الصفحات

الأربعاء، 13 يوليو 2016

تسيير مرض القصور الكلوي المزمن وأثره على العلاقات الاجتماعية للمصابين: دراسة سوسيولوجية بقسم مرضي القصور الكلوي المزمن المعالجين بالة الدياليز بمستشفى بني مسوس الجامعي الجزائر


تسيير مرض القصور الكلوي المزمن 

و أثره على العلاقات الاجتماعية للمصابين 

دراسة سوسيولوجية بقسم مرضي القصور الكلوي المزمن 

المعالجين بالة الدياليز بمستشفى بني مسوس الجامعي الجزائر


رسالة لنيل شهادة الماجستير في علم الاجتماع

قسم علم الاجتماع - كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية

جامعة الجزائر

أعداد الطالبة : باشا نوال

إشراف الأستاذة : كلودين شولي

السنة الجامعية 2008 - 2009 م

  يمثل مرض القصور الكلوي المزمن عن الحالة المرضية التي تؤول اليها الجسم بعد قصور الكلى عن أداء و ظائفها المعتادة و هذا القصور يجعل المريض يتخلى عن وظائفه الاجتماعية و أدواره و كذا العلاقات الاجتماعية نظرا الارتباط الفرد بمواعيد التصفية الدائمة يمثل المرض في معناه الاجتماعي عن العجز و الخوف من الموت الاجتماعي يدخل في تسيير مرض االقصور الكلوي مزمن عدة فاعلين اجتماعن مريض .ممرض و ينتج عن ألة التصفية بالدياليز أمراض عديدة التهاب الكبد الفيروس لهشاشة العضام مما يبرز أهمية زرع الكلى .

مقدمة

  لقد ظهر الاهتمام بالصحة والمرض منذ ظهور الإنسان، حيث كان هذا الأخير يلجأ للسحر والشعوذة للتحكم في الظواهر المرضية التي تصيبه، ويتطور العلم والمعرفة الحسية ابتعد الفرد نوعا ما عن هذه الممارسات والاعتقادات، واعتمد على التفكير العلمي التجريبي للتحكم في الظواهر المرضية.

  ظهرت الأمراض المزمنة بعد الحرب العالمية الثانية نظرا للتطور التكنولوجي الذي شهده العالم بصفة عامة، مما أدى إلى اهتمام الطب بهذا النوع من الأمراض التي تهدد حياة الكائن البشري عن طريق البحث عن مسبباتها للوصول إلى علاجها. بمثل مرض القصور الكلوي المزمن جزءا من الأمراض المزمنة التي حاول الفرد التحكم فيها عن طريق تطوير طرق علاجها بدءا بالتصفية الصفاقية وصولا إلى الارتباط بآلة التحال الدموي، ليصل اليوم إلى عمليات ناجحة لزرع الكلي التي أصبحت تتعدى لتبرعات الأفراد الأحياء لتصل إلى أعضاء الموتى عن طريق الاحتفاظ هذه الأعضاء في بنوك خاصة. 

  من هنا فقد حاولنا في هذا الإطار وضع اقتراب سوسيولوجي لدراسة مرض القصور الكلوي المزمن خاص بالمجتمع الجزائري نظرا لافتقار الحقل السوسيولوجي لمثل هذه الدراسات، انطلاقا من فكرة أساسية مفادها أن المرض ظاهرة اجتماعية تتعدى الطوح البيولوجي، فإصابة الفرد بمرض مزمن مثل القصور الكلوي النهائي، يؤثر على إنتاج الاجتماعي وأدواره الاجتماعية ، لذلك أردنا معرفة الدلالة السوسيولوجية التي يحملها هذا المرض، والكشف عن الأسباب المؤدية إلى الإصابة به حسب اعتقادات المصابين، وأردنا كشف ووصف طريقة عمل تسيير التي يفرضها المرض بدءا من ظهور أعراضه ووصولا لعملية العلاج والارتباط بآلة التحال الدموي ومختلف الآثار الصحية والاجتماعية، -على مستوى النشاط والعلاقات- التي يفرضها المرض والعلاج بآلة التحال الدموي، مما يبرز أهمية زرع كلية كطريقة علاج تعيد للفرد صحته الفيزيولوجية وإعادة إدماجه في المجتمع، هذا إن يتسنى له الحصول على تبرع من طرف الأهل في ظل غياب زراعة أعضاء انطلاقا من الموتى، ومن أجل ذلك قمنا بتقسيم الدراسة إلى ستة فصول وفق بابين أساسيين: 

الباب الأول: والذي احتوى على الإطار النظري للدراسة، حيث قسمناه إلى ثلاثة فصول: 

  الفصل الأول الذي تناولنا فيه البناء المنهجي للدراسة، وقمنا بتقسيم كل فصل إلى مباحث ، والمباحث إلى مطالب، حيث تناولنا في المبحث الأول للفصل إلى وضع الجانب الإشكالي للدراسة، وفي المبحث الثاني تناولنا المنهجية المتبعة والتقنيات المستعملة، وفي المبحـث الثالث تناولنا فيه الدراسات السابقة. 

  أما الفصل الثاني فقد وضعنا فيه الاقتراب السوسيولوجي للصحة والمرض، حيث قسمناه إلى ثلاثة مباحث أساسية تناولنا في المبحث الأول علم الاجتمـاع الطبـي، وفـي المبحث الثاني تناولنا التعريف بالقصور الكلوي المزمن، وفي المبحث الثالـث وضـعنا النظريات الاجتماعية التي تناولت المرض بالدراسة. 

   أما الفصل الثالث فقد تناولنا فيه الاقتراب السوسيولوجي للاستشفاء ، حيث قسمنا الفصل إلى ثلاثة مباحث رئيسية ، يمثل المبحـث الأول تعريـف الاستـشفاء ومختلـف الفاعلين في العملية العلاجية، أما المبحث الثاني فقد تناولنا فيه تطور النظـام الـصحي، وتاريخ الكفل بمرضى القصور الكلوي المـزمن وأخيـرا تناولنـا الأسـرة الجزائريـة والمرض، وقد قسمت المباحث إلى مطالب.

أما الباب الثاني: الذي يتناول الجاني الميداني للدراسة، حيث قسمناه إلى ثلاثـة فـصول حــسب فرضــيات الدراســة، والتــي خصــصنا لكــل فرضــية فــصل.

  فالفصل الرابع تناولنا فيك التمثل الاجتماعي لمرض القصور الكلوي المزمن وقسمناه إلى ثلاثة مباحث أساسية، ففي المبحث الأول تناولنا الدلالة السوسيولوجية لمـرض القـصور الكلوي المزمن وخصصنا المبحث الثاني لدراسة التفسيرات السببية للمـرض ، وأخيـرا وضحنا في المبحث الثالث نموذج السلوك المتبع عند ظهور أعراض المرض . 

  وفي الفصل الخامس والذي يمثل الفرضية الثاني، وقمنا بدراسة عمـل تـسيير مـرض القصور الكلوي المزمن حيث قسمناه إلى ثلاثة مباحث أساسية، ففي المبحث الأول تناولنا مرحلة ما قبل التشخيص، وفي المبحث الثاني تناولنا تسيير العلاج، وأخيرا وفي المبحـث الثالث، وضعنا أثر وضعية الاستشفاء في دخول المريض في علاقات وأدوار اجتماعيـة جديدة. 

  وفي الفصل السادس والخاص بالفرضية الثالثة والذي تناولنا فيه الآثار الصحية للمرض ووضعية الاستشفاء على صحة المريض وعلاقاته الأسرية وأهمية زرع كليـة: حيـث قسمناه إلى ثلاثة مباحث أساسية تناولنا في المبحث الأول الأمراض الناتجة عن العـلاج ووضعية الاستشفاء، وفي المبحث الثاني تناولنا أثر المرض على نشاط الفرد والعلاقـات الأسرية وأخيرا، وفي المبحث الثالث قمنا بتحديد العوامل السوسيولوجية المتسببة في تأخر زراعة كلية عند مرضى القصور الكلوي المزمن، وتشير أن كل فصل دراسـة يحتـوي على تمهيد وخاتمة، وكل فصل ينقسم إلى مباحث، وكل مبحث إلى مطالب، لتتبع الدراسة باسستنتاج عام فخاتمة.

المبحث الأول: الخطوات المنهجية للدراسة. 

المطلب الأول: أسباب اختيار الموضوع وأهداف الدراسة:

   إن اقترابنا لموضوع تسيير مرض القصور الكلوي المزمن لم يكن من باب الصدفة وإنما لأسباب تتمثل في محاولة منا فهم هذا المرض واكتساب ثقافة صحية معرفية حوله كدافع شخصي حول حب المعرفة، إضافة إلى كوني أعمل بالقطاع فقد جذبني هذا الموضوع لمعرفة المعاناة اليومية التي يعيشها المرضى المرتبطين بآلة التصفية منها ما يتعلق بجانب تسيير المرض داخل المستشفى واثر وضعية الاستشفاء على العلاقات الاجتماعية للمصاب وكذلك النتائج السلبية الجسدية التي تخلفها آلة التصفية « Générateur » للمرضى والتي سنذكرها بالتفصيل في الفرضية الخاصة بآثار المرض والاستشفاء.

  من جهة أخرى أردنا معرفة التصور الاجتماعي الذي يحمله الأفراد حول المرض بصفة عامة والقصور الكلوي المزمن بصفة خاصة، هذا التصور الذي يعكس الثقافة الاجتماعية التي يحملها الأفراد حول الصحة والمرض، والسبب الرئيسي في ارتفاع نسبة الإصابة نظرا لتركيز النظام الصحي في المجتمع الجزائري على الحلول العلاجية، كشراء آلات التصفية وفتح مراكز العلاج أكثر من تركيزه على نشر وتوعية الأفراد حول مواضيع الصحة والمرض التي نلاحظ غيابها عبر مختلف مؤسسات التنشئة الاجتماعية ويبقى المستشفى المكان الوحيد الذي لا يستطيع لوحده أن يؤدي هذا الدور نظرا للضغط الذي يمارس على الممرضين والأطباء من ارتفاع نسبة المرضى، وسنتناول بالشرح والتحليل في الفرضية الأولى الخاصة بالتمثيل الاجتماعي لمرض القصور الكلوي المزمن.

   كما أردنا إثراء البحوث الاجتماعية بالمواضيع الخاصة بالصحة والمرض نظرا لافتقار البحث السوسيولوجي في المجتمع الجزائري يمثل هذه الدراسات. 

المطلب الثاني: الإشكالية والفرضيات وتحديد المفاهيم: 

أ. الإشكالية:

   لقد ظهرت مشاكل الصحة والمرض بظهور الإنسان حيث كان هذا الأخير يستعمل طرق فكرية ووسائل علاجية بسيطة لعلاج الأمراض تتلاءم ووضعية الحياة الاجتماعية التي كان يعيشها، وبتطور التفكير العلمي المبني على القواعد التجريبية والحسية ابتعد الفرد عن الطرق الميتافيزيقية في تفسيره للظواهر الصحية والمرضية التي كانت تهدده من جهة، ومن جهة أخرى تعقدت الحياة الصحية للفرد مما أدى إلى ظهور الأمراض باختلاف تصنيفها، أمراض معدية، أمراض حادة، وأمراض مزمنة ... 

  لقد ظهرت الأمراض المزمنة ومن بينها مرض السكري وضغط الدم والسرطان والقصور الكلوي المزمن بعد الحرب العالمية الثانية، نتيجة التطور الصناعي الهائل الذي شهده العالم، مما أدى إلى تدهور صحة الأفراد ونتج عنه الأمراض السالفة الذكر.

   يمثل القصور الكلوي المزمن شكلا من أشكال الأمراض المزمنة التي كانت وما زالت تهدد حياة الكائن البشري لتصل درجة خطورتها إلى الموت خاصة إذا تهاون الفرد المصاب في طلب المساعدة الطبية، علما أن هذا المرض قد يصيب مختلف الفئات الاجتماعية باختلاف جنسهم وأعمارهم، ومستواهم الثقافي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي، مما أدى بالباحثين إلى إيجاد وسائل علاجية وإن لم تقضي على هذا المرض نهائيا فهي تخفف عن المصابين وتسمح للفرد بالبقاء حيا ولو لمدة زمنية معينة. 

   ومن بين العلماء الذين استخدموا أولى عمليات التصفية لعلاج القصور الكلوي نجد الباحثان الأمريكيان "كوف" و"براك"، حيث قام هذان العالمان باستصفاء الدم سنة 1942 على الفرد الهولندي، كما استخدمه العالم السويدي "ألفال" عام 1947 كعملية أساسية لإنقاذ حياة المرضى المصابين بالفشل الكلوي الحاد أو ما كان يعرف آنذاك بالبولة الدموية، ولم تعهد هذه العملية إلى علاج الفشل الكلوي المزمن إلا مع بداية الستينات، بحيث سمحتا كل من الكلية الصناعية والتصفية الدموية الحشوية la dialyse péritonéal بإبعاد الخطر القاتل الذي تسببه البولة الدموية الحادة والتي تزامنت بإلغاء العمل الفجائي للكلية في حين ، أنها سليمة وهذا ما حدث عند 75 % إلى 80 % من حالات القصور الكلوي الحاد ،ثم 1

1. Gabriel Richel, Néphrologie, paris, 1988, P 11

قام العالم الأمريكي "سكريتر 1960 "Skriter العلاج بالكلية الصناعية وأدخل عليها تعديلات حيث اكتشف أنبوبة يتم تركيبها بين الشريان والوريد الموجود على مستوى الساعد أين يمكن استعمالهما لوصلهما بجهاز الكلية الصناعية لمئات المرات، وبعد هذا ابتكر الجراح الأمريكي "سمينو" عملية جراحية يوصل بها الشريان بالوريد المجودين على مستوى الساعد، بحيث تتضخم أوردة الساعد بعد ثلاثة أسابيع مما يسمح اختراق الإبرة التي تنقل الدم من جهاز الكلية الصناعية، وبالتالي يسهل الوصول إلى الوصلة الشريانية الوريدية لآلاف المرات ومن هنا يمكن استخدام الدياليز لعلاج الفشل الكلوي المزمن وإلى جانب استخدام آلات التصفية برع الجراحون في عمليات زرع الأعضاء باختلاف أصنافها مما سمح بإنشاء بنك للأعضاء حتى يتوفر للمصابين بالقصور الكلوي المزمن التخلي عن الدياليز والحصول على كلية شخص متوفي، إن لم يكن له نصيب في التبرع العائلي، هذا في العالم. 1

   ما في المجتمع الجزائري لقد ظهر مرض القصور الكلوي المزمن إلى جانب الأمراض المعدية والحادة، حيث كان عدد المصابين بالمدن في نهاية السبعينات يمثل 20 مصاب بهذا المرض ويمثل عدد مراكز التصفية 2 مركز متواجدان في كل من ولاية الجزائر وقسنطينة، ليصل اليوم إلى أكثر من 13 ألف مصاب يتعالجون بمختلف طرق التصفية . 2

  إن مرض القصور الكلوي المزمن من الأمراض التي تصيب جسم الإنسان كالسكري والسرطان وضغط الدم، حيث تصبح الكليتان عاجزتان عن أداء وظيفتهما المتمثلة في تصفية الدم داخل جسم الإنسان من الفضلات السامة، يتميز هذا المرض عن باقي الأمراض بطبيعة علاجه التي تتمثل في التصفية خارج الجسم مما يجعل الأفراد المصابين مرتبطين بمواعيد التصفية الثابتة والتي قد يدوم مدى الحياة إن لم يتسنى للفرد المصاب الحصول على عملية زرع كلى، إن آلة التحال الدموي التي يتم بها علاج أكثر نسبة من المرضى لها آثار على حياة المصابين سواء النفسية والجسدية والاجتماعية والمهنية، وفي ظل تباطؤ عملية زرع الكلى في المجتمع الجزائري. 

1. M. le grain. Abrége de Néphrologie , Musson : 1977, P 09. 

2.Taher Rayane : journée nationale du don d’organes transplantation rénale : aspects juridiques et religieux hôpital Beni Messous : Amphithéâtre Regini, 16 juin 2008, 9h -13h.

   علما أنها لا تتعدى التبرع العائلي يبقى المصابين وهذه الآلة طيلة حياتهم من هنا نتساءل. 

- ما هو التمثل الاجتماعي لمرض القصور الكلوي المزمن عند الفئة المعالجة بآلة التحال الدموي؟ 

- ما هو التفسير السببي للإصابة بهذا المرض عند هذه الفئة الاجتماعية؟ - ما هو نموذج السلوك المرافق لظهور أعراض المرض عند هذه الفئة ؟ 

- كيف يظهر عمل تسيير مرض القصور الكلوي المزمن داخل المستشفى؟ 

- ما هي الآثار الاجتماعية والاقتصادية والجسدية الناتجة عن المرض وعن وضعية الاستشفاء؟ وما هي الأسباب التي جعلت من عمليات زرع الكلى متباطئة؟ في المجتمع الجزائري حسب هذه الفئة؟ 

ب. الفرضيات: 

1) يظهر التمثل الاجتماعي لمرض القصور الكلوي المزمن من خلال: 

أ) التصور الاجتماعي للمرض. 

ب) التفسير السببي للمرض. 

ج) السلوك المرافق لظهور أعراض المرض. 

2) يفرض المرض عمل تسيير يظهر عبر مراحل أساسية مرتبطة بخصوصية كل مرض مزمن وهنا – القصور الكلوي- . 

3) يخلق هذا المرض ووضعية الاستشفاء -طريقة العلاج- التصفية بالآلة- آثار جسدية واجتماعية عميقة، مما يبرز أهمية زرع كلى التي لا تتعدى التبرع العائلي. 

الاستنتــاج العـام:

  تعد الدراسة والتحليل الخاصة بموضوع تسيير مرض القصور الكلـوي المـزمن توصلنا إلى ما يلي: الصورة الاجتماعية: غياب معرفة أو دلالة اجتماعية بهذا المرض، أو أدنى فكرة عنه عند معظم حالات الدراسة وذلك باختلاف فترات إصابتهم بدءا من نهاية الـسبعينات إلـى غايـة الألفيـة، معتمدين في ذلك على النقص الموجود في تسيير النظام الصحي نحو التركيز على العلاج أكثر من التركيز على الوعي السوسيوثقافي لهذه الأعراض بصفة عامة والقصور الكلوي المزمن بصفة خاصة عبر مختلف مؤسسات التنشئة الاجتماعية. هذا من جهة ومن جهة أخرى توصلنا إلى أن أمراض القصور الكلـوي المـزمن يحمل دلالتين عند الفئة المصابة بعد عملية الاستشفاء

المعنى الأول: القصور الكلوي المزمن ــــــــــ الخوف ـــــــــ الخطر ـــــــــــ الموت 

  وقد بنا الأفراد هذا التصور من خلال التجربة الاجتماعية التي يعيشها الأفراد داخل غرفة الدياليز والناتجة عن تكرار نفس مشاهد الموت لأغلب المعالجين بهذه الطريقة، أما المعنى الثاني الذي يحمله المرض. 

المعنى الثاني: إعاقة ــــــــ عجز ـــــــــــ ارتباط بآلة التحال الدموي

    إذ أن المصابين بهذا المرض، والخاضعين لعملية التصفية بآلة التحـال الـدموي، وارتباطهم بمواعيد التصفية بمثابة عجز وإعاقة للأفراد لأدائهـم لوظـائفهم الاجتماعيـة المعتادة، وبل التخلي عنها نظرا للتعب الذي تحدثه هذه الآلة، وهذا التخلي عن الوظـائف يمتد إلى مختلف أشكال الحياة الاجتماعية (العمل، الدراسة...). من خلال هذه المعاني الاجتماعية للمرض، أردنا معرفة التفسير السببي للإصـابة به كمستوى ثاني للتمثيل الاجتماعي للمرض، وتوصلنا إلى النقاط التالية: 

  العامل السوسيوثقافي كسبب أساسي لحدوث المرض: حيث أرجعت حالات الدراسة أن إصابتها بمرض القصور الكلوي المزمن، يعـود إلى العوامل السوسيوثقافية المرتبطة بالاعتقادات الـشعبية الدينيـة الخاصـة بـالمجتمع لجزائري، والمتمثلة في (الإصابة بالعين الشريرة، العقاب الإلهـي، القـضاء القـدر...) الضغوطات النفسية الاجتماعية كعامل أساسي ثاني لحدوث المرض. 

   وهذه الضغوطات النفسية الاجتماعية ناتجة عن المـشاكل الاجتماعيـة الخاصـة بالأسرة الجزائرية، والمتمثلة في توتر العلاقات الاجتماعية، أزمة السكن، الحالة ألأمنيـة التي مر بها المجتمع الجزائري.

  وفي ختام هذه الفرضية قمنا بدراسة السلوك المرافق لهذه الفئة الاجتماعية جـراء ظهور أعراض المرض فتوصلنا إلى : 

  التعرف على أعراض المرض عند هذه الفئة والتي تمثلن في التغيرات الفيزيولوجية التي تؤثر على جسم الفرد، تعيقه عن قيامه بنشاطاته المعتادة، وبالتالي ينتقل الفرد من الحالـة الصحية إلى الحالة المرضية. 

  وبعد ذلك قمنا بدراسة نمط السلوك، الذي يتخذه الأفراد نحـو ظهـور المـرض، بمعنى آخر، هل الفرد في المجتمع الجزائري يتجه سلوكه نحو طلب الخدمة الطبية، فور إحساسه بالتغيرات الفيزيولوجية جراء المرض، أم أنه يترك ذلـك حتـى تتـأزم حالتـه الصحية، وما هو التفسير السوسيولوجي لكلتا الحالتين، فتوصلنا إلى ما يلي: إن الحالات التي اتجهت نحو السلوك الأول طلب الخدمـة الطبيـة فـور الإحـساس بعوارض المرض، هي حالات تكون لها وعي صحي، وعلاقة مباشرة مع الطب، أو هي حالات مصابة بمرض معين كمرض السكري، فطبيعة هذا المرض تجعل الفـرد مقيـد بمواعيد أخذ الدواء، التحاليل الطبية، الحمية، وبالتالي يكتسب الفرد وعي ثقافي للإصـابة بالأمراض، هذا عن الحالات التي تتجه إلى الإسراع لطلب الرعاية الطبية فور الإحساس بالتغيرات الفيزيولوجية للمرض.

   في حين تترك الحالات الأخرى أمر علاجها حتى تتأزم حالتهم الصحية والـسبب في ذلك يعود إلى : 

غياب تنشئة صحية عند هذه الحالات: 

   فالتنشئة الصحية او التربية الصحية هي ثقافة يكتسبها الفرد عبر مختلف مؤسسات التنشئة الاجتماعية والمتمثلة في التغذية الصحية، زيارة الطبيب وإقامة التحاليل الطبيـة، وتناول كلي للأدوية، وقد توصلنا إلى غياب هذه الممارسات عند حالات الدراسة، والأسوأ من ذلك هو امتداد هذه الذهنيات حتى عند الفئة المتمدرسة أو الجامعية. 

الوعي السوسيوثقافي في تفسير المرض: 

    حيث توصلنا إلى تفسير المرض، وحتى عند الفئة المتمدرسة إلى عوامل ومعتقدات دينية شعبية، متمثلة في العين الشريرة، عقاب .....، قضاء وقدر، مما يؤدي إلى الجهـل المستمر في البحث عن الأسباب العلمية للإصـابة، واسـتمرار فـي العـلاج الـشعبي للأمراض، وهذا النقص في الوعي يعود إلى غياب الفعالية للسياسة الصحية في المجتمـع الجزائري، التي تركز على البحث عن علاج الأمراض أكثر من اعتمادها علـى تحقيـق الوعي للأفراد، وذلك عبر مختلف مؤسسات نشر الوعي الصحي، بـدءا بالأسـرة إلـى المدرسة إلى المستشفى أو المستوصفات إلى البلديات والمساجد. 

   كما أن طبيعة البحوث أو الدراسات المقامة لنشر الـوعي عبـارة عـن بحـوث أكاديمية، موجهة لفئة اجتماعية معينة، نظرا لاقتصار الدراسات داخل المستشفيات، ممـا يؤدي إلى استمرار طرق تفكير تقليدية نحو ممارسات الصحة والمرض، سواءا في العلاج أو على مستوى التصور، إضافة إلى استمرار الجهل بطبيعة الأمراض، والأسوأ من ذلك امتداد هذه التصورات حتى عند الفئات المتمدرسة.

الصور الاجتماعية التي يحملها الأفراد حول المستشفى والعاملين به: 

  وكعامل أساسي للعزوف عن طلب الخدمة الطبية حتى لو امتلك الأفراد قليل مـن الوعي، فالصورة السلبية التي يحملها المستشفى في ذهنية الأفراد الناتجة عن الممارسات التي يتعرض إليها المرضى من قبل العاملين بقطاع الصحة، نـذكر منهـا: الاعتـداءات اللفظية، المحسوبية في العلاج، عدم القدرة على الاستفادة من الخدمات الطبية. وهذه التصرفات ناتجة عن الضغط الذي يتعرض إليه المستشفى يوميـا، والـذي يؤول إلى عدم القدرة على تغطية كل فرص العلاج للمرض. 

دور العامل الاقتصادي للأسرة الذي لا يسمح بدفع تكاليف العلاج: 

  حيث توصلنا إلى أثر دخل الأسرة المحدود أو المنعدم في طلب الخدمـة الطبيـة، نظرا لعدم تحمل ميزانية الأسرة من تغطية تكاليف العلاج، شراء الأدوية، إقامة التحاليـل إن انعدمت بالمستشفى، صور الأشعة، إضافة إلى عدم تعود أفراد الأسرة على تخصيص مبالغ مالية لاحتمال وقوع المرض. 

  كما توصلنا إلى أن مرض القصور الكلوي يفرض عمل تسيير يتدخل فيه عدة فاعلين اجتماعيين من مريض، أسرة، فريق شبه طبي، أطباء...إلخ، ويظهر عمل التـسيير مـن خلال المراحل التالية:

- مرحلة ما قبل التشخيص الطبي: والتي تعتبر مرحلة حاسمة يعيـشها المـريض كوضعية اجتماعية ضاغطة من خلال لجوءه إلى المشفى وإقامة الفحـص الطبـي والخضوع لعملية إجراء التحاليل والأشعة، وأثر هذه الحالة على نفسية ومختلـف الأحاسيس النفسية، الاجتماعية التي تفرزها هذه المرحلـة مـن مراحـل تـسيير المرض، كالشعور بالقلق والخوف، التوتر من نتائج الفحص الطبي. 

- مرحلة التشخيص الطبي: نفس الشيء في هذه المرحلة والتي يعيشها دائما الفـرد كظرف اجتماعي، وتبرز أهمية التشخيص الطبي من خلال قدرة الطبيـب علـى معرفة أصل المرض النفروني للمريض وطرق علاجه ، وهنا يلعب الطبيب دور المعالج النفسي وذلك من خلال تحضير المريض نفسيا لإخباره بأصل الإصابة من خلال اختيار اللغة التي يفهمها المريض، هذا من جهة، ومن جهة أخرى تـسهيل عملية العلاج. 

   ولقد اتخذ المرضى عدة مواقف تجاه التشخيص الطبي النهائي الذي يعتبر وضعية حدية situation limité للمريض بين حياته الماضية والمستقبلية من خلال دخوله العالم الاستشفائي، فتعددت المواقف لهذا التشخيص الذي يـشكل صـدمة نفـسية للمصابين إثر معرفة المرضى أصل إصابتهم والمتمثلة في إصابات نفرونية خلقية، أمراض نفرونية بسبب مرض عضوي وبعضها غير معروف، تعـددت مواقـف رفض المرض والمتمثلة بالبكاء والإغماء والشعور بالألم، السكون.

    وبعد مرحلة التشخيص الطبي وصدمته النفسية ينتقل إلى مرحلة أساسية ومهمة في تسيير المرض وهي: 

- سيرورة العلاج لمرضى القصور الكلوي المزمن: والمتمثلة في إجراء المرضـى لأول مرحلة في العلاج والتي تتحدد حسب نسبة البوتاسيوم والكرياتين فـي الـدم والمتمثلة في التصفية الصفاقية "La dialyse péritonéal" التي تسمح بتصفية الدم عن طريق الغلاف الحشوي، ولقد أفرزت هذه العمليـة عـدم النجـاح، فـي المجتمع الجزائري، نظرا للتعفنات التي يتعرض إليها المرضى ونظرا لفشل هـذه الطريقة في العلاج يلجأ الأطباء إلى الطريقة الثانية للتصفية والمتمثلة في الارتباط بآلة الدياليز "L’appareil de dialyse" ، حيث يقوم الطبيب بتحضير المرضى وأحد أعضاء أسرهم بهذه المرحلة من العلاج باعتبارها تمتد إلى منازلهم من خلال الأخذ بعين الاعتبار الحمية الغذائية والحرص على الحالـة النفـسية للمـريض، وتحضير كافة وسائل الراحة والدعم المعنوي له نظرا للحالة التي يؤول إليها جسم المصاب بعد التصفية من تعب وإرهاق والتي تؤدي به إلى التخلي عن الوظـائف المعتادة، ويصبح فرد متلقي للعلاج فقط، لتصل إلى توضيح طريقة تنظيم أو تسيير العلاج داخل قطاع المشفى، إذ يحرص على هذه العملية طقم شبه الطبي من خلال تقسيم المرضى إلى فوجين، الفوج "أ" والذي يقوم بالتصفية 3 ايام في الأسـبوع، أيام السبت، الإثنين، الأربعاء، وتقسيم المرضى الذي يبلـغ عـددهم 22 مريـضا حسب آلات التصفية إلى فوجين: 

• الفترة الصباحية: بدءا من الساعة 7.30سا- 11.30سا وتحتوي على إحدى عشر مريض. 

• الفترة المسائية: بدءا من 12.00سا- 16سا وتحتوي على إحـدى عـشر مريض وبين الفترتين يقوم الفريق شبه الطبي بتعقيم الآلات. ونفس الشيء بالنسبة للمجموعة "ب" والتي تحتوي على 22 مريضا تقوم بعمليـة التصفية أيام: الأحد، الثلاثاء، الخميس. 

   كما توصلنا في القسم الأخير لهذه الفرضية إلى تحديد أثـر وضـعية الإستـشفاء، والعلاج في دخول المريض في علاقات وأدوار اجتماعية جديدة، حيث تطرقنا إلى شعور المريض قبل عملية التصفية بالآلة، والذي يحدد بالوزن والثقل، نظرا لتراكم المواد السامة داخل الجسم وهذا طبيعي عند مرضى الكلى، ولكن يتخلص منه المريض بعد خـضوعه لعملية تصفية جيدة، وفي حدوث العكس –بمعنى تكون التصفية رديئة- فإن ذلك يؤثر سلبا على حالة الجسم ويعود المريض إلى بيته كما جاءـ وتوصلنا إلى تحديد الأسباب الكامنة وراء ذلك والتي تتمثل في قدم آلات التصفية وغياب المختصين في إصلاح هـذه الآلات ونقص التقنيين لإصلاحها أي استيراد تكنولوجيا دون استيراد لوازمها، مما يؤدي إلى هذه النتيجة السلبية في التصفية.

   كما تناولنا مختلف العلاقات الاجتماعية التي ينتجها المستشفى كعامل أساسي تخلقها وضعية المرض للمصابين الذي يعتبر وسيلة أساسية لتحقيـق الـذات وإثبـات الوجـود الاجتماعي وتمثلت هذه العلاقات:

  علاقة مريض- طبيب، مريض- ممرض، مريض- مـريض، إضافة إلى مختلف الأدوار الاجتماعية التي يدخلها المصابين مثل: دور المرشد الاجتمـاعي، المرفـه الاجتمـاعي، المراقب لعملية سير العلاج. 

   كما توصلنا إلى إعطاء صورة دقيقة عن الآثار المصاحبة لمرض القصور الكلوي المزمن والارتباط بآلة التصفية وعملية الاستشفاء، حيث قمنا بتحديد مختلـف الأمـراض الناجمة عنه والمتمثلة في الأنيميا، هشاشة العظام، نقص فرص الحمل، البرود الجنـسي، التهاب الكبد الفيروسي انخفاض وارتفاع ضغط الدم والـسكري، إضـافة إلـى بعـض الإصابات القلبية الخطرة التي تؤدي إلى الموت الفوري المصابين. 

  إن لهذه الأمراض آثار على أداء جسم الإنسان لوظائفه لتنتقل هذه الأعراض إلـى عوامل اجتماعية لمنع المصاب عن أداء نشاطاته الاجتماعية باختلاف قطاع العمل فينتقل من حالة اجتماعية إلى حالة أخرى، فالمرض وطبيعة الاستشفاء خارج الجـسم، تجعـل الفرد يتخلى عن أعماله الاجتماعية ومهنته أو دراسته نظرا لالتحاقه الدائم والمستمر بقسم العلاج من جهة وتغيبه عن طبيعة نشاطه من جهة أخرى، إضافة إلى حالة التعب التـي تؤول إليها الجسم بعد حصص التصفية التي تجعل الجسم منهمكا من التعـب والـضعف وخاصة المرضى القاطنين بعيدا عن قسم العلاج، مما يزيد الطين بلة، والمشكل المطروح هنا عند المرضى الذين يعملون عند القطاع الخاص وغير المؤمنين اجتماعيا، فـالمرض يخلق لهم وضعية أزمة تجعلهم يغيرون نشاطهم إلى بعض الأعمال التـي يقومـون بهـا des bricolage لربح مبلغ من المال للمساهمة في مصروف البيت والذي لا يعتبر كافيا، في حين يبقى المرضى العاملين عند القطاع العام مؤمنين اجتماعيا يتقاضـون أجـورهم بطريقة عادية. 

  إن للمرض أثر على العلاقات الأسرية حيث لاحظنا أنه هناك اختلاف عند بعـض الفئات الاجتماعية داخل المجتمع الجزائري، فإذا كانت الزوجة حسب المـصابة يتخلـى الأزواج عنهن خاصة إذا لم ينجبن لهم الأبناء وعدم قدرتهن على الاستمرار في رعايتهم مما يؤدي إلى تفكك اسر بعض المريضات والذي ينتهي بالطلاق، على عكـس إذا كـان الزوج هو المريض ، فالزوجة تقوم برعاية الأبناء، والزوج المريض، ونظـرا لانعـدام الدخل الأسري لتقوم بعض النساء بتدبير أمور البيت المادية، كقيـامهن بخـدم البيـوت، تحضر الخبز البنت، وهنا تنتقل السلطة المادية للزوجة ويتراجع دور الأب المادي وهـو أهم دور يقوم به الزوج لتحقيق وجوده الاجتماعي، ثم قمنا بتوضيح اثر المـرض علـى علاقة الآباء والأمهات بأبنائهم، حيث لاحظنا انسحاب الأبوين قليلا من العطاء المعنـوي للأبناء والمادي بالنسبة للآباء، وينقلب الصورة عند المرأة التي تقـوم بناتهـا برعايتهـا والتكفل بها بعد إقامتها لعملية الدياليز. كما تعرضنا إلى توضيح الاختلاف بين مرض الزوجة وعلاقتها بأهل الزوج الذي تلاقي قصور في هذه العلاقات على عكس إذا كان الزوج هو المصاب قبلا دعمـا كافيـا نفسيا من طرف أهل زوجته ودائما يعود إلى طبيعة المجتمع الذكوري. 

    ثم تطرقنا إلى اثر المرض وعلى العلاقات الأسرية بالنسبة للذكور والإناث، حيث تعددت المواقف حسب وضعية الفتاة مثلا داخل الأسرة ، فإن كانت تعيل أسـرتها ماديـا فلاحظنا أنها قد لاقت الدعم المعنوي، والتبرع بكلية من طرف العائلـة حتـى لا تبقـى مرتبطة بآلة التصفية طيلة حياتها. 

  في حين قد عانت الفتيات من قصور من طرف بعض الجهات الأسرية كالأخوات أو الأب، وذلك يعود إلى عدم تقبل الوضعية المرضية الجديدة، حيث يحضر الأب ابنتـه منذ الصغر لتأسيس أسرة والمرض يحول دون ذلك، مما يجعله بطريقـة غيـر واعيـة يحسس ابنته بذلك، كما أن مرضى القصور الكلوي المزمن يصبحون حساسين جدا. 

   ونفس المأساة تتكرر عند الشاب الأعزب الذي تتأثر عائلته بحالته الصحية، ونفس الشعور يتولد لديه، في رفض وضعيته الاجتماعية من طرف أسرته وذلك يعود إلـى أن الذكر هو مصدر محل الوالدين، ويعدانه منذ الصغر لتوارث اسم العائلة وهو الفرد الـذي سيقوم برعاية والديه عندما يكبر، وهذا المرض يؤول دون تحقيق هذه المطالب فتـنعكس الصورة يصبح المريض هو محل الرعاية والاهتمام، مما ينتج عنـه العنوسـة المجبـرة بالنسبة للإناث ، والعزوبية المجبرة بالنسبة للذكور. 

  كما توصلنا إلى تحديد شبكة الدعم الاجتماعية باختلاف أنواعها المادية والمعنويـة والصحية، وأخيرا كنقطة هامة في هذه الفرضية توصلنا إلى أهمية التبرع بـالكلي كحـل نهائي لمختلف هذه المشاكل الناتجة عن المرض

   قد بحثنا الأسباب التي آلت دون حصول هؤلاء المرضى لكلية من بينها: - غياب متبرع، أي لا يوجد متبرع لا من طرف الأهل أو غيرهم. - إصابة ال...... عند المرضى أو أهلهم بأمراض عضوية. - السكري، التهاب الكبد الفيروسي. 

الخاتمة: 

  إن وضع اقتراب سوسيولوجي لدراسة الأمراض المزمنة وكـشف الدلالـة التـي تحملها هذه الأمراض ما هو إلا مساهمة في محاولة إثراء البحوث الاجتماعيـة الخاصـة بهذا النوع من الدراسات في المجتمع الجزائري الذي نقتضي لهذا النوع من الدراسات. 

   إن المعنى الذي يعطيه الأفراد لمرض القصور الكلوي المزمن بصفة خاصة يعكس مستوى الفكر الاجتماعي بهذه الفئة حول ممارسات الصحة والمرض، إذ توصـلنا إلـى استمرار وجود مسافة اجتماعية بين بعض الفئات الاجتماعية والمستشفى، وذلك من خلال تماطل الأفراد في طلب الخدمة الطبية فور إحساسهم بأعراض المـرض، ومـن خـلال الدلالة الاجتماعية في تفسير أسباب إصابتهم بالمرض، والذي يعود كما سبق وأن توصلنا إلى غياب تنشئة وتربية صحية داخل بعض الأسر الجزائرية واستمرار غيـاب الـوعي الاجتماعي لمفهوم الصحة والمرض، وارتفاع نسبة الإصابة خاصة للأمراض المزمنـة، إذا توصلنا في هذه الدراسة وجود حالات كانت تعيش بكلية واحدة لمـدة زمنيـة تفـوت العشرين سنة، ولو كان أصحابها يملكون ثقافة طبية المتمثلة فـي إجـراء الفحوصـات والتحاليل الطبية لأستدركوا الوضع وحافظوا على هذه الكلية من خلال اتباع حمية غذائية، إذ باستطاعة الفرد العيش بكلية واحدة بطريقة طبيعية، هنا يظهر أهمية الوعي الـصحي والثقافة الصحية التي لاحظنا غيابها داخل المجتمع الجزائري والتي تعود إلـى اسـتمرار النظام الصحي في نفس السياسة الصحية المتمثلة في تحقيق العلاج للمرضى أكثـر مـن نشر الوعي الصحي عبر مختلف مؤسسات التنشئة الاجتماعية المنوطـة بهـا ذلـك وإن وجدت دراسات ولقاءات فإنها تبقى حكرا على فئة اجتماعية معينـة ولا تلقـى الفعاليـة والاستمرار.

   يفرض المرض بصفة عامة والقصور الكلوي المزمن بصفة خاصة عمل تـسيير يدخل فيه عدة فاعلين اجتماعيين بدءا من الفرد المصاب إلى قطاع الصحة والعاملين فيها والأسرة، إذ لكل فرد دور يقوم به يساهم في تسيير المرض. 

   يسمح المستشفى من خلال عملية الاستشفاء في دخول المـريض فـي علاقـات اجتماعية جديدة سمح للمصابين إثبات الذات بعد القصور الذي يعيـشه المـصابين فـي العلاقات الاجتماعية، حيث توصلنا كيف أن مرض القصور الكلـوي المـزمن، بـسبب وضعية الاستشفاء وطبيعة العلاج بآلة التحال الدموي يعيشون قـصورا فـي العلاقـات الاجتماعية بدءا في تخليهم عن بعض أدوارهم ونشاطاتهم الاجتماعيـة سـواء الخاصـة بالعمل أو الدراسة أو في علاقاتهم الزوجية أو الأسرية. 

   إن لأثر المرض في المجتمع الجزائري دلالة خاصة عند المرأة المتزوجـة، فـإن كانت هي المصابة فإنها تلقى الرفض من زوجها وأسرته، على عكس إذا كان الرجل هو المصاب فإنه زوجته أو أسرتها، وذلك يعود لطبيعة المجتمع الذكوري الذي يفرض قيمـه على المرأة التي لا وجود ولا مكانة اجتماعية لها لامرأة مريضة وهي عاجزة اجتماعيـا، مما ينتج عنه تفكك الفتاة المجبرة وبعض الأسر. 

  كما تجبر بعض الأسر إلى خروج الزوجة للعمل لتعويض الأب عن فقدان وظيفـة خاصة إذا كان يعمل عند القطاع الخاص، وبالتالي تلعـب الأم دور الكفالـة الاجتماعيـة الاقتصادية بأسرتها بدل الوالد، وذلك لتغطية حاجيات أسرتها حتـى لا تتعـرض للفقـر والحرمان الاقتصادي. وتصبح وظيفة الأب ثانوية داخل الأسرة، من الناحية الاقتـصادية وناحية العلاقات مع أبنائه. 

  يعيش كل من الفتى داخل المجتمع الجزائري المصاب بهـذا المـرض العزوبيـة المجبرة والفتاة من العنوسة المجبرة نظرا لطبيعة هذا المرض، إذ لا يستطيع كل منهمـا العمل وتكوين أسرة.

  نظرا للآثار السوسيوصحية التي ينتجها مرض القصور الكلـوي المـزمن عنـد المرضى المعالجين بآلة التصفية "les gébérateur" تظهر أهمية زراعة كلية محل نهائي لكل هذه المشاكل التي سبق وأن حددناها، كالأتيميا، ضعف وارتفاع ضغط الدم، التهـاب الكبد الفيروسي، أنحاء الجسم، نقص الكالسيوم الـذي يـؤدي إلـى هـشاشة العظـام ، السكري...إلخ، ضعف القدرة الجنسية، نقص فرص الحمل عند المرأة المتزوجة، إضـافة إلى الآثار الاجتماعية على مستوى العلاقات الأسرية. 

  من هنا توصلنا إلى تحديد الأسباب الصحية الاجتماعية وراء تأخر زراعـة كليـة والمتمثلة في اقتصار التبرعات على الأهالي والتي تعتبر جد محدودة، وعدم امتدادها إلى مستوى التبرعات بأعضاء الموتى، بالرغم من ........... وزارة الشؤون الدينية والقانون الجزائري بهذه العملية وحدد شروطها إلا أن هذه التعليمات لم تلقى الفعالية داخل المجتمع الجزائري، وذلك بسبب غياب الوعي الثقافي عند الأفراد بهذه العملية وغيـاب العمليـات التحسيسية لهذه الخطوة –التي تعتبر من مجرى حياة الأفراد، وتـسمح للمرضـى مـن ممارسة حياتهم بطريقة عادية- التي تبقى رمانية ومكانية.

   أي تبقى مجرد خطابات تجري في الأيام الدراسية التي تقام داخل المستشفيات ثم لا تلقي الفعالية والاستمرارية. 

المراجع باللغة العربية : 

كتب علم الاجتماع :

1. حسان، محمد الحسن. المدخل إلى علم الاجتماع، بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر، ط1988 ،1.
2. ألير، دونية. التربية العامة، تر: عبد االله عبد الدايم، لبنان: دار الملايين، ط5، .1982
3. بوتفنوشت مصطفى. العائلة الجزائرية التطور والخصائص الحديثة، الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية، 1984.
4. بيك، أحمد عيسى. تاريخ البيارستانات في الإسلامي، لبنان: دار الرائد العربي، بيروت، 1981.
5. التركي، راجي عباس. السلوك المهني للأطباء، لبنان: دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع، ط1982 ،2.
6. توفيق خضر، محمد. الشامل في الصحة العامة، عمان، ط1994 ،1. 7. جعفر الأمير، الياسين، اثر تفكك في جنوح الأحداث، بيروت: عالم المعرفة، .1981 
8. خاطر، مرشد. فن التمريض، دمشق: مطبعة الجامعة السورية، بدون سنة.
9. الخشاب، سامية. النظريات الاجتماعية ودراسة الأسرة، القاهرة: دار القومية للطباعة والنشر، بدون سنة.
10. خليل، عمر معن. نحو علم اجتماع عربي. بغداد: وزارة الثقافة والإعلام، سلسلة دراسات، العدد 1984 ،361.
11.خليل، خيري الجميلي. الاتجاهات المعاصرة لدراسة الأسرة والطفولة، الإسكندرية: المكتب الجامعي الحديث، 1993.
12.الخولي، سناء. الأسرة والحياة العائلية، بيروت: دار النهضة العربية، 1984. 13.جون، دي. الديمقراطية والتربية، تر: مي عفراوي وزكريا ميخائيل، القاهرة: مطبعة القاهرة للتأليف، ط2 ،1954 .
14.رمضان أيوب، فوزية. دراسات في علم الاجتماع الطبي، القاهرة: مكتبة نهضة الشرق، 1985.
15.سبح، حسين. موجز مبادئ علم الأمراض، سوريا: مطبعة جامعة دمشق، ط6، .1960.
16.السيد، عبد العاطي وآخرون. الأسرة والمجتمع، الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية، 2002.
17.السكري، عبد السلام، عبد الرحيم. نقل وزراعة الأعضاء البشرية من منظور إسلامي، دراسة مقارنة، مصر: دار المنار للنشر والتوزيع، ط1 ، 1988.
18.شوقي أحمد، أبو خضرة. القانون الجنائي والطب الحديث لمشروعية نقل وزراعة الأعضاء البشرية، القاهرة: دار النهضة العربية، 1987.
19.عبد الحميد، حسين احمد رشوان، دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والأمراض، دراسة في علم الاجتماع الطبي، مصر: المكتب الجامعي الحديث، .1988 20.عباس، فيصل. أضواء على المعالجة النفسية، لبنان: دار الفكر اللبناني، ط1، .1994.
21.عمر الجولاني، نادية. دراسات حول الأسرة العربية، تحليل اجتماعي لبناء الأسرة وتغيير اتجاهات الأجيال، الإسكندرية: مؤسسة شباب الجامعة الإسكندرية، 1995.
22.عمر السيد، نادية. علم الاجتماع الطبي، المفهوم والمجالات، مصر: دار المعرفة العربية، 1996.
23.عزت، رؤوف. المرأة والعمل السياسي، رؤية إسلامية، الجزائر: دار المعرفة، .2001.
24.العناني، حنان عبد الحميد. الطفل والأسرة والمجتمع، عمان: دار الطباعة للنشر والتوزيع، 2000.
25.صاحب، عبد الفتلاوي. التشريعات الصحية، دراسة مقارنة، عمان: دار الثقافة للنشر والتوزيع، ط 1 ،1997. 
26.صبورة، محمد صادق. أمراض الكلى، أسبابها وطرق الوقاية منها وعلاجها، لبنان: دار الشرق، ط 1 ، 1990.
27.محمود، حسن. الأسرة ومشكلاتها، بيروت: دار النهضة العربية للنشر والتوزيع، .1982.
28.المعايطة خليل وآخرون. مدخل إلى الخدمة الاجتماعية، عمان: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، ط 1 ، 2000 .
29.المكاوي، علي. علم الاجتماع الطبي، مدخل نظري، مصر: دار المعرفة الجامعية، 1996.
30.المليجي، إبراهيم. الرعاية الطبية والتأهيلية، الإسكندرية: المكتب الجامعي الحديث، 1991.
31.منصور يوسف علي، أميرة. المدخل الاجتماعي للمجالات الطبية والنفسية، الإسكندرية: المكتب الجامعي الحديث، 1993.
32.وافي، علي هبد الواحد. الأسرة والمجتمع، مكتبة النهضة العربية، 1966.

كتب في المنهجية:

33.أحمد، زكي. أسس البحث الاجتماعي، القاهرة: دار الفكر العربي، 1962. 34.إحسان، محمد الحسن. الأسس العلمية لمناهج البحث الاجتماعي، بيروت: دار الطليعة للطباعة والنشر، ط 2 ، 1986 .
35.الخالدي، الهادي. المرشح المفيد في المنهجية وتقنيات البحث، الجزائر: دار الطليعة والنشر، 1969. 

قواميس ومعاجم: 

36.أحمد زكي، بدوي. معجم مصطلحات العلوم الاجتماعية، بيروت: مكتبة لبنان، .1970 .
37.غيث، عاطف. قاموس علم الاجتماع، الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية، 1998. 

وثائق، دوريات، سلسلات، مجلات : 

38.منظمة الصحة العالمية، الدليل الصحي للأسرة، الجمعية المصرية للنشر والتوزيع والثقافة، 1991.
39.ديريك، جيل علم الاجتماع الطبي، المجلة الدولية للعلوم الاجتماعية، اليونسكو، .1978 .
40.مجلة المسجد. الضوابط الشرعية لزراعة أعضاء الموتى، العدد الخامس، ذو القعدة، 1423، جانفي 2003. 

رسائل الماجستير : 

41.بلعزوق، جميلة. الكفالة النفسية لدى ذوي العجز الكلوي الزمن باستخدام تقنيات معرفية سلوكية، رسالة ماجستير، معهد علم النفس، جامعة الجزائر، 1990- .1991 .
42.بلمختار، محمد رضا. نسق العلاج وعقلانية الفاعلين فيه، رسالة ماجستير، جامعة الجزائر، معهد علم الاجتماع، 1991.
43.محسن عبد النور. تسيير المرض والاستشفاء وفق تفاعلات الطفل المصاب بالسرطان مع الوسط الأسري والنظام الطبي داخل المستشفى، رسالة ماجستير، جامعة الجزائر، معهد علم الاجتماع، 2005 -2006.
44.مشري، فريدة. المسار المرضي للمصاب بالسرطان، رسالة ماجستير، جامعة الجزائر، معهد علم الاجتماع، 2000 -2001.
45.وامواه، عياش. التنمية الصحية وتوزيع فرص الوقاية والعلاج في مجتمعات العالم الثالث، دراسة حالة الجزائر ما بين 1830 - 1990 ، رسالة ماجستير في علم الاجتماع، الإسكندرية، 1992.

المراجع باللغة الفرنسية :

1. Adam (Philip), Herzlich (Claudine). Sociologie de la maladie et de la médecine, Paris; Nathan, 1994. 
2. Aghssian (Michel). Les domaines de la parents, paris: ISBN, 1975. 
3. Aich (Pière) et all. Vivre une maladie grave analyse d'une situation de crise, Paris, ed meridines, Klin Keseck, 1989. 
4. Azougle (Smail): système de santé en Algérie et perceptions de l’institution médicale dans deux quartiers d’Alger, thèse de doctorat de 3ème cycle en sociologie, paris, 1985. 
5. Boutefnouchet (Mustapha), La famille algériennes, évolution et caractéristiques récents, Alger: Sned, 1980 .
6. Boutefnonchet (Mustapha), système sociale et changement sociale en Algérie, Alger, O.P. U, P 158.
7. Bourdieu (Pière), Sociologie, de l'Algérie Paris, PUF, 1986. 
8. Chaulet 5Claudine). La terre les frères et l'argent, stratégie familiale et production agricole en Algérie depuis 1962, Alger: OPU, 1987. 
9. Deachamps (Jean Pière), Manciaux (Michel), Thérèse (Haire) frtiz. Santé de la mère et de l'enfant, Paris: flammation médecine sciences, Sep, 1984. 
10. Diateminie (Renée) et autres. Traité de psychiatrie de l'enfant et de l’adolescent, Paris, Tome 3. 
11. Doutee (Edmond). Magie et Amour dans l'Afrique du Nord, Alger, 1988. 
12. Eliot (Freidson). La profession médicale (traduit par lyotard) Malamoud (C), paris, Payot, 1984. 
13. Grawitz (Madeleine). Des criques des sciences sociales, paris: Dalloz, 1980. 
14. Gresson (Gosévière) : le travail domestique de santé : analyse sociologique, Paris, l’harmattan, 1995. 
15. Hamburger (Jean), l’essentiel sur l’hymodialise, Paris: Masson, 1988. 
16. Herzlich (C), Santé et maladie, analyse d’une représentation sociale), Paris: Mouton, 1976. 
17. Khiati (Mostapha). Qu'elle santé pour les algériens, Maghreb Relation, Alger, 1990. 
18. Le grain (M). Abrége de Néphrologie, Paris, Mousson, 1977. 
19. Mebtoul (Mohamed), Les signification attribuées à la price en charge des deux maladies chronique diabète et hypertention artérielle à Telemcen. Université d'Oran mai, 1998. 
20. Pattie (D). Maladies des Reins et des vois vrinaires, Paris: Musson, 1980. 
21. Parsons (Talcott). Elements pour une sociologie de l'action; traduction de Bouvicaud (F), Plon coll, recherche en sciences humaines, paris, 1995. 
22. Plantad (Nedjma). La guerre des femmes Magi et Amour en Algérie, paris: la boite à documents, 1998. 
23. Richel Gabriel. Néphologie, paris, 1988. 
24. Roger (Parvast). Introduction à une étude sociologie que de l'hopitale, N° 151, Février 1976. 
25. Segalen (M). Sociologie de la famille, paris, Armand, Colin, 2002. 
26. Turin (Yvonne). Affrontements culturelles dans l'Algérie coloniales, école médecin, religion 1830- 1880, Alger: Enal, 1983. 
27. Wissman (Renée). Interaction familiales et impact de technologie dans la gestion d'une maladie chronique chez l'enfants, sciences sociales de santé, paris: Col 13, N° 1? Mars, 1995. 
28. Zerdoumi (Nfeissa). Enfants d'hier, l'éducation de l'enfant en milieu traditionnel Aufriens, Paris, François, Maspero, 1970. 

كتب في المنهجية:

29. Albarelle (L) et all. Pratiques et méthodes de recherche en sciences sociales, Paris: ed Acolin; 1995. 
30. Blanchet (A), Gothmam (A) : l'enquête et ses méthodes, l'entretient, Paris, Nathan, 1992. 31. Grawitz (Madeleine): Méthodes des sciences sociales, Paris, édi Dalloz, 8ème éd, 1990. 

المعاجم والقواميس:

32. Gresle (François), Panoff (Michel), Perrin (Michel) et Tripier (Pière), Dictionnaire des sciences humaines, sociologie, psychologie sociale anthropologie, coll, Fernand, Paris, 1990. 
33. Larousse. Dictionnaire de François plus de 60.000 mots définitions et exemples, édi spéciales, Alger, 1997. 
34. Laflan (Robert). Vocabulaire de psychologie et de psychiatrie de l'enfant . PUF, 4ème ed, 1997.

الدوريات: 

35. Ministère de la santé : rapport générale sur l’organisation du système de santé janvier 1991. 
36. Ministère de la santé, le secteur privé de la santé (aperçue analyses et proposition) Alger, septembre, 1997 sans pages. 
37. santé publique et sciences sociales, Revue semestriels n°1 Juin 1998. 
38. Ministère de la santé réflexion du comite nationale pour les assises nationales de santé. 39. Revue Algérienne de Néphrologie, n°1, Alger, 1986. 
40. Baszanger (Isabelle) : les maladies chroniques et leur ordre négocié), revue français de sociologie, XXVII 1986. 
41. Acte de table Ronde: transformation des modes d'approches de la santé et la maladie aujourd'hui, Toulouse, cahier, N° 3, Décembre, 1997. 
42. Hopital et handicapes, 50ème aniverssaires in revue, gestion hospitalière, gestion santé, N° 212, Novembre, 1981. 
43. Consoli (S.M). Trouble psychologique des insuffisants rénaux chroniques, Revue du praticien, complication d'hémodialyse, n°7, mars 1990. 

الرسائل الجامعية: 

44. Azoule (Smail). Système de santé en Algérien et perceptions de l'institution médicales dans deux quartiers d'Alger, thèse de doctorat de 3ème cycle en sociologie, Paris, 1985. 
45. Lamri (Larbi). Diffusion et incederos des nouvelles technologies médicales sur les systèmes des soins enpans de développement cas d'Algérie, Thèse de doctorat I.S.E, Université d'Alger, 1995. 
46. Lamri (Larbi). Le système de santé algériens, organisation, fonctionnement dans ce magistère, ISE, Université d'Alger, 1980. 

المحاضرات: 

47. Taher Rayane: Journée Nationale du don d'organe transplantation rénale: aspect juridiques et religieux, hôpital Beni- Messous, Amphi théâtre régime, 16 Juin 2008 de 9h à 13 h. 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق