الصفحات

الأحد، 29 مايو 2016

دراسة تحليليلة لتطور استعمال السيارة الشخصية في الوسط الحضري حالة مدينة باتنة


دراسة تحليليلة لتطور استعمال السيارة الشخصية

في الوسط الحضري حالة مدينة باتنة

مذكرة تدخل ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر 

الفــرع: اقتصاد وتسيير الخدمات 

التخصص:اقتصاد النقل و الإمداد 

إعداد الطالبة: نذيـرة بوجـلال

إشراف الدكتور: فارس بوباكـور 

السنة الجامعية:2011/2010م

المحتويات :

الفصل الأول تطور استعمال السيارة 

المبحث الأول: التطور التاريخي للسيارات

المطلب الأول:الخلفية التاريخية للنقل

أولا- النقل قبل القرن العشرين.

ثانيا- النقل في القرن العشرين.

ثالثا- سياسة النقل في القرن الحادي و العشرين.

المطلب الثاني:التطور التاريخي لاستعمال السيارة

أولا- مفهوم السيارات و أهم الاختراعات في تاريخها.

ثانيا- تطور استعمال السيارة.

المبحث الثاني: عوامل تطور استعمال السيارة الشخصية

المطلب الأول: الكثافة السكانية و اتساع المدن وتعدد الأنشطة

أولا- الكثافة السكانية.

ثانيا- اتساع المدن.

ثالثا- تعدد الأنشطة الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية في المدن.

المطلب الثاني: مستوى دخل الفرد وكفاءة النقل الجماعي في الوسط الحضري

أولا- ارتفاع المستوى المعيشي ومتوسط دخل الفرد.

ثانيا- عدم كفاءة النقل الجماعي في الوسط الحضري.

المطلب الثالث: ترويج السيارات و التسهيلات الحكومية في امتلاك السيارة

أولا- ترويج السيارات.

ثانيا- التسهيلات الحكومية.

المبحث الثالث: تطور حظيرة السيارات بالجزائر المطلب 

الأول: دراسة إحصائية

أولا- التطور المطلق.

ثانيا- التطور النسبي. 

المطلب الثاني: الأسباب الاجتماعية و الثقافية لملكية السيارة الشخصية.

خلاصة الفصل. 

الفصل الثاني الآثار الناجمة عن استعمال السيارة

المبحث الأول: الآثار الاقتصادية الاجتماعية

المطلب الأول: النقل والاقتصاد

أولا- علاقة النقل بالاقتصاد.

ثانيا- أهمية التنقل بالسيارة الشخصية.

المطلب الثاني: الأثر الاقتصادي الاجتماعي لاستعمال السيارة الشخصية

أولا- الاستهلاك المتزايد للطاقة.

ثانيا- الاختناقات المرورية.

ثالثا- الحوادث المرورية.

المبحث الثاني: الآثار البيئية

المطلب الأول: التلوث الهوائي

أولا- تلوث الهواء.

ثانيا- الملوثات الصادرة من عوادم السيارات.

المطلب الثاني: التلوث الأرضي و المائي 

أولا- الضوضاء. 

ثانيا- استهلاك الحيز المكاني. 

ثالثا- تلوث التربة. 

رابعا- تلوث المياه. 

خلاصة الفصـل الثاني 

الفصل الثالث دراسة استطلاعية حول استعمال السيارة الشخصية في مدينة باتنة

المبحث الأول: منهجية الدراسـة

المطلب الأول: عينة الدراسة والمنهج المتبع لجمع البيانات.

المطلب الثاني: خصائص عينة الدراسة.

المبحث الثاني: تحليل بيانات الدراسة و استخلاص النتائج 

المطلب الأول: وسيلة التنقل التي يستعملها أفراد المدينة للتنقلات اليومية.

المطلب الثاني: ثقافة أفراد المدينة في استعمال السيارة الشخصية.

المطلب الثالث: نتائج و توصيات الدراسة الاستطلاعية.

المبحث الثالث:توصيات عامة وحلول للحد من استعمال السيارة الشخصية في الوسط الحضري 

المطلب الأول: توصيـات عامة.

المطلب الثاني: حلول للحد من مشاكل استعمال السيارة في الوسط الحضري. 

خلاصة الفصل الثالث. 

مقدمة 

  تؤكد التجارب العالمية على أهمية تطوير قطاعات النقل الجماعية وتنظيمها لارتباطها بالتطور الحضري و العمراني للدول، حيث يلعب قطاع النقل دورا حيويا في مختلف أوجه الحياة الحديثة نتيجة لاعتماد السكان و الأنشطة الاقتصادية بصورة متزايدة على التطور في خدمات النقل، لتحقيق متطلبات النقل و التنقل للأفراد و البضائع، فإذا كان هذا القطاع فعالا فيمكن القول أن تلك المدينة متقدمة بصورة جيدة لأن النقل هو العامل الرئيسي الذي يؤثر على البنية التحتية للمدينة. ويعد النقل بمثابة الشريان الحيوي في المنظومة الحضرية، حيث يلعب دورا أساسيا في هيكلة المجال العمراني، بل يعتبره البعض المنظومة الحضرية بعينها، و لهذا لابد من الأخذ في الاعتبار أبعاده العمرانية و الاقتصادية والاجتماعية.

   ولا شك في أن التضخم الحضري الذي شهدته المدن و بخاصة العواصم و المدن الكبرى خلال السنوات الأخيرة جاء نتيجة لتطور وسائل النقل البرية و الجوية و البحرية، حيث اختفت تدريجيا الوسائل التقليدية التي كانت تستخدم خلال القرن العشرين، ومع توسع المدن وتخطيطها و استقطاب الهجرة القادمة من المجتمعات الريفية، شقت الطرق الواسعة، ونظم سير المرور، وأصبحت السيارة تشكل نمطا حياتيا مألوفا لا يستغنى عنه لضخامة المدن وتوسعها، كما أن وجود السيارة أطلق العنان لتضخم المدينة، فأخذت دورة التفاعل المتبادلة بين المرور وسهولة الانتشار الحضري تسير على وتيرة متصاعدة، فقد أصبح المرور في شوارع العواصم و المدن و حتى القرى يعاني من إشكاليات الازدحام و الفوضى و الضوضاء، والسبب الرئيسي لكل هذه المشاكل الحضرية زيادة ملكية السيارة الشخصية والاستعمال الغير رشيد لها. 

   ومن خلال ذلك ظهرت الحاجة إلى وجود الكثير من السياسات والوسائل المسيرة لأمور التنقل في الوسط الحضري، وذلك للحد من تأثير استخدام السيارة الشخصية.

  في الجزائر و كباقي دول العالم الثالث، فالمدن من إنتاج استعماري محض بنيت لمدة و لعدد معين من السكان كشبكة الطرق الموجودة فيها و السكن الذي تحتويه، فاستجابة لهذا الوضع الذي بدأت منه الجزائر، نقل جماعي ضعيف، خصوصا بعد الفوضى التي اعترت قطاع النقل منذ تحريره(خوصصة قطاع النقل) سنة 1988م، بالمقابل تهافت السكان إلى ملكية السيارة الشخصية التي أصبحت الوسيلة الرئيسية لتنقلاتهم، فحاليا نسبة امتلاك السيارة في الجزائر سيارة لسبعة أشخاص. ومن المدن الجزائرية العشر الكبرى مدينة باتنة، وهي الأخرى عانى قطاع النقل بها الكثير منذ تحريره ، فتحولت خدمات النقل من خدمة عمومية إلى خدمة تجارية في ظل غياب الرقابة والمتابعة، وقد أدى النقص في موارد و إمكانيات النقل الجماعي إلى إجبار السكان على استخدام السيارة الشخصية، كما هو الحال في العديد من دول العالم الثالث، مما خلق مشاكل كبيرة في الوسط الحضري. 

أ- إشكالية الدراسة: 

  إن القابلية الكبيرة للتحرك والمرونة التي وفرتها السيارة الشخصية قد شجعت و مكنت من نشوء ظاهرة التمدد الحضري للمدن واتساع مناطق العيش على ضواحي المدينة، فكانت نتيجة ذلك التزايد الكبير و الملحوظ في ملكية السيارات الشخصية بما يفوق قدرة شبكات الطرق المتاحة بالعواصم و المدن الكبرى، إلى وجود الكثير من المشاكل الحضرية. 

وعليه يمكن طرح الإشكالية العامة لهاته الدراسة:

ما هي الدواعي الرئيسية التي أدت إلى زيادة استعمال السيارة الشخصية في الوسط الحضري لمدينة باتنة؟

   وفي إطار هذا السياق يمكن طرح مجموعة من التساؤلات الفرعية التالية: 

* كيف تطور استعمال السيارة وما هي العوامل المساعدة على ذلك؟ .

* ما هي أهم الآثار الناجمة عن استعمال السيارة الشخصية في الوسط الحضري؟ .

* ما واقع ثقافة أفراد مدينة باتنة في استعمال السيارة الشخصية؟.

ب- فرضيات الدراسة: 

  للإجابة على إشكالية الدراسة و تساؤلاتها الفرعية صيغت الفرضيات التالية: 

* الزيادة في استعمال السيارة الشخصية هي ناتج لاتساع المدن و الزيادة الديمغرافية و تعدد الأنشطة الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية.

* توفير النقل الجماعي جيد ومتطور يحد من ملكية السيارة الشخصية.

* استعمال السيارة الشخصية في الوسط الحضري له آثار اقتصادية و اجتماعية و كذلك آثار بيئية.

* ثقافة أفراد مدينة باتنة متجهة نحو استعمال السيارة الشخصية وسط المدينة، و حب ملكيته. 

ج- أهداف الدراسة: 

  من خلال هذه الدراسة و الإشكالية المطروحة التي نسعى من خلالها تحقيق الأهداف الكبرى التالية: 

* محاولة معرفة أصل بداية ظهور السيارة وكيفية تطور استعمالها، و الأثر الذي أبرزته أثناء ظهورها. 

* التعريف بالعوامل الأساسية التي تجعل الفرد يتجه نحو ملكية السيارة الشخصية. 

* التعريف بأهم الآثار الناجمة عن الاستعمال المتزايد للسيارة الشخصية.

* الوقوف إلى أن السيارة الشخصية هي المسبب الأساسي لمشاكل الوسط الحضري.

* توعية و ترشيد الفرد في استعمال السيارة الشخصية، أي محاولة قدر المستطاع التقليل من استعمالها إذا أمكن ذلك.

د- أهمية الدراسة: 

  الاستخدام غير العقلاني للسيارة الشخصية "غير الرشيد" متى و أينما أردنا دون ضوابط له اثر كبير في الاختناقات المرورية، الضوضاء، التلوث البيئي، الاستهلاك المتزايد للطاقة، حوادث المرور و استهلاك الحيز المكاني،... و غيرها من الآثار الناجمة عن الاستعمال المتزايد للسيارة الشخصية. 

  في ظل هذا تتجلى أهمية الدراسة في حداثة الالتفات إلى هذه الظاهرة التي معظم الناس لا يعيرونها أهمية، كما أن أهمية الدراسة تبرز في كونها تسعى إلى التوجه نحو العقلانية و الرشاد في استعمال السيارة في الوسط الحضري.

هـ - منهج الدراسة: 

  بغية الإلمام والإحاطة بمختلف جوانب الموضوع و تحليل أبعاده و الإجابة على الإشكالية المطروحة .

  وبناءا على طبيعة الموضوع تم الاعتماد على عدد من المناهج العلمية المكملة لبعضها البعض، حيث جاء المنهج الوصفي الذي يستند إلى الوصف الدقيق و التفصيلي للظواهر الطبيعية و الاجتماعية وصفا كميا و نوعيا، كما تم الاعتماد على المنهج التحليلي و ذلك من أجل تحليل البيانات و المعلومات المتوفرة عن الموضوع محل الدراسة، بالإضافة إلى ذلك تم استخدام المنهجين الاستنباطي و الاستقرائي، حيث يسمح الأول بالحكم على الجزيئات انطلاقا من الكليات، والثاني ينطلق من الجزء في الحكم على الكل .

و-هيكل الدراسة:

  لدراسة الموضوع دراسة وافية، وللإجابة على إشكالية الدراسة والإحاطة بتساؤلاتها الفرعية و اختبار فروضها المصاغة، تناولنا الموضوع في ثلاث فصول تسبقهم في ذلك مقدمة و تليهم خاتمة. يتناول الفصل الأول تطور استعمال السيارة و يتم عرضه في ثلاث مباحث أساسية، الأول بعنوان التطور التاريخي للسيارات، والثاني عوامل تطور استعمال السيارة الشخصية، و المبحث الثالث تطور حظيرة السيارات بالجزائر. 

  أما الفصل الثاني يعرض الآثار الناجمة عن استعمال السيارة الشخصية في الوسط الحضري، وذلك في مبحثين، الأول الآثار الاقتصادية الاجتماعية، والثاني الآثار البيئية.

  أما الفصل الثالث فهو عبارة عن دراسة ميدانية تتناول استطلاع آراء الأفراد بمدينة باتنة حول استعمال السيارة الشخصية، وذلك للتعرف على وسيلة النقل المستعملة لتنقلات اليومية، والوقوف على ثقافة أفراد المدينة في استعمال السيارة الشخصية ، وصولا إلى مجموعة من التوصيات و اقتراحات للحد من استعمال السيارة في الوسط الحضري.

خلاصة الفصل الأول 

   أوروبا هي منشأ السيارة حيث معظم السيارات الأوروبية كانت تصنع يدويا و كانت غالية الثمن و الأغنياء وحدهم القادرون على شراءها، لكن في الواقع أصبحت أهم وسيلة نقل في الولايات المتحدة الأمريكية خصوصا بعد ظهور هنري فورد ورواد آخرون في أوائل القرن العشرين، الذين جعلوا من الولايات المتحدة اكبر سوق السيارات من أي بلد أخر، فأصبحت السيارة جزء لا يتجزأ من حياة الأمريكيين، وهكذا حتى عمت ثقافة استعمال السيارة في مختلف الدول المتقدمة، قدوما بالتدريج إلى الدول النامية و اعتبار استعمال السيارة الشخصية الوسيلة المثلى للتنقل، و طبعا هذا التزايد في الاستعمال يرجع لعوامل كثيرة منها الزيادة في النمو السكاني و تعدد النشطة مقارنة بعدم تطور النقل الجماعي و أيضا أهم عامل هو الترويج للسيارات و ارتفاع متوسط دخل الفرد و ترسخ ثقافة لديه على أن السيارة هي رمز للرفاهية و الغناء الاجتماعي، كل هذه العوامل و غيرها تساهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة في زيادة امتلاك السيارة الشخصية و اعتبارها الوسيلة الرائعة للتنقل. 

خلاصة الفصـل الثاني 

   السيارة لها أثر كبير في تغيير أسلوب حياة الناس، فهي تسهل الحركية وتحقق الوصول إلى المناطق المرغوبة دون أي قيود، فمرونتها والرفاهية التي تتميز بها جعلت معظم الناس يتجهون إلى اكتسابها، هذا ما أدى إلى زيادة أعداد السيارات بدرجة أكبر مما كان متوقعا، فهذه الزيادة لها اثر خطيرة على المجتمع، إلا أن معظم الناس لا يعيرون أهمية لهذه المخاطر التي تحيط بهم، فمن أهم هذه المخاطر التلوث البيئي، الازدحام المروري، حوادث المرور، الاستهلاك المتزايد للطاقة،...وغيرها من المشاكل التي يسببها الاستعمال المتزايد أو الغير رشيد للسيارة الشخصية. 

  ونافلة القول أن السيارة بالطبع تعتبر وسيلة التنقل الرائعة، لكن آثارها السلبية الخارجية، تطغى على ايجابياتها، رغم هذا يمكن أن تكون رائعة طالما كانت وجهتها خارج المدينة. 

خلاصة الفصل الثالث 

  من خلال الدراسة الاستطلاعية حول استعمال السيارة الشخصية في مدينة باتنة، توصلنا إلى أن معظم أفراد المدينة يمتلكون سيارة شخصية و من لا يملك يريد شراء واحدة، أي أن ثقافة المجتمع متجهة نحو استعمال السيارة في كل التنقلات اليومية،لاعتبارهم أنها الوسيلة الأكثر راحة وسرعة وتمنحهم حرية شخصية، بل يعتبرونها ضرورة من ضروريات الحياة. وهذا وضع خطير فمعظم الأفراد لا يدركون خطورته، فعلى السلطات المعنية التوعية والقمع للحد من هذه الظاهرة التي هي في تزايد ملحوظ يوما بعد يوم، فالهدف وسط حضري نظيف،آمن... مدينة مستدامة. 

المطلب الثالث: نتائج وتوصيات الدراسة 

  بعد تحليل بيانات الاستبيان و التعليق عليها باستعمال جداول تكرارية و تمثيلات بيانية، يتم استخلاص نتائج الدراسة الاستطلاعية، وعليه يتناول هذا المطلب نتائج الدراسة و توصيات الدراسة. 

أولا: نتائج الدراسة 

  من خلال الدراسة التي قمنا بها من إعداد الاستبيان و توزيع الاستمارة على عينة الدراسة و تسجيـل إجابات أفراد العينة مع الملاحظة، تم تحليـل و تفسير البيانات المتحصل عليها للوصول إلى النتـائج التالية: 

أ- وسيلة النقل المستعملة للتنقلات اليومية في المدينة: 

* السيارة الشخصية الوسيلة الأساسية للأفراد خلال تنقلاتهم اليومية، حيث هناك تمسك شديد و رغبة في امتلاك السيارة ،47% من أفراد العينة يمتلكون سيارة شخصية، منهم 94% متمسكين تمسك شديد بسياراتهم، و53% من إجمالي الأفراد لا يمتلكـون سيارة، لكن 100% منهم يرغبون في امتلاكـها مستقبلا. فالوسط الحضري للمدينة في وضع خطير و ذلك للمشاكل التي تنتج عن الزيادة في استعمال السيارة الشخصية من ازدحام مروري، حوادث، ضوضاء، تلوث بيئي...وغيرها من المشاكل التـي سبق ذكرها. 

* أكثر أوقات تنقل أفراد عينة الدراسة تكون صباحا و مساءا (أوقات الذروة). 

* أكثر وسائل النقل التي يستعملها أفراد العينة للتنقـلات اليومية الرئيسية (العمل/الدراسة) السيـارة الشخصية و وسائل النقل الجماعي. 

* أكثر وسائل النقل التي يستعملها أفراد عينة الدراسة للتنقلات الثانوية (التسوق/التنزه...)هي السيارة الشخصية و المشي على الأقدام. 

ب- ثقافة الأفراد في استعمال السيارة الشخصية: 

* يرى أفراد العينة أن ملكية السيارة ضرورة من ضروريـات الحياة، وأهم الأسباب التي تجعلهــم يتجهون إلى استعمال السيارة الشخصية هي أن السيارة سريعة و مريحة و تمنح للفرد حرية شخصية. 

* أفراد عينة الدراسة يستمرون و يفضلون استعمال السيـارة رغم وعيهم بأغلب سلبيات السيارة من أنها مسببة للازدحام و حوادث المرور و ملوثة للبيئة. 

* معظم أفراد العينة يرون أن تكاليف استعمال السيارة مقارنة بدخلهم متوسطة أي أن هذه التكاليف لا تعيقهم عن التواصل في استعمال السيارة. 

* 50% من إجمالي أفراد عينة الدراسة يرون أن توفير النقل الجماعي الجيد، حافزا يجعلهم يستغنون عن استعمال السيارة، و50% الباقية ترى العكس.

* رغم فرض ضريـبة مرتفعة نسبيا على مواقف السيـارات 57% من أفراد العينة يستمرون فـي استعمال السيارة، و الرسم الذي يقبلون دفعه محصور ما بين 80 -40دج/سا. 

* رغم فرض ضريبة مرتفعة على وقـود السيارات فإن نسبة الفئة التي توافق على الاستمرارية فـي استعمال السيارة أكبر من الفئة التي لا توافق، والرسم الذي يقبلون دفعه محصور ما بين 20- 40دج/لتر. 

* كلما ارتفع دخل الأفراد كلما اتجهوا نحو استعمال السيارة، فامتلاك السيـارة يعتبره معظم الأفراد رمزا للرفاهية و النجاح الاجتماعي، حتى الفئة التي لا تملك سيارة تريد استعمالها، فملكيـة السيارة باتت ضرورة يصبو إليها معظم الأفراد. 

* هناك علاقة وثيقة بين مكان الإقامة و استعمال السيارة، فكلما كان مكان إقامة الفرد بعيدا عن وسط المدينة، كلما أصبحت ملكية السيارة ضرورة من ضروريات الحياة.

ثانيا:اقتراحات الدراسة الاستطلاعية

  من خلال الدراسة الاستطلاعية التي قمنا بها، و اعتمادا على النتائج المتوصل إليها، خلصنا إلى وضع مجموعة من التوصيات وهي: 

* على السلطات المعنية العمل لرفع كفاءة النقل الجماعي وذلك بهدف جذب مستعملي النقل إليه، و من جهة يجب العمل أيضا على التقليل من رفاهية استعمـال السيـارة الشخصية فـي الوسط الحضري.

* توعية و تذكير الأفراد بالمشاكل التي تنتج عن استعمال السيارة الشخصية.

* على السلطات المعنية الرفع من ضريبـة مواقف السيارات بتحديد مدى زمني معين (وتقريبا المبلغ الذي لا يقبل أفراد المدينة دفعه محصور بين 100 -80 دج/سا). 

* يجب على الدولة العمل على التخفيض التدريـجي لدعم الوقود ( والمبلغ الذي لا يقبل أفراد المدينة دفعه يكون أكثر من 40 دج/لتر).

* التعريف بالقطار الحضري المستقبلي لمدينة باتنة و مازاياه. 

> اقتراحات خاصة بمن لا يستطيع الاستغناء عن استعمال السيارة: 

* حاول عدم استعمال سيارتك للمسافات القصيرة، واستخدم المشي على الأقدام انه صحة.

* قد سيارتك بهدوء واحترم قوانين المرور...

* أطفئ السيارة حينما يتوجب عليك الانتظار في زحمة السير.

* إن أردت شراء سيارة جديدة، اختر السيارة الصديقة للبيئة.

*حاول الذهاب إلى العمل/الدراسة مع أشخاص آخرين في سيارة واحدة. 

* إن كنت تنوي تغيير بيتك فكر في منطقة قريبة من موقع عملك....

خاتمة 

    السيارة إحدى و سائل النقل التي أثر تطورها تأثيرا هائلا في أسلوب حياة الناس في معظم أنحاء العالم، و ربما لم يحدث أي اختراع أو اكتشاف أو أي تقدم تقني آخر تأثيرا في المجتمع اكبر و أسرع من اختراع السيارة.

  فالسيارة الشخصية توفر للكثيرين حرية الحركة "نمطية الحركة" فهي تمكنهم من أن يقرروا المكان الذي يرغبون الذهاب إليه و الزمان الذي يصلون فيه إلى ذلك المكان، فلم يعد سكان المناطق الريفية يعيشون في عزلة.

   السيارة تأثر في تحديد أماكن سكن الناس و مواقع عملهم و في كيفية قضاء أوقات الفراغ، بدأت التغيرات المدهشة التي أحدثتها السيارة في حياة الناس في الولايات المتحدة الأمريكية و انتشرت بعد ذلك في معظم أنحاء العالم، خصوصا في الدول الصناعية، أما في الدول النامية فتعمل السيارة على تغيير أنماط الحياة على نحو متزايد. 

  أصبح اكتساب السيارة الشخصية رمز للغناء و الرفاهية و التباهي "بريستيج اجتماعي" أي تأثر الفرد بالسيارة و اعتبارها الوسيلة الرائعة للتنقل. 

   الزيادة الديمغرافية، وارتفاع المستوى المعيشي، واتساع المدن ، وتعدد الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية، مقارنة بالضعف المؤسسي في التخطيط و التنفيذ و التنسيق في مجال النقل الجماعي، و عدم تجاوب الاستثمارات كما و كيفا مع سرعة نمو الطلب، و عدم التركيز على إدارة المرور "غياب سياسة محكمة"، و خصوصا التسهيلات الحكومية في امتلاك السيارة الشخصية ، كل هذا يؤدي إلى الزيادة في استعمال السيارة الشخصية. 

   فالمدن أصبحت عبارة عن جزر من المواد الكيماوية الخطرة بسبب قيادة السيارة متى و أينما أردنا دون ضوابط، فيجب العمل على توفير نقل جماعي متطور و مستدام. 

   إلا أن الراحة و الرفاهية في النقل الجماعي، لن تتجاوز الراحة و الرفاهية في السيارة الشخصية، إذن يجب محاولة تغيير نظرة المجتمع و ثقافته لاستعمال السيارة الشخصية ، أي محاولة رفع الرفاهية في النقل الجماعي، ليكثر استعماله و محاولة تنقيص الرفاهية بالنقل الخاص و ذلك بإتباع الاقتراحات و حلول الحد من استعمال السيارة و تسهيل استخدام النقل الجماعي المستدام. 

قائمــــة المصــــادر

أولا- مراجع باللغة العربية:

1/الكتب:

1- احمد الجلاد، الآفاق التخطيطية لأنماط النقل السياحي، عالم الكتب، القاهرة، 2003.

2-أحمد مدحت إسلام، التلوث مشكلة العصر، عالم المعرفة، رقم 152، الكويت، 1990.

3- وليام و.هاي، مقدمة في هندسة النقل، ترجمة سعد عبد الرحمان- أنيس عبد الله التنير.

4- زين الدين عبد المقصـود، قضايا بيئية معاصرة، منشاة المعارف بالإسكندرية، ط2000،3م.

5-حماده فريد منصور، مقدمة في اقتصاديات النقل، مركز الإسكندرية للكتاب، الإسكندرية، 1998م.

6- ليونارد فاننغ، قصة صناعة السيارات، منشورات دار الأفاق الجديدة، بيروت.

7-محمد عبيدات، محمد ابونصار، عقلة مبيضين، منهجية البحث العلمي:القواعد والمراحل و التطبيقات،الطبعة الثانية، دار وائل للنشر،1999م.

8-محمد توفيق سالم، هندسة النقل والمرور، دار الراتب الجامعية، بيروت، 1985م.

9- سعد الدين عشماوي، تنظيم وإدارة النقل :الأسس- المشكلات –الحلول، الطبعة الخامسة، دار المريخ، الرياض، المملكة العربية السعودية 1426ه/2005م.

10 -سميرة إبراهيم محمد أيوب، اقتصاديات النقل دراسة تمهيدية، الدار الجامعية، الإسكندرية، 2003/2002 .

11 - سعيد عبده، جغرافية النقل مغزاها ومرمـاها، مكتبة الأنجلو مصرية، القاهرة،2007 م.

12- عادل عبد الغني محبوب، سهام صديق خروفة، الاقتصاد الحضري : نظرية وسياسة، دار الصفاء، عمان، 2007م.

13- عبد السلام علي زين العابدين، تلوث البيئة ثمن للمدينة، المكتبة الأكاديمية، القاهرة،1992م.

14- فرج صالح الهويش، جرائم تلويث البيئة، المؤسسة الفنية للطباعة و النشر، القاهرة، ط1، 1998م.

15- شريف محمد ماهر، تخطيط النقل و سياساته:الفعاليات وعوامل الجدارة، الدار الجامعية، الإسكندرية، 2006م.

2- الدوريات العلمية و المجلات:

1-محمد حسين عبد القوي، التلوث البيئي، مركز الإعلام الأمني. 

2- محمد عبد الباقي إبراهيم، أسلوب الحد من التلوث الناتج من عوادم السيارات، كلية الهندسة، جامعة عين شمس، مصر.

 3- منصور مجاجي، المدلول العلمي و المفهوم القانوني للتلوث البيئي، مجلة المفكر، العدد 5، كلية الحقوق و العلوم السياسية ، جامعة محمد خيضر، بسكرة.

4-عديسان إبراهيم أبو عبدون، مصادر التلوث البيئي وأبعاده ، وقود وسائل النقل والمواصلات، جامعة الشارقـة ، قسم الكيمياء، الإمارات العربية المتحدة.

3- مواقع الانترنت:

- محمد.م/نائلة.ب/فضيلة وآخرون، حظيرة السيارات،الشروق أون لاين،2009/05/17، نقلا من : 

4- محاضرات:

- فارس بوباكور، ملتقى النقل و الإمداد، سنة أولى ماستر اقتصاد النقل و الإمداد، السنة الجامعية 2010/2009، جامعة الحاج لخضر –باتنة.

5- مذكرات ماجستير و دكتوراه:

1- بالخيري رمضان، أهمية النقل كنشاط خاص في الاقتصاد والتنمية الاقتصادية مدى وأبعاد، دراسة حالة النقل البري في الجزائر، رسالة ماجستير في العلوم الاقتصادية، فرع اقتصاد التنمية، جامعة باتنة، 1996 /1995م.

2- سامية لحول، التسويق و المزايا التنافسية، أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه العلوم، السنة الجامعية 2008 /2007م. 

ثانيا-مراجع باللغة الفرنسية:

1- دوريات علمية:

2-Professeur Farès Boubakour, Les transports urbains en Algérie face aux défis du développement durable : sur les problèmes rencontrés et les solutions proposées. 

1-Musée National de l’automobile - Collection Schlumpf, HISTOIRE DES SCIENCES & DES TECHNIQUES, Service Educatif & Culturel des Musées de Mulhouse.

  مواقع الانترنت: 




4 -United Nations Environnement programme, Geo Data Portal, http://hqweb.unep.org/geo/geo4.asp

3- محاضرات: 

-Hicham Yesgeur , Support de cours, coûts de transport et Tarification, Nuisance par les transport : les externalité négatives, master 2 Economie des transport et la logistique , université de Batna Algérie,2011. 

4 -إحصائيات: 

-Statistiques Nationale de l'Algérie 1970-2008 , centre national de prévention et de sécurité routière, (www.cnpsr.org.dz





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق