فلسفة علم المكان في الجغرافية السياسية
الأستاذ الدكتور سعدون شلال ظاهر
جامعة الكوفة / كلية التربية للبنات
الأستاذ المساعد رحمن رباط حسين
جامعة القادسية / كلية الآداب
مجلة البحوث الجغرافية - جامعة الكوفة - كلية التربية للبنات - العدد (91) - 2014 - ص ص 55 - 74
المقدمة
يعد البحث من السياق ذات الأوراق والثمار المختلفة الذي يحمل عدة علوم ومدارس ببسب الشمولية التي يتميز بها عن باقي العلوم الأخرى من حيث دراسته للحقائق والعلاقات مجتمعة في إطارالمكان سواء كانت تلك الحقائق طبيعية أم بشرية فضلا عن كونه تكاملي أي دراسته للمكان دراسة تكاملية وما يحتوي ذلك الحيز المكاني من بيئة طبيعية أو بشرية، فضلاً عن العلاقات التي تربط تلك المكونات مع بعضها وبالتالي يمثل سلسلة من حلقات متصلة معاً ، غير حية أما فلسفة المكان مع إحدى فروع الجغرافية البشرية وهي الجغرافية السياسية ذلك الغصن المتميز من غصون الجغرافية الذي يتميز بالتطورات والتحولات السريعة لأن كل المشكلات القائمة في الخريطة السياسية ضمن المستويات المختلفة المحلية والإقليمية والعالمية وطبيعة السلوك السياسي للإنسان تقع ضمن إطار مكاني سواء كان ذلك على مستوى دولة أو اتحاد أو منظمة أو قارة بقوانين خاصة تفرضها طبيعة المكان نفسه .
1. مشكلة البحث :
تتمثل مشكلة البحث بعدل أسئلة هي :
- ما هو الإطار الفلسفي والتعريفي لعلم المكان والجغرافية السياسية ؟ .
- ما هي علاقة المكان بالجغرافية ودوره في الجغرافية السياسية ؟ .
- هل للمبحث: في طبيعة المنهج المتبع في الجغرافية السياسية ؟ .
2. فرضية البحث :
تتمثل بالإجابة على الأسئلة المطروحة أعاله وكما يأتي :
- جاءت عدة تعاريف لعلم المكان تتماشى مع طبيعة العصور التي مرت بهذا البشرية بدءا من الأغريقوالرومان ومروراً بالعرب وانتهاء بالتطور الذي جاء على يد كل من الكسندر هبمولدت وكارل ريتر ب أما تعريف الجغرافية السياسية ابتداء بأفلاطون وأغسطس وستربو عند الإغريق والرومان ثم ابن خلدون وتعاريف عديدة في عصر التطور الحالي من فالكنبرج إلى دوكلاس .
- علاقة المكان بالجغرافية علاقة متينة من حيث التشابه والاهتمام بالبعد المكاني أما طبيعة العلاقة المكان والجغرافية السياسية علاقة قوية أيضاً جدا لأن الجغرافية السياسية هي جزء من الجغرافية العامة وبالتالي هي تدرس طبيعة العلاقات ضمن الإطار المكاني.
- البحث: كبيرة في طبيعة المناهج المتبعة في الجغرافية السياسية لأن أساسها المكان سواء كانت دراسة العوامل طبيعية أم بشرية أم اقتصادية أو تحليل القوى أو وظيفية أو تتبع تأريخي أو تسليط الضوء على طبيعة نظام ما أو سلوك الناس أو قياس الوزن الجيوبولتيكي .
الاستنتاجات
وتتمثل بما يلي :
1-علم المكان عند الإغريق والرومان لم يخرج من كونه وصف الأرض وهذا واضح في كتابات بطليموس سترابو، واستمر الأمر عند العرب في مصنفاتهم التي أطلقوا عليها المسالك والممالك أو تقويم البلدان ، حتى عام 9591 عندما قام الكسندر همبولدت وكارل ريتر بتغير مفهوم علم المكان إلى التحليل بدلاً من الوصف العام والتطبيق العلمي بدلاً عن والجانب النظري .
2. أظهرت التعاريف للجغرافية السياسية بأنها تؤكد على دراسة العلاقة بين السلوك الإنساني ضمن الحيز المكاني وتأثر المجتمع البشري بالبيئة الجغرافية إلى جانب طبيعة الحكم السياسي الذي يتأثر بالمكان من جهة وطبيعة العلاقات الدولية من جهة أخرى .
3. يظهر البحث بان هنالك علاقة قوية جدا بين المكان والجغرافيا كون علم المكان شمولي أي يدرس الجوانب الطبيعية والبشرية مجتمعة في إطار مكاني وتكاملي أي نظرة علم المكان متكاملة للبيئة والإنسان بينما الجغرافيا تدرس البعد المكاني لظواهر الجغرافية (الطبيعية والبشرية) وتقوم بتوزيعها وتحليلها ثم بيان العلاقات السببية بيم تلك الظاهرات والعلاقات الارتباطية .
4. علم المكان يدرس العلاقات المكانية الكائنة بين الأجزاء والكليات ثم تحليل ذلك وبما إن الجغرافية تقع ضمن العلوم المكانية أي جزء من علم المكان هنا تبرز العلاقة بين علم المكان والجغرافية في طبيعة الدراسة وهو الحيز المكاني المتمثل بالموقع والمساحة والشكا وهو الآخر جزء من الجغرافية السياسة والأهم في قوة الدولة وطبيعة علاقاتها مع العالم الخارجي .
5 التوصيات:
في الجغرافية السياسية باختلافها تكون ضمن مساحة من الأرض وهذه المساحة ضمن إطار مكاني وبالتالي جميع تلك المناهج والمتمثلة بالمنهج الإقليمي أو الوظيفي أو التاريخي أو تحليل قوة الدولة وباقي المناهج الأخرى تدرس ضمن الإطار المكاني وهذا يدل على أهمية المكان في مناهج الجغرافية السياسية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق