الصفحات

الاثنين، 27 يونيو 2016

التوزيع المكاني لاستعمالات الأرض التجارية المركزية في مدينة بغداد ...


التوزيع المكاني لاستعمالات الأرض التجارية المركزية

في مدينة بغداد

مجلة كلية الآداب - العدد ٩٣- ص ٣٣٢ -٣٦٧

أ. د. هاشم خضير الجنابي 

كلية الآداب - جامعة بغداد

أ. م. د. محسن عبد علي 

مستشار وزارة التربية

جاءت الدراسة بمبحثين رئيسين هما: 

المبحث الأول : تناول مفهوم استعمالات الأرض داخل المدن

  هذا البحث استعرض المفهوم العام لهذه الاستعمالات وهي الاستعمال السكني والتجاري والصناعي والخدمي والأراضي المخصصة لأغراض النقل والمناطق الخضراء. وعند محاولتنا تطبيق هذا المفهوم على مدينة بغداد ظهر لنا من خلال الجدولين(ا ) و (٢) ان هناك تبايناً في نسب استعمالات الأرض بمفهومها الشامل فبينما نجد وزارة التخطيط كما في الجدول رقم (١) وضعت معايير تخطيطية لمدينة بغداد مثلا (٥٠م ٢ ٢ ) حصة الفرد الواحد من السكن و(٢م ( حصة الفرد من الاستعمال التجاري وهكذا نجد ان هذا المعيار غير واضح في الجدول رقم (٢) الذي يتناول واقع حال استعمالات الأرض في مدينة بغداد عام ٢٠٠٠ ٢ حيث بلغت حصة الفرد من الاستعمال السكني (٦٢.٦م ) وحصة الفرد من الاستعمال التجاري حوالي متر مربع وهكذا اختلفت نسب استعمالات الأرض الأخرى مقارنة لما هي عليه من أنماط مقررة من وزارة التخطيط (هيئة التخطيط الإقليمي).

  ونتيجة لهذا التضارب في النسب أخذت الفوضى تدب في معظم الاستعمالات بحيث أصبح الإنسان الحضري هو المتضرر من هذه الحالة غير المخططة وخاصة لأحد أهم هذه الاستعمالات وهو الاستعمال التجاري وذلك لانخفاض مساحة حصة الفرد منه بالرغم من ارتفاع نسبة المستفيدين من هذا النشاط الذي يعمل فيه حاليا أكثر من (٥٠%) من سكان بغداد في سن العمل، ولهذا نجد الفوضى قد حلت بجهات واسعة من مدينة بغداد وبخاصة مناطقها التجارية المركزية والمتركزة في قطاع الرصافة وقطاع الكرخ إضافة لبعض الأحياء في قطاعات بغداد الأخرى. وعندما نحاول تحديد هذه المواقع المركزية فنجدها واضحة في الخارطة رقم (١) حيث يظهر فيها قطاع رقم (١) وقطاع رقم (٢) وهما يضمان حالياً اكبر وأوسع مركزين تجاريين في بغداد حيث تتخصص وتتركز فيهما مختلف أنواع السلع والخدمات إضافة إلى الملايين من البشر الذين يقصدونهما يوميا بقصد التبضع بالجملة والقطاعي. وتلعب المنافسة هنا دورها في خفض الأسعار مقارنة بالمناطق التجارية في القطاعات السبعة الأخرى.

المبحث الثاني : التوزيع المكاني لاستعمالات الأرض التجارية المركزية في مدينة بغداد

   من أجل فهم التوزيع المكاني لاستعمالات الأرض التجارية في مدينة بغداد بشكل عام والمناطق التجارية المركزية بشكل خاص قمنا بتقسيم هذه الاستعمالات وبحسب أهميتها إلى ثلاثة أقسام:- 

أولاً: القسم الأول:

  ويشمل المناطق التجارية شديدة الكثافة البشرية والسلعية وتتمثل هذه المناطق في مركز قطاع الرصافة وفي مركز قطاع الكرخ وخاصة في أحياء الرشيد و السعدون و الجمهورية و الكيلاني والشيخ عمر في قطاع الرصافة (خارطة رقم ٢) وحي الشيخ معروف وحي الشيخ جنيد وحي الصالحية (خارطة رقم ٣) حيث يتركز هنا أكثر من ٣٠٠ ألف محل تجاري وخدمي يرتادها أكثر من ) أي ٢ مليوني شخص يوميا علما ان مساحة هذه المنطقة لا تزيد على (٣٥.٥كم ٢) بنسبة (٤.١%) من مساحة بغداد الإجمالية البالغة (٨٦٠كم ). وإذا عدنا إلى تصنيف هذه الأسواق فهي متخصصة ومتركزة في آن واحد ومن هذه الأسواق هي:-

١. شارع المتنبي وسوق السراي المتخصصين ببيع الكتب والقرطاسية. 

٢. سوق الميدان المتخصص ببيع السلع المستعملة والمستهلكة وكذلك نجد أسواق متخصصة في شارع الرشيد كما في (عكد الجام) المتخصص في بيع الزجاج الخاص بالمنازل وسوق مكائن الخياطة وسوق السلع الرياضية عند ساحة حافظ القاضي وسوق الخلاني المتخصص بالمولدات الكهربائية وسوق الأجهزة المنزلية والأدوات الاحتياطية في السنك وسوق الملابس الرجالية في شارع الخيام وغيرها.

   كما نجد هنا أسواق المدرسة المستنصرية التي تضم آلاف المحلات التجارية المتخصصة ببيع مختلف أنواع السلع الكمالية والتراثية وتختلط مع هذه المنطقة العشرات من الخانات والقيصريات المتخصصة بخزن وبيع مختلف السلع، وليس بعيدا من هنا تتركز أسواق الشورجة الشهيرة بمحلاتها المتخصصة بمختلف أنواع السلع خاصة العطارية منها، كما ان سوق شارع المستنصر مازال يعرض بعض السلع والخدمات الجيدة وبخاصة بيع المصوغات الذهبية والسلع التراثية المصنوعة من الفضة. 

  وإذا عدنا إلى حي الجمهورية وحي الكيلاني وحي الشيخ عمر فنجد أسواق عامرة بمختلف أصناف السلع ففي حي الجمهورية سوق متخصص بعرض وبيع مختلف أنواع السلع خاصة أجهزة الموبايل والحاسبات والكهربائيات وكذلك السلع الصحية الخاصة بالحمامات. أما سوق الشيخ عمر فيشتهر في بيع السلع الاحتياطية الخاصة بإدامة السيارات أو تصليحها، أما سوق الكيلاني فيشتهر في بيع خزانات المياه المنزلية. 

   ومن الجدير بالذكر أن قطاع الرصافة المركزي قد هجروه أغلب سكانه بسبب منافسة الأسواق المجاورة لها خاصة ماسمي بمحلة النصارى (عكد النصارى) حيث افرغ تماما من ساكينه وحل محلهم باعة الأجهزة الكهربائية الخاصة بالتأسيسات المنزلية. أما قطاع الكرخ القديم خارطة رقم (٣) خاصة في أحياء الشيخ معروف، الشيخ جنيد، الصالحية فقد ضمت الآلاف من المخازن التجارية المتخصصة ببيع الأثاث المنزلي والأدوات الاحتياطية للسيارات وكذلك ورشاً لمختلف التخصصات لمختلف السيارات وإدامتها. وهنا علينا أن نتخيل أعداد الزائرين اليومي لهذه المناطق التجارية المركزية التي تعاني نتيجة لهذه الكثافة العالية الكثير من الضغوطات التي تستوجب إعادة تخطيطها وتنظيمها، خاصتا اذا علمنا ان مراب النقل الداخلي والخارجي (داخل العراق وخارجه) يتركز في معظمه في هذه المنطقة .

ثانياً: القسم الثاني:

  يتميز هذا القسم بوجود سبعة قطاعات عدا (قطاع الرصافة والكرخ المركزيين) يضم كل منها حياً تجارياً متميزاً متوسط الكثافة لكنه يعد سوقاً مهما لسكان القطاع وربما جاذبا لقطاعات أخرى مجاورة، فلو لاحظنا الخارطة رقم (٤) لوجدنا الأحياء التجارية المهمة التالية تتركز فيها:

١. حي الاعظمية: في قطاع الاعظمية/ ويشتهر بالكماليات والألبسة النسائية.

٢. حي الكاظمية: وحي الزهراء في قطاع الكاظمية/ ويشتهر بالمصوغات الذهبية.

٣. حي جميلة: في قطاع الصدر/ ويشتهر بالسلع الغذائية/ الحبوب والفواكه.

٤. حي ١٤ رمضان: في قطاع المنصور/ ويشتهر بالملابس النسائية والأحذية حديثة الموديل.

٥. حي ٩ نيسان: في قطاع بغداد الجديدة/ ويشتهر بالملابس الرجالية والنسائية.

٦. حي التأميم: ( مدينة البياع ) في قطاع الرشيد/ ويشتهر باللحوم والمواد الغذائية .

٧. حي الكرادة: ( داخل وخارج ) في قطاع الكرادة/ ويشتهر بالملابس والأجهزة الكهربائية.

  وفي ضوء ما تقدم لابد لنا ان نتصور الأهمية الكبيرة لهذه الأحياء التي تتركز فيها مناطق تجارية في غاية الأهمية خاصة في قطاع الكاظمية وقطاع الصدر وقطاع الرشيد حيث نشأت وتطورت هنا أسواق ذات جاذبية سكانية عالية وهي كبيرة تضم الآلاف من المحلات التجارية، ولذا يجب أيضا إعادة تخطيط هذه القطاعات لأنها تجتذب الآلاف من البشر يومياً في نهاية كل أسبوع أو شهر.

ثالثاً: القسم الثالث:

  ويضم القطاعات السبعة ( عدا أحيائها التجارية المركزية ) وهي لا تتصف بالكثافة العالية كما لاحظنا في القسم الثاني، فهي تخدم سكنة الأحياء في القطاعات المذكورة ولا تشكل مواقعها مشكلات تخطيطية فهي في الغالب تعرض سلعا للاحتياجات اليومية لسكنة المحلة أو القطاع وتتمثل بالسلع الغذائية في الغالب انظر ( جدول رقم ٣ ) الذي يوضح توزيع الأسواق المحلية في قطاع الرشيد. وعموما علينا ان نتخيل الضغوطات التي تعاني منها المناطق المركزية ( قطاع الرصافة القديم وقطاع الكرخ القديم ) وكذلك المشكلات التي تعكسها المناطق التجارية في القطاعات الأخرى وخاصة في قطاع الكاظمية والصدر والتأميم وهي جميعا تتقوقع في مناطق ذات مساحات قليلة يقصدها آلاف البشر يوميا،هنا علينا إعادة النظر في تنظيم هذه المناطق بقصد الوصول إليها بسهولة ويسر ونجعل من عملية التبضع فيها مرغوبة ومريحة لسكان المدينة كافة ومن أهم المقترحات التي نراها ضرورية هي:-

١. سن القوانين والأنظمة لتنظيم استعمالات الأرض في مدينة بغداد بحسب المعايير التي وضعتها وزارة التخطيط (هيئة التخطيط الإقليمي).

٢. تحديد منطقة للمشاة تتضمن المناطق التجارية المتخصصة الشديدة الكثافة أو المتوسطة وخاصة في حي الرشيد والجمهورية والخلاني.

٣. تسيير مصلحة لنقل الركاب تخدم منطقة المشاة فقط على ان تتحرك بحسب أوقات مثبتة جدوليا (كل نصف ساعة مثلا). ٤. إحاطة منطقة المشاة بمواقف للسيارات سواء كانت عمودية أو أرضية على ان تستملك الأراضي أو المنازل المحيطة بالمنطقة التجارية المركزية وخاصة عند الساحات والطرق الرئيسية المرتبطة بمنطقة المشاة.

٥. جعل منطقة المشاة متميزة بطرقها المعبدة والمزينة بالموزائيك الملون وكذلك بناء النصب التاريخية والنافورات والمسارح في الهواء الطلق واستغلال الخانات التاريخية كمقاهي ومطاعم جميلة.

٦. ضرورة التفكير السريع بإنشاء مترو الأنفاق الذي يجب ان يربط طرفي بغداد على الأقل في المرحلة الأولى بخطين ينطلقان من شمال المدينة إلى جنوبها ويمران بالمناطق المزدحمة بالسكان والأسواق.

٧. منع أصحاب البسطات من احتلال أرصفة الشوارع وتعويض بعضهم باكشاك ذات مواصفات خاصة تقع في منطقة المشاة وخاصة في التقاطعات والمناطق الفارغة.

٨. إبعاد الدوائر الحكومية والجامعات من المركز التجاري في بغداد.

٩. ربط المنطقتين التجاريتين المجاورتين(الكرخ والرصافة) بمرسى للسفن الصغيرة لنقل آلاف الناس بين ضفتي السوقين. 

١٠. تشديد الرقابة البلدية على الأسواق وإبعاد التلوث بأنواعه عنها.

١١. الاهتمام بالبنية التحتية كتعبيد الطرق والشوارع وإضاءتها وإعادة بناء الدور السكنية القديمة بما يتناسب وأهميتها التاريخية.

١٢. إعادة تأهيل الأسواق المركزية بعد بيعها للقطاع الخاص خاصة وان هذه الأسواق التي تقع خارج المنطقة التجارية المركزية يمكنها ان تخفف من الكثافة البشرية على مركز بغداد القديم.

١٣. تقليل عدد السيطرات العسكرية والأمنية التي يزيد عددها الآن على ١٤٠٠ سيطرة في بغداد وتحديد مواقع هذه السيطرات عند مداخل بغداد الرئيسية أو قطاعاتها التسعة أو مداخل الجسور أو الأسواق الرئيسية وخاصة منطقة المشاة.

وخلاصة لهذا البحث

  علينا ان نتخيل الضغط الشديد الذي تعانيه المنطقة التجارية المركزية في الرصافة والكرخ سواء كان ذلك على مستوى الازدحام البشري (كرواد متبضعين من هذه المنطقة والذي يصل عددهم التقديري اليومي الى حوالي ٢ مليون نسمة) او على مستوى التكدس السلعي او التركز الخدمي حيث يتواجد هنا عدد من الوزارات والجامعات والفنادق الكبيرة وأيضا على المستوى المروري حيث تخترق المنطقة الاف السيارات يوميا ولهذا فان المنطقة قياسا بالقطاعات الاخرى هي في امس الحاجة الى تنظيم وتخطيط لانها تعاني من مشكلات لا يمكن التعايش معها ببساطة خاصة في مركز الرصافة حيث قدر مجموع المحلات التجارية في مدينة بغداد بحوالي (٣٠٠ آلف) محل تجاري أو ما يعادل ٥٠% من مجموع المحلات التجارية في مدينة بغداد وهذه تتركز على مساحة تبلغ نسبتها حوالي ١.٦% من مجموع مساحة بغداد الاجمالية وبسبب شدة منافسة السكان والسلع على هذا المكان المحدود المساحة اصبحت الشطارة والمهارة هي معيار تجاوز صعوبة الدخول والخروج إلى ومن هذه المنطقة الشديدة الازدحام ولهذه الاسباب مجتمعة يجب الاسراع لوضع الخطط المناسبة لحل مشكلاتها المستعصية. اما المنطقة المتوسطة الكثافة فيمكن تأجيل حل معظم مشكلاتها ربما لفترة زمنية اخرى قصيرة ولكن لابد من معالجة المشكلات التي تظهر في بعض قطاعات هذه المنطقة كمشكلة التسوق في حي جميلة في قطاع الصدر أو حي الكاظمية في قطاع الكاظمية وحي التاميم في قطاع الرشيد وبالنسبة للمناطق الخفيفة الكثافة فهي كما ذكرنا لاتعاني من مشكلات كثيرة فهي تخدم سكنة الأحياء المحيطة بها بشكل جيد وبناء على هذه المعطيات يجب وضع مجموعة من المقترحات والحلول التي نراها ضرورية لحل سريع لمشاكل المنطقة التجارية في مدينة بغداد بشكل عام والمنطقة التجارية المركزية بشكل خاص.

المقترحات

١. سن القوانين والأنظمة والتعليمات لتنظيم استعمالات الأرض في مدينة بغداد بحيث تستند على معايير لكل استعمال وذلك من خلال وضع مخطط أساس جديد للمدينة بدلاً من المخطط الحالي الذي مضى عليه أكثر من ثلاثة عقود.

٢. كما هو معروف ان المناطق المركزية تتصف بشدة الكثافة البشرية والسلعية والسيارات وعربات الدفع اليدوية وهي جميعا تتحرك على مساحة لا تزيد على ٤.١% من مساحة بغداد كما انها تتصف بكثافة سكنية منخفضة قياسا إلى المناطق الأخرى حيث بلغت نسبة سكان قطاع الكرخ والرصافة المركزيين حوالي ١.٧% من مجموع سكان بغداد المقدر عددهم عام ٢٠٠٩ بحوالي ٧ مليون نسمة (جدول رقم ٤) الا ان هذه المنطقة تضم حاليا نسبة حوالي ٦٦.٧% من مجموع محلات بغداد التجارية ويتحرك فيها اكثر من مليونين شخص يوميا. وعندما نعرف ايضا ان ٥٠% من المحلات التجارية من مدينة بغداد تتركز في مركز الرصافة القديم البالغة مساحته ١.٦% من مجموع مساحة مدينة بغداد و٠.٨% من مجموع سكان مدينة بغداد فهذا يعني ان هذه المنطقة الصغيرة ماهي في الواقع الا مخزن تجاري كبير يقصده ليس فقط معظم سكان بغداد لغرض التبضع وانما سكان الاقاليم المجاورة وحتى البعيدة من بغداد عليه ولهذه الأسباب المهمة جداً يجب ان نجعل من هذه المنطقة بجانبيها الكرخ والرصافة منطقة مخصصة للمشاة فقط تحرم حركة السيارات فيها الا في اوقات محددة من اليوم بقصد ادخال او اخراج السلع اما سكنة المنطقة وهم اقلية كما علمنا فعلينا ان نزود من يمتلك منهم واسطة نقل بباج خاص به او عائلته وهذا النموذج من مناطق المشاة معمول به الان في كثير من الدول المتحضرة. 

٣. من اجل تعزيز وتثبيت منطقة المشاة هذه يجب تسيير مصلحة لنقل الركاب تتحرك في المنطقة المذكورة بموجب جدول زمني كان يكون كل نصف ساعة او اكثر وكذلك عمل المجسرات الخشبية او الحديدية من اطراف الشوارع الكثيفة الحركة لتسهيل حركة السابلة في هذه المنطقة.

٤. ولأجل خلق منطقة سوقية تسيطر عليها روح الجدية والواقعية يجب زرع مجموعة من مواقف السيارات العمودية أو الأفقية خاصة في الجهات المحيطة بالمنطقة التجارية المركزية كحي الكيلاني وحي الشيخ عمر وحي الجمهورية وهنا تصبح الدور السكنية المتهرئة أو الآيلة للسقوط والمناطق الفارغة او المتروكة أماكن لهذه المواقف بعد استملاكها عن طريق تعويض مالكيها وهنا يمكن ان تتعزز منطقة المشاة المنشودة وتصبح المنطقة التجارية المركزية اكثر جاذبية وراحة من السابق.

٥. يجب أن تعكس منطقة المشاة حالة حضارية وثقافية متميزة في مركز بغداد التجاري عن طريق وضع النصب التاريخية والنافورات ورصف الشوارع بالحجر او الموزائيك الملون مع ضرورة وضع مصاطب لجلوس المشاة بقصد الراحة او التمتع بمنظر السوق وكذلك يسمح لاصحاب المقاهي والكازينوهات من اصحاب الذوق التراثي بانشاء مثل هذه المقاهي في منطقة المشاة التي ستكون خالية من وسائط النقل اما الساحات الكبرى في منطقة المشاة فيمكن ان تقام عليها مسارح مكشوفة أو منصات للخطابة او لالقاء الشعر وغيرها من الفعاليات ذات الطابع الوطني او القومي، كما يمكن استغلال الخانات التاريخية كمطاعم او للفعاليات الفنية المختلفة.

٦. ومن اجل تحقيق هدف اسمى اخر للمنطقة التجارية المركزية او مناطق بغداد السكنية فلابد من التفكير جديا وباسرع وقت في انشاء مترو الانفاق خاصة وان انشاء هذا المشروع ولو بشكل جزئي (مرحلي) سوف يسهل المرور لملايين من البشر يوميا وذلك من مناطق سكناهم وحتى المناطق التي يقصدونها وهنا علينا ان نعرف ان كثير من الدول وخاصة الاوربية قد انشأت في بداية القرن الماضي مثل هذه الطرق التحتية في مدنها الكبرى. ( شكل رقم ١) وهو يمثل مترو الانفاق في باريس وقد اخذت الكثير من الدول النامية في العقود القليلة الماضية بمثل هذه المشاريع منها مصر( مترو انفاق القاهرة ) الذي ينقل ملايين من البشر يوميا في انحاء القاهرة الكبرى وكذلك في ايران حيث تتمتع عاصمتها طهران بمثل هذه الخدمة الرائدة وليس بعيدة عنا دولة الامارات العربية المتحدة حيث اقيم في مدينة دبي في نهاية السنة الماضية ٢٠٠٩ مترو الانفاق مع العلم ان مجموع سكان هذه الامارة الفعلي لا يزيد عن ٢٥٠ الف نسمة كيف والحالة في بغداد وعدد سكانها يزيد عن ٧ مليون نسمة واعتقد ان علينا التفكير سريعا في هذا المشروع الحيوي لانه سوف يعمل على تحقيق سهولة الوصول بين مناطق السكن والعمل والسوق. واعتقد ان علينا في البداية انشاء خطين احدهما في الكرخ والأخر في الرصافة ينطلقان من شمال المنطقتين المذكورتين وحتى جنوبهما وان يمران في المناطق المزدحمة والشديدة الكثافة السكانية او السوقية حيث ان الانتقال بين شمال وجنوب بغداد سوف لا يزيد على ٢٠ دقيقة في قطارات كهربائية تسير بسرعة ١٠٠كم في الساعة وبدون عوائق مرورية ولا خوف من المياه الجوفية في ارض بغداد.فكيف تم انشاء مترو بحر المانش او مترو باريس وهما يمران تحت الماء ومترو دبي وارضها رملية ذات مياه جوفية عالية. 

٧. منع أصحاب البسطات من احتلال ارصفة الشوارع وتشويه المنطقة التجارية وان رغبنا فلابد من تصنيع اكشاك ذات طابع محدد المواصفات تثبت في مناطق مختارة من بغداد وخاصة في من المركز التجاري ( في الكرخ والرصافة ) وكذلك ابعادها من المناطق التجارية ذات الكثافة المتوسطة.

٨. إبعاد الدوائر الحكومية من وزارات ومؤسسات وجامعات وكذلك فنادق الدرجة الأولى من المركز التجاري (في الكرخ والرصافة) وكذلك إبعادها من المناطق التجارية ذات الكثافة المتوسطة.

٩. ربط المنطقتين التجاريتين المركزيتين (الكرخ والرصافة) في مشروع النقل النهري حيث يمكن انشاء مرسى للسفن الصغيرة تربط بين الجانبين عبر نهر دجلة ويقترح احدهما ان يكون في الجهة المقابلة لمدينة الطب والأخر في جنوب جسر الشهداء ليربط بين مركز الكرخ والرصافة والثالث جنوب جسر الاحرار والرابع جنوب جسر السنك.

١٠. تشديد الرقابة البلدية على منطقة المشاة ومناطق الاسواق عموما والمناطق السكنية الشديدة الكثافة في موضوع التلوث البيئي ومحاولة اظهار العاصمة بما يليق بها من سمعة دولية لان ما نراه ونشاهده اليوم من تكدس للازبال وطفح المجاري في بعض جهات بغداد شيء لا يمكن تصديقه حتى في اكثر الدول تخلفاً.

١١. الاهتمام بالبنية التحتية للمدينة من تبليط طرق وإضاءة كهربائية ومياه نقية واعادة بناء المناطق السكنية المتهرئة بما يتناسب واهميتها التاريخية خاصة محلة جديد حسن باشا ومايجاورها كسراي الحكومة القديم والموروثات المعمارية من خانات وقيصريات واسواق مسقوفة وتجديدها بما يجعلها قبلة السواح ومحبي التراث من داخل العراق أو خارجه.

١٢. إعادة تفعيل الأسواق المركزية الحكومية بعد بيعها للقطاع الخاص وجعلها شركات مساهمة وذلك لكونها تقع خارج المنطقة التجارية الشديدة الكثافة بهدف تخفيف شدة الازدحام على المناطق المركزية في قلب المدينة. المصادر

المصادر

١_ وزارة التخطيط، هيئة التخطيط الإقليمي، أسس ومعايير التخطيط الحضري بغداد .١٩٧٧.

٢_أ.د. هاشم خضير الجنابي، سوق بغداد (بازار) دراسة في الجغرافية الاقتصادية والاجتماعية، أطروحة دكتوراه منشورة في مجلة الجمعية الجغرافية التابعة لجامعة ارلانكن نورنبرغ في المانيا الغربية، ارلانكن ١٩٧٦، صص ٢٨ -٢٣ (وهي بالعنوان

 Hashim K.N. AL-GENABI Der Suq (Bazar) von Baghdad eine Wirtschaft und Socialgeographische Untersuchung ,Erlangen 1976 opp-23_28

٣__ سجى سعد احمد ، الوظيفة التجارية في ناحية المأمون (قطاع الرشيد) رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة بغداد ، كلية الاداب ٢٠٠٦ ، ص٥٥.

٤_ وزارة التخطيط، الجهاز المركزي للإحصاء، مديرية الإحصاء السكاني والسكني على مستوى الاحياء والمحلات السكنية لمدينة بغداد، ١٩٩٧.

٥_ وفاء محمد حمد، أنماط استخدامات الأرض السكنية في مدينة بغداد،اطروحة دكتوراه غير منشورة كلية التربية، الجامعة المستنصرية ٢٠٠٦، ص٣٠.

٦_ سهام خروفة، التخطيط لاستعمالات الارض التجارية في مدينة بغداد ، اطروحة دكتوراه، جامعة بغداد ١٩٩٨ ص٢١٠. 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق