الصفحات

الأربعاء، 9 مارس 2016

الأبعاد المكانية للجريمة بولاية جنوب كردفان : دراسة في الجغرافية الاجتماعية


الأبعاد المكانية للجريمة بولاية جنوب كردفان

دراسة في الجغرافية الاجتماعية



بحث مقدم لنيل درجة الدكتوراه في الجغرافية

جامعة الخرطوم - كلية الدراسات العليا 

كلية علوم الجغرافيا والبيئة 

(قسم الجغرافيا - كلية الآداب سابقا)


إعداد

حامد الطاهر بدوي محمد


إشراف 

الدكتور حسن عبد االله المنقوري 


مارس 2008م


مستخلص 

  الدراسة تناولت الدراسة بالتحليل الظاهرة الإجرامية في منطقة جنوب كردفان ، لما للمنطقة من خصائص تميزها عن غيرها من أقاليم السودان ، إذ أنها منطقة انتقال حضاري بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي، كما أنها من المناطق التي تأثرت بالحرب الأهلية التي كانت دائرة في جنوب البلاد. 

   ناقشت الدراسة الجريمة باعتبارها ظاهرة اجتماعية تحدث في مكان معين له خصائصه التي تميزه عن غيره من الأماكن ، وذلك من خلال منهج الجغرافية الحديث الذي يهتم بالمشكلات اليومية التي تواجه المجتمعات.

   قامت الدراسة بتحليل وتوزيع الإحصاءات الرسمية الصادرة مـن مراكـز الشرطة ، وقد كشفت الدراسة عن وجود اختلاف في توزيع الجرائم على مستوى ولايات السودان ، كما أوضحت ذات الاختلاف داخل منطقة الدراسة ، مما يؤكـد مبدآ الاختلاف المكاني للظاهرات الجغرافية.

  لقد تم إعداد استبيان لغرض الدراسة ووزع على مرتكبي الجرائم المحكـوم عليهم في سجون المنطقة ، وذلك لمعرفة بعض خـصائص المجـرمين التـي لا تظهرها البيانات الرسمية مثل الخصائص الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعيـة والمكانية وعلاقتها بالجريمة المرتكبة ، وقد أظهرت الدراسة وجـود مثـل هـذه العلاقة وتباينها من منطقة إلي أخرى داخل منطقة الدراسة ، ويؤكـد ذلـك مبـدأ الارتباط المكاني للظاهرات الجغرافية. 

   لقد استخدم البحث منهج المناقشة الجماعية الموجهـة ( مجموعـة النوبـة ومجموعة الحوازمة ) باعتبارهما اكبر المجموعات السكانية في منطقة الدراسـة، وذلك لمعرفة اثر الثقافة الفرعية على الظاهرة الإجرامية ، وقد توصلت الدراسـة إلي نتائج تظهر ذلك الأثر في المنطقة. 

   كان للحرب التي كانت دائرة في المنطقة أثرها على الظـاهرة الإجراميـة وقد أظهرت الدراسة هذا الأثر من خلال تأثيرها على مرتكبي الجرائم. 

   وبذلك تكون الدراسة قد طبقت مجموعة من المناهج الجغرافية المعاصـرة المتمثلة في المنهج التحليلي والمنهج الكمي ومنهج دراسة الحالة ومنهج المقابلات الجماعية الموجهة ، كما استخدمت الدراسة مجموعة من البرامج الإحصائية مثـل برنامج SPSS وبرنامج Excel لتحليل الإحصاءات والبيانات التي تم الحـصول عليها من مصادرها الأولية .

   وأخيرا اقترحت الدراسة في توصياتها بـضرورة الاهتمـام بالدراسـات الجغرافية للظاهرة الإجرامية لأهميتها في اتخاذ القرار بتخفيفها. 

Abstract :

  The study has investigated analytically, the spatial dimensions of the crime in southern Kordofan , since this area is characterized as an area of cultural transmission between Southern and Northern Sudan and one of the most affected area by the civil war in the last few decades . 

  The study tackled the crime as a social phenomenon that occurs in a certain area , fallowing the concept of modern geography , that touches on every problem that any community faces . 

  The study has analyzed the official statistics produced by police centers . It has been observed that there are some variations in the distribution of crime in Sudan states as well as variations in the area of the study itself , and this emphasizes the geographical variation for this phenomenon .

  The questionnaire is used in this study as a tool of collect data , It has been distributed to prisons in the area , where criminals concerned are found .This is done to recognize certain characteristics of the criminals that are not revealed in the statistics , such as : demographic , economic , social and geographical , and to study their relationship and its variation from one place to another in the area of study .

  The researcher used group discussion (Nuba group and Hawazma group ) , being the biggest groups in the area ,to study the effect sub cultures have on crime and this effect has been proved in the study . 

  The study also fond that the war witnessed in the area has had its effect on crime .

   The study recommends the use of the geographical method to prevent crime in the area. 

  So the study applied a number of contemporary geographical research ,methodology represented in the analysistical , quantitative , case study and group interviews mythologies . for the analysis of data colleted from primary source , made use of the statistical programs particularly SPSS and EXCXL programs. 

الفصل الأول :  منهجية البحث

تمهيد: 

   هناك فهم عام لدى معظم الجغرافيين حول أهمية دراسة الاختلافات المكانية للظاهرات، وهذه الاختلافات هي التي تمثل فكر وميدان علم الجغرافيا ، بدأ هذا الفهم منذ أن توصل إيمانويل كانت وعدد من الباحثين الجغرافيين إلي أن الجغرافيا لا تنتمي إلي العلوم أو الآداب إنما هي طريقة ثالثة للمعرفة لها منهجها وشخصيتها المميزة التي تنفرد بها، وذلك على اعتبار أنها تتجه لدراسة ترتيب الحقيقة الإنسانية في المكان ، منفردة بذلك عن العلوم الطبيعية التي توجه اهتمامها لدراسة العلاقة بين الأشياء المتشابهة والتاريخ الذي يدرس التطور الزمني للأشياء، ويمتد هذا الفهم إلي أن الأرض إذا كانت متشابهة تماما من حيث مظاهرها لما كانت هناك حاجة إلي دراسة الجغرافية ، ومن هذا الفهم اتجه الجغرافيون للأبحاث التطبيقية ، حيث تم التركيز على المشكلات الآنية في المكان بغية المساعدة على حلها . 

   تنطلق فكرة هذا البحث من الفهم نفسه ، إذ تمثل الجريمة ظاهرة اجتماعية ومشكلة من المشكلات التي تعانيها المجتمعات.وهذا البحث يعد تطبيقا لمنهج الجغرافيا في حل المشكلات التي تواجه المجتمع.

1-1 مشكلة البحث: 

   الجريمة من المشكلات التي تعاني منها الشعوب ، خاصة في ظل التزايد الكبير في أعداد السكان ، نتيجة للنمو السكاني الذي تشهده البشرية. والجريمة تتزايد وتتطور مع تطور المجتمع سواء أكان هذا التطور كما أم كيفا أم من حيث الوسيلة المستخدمة فيه ، غير أن حجمها يختلف من إقليم لآخر، وداخل الإقليم الواحد يختلف حجمها من منطقة لأخرى. 

   إن الكشف عن هده الاختلافات يدلل على وجود عوامل متباينة ومختلفة تؤدي إلي وقوع الجريمة بحسب الموقع ، وهذا ما تسعى إليه هذه الدراسة .

   تقع ولاية جنوب كردفان في الغرب الأوسط من البلاد ، وتتميز بأنها ولاية انتقالية ، بين النفوذ والثقافة العربية والإسلامية من جهة ، وبين الثقافة الأفريقية والمسيحية المنتشرة في جنوب البلاد من جهة ثانية ، هذا بالإضافة إلي أنها قد تأثرت بحكم موقعها هذا بالحرب التي كانت دائرة في جنوب البلاد ، مما أدى إلي نزوح أعداد كبيرة من سكانها ، إلي داخل المنطقة في المدن الكبيرة ، التي يتوفر فيها قدر من الأمان مثل مدن الدلنج وكادقلي وأبي جبيهة والرشاد ، أو إلى خارج الولاية في مدن السودان المختلفة ، كما تتميز الولاية بمجتمعها القبلي الذي يحتكم في كثير من الأحيان للأعراف القبلية( الثقافة الفرعية) في فض النزاعات التي تحدث بين أفراده ، هذه الظروف وغيرها كان لها اثر كبير في الجريمة وتنوعها في الولاية.

  إن هذا البحث ليس وسيلة لجمع المعلومات والإحصاءات عن الجريمة في ولاية جنوب كردفان فحسب ، بل يسعى لتحقيق نتائج تتفق مع المفهوم المتطور للجغرافيا، من توزيع وتحليل وربط وتعليل لهذه المعلومات والإحصاءات ثم الوصول إلي الترابط من اجل العلاقات المتبادلة بين الظاهرات داخل المكان الجغرافي. 

2-1 أهداف البحث: 

  تطلق أهداف هذا البحث من الأهداف العامة للفهم الجغرافي وذلك لتحقيق الآتي: 

1) تحليل الجريمة في ولاية جنوب كردفان باعتبارها ظاهرة جغرافية ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية وأمنية تعاني منها منطقة الدراسة. 

2) رصد الجريمة رصدا جغرافيا لإظهار التباين المكاني لها في داخل الولاية ومن ثم البحث عن الأسباب التي تؤدي إلي ذلك.. 

3) توضيح دور الجغرافية كعلم عصري مواكب ومساهم في حل المشكلات اليومية التي يعاني منها أي مجتمع. 

4) التأكيد على أهمية التخطيط السليم الذي يساهم في خفض معدلات الجرائم في المنطقة.

3-1 فرضيات البحث:

يمكن صياغة الفرضيات الآتية لتحقيق إغراض الدراسة: 

1) هناك تباينا مكانيا للجريمة بمنطقة الدراسة . 

2) للبيئة الطبيعة المحلية أثر في تنوع الجريمة . 

3) للوضع الاقتصادي علاقة بنوع الجريمة وتوزيعها في المنطقة. 

4) للحرب التي كانت تدور في بالمنطقة اثر بالغ علي الجريمة في المنطقة. 

5) للتنوع القبلي الثقافة الفرعية للقبائل بالمنطقة اثر في تحديد نوع الجرائم وتوزيعها. 

6) غياب التخطيط السليم ساهم في تفاقم الظاهرة الاجرامية في المنطقة. 

4-1 منهج البحث:

  تعد الجريمة والبحث فيها من الموضوعات التي تناولها الكتاب ، خاصة كتاب العلوم الاجتماعية ، والجغرافيا باعتبارها علم المكان ، تتميز عن غيرها من العلوم الاجتماعية بمنهجها الذي يبحث في إطار التكامل والترابط والتحليل المكاني. هذا البحث يتميز عن غيره من البحوث التي تناولت الجريمة بمنهجه سالف الذكر ، مع التركيز علي المنهج الكمي الذي يمثل روح الجغرافيا المعاصرة ، إذ يساعد على التحليل الكمي للجريمة في منطقة الدراسة ، كما لا غنى لهذا البحث عن المنهج التحليلي ومنهج دراسة الحالة لدراسة حالة الجريمة في جنوب كردفان. 

1- 5 أساليب جمع المادة: 

تم جمع المعلومات الخاصة بهذا البحث عن طريق :- 

1-الاعتماد على المصادر الأولية المتمثلة في الإحصاءات المنشورة وغير المنشورة ، وفي المقابلات الشخصية لمرتكبي الجرائم ورجالات الشرطة، والحوارات الجماعية للمجموعات القبلية ، والاستبيان المعد لأغراض الدراسة وملاحظات الباحث ومشاهدته المقصودة. 

2- الاعتماد المصادر الثانوية المتمثلة في الكتب والمراجع والدوريات والرسائل العلمية والمؤتمرات والمنتديات التي ناقشت وكتبت عن هذا الموضوع .

1 - 6 أسباب اختيار البحث: 

   هناك دوافع ذاتية ودوافع عامة أدت إلي اختيار الباحث لموضوع الدراسـة ، فالدوافع الذاتية تتمثل في أن الباحث ينتمي جغرافيا إلي منطقـة الدراسـة ، وأن الجامعة التي بعث منها تقع فيها أي في المنطقة نفسها، وقد عهدت علـى نفـسها دراسة المجتمع المحلي بكل أبعاده . 

   أما عن الدوافع العامة ، فهي محاولة تطبيـق المـنهج الجغرافـي علـى المشكلات التي يعانيها المجتمع ، حتى تصبح الجغرافيا واحدة من العلوم الرائـدة عند التخطيط لاتخاذ القرارات.

1- 7 الإطار المكاني والزمني البحث: 

  تم تحديد الإطار المكاني للدراسة بولاية جنوب كردفان ( قبل ضم أجـزاء ولاية غرب كردفان بعد اتفاقية السلام الشامل فـي ينـاير2005 ) بمحافظاتهـا المختلفة ،الدلنج وكادقلي والرشاد وابي جبيهة و تلودي. 

   أما الإطار الزمني للبحت فقد حدد بفترة من 1993حتى 2003 وذلك لتوفر إحصاءات عن الجريمة في هذه الفترة ، كما أنها الفترة التـي شـهدت اسـتقرارا إداريا لمحليات الولاية ، إضافة إلي أنها تقيس فترة شهدت فيها اضطرابا سياسـيا بسبب التمرد ضد الحكومة المركزية ، ثم فترة أخرى شهدت استقرارا نسبيا بسبب اتفاقية وقف إطلاق النار بجبال النوبة عام 2000 بسويسرا .

1 - 8 عينـة الدراســة : 

   يتمثل مجتمع الدراسة من نزلاء السجون الرئيسة بالوحدات الإدارية بمنطقة الدراسة وهي سجون (كادقلي والدلنج والرشاد) بحيث يمثل هؤلاء النزلاء من تـم الحكم عليهم فعلا ، أي الذين ثبتت بحقهم التهم ، ذلك لأن الاتهام وحده لا يكفـي لجعل المجرم مجرماً. إذ يتفق علماء الإجرام والقانون على أن هناك شـرطيين لا بد من توفرهما حتى يكون الشخص مجرماً : (عبيد : 127 : 1993).

أ. أن يثبت الحكم القضائي حالة ارتكاب ذلك الفعل . 

ب. أن يثبت ما يؤكد أن مرتكب الفعل كان يتمتع بالأهليـة الجنائيـة ، أي ضرورة أن يكون شخصاً سوياً و مسئولاً عند ارتكابه الفعل الإجرامي . لذلك تـم استبعاد النزلاء المنتظرين الذين لم تتم محاكمتهم حتى لحظة توزيع الاسـتبيان . والجدول رقم (1-1 ) يبين حجم مجتمع الدراسة لحظة توزيـع الاسـتبيان فـي سجون الولاية الثلاث حيث يتبين:

  أن سجن كادقلي يعد أكبر سجون الولاية، يليه سجن الدلنج ثم سجن الرشاد انظر الشكل (1-1) .

   يضم سجن كادقلي المحكوم عليهم في محـاكم محليـة كـادقلي و سـواء أكانت هذه المحاكم رسمية أم محاكم أهلية ، و يضم سجن الدلنج المحكومين فـي محاكم الدلنج ، أما سجن الرشاد فيشمل المحكوم عليهم في محاكم محلية الرشـاد ومحلية أبوجبيهة وبذلك يشمل البحث أجزاء واسعة من محليات الولاية 

تم اللجوء إلى أسلوب العينة العشوائية من المجتمع المستهدف وهم نـزلاء السجون المذكورة آنفا ، وقد تم عشوائيا اختيار 50% مـن مجتمـع الدراسـة ، فأصبح العدد المختار كما في الجدول(1-1 ) 

  وبرغم اعتمادنا هذه الطريقة إلا أن هناك بعض الملاحظات ، يمكـن أن نجملها في الآتي: 

أ- إن غالبية الإحصاءات المتعلقة بالمجرمين لا يمكن أن تتيـسر للباحـث إلا عن طريق واحد وهو وجود المجرمين في السجون، وهذا معناه أن البحث ينحصر في فئة محدودة من المجرمين الموجودين فعلياً في السجون وهؤلاء في الواقـع لا يمثلون إلا نسبة قليلة من المجرمين الحقيقيين الذين اشتركوا فعـلا فـي ارتكـاب الجرائم بالولاية . 

جدول(1-1 ) توزيع أفراد العينة. 

السجن   العــدد الكلــي للمسجونين   العينة المختـارة %50

الدلنج                 84                        42

كادقلي                122                      61

الرشاد                56                        28

الجملة                262                      131

المصدر:الدراسة الميدانية 2006 

ب- قد يتعذر بوجه عام على الباحث التحقيـق والتثبـت مـن صـحة أو صلاحية بعض المعلومات والصفات المتعلقة بالمجرم إلا عـن طريـق المجـرم المسجون نفسه، وفي هذه الحالة تكون الطريقة مفيدة في التحقق والتثبت من صحة المعلومات ، وذلك باللقاء المباشر مع المجرمين. 

ج- أن وجود بعض الصفات والسمات الشخصية بين المجرمين بنسبة كبيرة لا يعني بحال من الأحوال أن مثل هذه الصفات والـسمات تعتبـر مـن عوامـل الجريمة أو من أسبابها . 

د- أن الاعتماد على الدراسة الإحصائية لبعض السمات والـصفات قـد لا تقدم لنا تفسيراً سببياً يكثف العلاقة بين صفة معينة وبين السلوك الإجرامي . 

   وبرغم هذه الملاحظات إلا أنه يمكن الاعتماد على هذه الطريقة لأنه مـن الصعب بمكان العثور على المجرمين لعدم اعترافهم بأنهم مجرمين، لكون الجريمة في حد ذاتها فعل يستنكر من قبل المجتمع مهما كان مستواه.

   تم توزيع الاستبانة المعدة لأغراض الدراسة على العينة المشار إليها آنفا ، وذلك لتحديد مجموعة من العلاقات بين المتغيرات ،( متغيـرات ديموغرافيـة ، ومتغيرات اجتماعية واقتصادية ومتغيرات مكانية وعلاقتها بخـصائص مرتكبـي الجرائم ). وذلك بغرض اختبار مجموعة الافتراضات التي لها علاقات مباشرة بالجريمة.

   سيتم استخدام طرق إحصائية عديدة لتحليل العلاقـات بـين المتغيـرات المختلفة مثل الإحصاءات الوصفية لقياس نسبة المحكومين في الجرائم المختلفـة ، واستخدام معامل الارتباط لمعرفة مستوى العلاقات الإحصائية بين المتغيرات.

1- 9 الدراسات السابقة: 

   موضوع الجريمة من الموضوعات التي لقيت اهتماماً واسعاً مـن قبـل العلماء بتخصصاتهم المختلفة ، خاصة علماء الإجرام والقانون وعلماء الاجتمـاع والجغرافيا والنفس وغيرها من العلوم .

    لقد أولت الجغرافية (كعلم عصري) الظاهرة الإجراميـة اهتمامـاً كبيـراً باعتبارها ضمن الموضوعات التي تناقشها الجغرافية الاجتماعية ، وهي تتنـاول الموضوعات الاجتماعية المختلفة ، أي ضمن الموضوعات الاجتماعية التي يمكن توزيعها جغرافيا ً، هذا الاهتمام الجغرافي بالجريمة يمكن مناقـشته فـي إطـار الدراسات السابقة على ثلاثة مستويات : 

أولا: الدراسات على المستوى العالمي

  أن الجهود العالمية لدراسة ظاهرة الجريمة ومنعهـا قديمـة ، فالقـانون الروماني ، كان يطبق على أجراء واسعة من العالم ، وفي مرحلة لاحقة انتشرت التعاليم الإسلامية المنظمة للسلوك الاجتماعي في مناطق واسعة من العـالم علـى امتداد الإمبراطورية الإسلامية . ( الأمم المتحدة : مؤتمر مكافحة الجريمـة رقـم . (11 : 2005).

   لقد شعر العالم بخطورة الظاهرة الإجرامية ومن ثم كانت هنـاك ضـرورة لبذل جهود موحدة للحد منها . وفي هذا الإطار فقد شهدت أوربا في القرن التاسع عشر سلسلة من المؤتمرات الدولية التي تهتم بالجريمة وقضاياها ، كان أبرزهـا المؤتمر الدولي بشأن منع الإجرام وقمعه الذي عقـد فـي لنـدن عـام 1872م ، وخلص إلى تكوين لجنة دولية للسجون ، كان هدفها جمع إحصاءات عن السجون، وتشجيع إصلاح قوانين العقوبات ، وعقد مزيد من المؤتمرات الدولية بالخصوص ، وبالفعل فقد عقدت هذه اللجنة ثلاثة مؤتمرات في عواصم أوربية بـين عـامين 1935 – 1925م ، تم من خلالها تكوين اللجنة الدولية للعقوبات والإصلاح التـي تحولت فيها بعد إلى لجنة تابعة للأمم المتحدة تعقد مؤتمراً عن الجريمة كل خمس سنوات بداء من العام 1955م ، حيث عقدت الأمم مؤتمرها الأول عن الجريمـة ومنع الإجرام ، واستمرت المؤتمرات بعد ذلك كل خمس سـنوات كـان آخرهـا مؤتمر الأمم الحادي عشر لمنع الجريمة والعدالة الجنائية عام 2005م.

  لقد هدفت مؤتمرات الأمم كلها إلى توحيد الجهود بـين الـدول لمكافحـة الجريمة والعدالة وتأهيل المساجين. ( مؤتمر الأمـم المتحـدة لمنـع الجريمـة والعدالة الجنائية 2005).

  أما على مستوى الدراسات الجغرافيا ، فقد اثر التطور التـاريخي والنمـو الاقتصادي في العالم الغربي على لفت الانتبـاه للاهتمـام بدراسـات الجغرافيـة الاجتماعية خلال الستينات من القرن العشرين ، فالدراسات ذات الـصلة الوثيقـة بمشكلات المجتمع ، التي أجريت فـي موضـوعات مثـل التعلـيم والجريمـة والانحراف والحرمان والفقر أسهمت في التعريف بدور جغرافية الجريمة لأهميـة دراسة العوامل المكانية.(هبرت:48 : 2001)

   ارتبطت الدراسات الغربية في الجريمة بصورة عامة بتطـور الدراسـات الكارتوغرافية التي أوضحت التباين المكاني للظاهرة الإجرامية باعتبارهـا مـن الموضوعات التي يمكن إن توزع مكانيا ، وقد ظهرت مثل هذه الدراسـات فـي فرنسا عام 1970 ، ثم انتقلت بعد ذلك إلي بريطانيا والدول الغربة الأخرى. 

   أما في الولايات المتحدة الأمريكية فقـد ارتبطـت الدراسـات الجغرافيـة الاجتماعية للظاهرة الإجرامية باعتبارها ظـاهرة اجتماعيـة بمدرسـة شـيكاغو الايكولوجية التي تطورت على يد كل مـن Mckay @ Show عـام 1942. .(48 : 2001:هربرت).

  وبناء على تلك الدراسات ، فقد شهدت أمريكـا العديـد مـن الدراسـات الجغرافية ، على سبيل المثال دراسة جنوح الأحداث في شيكاغو التي حددت فيها مساكن المنحرفين من الأحداث باستخدام الخرائط النقطية لإظهار التباين المكـاني في تحليلهما ضمن إطار مكاني حددت مساحته بربع ميل. ثم توالـت بعـد ذلـك الدراسات ، ولعل دراسة هربرت عن جغرافية الجريمة الحضرية من أهم الكتـب المنهجية الغربية ( نقلت إلي العربية )التي وضعت إطارا منهجيا يمكن للباحث في جغرافية الجريمة الاهتداء بها في دراسته لها.

ثانيا:على المستوى الإقليمي : 

  على مستوى الدراسات العربية ، يلاحظ أن الدراسات الجغرافية قليلة ولا تزخر المكتبة إلا بعدد قليل منها ، ولعل أهم المحاولات العربية الجـادة لدراسـة الجريمة من الوجهة الجغرافية ما قامت به الجمعية الجغرافيـة المـصرية عـام 1995م ، عندما عقدت مؤتمرها الجغرافي الأول عن جغرافية الجريمة ومناقـشة منهاجها وأبعادها وتطبيقاتها، و أهم المحاور التي تمت مناقشتها في هـذه النـدوة العلمية عن جغرافية الجريمة ما يلي: 

1- الإطار الفكري والمنهجي Methodology :

  يتناول هذا المحور في الندوة الإطار الفكري والمنهجي وأساليب الدراسـة لجغرافية الجريمة ، ويشمل ذلك التعريف والمفهـوم والمنـاهج والمـداخل إلـى جغرافية الجريمة والإرهاصات الأولى لجغرافية الجريمة ، التأثر بالأفكار الحتمية ، مدارس الجريمة المختلفة ، والتأكيد على البعد المكـاني مـن خـلال المفـاهيم وغيرها من الموضوعات ذات الصلة بالجغرافية في إطارها النظري . 

2- الأبعاد الطبيعية والمكانية :Spatial:

   ويتناول هذا المحور تأثير أشكال سطح الأرض في النشاط الإجرامي ، تأثير الطقس والمناخ وتأثيرات المدرسة الحتمية وأراء هنتجتون فـي تـأثر الجريمـة بالمناخ ، كما يتناول تأثير التباينات الريفية والحضرية بالجريمة إلى غير ذلك من الموضوعات ذات الصلة بالأبعاد المكانية . 

3- الأبعاد الزمنية للجريمة : Temporal :

  ويتناول هذا المحور في الندوة تطورات الجريمة عبر الزمان (الجغرافية التاريخية للجريمة ) وهو بعد يبحث التحليل الزمني البياني للجريمة Graphical زيادة ونقصانا اعتماداً على فترات زمنية متتابعة ثم البحث عن الأسـباب التـي تؤدي إلى الزيادة أو النقصان أو التذبذب عبر الزمان .

4- الجريمة والأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية : 

Seo- Economic – Political and Cultural Dimension

  يهتم هذا المحور بدراسة الخصائص الديمغرافية(العمر–النوع – الحرفـة – التعليم) وعلاقتها بالجريمة ثم الخصائص الاجتماعية الاقتصادية والسياسية.

5- محور الجريمة ودور الجغرافيا في مقاومتها : 

  ويتناول هذا المحور دراسة التباين الإقليمي في التشريعات ونظم العقاب ، التباين في قوة الشرطة وتوزيعها المكاني ، التباين الحضري والريفي ودور التنمية المستدامة في مقاومة الجريمة وخفض معـدلاتها ، التخطـيط العمرانـي الـسليم لمكافحة الجريمة – إلى غير ذلك من الخطط الجغرافية لمكافحة الجريمة . 

  هذه هي المحاور الأساسية التي ناقشتها الندوة العلمية التي أشرفت عليهـا الجمعية المصرية ، وهي الندوة الأولى من نوعها في المنطقة العربية التي تناقش موضوع الجريمة في إطارها الجغرافي.

  أما عن الدراسات والبحوث التي قدمت في الندوة العلمية عن جغرافيـة ، فكان أهمها : 

- دراسة جغرافية الجريمة (منهجها وأبعادها وتطبيقاتها) (جابر :1995:19) وهي الورقة الرئيسة في الندوة ، تناولت هذه الورقة المفاهيم الأساسية لجغرافية الجريمة ومناهجها وتطورها وأفاق المستقبل للدراسات الجغرافية في الجريمة ، كما تناولت إحصاءات الجريمة ومصادرها ومشكلاتها ، و تـم توضـيح الأبعـاد الطبيعيـة والمكانية وأهمية التحليل الزمني لها ، كما تناولت الورقـة أهميـة الخـصائص الاجتماعية وعلاقتها بالجريمة ، ثم تناولت الدراسة الجغرافيا وعمليـات مكافحـة الجريمة . ومن ثم فإنها تناولت المحاور الأساسية للندوة ، ويعد هذا البحـث مـن أهم البحوث التي قدمت في الندوة 

- دراسة الجريمة في جغرافية المدن (إسماعيل :109 :1995) حيث أتضح فـي هذه الدراسة أن الاهتمام بدراسات الجريمة في المدن بدأ علـى مـستوى علمـاء الاجتماع ثم الجغرافيا في وقت مبكر من القرن التاسع عشر، وكانـت الدراسـات الأولى في هذا المجال ما ظهر في فرنسا ، حيث تم تقسيم فرنسا إلى خمسة أقاليم متميزة في مجال الجريمة (1835 - 1821) ، كما أبان أن الدراسات التي ظهرت في بريطانيا في القرن التاسع عشر أول ما ظهرت عن جناح الأحـداث وجـرائم المدن وارتباط الجريمة في المدن بإحيائها الفقيرة . أما في الولايات المتحدة فـإن دراسة الجرائم في المدن ارتبطت بالتطور الذي أحدثته مدرسـة علـم الاجتمـاع بجامعة شيكاغو. 

  وبشكل عام فقد أوضحت الدراسة أن الجريمة لم تنل الاهتمام في الدراسات المبكرة لجغرافية المدن ، غير أنهم أي الجغرافيين أدركوا ذلك مـؤخراً ، حيـث أصبحت دراسات السلوك تدخل في إطار جغرافية المدن ، وأن دراسات الجريمة لا بد من أخذها في الاعتبار في الدراسات الشاملة للمدن . 

- بحث جغرافية الجريمة : مجالها ومناهجها ومحتواها (زهـرة :125 : 1995) تناول هذا البحث المقدم في الندوة تعريفات جغرافية الجريمة وحاول تنـاول أهـم الكتب التي كتبت عن جغرافية الجريمة على قلتها تم وضع إطار عاماً لجغرافيـة الجريمة حدد فيه علاقة جغرافية الجريمة بفروع الجغرافيـا الأخـرى والعلـوم الأخرى . 

- بحث جغرافية الجريمة في محافظة القـاهرة (راضـي :131: 1995) وهـي محاولة لتطبيق المنهج الجغرافي في جغرافية الجريمة في محافظة القاهرة ، وقـد توصلت الدراسة بعد تطبيقها المنهج الجغرافي لمجموعة من النتائج لعل أهمهـا ، أن هناك اتجاه عام يختلف بحسب نوع الجريمة ، وأن هناك أنماطا مكانية للجريمة بالقاهرة تؤثر فيها الخصائص الاجتماعيـة والاقتـصادية لمرتكبـي الجريمـة ، واتضح أن هناك فئات عمرية تميل إلى ارتكاب الجريمـة ، وأن عـدد الـذكور المشتركين في الجرائم أكبر من عدد الإناث وأن جرائم الجنسين تختلف بحـسب النوع . وبشكل عام فإن الدراسة هي تطبيق للمناهج الجغرافيـة فـي الظـاهرة الإجرامية . 

- بحث الجريمة في صعيد مصر -دراسة في الجغرافية الاجتماعية (عثمـان :141 :1995) يعد هذا البحث تطبيق للمنهج الجغرافي للظاهرة الإجرامية فـي صعيد مصر ، إذ يمثل صعيد مصر نمطاً مكانياً مميزا مقارنة بالأماكن الأخرى في مصر، وبالتالي فقد أظهرت الدراسة مجموعة من الخصائص التي تتميز بهـا الجريمة في صعيد مصر، مما يؤكد دور الثقافة الفرعية في المكان على الجريمة. - ورقة الجريمة في بعض الدول العربية – قراءة في الأطلس الالكتروني للعالم ، (نبيه : 163 : 1995) ألقت هذه الورقة الضوء على اخـتلاف أنـواع الجريمـة بحسب الدول العربية المتوفر عنها البيانات في الأطلس الإلكتروني للعالم ، وقـد استخدم الباحث متغيرات مختلفة مثل تقديرات السكان ، الدخل الفردي الـسنوي ، ومعدل النمو، ونسبة النوع ونسبة البطالة ، ونسبة التضخم ، نسبة المتعلمين ونسبة الحضرية وعلاقتها بالجريمة في هذه البلدان مـستخدماً التحلـيلات الإحـصائية لمعرفة درجة الارتباط بينها والجريمة . 

   لقد أوضحت الدراسات التباين في نوع وعدد الجرائم بين هذه الدول العربية ، كما أوضحت أن هناك عوامل محفزة اجتماعية واقتصادية تؤثر في احتمال حدوث الجريمة .

- ورقة الإسهامات الكرتوجرافية وطرق القياس الإحصائي والكمي لظـاهرة الجريمة (السبعاوي :175: 1995) هدفت هذه الورقة إلى إلقاء الضوء على جهود الكارتوغرافيين وإسهامهم وما يمكن أن تضيفه الكرتوغرافيا الحديثة فـي مجـال الجريمة من ناحية ، وعلى أساليب وطرق القياس الإحصائي والكمي التي يمكـن تطبيقها على بيانات الجريمة من ناحية أخرى، ذلك للوصول إلى أفضل الطـرق لرسم صورة كمية واضحة لأشكال الجريمة واتجاهاتها تفيد صناع القـرار فـي وضع خطط السياسات الأمنية على أسس جغرافية تحليله . 

- (Harries :1995:200) يعد هاريس من علماء الجغرافيا الذين شـاركوا فـي الندوة ، وقدم في ورقته مراحل تطور جغرافية الجريمة ، ثم وضع منهجا واضحا لها ، وتعد ورقته من الأوراق المنهجية المهمة في جغرافية الجريمة. هذه هي البحوث والدراسات التي قدمت في الندوة العلمية عـن جغرافيـة الجريمة ، وقد غطت كل الجوانب المتعلقة بالمنهج ، بمعنى أنه قد تم وضع إطار منهجي يساعد الباحثين على دراسة الجريمة جغرافيا. 

ومن الدراسات العربية التي تناولت موضوع الجريمة في إطـار المـنهج الجغرافي:

- دراسة الأنماط المكانية لجرائم السرقة فـي مدينـة جـدة ، (زعـزوع :1987) دراسة تطبيقية في الجغرافيا الاجتماعية هي رسالة مقدمة لنيـل درجـة الماجستير في جامعة الملك عبد العزيز .

- الخصائص الديمغرافية للمحكومين وأثرها على الجريمة فـي الأردن ، دراسة ميدانية على نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل ، (رسـالة ماجـستير غيـر منشورة ، الجامعة الأردنية 1992. 

   من الدراسات العربية الأخرى ، دراسة جغرافية الجريمة - دراسة فـي علم الإجرام الكارتوغرافي. وهي دراسة طبقت على الأردن كـإقليم جغرافـي ، حيث وزع الكاتب الجريمة على أقاليم الأردن الجغرافية ، وقد أظهرت الدراسـة تباينا في العمليات التي تؤدي إلي الجريمة فيها.( المهيرات :2000 ) 

   من الدراسات الجغرافية الاجتماعية ، دراسة التركيب الاجتماعي للمدينـة والجريمة ، وهي دراسة توضح اثر التركيب الاجتماعي علي الجريمة مع التطبيق علي بعض المدن العراقية والأردنية وقد بينت الدراسة اثر التركيب الاجتمـاعي على الجريمة في تلك المدن .( العمر: 2000 ) . 

ثالثا:المستوى المحلي: 

   على الرغم من أن رئاسة الشرطة تصدر إحصاءات سنوية وشهرية عـن الجريمة في السودان وأقاليمه المختلفة ، إلا أن الدراسات الجغرافية عن الجريمـة قليلة وتكاد تنعدم. 

   فعلى المستوى المحلي نجد أن أهم الدراسات التي تناولت الجريمـة فـي منهجها المكاني هي دراسة الجريمة في السودان – دراسـة لجوانبهـا المكانيـة .(الأصم :1991 ) ، تعد هذه الدراسة من الدراسـات التـي تناولـت الظـاهرة الإجرامية في السودان بالتحليل الإحصائي تم التوزيع على أقاليم السودان لإظهار الاختلافات المكانية للظاهرة ، وهي من الدراسات الرائدة فـي تطبيـق المـنهج الجغرافي في الجريمة ليس في السودان فحسب إنما حتى في الوطن العربي ذلـك لأنها من أولى الدراسات التي بحثت في الجريمة بالمنهج الجغرافي ، من خـلال المسح الذي قام به الباحث في المكتبات العربية ، على الرغم من أنها عامة ولـم تتخصص في إقليم واحد في السودان .

  من الدراسات الأخرى دراسة الفقر الحضري وانعكاساته على الجريمة في ولاية النيل الأبيض ( حمدان:2003 ) لقد ركزت هذه الدراسة على الفقر بـشكل كبر من تركيزها على الجريمة ، بل وحصرت الجريمة في عامل واحـد ، هـو الفقر. 

   أما على مستوى ولاية جنوب كردفان ، فليست هناك دراسة جغرافية بحثت عن الجريمة على الرغم من أهمية ذلك. وتعد هذه الدراسة هي الأولى من نوعها في المنطقة. 

   وبناءا على ما سبق يمكن القول إن الدراسات الجغرافيـة فـي موضـوع الجريمة قليلة جدا خاصة في منطقة الدراسة ، وهذا يعطي البحث أهمية خاصة ، لأنه أي البحث سيكون دليلا للباحثين لإجراء المزيد من الدراسات في الموضـوع وبذات المنهج الجغرافي ، كما أن السلطات التي تعمل في مجال مكافحة الجريمـة ستستفيد منه ، وبذلك يكون البحث قد حقق إحدى أهدافه المتمثلة في المساهمة في حل الإشكالات التي يعانيها المجتمع المحلي وتلك هي واحدة من الأهداف الرئيسية للجغرافية الحديثة. 



أو


أو



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق