الصفحات

الأربعاء، 11 يونيو 2014

الجغرافيا الاجتماعية ( د.ياسر أبو شريعة ) ...


 


المحاضرة التمهيدية
Geography of Services

 أولا : المعلومات العامة عن المقرر المستوى السابع .
جامعة الملك فيصل /الإحساء .
اسم المقرر :الجغرافيا الاجتماعية .
عمادة التعليم الاليكتروني رقم المقرر : جغر7405430.
نظام التعليم المطور للانتساب الفصل الدراسي : الأول.
العام الدراسي : 1433 – 1434هـ .
أستاذ المقرر: د.ياسر أبو شريعة.
كلية الآداب - قسم العلوم الاجتماعية.
المستوى السابع. حمله من هنا
 ساعتان .
متطلبات سابقة مبادئ الجغرافيا البشرية .
 ثانياً: محتوى المقرر:
    يتناول المقرر تعريف الجغرافيا الاجتماعية: طبيعتها، مجالات دراستها، مفاهيمها ومناهجها وصلتها بالعلوم الأخرى واتجاهاتها الحديثة، ودراسة المجتمعات الجغرافية المختلفة، مع الاهتمام بالمجتمعات في العالم العربي، ودراسة السكان والعمران البشري والمشكلات الاجتماعية الجارية مع نماذج تطبيقية من واقع مجتمع المملكة العربية السعودية
 ثالثاً: مسوغات المقرر :
    تنمية الجوانب النفعية للجغرافيا من خلال التفاعل مع المشكلات الاجتماعية في البيئة المحلية ومقارنتها بما يحدث في المجتمعات الأخرى.
 رابعا: أهداف المقرر:
-  التعريف بمضمون الجغرافيا الاجتماعية وفلسفتها.
-  معرفة العوامل الجغرافية المؤثرة على سلوكيات الأفراد وخصائصهم وتباين مجتمعاتهم
-  إبراز دور الجغرافيا في دراسة المشكلات الاجتماعية ذات البعد الجغرافي.
- اكتساب مهارات النقد والتحليل، وحل المشكلات، وتفسير الاختلافات.
 خامسا: طرائق التدريس والأنشطة المصاحبة :
 - الدراسة النظرية (الكتاب المقرر والمحاضرات والنقاش) مع الاستفادة من التقنيات الحديثة.
- الاستفادة من شبكة المعلومات في جمع بيانات عن المشكلات الاجتماعية لبعض الدول وإعداد العروض الالكترونية.
- التوعية داخل الكلية عن مشكلات المجتمع ذات الطابع الجغرافي ، والتواصل مع المؤسسات المهتمة بهذا الجانب.
 سابعاً: مصادر المقرر ومراجعه :
-عبدالفتاح صديق (2006) الجغرافيا الاجتماعية المعاصرة,مكتبة الرشد
-محمد السيد غلاب (1996م) البيئة والمجتمع، الإسكندرية، مؤسسة شباب الجامعة.
-فتحي مصيلحي (2002م) الجغرافية الاجتماعية، مطابع جامعة المنوفية.
- عبد الفتاح محمد وهيبة(1990م ) جغرافية الإنسان، منشأة المعرف، الإسكندرية
 - ليلى زعزوع (2001م) مقدمة في الجغرافية الاجتماعية، الدار العربية للعلوم.
-------------------------------

المحاضرة الأولىتطور الجغرافيا الاجتماعية
    الجغرافيا الاجتماعية علم طموح تحاول أن تفسر تكوين المجتمعات البشرية كلها من أبسطها حتى أشدها تعقيدا، وأن المرء إذا استمع إلى الجغرافيين ليخيل إليه أن جميع العلوم الاجتماعية طوع أمرهم من خلال الربط بين الجغرافيا والمجتمع.
   وقد لفت دوركايم الأنظار إلى ضرورة دراسة المجتمعات البشرية على أساس اجتماعي فإنه لا ريب فيه أنه لا يمكن فهم المجتمعات البشرية دون الأساس الجغرافي الذي نعيش عليه، إن علم المورفولوجيا الاجتماعية يوجه اهتمامه إلى المجتمع من حيث تكوينه، عدد سكانه وعلاقتهم بالبيئة، ولكنه يهتم أولاً بالمجتمع، ومنهج دراسته اجتماعي. أما الجغرافية فهي تهتم أولا بالمكان أي البيئة وعلاقة الإنسان أو المجتمع بهذه البيئة.
   إلى جانب المورفولوجيا الاجتماعية، نشأت في هذا الوقت أيضاً مدرسة جغرافية في فرنسا، لا تسلم بحتمية البيئة، ولا بطغيانها القاسي على الإنسان والمجتمع، ولكنها تعترف بالحرية الإنسانية، وتعطي للظروف البشرية والاجتماعية أهميتها في الاستجابة للظروف البيئية. وتعرف هذه المدرسة بالمدرسة الإمكانية Possibilism.
    مؤسس هذه المدرسة هو فيدال دى لابلاش Pual Vidal De la Blache الذي وجه اهتمامه إلى الجغرافيا، بعد أن أعد نفسه ليكون مؤرخا عام 1927، وقد بدأ بدراسة آثار همبولت وريتر وراتزل، ثم بدأ إصدار مجموعات حوليات جغرافية منذ عام 1891 وأشرف على إخراج جيل من الجغرافيين في مدرسة المعلمين العليا ثم جامعة السوربون.
فالبيئة لم تعد مظهراً طبيعياً ،بل مظهر إنساني وهذا المظهر هو في الواقع المظهر الجغرافي، ولذلك يجب دراسته على أساس تاريخي، أي دراسة تطور هذا المظهر من حالته الطبيعية إلى حالته الإنسانية، وتحليل جهود الإنسان في علاقاته مع البيئة خلال التاريخ حتى انتهائها إلى المظهر الجغرافي الحالي.
    وقد استخدم الحتميون فكرة تأثير عوامل البيئة الطبيعية في محاولة تفسير صفات الشعوب وميولها الذهنية استخدام سيء، فقد كان من السهل أن يرجع أي باحث في تفسيره إلى آثر تلك العوامل، ولا غرابة في أن تؤثر مظاهر البيئة الطبيعية في خيال الشاعر، أو أن يستوحي الفنان البيئة الطبيعية التي يعيش فيها آيات فنه، ولكن الإنسان أيضاً يحمل معه صفاته الذهنية التي اكتسبها في بيئته الأصلية وينقلها مهاجرا من وطنه مع قبيلته أو بمفرده، كما أن الناس يختلف بعضهم عن بعض اختلافات لا نهاية لها، من حيث الطباع والميول النفسية، ومن ثم كانت البيئة الواحدة موطناً لعناصر شتى من السكان، ويختلف بعضهم عن البعض الآخر في الذوق والمزاج والطباع مما أدى إلى التنوع الحضاري.
    إن عناصر البيئة متنوعة وإمكانياتها لا حصر لها والإنسان هو الذي يختار من هذه العناصر ما يناسبه ويستغله حسب طاقته الذهنية ومقدرته العقلية ومهارته اليدوية والآلية وبيئته الحضارية، وإن قوى الابتكار والمنطق والتفكير التي يمتاز بها الإنسان لتربأ به أن يكون مجرد حيوان سلبي خاضع لظروف طبيعية وقدرة غاشمة،فإن الإنسان وحده يرجع أمر اختيار إحدى إمكانيات البيئة أو بعضها في وقت آخر، حسب ما أوتي من مهارة وما وصل إليه من مستوى حضاري وثقافي، فإن البيئة تنطوي على إمكانيات عديدة وللإنسان حرية اختيار هذه الإمكانيات بقدر ما يستطيع فليس النهر يجبر الإنسان على استعماله في الملاحة أو في الري وليست الأرض الخصبة بدافعة للإنسان قسراً على الزراعة وليس وجود مناجم معدنية بدافعة له على استعمالها.
   إن العقبات الطبيعية لم تمنع الإنسان من التفكير في التغلب عليها فأقام الجسور وشق الأنفاق الجبلية وأقام مشاريع الري وقطع الغابات وحول السهوب إلى حقول قمح، وضبط مجاري الأنهار ونظم فيضاناتها وأضاف أنواعاً جديدة من النباتات المفيدة له لتلائم أجواء قاسية ما كان لها أن تنمو فيها.

    ليس هناك تحكم من جانب واحد ، فلا البيئة تستأثر بالتأثير في الإنسان ولا الإنسان ينفرد في التأثير فيها، بل هناك تبادل تأثير قطبين متقابلين هما البيئة والإنسان والأمثلة على ذلك عديدة فمصر ليست هبة النيل فحسب كما قال هيرودت، بل هي هبة النيل ونتيجة مجهود ساكن ضفاف النيل، ذلك الذي هذب مجراه وأقام جسوره منذ عصر ما قبل الأسرات، وبذلك أمن شر فيضاناته ونظم دورته الزراعية، لا بل أنه نظم توزيع مائة من القنوات والترع هذا الى أن المصري منذ عهد محمد علي قد حول الاقتصاد الزراعي التقليدي الذي يرجع إلى آلاف السنين من شتوية (قمح وبقول) إلى زراعة صيفية تعتمد على الري وحده ، وعلى توزيعه بحساب موقوت مضبوط. وهناك سهوب تركستان في أواسط آسيا موطن القرغيز والتركمان أي الرعاة التقليديين الذين وصفهم ديمولان في كتابه، أين هم الآن؟ لقد ثبتوا في قرى ثابتة وسكنوا المدن الصناعية وتحولوا إلى زراع قمح، بل واحتشدوا في مصانع الصلب والحديد في جمهوريتين تركمانستان وأذربيجان الحديثتين.
   وللنظر إلى الصين واليابان، ظلت الأولى حتى وقت في حياتها التقليدية القديمة، زراع أرز، على الرغم من وجود ثروات كبيرة من الفحم تحت حقول الأرز التي تغمرها المياه بينما الثانية اتجهت اتجاها أوروبيا صناعيا منذ منتصف القرن التاسع عشر بالرغم من أنها تستورد الفحم من الخارج وإن تحولت الأولى إلى الصناعة بعد عام 1987 وأصبحت عملاقا صناعيا بين القوى الكبرى.
   إن الأمثلة عديدة لا تعوز الباحث من أي قطر من الأقطار، خلال فترات التاريخ، وكلها تشير إلى مبدأ واحد وهو أن المجتمعات الإنسانية لأسباب عديدة كلها تاريخية إنسانية تختار إحدى إمكانيات البيئة أو بعضها في وقت ما، وتختار غيرها أو تضيف إليها في آخر، فالبطاطس عماد الغذاء في أوروبا وعماد الثروة الزراعية في ايرلندة لم تعرف إلا بعد كشف العالم الجديد وكذلك المطاط والتبغ والذرة الأمريكية بالرغم من أنها تحتل في البلاد التي تزرعها في الوقت الحاضر نسبة كبيرة من الإنتاج العالمي، وفي الحياة الصناعية والاقتصادية والاجتماعية مكاناً مرموقاً كلها كانت مجهولة لقسط كبير نشط في البشرية إلى أن تم كشف أمريكا.
   مبدأ الاختيار لا يخضع إلا لمؤثرات اجتماعية يلخصها مبدأ انتشار الحضارة فالإنسان حيوان اجتماعي لا يعيش منفرداً ولا معنى لتجريده عن المجتمع وما ينبغي لنا أن نتحدث عن الإنسان بل يجب أن نتحدث عن المجتمعات الإنسانية التي تؤثر بعضها في البعض الآخر بطريق التقليد أو القهر والإجبار على إتباع أسلوب معين من الحياة، ولهذا تنتقل المؤثرات الحضارية التي تفتح آفاق الاختيار من عناصر البيئة. فانتشار الزراعة أو انتشار استعمال المعدن يدفع بالمجتمعات التي تعلمت الزراعة أو استعمال المعدن إلى اختيار إمكانيات الزراعة أو المعدن من بيئتها واستغلالها، وتعلم فن جديد في أي ناحية من نواحي الاستغلال الاقتصادي للبيئة يوجه الأنظار إلى البحث عن إمكانيات هذا الفن في البيئة.
   كما أن الاختيار يخضع للذوق الاجتماعي العام، الذي لا يكتسبه الفرد إلا من المجتمع فمثلاً تحريم الخمر في الإسلام أبعد المسلمين عن استغلال الكروم في صناعة الخمور في جزء كبير من حوض البحر المتوسط، وتحريم أكل الخنزير لم يشجع صناعة تربية هذا الحيوان في العالم الإسلامي، وتقديس البقر عند الهندوس، حرم الهند من استغلال مورد حيواني ضخم واعتناق شطر كبير من القبائل المغولية للديانة البوذية، وانتشار الرهبنة البوذية بينهم، قلل من تكاثرهم ومن ثم قلل من خطر زحفهم وانقضاضهم على البلاد الزراعية المجاورة في وسط آسيا.
   إن المجتمع يتدخل بما يفرضه من تقاليد ومعتقدات وأساليب حياة بين الإنسان والبيئة، وهذه جميعاً تحول اختيار الانسان لإمكانيات البيئة وتؤثر في المجتمعات البشرية في قدرات مختلفة، في مختلف الأقاليم في العالم، وبين ظروف البيئة الجغرافية بقدر ما يسعه توفر مادة البحث.
   وهكذا يصبح علم الجغرافيا الاجتماعية علما جغرافيا اجتماعيا إنسانيا تاريخيا، وقد أفاض الأستاذ لوسيان فيفر في كتابه "المقدمة الجغرافية للتاريخ" في شرح أسلوب البحث الجغرافي، مستقلاً ومتميزاً عن أسلوب البحث الاجتماعي، ولكنه كان يدرك الحقيقة إدراكاً كاملاً بحيث يجعله لا يبخس الفرد حقه من التقدير، وبحيث يقدر مجهوده ومثابرته، يفضل ما وهب من عقل وقوة وتفكير، ويفضل ما أوتيه من نشاط تلقائي وذكاء خارق وقوة إرادة، ثم هو يبين أن هذا العقل هو الذي جعله حكما في قوة اختيار الإمكانيات التي يهتدي إليها، ويتأثر بمؤثرات اجتماعية عديدة خلال التاريخ، فلا بد من دراسة التطور التاريخي لكي نفهم لماذا اختار إمكانيات معينة دون أخرى.
    وينفي لوسيان فيفر أن تكون ثمة ضرورات في البيئة الجغرافية، بل أنه يقول "إنه لا توجد سوى إمكانيات، والإنسان سيد الإمكانيات، هو الحكم في اختيارها".
    ولكن مهما غالينا في تقدير حرية الإنسان، لا بد وأنها  محدودة بحدود الظروف الطبيعية التي يعيش فيها مثل المناخ والغطاء النباتي، وبحدود ما تشتمل عليه باطن الأرض من ثروة معدنية إضافة لمقدراته العقلية ومهاراته في البحث والتنقيب عنها واستغلالها، فإننا نجد أن العامل الهام الذي يحدد إمكانيات البيئة هو المناخ، وما يترتب عليه من حياة نباتية، فالإنسان لن يستطيع أن يزرع المطاط في المنطقة القطبية، أو يزرع الكروم في شمال أوروبا، كما أن الصحراء ستظل صحراء ولن تقوم بها زراعة إلا حول العيون والآبار أو حيث يتوفر ماء الري، وسيظل طول فصل الإنبات هو الذي يحدد نطاق القمح في كندا، وستظل مشكلة الماء تواجه مراعي ماري ودارلنج في استراليا هذه دون شك ظروف طبيعية قاهرة، تحدد الإطار العام الذي يتحرك الإنسان داخلة في حرية، وتحدد مجال الإمكانيات التي يختار منها الإنسان حسب مقدراته ومطالبه.
 السؤال الأول: وضح المقصود بالمفاهيم التالية.
- الجغرافيا الاجتماعية.
-الدراسة الميدانية.
-المدرسة الإمكانية.
- الإمكانية البيئية.
 السؤال الثاني: ضع عبارة (نعم) أمام العبارة الصحيحة و(لا) إمام العبارة الخاطئة:
- الجغرافيا الاجتماعية علم طموح .
- الجغرافيا الاجتماعية تهتم أولا بالمكان وعلاقة الإنسان بهذا المكان.
- مؤسس المدرسة الإمكانية فيدال دي لابلاش.
 انتهت المحاضرة.

---------------------------

المحاضرة الثانية : موضوعات الجغرافيا الاجتماعية:


• تهتم الجغرافيا الاجتماعية بدراسة المظاهر الاجتماعية التي تنتج عن تجمع الأفراد في جماعات أو تفاعل الإنسان بوصفه كائنا اجتماعيا فتشمل بذلك دراسة السكان والعمران والتنظيم الاجتماعي، فالدراسة العلمية للجغرافيا الاجتماعية تتطلب وصف كل مكونات البيئة الإنسانية سواء كانت هذه المكونات مادية أو معنوية وذلك لكي ترسم شخصية الإقليم، كما ذكر جلبرت وستيل عام 1945 أن الجغرافيا الاجتماعية تشتمل على أربعة فروع هي:
 -1- توزيع السكان وكثافتهم على سطح الأرض.
 -2- توزيع العمران الريفي وشكله.
 -3- الدراسة الجغرافية للمدن "الجغرافيا الحضارية".
 -4- توزيع الوحدات الاجتماعية وطرق معيشتها في البيئات المختلفة.
    بينما أوضح واتسن 1953 أن الجغرافيا الاجتماعية تشمل:
1- - دراسة السكان (الكثافة)، مدى الاستقرار، فئات السن، الجنس، التركيب العنصري.
2- - دراسة السكن أو العمران (في الريف، والحضر).
 -3- الوحدات الاجتماعية (في المسكن، العمل، الترويج، التعبد).
 -4- النظم الاجتماعية ووظائفها.
     وتناول الجوهري في دراسته للجغرافيا الاجتماعية 1978 دراسة العناصر الآتية:
-1-  الإنسان والمسرح الجغرافي "البيئة" وذلك لتحديد إطار الجغرافيا الاجتماعية وهدفها.
2- - السكان.
3- - مراكز التوطين البشري والعمران الريفي والحضري.
   إن أنسب تعريف للجغرافيا هو التعرف على الأقاليم المختلفة على سطح الأرض تبعاً لمجموعات مترابطة من الظاهرات الاجتماعية التي تنسب إلى مجموعة البيئة، والجغرافيا الاجتماعية فرع من فروع الجغرافيا البشرية التي تولى اهتمامها بالتوزيعات، والتكوينات، والوظائف والعمليات والمواءمة بين كل هذه البيئة، ومواءمة البيئة لها مع عدم إغفال الدراسة الجغرافية للاماكن التي تدرس بها الجوانب الاجتماعية المختلفة، وتناولت دراسة جون كاتر للجغرافيا الاجتماعية عام 1990 الموضوعات الآتية:
 -1- السكن.
-2-  النوع ودور المرأة في المجتمع.
 -3- دراسة الجريمة.
 -4- السلالات الموجودة في المجتمع.
5- - الحضرية والتحضر في المجتمع.
    وذكر مصيلحي أن الجغرافيا الاجتماعية تختص بدراسة ثلاثة موضوعات رئيسية هي:
1-  - أنماط السلوك الاجتماعي.
 -2- تنمية المجتمعات الفرعية.
 -3- دراسة الفقر كظاهرة انتشرت بين المجتمع الحضري والريفي على حد سواء.
    وقد أوضح أن أبرز أنماط السلوك الاجتماعي تتمثل في:
  -1- الزواج والطلاق والتكاثر البشري.
2-  - الهجرة وحركات السكان.
 -3- الاختيار السكني في الريف والحضر.
 -4- الدخول في تنظيمات اجتماعية مهنية.
 -5- حركة السكان داخل الطبقات.
6-  - الرحلة نحو الجريمة.
    أما عن تنمية المجتمعات الفرعية يقصد بها تصنيف البشر إلى مجموعات متميزة وفقاً لأسس ومعايير متعددة مثل:
التصنيف وفقاً للنوع، وينقسم المجتمع فيه إلى مجتمع المرأة والرجل.
التصنيف وفقاً للعمر والسن وينقسم المجتمع فيه إلى مجتمع الطفولة ومجتمع البالغين ومجتمع الشيخوخة.
التصنيف وفقاً للمهنة والنشاط مثل المجتمع الريفي ومجتمع الفلاحين، الموظفين، الصيادين، المجتمعات الصناعية.
التصنيف وفقاً للحالة العامة للسكان مثل مجتمع الأغنياء، مجتمع الفقراء، المجتمعات البائسة.
كما أوضح أيضاً أن الجغرافيا الاجتماعية تهتم بدراسة بعض الموضوعات المعاصرة في المجتمع الحضري والريفي.
   وعلى ذلك نجد أن الجغرافيا الاجتماعية فرع خاص من الجغرافيا البشرية عامة، وهذا الفرع له أسلوب بحثه الجغرافي الذي يعتمد على علوم أخرى استفاد منها كما أنه أفادها. ومن أهم هذه العلوم بطبيعة الحال علم الاجتماع، ولا سيما علم المورفولوجيا الاجتماعية أو علم التكوين الاجتماعي، وقد أشرنا إلى هذه العلاقة وهي ترجع إلى عهد دركايم وفيدال دى لابلاش الجغرافي.
   ويأتي بعد ذلك علم الأنثروبولوجيا الاجتماعية الذي عرفه السير جميس فريزر عام 1908 بأنه يعالج الأشكال الأولية بالنسبة للمجتمعات الإنسانية، لذا نستعين في الجغرافيا الاجتماعية أيضا بعلوم الأنثولوجيا أو علم وصف الشعوب وعلوم الإحصاء ولا سيما بمشاكل السكان، وتوزيعهم وتكوينهم.
 طبيعة الجغرافيا الاجتماعية:
    نجد أن النقطة الهامة في الدراسات الجغرافية عامة والاجتماعية خاصة هو أن الجغرافي يتعامل مع الأرض، ومع الإنسان فهو قد يهتم بالجانب الاجتماعي ولكن دائما يهتم بالمكان الذي يدرسه عند دراسة ظاهرة معينة وعلاقتها بالظاهرات الأخرى، وذلك لأن الجغرافيا الاجتماعية لا بد أن تهتم أولا بدراسة سطح الأرض والبيئة التي يعيش فيها الإنسان، وأيضا لا بد أن يكون هدفها واضح من أجل تحقيق بيئة إنسانية أفضل، أيضا لا بد أن نعرف أن كل بيئة جغرافية لها ظروفها الخاصة وشخصيتها المميزة الفريدة من حيث الموقع والموضع ومكونات وعناصر البيئة الجغرافية سواء كانت بيئة طبيعية أم بيئة بشرية.
   كما أن الدراسة الميدانية هي أفضل الطرق التي يستطيع الجغرافي عن طريقها أن يتفهم المكان الذي يقوم بدراسته.
 ومن هنا يمكن أن نحدد طبيعة الجغرافيا الاجتماعية:
  -1- أن الجغرافيا الاجتماعية يجب أن تهتم ببيان كيفية أن تختلف النظم الاجتماعية على مستوى العالم وأن تحاول إيجاد أكبر عدد من العلاقات بين هذه النظم وذلك لأن الجغرافي الاجتماعي في دراسته يهتم بدراسة الإقليم والمجتمع معا كما أن الجغرافي يهتم بتوزيع الظاهرات الجغرافية على الخرائط بمقاييس الرسم المختلفة.
2-  - أن الجغرافيا الاجتماعية تهتم بتأثير البيئة على الإنسان وذلك لكي يتوصل الى معرفه الاختلافات الأرضية ووصف الأرض وإيجاد التفسير وسبب الترابط بين الأنماط وبين الأرض.
مناهج البحث في الجغرافيا الاجتماعية:
     هناك عدة مناهج متداخلة كالمنهج الموضوعي والمنهج الايكولوجي الذي يهتم بدراسة العلاقة بين الإنسان والبيئة، والمنهج الاستقرائي والمنهج الظاهراتي والمنهج السلوكي، ولكن قبل التعرض لهذه المناهج لا بد من تعريف المنهج فهو نسق أو نظام من التفكير العلمي الذي يتميز بمنطقيته وتجرده من التحيز أو العاطفة إذ يتعامل بلغة الحقائق، ويتألف المنهج من مجموعة من المراحل والخطوات تنتهي كل مرحلة او خطوة في التحليل بنتائج جزئية إما تدخل في الحصيلة النهائية للنتائج أو تدخل في إطار مدخلات المرحلة الثانية من التفكير، وتتداخل هذه المراحل أو الخطوات في نظام أكثر شمولاً تؤدي في النهاية إلى تحقيق الأهداف التي يرصدها المنهج نفسه.

 -1- المنهج الاستقرائي:
    ويعنى استقراء الأشياء أو ترك الحقائق تتكلم عن نفسها عن طريق فحص واقع الظاهرة المبحوثة في مكان واحد أو أكثر وتحديد تشابهاتها في الأمكنة ولو تم اكتشاف نظام ما فيما يتعلق بالظاهرة سواء كان في توزيعها أو أسلوب أداءها أو في ارتباطاتها بالظاهرات الأخرى والأمكنة المختلفة يسمى هذا بالانتظام التجريبي.
  -2- المنهج الظاهراتي:
    يدرس هذا المنهج الظاهرة كتجريب إنساني، وهذا المنهج يوضح أفكارا جديدة عن السلوك الحياتي ولكنه يعطي تفسيرات أكثر لأنماط السلوك ويفتح الباب أمام التقديرات والافتراضات المفسرة لممارسة هذه التجارب الحياتية، فتحليل أي ظاهرة ينطوي على تحليل ظاهرا أخرى مجاورة لها وترتبط بها مما يوسع مجال الفهم والتعرف عليها لذلك فإن العمل بهذا المنهج في الجغرافيا الاجتماعية يركز عادة على موضوع واحد وارتباطاته المتشعبة بموضوعات أخرى تزيد حجماً وتفصيلاً مما يزيده إيضاحا و يوسع الرؤية حوله.
 3- - المنهج السلوكي:
    يوضح مدى تأثير السلوك البشري في البيئة الطبيعية وهو ما قد يسهم في تقييم البيئة وتحسينها وتصميمها مستقبليا سواء في قلب المدن أو القرى أو في الحدائق والشوارع أو المنازل وحتى غرف المسكن ومنافعه وأقسامه الوظيفية لها جغرافيتها السلوكية، تلك هي الجغرافيا التي تشجع الفرد على الإحساس بالقواعد التي تحكم البيئة في حياته اليومية.
 -4-  المنهج الايكولوجي:
    هو أقدم في الدراسات الاجتماعية عامة والجغرافيا الطبية خاصة ويرجع نشأته إلى الطبيب اليوناني ابقراط وبعض الأطباء الألمان أمثال فينك وموري وهم الذين أرسوا أسس هذا المنهج في أواخر القرن 18 و19 حيث يعتبر المرض من وجهة نظرهم هو عدم تكيف الكائن الحي مع بيئته الطبيعية والثقافية.
 5-  - المنهج الموضوعي:
   ويركز هذا المنهج على دراسة ظاهرة معينة من حيث توزيعها وأسباب انتشارها وتطورها والظروف الطبيعية والبشرية التي توثر فيها ومثال ذلك في الجغرافيا الطبية وهي أحد فروع الجغرافيا فيختص هذا المنهج بدراسة أسباب مرض معين من حيث موطنه وانتشاره وكيفية انتقاله من مكان لآخر وأسباب ارتفاع معدلات الإصابة به ونتائجه على المجتمع وسبل الوقاية منه ولذلك نجد أن المنهج الموضوعي يهتم بالسبب والنتيجة.
 ومما سبق يمكنا القول بأن الجغرافيا الاجتماعية تهتم بما يلي:
 - دراسة الجماعات البشرية في بيئاتها الطبيعية:
     دراسة الإنسان بوصفه عضوا في جماعات بشرية وهذه الجماعات البشرية قد تكون صغيرة جدا كمجتمع القرى في العصر الحجري الحديث أو مجتمعات الصيادين وجامعي القوت، وقد تكون أكبر كالمجتمعات القبلية بين البدو، وقد تكون مجموعات متصلة بالأرض كالقوميات المستقرة في أوطان خاصة بها وقد تكون مجموعات بسيطة كالزنوج والهنود الحمر، وقد تكون معقدة كالمجتمعات ذات المدنيات الراقية والحضارات العريقة، وقد يكون أسلوب حياتها معتمداً على حرفة واحدة أو أكثر من حرفة. المهم أن هذا التعريف يبرر إطلاق اسم الجغرافيا الاجتماعية على هذا العلم. فهو يدرس المجتمعات في بيئاتها الطبيعية اى من ناحية علاقتها بهذه البيئات ومقدار استجابتها لها أو تأثيرها فيها.
  - دراسة الجماعات البشرية في بيئاتها الجغرافية:
    البيئة الطبيعية لا تدل على وجود إنسان فيها ولا تستلزمه، فبعض غابات الأمازون بيئة طبيعية لم تطأها قدم إنسان وكذلك القارة القطبية الجنوبية الخالية من السكان تماماً بيئة طبيعية. والجغرافيا لا تهتم بالبيئة الطبيعية بحد ذاتها بل بوصفها وطناً للإنسان، ولذلك فمجال بحثها هي البيئة الجغرافية التي يعمرها الإنسان ويترك فيها آثار نشاطه، أي أنها نتاج أثر البيئة الطبيعية في الإنسان، وأثر الإنسان في البيئة الطبيعية، بحيث يحولها إلى بيئة جغرافية ملائمة له. وتشمل الجغرافيا الاجتماعية أربع موضوعات كبرى:
 -1-  استغلال الجماعات البشرية لموارد البيئة الطبيعية، وهذا موضوع يتداخل مع الجغرافيا الاقتصادية، ولذلك فإن الجغرافيا الاجتماعية تقتصر على دراسة أساليب الحياة في البيئات الطبيعية الرئيسية.
-2-  تطور المجتمعات البشرية من مرحلة الجمع والالتقاط، ومرحلة الصيد والقنص، إلى مرحلة استئناس الحيوان ورعيه ومرحلة الزراعة، إلى تطور ظهور المجتمعات المعقدة الحديثة.
 -3- توزيع السكان على سطح الأرض، وكثافتهم وهجراتهم، وعلاقة ذلك بظروف البيئة الجغرافية والظروف التاريخية والاجتماعية.
4- - دراسة العمران البشري في قرى ومدن.
 ويجب أن نأخذ في اعتبارنا المبادئ التالية:
 المبدأ الأول: ليست الجغرافيا الاجتماعية نوعا من القدرية الغاشمة، والسببية فيها امر معقد، وللإنسان إرادة وقوة دافعة لها القول الفصل في اختياره لإمكانيات البيئة.
 المبدأ الثاني: لا بد أن يكون البحث في الجغرافيا الاجتماعية محدودا بحدود المكان فنحن لا ندرس المجتمعات منفصلة عن الأرض إذ غرضنا أن نوضح علاقة الإنسان بالبيئة.
 المبدأ الثالث: أن لا نقتصر في دراستنا على الأحوال الحاضرة فحسب، فليس الحاضر إلا مرحلة من مراحل التطور المستمر من الأبد إلى الأبد، والمظاهر الجغرافية الحالية ليست إلا نتاج مجهودات الجماعات البشرية السابقة في غضون التاريخ.
 السؤال الأول: ما أبرز أنماط السلوك الاجتماعي ؟
 السؤال الثاني: قارن بين مناهج البحث في الجغرافيا الاجتماعية.
 انتهت المحاضرة.

---------------------------

المحاضرة الثالثة : السكـن :
     مظاهر العمران البشري أحد الموضوعات للجغرافية الاجتماعية حيث يجتمع الناس على الأرض في ثلاثة أشكال هي القرى والبلدة والمدينة , والقرية هي المظهر الأول لتجمع عدد من السكان في مكان واحد ونشاط أهل القرية في الأصل يتجه نحو الزراعة , أما المدينة فهي وحدة عمرانية تختلف في أساسها عن وحدة القرية من ناحية الوظيفية التي تقوم بها , فهي لا تزيد أحيانا في مساحاتها عن القرية ولكنها تختلف اختلافاً جوهرياً في أن معظم أهلها انقطعوا عن الزراعة التي تصبح حرفتهم الرئيسة , واتجهوا في نشاطهم الاقتصادي نحو التجارة والصناعة , هذا إلى أنها أصبحت مركز الإدارة والحكم في الإقليم .
 مفهوم جغرافية السكن :- 
     جغرافية السكن يقصد بها المكان الذي يؤوي الإنسان في البيئات المختلفة رغم أن كل محلة عمرانية ريفية كانت أم حضرية هي متفردة ولها نسيج خاص بها إلا أن هناك العديد من القواسم المشتركة التي تربط بين المحلات العمرانية في كل بيئة جغرافية وقبل التعرض لدراسة حالة السكن لابد أن نشير إلى
المؤثرات العامة التي تؤثر في نمط السكن وهي :
 1-المؤثرات الطبيعية : 
    وتكون في بعض الأحيان حتمية إذ إن المسكن يعد بمثابة ملجأ يحمي الإنسان من تقلبات الطقس والمناخ ويوفر الراحة والحماية والطمأنينة للسكان وينعكس كل ذلك على اختيار مادة البناء وعلى سمك وصلابة الجدران , واتجاه الأبواب والنوافذ وعلى طريقة تجهيز السقف بحيث لا يتجمع المطر فوقه ويظهر أن العوامل الطبيعية في وجود وسائل التدفئة أو عدم وجودها وكذلك السطح يختلف أثره باختلاف البيئات , فالمناطق المرتفعة تجذب العمران في المناخات الحارة , والفيضانات والمستنقعات , بينما تفضل بطون الأودية الخصبة عند سفوح الجبال المجاورة للوادي, وبصفة عامة يميل الإنسان لسكنى السهول
 -2 المؤثرات الاجتماعية :- 
   أهمها انعكاسا على المسكن هو مستوى المعيشة ومستوى الدخل فتواضع المستوى المعيشي وقلة الموارد هي التي تحدد درجات الرفاهية وتحدد اختيار مادة البناء ومساحة المسكن والأجهزة المنزلية التي توجد داخل المنزل ونوعيتها وتأثيرها على صحة ويتضح من نمط العمران السائد في أي منطقة مدى تأثره بالخلفية الحضارية والثقافية والعادات والتقاليد ونوع الاقتصاد والتقدم التكنولوجي .
  -3المؤثرات الاقتصادية :- 
    والتي تحدد الأنماط الأساسية للسكن فضلا عن دورها في اختيار مادة البناء وتصميم المساكن من خلال تجمع المنازل وعدد الغرف ودرجة العناية بوسائل التدفئة وتوافر نوعية الأجهزة المنزلية الكهربائية , ففي معظم دول العالم وخاصة دول العالم الثالث توجد ثنائية عمرانية أحد طرفيها البناء القديم الذي يعد انعكاساً لمعطيات البيئة الطبيعية التي يعيش فيها الإنسان والسكان في بلد معين أو جزء منها , والطرف الثاني هو البناء الحديث الذي شاع في كل أنحاء العالم بعد اكتشاف العديد من المواد التي تستخدم في البناء والتي قد لا تتمشى مع الظروف البيئية.
المجتمعات التي تسكن المحلات العمرانية وتنقسم إلى :-
 -1المجتمعات التي تسكن المحلات العمرانية غير الدائمة :- 

   نجد أن المجتمعات التي تسكن المحلات العمرانية غير الدائمة تمارس أنشطة بدائية كالرعي والصيد والزراعة البدائية المتنقلة والاسكيمو والجمع والالتقاط أي أن هذه المحلات هي نتاج العلاقة بين الموارد والسكان وتكون مساكن هذه المجتمعات قابلة لان تنتقل وتحمل مع السكان .الرعي المتنقل هو احد أنماط الحياة الأساسية التي عرفها العالم القديم وتتفق مناطق الرعي في العالم القديم في عدم صلاحيتها صلاحية تامة للزراعة أما بسبب قلة الأمطار وتذبذبها أو قصر فصل النمو ونجد أن الجمل هو حيوان الصحراء الأول وعماد حياة أهلها من الرعاة وينتشر في الصحراوات الحارة في داخل أسيا حتى إقليم الاستبس .أيضا الأغنام والماعز فهي في آسيا أوسع انتشاراً من الإبل ومصدر أساسي في الغذاء للإنسان.
 - المجتمعات التي تسكن المحلات الدائمة :- 
 نجد أن المجتمعات تنقسم إلى قسمين :- 
(أ) مجتمعات ريفية تعيش وتسكن محلات عمرانية دائمة ومجمعة وهي المجتمعات التي تمارس الزراعة الواسعة في المناطق العالم الجديد وفي الأراضي الجديدة حديثة التعمير والتي يشيع فيها استخدام ألآلات والميكنة الزراعية ويقل فيها عدد العمال والأيدي العاملة.
الأنماط التوزيعية للمحلات الريفية
   يتأثر توزيع القرى بعاملين أحدهما الماء والأخر طرق النقل
  ويرى هدسن Hudson أن عامل الحصول على الماء يعد من أهم العوامل تحدي القرى
    والبيئة الريفية هي البيئة الزراعية , بالتالي فقد فرضت الزراعة ظلها على أنواع السكن منذ القدم , ولكن هذه الصورة تغيرت إلى حد ما مع ظهور الطرق ووسائل النقل الذي أدى إلى انقسام السكن الريفي وتحركه من مواصفاته التقليدية نحو مواضيع جدية مرتبطة بالطرق البرية والسك الحديدية.
   إن كانت الطرق عموها تختلف فيما بينها في التأثير على مواضع العمران الريفي , فبينما تعمل السكك الحديدية على تجمع العمران الريفي , فبينما تعمل السكك الحديدية على تجمع العمران – أدت الطرق البرية إلى بعثرة هذا العمران , ويحدث ذلك بصورة أوضح بالنسبة لاختلاف أسلوب الري , فمع ري الحياض ظهر العمران المجمع , ومع دخول الري الدائم تبعثر العمران بل معه أيضاً تخلصت مواضيع القرى من أسر الأكوام الطبيعية والصناعية , أثر المجاري المائية في مواقع المحلات العمرانية كلن أسبق من تأثير الطريق فأن تأثير الطريق لاحقاً لتأثير المياه
والبيئة الريفية هي البيئة الزراعية , بالتالي فقد فرضت الزراعة ظلها على أنواع السكن منذ القدم , ولكن هذه الصورة تغيرت إلى حد ما مع ظهور الطرق ووسائل النقل الذي أدى إلى انقسام السكن الريفي وتحركه من مواصفاته التقليدية نحو مواضيع جدية مرتبطة بالطرق البرية والسكك الحديدية.
    إن كانت الطرق عموها تختلف فيما بينها في التأثير على مواضع العمران الريفي , فبينما تعمل السكك الحديدية على تجمع العمران الريفي , فبينما تعمل السكك الحديدية على تجمع العمران – أدت الطرق البرية إلى بعثرة هذا العمران , ويحدث ذلك بصورة أوضح بالنسبة لاختلاف أسلوب الري , فمع ري الحياض ظهر العمران المجمع , ومع دخول الري الدائم تبعثر العمران بل معه أيضاً تخلصت مواضيع القرى من أسر الأكوام الطبيعية والصناعية , أثر المجاري المائية في مواقع المحلات العمرانية كلن أسبق من تأثير الطريق فأن تأثير الطريق لاحقاً لتأثير المياه
مواقع وأشكال القرى :-
    أهم العوامل التي تحدد مواضع العمران الريفي ممثلة فيما يلي طبقاً لقانون الغرب.
  - أن يكون موضع القرية قريباً من سكة الحديد أو طريق أو ترعة لسهولة التنقل , وسهولة إطفاء الحرائق إذا نشبت
 - أن يكون بعيداً عن المنافع العامة ممثل جسور النيل , الترع , المصارف بمسافة تتراوح بين 20 – 300 متر.
 - أن يكون الموضع متوسطاً بالنسبة للأراضي الزراعية , حتى يسهل الوصول إلى جميع أجزاء مساحة الأرض في وقت قليل , وحتى يسهل الأشراف على الأعمال الزراعية
-  أن تبنى المحلة على أرض مرتفعة جافة كبيرة القدرة على التحمل.
   أما بالنسبة للشكل فقد يكون ظاهر تساعد الجغرافيين على اكتشاف علاقات مكانية جديدة.
    ويقصد بالشكل الخارجي امتداد الرقعة المبنية , ويتأثر هذا الامتداد واتجاهاته بمجموعة من العوامل الطبيعية والبشرية , الأولى كالتضاريس والأنهار والطرق , والثانية الحاجة إلى الحماية أو نمط ممارسة الزراعية والتخطيط.
   ويظهر أثر العوامل الطبيعية بشكل أوضح على القرى القديمة التي نشأت بصورة طبيعية أو تلقائية أما العوامل البشرية فتظهر على العمران الحديث سواء الذي ينشأ حديثاً برمته من خلال عملية تخطيطية أو بتطورات واتجاهات النمو الحديثة التي تلحق بالعمران القديم.
   وهناك عوامل حديثة أثرت على شكل القرى العمرانية الريفية منها
 طريقة النشأة :- ويظهر تأثير هذا العامل في مدى ارتباط الشكل المندمج compact بربوة مرتفعة (تل ).
 ظروف الموضع : وقد تأثرت في عديد من الأشكال حيث تتأثر القرى المجاورة للمجرى المائي بشكله فتكون طولية Canal Sick Type  وهكذا الطريق.
 الوظيفة :- ويتضح تأثيرها من خلال المقارنة قرى الطريق أو التي تقع على المجرى مائي بالقرى الداخلية . فمن الواضح أن قرى الطريق تكون أكثر أهمية من قرى الداخلية.
    وتنقسم القرى من حيث الشكل عند هدسن Hudson إلى
الشكل الخطيالشكل العنقودي – المجمع – المشتت
   وقد أوضح دوري Dury أن هناك نوعين من أشكال المحلات العمرانية القديمة هما النووي والمبعثر.
 عموما تنقسم القرى من حيث الشكل إلى ما يأتي :- 
  -1القرية الدائرية :
   وتنتشر في الريف حيث تقع عند مفترق الطرق , وهي عادة توجد إلى السهل الفيضي وقد تكون مربعة الشكل , أو مثلثة الشكل فالمظهر خارجي متشابه عموما نتيجة المواقع
 2- القرية الخطية أو الطويلةLinear V :
   وهذا النوع من العمران له تقسيمات لدى الجغرافيين , فيميز منه كريستالر قرى الطريق Street V , وقرى المستنقعات , والقرى المنعزلة التي تنتظم في نمط خطي على طول الطريق
   والقرية الخطية قد تكون على جانب واحد أو على جانبي الطريق أو المجرى المائي One And Tow Sided ,  ومن القرى الخطية ما يعتمد على جوانب الأنهار وعلى طول القنوات الري والصرف وعلى طول خط الينابيع , والواقع أن الشكل الخطي للقرية يرتبط بالظروف التي ساعدت على نموها موازية للطريق , او الترعة , والتي حالت دون التوسع في الاتجاه المتعامد على الاتجاه الطولي.
وقد تنشأ على الطرق أو الترع أشكال من القرى بين المندمج والمبعثر منها .
(أ) قرى تقاطع الطريق Cross Road : ويعتمد وقوع مواضيع القرى على تقاطعات الطرق حيث يقطع الطريق طريقاً أخر بزاوية قائمة + أو زاوية منفرجة
قرى على شكل حرف حيث يلتقي طريق عامودي بطري أفقي .
قرى على شكل حرف عند تلاقي طريق بطريق الرئيسي.
   عموماً هذه القرى تنشأ على أكثر من طريق أو مجرى مائي متفرع حيث يمتد العمران على أكثر من اتجاه ملتزماً جوانب الطريق أو المجرى
 (ب) القرى التوأمية أو المزدوجة
حيث تنشأ الأبنية على أحد جانبي المجرى , وفي فترة زمنية أحدث تقام على مباني أخرى على نهاية كوبري يصل العمران القديم بالجانب الأخر
 3- القرى النجمية
   والتي تعتمد أطرفها على المرتفع أو المنخفض من خطوط الكنتور , وأيضاً حين تتلاقى عدة طرق هنا يتكون الشكل النجمي .
- قرى هوامش المعمورة ( مع الصحارى والسواحل (:
    كانت بعض القرى الهامشية , بمثابة مواني الصحراء كما يسميها دى لابلاش , فهي على جبهة الالتحام الأمامية بين المعمور في الوادي والسهول , وألا معمور في الصحراء , حيث كانت تلتقي الطرق الصحراوية مع طرق الأودية والسهول.
السؤال الاول: عرٍف ما يلي:- جغرافية السكن, المؤثرات الاجتماعية, المؤثرات الاقتصادية
 السؤال الثاني: تنقسم القرى من حيث الشكل الى:
1- 2- 3- .
نهاية المحاضرة الثالثة.
 --------------------------
  
المحاضرة الرابعة : السكـن :

ب- مجتمعات حضرية تسكن محلات عمرانية دائمة ذو كثافة واضحة و تمارس أنشطة اقتصادية غير زراعية كالصناعة والتجارة والخدمات وغيرها وتمتاز بتراكم رأس المال ووجود مباني عامة وطبقة حاكمة , ووجود نظام السكن الفردي كأساس لعضوية الفرد في المجتمع , ومع نمو المدن بدأ الحكام في أنشاء مدن تهتم بالشكل وليس بالمشاركة الجماعية و بدأ الاهتمام بتخطيط المدن لصالح التنظيم المكاني.
 السكن والبيئة الحضرية :
    يتم تصنيف السكن في التعداد كمباني نمط من أنماط السكن له صفاته الشكلية فمن الشكل يمكن تقسيم المباني إلى عمارة بيت ريفي فيلا كشك أو عشه أو خيمة مبنى عمل وكل نوع له تعريفة .
   ونحن اليوم نعيش عصر المد الحضري الجارف , فالمدن في العالم تتضخم حجماً وتزداد عدداً وأهل الريف يهجرونه وينتقلون إلى المدن , وربما يأتي اليوم الذي يصبح فيه كل أهل الريف حضريين , وعلى ذلك يكون تعريف المدنية هي منطقة عمرانية يعيش فيها مجتمع مستقر غالباً ما يكون ضخم العدد كما أن كثافته مرتفعة ولا يعتمد معظم سكانه على الزراعة المختلفة وإنما يكون نشاطهم الاقتصادي هو الصناعة أو التجارة أو الخدمات بجميع أقسامها .
    وتقوم المدن لتؤدي خدمات ضرورية للسكان والمجتمع يتغير معها بمرور الزمن ولكن الذي يحدد نوع الوظيفة التي قامت من اجلها هو طبيعة المكان الذي تقوم عليها إي أن الموضع ( المكان الذي تشغله المدينة ) ولتقدير أهمية الموضع لابد من أن نرجع إلى الوراء وندرس البيئة المحلية والأحوال الاجتماعية والاقتصادية السائدة آنذاك بينما يتحكم الموقع الجغرافي إلى حد كبير في نموها ويساعد على تغير وظائفها وهو من العوامل التي تتحكم في تحديد مكان المدينة لان الحياة المدنية ونموها يعتمد على الطرق التي تربط المدنية بالإقليم والأقاليم الأخرى
    وتتجمع عدد من العوامل وراء عدم التجانس بين سكان الحضر وتكون سببا في تكوين مجتمع معقد منها الاختلافات السلالية والدينية والحرفية والطبقات الاجتماعية حيث توجد مدن داخل مدن وحضارات داخل حضارات والنتيجة ظهور نماذج مختلفة وألوان متعددة وعقائد مختلفة غني وفقير شباب وشيوخ وفي ظل هذا التباين لأنماط المجتمع تسير الحياة ويحدث التقدم , كما نجد ارتباط واضح بين السكن الحضري وشكله وعمر مساكنه وبين الطبقات الاجتماعية التي تعيش فيه , أيضا نجد أن عوامل التهور الاجتماعي قد تبدأ من إتمام البناء رغم المحاولات الصعبة التي تبذل للحفاظ عليها إلا أن معظمها قد يأخذ في التدهور من ناحية البناء والخدمات , لان المجتمع يتحرك ويتطور وأن الشكل الوحيد الثابت في الحياة هو التغير وعلى ذلك نجد أن أهم أنواع المدن هي :-

1- المدن التجارية :-
    هي التي تحتل التجارة الداخلية والخارجية المركز الأول بين أنشطتها المختلفة وتعتمد على التبادل التجاري وتشمل المواني البحرية والتي تستورد الدول عن طريقها التجارة وتصدر إنتاجها مثل مدن جده والدمام في المملكة العربية السعودية والإسكندرية وبور سعيد في مصر وبيروت في لبنان
-2 المدن الإدارية :-
    مدن العواصم هذه تتفاوت أحجامها من المدن الإقليمية الصغيرة التي تمثل عاصمة المحافظة أو الإقليم إلى عاصمة الدولة الضخمة , ولا توجد أسس معنية تختار على أساسها المدن الإدارية أو حتى العواصم لان ذلك يتوقف على عوامل كثيرة معقدة ومتشابكة وكما تختلف المدن الإدارية في اقدرها على المستوى الإقليمي تختلف العواصم على مستوى العالم ولكن مع الفرق حيث تنمو العواصم أسرع مما تنمو به المدن الأخرى وذلك لعدة أسباب منها زيادة تيار الهجرة الداخلية والخارجية عليها وتمتاز مدن العواصم أيضا بأنها مركز ثقل سكاني للدول ومكان تتركز به الإدارة والنشاط السياسي والاجتماعي والاقتصادي مثل مدينة القاهرة والرياض ولندن وباريس ومعظم مدن العواصم
 3- المدن الصناعية :
   هي المدن التي يكون النشاط الصناعي في المرتبة الأولى مثل بترسبرج ودترويت في الولايات المتحدة الأمريكية ففي هاتين المدينتين تطغى الصناعة على كل نشاط آخر وأحيانا أخرى ممكن أن تكون المدن الصناعية مدنا تجارية كبرى ففي السعودية مدينتي الجبيل ورأس تنورة
 -4مدن الترفية والاستجمام :-
    هذه المدن لابد أن تتوافر بها مجموعة من المقومات الطبيعية والبشرية كالموقع الجغرافي وبتأثيراته المباشرة والغير مباشرة , إذ يلعب دوراً معهما في تحديد عناصر المناخ أو أشكال النبات ذات الجذب السياحي ويوضح شكل منطقة عسير والتي تحقق جذب سياحي في الصيف , أيضا يلعب دورا مهما في سهولة اتصال الدول بالعالم الخارجي بوسائل النقل المختلفة سواء كانت بحرية أو جوية أو برية وخاصة إذا كانت مواقعها قريبة من نطاقات الطلب السياحي الرئيسية والتي تمثل دولها أهم مصادر السياحة في العالم, كما هو الحال بالنسبة لي هونج كونج وسنغافورا وتايلاند القريبة من اليابان , والجزر والسواحل الايطالية واليونانية والاسبانية القريبة من دول وسط وشمالي أوربا وقبرص ومالطة ومصر وتونس والمغرب القريبة من الدول الأوربية , وجزر البحر الكاريبي وسواحل المكسيك أيضا من المقومات الطبيعية والبشرية توزيع اليابس والماء , وأشكال السطح والمناخ والنبات الطبيعي , والتركيب السكان , ومستوى الدخل , وقت الفراغ , والنقل وغيرها من العوامل الطبيعية والبشرية .
   ومن أمثلة مدن الترفية والاستجمام ففي اسبانيا نجد إن أهم مراكزها السياحية المنتجعات البحرية المطلة على البحر المتوسط وجزر البليار وكناريا إلى جانب المدن التاريخية وخاصة مدريد العاصمة وقرطبة ومرسيه والمرية في الجنوب , وفي فرنسا تحتل باريس مركز الصدارة بين الأماكن التي يقصدها السياح لتعدد مزاراتها السياحية إلى جانب تعدد المهرجانات ومراكز التسويق بها , يليها إقليم جنوب فرنسا حيث تمتد النطاقات الجبلية وسواحل البحر المتوسط ثم سواحل المحيط الأطلسي وغرب فرنسا وخاصة بريتاني ونور ماندي إلى جانب إقليم الريفييرا الفرنسية واهم مدنها نيس , أيضا في مصر نجد هذه المدن على سواحل البحر الأحمر مثل الغردقة , وشرم الشيخ ودهب على خليج العقبة , وكذلك مدينة جدة وينبع على ساحل البحر الأحمر .
 5 - مدن الجامعات والمدن الدينية :-
    من أهم من الجامعات مدينة أكسفورد وكمبردج بانجلترا حيث تساهم الجامعة في الحياة العامة في المدينة بنصيب الأسد , ومدينة المنيا في صعيد مصر , أما عن المدن الدينية مثل مكة والمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية , ومدينة القدس في فلسطين .
 العوامل التي أسهمت في تغير المدن :
   تطور الاهتمام من قبل الباحثين في جغرافية المدن من المنظور العالمي الى المنظور المحلي ويحدد مشيل باسوني عدة عوامل أسهمت في تغير المدن من هذه العوامل :- 
 - 1التغيرات السكانية .
2- البيئة .
 - 3التقدم التكنولوجي .
 -4الاقتصاد.
 -5المجتمع 
6 - الثقافة .
 - 7الجوانب السياسية .
 أولاً التغيرات السكانية :-
   حدثت هذه التغيرات نتيجة هجرة السكان إلى المدن مما أدى إلى التغير الحضري والذي نتج عنه تغير في شكل وهيئة وحجم التركيب الاجتماعي للمدن فأدى تحسين مستوى المعيشة في مدن العالم الثالث إلى جذب الكثير من الملايين إلى الهجرة من الريف إلى المدن وعلى العكس في مدن العالم الغربي تحولت نوعية الحياة الأفضل إلى خارج المدن وعرفت باسم الضواحي وليس إلى داخل المدن كما حدث في مدن العالم الثالث , وساعدت العوامل السكانية في عدم التوازن في الخدمات وعدم العدالة في توزيع الدخول والفصل العرقي والسلالي في المدن الأمريكية و أدى ذلك إلى القصور في الخدمات الصحية كدليل واضح على اختلاف في مستوى الصحة .
 ثانيا المجتمع :-
    تؤثر معتقدات واتجاهات السكان في مجتمع المدينة في تركيبها وطابعها , فنجد اتجاهات السكن نحو الإجهاض أو تنظيم النسل يؤثر في تركيبها الديموجرافي . واتجاهات السكان العرقية تحدد الهجرة بين أحياء المدينة وحتى بين الهجرة الدولية .
  ثالثاً البيئة :- 
    يؤثر التغير البيئي على أنماط التحضر والتغير الحضري في مستويات متعددة فنجدة على المستوى العالمي فان المدن هو المسئول الأول عن انبعاث الغازات الخطيرة المسببة للتغير البيئي , كما أنها تنتج القدر الأكبر من القمامة ومخرجات المدينة وأدى الخوف من تأثر التغير المناخي إلى اتخاذ قرارات لحماية البيئة والمدن السياحية من الغرق مثل بانكوك , وجاكرتا , وفينيسيا , كما أن الزلزال والبراكين لها تأثير مباشر على مدن , والدليل على ذلك ما حدث في المكسيك بعد زلزال سنة 1985م . ولعل الكوارث الطبيعية والأعاصير التي حدثت على سواحل تكساس ولويزيانا في الولايات المتحدة الأمريكية مثل إعصار كاترينا الذي أدى إلى وفاة أكثر من ألف شخص وتدمير مدن بكاملها وإعصار ريتا .
 رابعاً الثقافة :- 
    تؤثر ثقافة السكان في أشكال المدن وبنيتها وخطتها ومثال ذلك فان شيوع المادية منذ السبعينات أدى إلى ازدياد الاستهلاك لمن يستطيع ذلك من السكان في المدن أيضاً ظهور المحلات الكبيرة متعددة الطوابق التي تبيع كل شيء مما أدى إلى زيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء في المدن , ويتضح التأثير الثقافي في المدن من خلال التغير في التباينات الاجتماعية والتغاير في البيئات الحضرية في صورة مادية ممثلة في المباني متعددة الطوابق , أو الاجتماعية طبقة الفقراء والأغنياء ويمكن أن نلاحظ دور الثقافة في تغير المدن أيضاً في مصر والدول العربية من خلال انتشار محلات الوجبات السريعة الأمريكية , وغيرها من الأخذ بثقافات أجنبية أصبحت من ملامح المدن العربية.
 خامساً التقدم التكنولوجي
     التكنولوجيا من العوامل التي تلعب دوراً مهماً في التغير الحضاري والنمو الحضري وذلك لدورها المهم والمؤثر في الاقتصاد فمثلا فعندما تكون شبكة الاتصالات الدولية والمحلية على أعلى مستوى تلعب دوراً مهماً في تركيب الاقتصاد كما ساعدت التكنولوجيا في ظهور ما يسمى موجات أو دورات اقتصادية ذات الأفكار الجديدة , وأثرت هذه على التغيرات الفنية في شكل ووظيفية الحضر عالميا ومحلياً .
 سادساً الجوانب السياسية :- 
    تعتبر المدن نتاج أيديولوجية مجتمعاتها , أدى التغير في السياسات في الدول الرأسمالية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وانجليز إلى زيادة الاعتماد على القطاع الخاص بدلا من القطاع العام في مسالة التطوير الحضري .
 سابعا الاقتصاد :- 
     وهو العامل المؤثر والمهم في تغير المدن خصوصاً خلال القرن التاسع عشر وفية توسعت الأسواق الاستهلاكية لتصبح قومية وعالمية وزادت أحجام الكيانات الاقتصادية , وأصبحت أسواق أكثر تنظيماً مع سيادة العمالة مدفوعة الأجر وزاد تدخل الحكومة في الاقتصاد كاستجابة للحاجة لتنظيم الشؤون العامة , نتج عن هذه التطورات ما سمى بالرأسمالية المنظمة وميزة هذه المرحلة الصناعية الثقيلة والإنتاج الكبير وفي هذه المرحلة زادت العلاقات بين المؤسسات الرأسمالية ونقابات العمال بصورة يحقق كل منهما اكبر فائدة , وهذا الوضع اوجد أنشطة اقتصادية وفي أوقات كثيرة تدخلت الحكومة لإصلاح الوضع الاقتصادي , وبعد الحرب العالمية الثانية تحولت كثير من المدن من الصناعات الثقيلة إلى نشاط الخدمات وخاصة الخدمات المالية فنجد المؤسسات المالية والبنوك وشركات الصرافة والمراكز التجارية الكبرى والتي واكبها نمو العولمة
السؤال الأول: عدد العوامل التي أسهمت في تغير المدن .
 السؤال الثاني : عدد أنواع المدن من حيث وظيفتها.
نهاية المحاضرة الرابعة .

--------------------------------

المحاضرة الخامسة : نمو المدن :
    من خلال تتبع نمو المدن تاريخياً نجد الانفجار الحقيقي في نمو المدن حدث خلال مئة سنة الأخيرة ولكن يمكن التعرف على العوامل المشتركة للحضرية التاريخية في أماكن مختلفة من العالم منها :- 
 أ) وجود فائض من الإنتاج الزراعي في البيئات الفيضية النهرية كما في مصر ووادي السند بدا ينساب إلى المدن مما اثر في المدن , وأدى إلى سرعة التحول من القرية للمدنية نتيجة الثورة الحضرية
  
ب) مع ظهور المدن أصبح من الصعب الحفاظ على روح الجماعة وعلى الطابع الجماعي الذي كان يسود القرية ومع نمو المدن في الحجم بادت العلاقات الاجتماعية ومشاركة السكان في الضعف
ج) في القرن التاسع العشر الميلادي بدأت الهجرة من الريف إلى الحضر تزداد وتحولت كثير من المدن إلى مدن عملاقة نتيجة زيادة حركة التجارة بهذه المدن أيضا أصبح التصنيع والثورة الصناعية العامل المهم في إيجاد فرص العمل في هذه المدن وخاصة في الدول الغربية مثل انجليز وألمانيا وفرنسا
  وعامة تعرف ظاهرة سكني المدن باسم الحضرية Urbanization ويشار إليها بتعريفات عدة , فهي عبارة عن عدد أو نسبة سكان إلى الإجمالي السكان , وهي من ناحية أخرى عبارة عن نسبة نمو سكان المدن إلى أجمالي السكان , أو نمو عدد سكان المدن إلى أجمالي السكان , كما تعرف من ناحية ثالثة بالعملية الاجتماعية التي تدخل المدينة عن طريقها إلى السكان , إلى جانب تعريفها بالانتشار الطبيعي للأرض المدينة .
     ويستخدم الكثير من المؤلفين لفظة الحضرية أحيانا دون تحديد لها على الإطلاق , كما يخلطون بين الحضرية الطبيعية ونمو السكان , فكثير من مراكز المدينة تتميز بتوسع سكاني دون أي ارتباط بالتوسع المدني , ومن هنا لا يعد النمو السكاني مؤشراً جيداً على النمو المدني إذا ما اقتصر الأخير على التوسع في الأرض بدرجة اكبر من ازدياد السكان
    وعملية التحضر يحدث بطرق مختلفة من الثقافات المتباينة وما ينجم عن تدخل الحكومات في تنظيم المدن وتباين ذلك التدخل بين دول المتقدمة والدول العالم الثالث وقد زادت درجة التحضر في العالم بسرعة في كل بلدان العالم النامي والمتقدم وتشيد توقعات الأمم المتحدة إلى تزايد درجة الحضرية في الدول الهامشية وشبة الهامشية فهي في البرازيل وهونج كونج والمكسيك وتايوان وكوريا الجنوبية تصل إلى 75% على الأقل وتشير التوقعات إلى تزايد الحضرية ومعدل النمو الحضري في الدول النامية فنجد مدينة القاهرة نمت من حجم 204 مليون نسمة إلى 10.7 مليون نسمة بين عامي 1995 , 1950 ويتوقع وصولها إلى 15 مليون في سنة 2015 , ومن المتوقع أن تصبح مدن وساو باولو ولاجوس جاكرتا وشنغهاي ذات حجم سكاني يفوق 20 مليون نسمة عام 2015
    وتنمو معظم مدن العام النامي بمعدلات بين 4% و 7% مما يعني أنها تضاعفت كل مابين 10 – 17 سنة , وتضيف مدينة مثل مدينة المكسيك نصف مليون نسمة سنوياً لحجمها السكاني أي حوالي 10.000 نسمه كل أسبوع أي ما يقارب 1500 نسمه يومياً , بينما استغرقت لندن 190 عاما لتنمو من نصف مليون نسمة إلى عشرة ملاين نسمة ونيويورك 140 سنه , فان مدينة المكسيك وكتلتها ومومباي استغرقت اقل من 75 عامل لتنمو في نطاق نفس المدى الحجمي . ويعتبر التحضر السريع في التجمعات الحضرية المسئول الأول عن ظهور الأفقر والإحياء الفقيرة في مدن العالم النامي خصوصاً في المناطق الهامشية على أطراف المدن أو في المناطق الأراضي الخالية داخل الكتلة العمرانية , وأدى إلى ظهور العشوائيات والمناطق العشوائية والتي تكتظ بالكثير من المشكلات التي ساعد في ظهورها عدد من العوامل الأخرى منها انتشار الأمية , وزيادة حجم الأسرة فوق المعدل القومي , وانخفاض الدخول وتدنيها , وزيادة نسبة الذكور عن نسبة الإناث لأنها مناطق تستقبل معدلات هجرة كبيرة إليها من المناطق الريفية وخاصة المجاورة لها , اختلاف التركيب الحر في للسكان اختلاف التركيب الحرفي للسكان فنجد نسبة كبيرة منهم تعمل كعمال في قطاع المعمار , وأعمال البيع , وجمع القمامة من الأحياء المختلفة دون تصاريح من الجهات الحكومية , أيضاً ارتفاع معدل التزاحم بالغرفة.
 المشكلات الحضرية والاجتماعية في مدن العالم النامي :- 
1- مشكلات المناطق العشوائية .
 -2المشكلات البيئية والصحية .
 -3مشكلة التعطيل والبطالة .
 أولاً مشكلات المناطق العشوائية :
   تعتبر الأكواخ والمناطق العشوائية مت ابرز المشكلات في المدن وبخاصة المدن الكبرى فيه . وان لكل منطقة عشوائية تاريخاً . غير أن الطريقة أكثر شيوعا ( الغزو المفاجئ ) التي ظهرت في نهاية الأربعينات وبداية الخمسينات . وهي عبارة عن مستوطنات عفوية مخططة ويشار إليها بأسماء مختلفة عديدة مثل الباريداس Barriedas أو الهوامش والأطراف , والفافيلا Favelas , والبوستيس Bustees كما تعرف باسم الجوكندو Gecekondu في تركيا وهي تعبر عن أوضعها غير النظامية , وباسم مستوطنات وضع اليد المغتصبة في انجلترا , ويعرفها لارنر Lerner مدن الصفيح المعلبة التي تبتلي فيها كل المراكز المتروبوليتانية في كل الدول النامية بدءا من القاهرة حتى أقصى مدن الشرق وتعرف في العالم العربي باسم الصرايف في العراق باسم إحياء القصدير في المغرب العربي , وباسم العشش في مصر , وباسم الصنادق في شبة الجزيرة العربية .
    ولهذا الضواحي وظيفية واحدة في آية مدينة توجد فيها , هي إيواء معظم القادمين الجدد الذين لا يمتلكون إلا موارد ضئيلة وليس لهم مكان أخر يذهبون إلية وقدر عدد من تضمهم هذه الضواحي بأكثر من ثلث إجمالي سكان المدن التي توجد فيها . وتبنى الأكواخ والقصدير بطريقة عشوائية من مواد البناء فقيرة , وتقوم على ارض مغتصبة لا سند لمكيتها مما يجعلها غير قادرة على مطالبة بمد الخدمات المدينة السياحية إليها كالمياه والمجاري . وهي تفتقر إلى الشوارع المرصوفة , والى حماية الشرطة والدفاع المدني , وان كانت الكهرباء علة المرافق الوحيدة الموجودة فيها بصورة أكثر انتشاراً وذلك لسهولة مد الأسلاك من ضاحية إلى أخرى وفي هذه الضواحي تزداد المشكلات الصحية بسبب التزاحم وإمكانيات تصريف مياه المجاري والفضلات, وتتدهور الأوضاع الاجتماعية والأخلاقية بسبب شدة البؤس وهجرة العاطلين من الريف هربا من بؤس مؤكد إلى غنى غير مؤكد
   ورغم مساوئ وأخطار هذه الضواحي فانه لم يتم عمل شيء يذكر عليها . فقد فشلت الجهود الحكومية لإزالتها في العديد من الدول , إذ سرعان ما تشيد على أنقاضها مبان جديدة خلال الليل . ولذلك فليس من المؤكد ان تظل جزءا من المظهر المدني في الدول النامية لعقود عديدة قادمة حتى يتحقق خفض الهجرة الريفية إلى المدن الكبرى ومضاعفة مساعدات الدول الغنية , وهي أمور من الصعب توقعها في المستقبل القريب
   وتعتبر القاهرة مثالا جيداً لهذه الظاهرة ففيها يتركز العديد من الوافدين من الريف على أطرفاها وهوامشها في تجمعات سكانية كبيرة يصبغ المدينة طابع الحياة الريفية من انخفاض مستوى النظافة العامة وسوء استخدام الطرق والأرصفة وانخفاض مستوى الأداء في الخدمات والمرافق العامة ويؤدي ازدياد إعداد الوافدين عاما بعد عام آلة لجوء البعض إلى سكنى المقابر العامة على أطراف القاهرة قدر أعداهم بأكثر من مليون نسمة , وكذلك تعتبر مدن بغداد وجدة مثالاً جيداً أخر للمدن التي تعاني من هذه المشكلة . كما تعتبر الدار البيضاء من المدن المسلمة التي تعاني من نفس المشكلة بسبب تدفق المهاجرين المغاربة عليها من جميع أنحاء البلاد وخاصة من الكتل الجبلية الكثيفة السكان , وهي مشكلة تضع صعوبات كبيرة أمام المخططين .
    مع بداية القرن الحادي والعشرين ومنذ بداية الثمانينات من القرن العشرين تفاقم الوضع في مدن العالم الثالث وأصبح أكثر سوءا , كما أصبح معدل النمو السكاني في الإحياء الفقيرة يفوق مثلية في الأحياء الأكثر تقدما في مدن العام الثالث مما يؤدي زيادة المشكلة , ويجب النظر الى المشكلة ليس من منظور مادي الذي له علاقة باستخدام الأرض الحضري , وإنما يجب النظر إليها بعلاقتها وبالمشكلات الحضرية الاجتماعية من تفكك اسري وفقر وانتشار الجرائم وظهور وانتشار ظاهرة التسول بين الأطفال , وعمالة الأطفال حيث تشير التقديرات العالمية إن حجم الأطفال العاملين الذين تقل أعمارهم عن 14 سنة قد وصل إلى 200 مليون طفل عامل , ويتوزع الأطفال العاملون بكثافة في البلدان النامية في قارات أسيا وإفريقيا وأمريكيا اللاتينية , بينما تكاد تخلو منهم بلدان أوربا وأمريكيا الشمالية واستراليا .
   وتتأثر هذه الظاهرة بالمتغيرات الاقتصادية الخارجية والداخلية , والظروف الاقتصادية لأرباب الأسر أدت إلى انخفاض الدخل وانتشار بطالة البالغين , فانتقل الطفل من العمل لدى الأسرة للعمل لدى الغير بأجر كما تنتشر في بلدان العالم النامي ما يطلق عليهم أطفال الشوارع يتعرضون لأسوأ الظروف والاستغلال .
تعتبر قارة أسيا من أكثر قارات العالم التي توجد بها أطفال عاملين ومن أهم الدول التي تنتشر بها العمالة الأطفال هي الهند , واندونيسيا , وتايلاند .
   ففي الهند يبلغ حجم الأطفال العاملين في الهند حوالي ثلث الأطفال العاملين في العالم ويرجع انتشار عمالة الأطفال إلى انخفاض مستوى المعيشة , بالضافية إلى التغيرات الحديثة في استخدام عمالة رخيصة في دول العالم الثالث , كما أن اتفاقيات التجارة العالمية تضطر دول العالم النامي من أجل تصدير سلعها الى انخفاض تكلفتها وهذا يؤدي بدورة إلى خفض تكلفة العمالة والاستعانة بعمالة الأطفال , أيضاً قلة عدد المدارس وإهمال إرسال الأطفال من اجل التعليم ولان هذا معناه ضياع الدخل الشهري العائد من عمل الأطفال .
   وتبين الدراسات التي أجريت في الحضر أن نسبة كبيرة من الأطفال العاملين تنتمي إلى اسر مهاجرة ويعمل الأطفال في ظروف غير صحية ولساعات طويلة فيعملون في صناعة الزجاج والسجاد والألعاب النارية والكبريت وصقل الماس .
أما في اندونيسيا نسب الأطفال العاملين من أعلى النسب في العالم , حيث يصل عددهم إلى (2مليون) طفل عام 1988م يمثلون 11.3 % من مجموع الأطفال أقل من 14 سنة يعمل الأطفال في الصناعات الصغيرة وفي قطاع الخدمات وفي الشوارع لبيع الصحف أو تنظيف الأحذية وفي بيع السجائر وفي القطاع الصناعي في مصانع السجائر والطباق وفي صناعات النسيج , وعلى الرغم من وجود القوانين التي تنظم عمالة الأطفال في اندونيسيا فان أصحاب العمل يستغلون الثغرات الموجودة في القوانين للتجاوز عن سن عمل الأطفال وطبيعة الأعمال , بينما في تايلاند فالوضع مختلف حيث أن معظم عمالة الأطفال في الزراعة
   أما في قارة إفريقيا فتختلف الصورة في بعض جوانبها حيث أن الأمر يحتاج إلى دراسة بنية المجتمع الإفريقي والإيديولوجيات السائدة والصراعات الناتجة عن وجود ثقافات مختلفة وخصوصاً في الدول جنوب الصحراء الكبرى بينما في شمال إفريقيا فنجد ظاهرة عمالة الأطفال في مصر والمغرب في المناطق الحضرية العشوائية التي نتحدث عنها في شبرا الخيمة حيث تنتشر عمالة الأطفال في قطاع النسيج وفي المصانع الصغيرة والورش وفي منطقة مصر القديمة يعمل الأطفال في صناعة الجلود ودبغها كما يعمل الأطفال في جمع القمامة في الأحياء المختلفة في القاهرة وكل المدن الحضرية في مصر , وبيع المجلات والصحف وغيرها من المهن المتدنية الأخرى , وأكدت معظم الدراسات أن عمالة الأطفال تأتي من الأسر الفقيرة التي تنتظر إلى أطفالها كمصدر للدخل والحاجة إلى المال وقرب العمل من محل إقامتهم.
   وأشار تقرير اليونيسيف UNICEF أن من عواقب التحضر الزائد غير المحكم وجود مشكلة التسول بين الأطفال وخاصة في الدول الأقل نموا مما أوجد ما سماه علماء المدن مناطق الخطر و لوحظ أن مثل هذه المدن تنمو ديموجرافيا بضعف معدل النمو السكاني في الدول الواقعة بها نتيجة تدفق المهاجرين للمدن حيث لا تتوافر لهم المأوى ولا الوظائف ولا الخدمات الصحية والتعليمية ومما يزيد هذه المشاكل قيام الأطفال بالعمل في مهن متدنية كمسح الأحذية وتنظيف السيارات والعمل كخدم في المنازل والانخراط في تعاطي وتجارة المخدرات وتزيد هذه المشكلات بتزايد نسبة الحضرية .
   وتعتبر الجريمة بالمجتمعات الشديدة الفقر محصلة نهائية سلبية تعكس أحوال المناطق العشوائية الشديدة وتعبر عن مدى الحرمان على المستوى الفردي والاجتماعي ولذلك نجد أن الجغرافية الاجتماعية عامة وجغرافية الجريمة خاصة بمسرح الجريمة لان من أهداف جغرافية الجريمة البحث عن السبب إي التفسير والتعليل للظاهرة الإجرامية بمساعدة الإبعاد المكانية , فقد يحدث تحول في مسرح الجريمة الأصلي أذا نشأت تغيرات مادية في استخدام الأرض مثل شدة الحراسة أو أحكام مراقبة الشرطة فيتحول النشاط الإجرامي من الأماكن والمواضع المحمية إلى المواضع اقل حراسة في المنطقة نفسها أو حتى خارجها , كما أن من خصائص مسرح الجريمة صفاته المورفولوجي وبخاصة المدن مثل خطة المدينة وشبكة شوارعها ومادة بنائها فنجد في دولة الإمارات العربية المتحدة المساكن المسماة بالشعبيات والمشيدة من طابق واحد ومتعددة النوافذ والفتحات ووجودها في أطراف المدينة يكون عرضة للجريمة أكثر من غيرة من الأماكن.
   كما أن لمسرح الجريمة مستويات مختلفة في الحجم فنبدأ من المستوى الأصغر مثل الشارع ومناطق العشش إلى المستوى المحلي مثل منطقة المستوى الصغير إلى المستويات الكبيرة مثل الأقاليم والدول ولكن يكون التحليل أكثر دقة كما كان الناطق الجغرافي في غير متسع فنجد الجريمة بين اسر المجتمعات الشديدة الفقر بأنواعها المختلفة بدرجات متفاوتة في المناطق العشوائية في المدن الكبيرة وأهمها السرقات المنزلية نتيجة الافتقار للحماية الوقائية في الوحدات السكنية وانتشار الحرائق نتيجة ارتفاع معدلات التزاحم وانتشار الأمية والاستخدام المختلط للحيز العمراني الضيق سواء في الطهي والتدفئة البدائية ومادة البناء البدائية المستخدمة في بناء العشش من الخشب والبوص , كما تنتشر جرائم أخرى أهمها جرائم السطو بالإكراه على الأفراد ؟ كما توضح مورفولوجي منطقة الباطنية في مدينة القاهرة مثلا تفسيراً لشهرتها في تجارة المخدرات بخطتها العشوائية وتعقد شبكة شوارعها وتلاصق ما بنيها ووجود كثير من المنافذ والطرق السرية والتي تسهل هروب المجرمين . لذلك نجد أن الاهتمام بمسرح ومكان الجريمة والأخذ في الاعتبار خرائط استخدام الأرض والتغيرات المادية والاقتصادية والحضارية والأشياء المهمة في مكافحة الجريمة مثل التغير الذي حدث في مدينة الرياض من خروج نسبه كبيرة من السكان السعوديين من وسط مدينة الرياض إلى ضواحي وهو ما حدث أيضا في معظم المدن الأمريكية .
 ثانيا المشكلات البيئية والصحية :-
    يعتبر التلوث الهوائي من أهم المشكلات البيئية الحضرية ويعرف التلوث الهوائي بأنه الهواء الذي تتعرض النسب المئوية لمكوناته لتغيرات كبيرة أو يتواجد فيه عناصر غريبة يتبعها أثار ضارة أو يتسبب عنها إزعاجا أو مضايقات الإنسان .
   من دراسة البيئة السكنية في الريف المصري مثلا وسلوكيات المرأة الريفية أتضح إنها تعتمد في تصنيع الخبز على الفرن البلدي الذي يعتمد في وقوده على الخشب والحطب ومخلفات الحيوانات وتتمثل خطورة استخدام هذا الفرن فيما ينبعث منه من روائح وأدخنة وملوثات تعد مصدراً رئيسياً لتلوث الهواء الداخلي في الريف بما تحمله من مواد غازية كأول أكسيد الكربون ويؤدي التعرض للملوثات المنبعثة من هذا الفرن إلى الإصابة بمعظم الأمراض الصدرية كالتهاب الجهاز التنفسي العلوي والسفلي وتتمثل في التهاب الجيوب الأنفية والأذن الخارجية وحساسية الأنف والصدر وخاصة في الشتاء , كما إن هناك علاقة قوية بين المدة التي تقضيها المرأة أمام الفرن والتهاب العيون من الدخان النتاج عن حرق الوقود الحيوي وكلما كانت المدة طويلة كما كلما كانت فرصة تعرض المرأة للأمراض العيون والصدر طويلة , فالتلوث الهوائي يحدث عندما تتواجد جزيئات أو جسيمات عضوية أو غير عضوية في هواء الجو بكميات كبيرة ويشكل ضررا على العناصر البيئية, كما أن التلوث الهوائي من أكثر أشكال التلوث انتشاراً نظراً لسهولة انتقاله من منطقة إلى أخرى وفي زمن قصير يؤثر هذا النوع على كافة الحياة البشرية والحيوانية والنباتية ...
   من المعروف أن المرأة هي الأكثر تأثرا بحالة المسكن نظراً لطول الوقت الذي تقضية في المنزل فهي تجمع بين العمل وشؤون المنزل فكلما وفرنا للمسكن الذي تعيش فيه الأسرة السلامة الصحية والخدمية انعكس ذلك إيجابياً على سلامة البيئة بالتالي على صحة الفرد والمجتمع . كما أن المرأة هي القادرة على أدارة شئون المنزل والحفاظ على صحة أفراد الأسرة , والإقلال من تعرضهم للتلوث البيئي المحيط بهم ومنع مصادرة عن طريق استخدام مياه الشرب نقية وأتباع الوسائل الصحية في تداول الغذاء وحمايته من الحشرات للأمراض والنظافة الشخصية ونظافة المنزل والإبقاء على نظافة المراحيض والتخلص السليم من المخلفات المنزلية والمداومة على تطعيم الأطفال , وكذلك التقليل أو ترشيد استخدام المياه والطاقة والحفاظ على سلامة البناء. وفي دراسة في المكسيك وجد أن النساء اللاتي تعرضن لدخان الخشب لسنين عديدة هن أكثر تعرضاً لأمراض الرئة المزمنة عن غيرهن من غير المعرضات , ووجد أن سرطان الرئة مرتبط أيضاً بالتعرض لمستويات عالية من دخان الفحم الذي يحتوي على مكونات متسرطنة كما في الصين الذي ما يزال الفحم بها مهماً كمصدر للوقود , كما أن التعرض لدخان الفحم له مشاكل عديدة بشأن أمراض النساء الخاصة بأمراض الحمل والولادة , ففي دراسة في الهند وجد أن 50 % زيادة في موت المواليد مرتبطة بتعرض الحوامل للدخان داخل المساكن.
    فالتلوث الهوائي يحدث عندما تتواجد جزيئات أو جسيمات عضوية أو غير عضوية في هاء الجو بكميات كبيرة وتشكل ضرراً على عناصر البيئة أما عن اغلب العوامل المسببة للتلوث الهوائي فهي من صنع الإنسان ولم تنشا هذه العوامل في يوم وليلة ولكنها بدأت في الظهور منذ ان ابتكر الإنسان الآلة واستخدمها في كل نواحي الحياة خاصة في المدن وظلت أثر هذه العوامل تتزايد يوما بعد يوم مع زيادة التقدم العلمي والصناعي للإنسان وظل أثر هذه العوامل يتراكم على مر السنين دون أن يلاحظه أحد حتى ظهر أثرها واضحاً في النصف الثاني من القرن العشرين وشعر بخطرها على حياته وفطن إلى أثرها المدمر في البيئة المحيطة به كما صاحب التقدم الصناعي للإنسان استخدام كميات هائلة من مختلف أنواع الوقود مثل الفحم وبعض نواتج تقطير البترول والغز الطبيعي فنعد احتراق هذا الوقود في محطات توليد الكهرباء أو في المصانع أو في محركات السيارات تنتج منه كميات هائلة من الغازات التي تتصاعد الى الهواء على هيئة دخان محمل بالرماد وكثير من الشوائب , وتنتشر هذه الغازات في داخل المدن وفي المناطق المحيطة بالمنشئات الصناعية وغالباً متحمل الرياح هذه الغازات الى مناطق بعيدة كل البعد عن هذه المنشئات لتسقط على هيئة أمطار حمضية
 ثالثاً مشكلة البطالة والتعطل :-
    وهو مرض اجتماعي ينتشر في كل المدن الكبرى في العالم . وتعتبر القاهرة مثلا حياة على هذه المشكلة نظرا لضخامة البطالة قيها بدرجة كبيرة , حيث تظهر هذه المشكلة بصور شتى منها احتراف عدد الوافدين للحرف الطفيلية كالباعة الجائلين وماسحي الأحذية , بينما تتحول الأغلبية إلى عاطلين يبحثون عن عمل .
السؤال الأول : تتبع مراحل نمو المدن تاريخياً :
 السؤال الثاني: وضح المشكلات الحضرية والاجتماعية في مدن العالم النامية.
 انتهت المحاضرة.
 :بواسطة النوماس 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق