الصفحات

الأربعاء، 13 أغسطس 2014

الأحياء السكنية الجديدة في اليمن المعايير التخطيطية وتلبية المتطلبات الاجتماعية ...

الأحياء السكنية الجديدة في اليمن المعايير التخطيطية وتلبية المتطلبات الاجتماعية

د. محمد أحمد سلام المدحجي

رئيس قسم العمارة - كلية الهندسة

جامعة صنعاء - اليمن 

بحث مقدم لندوة الإسكان ( 3 ) - الرياض 20 - 32 مايو 2007 م

الهدف و المنهجية

      إن الهدف من البحث هو حصر الايجابيات والسلبيات للأحياء ( المدن) الجديدة
للاستفادة من مميزاتها في تخطيط الأحياء السكنية الجديدة مستقبلا، إذ تعتبر هذه
الأحياء (المدن) تجربة حية تمت معايشتها تخطيطا وتطبيقا واستخداما ولتحقيق هذا
الهدف اتبعت منهجية معتمدة على: -



- دراسة تحليلية لواقع تخطيط الأحياء السكنية في المدن اليمنية.
- دراسة تحليلية لنماذج مختلفة من الأحياء ( المدن) السكنية المنتشرة في المدن

اليمنية وبأشكالها ومستوياتها المختلفة.
- استخلاص نتائج وتوصيات يستفاد منها في التطبيقات المستقبلية.


واقع تخطيط الأحياء السكنية في المدن اليمنية:

   تبدأ دراسة الأحياء السكنية الجديدة بدراسة المخططات الهيكلية للمدن التي تحدد مناطق المدينة المختلفة (السكنية، الصناعية، الإدارية، الترفيهية، المواصلات، الخدمات، المركز)، ثم يقسم هذا المخطط إلى قطاعات وأحياء ووحدات جوار وبلوكات ووحدات سكنية، يتبع ذلك تسلسل هرمي في توزيع الخدمات حسب الأهمية وأجزاء المدينة المختلفة، غير أن الواقع يظهر غير ذلك و لا ينفذ التقسيم على أرض الواقع كما خطط له. 
    كما أن المعايير التخطيطية لا تحتوي على تسلسل هرمي للمتطلبات الإنسانية المختلفة على مستوى القطاع و الحي السكني و لا يتم إعداد مخططات تفصيلية للقطاعات والأحياء، و يتم التركيز فقط على الخدمات في وحدة الجوار التي يوجد فيها الكثير من القصور وخاصة المعايير الخاصة بالخدمات الاجتماعية والسلوكية الخاصة بالعلاقات والأنشطة الاجتماعية وبناء شخصية الفرد (كأماكن اللعب و التجمع و أماكن الشباب و كبار السن والمشاة والترفيه).

أشكال الأحياء السكنية في المدن اليمنية:

- الأحياء القديمة ( المدن القديمة): وهي المدن التاريخية القديمة الموجودة في نواة المدن الحديثة.
- الأحياء المخططة: وهي الأحياء التي تقوم بتخطيطها الجهات ذات العلاقة.
- الأحياء على شكل مدن سكنية.
أ- الأحياء ذات التمويل الحكومي. 
ب - الأحياء ذات التمويل الخاص.
- الأحياء العشوائية: وهي الأحياء التي تبنى في مناطق غير مرخصة.
- الأحياء العفوية: وهي الأحياء التي تبنى في المناطق المصرح بها ولكن هذه الأحياء لا تتقيد بقوانين وأنظمة التخطيط والبناء.
- الأحياء المستوعبة: وهي الأحياء التي كانت عبارة عن مناطق مأهولة خارج نطاق المدن وتم استيعابها نتيجة تطور المدن. 

الخلاصة :

  من خلال الدراسة السابقة يظهر أن المدينة اليمنية تحتوي على عدة نماذج من الأحياء 
السكنية تتبنى إنشائها جهات مختلفة (حكومية، خاصة، مختلطة) تتباين فيها الخدمات وتلبية 
المتطلبات الإنسانية، كما توجد أحياء عشوائية تنتشر في هذه المدن وتفتقر لأبسط مقومات 
الحياة الإنسانية.
ومع أن كثير من الأحياء تتبنى إنشاؤها جهات حكومية إلا أن هذه الأحياء قاصرة كثيرا في 
تلبية المتطلبات الإنسانية، وهي بمخططاتها الرتيبة والمتكررة تهتم بالتقسيم الشطرنجي 
للأرض وتحديد موقع بعض الخدمات كالحديقة والمسجد والمدرسة وتتجاهل المتطلبات 
الإنسانية الأخرى (الثقافية والترفيهية والاجتماعية والسلوكية... الخ) ويجعل هذه الأحياء 
بدون روح أو جذب للسكان يترسخ فيها عامل الانتماء ولا توفر أيضا أبسط المقومات 
الاجتماعية والثقافية والممارسات السلوكية التي تساعد في بناء شخصية الفرد وكيان 
المجتمع.

      



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق