الصفحات

الأحد، 26 يونيو 2016

دراسة مساحات النمو العشوائي لبعض المناطق السكنية في مدينة كربلاء باستخدام نظم المعلومات الجغرافية ...


دراسة مساحات النمو العشوائي لبعض المناطق السكنية

في مدينة كربلاء باستخدام نظم المعلومات الجغرافية

 ﺯﻫﻴﺭ ﻋﺒﺩ ﺍﻟﻭﻫﺎﺏ ﺍﻟﺠﻭﺍﻫﺭﻱ

ﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﻬﻨﺩﺴﺔ - ﺠﺎﻤﻌﺔ ﻜﺭﺒﻼﺀ 

com . yahoo @ zaljwahery

مجلة جامعة بابل - العلوم الهندسية - المجلد 23 - العدد 1 - 2015 - ص 73 - 83 :

ﺍﻟﺨﻼﺼﺔ

   ﺘﻌﺘﺒﺭ ﻅﺎﻫﺭﺓ ﺍﻟﺴﻜﻥ ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻅﻭﺍﻫﺭ ﺍﻟﻌﻤﺭﺍﻨﻴﺔ ﺍﻷﻜﺜﺭ ﺴﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﻌﺎﻨﻲ ﻤﻨﻬﺎ ﻤﻌﻅﻡ ﺍﻟﻤﺩﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺭﺓ ﻟﻤﺎ ﺘﺸﻜﻠﻪ ﻤﻥ ﺃﻋﺒﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ ﻭﺍﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ . ﻭﻴﻭﺠﺩ ﻓﻲ ﻤﺩﻴﻨﺔ ﻜﺭﺒﻼﺀ ﺍﻟﻌﺩﻴﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺭﺓ ﻀﻤﻨﻬﺎ ( ﻤﺜل ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺃﻟﻬﻴﺎﺒﻲ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺜﺎﻨﻴﺔ ، ﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻟﻨﻘﻴﺏ ﻭﻤﻨﻁﻘﺔ ﺍﻷﻤﻴﻥ ) ﻭإﻥ ﻤﻌﻅﻡ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﻫﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﻤﻨﺎﻁﻕ ﺒﺴﺎﺘﻴﻥ ( ﻤﻌﻅﻤﻬﺎ ﻤﺜﻤﺭﺓ ) ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻜﺎﻨﺕ ﺘﻤﺜل ﺍﻟﻤﺼﺩﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﺍﻟﺠﻴﺩ ﻟﻠﻤﺩﻴﻨﺔ ، ﻏﺯﻯ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺯﺤﻑ ﺍﻟﺴﻜﻨﻲ ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻲ ﻤﻤﺎ أﺜﺭ ﺴﻠﺒﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻟﻘﺩ ﺘﻡ ﺍلإﺴﺘﻌﺎﻨﺔ ﺒﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭﺍﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭﺍﺕ ﺍﻟﺯﻤﺎﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻨﻴﺔ ﻟﻬﺫﻩ ﺍﻟﻅﺎﻫﺭﺓ ، ﺤﻴﺙ ﺘﻡ ﺘﺤﺩﻴﺩ ﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﺍﻟﻭﺤﺩﺍﺕ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﻴﺩﺓ ﻓﻲ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ للأﻋﻭﺍﻡ ٢٠٠٤،٢٠٠٧،٢٠١٠ ﻭﻤﻌﺭﻓﺔ ﻤﻘﺩﺍﺭ ﺍﻟﺘﻐﻴﺭ ﻟﻜل ﻓﺘﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﻓﻲ ﻤﺴﺎﺤﺎﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻲ ﺒﻴﻥ ﻤﻨﻁﻘﺔ ﻭأﺨﺭﻯ .

ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺘﺎﺤﻴﺔ : ﺍﻟﻨﻤﻭ ﺍﻟﻌﺸﻭﺍﺌﻲ، ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻕ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ ، ﻨﻅﻡ ﺍﻟﻤﻌﻠﻭﻤﺎﺕ ﺍﻟﺠﻐﺭافية.

Abstract

  the phenomenon of slums is a most negative urban phenomenon afflicting most of the big cities and which posesba burden to the operations of economic and social development. There are many slums scattered around the city of Karbala (including the alheabi first, alheabi second, alnakib and the alameen) and most of these are in areas which were orchards (mostly fruitless), a source of economic and environmental good to the city, which have now been invaded by sprawling and indiscriminate residential growth. The use of geographic information systems in the study of the temporal and spatial changes of this phenomenon was to identify areas of housing units constructed in these areas for the years 2004, 2007 and 2010, and find out how much change had occurred in each period and the deferens area between these slums. 

Key words: Unplanned growth, Alexanahzn areas of geographic information systems

المقدمة

  لقد أدت التحولات الاقتصادية في معظم بلدان العالم إلى تغير جذري في طبيعة العمل والإنتاج لدى الناس فقل الاهتمام بالقطاع الزراعي بسبب تطور الألة، والذي شكل اعلان الدخول في الحقبة الصناعية ثم الخدماتية، وقد نتج عن ذلك إهمال المناطق الريفية وهجرة سكانها إلى مناطق الحضر مما أدى الى اختلال في الانظمة الاقتصادية وعلاقتها مع الكثافات السكانية .(١)

  إن مناطق الإسكان العشوائي هي نوعا من الحلول الذاتية التي يلجأ إليها الأفراد لحل مشاكلهم الإسكانية التي تعجز الدولة عن حلها، وإن غض النظر في مواجهة نمو تلك المناطق وعدم اتخاذ إجراءات برسم سياسات اقتصادية واجتماعية متوازنة تقلل من معدلات الهجرة الداخلية بين المناطق الريفية والحضرية أو بوضع سياسات لتخفيض هذا الزحف البشري.وبالرغم من ذلك فإن العشوائيات أفرزت العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وأيضا الأمنية، في ظل غياب قوانين التخطيط العمراني وتنظيم البناء عليها.(٢) لأن التصاميم الأساسية للمدن تعد من أجل تنظيم توزيع استعمالات الأرض المختلفة وفق نسب معينة (سكنية،صناعية وتجارية،.....) اعتمادا على تحليل البيانات الناتجة من المسوحات الميدانية.كما تحتوي المجاورة السكنية (الناتجة من عدة مجموعات سكنية) من وحدات السكن وعدد من الأبنية الخدمية العامة وشبكة الشوارع التي تستخدم من قبل سكان المنطقة .

مشكلة البحث :

   تعاني معظم المدن العراقية من تنامي المناطق العشوائية بها والتـي أتـت كمحـصلة ظـروف اجتماعية واقتصادية وثقافية وغيرها، ويغلب على هذ ه المناطق طابعها العمراني الردئ ، كمـا يـسترعي الانتبـاه للخلل الكامن في التركيب السكاني لهذه المناطق.

هدف البحث :

   يهدف البحث إلى تسليط الضوء على مساحات نمو بعض المناطق العشوائية في مدينة كربلاء من أجل التصدي لهذه الظاهرة وعدم تناميها ووضع الحلول المناسبة لمعالجتها والحد من انتشارها .

منهجية البحث :

  اعتمد البحث على سلسلة من التغيرات المكانية من خلال الإستعانة بالصور الفـضائية لحقبـة زمنية متعاقبة لمناطق الدراسة وتحليلها باستخدام برنامج نظم المعلومات الجغرافية. 

المبحث الأول: مفهوم المحلة السكنية وأنواع العشوائيات  ومكونات البحث

المبحث الثاني: مدينة كربلاء وبعض المناطق العشوائية الموجودة فيها

المبحث الثالث: الاستنتاجات والتوصيات

المبحث الأول: مفهوم المحلة السكنية وأنواع العشوائيات  ومكونات البحث :

المحلة السكنية(3) عبارة عن منطقة سكنية تضم مجموعة من العوائل التي تربطها علاقـات اجتماعيـة كثيـرة كالتعارف، وتبادل الزيارات، والحاجات، والخدمات والقيام بفعاليات مشتركة في الاجتماعات، وغيرهـا .وتكـون (المحلة السكنية ) النواة الأساسية للتخطيط السليم الذي يحقق الحياة المنا سبة للإنسان، وأسرته، ومجتمعه، و (المحلـة السكنية) تضم عدداً من المساكن سواء أكان ذلك سكناً أفقياً أم عمودياً مع عدد من الخدمات المجتمعية من مدارس، ومراكز صحية، وترفيهية، ودينية، وتجارية، وخدمات البنية التحتية، وبما ينسجم وعدد سكان تلـك المجـاورة أو المحلة، إذ يزداد عددها في المدن الكبيرة وقد يتجاوز(١٠) آلاف نسمة، ويقل عدد سكانها فـي المـدن الـصغيرة، وربما لا يزيد عن (٢) ألف نسمة، ويكون توفير الخدمات وفـق المعـايير المـساحية، والاسـتيعابية، والمعـايير الحجمية، أما الدراسات التخطيطية الحديثة في العراق (٤)، فتشير الى ان عدد السكان الذين تخدمهم المحلة الـسكنية يتراوح بين ٥٠٠٠-٤٠٠٠ الاف نسمة، وأن المساحة التي يشغلونها تقدر بـ ٥٠-٤٠ هكتـاراً ، كمـا تحتـوي المحلة السكنية على الخدمات اليومية والتي تكون بالقرب من السكن ضمن مسافة لا تزيد عن ٣٥٠م.

مفهوم المناطق العشوائية

   يقصد بالمناطق العشوائية هي المناطق الواقعة ضمن الحدود الإدارية لأي مدينة والتي نشأت بدون مخططات تقسيم الأراضي،وأن هذه المناطق قد تقام على أملاك عامة أو خاصة وبتوسع غير مخطط. أن هذه المناطق قد تكون بمساحات صغيرة أو كبيرة ولا تنطبق عليها تعليمات التخطيط وتقسم وفق نشأتها على النحو التالي: (٥)

 مناطق عشوائية تم بنائها دون الحصول على إجازات البناء من البلدية، وهي مناطق غير منظمة وتفتقر إلى الخدمات الضرورية وحركة السيارات فيها صعبة، وأن مثل هذه المناطق يصعب تطويرها .

 مناطق عشوائية شبه مخططة تم بنائها بدون تراخيص أيضا ولكن توزيع الوحدات السكنية فيها بشكل هندسي، وهي مناطق يسهل التعامل معها بالتطوير .

خصائص المناطق العشوائية

أولا: على مستوى منطقة السكن العشوائي(٦)

 المباني: لا تخضع أغلبيتها للمعايير التخطيطية والمعمارية المعتمدة، ولم تحصل على تراخيص البناء من الدوائر ذات العلاقة.

 الخدمات: تتوزع الخدمات في تلك المناطق بصورة عشوائية ولا تخضع لضوابط ومعايير التخطيط العمراني.

 شبكة الطرق: تكون غير مخططة بشكل هندسي وتتباين فيها عرض الطرق بسبب عشوائية بناء المباني، وأغلبها لا يوجد فيها أسفلت، وتعيق حركة المركبات فيها كونها تفتقر المعايير التخطيطية .

 البنية التحتية: تتمثل (شبكات المياه، الصرف الصحي،الكهرباء،الهاتف) والتي تكون دون المستوى المطلوب وقد لا تخدم كافة المباني وليست بمستوى الكفاءة التي تسمح بتطويرها.

 التصميم الحضري: لا يتناسب مع معايير التخطيط العمراني نتيجة البناء الذي لا يخضع للضوابط المعمارية.

 البيئة: تكثر في هذه المناطق الشوارع الترابية وتقل أو تنعدم فيها المناطق الخضراء والمناطق المفتوحة ويتدنى بها مستوى النظافة وصحة البيئة.

 اجتماعية وأمنية: هناك خلل واضح في التركيبة السكانية إذ تتميز بكثافة عالية وتدني مستوى التعليم والدخل مع ارتفاع معدل البطالة وقد تكون مصدر قلق أمني لمناطق أخرى مجاورة. 

ثانيا:على مستوى المسكن في المنطقة العشوائية

١- عوامل سلامة إنشائية معدومة أو بحدودها الدنيا نتيجة تنفيذ المساكن بعيدا عن الرقابة والدراسة والإشراف الهندسي السليم. 

٢- تشويه للهوية والطابع المعماري لمناطق تواجد هذه العشوائيات.

٣- غياب لأنظمة ضوابط البناء . 

مفهوم تأهيل المناطق العشوائية ومفهوم الارتقاء الحضري(٧) 

  تنوعت المشكلات التي أدت إلى ظهور السكن العشوائي في مختلف الدول ،فكان من الصعب تحديد سياسة نموذجية لحل هذه المشكلات، فظهر مفهومين حديثين يحملان صفة عمومية لمواجهة قضايا السكن العشوائية.

أولا: مفهوم تأهيل المناطق العشوائية ويعني تزويد هذه المناطق بخدمات البنى التحتية والخدمات الاجتماعية اللازمة.

ثانيا: مفهوم الارتقاء الحضري والذي لا يعني بالضرورة فقط تزويد هذه المناطق بخدمات البنى التحتية والخدمات الاجتماعية اللازمة، ولكنه يتضمن أيضا إعادة تخطيط هذه المناطق لإنعاش المنطقة والمجتمع من جهة، ووضع استراتيجية تعمل على ربط هذه التجمعات بخطة شاملة من جهة أخرى لإنعاشها. 

المبحث الثاني: مدينة كربلاء وبعض المناطق العشوائية الموجودة فيها موقع المدينة

\
خارطة رقم (١) توضح موقع محافظة كربلاء بالنسبة إلى عموم العراق

  تعتبر مدينة كربلاء مركز محافظة كربلاء (إحدى المحافظات العراقية) إذ تتميز بوظيفتها الرئيسية المتمثلة بالسياحة الدينية وذلك لوجود مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس، حيث تستقبل هذه المدينة سنويا عشرات الملاين من الزوار ومن مختلف الجنسيات (سواء كانت عربية أو أجنبية).

  وتتركز البساتين المثمرة في الجزء الشمالي من المدينة إضافة إلى عدد من المواقع الأخرى داخل المدينة.

الخارطة رقم (١) توضح موقع محافظة كربلاء بالنسبة إلى عموم العراق،أما الخارطة رقم (٢) فإنها توضح موقع مدينة كربلاء إلى عموم المحافظة. 


خارطة رقم (٢) توضح موقع مدينة كربلاء الى عموم المحافظة. المصدر:مشروع التنمية الريفية المكانية لمحافظة كربلاء ،المرحلة الاولى، تقرير المسح الميداني،أب ٠٠٩،ص١٢ 

التصاميم الأساسية للمدينة:

  شهدت المدينة العديد من التصاميم الأساسية لها وبمراحل زمنية مختلفة والخارطة رقم (٣) توضح ذلك لغاية عام ١٩٩٢،أما الخارطة رقم (٤) فإنها توضح التصميم الأساسي الأخير للمدينة والذي أعد عام ٢٠٠٩ من قبل الشركة العالمية للأبحاث الفنية. وأن جميع التصاميم الأساسية المعدة كانت تحافظ على مناطق البساتين والخضراء الموجودة في المدينة لأهميتها البيئية والاقتصادية.


خارطة رقم (٣) توضح مراحل نمو مدينة كربلاء لغاية عام ١٩٩٢ المصدر: الشركة العالمية للابحاث الفنية، تقرير المرحلة الثانية(تحليل البينات)،مشروع تحديث التصميم الاساسي لمدينة كربلاء ،٢٠٠٨
خارطة رقم (٤) فانها توضح التصميم الاساسي المعد عام ٢٠٠٩

التوسع العشوائي داخل المدينة: 

  شهدت مدينة كربلاء حركة توسع عمراني عشوائي كبير بعد عام ٢٠٠٣ (سنة تغير نظام الحكم) حيث أدى ذلك إلى إزالة مساحات كبيرة من البساتين والمناطق الخضراء الموجودة ضمن المدينة(منها مناطق الدراسة وهي الهيابي الجزء الأول، الهيابي الجزء الثاني، الأمين،النقيب) والتي هي بساتين تعود ملكيتها إلى أفراد وليس للدولة حيث يقوم هؤلاء الأفراد بتقسيم قطعة الأرض التي يمتلكونها إلى قطع صغيرة ذات مساحة ١٠٠ متر مربع لكل قطعة سكنية ومن ثم يقومون ببيعها إلى المواطنين وبأسعار مربحة جدا وبغياب إجراءات الدولة من حيث المحاسبة والإزالة وبعد فترة يصبح عدد هذه الوحدات السكنية العشوائية كبير،يقوم أصحابها بتقديم طلبات للدولة لتجهيزهم بالماء والكهرباء وتصبح هذه المنطقة مثل أي منطقة سكنية نظامية أخرى.

  يعتقد الباحث أن من أهم أسباب ذلك هو (تحسن الحالة الاقتصادية للعوائل،الهجرة الجاذبة، قلة قطع الأراضي المخصصة للمواطنين مقارنة مع الزيادة في أعدادهم، ضعف رقابة الجهات الرسمية،...) والصورة رقم (١) توضح هذه المناطق .

دراسة نمو التوسع العشوائي لمناطق الدراسة

  لدراسة حركة النمو العشوائي في مناطق الدراسة اعتمد الباحث فترات زمنية متتالية (تم الاعتماد لكل ثلاث سنوات متتالية لتوفر الصور الفضائية لها) تم الإستعانة ببرنامج نظم المعلومات الجغرافية (GIS)الذي يتميز بكفائته في حساب وتحديد المساحات المشيدة .

منهجية البحث:

اعتمد الباحث على الصور الفضائية والتصاميم القطاعية لمناطق الدراسة إضافة إلى توزيع استمارات الاستبيان لعدد من الوحدات السكنية (عينة عشوائية) وفيما يلي تفصيل ذلك:

أولا - الصور الفضائية لمناطق الدراسة (الهيابي الجزء الاول، الهيابي الجزء الثاني، الامين، النقيب) بدقة ٠,٥ متر وبوضوح ٠,٦٤ متر ولللاعوام ٢٠٠٤،٢٠٠٧،٢٠١٠ من أجل التعرف على النمو العشوائي للوحدات السكنية في هذه المناطق وذلك باستخدام برنامج نظم المعلومات الجغرافية (GIS) إذ تم حساب المساحات المشغولة للسكن للفترات أعلاه (لكل ثلاث سنوات) وتحديد نسبها اعتمادا على المساحة الكلية لكل منطقة. كما تم ايضا التعرف على التصاميم القطاعية لهذه المناطق والمعدة من قبل مديرية التخطيط العمراني في المحافظة لمعالجة حالة العشوائيات قدر الامكان، وفيما يلي خطوات البحث:

 الصورالمرقمة(٢-a) و(٢- b) و(٢- c ) في الملحق توضح النمو السكني العشوائي لمنطقة الهيابي الجزء الأول للسنوات ٢٠٠٣،٢٠٠٧،٢٠١٠ على التوالي (المصدر: الباحث).

 الصورالمرقمة (٣-a) و(٣-b) و(٣-c) في الملحق توضح النمو السكني العشوائي لمنطقة الهيابي الجزء الثاني للسنوات٢٠٠٣،٢٠٠٧،٢٠١٠ على التوالي (المصدر: الباحث) .

 الصور المرقمة(٤-a) و(٤-b) و(٤-c) في الملحق توضح النمو السكني العشوائي لمنطقة النقيب للسنوات ٢٠٠٣،٢٠٠٧،٢٠١٠ على التوالي (المصدر: الباحث).

 الصور المرقمة(٤-a) و(٤-b) و(٤-c) في الملحق توضح النمو السكني العشوائي لمنطقة الأمين للأعوام ٢٠٠٣،٢٠٠٧،٢٠١٠ على التوالي (المصدر: الباحث) 

 تم حساب المساحة الكلية والمشغولة والمتبقية والنسبة المئوية لكـل منطقـة لعـام ٢٠١٠، ٢٠٠٧، ٢٠٠٤ ونسبها المئوية على التوالي والجدول رقم (١) يوضح ذلك 

 تم إعداد الأشكال البيانية الموضحة في شكل (١) لتوضيح المساحات المشغولة لهذه المناطق وللأعوام ٢٠٠٧، ٢٠٠٤ ، ٢٠١٠ على التوالي. 

ثانيا - اشتمل البحث ايضا توزيع استمارات استبيان عدد ١٠٠ (٢٥استمارة لكل منطقـة سـكنية مـن منـاطق الدراسة) للتعرف على الأسباب التي دعت أصحاب الوحدات السكنية في اختيار هذه المناطق وللتعرف أيضا علـى مستوى الخدمات المقدمة لهذه المناطق(نموذج الاستمارة في الملحق). لقد كانت النسبة المئوية للاجابات هي:

 سبب اختيار هذا الموقع

 ضعف رقابة الدولة ٨٣%

 قربها من مركز المدينة ٣٧%

 ذات كلفة واطئة ٩٣%

 عدم توفر قطع سكنية رسمية ٢٤ %

 نوع الخدمات المتوفرة في المنطقة السكنية

 مدرسة:غير متوفرة

 مركز صحي: غير متوفرة

 روضة: غير متوفرة

 جامع وفق المعايير: غير متوفرة

 عرض الشوارع ضمن المعايير(١٢-١٠ متر) : غير متوفرة 

ثالثا :التعرف على التصاميم القطاعية (المخططات المرقمة (١،٢،٣،٤) في الملحق ) المعـدة مـن قبـل مديريـة التخطيط العمراني في المحافظة لهذه المناطق العشوائية من أجل تنظيمها بالحد الأدنـى (٨) ،حيـث نلاحـظ أن التصاميم القطاعية لهذه المناطق تفتقر إلى وجود (المدرسة،المركز الصحي ،الروضة،الجامع فـي وسـط المحلـة السكنية،عرض الشوارع يتراوح ٦ -٣ متر) .

الاستنتاجات والتوصيات

الاستنتاجات

 تختلف مساحات نمو المناطق العشوائية لمناطق الدراسة فيما بينها ولكل ثلاث سنوات متتالية كما موضح في الجدول رقم (٢)أدناه .

 جدول رقم (٢) أيضا يوضح مساحات النمو العشوائي لمناطق الدراسة ونسبها المئوية

 أكبر مساحة للنمو العشوائي لعامي ٢٠٠٤،٢٠٠٧ كان في منطقة الهيابي ١ ثم تلاها النقيب.

 بينما كان اكبر مساحة للنمو العشوائي لعام ٢٠١٠ كان في منطقة الهيابي ٢ ثم تلاها الهيابي١،إذ يعتقد الباحث السبب هو لنفاذ معظم المساحة في منطقة الهيابي ١ مما أضطر السكان بشراء القطع السكنية في المنطقة المجاورة لها وهي الهيابي ٢. 

 ضعف رقابة الجهات الحكومية في متابعة وإيقاف هذا الغزو السكني ,

 التصاميم القطاعية الرسمية المعدة لهذه المناطق تفتقر الى المعايير الأساسية الخاصة بالمجاورات السكنية والتي تتضمن(عرض الشوارع الفرعية، الجامع،الروضة، المدرسة، سوق محلي)،إذ يتباين فيها عرض الشوارع وأن أقصى عرض فيها هو ٦ متر، وأنها تفتقر إلى خدمات الجامع والروضة والمدرسة.

 أن جميع المباني في هذه المناطق لم تحصل على تراخيص رسمية بالبناء وأنها تفتقر لضوابط البناء .

 تفتقر هذه المناطق إلى الشبكات النظامية من خدمات البنى التحتية .

التوصيات

 التأكيد على تفعيل دور الجهات الحكومية الرقابية للحد من (أو منع) تكرار مثل هذه الظاهرة مستقبلا في مناطق أخرى.

 طالما أصبحت هذه المناطق العشوائية تشغل مساحات واسعة ومشغولة من قبل السكان لذا من الضروري تأهيلها من حيث توفير شبكات الخدمات الأساسية فيها (شبكات الماء والمجاري،الكهرباء) على أقل تقدير .

 تبليط الشوارع الداخلية لها إذ تتميز حاليا بوعورتها لعدم إجراء أي أعمال تسوية لها .

 إيقاف أي أعمال بنائية جديدة في هذه المناطق وذلك للحفاظ على الحد الأدنى من سلامتها البيئية.

المصادر:

أبو الهيجاء ،أحمد حسين ، ٢٠٠١، نحو استراتيجية شمولية لمواجهة السكن العشوائي ، مجلة الجامعـة الاسـلامية ، المجلد التاسع،- العدد الاول، الاردن، ص٩. 

Ali, Dr Esam Al-Din, Mohamed ، 2002،Jouranl of Engineering Sciences,Assiut University,Vol 30,No 4, ,October, PP.1073 .

الفياض، محمد عبد الكاظم، 2001، "أثر الخصائص التصميمية للمحلة السكنية على التفاعل الاجتمـاعي "،رسـالة ماجستير، قسم الهندسة المعمارية، الجامعة التكنولوجية، ص٥٢.

الملا حويش، لؤي طه، ١٩٨٦،"دراسة العلاقات المكانية وخصائصها الاجتماعية والاقتصادية والحضارية منطقـة الدراسة حي دراغ"، رسالة ماجستير، مقدمة إلى مركز التخطيط الحضري والإقليمي، حزيران ص١٩.

دراسة مشروع لائحة تطوير المناطق العشوائية بمنطقة مكة المكرمة،جمادي الأول،١٤٢٩هـ ،٢٠٠٨.

ألياس الدايري ، ٢٠٠٧، مناطق السكن العشوائي في سورية وربطها مع خصائص الأسر والـسكان ، المؤسـسة العامة للإسكان،لشؤون التخطيط والدراسات الإسكانية، دمشق.

أبو الهيجاء ،احمد حسين، مصدر سابق. الشركة العالمية للابحاث الفنية ، ٢٠٠٨، تحديث التصميم الأساسي لمدينة كربلاء ، تقرير المرحلة الأولى ،( المـسح الميداني). 

الشركة العالمية للابحاث الفنية ، ٢٠٠٩، تحديث التصميم الأساسي لمدينة كربلاء ، تقرير المرحلة الخامسة (مرحلـة إعداد التصميم النهائي) محافظة كربلاء، مديرية التخطيط العمراني،التصاميم القطاعية، ٢٠١٠.

مشروع التنمية الريفية المكانية لمحافظة كربلاء، تقرير المسح الميداني المرحلة الأولى،أب ٢٠٠٩،ص١٢. 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق