الصفحات

السبت، 25 يونيو 2016

تحليل المرور الداخل إلى مكة المكرمة والخارج منها خلال فترة الحج ...


تحليل المرور الداخل الى مكة المكرمة والخارج منها

خلال فترة الحج

إعداد

حمزة محمد التيجار

رسالة ماجستير

جامعة الملك عبد العزيز - كلية الهندسة

تخصص  الهندسة المدنية ( هندسة النقل)

إشراف

د. حامد عمر البار 

 د. عبدالرحيم حمود الزهراني 

العام: 1415هـ - 1994م





فهرس الموضوعات


الشكر والتقدير
المستخلص
قائمة الجداول
قائمة الأشكال

الفصل الأول
1- 1 المقدمة
1- 2 عرض المشكلة
1-2-1 زيادة أعداد المسلمين
2-2-1 تحسين الوضع الاقتصادي ومستوى دخل الفرد في البلاد الإسلامية
3-2-1 تقديم تقنية وسائل النقل الحديثة
4-2-1 توفير شبكة طرق حديثة
5-2-1 تنامي الرغبة لدى المسلمين في أداء مناسك الحج والعمرة
6-2-1 زيادة الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام ومدينة مكة المكرمة
3-1 أهداف البحث
4-1 منهجية البحث

الفصل الثاني: الدراسات السابقة في مجال النقل خلال موسم الحج
1-2 أنظمة النقل في الحج على الطرق والمشاعر المقدسة
2-2 الحركة المرورية من والى عرفات
3-2 دور النقل الجماعي في الحج
4-2 استخدامات الحاسب الآلي في تحليل الحركة المرورية أثناء فرض الحج

5-2 تحديد حجم الحركة المرورية

الفصل الثالث: جمع المعلومات
1-3 معلومات ميدانية تم جمعها من مركز أبحاث اطل بجامعة أم القرى
1-1-3 معلومات عن الحركة المرورية المستمرة طوال الأعوام الستة
2-1-3 معلومات خاصة بفترة حج عام1411هـ
1-2-1-3 بواسطة الأشخاص
2-2-1-3 بواسطة التصوير بالفيديو
2-3 بيانات ومعلومات تاريخية تم جمعها من جهات أخرى

الفصل الرابع: تحليل المعلومات
تمهيد
القسم الأول:
1-4 تحليل المركبات الداخلة إلى مكة المكرمة على الطرق الستة المؤدية إليها للأعوام 1406- 1411 هـ
القسم الثاني:
2-4 تحليل المركبات الخارجة من مكة المكرمة على الطرق الستة المؤدية إليها للأعوام 1406 إلى 1411هـ
القسم الثالث:
3-4 مقارنة بين أعداد المركبات الداخلة إلى مكة المكرمة والخارجة منها للأعوام 1406 إلى 1411هـ
القسم الرابع:
4-4 تصنيف المركبات الداخلة إلى مكة المكرمة على الطرق الستة المؤدية إليها لعام 1411هـ
القسم الخامس:
5-4 معلومات عن المركبات الصورة المحجوزة في مواقف السيارات على الطرق المؤدية إلى مكة المكرمة
القسم السادس:
6-4 التصميم الهندسي للطرق الستة المؤدية إلى مكة المكرمة والرجة منها
القسم السابع:
7-4 تحليل سعة الطرق (الطرق الستة المؤدية إلى مكة المكرمة والخارجة منها) لعام1411هـ
القسم الثامن:
8-4 تقدير المرور المستقبلي على الطرق الستة

الفصل الخامس: النتائج والتوصيات
1-5 أهم النتائج المستخلصة من البحث
2-5 التوصيات العامة للبحث

قائمة المراجع
الملاحق
الإشكال والرسومات 


ملخص الرسالة


  يتزايد أعداد الحجاج القادمين إلى المملكة لأداء فريضة الحج وذلك لزيادة عدد سكان الدول الإسلامية وزيادة أعداد المسلمين في الدول غير الإسلامية، تنامي الرغبة لدى المسلمين في استكمال أركان دينهم. ولقد ساعدهم في تحقيق رغباتهم تحسن الأحوال الاقتصادية لدى أكثرية الدول الإسلامية وتوفر وسائل النقل الحديثة، وما تشهده المشاعر المقدسة بالمملكة من توسعات وتحسينات في تقديم الخدمات تيسيرا لحجاج بيت الله الحرام في أداء مناسكهم.

  وترتب على زيادة أعداد الحجاج المضطربة عام بعد آخر ازدياد حجم الحركة المرورية على الطرق المؤدية إلى مكة المكرمة والخارجة منها والتوقع بازدياد معدل حجم الحركة طالما أعداد الحجيج في زيادة مستمرة.

  ولا يجاد الحلول المناسبة للحد من أثار مشكلة عدم انسياب الحركة المرورية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ولكي تكون أكثر راحة وأمنا لحجاج بيت الله الحرام فقد استهدفت هذه الدراسة الوقوف على خصائص حجم الحركة المرورية الحالية والمتوقعة على الطرق الستة الداخلة إلى مكة المكرمة والخارجة منها خلال فترة الحج من كل عام (من بداية شهر ذي القعدة وحي نهاية شهر ذي الحجة) ولتحقيق أهداف الدراسة تم وضع خطة منهجية للبحث تضمنت المراحل التالية:

 مرحلة جمع البيانات بالحصول على الإحصاءات والمعلومات المتاحة عن أعداد المركبات الداخلة إلى مكة المكرمة والخارجة منها على مدى ست سنوات مضت (1406- 1411 هـ) ثم استخدام أسلوب الحصر لأعداد المركبات الداخلة إلى مكة المكرمة والخارجة منها خلال حج عام 1411 هـ بواسطة الأشخاص والتصوير بالفيديو.

 مرحلة تحليل البيانات اعتمادا على أسلوب السلاسل الزمنية لقياس المتغيرات التي تؤثر في الظاهرة موضوع البحث وتوقع مؤثراتها المستقبلية إلى جانب استخدام الحاسب الآلي لتحليل الإحصاءات المتعلقة بحركة المركبات الداخلة إلى مكة المكرمة والخارجة منها أثناء فترة الحج خلال سنوات الدراسة.

 مرحلة استخلاص النتائج ووضع التوصيات العامة.

ولكن تلخيص أهم نتائج هذا البحث فيما يلي:

 اتجاه معدل حجم حركة المركبات علي الطرق الستة المؤدية إلي مكة المكرمة والخارجة منها أثناء فترة الحج إلى الزيادة حيث بلغ إجمالي المركبات الداخلة في عام 1406هـ (18969587 مركبة / اليوم).

   وفى عام 1411 هـ (2098599 مركبة / اليوم) وإجمالي أعداد المركبات الخارجة في عام 1406 هـ (1883903مركبة / اليوم) وفى عام 1411هـ(2081772 مركبة /اليوم).

 أن معدل الزيادة في حركة المركبات على الطرق الستة غير ثابت من عام لآخر لوجود العديد من العوامل المؤثرة على معدل زيادة عدد الحجاج.

 تم تحديد أيام الذروة على الطرق الستة يومي الأربعاء والخميس وساعات الذروة ليومي 8/9 الساعة 18 وليومي 13،12 الساعة 17 على كل طريق من الطرق الستة الداخلة إلى مكة المكرمة والخارجة منها أثناء فترة الحج.

 تم تصنيف المركبات الداخلة إلي مكة المكرمة والخارجة منها على الطرق الستة المؤدية إليها والخارجة منها ويلاحظ أن نسبة السيارات الصغيرة على هذه الطرق تمثل نسبة كبيرة تفوق نسب أصناف المركبات الأخرى حيث كانت نسبتها تتراوح ما بين (30%- 50%) من إجمالي أعداد المركبات وذلك بالرغم من أن هناك قرار لحظر دخول هذه السيارات اعتبارا من (الخامس وحتى الثالث عاثر من شهر ذي الحجة).

 أن هنالك اهتمام بالطرق الداخلة إلي مكة المكرمة والخارجة منها وملاءمتها من حيث التصميم الهندسي وعدد المسارات وحجم الحركة المرورية الحالية وأن كان هناك بعض الطرق تحتاج إلى مزيد من الاهتمام فيما يحلق بتجهيزات السلامة والإرشادات المرورية مثل (طريق جدة القديم، طريق اليمن (الليث) بالرغم من أن حجم الحركة المرورية على هذين الطريقين ليبست عالية.

 إن مستوي الخدمة على الطرق الستة لم يصل أسوأ مستوى (و-f)والذي يؤدى إلى توقف الحركة وإنما بلغ أدنى مستوى لها عند مستوى الخدمة (هـ- E) حيث حجم الحركة المرورية يكون أقرب إلى حجم الطاقة الاستيعابية حيث تنخفض السرعات وتصعب المناورة.

 أن دراسة حركة المركبات علي الطرق الستة المؤدية إلي مكة المكرمة والخارجة منها لا ترتبط بالعامل الزمني من عام لآخر لوجود مجموعة من العوامل الأخرى المؤثرة في زيادة أعداد الحجاج المرتبط بها حجم الحركة ولكن خلال العام الواحد تتأثر الحركة المرورية بالعامل الزمني حيث يختلف معدل الحركة باختلاف أيام الحج.

 لقد تم في هذا البحث استخدام طريقة (التسوية الأسية) للتوقع بحجم الحركة المرورية المستقبلية والى أظهرت نتائج مقبولة كما يمكن استخدام طرق إحصائية أخرى للتوقع بحجم الحركة المرورية المستقبلية مثل طريقة بيانات العينة الإحصائية (cross – sevtional data)).

1-1 بمقدمة


  قال الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل آمراً سيدنا إبراهيم عليه السلام:

﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾ [الحج: 27] والتدبر لدلالة هذه الآية يتضح له أن السعي إلى الحج والطواف ببيت الله الحرام فريضة مفروضة منذ أن أمر الله عز وجل نبيه إبراهيم أن يؤذن في الناس بالحج، حتى بعث رسول الهدى سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم برسالة الإسلام ففرض الحج ركنا خامسا من أركان الإسلام في السنة السادسة وفى رواية أخرى أنه فرض في السنة التاسعة من الهجرة وعرف المسلمون مناسك الحج وقد نقيت من شوائب الوثنية. كما تشر الآية الكريمة إلى الوسائل التي كانت متاحة للانتقال إلى بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج والتي كانت أما سيرا على الأقدام أو ركوب الدواب التي ما تكاد تصل بركبانها إلا وقد أصبحت على حالة من الضعف والهزال من مشقة السفر في دروب الصحراء وارتقاء الجبال والانحدار منها إلى مسالك الوديان إلى جانب طول الفترة الزمنية المستغرقة في الحل والترحال تبعا لبعد المكان الذي انطلق منه قوافل الحجيج قاصدة بيت الله الحرام.

  ومع انتشار الإسلام واتساع رقعة الدولة الإسلامية وازدياد سكانها المسلمين تعددت الدروب التي سلكها قوافل الحجاج إلى مكة المكرمة وأقيمت على طول هذه الدروب وفى مواقع محددة داخل القرى والهجر الاستراحات وبعض المتاجر الصغيرة التي تمد الحجاج بما يحتاجونه من الطعام والماء ليقيموا أودهم ويطعموا ويسقوا دوابهم ومع توالى الأعوام نشأت القرى والمدن والمراكز التجارية واتسعت الدروب لتصبح طرقا غير معبده وإنما تحددت معالمها من كثرة الانتقال عليها ذهابا وإيابا كما حددت المسافات بالمعالم الطبيعية كالوديان والآبار أو القرى والمدن التي تمر بها قوافل الحجاج إلى جانب الاهتمام من جانب ولاة المسلمين بإقامة المنارات لإرشاد الحجاج إلى الطرق والاتجاهات التي يسلكونها في مقصدهم.

   ومنذ أن أنعم الله على الإنسان ووفقه إلى اختراع وسائل النقل واستخدامها وتطويرها بتعدد أنواعها ومجالاتها واستخداماتها لنقل الركاب والبضائع، وسعيه الدائم لم ينقطع لتطوير المرافق والتجهيزات التي تسلكها أو ترسوا فيها تلك الوسائل كالطرق والمطارات والمواني والتي كان تطويرها ملازما لكل تطوير أو تحديث في وسائل النقل والمواصلات حتى أصبحت مظهراً من المظاهر ذات الدلالة على حضارة الدول وإحدى ركائز البنية الأساسية لنموها وازدهارها.

   لذلك أخذت الدول في العصر الحديث على عاتقها الاهتمام بقطاع النقل والمواصلات وما يحتاجونه من مرافق وتجهيزات تستخدم فيها أحدث وسائل وأساليب العينة الحديثة ولقد كان من أبرز الملامح الحضارية للمملكة العربية السعودية منذ أن بدأت في الأخذ بأسلوب التنمية الشاملة أن اهتمت لهذا القطاع حيث أقيمت أكبر شبكة من الطرق الحديثة تغطي الرقعة الجغرافية الشاسعة للمملكة إلى جانب الاهتمام بالمرافق والتجهيزات الأخرى كالمطارات والمواني ولقد حظيت الأماكن المقدسة باهتمام كبير خاصة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة حيث تم ربطها ببقية مناطق المملكة وعلى كافة الاتجاهات بالعديد من الطرق المؤدية إليها، ويبلغ عددها ستة طرق وجميعها معبدة ومزودة بتجهيزات السلامة المرورية وإرشاداتها وذلك خدمة لضيوف الرحمن وتيسيرا لهم في الانتقال لأداء مناسكهم (2) حجاجا أم معتمرين. وهذه الطرق هي:

1- طريق اليمن (الليث)
2- طريق الطائف الهدا
3- طريق الطائف السيل
4- طريق جدة القديم
5- طريق المدينة المنورة
6- طريق جدة السريع

وبوضح الشكل رقم (1-2) هذه الطرق (في باب الملاحق) صفحة رقم(124).

1- 2 عرض للمشكلة:

  كان الوصول إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسية لأداء فريضة الحج ينطوي على العديد من المخاطر والمشقة فاعتماد الحجاج على الدواب التي يمتطونها ليقطعوا بها مسافات طويلة عبر الصحاري الشاسعة ومسالك الجبال والهضاب والوديان الوعرة جعلت من هذه الرحلة إلى بيت الله الحرام وما تتطلبه من تجهيزات ومؤن وحراسة أمرا لا يستطيعه إلا القليل من المسلمين الراغبين في أداء هذه الفريضة.

  إلا أنه خلال العقدين الماضيين شهدت الأماكن المقدسة تزايدا كبيرا في أعداد الوافدين إليها لأداء فريضة الحج أو العمرة كما يتضح من الشكل (1-1) ويرجع ذلك إلى عدة عوامل من أهمها (2):

1-2-1 زيادة أعداد المسلمين:

   يتوقف عدد الوافدين لأداء فريضة الحج على العدد الإجمالي للمسلمين في دول العالم، وبالتالي فأن النمو السكنى في البلاد الإسلامية وتزايد عدد المسلمين في الدول غير الإسلامية، له تأثير إيجابي وطردي على زيادة أعداد الحجاج الراغبين في أداء فريضة الحج يتضح من الجدول (1-1)أن عدد المسلمين في الدول الإسلامية ذات الكثافة السكانية العالية(المذكورة بالجدول) بلغ في عام 1396هم- 1976م حوالي 700 مليون نسمه وقفز هدا العدد في عام 1410هـ-1989م إلى 850 مليون نسمه أي بزيادة قدرها 150 مليون نسمه خلال الفترة المشار إليها وبمعدل نسبته(21.42%) كما يوضح الجدول (1-2) أن عدد المسلمين في أكبر الدول الإسلامية قد ازداد خلال الفترة من (1390هم - 1970م إلى1410هـ- 1989م ) بمقدار 395 مليون نسمه وفى مقابل ذلك زاد عدد الحجاج بمقدار 395,966 حاج لموسم حج 1410هـ مقارنا بموسم حج 1390هـ(3). وكان من المتوقع زيادة في عدد الحجاج أكبر من هذا المعدل إلا أن الاتفاق بين الدول الإسلامية على تحديد نسب الحجاج لكل دولة حد من زيادة معدل عدد الحجاج المتوقع.

2-2-1 تحسن الوضع الاقتصادي ومستوى دخل الفرد في البلاد الإسلامية:

  تعد الاقتصاديات ذات أثر فعال في حركة الحج خاصة أن الحج مشروط بالاستطاعة ومنها توفر الإمكانيات المادية التي تؤمن للحاج تكاليف رحلة الحج وبالتالي يكون للعامل لاقتصادي ومستوى دخل الفرد أثره على حجم حركة الحج العددية كما يتضح من الجدول رقم (1-3)حيث أن زيادة دخل الفرد في الدول الإسلامية الستة الكبرى في خلال 14 عاما من 1976م إلى1989م كانت عاملا من عوامل زيادة الحجاج خلال نفس الفترة ويلاحظ أن معظم الدول الإسلامية التي يأتي منها الحجاج أقطار نامية يتحكم في اقتصادها محصول نقدي واحد يمثل مصدر الدخل الرئيسي لهذه الأقطار كما أنه يؤثر على الحياة الاقتصادية والاجتماعية سلبا أو إيجابا والذي بدوره ينعكس على حركة الحج ويلاحظ أيضا ألي أن الأزمات الاقتصادية والتضخم المالي وانهيار قيمة العملة كما حدث في الثلاثينات من هذا القرن بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وبتأثير الحرب العالية ثانية الأمر الذي أدى إلى انخفاض أعداد الحجاج بصورة بارزة كما أن السياسة الاقتصادية التي تتبعها بعض الأقطار الإسلامية بهدف تخفيض التحويلات النقدية من العملة الصعبة إلى خارجها له الأثر الكبير في زيادة أو نقص أعداد أب ج الوافدين(33).

   كذلك يلاحظ أن من أسباب قلة أعداد الحجاج عديم تأمين سبل المواصلات وعدم توفر الأمن وهذا يأتي نتيجة الحروب وسوء الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد فمثلا ما قبل الحرب العالمية الثانية نجدد أنه قد انخفض أعداد الحجاج فبلغ متوسط عدد الحجاج الوافدين مابين 50- 66 ألف حاج في حين بلغ أعلى رقم 08 ألف حاج في عام 1324هـ وكان أقل رقم هو 8,5 ألف حاج أثناء الحرب العالمية الأولى (4).

  أما مرحلة ما بعد الحرب العالمية فقد بلغ متوسط الحجاج الوافدين بين 66- 765 ألف حاج وكان أعلى رقم هو (...,498, 1 حاج )عام1403هم. هذا أما بالنسبة للحجاج من داخل الملكة فبلغ عددهم1,004,000 حاج وذلك عام 1403هـ ، وكان أقل رقم هو 24,743 حاج في عام 1361هـ ونجد أن القرب من مكة له أثر أيضا على زيادة أعداد الحجاج الوافدة (4).

3-2-1 تقدم تقنية وسائل النقل الحديثة:

   أن التطور الهائل الذي طرأ على وسائل النقل خلال العقود الخمسة الماضية جمل أداء فريضة الحج ميسرة لمن استطاع إلى ذلك سبيلا هذا بالإضافة إلى أن إنشاء مرافق النقل والمواصلات من طرق وجسور وأنفاق ومطارات ومواني بحرية ذات كفاءة عالية شجع الكثير من المسلمين على أداء فريضة الحج ليس من خارج المملكة فحسب بل ومن داخلها أيضا.

لقد كان لكفاءة النقل والتغيير في أساليب المواصلات المتاحة للحجاج الأثر المباشر في زيادة أعداد الحجاج خاصة في الآونة الأخيرة حيث أصبح أمام الحجاج ثلاث وسائل متطورة وهي النقل البري والبحري والجو وقد مرت هذه الوسائل الثلاث بمراحل ظهر فيها التنافس بين كل منها حتى استقر الأمر على زيادة نسبة نقل الحجاج وحركتهم الدولية عن طريق الجو حيث وصلت نسبة الذين وفدوا لأداء فريضة الحج عن طريق الجو في موسم حج عام 1411هـ إلى أكثر من 84% من عدد حجاج الخارج كما يتضح ذلك في الجدول (1-4) وذلك لما للطائرة من مميزات ليست متوفرة في غيرها من سبل المواصلات الأخرى مثل السرعة والراحة. (4)

4-2-1 توفر شبكة طرق حديثة:

   لقد استطاعت الملكة من خلال خططها الخمسية أن تنفذ العديد من مشاريع الطرق السريعة والدائرية والجسور والأنفاق وقد ساهمت بشكل كبير في سهولة الانتقال بين مدن الملكة وكذلك في ازدياد أعداد الحجاج والمقيمين والزوار وفى علم 1406/ 1407هـ بلغت أطوال الطرق التي تربط شرق الملكة بغربها وشمالها بجنوبها حوالي 33848 كيلو مترا من الطرق المعبدة وبمواصفات عالية. ويعتبر طريق الرياض- الدمام الرابط البري الذي يربط بين دول الخليج والمملكة من الجهة الشرقية أما طريق تبوك- المدينة النشرة فانه يربط شمال المملكة بالأردن وبلاد الشام ومصر ومن الجهة الجنوبية للمملكة يعتبر طريق اليمن (الليث) الرابط لجنوب المملكة باليمن(3).

  وتتكون شبكة الطرق في مكة المكرمة من مجموعة طرق دائرية وطرق شعاعية مزدوجة تصب في المنطقة المحيطة بالمسجد الحرام (وسط المدينة) إضافة إلى عدد من الشوارع الفرعية ذات الاتجاه الواحد حول منطقة الحرم وشبكة الطرق الرئيسية المزدوجة التي تخدم المناطق السكنية والتجارية وتخدم حركة السير مجموعة كبيرة من الجسور والأنفاق التي قصرت المسافة بين منطقة المسجد الحرام والشاعر المقدسة (منى- مزدلفة- عرفات) الواقعة بمنطقة طولية تمتد إلى الشرق من مكة المكرمة كما ترتبط المشاعر المقدسة ببعضها البعض بشبكه من الطرق الممتدة من منى في الغرب إلى عرفات في الشرق والمتمثلة في سبعة خطوط يتكون كل منها من ثلاثة مسارات مخصصه لاستخدام وسائل النقل كما ترتبط المشاعر مع بعضها البعض ومع مكة المكرمة بطريق خاص لحركة المشاة (2) وتوضح الإشكال أرقام (1-2)، (1-3)، (1-4)، (ا-5)، (1-6) (أنظر الملاحق) صفحة 124 إلى صفحة 128.

5-2-1 تنامي الرغبة لدى المسلمين في أداء مناسك الحج والعمرة:

   يعتبر تزايد عدد الحجاج موسما بعد آخر دليلا واضحا على نمو الصحوة الدينية عند المسلمين وتنامي رغبتهم التي تدفعهم للقدوم إلى المملكة لأداء فريضة الحج استكمال لأركان دينهم أو للتزود من أداء مناسك الحج والعمرة ومن المتوقع حدوث زيادة كبيرة في أعداد الحجاج خلال مواسم الحج القادمة نظرا لاضطراب اتساع الصحوة الدينية في مختلف بلدان العالم الإسلامي الأمر الذي يتطلب الوقوف على متطلبات هذا الكم التزايد من أعداد الحجيج من وسائل النقل وأثر هذه الزيادة على مسار الحركة بالطرق الرئيسية المؤدية إلى مكة المكرمة والخارجة منها وداخل المشاعر المقدسة.

6-2-1 زيادة الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام ومدينة مكة المكرمة:

   أن كفاءة الخدمات والمرافق الضرورية المقدمة للحجاج تؤثر في القدرة الاستيعابية لأعداد الحجاج، فالقصور في الخدمات والمرافق الأساسية لمتطلبات الحج والحجاج يزيد مشقة الحج ويجعل منه أمرا صعبا وشاقا على بعضهم مما يكون له الأثر السلبي على حركة الحج والعكس صحيح حيث تعمل التسهيلات وتوفير متطلبات الحجاج على تسهيل مهمة الحج وبالتالي تعمل كحافز للعودة مرة أخرى وتشجع من خلفهم من الذين لم يقوموا بأداء الحج على المبادرة به (2)

    ولقد حظي المسجد الحرام على مر العصور بالاهتمام والرعاية والعمارة منذ بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم- وحتى اليوم فنجد أن أول من قام بتوسعة السجد الحرام هو الخليفة عمر بن الحطاب في عام 17 هجرية ثم عثمان بن عفان عم 26 هجرية و في العصر الأموي قام عبد الله بن الزبير بتوسعته عام 65 هجرية ثم قام الوليد بن عبد الملك بالتوسعة للمسجد الحرام وكانت في عام 91 هجرية.

    وفى العصر العباسي عمل أبو جعفر المنصور على زيادة مساحة المسجد الحرام عام 37 مهجرية ثم تلاه محمد المهدي في عام 161 هجرية ثم زيادة المعتضد العباسي عام 284 هجرية وكانت أخر توسعة للمسجد الحرام في العمر العباسي في عهد المقتدر العباسي عام 306 هجرية ولم تذكر بعدها أي توسعات لحقت بالمسجد الحرام إلا في العهد السعودي. كما أن العديد من الحلفاء قد قاموا في كل العصور بأعمال الترميم والتجديد في الحرم وأشهرهم السلطان سليم خان في العصر العثماني عام 984 هجرية حيث قام بترميم شامل لتوسعة المقتدر بعد حريق كبير ذهب بسقف المسجد فبنى القباب الموجودة حاليا على الأعمدة التي أنشأها المقتدر ثم جاءت بعد ذلك التوسعة السعودية الأولى عام 1375 هجرية- والثانية عام 1396 هجرية كما يتضح من الجدول رقم (1-5) 0 (6).

  وقد تضاعفت مساحة مكة المكرمة السكنية حيث بلغت المساحة المعمورة حوالي 5706 هكتار وكذا زيادة المباني والشقق السكنية والتي لها الأثر الكبير في استيعاب أكبر عدد من الحجاج الوافدين إلى جانب توفر الخدمات المقدمة لهم كالخدمات الصحية، وخدمات اتصالات وغيرها.

  وقد تضاعف عدد الحجاج وأعداد المركبات بمختلف أحجامها وأنواعها مرات عديدة خلال العشرين عاما الماضية حيث بلغ عدد الحجاج لعام 1411هـ(502604) حاج ويقدر عدد المركبات المستخدمة في الحج لنفس العام بـ(480401) مركبة (7) خلال فترة صدور قرار منع السيارات الصغيرة الدخول إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لنفس العام لذلك فان هذا العدد الهائل من المركبات تسبب في إرباك حركة السير في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وازدحام الطرق وضياع الزمن وتلوث البيئة وزيادة الحوادث المرورية كما يتضح من الجدول رقم (1-6) (8) ويلاحظ أن المشكلة المرورية أكثر ما يؤرق الحجاج ويقلقهم خوفا من عدم دخول عرفات أو المبيت في مزدلفة والانتظار الساعات الطويلة على الطرق في مناخ شديد الحرارة بالإضافة إلى ما يقاسونه من جهد ومشقة. وهده المشكلة متكررة سنويا وقد تزداد سوءا بازدياد أعداد الحجاج والرغبات ما لم تدرس علميا وبشمولية قائمة على تحليل دقيق للمشكلة ومسبباتها واستنادا إلى معلومات سليمة. ولتوفير متطلبات تخطيط وتصميم الطرق الملائمة لاستيعاب الحركة المرورية وتشغيلها على أفضل وجه خاصة عن أعداد المركبات وأنواعها وأشد الفترات الزمنية ازدحاما ويخر ذلك من المعلومات اللازمة للتخطيط لمعالجة هده المشكلة المكررة في مواسم الحج والعمرة.

 3-1 أهداف البحث:

  تهدف هذه الدراسة بصفة عامة إلى التعرف على خصائص الحركة المرورية الداخلة إلى مكة المكرمة والخارجة منها خلال فترة الحج (شهري ذي القعدة وذي الحجة) والتوقع بهذه الخصائص مستقبلا واقتراح التوصيات اللازمة للاستعداد لمتطلباتها وبما يعمل على التخفيف من المشكلات الحالية والمتوقعة مستقبلا ويمكن تحديد أهداف الدراسة بما يلي:

1- معرفة الوضع الحالي لحركة المركبات الداخلة إلى مكة المكرمة والخارجة منها خلال فترة الحج على جميع الطرق المؤدية إلى مكة المكرمة. وتحليل هذه المعلومات المتوفرة عن أعداد المركبات الداخلة إلى مكة المكرمة والخارجة منها للأعوام 1406هـ إلى 1411هـ حسب الطريق والوقت والاتجاه ونوعية المركبات للتعرف على خصائص الحركة المرورية في فترة الحج.

2- إيجاد نموذج إحصائي للتوقع بأحجام المركبات على الطرق الستة المؤدية إلى مكة المكرمة.

3- تحليل القدرة الاستيعابية لهده الطرق ومدى ملائمتها لحجم الدور حاليا ومستقبلا واقتراح التوصيات اللازمة لذلك.

4- التعرف على أهم المشكلات التي تواجه الحركة المرورية عند مداخل مكة المكرمة واقتراح الحلول المناسبة لها.

1- 4 منهجية البحث:

اعتمد البحث على المراحل التالية:

1-4-1 مرحلة جمع المعلومات والبيانات وتشمل:

1-1-4-1 الإحصائيات والمعلومات المتاحة لدى مركز أبحاث الحج عن أعداد المركبات الداخلة إلى مكة المكرمة والخارجة منها خلال شهري ذي القعدة وذي الحجة بشكل مستمر للأعوام من 1406هـ- 1411هـ على الطرق الستة المؤدية إليها وهي:-
 طريق جده السريع
 طريق المدينة المدينة المنورة
 طريق الطائف (الهدا)
 طريق جدة القديم
 طريق الطائف (السيل)
 طريق اليمن (الليث)

2-1-4-1 تصنيف للمركبات على هده الطرق وذلك باستخدام التصوير بالفيديو لفترات محددة خلال الأيام التي سبقت الحج والتي تليه مباشرة وكذلك التصنيف الميداني بواسطة الأشخاص لفترات محددة كعينات عشوائية وهذه المعلومات متوفرة لدى مركز أبحاث الحج وذلك لحج عام 1411هـ.

3-2-4-1 معلومات عن التصميم الهندسي للطرق الستة وعرضها، وعدد مساراتها وأطوالها وسعتها وقد تم الحصول على هذه العلامات من إدارة الطرق بوزارة المواصلات بالمنطقة الغربية وأمانة العاصمة من المقدسة.

4-2-4-1 إحصائيات ومعلومات عامة عن أعداد الحجاج وأعداد الركاب والمركبات وذلك من مصلحة الإحصاءات العامة بوزارة المالية والاقتصاد الوطني بشكل رئيسي.

5-2-4-1 معلومات عن حالة الطرق وتشغيلها عند مداخل مكة المكرمة وأهم المشكلات التي تواجهها وذلك بالمعاينة والزيارة الميدانية لهذه الطرق والمقابلات الشخصية للمسئولين في الجهات المعنية مثل إدارة مرور مكة المكرمة وإدارة الطرق بأمانة العاصمة المقدسة وإدارة الطرق بوزارة المواصلات بالمنطقة الغربية.

2-4-1 مرحلة تحليل المعلومات والوصول إلى النتائج:

  لقد تم في هذا البحث اعتماد أسلوب السلاسل الزمنية في تحليل إحصاءات المركبات الداخلة إلى مكة المكرمة والخارجة منها وهذا الأسلوب يعتمد على مجموعة القراءات التي تأخذها ظاهرة ما عند فترات زمنية غالبا ما تكون متساوية وتختلف حسب طبيعة الظاهرة من حيث زمنها أي أنها تحتوي على متغيرين أحدهما مستقل وهو الزمن والثاني تابع وهو قيمة الظاهرة كما أنها تمثل تمثيلا بيانيا ولا مكوناتها كالاتجاه العام والتغيرات الموسمية والدورية والعرضية أو الفجائية ثم تحليل السلاسل الزمنية أي قياس التغيرات التي تؤثر في الظاهرة وخاصة الاتجاه العام والتغيرات الموسمية والدورية لمعرفة مقدار اتجاه وطبيعة كل منها وعزل المختلف منها والتوقع بقيمة الظاهرة مستقبلا.

   كما تم استخدام برنامج لوتس (123) بالحاسب الآلي لتحليل جميع إحصاءات المركبات الداخلة إلى مكة المكرمة والخارجة منها والتي تم جمعها على الطرق الستة المذكورة سابقا.

3-4-1: مرحلة الحلول والتوصيات:

  بعد القيام بتحليل ودراسة المعلومات والإحصاءات المتوفرة عن الحركة المرورية على الطرق المؤدية إلى مكة المكرمة دراسة وافية واستنادا ألي النتائج التي اتضحت من يحل هذا التحليل فقد تم وضع بعض الحلول والتوصيات المناسبة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق