريا ,العراق , لبنان110,1 – 120,0الجزائر , لبنان , ليبياليبيا120,1 – 130,0تونساليمنبدون معلوملت
جدول (6)
- النسب المؤية للسكان الحضر في اقطار الوطن العربي1980 11الفئة %121996موريتانيا20,0 – 30.0عمان30,1 - 40,0السعودية , السودان40,1 – 50,0السودان50,1 – 60,0اليمنمصر , المغرب60,1 – 70,070,1 – 80,0الاردن , السعودية , المغرب , موريتانيا , العراق ,عمان , كويتالاردن , الامارات , سوريا , تونس , الجزائر80,1 – 90,0الامارات , قطرالبحرين , كويت90,1 – 100,0سوريا , مصرالعراق , قطر , لبنان100,1 – 120,0البحرين , تونس , الجزائر , لبنان , ليبياليبيا120,1 – 140,0اليمنبدون معلومات
جدول (7)
- النسب المؤية للسكان الحضر في اقطار الوطن العربي1980 13الفئة %1419975,1 – 10,0قطر10,1 – 15,0السعودية , كويتالسعودية , قطر , كويت ,لبنان15,1 – 20,0الامارات ,العراقعمان20,1 – 25,0تونس , مصر , الاردن , سورياالاردن , سوريا , العراق25,1 – 30,0الجزائر , السودان , المغرب , عمان , اليمنالسودان30,1 – 35,0موريتانياتونس , الجزائر35,1 -40,0موريتانيا40,1 – 45,0الامارات , البحرين , ليبيا , مصر, المغرب ,اليمنبدون معلوماتالبحرين , لبنان , ليبيا
3-3 التعليم الثانوي
تتباين الاقطار العربية فيما بينها في درجة متابعة التعليم الالزامي, وفي نسب التحاق خريجي الدراسة الابتدائية بالتعليم الثانوي, كما تتباين هذه النسب على اساس الجنس (الذكور والاناث). وطبقا لذلك اختلفت شبكة العلاقات بين متغيرات التعليم الثانوي عن سابقتها.
1-3-3 تعليم الذكور
في عام 1980 كانت سبع دول عربية تقل فيها نسب المنخرطين في التعليم الثانوي عن نصف العدد من الفئة العمرية المقابلة. وقد رفضت فرضية عدم وجود فرق جوهري بين نسب هذا المؤشر خلال العقدين . يعرض الجدول رقم(8) التوزيع الجغرافي للاقطار العربية حسب نسب استمرار الذكور في الدراسة الثانوية مقارنة بعدد من هم في الفئة العمرية لهذه المرحلة من التعليم.ويستشف منه ان :-
- العراق يواجه مشكلة في متابعة الذكور للدراسة الثانوية.
- هناك تراجع نسبي في متابعة الذكور للدراسة في اقطار: سوريا, كويت والاردن.
- البحرين وليبيا تحققان انجازا كبيرا في مجال التعليم الثانوي.
- حققت اقطار : تونس, الجزائر, السعودية وعمان طفرة كبيرة في نسب زيادة التحاق الذكور بالتعليم الثانوي.
- وجود تقدم نسبي في الاستمرار في الدراسة لذكور اقطار: الامارات, قطر, لبنان ومصر.يتشابه التوزيع الجغرافي لقيم هذا المؤشر من نظيره لنسب انخراط الاناث في التعليم الثانوي وبنسبة(94,09%), ولايتأثر التوزيع الجغرافي لهذا المؤشر (الا قليلا) بتوزيع قيم متغيري التحضر(5,76%) ومعدل الدخل الفردي(9%).ولكنه يتعاكس, وبنسب متباينة, مع التوزيع الجغرافي لنسب : الامية بين الذكور(15,21%), الامية بين الاناث (14,11%), نسبة طالب/مدرس(16%), النساء في قوة العمل (7,64%) والصرف على التعليم (1%). ان تقاطع نسب التحاق الذكور بالتعليم الثانوي مع نسب تلميذ/معلم (49%) دليل على الاثر السلبي المباشر لارتفاع كثافة الطلبة في صفوف الدراسة الابتدائية وانعكاسه على رغبتهم في الاستمرار في الدراسة الثانوية, وعلى المستوى التعليمي الذي نالوه جراء ذلك.
جدول (8)
النسب المؤية للسكان الحضر في اقطار الوطن العربي
| ||
1980
|
الفئة %
|
1996
|
السودان , عمان , موريتانيا
|
10,0 – 20,0
| |
20,1 – 30,0
|
السودان , موريتانيا
| |
تونس , الجزائر , السعودية , المغرب
|
30,1 – 40,0
| |
40,1 – 50,0
|
سوريا , العراق , المغرب , اليمن
| |
الامارات , سوريا
|
60,1 – 60,0
|
الاردن
|
الاردن , البحرين , قطر , لبنان , مصر
|
60,1 – 70,0
|
تونس , الجزائر , السعودية , عمان , كويت
|
العراق
|
70,1 – 80,0
|
الامارات , قطر , لبنان
|
كويت , ليبيا
|
80,1 – 90,0
|
مصر
|
90,1 – 100,0
|
البحرين , ليبيا
| |
بدون معلومات
|
2-3-3 تعليم الاناث
احد عشر قطرا عربيا قلت فيها عن النصف نسب انخراط الاناث في العليم الثانوي عام 1980 حيث كان المعدل بقيمة(38,152%), وانخفض العدد عام 1996 الى ست دول عندما اصبح المعدل(57,672%) من مجموع الاناث في الفئة العمرية المقابلة. ولهذا السبب قد برهن على وجود فرق معنوي بين العقدين في مجال انخراط الاناث في الدراسة الثانوية. ومن الجدول رقم (9) يستدل على ان:-
- حققت اقطار :عمان, تونس, الجزائر, البحرين, ليبيا, ومصر زيادة كبيرة جدا في نسب التحاق الاناث في التعليم الثانوي.
- لم يحدث تغيير كبير في نسب الاناث في التعليم الثانوي في اقطار: سوريا, العراق, والاردن .
- تراجع نسبي في نسبة الاناث في التعليم الثانوي في كويت.
- الاقطار الاخر قد حققت تقدما ملموسا في هذه النسبة.
الاناث هن العنصر الاضعف في المجتمع, لذلك فهن الاكثر تأثيرا بما يجري فيه. ولذلك يلاحظ ان المؤشرات التي تتعلق بالاناث تكون علاقتها اقوى من المتغيرات الاخرى من المؤشرات المعنية بالذكور حصرا. فعند مقارنة التوزيع الجغرافي لنسب التحضر نجد تشابها بنسبة (13,69%) مع التوزيع الجغرافي لنسب التحاق الاناث بالدراسة الثانوية, وبنسبة(5,76%) مع التوزيع الجغرافي لنسب الذكور الملتحقين بالتعليم الثانوي. وعند مقارنة التوزيع الجغرافي لمعدلات الدخل مع المؤشرين انفي الذكر , يلاحظ تشابها بنسب(15,21%)و(9%) على التوالي. كذلك الحال مع التوزيع الجغرافي لنسب ما يصرف على التعليم (2,25% مع الاناث و 1% مع الذكور ) .
جدول (9)
- النسب المؤية للسكان الحضر في اقطار الوطن العربي1980 15الفئة %161996عمان , موريتانيا0.0 - 10,0السودان , المغرب10,1 – 20,0السودان , موريتانيا ,اليمنتونس , الجزائر , السعودية20,1 – 30,0سوريا , العراق , مصر30,1 – 40,0سوريا , العراق , المغربالامارات40,1 – 50,0الاردن , البحرين , لبنان50,1 – 60,0الاردن , السعوديةقطر , ليبيا60,1 – 70,0تونس , الجزائر , عمان , كويتكويت70,1 – 80,0قطر , مصر80,1 – 90,0الامارات , لبنان90,1 – 100,0البحرين , ليبيااليمنبدون معلومات
3-3-3 نسبة طالب/مدرس
لم تنخفض نسب اعداد الطلبة الى اعداد مدرسيهم كثيرا خلال مدة الدراسة, فالمعدل كان (18,118) عام 1980,فأصبح (17,00) عام 1997, ولم تحدث اختلافات جوهرية مما استوجب قبول الفرضية الصفرية. يعرض الجدول رقم (10) التوزيع الجغرافي للاقطار الى فئات طبقا لنسب طالب/ مدرس المتحققة فيها خلال عقدين من الزمن. ومن الجدول يستدل على ان :-
- انخفضت نسب طالب/مدرس في اقطار الاردن, العراق, موريتانيا, المغرب, مصر , سوريا والجزائر.
- حافظت اقطار على مستوى النسب فيها وهي : قطر, كويت, السعودية.
- اقطار ارتفعت فيها النسب , وهي : الامارات, عمان, السودان وتونس.
ولنسب طالب/مدرس علاقات عكسية مع التحضر(-0,52), الدخل (-0,48) , نسب الذكور في التعليم الثانوي (-0,40) والاناث في التعليم الثانوي (-0,50). ولكنها تتأثر ايجابيا بنسب الامية بين الذكور (0,72), الامية بين الاناث (0,75) نسب تلميذ /معلم (0.76), نسب الذكور في التعليم الابتدائي (0.53) والاناث في التعليم الابتدائي (0,43). شبكة العلاقات هذه محيرة بعض الشيء ولعله عند دراستها بشكل تفصيلي ، وعند الفصل بين احصاءات الريف عن الحضر في الاقطار العربية فقد تكون العلاقات اكثر منطقية .
4-3 الصرف على التعليم
لم يحدث تغييرا كبيرا في مجال الصرف على التعليم خلال مدة الدراسة من اجمالي الانفاق الحكومي, فقد كان المعدل عام 1980 بقيمة (15,673%) فأصبح (17,214%) ( معدل 5-1997) , وقبلة فرضية عدم وجود فرق معنوي بين بيانات العقدين . ومن الجدول رقم(11) يتضح ان :-
- حدثت زيادة في نسب الصرف على التعليم من مجموع الانفاق الحكومي في اقطار: الامارات, السعودية وتونس .
- حدوث انخفاض في نسب الصرف على التعليم في اقطار : لبنان, الجزائر وعمان.
- بقاء نسب الصرف في الاقطار الاخرى ضمن الفئة ذاتها.
ومن تحليل العلاقة الاحصائية بين نسب الصرف على التعليم من مجموع الانفاق الحكومي من المتغيرات والمؤشرات قيد التحليل اتضح ان ليس هناك علاقة واحدة يمكن اعتمادها في التفسير , مما يعني ان النسب خاضعة الى اعتبارات لم تعتمد في التحليل في هذه الدراسة.
جدول (10)
- النسب المؤية للسكان الحضر في اقطار الوطن العربي1980 17الفئة %181996الامارات , عمان , قطر5,0 – 10,0الاردن , قطرالسعودية , كويت , لبنان , ليبيا10,1 – 15,0الامارات ,السعودية, سوريا, كويتالبحرين ,تونس , سوريا15,1 – 20,0البحرين , الجزائر , العراق , عمان , مصر , المغربالاردن , الجزائر , السودان , مصر , المغرب20,1 – 25,0تونس , اليمن25,1 – 30,0السودان , موريتانياالعراق , موريتانيا30,1 – 35,0اليمنبدون معلوماتلبنان , ليبيا
جدول (11)
- النسب المؤية للسكان الحضر في اقطار الوطن العربي1980 19الفئة %2019965,0 – 10,0لبنانالامارات , البحرين , تونس , السعودية ,سوريا , عمان , كويت , لبنان10,1 – 15,0البحرين, سوريا , كويت , مصرالاردن15,1 – 20,0الاردن , تونس , الجزائر , عمان , موريتانياليبيا20,1 – 25,0الجزائر25,1 – 30,0السودان , العراق , قطر , ليبياالسودان , العراق , قطر , مصر , المغرب ,موريتانيا , اليمنبدون معلومات
- مناقشة النتائج
1-4 مناقشة الفرضيات
1-1-4 الفرضية الاولى : "يعكس دليل التنمية البشرية المستوى التعليمي للبلد "
تنتج التنمية عن تفاعل طيف واسع من المتغيرات والمؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية , وقد لخص دليل التنمية البشرية مجموعة العوامل المكونة للتنمية وبصيغة درجة تتراوح قيمتها بين (0-1). وبتحليل العلاقة بين دليل التنمية البشرية مع المتغيرات التعليمية قيد الدرس وجد ان :-
- وجود علاقة عكسية بين دليل التنمية البشرية لعام (1999) ونسب الامية بين البالغين (15 سنة فأكثر) , فالتوزيع الجغرافي لقيم دليل التنمية تتعاكس مع التوزيع الجغرافي لنسب الامية بين الذكور بنسبة (60,84%), ومع نسب الامية بين الاناث بنسبة(82,81%). كذلك تتناقض مع نسب تلميذ/ معلم بنسبة (68,89%) , ونسب طالب / مدرس بنسبة (57,76%)
- ارتبط استمرار الابناء في الدراسة الثانوية بدليل التنمية البشرية بعلاقة موجبة, حيث يتشابه التوزيع الجغرافي لقيم دليل التنمية مع نسب انخراط الذكور الى الدراسة الثانوية بنسبة (47,61%) ، ومع استمرار الاناث في هذا المستوى من التعليم بنسبة(73,96%) .
- كان تأثير التنمية البشرية على تنفيذ الزامية التعليم ضعيفا , فأشتراك التوزيع الجغرافي لقيم دليل التنمية مع توزيع نسب الذكور في التعليم الابتدائي كان بنسبة (4,84%) ومع الاناث في التعليم الابتدائي بنسبة (9,00%) .
2-1-4 الفرضية الثانية : "معدل نسب تعليم الاناث مساوي لقرينه تعليم الذكور"
بمراجعة معدلات الامية ونسب التعليم الابتدائي والثانوي وحساب الفرق بين المسجل عام 1980 والمسجل خلال عقد التسعينات لكل من الاناث والذكور يستخلص الاتي :-
- انخفضت نسب الامية عند الاناث بنسبة (37,730%) عن المسجل عام 1980, وتقابلها نسبة (14,218%) للذكور.
- ازدادت نسب انخراط الاناث في التعليم الابتدائي بنسبة(8,766%) عن ما كانت عليه عام 1980, مقابل (2,048%) للذكور
- ازدادت نسب استمرار الاناث في التعليم الثانوي بنسبة (51,163%) عن ما كانت عليه عام 1980, في حين كانت الزيادة (20,787%) عند الذكور.
يستخلص من هذا, ان الاهتمام كان لايميز بين الجنسين, الا ان الاناث اكثر تأثرا بأي تغيير يحدث في المجتمع , وبالتالي فقد كانت علاقة المؤشرات الخاصة بالاناث اكثر حساسية في مصفوفة العلاقات من المؤشرات الخاصة بالذكور . وقد تم التأكد من النتيجة اعلاه باعتماد المقارنة الاحصائية بين النسب المسجلة للذكور مع قرينتها للاناث وكانت قيمة (ت) المحسوبة اقل من القيمة الجدولية وبذلك قبلت فرضية عدم وجود فرق معنوي . اعيد التحليل بأعتماد الفروقات المشار اليها انفا. وايضا جاءت النتيجة مطابقة . فالابناء سواسية في المجتمع العربي , امام القانون على الاقل .
3-1-4 الفرضية الثالثة : " ان نسب التعليم الثانوي مكافئة لنسب التعليم الاساس "
بمقارنة معدلات النسب المسجلة للتعليم الاساس ( الابتدائي) مع قريناتها للتعليم الثانوي احصائيا , استخلص ان الفرق جوهري , حيث رفضت فرضية عدم وجود فرق معنوي وبرهن احصائيا على ان التعليم الثانوي يختلف بمؤشراته المعتمدة في هذه الدراسة عن التعليم الابتدائي في اقطار الوطن العربي.
4-1-4 الفرضية الرابعة : " الاختلاف بين معدلات النسب المسجلة عام 1980 ونظيرها في النصف الثاني من عقد التسعينات جوهري"
عند مقارنة معدلات النسب لمجموعة المؤشرات التعليمية لعام 1980 مع نظيراتها في النصف الثاني من عقد التسعينات وجد انها لا تختلف كثيرا حيث كانت قيمة(ت) المحسوبة تقل عن القيمة الجدولية , وبهذا قبلت فرضية عدم وجود فرق جوهري , فالسياسة التعليمية في اقطار الوطن العربي مازالت ضمن استراتيجيتها دون تغيير جوهري . ومازالت الاولويات والاهتمامات ذاتها في بداية عقد الثمانينات رغم التقدم التقني والعلمي الهائل الحاصل في مختلف ارجاء العالم .
2-4 الاستنتاجات
1- في المتن اثير تساؤل مفاده" هل يمكن القول بأن درجة التحضر في البلد تعكس المستوى التعليمي فيه؟ " وفي الحقيقة ان الاجابة عن هذا التساؤل العلمي صعب بعض الشيء, فالتحضر في الوطن العربي لايعني دوما الانتقال من حالة حضارية – فكرية معينة ( ريفية)الى اخرى تختلف عنها كليا ( حضرية) , فالتريف ( ذهنيا- فكريا- سلوكيا) مازال من سمات الكثير من حواضر الوطن العربي. ولكن وعند النظر الى المعطيات الاحصائية ( الكمية) يستخلص الاتي: ارتبط التحضر في الوطن العربي ايجابيا ( بعلاقة ضعيفة) مع استمرار الابناء في الدراسة الثانوية ( ذكور واناث) , وادى الى انخفاض نسب الامية بين البالغين من الجنسين , والى انخفاض نسب التلاميذ الى معلميهم ( ابتدائي وثانوي) , وهذه نتيجة مفرحة . الا ان نسب التحضر تتعاكس مع انخراط الابناء الى التعليم الاساسي مما يشير الى ضعف واضح في تنفيذ الزامية التعليم في المناطق الحضرية , وهذه نقطة مهمة تتطلب الدراسة والبحث عن علاج.
2- لقد حققت الاقطار العربية تقدما في مكافحة الامية ونشر التعليم في صفوف الشعب, الا ان الامية كمرض فتاك ما زالت متوطنة في جميع الاقطار بدون استثناء وذلك على اعتاب الالفية الثالثة .
3- لم يرتبط الصرف على التعليم من مجموع الانفاق الحكومي بعلاقة احصائية بأي متغير او مؤشر معتمد في الدراسة مما يعني ان نسب الصرف تحدد على ضوء اعتبارات اخرى, وان الاولويات تتحدد من قبل المسؤولين على اساس معايير اخرى خارج اطار هذه الدراسة
4- ان ارتفاع نسب عدد التلاميذ في الدراسة الابتدائية قياسا بعدد معميهم لها نتائجها السلبية المباشرة وغير المباشرة. الاخيرة تتمثل في نقص في الرغبة في الاستمرا في الدراسة الثانوية, على الاقل .
5- ترتفع نسب مساهمة المرأة في قوة العمل في الاقطار العربية ، في المجتمعات الريفية اكثر من الحضرية ، الا ان نسب تعليمها في الحضر تفوق الريف . مما يعني ، ان عمل المرأة ومساهمتها في قوة العمل لاترتبط بتعيمها , بل بالحاجة اليها كيد عاملة غير ماهرة.
5-المصادر والمراجع
- الامانة العامة لجامعة الدول العربية , 1998
التقرير الاقتصادي العربي الموحد
- الامانة العامة لجامعة الدول العربية , 2001
التقرير الاقتصادي العربي الموحد .
- الامم المتحدة , البرنامج الانمائي , 2001
تقرير التنمية البشرية , القاهرة .
- الفارس , عبد الرزاق , 2001
الفقر وتوزيع الدخل في الوطن العربي, مركز دراسات الوحدة العربية , بيروت , شباط .
- مركز دراسات الوحدة العربية , 2001
المستقبل العربي , الملف الاحصائي العدد 266,ص188-199.
141 التقرير الاقتصادي العربي الموحد , 2/8 , 1998 .
2التقرير الاقتصادي العربي الموحد , ملحق 2/8 ,2001.
3 التقرير الاقتصادي العربي الموحد ,ص16 ,2001 .
4 عبد الرزاق الفارس , الفقر وتوزيع الدخل في الوطن العربي , مركز دراسات الوحدة العربية , بيروت , ص111 ,2001 .
155 التقرير الاقتصادي العربي الموحد , ملحق 2/11 , 2001
6 المصدر نفسه
7 التقرير الاقتصادي العربي الموحد , ملحق 2/13 ,2001
8 المصدر نفسه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق