الصفحات

الثلاثاء، 28 يونيو 2016

النبات الطبيعي في قارة أمريكا الجنوبية والتوزيع الجغرافي للأقاليم النباتية ...


النبات الطبيعي في قارة أمريكا الجنوبية

والتوزيع الجغرافي للأقاليم النباتية

يعرف النبات الطبيعي : بأنه النبات الذي ينمو من تلقاء نفسه ويخضع بصورة مباشرة للظروف الطبيعية من دون تدخل الإنسان في أنبأته أو توزيعه . ونظرا ً لان القارة متنوعة في خصائصها المناخية ونوعية التربة فيها فقد تنوعالغطاء النباتي على وفق ذلك الى الأقاليم النباتية الآتية : -

أولاً : إقليم الغابات الاستوائية ( الغابات المدارية المطيرة ) :-

   يظهر هذا النطاق من الغابات في القارة ضمن خصائص المناخ المداري الرطب ، الذي يؤدي الى نمو غطاء نباتي كثيف يعرف فـي القارة محليا ً بأسم غابــات السلفاس وهي غابات استوائية حارة ذات أشجاركثيفه ودائمةالخضرة ، أشجارها طويلة متشابكة في طبقاتها العليا ، تنتشر في أراضيتها المستنقعات وتختفي الأشجار القصيرة ، وذلك لان النباتات تتسابق من اجل الوصول الى الشمس ، والذي يجعل من أرضية الغابة مظلمة ، ووفقا ً لذلك فان الغابة الاستوائية تعد من اكبر الغابات في العالم في حوض ألامزون ، وتضم هذه الغابات المدارية المطيرة أكثر من أربعة ألاف صنف من الأشجار ابتداءً من المطاط والكاكاو والموز والشاي والعاج والنخيل .

ثانيا ً : إقليم الغابات الموسمية :-

   يظهر هذا النوع من الغابات في المناطق المدارية الرطبة التي تتميز بوجود فصل جاف واضح لأنها تعتمد على موسم سقوط الأمطار وخاصة المناطق الشرقية من البرازيل والأجزاء الشرقية من بارجواي ، وتتميز تلك الأشجار التي تنمو فيها بأنها قصيرة واقل ارتفاعا ً من الغابات الاستوائية وذات جذوع خشنة ولحاء سميك مع كثرة التفرعات العليا للاشجار، إذ أنها تظهر من بعيد على شكل مظلات ، كما تتميز بوجود الحشائش القصيرة في أرض الغابة لوصول أشعة الشمس الى سطح الارض، وتقع بين دائرتي عرض ( 10 – 20 ) شمال وجنوب القارة ، وتتوزع جغرافيا ضمن المنطقة الشرقية من البرازيل والأجزاء الشرقية من بارجواي ، وكذلك شمال المنطقة الاستوائية في المنطقة الغربية المطلة على ساحل المحيط الهادئ .

ثالثا ً : إقليم الحشائش المدارية :-

   ويطلق على النبات الطبيعي السائد في هذا الإقليم أحيانا ً بحشائش السفانا (savana) وهي تسمية يعتمدها الهنود الحمر ، والتي تعني منطقة الحشائش الغير مغطاة بالغابات ، تنمو هذه الحشائش في المناطق التي تتميز بوجود مناخ مداري جاف او مداري رطب يتميز بالتذبذب في الأمطار والرطوبة ودرجة الحرارة ، وتنتشر السفانا في القارة في مناطق واسعة من هضبة البرازيل ، حوض نهر الاورونيكو وكذلك في منطقة المنابع الجنوبية الغربية لنهر الامزون .

وتقسم هذه الحشائش الى نوعين : - الاولى حشائش مدارية في الشمال الغربي في نهر الاورونيكو ، تسمى حشائش اللانوس والثانية تقع في الجنوب والجنوب الشرقي من البرازيل وتسمى بحشائش الكامبوس التي تشغل معظم حوض الامزون .

رابعا ً : إقليم نباتات البحر المتوسط :-

 يظهر هذا الإقليم النباتي بين دائرتي عرض ( 30 ْ – 37 ْ جنوباً) ، تتميز الأشجار هنا بأنها دائمية الخضرة تبعا ً لخصائص مناخ البحر المتوسط الذي يتميز بالأمطار الشتوية التي تتراوح بين (380 – 1000ملم ) وتكون النباتات متباعدة مما يفسح المجال لنمو نباتات قصيرة ، وان أهم نباتات البحر المتوسط هنا : - البلوط ، الأرز وأشجار الكوياجلا وانكوبلاجا وتتميز الأشجار بأوراق عريضة كما أنها دائمة الخضرة .

خامساً  : إقليم حشائش الاستبس والحشائش الصحراوية :-

  ويتضمن هذا الإقليم المناطق الواقعة في هضبة باتوجونيا وشمال غرب الارجنتين ، اذ يسود المناخ شبه الجاف الذي تنمو فيه حشائش الاستبس الجافة المعروفة باسم نبات ( مونت Mont ) ، وهي من النوع الذي تكون فيها النباتات على شكل حشائش قصيرة منفردة ، اما بالنسبة للنباتات الصحراوية فتتركز في المناطق الأكثر جفافا ً خاصة في كل من جنوب بيرو ، وشمال شيلي( صحراء أتكاما) في ظل خصائص المناخ الجاف ، وتظهر في الإقليم أشجار قصيرة تتكيف مع مدة الجفاف الطويلة التي تنعدم فيها الأمطار او تنقطع كليا لمدة تصل الى ( 10 او 20 سنة ) ، ولذلك فقد تكيفت هذه النباتات لهذه الظروف من خلال تحوير أوراقها وسيقانها وجذورها مع ما يسود من ارتفاع لمعدلات الحرارة المسجلة وقلة وتذبذب كمية الأمطار الساقطة .

خصائص التربة في القارة وتوزيعها ألجغرافي

  تعرف التربة بانها ( الطبقة الهشة العليا التي تعلو سطح الأرض والتي تصلح لنمو الحياة النباتية وبالاتي للإنتاج الزراعي والحيواني ، كما تعرف التربة ايضا ً بانها تكون طبيعي تطور تحت عمليات فيزيائية ( ميكانيكية ) تفاعلات كيميائية وحياتية بين الغلاف الصخري Lithosphere والغلاف الغازي Atmosph والمجال الحياتي ( النباتي والحيواني ) والتي تصلح لنمو الحياة النباتية .

  ونظرا ً لان القارة تمتد في عروض مدارية متنوعة في خصائص المناخ والسطح فهي تتميز بالاتي :

- تتنوع خصائص التربة بسبب تنوع المناخ والنبات الطبيعي .

- تغلب عليها مجموعة ترب البيدو الفير PedAlfer أي الترب الحمراء بسبب ظروف المناخ المداري الرطب والغابات المدارية الكثيفة.

- تظهر فيها خصائص تربة البيدوكال Pedocall أي التربة الكلسية في مساحات صغيرة بسبب صغر مساحة المناخ الجاف وشبه الجاف .

وفي ضوء هذه الخصائص الثلاث أعلاه فان أهم الترب هي :

أولاً : مجموعة ترب البيدوالفيرا Ped Alfer:- وهي من أهم أنواع الترب السائدة في القارة وتشغل مساحة واسعة في كل من البرازيل ، كولومبيا ، وفنزويلا ومجموعة جزر الهند الغربية .

  ونظراً لوجود الخصائص المدارية الرطبة ذات الأمطار الغزيرة والرطوبة المرتفعة وغطاء نباتي كثيف من الأشجار فان عملية التحلل تكون سريعة ، ولكن المواد العضوية تزال من الطبقة السطحية بسرعة ، لذلك فان هذه التربة تتميز بفقرها بمادة اللويس ، كما تتميز لونها الى الاحمرار لكثرة اكاسيد الحديد والألمنيوم والمنغنيز وهي مواد غير قابلة للذوبان ، فضلا عن قلة حموضتها وخصوبتها ، لذا تعد من الترب غير الصالحة للزراعة مما يدفع بالمزارعين الى زراعة الأرض لمدة سنة والانتقال عنها ، فتظهر فيها حرفة الزراعة المتنقلة لذلك تزرع بالمحاصيل الشجرية التي لا تتطلب الخصوبة الكبيرة كما في أشجار الكاكو ونخيل الزيت والموز .

ثانياً : تربة البراري : وتعد من الترب التي تطورت تحت نطاق حشائش البراري ، وتعد تربة انتقالية بين الترب المدارية وتربة الجيرنوزم ، تتوزع جغرافيا في جنوب البرازيل وشمال شرق الأرجنتين ومعظم أراضي بارجواي ، تحتوي هذه التربة على كاربونات الكالسيوم والأملاح الذائبة وكذلك على مادة ( مادة الدبال ) التي هي نتاج وجود الحشائش الطويلة التي تحلل ببطء وهذا التحليل البطيء يعطي الترب اللون الرمادي ( بني قاتم ) ومن خصائصها أيضا ً عمقها وخصوبتها وقدرتها الإنتاجية العالية .

ثالثاً : مجموعة ترب البيدوكال Pedo call : نشأ ت هذه الترب وتطورت ضمن نطاق المناطق الجافة والشبه الجافة وتتميز بصغر مساحتها التي تشغلها لصغر مساحة الأراضي ذات الخصائص المناخية الجافة وشبه الجافة في القارة وتقسم على أنواع :

تربة الجيرنوزم : Chernozem وتعني هذه المفردة باللغة الروسية التربة السوداء و يطلق عليها الامريكيون الارض السوداء Black Earth ، وفي أمريكا الجنوبية يظهر هذا النطاق الذي يتصف باللون الاسود ولكنه يختلف عن تربة الجيرنوزم الحقيقية في الخصائص الكيمياوية والطبيعية لأنها تطورات تحت ظروف أقل جفافا ً ، ولكنها تعد من الترب الخصبة في القارة وتظهر في إقليم البمباس في الارجنتين الذي يعد من اكبر المناطق لزراعة وانتاج القمح في القارة ، وهي تربة تميل الى القاعدية أكثر منها الى الحامضية ، وبذلك فهي تعد من أجود أنواع الترب في العالم لملاءمتها زراعة وانتاج القمح والقطن والمحاصيل الحقلية الأخرى ، وتزرع لمدة طويلة تصل الى أكثر من نصف قرن دون أن تفقد خصوبتها .

وتتميز تربة الجيرنزوم في القارة بالاتي :-

1. تركيبها الجيد نتيجة لارتفاع نسبة الجير والكالسيوم .

2. عمقها الكبير .

جـ . تصريفها الجيد .

د . كثرة مادة الدبال ( الهيومس Humus )

التربة البنية الكستنائية : تعد التربة الكستنائية بأنها من الترب التي تطورت تحت ظروف الأمطار القليلة في المناطق الأكثر جفافا ً من مناطق الحشائش القصيرة ، فهي تجمع بصفاتها الطبيعية والكيمياوية وخصائص الترب الواقعة على جانبيها ، لذلك توجد الى غرب وجنوب ترب الجيرنوزم ، وتتميز بأنها ذات لون بني محمر قاتم وغنية بالمواد الغذائية والنباتية ونسبة معينة من الخصوبة ، وتزرع عند استعمال الري في ضمن المناطق التي تمارس فيها الزراعة الجافة .

التربة الصحراوية : تطورت هذه التربة في ضمن المناطق ذات الخصائص المناخية الجافة ، وتتوزع جغرافيا في شمال غرب المكسيك وسواحل شمال شيلي وبيرو حتى خليج جواياكيل والمنطقة الجافة في شمال شرق البرازيل وشمال غرب الأرجنتين وهضبة بتاجونيا إذ تسود ظروف مناخية جافة وشبه جافة .

وتتميز هذه الترب بالآتي :

أ . أنها تربة رقيقة غير سميكة .

ب . قلة نسبة الدبال بسبب قلة الأمطار الساقطة وغطائها النباتي .

جـ . قلة المواد العضوية واحتوائها على كمية كبيرة من المواد الجيرية التي تشكل قشرة سطحية ملحية .

أما الترب المنقولة في القارة فهي :

أولاً : التربة الطموية او الغرينية : وتتركز هذه الترب في ضمن السواحل الفيضية والدلتاوية لانها ر والبارجواي الاورجواي ولابلاتا، وتتميز بانها ذات نسيج ناعم من الرمل والغرين والتي نقلت عن طريق المياه الجارية وإعادةإرسابها لذا فإنها تعد من الترب الحديثة التكوين .

ثانياً : التربة الجبلية : تظهر خصائص هذه الترب في نطاق جبال الانديز وامتداداتها الجغرافية ، وتتميز بأنها نسيج خشن ترتكز على الصخور ، كما انها تتميز بنفاذية كبيرة والذي يجعلها بقلة احتفاضها بالمياه ، لذلك تعد التربة فقيرة لقلة مادة الدبال وقلة تطورها ، وهي تختلف في خصائصها تبعا ً لارتفاع الجبال وتنوع المناخ والنبات الطبيعي ، على وفق ذلك فهي تتباين عموديا ً وافقياً  .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق