كيف يحدث الزحام والاختناقات؟
جريدة الأهرام : المشكلات المرورية عالمية, ولكن ينبغي أولا التفريق بين تعريفات بعض المصطلحات التي تعبر عن هذه المشكلات, فهناك' الاختناق المروري' وهو بالإنجليزيةTrafficJam, ويعني النقاط التي تتعقد فيها حركة المرور في مدينة ما نتيجة لتداخل السيارات في طريق واحد من اتجاهين متضادين,وهناك' الزحام المروري' وهو بالإنجليزية TrafficCongestion, ويعني كثرة التدفق المروري للسيارات زيادة عن حجم ومساحة الشوارع في مدينة ما, والحالتان تنجم عنهما حالة مرورية تسمي الاصطفاف أو.Queueing .
ومن أبرز الأسباب المؤدية إلي هذا الزحام أو الاختناق في بعض هذه المدن:
ومن أبرز الأسباب المؤدية إلي هذا الزحام أو الاختناق في بعض هذه المدن:
ـ الكثافة المرورية: وهي كثرة عدد السكان مقارنة بحجم المدينة, أو ما يعرف بمعدل الكثافة السكانية, وهناك أيضا ما يسمي معدل الكثافة المرورية, وهو كثرة عدد السيارات مقارنة بمساحات الشوارع المتوافرة في المدينة, وهو يظهر بوضوح في المدن المزدحمة بالسكان, وأيضا في المدن غير المزدحمة سكانيا, ولكنها تكون في العادة مدنا قديمة أو صغيرة الحجم.
ـ مستوي النقل الجماعي: ويقال إن مستوي وسائل النقل الجماعي في بلد ما هو أحد أدلة تقدم هذا البلد مقارنة ببلد آخر, نظرا لأن تطور مستواها يشجع الناس علي التخلي عن استخدام سياراتهم الخاصة في الكثير من التحركات اليومية, وخاصة الانتقال من وإلي أعمالهم, أو علي الأقل يستخدمون السيارات الخاصة فقط في الوصول إلي محطات وسائل النقل العامة من أوتوبيسات أو قطارات أو مترو أنفاق, وهي النظرية المعروفة دوليا وعالميا باسم' اركن واركب'Parkandride. ومعروف أنه مما يزيد من الازدحام المروري في مدينة ما وجود كل سيارة خاصة تسير في الشارع ويستقلها شخص واحد فقط, وهو ما يعني أنه يستقطع حيزا كبيرا بمفرده من حيز الشارع, وهناك دراسة تقول إن الحيز الذي يشغله الأوتوبيس الواحد الذي يستقله أكثر من خمسين راكبا هو نفس الحيز الذي تستقطعه ثلاث سيارات خاصة.
ـ ساعات الذروة: والذي لا يعرفه الكثيرون أن هناك مدنا عملاقة تشهد في ساعات الذروة الصباحية ـ في أثناء ذهاب الناس إلي أعمالهم, أو في ساعات الذروة المسائية في أثناء عودتهم من أعمالهم ـ حالات اختناق مروري, بل توقف تام عند بعض الطرق الرئيسية, وهي مشكلة مستعصية عن الحل في كثير من المدن رغم التقدم الذي وصلت إليه هذه الطرق.
ـ القوانين: وهناك الكثير من الدول, وخاصة في العالم الثالث, تواجه مشكلات مرورية بسبب عدم وجود قوانين تحكم جوانب مختلفة من الحياة المرورية, مثل قوانين استيراد السيارات وجماركها, ومثل القوانين المنظمة للمرور وحركة السير ذاتها في كل مدينة علي حدة, وبالطبع, فإن الأهم من وجود القوانين هو مدي الجدية في تطبيقها.
ـ العنصر البشري: وهي مشكلات تتعلق بالسائقين والمشاة علي حد سواء, من حيث التزام كل طرف منهم بالقوانين المعمول بها في كل بلد, ومن هذه المشكلات التي تتعلق بالسائقين عدم اللياقة البدنية أو الطبية, وتعاطي الخمور والمخدرات, والانشغال بأشياء غير القيادة كالتدخين أو الكلام أو الحديث في المحمول, ومدي التزامهم بقوانين المرور وأعرافه, مثل الالتزام بالسرعات المقررة والالتزام بالحارة المرورية, والتخطي من جهة اليسار فقط, واستخدام الإشارات الجانبية عند الانتقال من حارة إلي أخري, والتوقف عند التقاطعات, والالتزام بعدم الوقوف في الممنوع وفي أماكن الانتظار غير المسموح بها قانونا, والأهم من ذلك الالتزام بأخلاقيات القيادة. وفي أوروبا, يتندر معظم شعوب القارة بسلوكيات قائدي السيارات الإيطاليين, علي وجه التحديد, بالعديد من الرسوم الكاريكاتيرية التي يتم وضعها علي مواقع الإنترنت, باعتبار أن هذه السلوكيات غير مقبولة علي الإطلاق في مدن أوروبية أخري مهما تكن درجات الزحام.
ـ تخطيط المدن: وهي مشكلة قائمة بوضوح في المدن القديمة التي لا يفلح معها تخطيط شوارع جديدة وإقامة جسور وأنفاق إضافية تساعد علي حل المشكلات المرورية.
ـ المشكلات الطارئة: وهي مشكلات تتعلق بظروف مؤقتة تسبب اختناقات مرورية أو ازدحاما مروريا في بعض المدن والطرق لفترات محددة, مثل أوقات القيام بإصلاحات في بعض الطرق.
وكما يقال دائما, فإنه إذا كان الطريق الأول لحل أي مشكلة هو تحديد أسبابها ومعرفتها بدقة, فإننا عرضنا الأسباب, وهي, كما نري, أسباب مرئية وواضحة وقابلة للحل.
_______________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق