الصفحات

السبت، 20 أغسطس 2016

تقليل الفجوة الريفية الحضرية عن طريق التنمية المتكاملة ...


تقليل الفجوة الريفية الحضرية عن طريق التنمية المتكاملة

جمهورية مصر العربية 

وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية

الهيئة العامة للتخطيط العمراني

المؤتمر العربي الإقليمي 

"الترابــط بين الريــف والحــضر" 

والإجتماع العربي رفيع المستوى 

للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (اسكوا ) 

حول استدامة المدن العربية وضمان حيازة المسكن والأرض والإدارة الحضرية 

المؤتمر العربي الإقليمي 

"الترابط بين الريف والحضر" 

القاهرة - 15-18 ديسمبر 2005 

إعداد : دكتورة أمل سعد صالح مـحـمد 

مدرس علم الاجتماع - كلية الآداب جامعة المنوفـية

جمهورية مصر العربية

المقدمــة :

  يكمن التحدي الأساسي للبشرية فى تفاقم حده التفاوتات على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي بين الدول ، وكذلك بين الأفراد داخل الدولة الواحدة ، على سبيل المثال هناك تفاوتات على مسـتوى المعيشـة ، فنجد أن أغنى 20 % من سكان العالم يتمتعون بدخل يعادل 150 ضعف الدخل الذى يتاح لافقر 20 % من البشـر ، وايضا هناك الفجوة المتزايدة الاتساع بين مستوى الريف والحضر ، كما تشير الأرقام الى أن نصيب الريـف يبلـغ نصف نصيب الحضر فى البلدان النامية ، سواء فى الحصول على خدمات اجتماعية أو على مستوى الدخل . 

   هذه الفروق والتفاوتات تؤدى الى وجود نموذجين مختلفين للانسانية ( 1) ، يؤدى التعايش بينهمـا الـى نتائج سلبية تعوق تحقيق التنمية المستدامة ، حيث تنقسم المجتمعات مكانيا الى قسمين فرعيين أو قطـاعيين ، القطـاع الحضرى والقطاع الريفى ( رغم صعوبة التصنيف وتداخل كيانات هذين القطاعين مما أدى الى وجود قطاعات يصعب تصنيفها علميا إلى حضرى وريفى ). ونتيجة لهذا التقسيم المكانى نجد ثنائية إقتصادية وثقافية واجتماعية على مستوى الريف والحضر وعلى مستوى المدينه نفسها .

    ولقد أصبحت المراكز الحضرية ( المدن ) مركزا لظهور الكثير من المشاكل الحضـرية الناتجـة عـن سرعة التحضر وعدم مواكبة بقية قطاعات النشاط الاقتصادى والاجتماعى فى المدن لهذه الظاهرة ، مما ساعد علـى ظهور العديد من المشاكل التى أثرت على جوده الحياة وحولت كثير من المدن الى قرى بمفهـوم قصـور الخـدمات اللازمة لتوفير حياة كريمة لانسان المدينة ، هذا بالاضافة الى التلوث البيئى بكل صوره .

   ومما لا شك فيه أن التنمية ايضا بكل قطاعاتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تـنعكس صـورها فـى المدينة، ولكنها تختلف من مجتمع لآخر تبعا لعدد المراكز الحضرية بالمجتمع وحجم المدينة نفسها وعلاقـة المدينـة بالمدن الأخرى وبأقاليمها والقرى المحيطة بها ، فالمدينة تؤثر بالدرجة الأولى فى إقليمها ، وتمتـد آثارهـا للمنـاطق المتاخمة لهذا الإقليم أو محيط تأثيرها الأوسع ، سواء كان هذا المحيط مناطق ريفية أو مدن صغيرة الحجم ، وحيـث ان المدينة هى مركز التنمية ومشاكلها فى نفس الوقت ، و أن المدينة فى علاقة تفاعلية سلبا وإيجابا مع الأقاليم المحيطة بها . فإن هذه العلاقة التفاعلية بين المدينة و أقاليمها قد تظهر بها اختلاف درجة التنمية بين المدينة و أقاليمها المحيطة .

   ونجد انه لزاما علينا أن نستعرض تاريخيا مدى علاقة التأثر والتاثير بين القرية والمدينة ، وفـى هـذا الصدد اشير الى قضية الجزء والكل ، فالمجتمع الريفى هو جزء من المجتمع القومى والمجتمع القومي هو جـزء مـن المجتمع الدولى ، كذلك فان فهم التفاعل بين القرية والمدينة وبين القرية والمجتمع ككل يمثل مطلبا ضروريا للتوصـل إلى نظرة عامة وشاملة ، تساعد فى وضع الخطوط العريضة لخطة تنموية مستديمة وشاملة . 

   فإن الهدف الرئيسي للورقة ليس فقط لازالة أو لتقليل الفجوة بين الريف والحضـر ، بقـدر مـا هـو مطلوب للتفسير والتحليل لواقع هذين المجتمعين فى أطار الخصوصية التاريخية والجغرافية ، بما يؤدى إلى إتاحـة الأدوات للعلماء وخاصة علماء المجتمع المصري ، لكي يحرروا أنفسهم من النظريات الغربية التي عالجـت هـذا الموضوع من قريب أو بعيد 

   لقد أصبح تضييق الفجوه الريفيه – الحضريه هو الهدف الرئيسى للاستراتيجيات التنموية فى القرن الحادى والعشرين ، ومن الوسائل الفعالة التى يعقد عليها الأمل لحل المشاكل الخاصة بالمدينة وبالقرية أو المجتمع ككل عـن طريق تحقيق التنميه المستدامه ، بالتالى الحيلوله دون إتساع هذه الفجوه . وتمثل النقطة المحورية فى هذه الورقة كيفية معالجة مفهوم التنمية المستدامة عالميا ومحليا لقضايا الفروق الريفية الحضرية، ومن البديهى أنه لا يمكن الحديث عن التنمية كعملية بدون الاهتمام بتعريفه وتاريخه. وبخاصة أن تصنيف التعريفات جزء هام من تصنيف التنمية كعملية . 

  فلابد أن نستعرض جذور مفهوم التنمية المستدامة فى الفكر التنموى التقليدى ، حتى يتسنى لصانعي القرار الاقتصادى والسياسى تغيير النظرة التقليدية الى التنمية وتأسيس آليات تنموية تؤمن الاستمرارية والتداعم ، ويتمثل ذلك فى توضيح الاطار الفكرى لمفهوم التنمبة المستدامة وبيان ما أضافه لنظرية التنمية ، كما تهدف أيضا التعـرف علـى مدى واقعية تبنى ذلك المفهوم فى صياغة استراتيجية التنمية فى مصر . 

-------
(1) أحمد منير سليمان ، الإسكان والتنمية المستديمة فى الدول النامية ، دار الراتب الجامعية ، بيروت / لبنان ،1996 ص، 167 .

- أنظر بعض التعريفات لمفهوم التنميه – حيث أن المجال لا يتسع لذكرها هنا - كما ذكرت عند عبد الحميد سامى القصـاص ، حـول مفـاهيم التنميه المستدامه ومؤشراتها كملحق صـ 22 – 21.

الخاتمة والمقترحات :

فى نهاية هذا البحث نقدم مجموعة المقترحات التالية :

1- تخصيص جزء من ميزانية جهاز تعمير الوادى الجديد والساحل الشمالى فى الصحراء الغربية، لتعميم تجربة أنظمة الرى المتطور واستخدام المياه الزائدة والمرتفعة الملوحة فى واحة سيوة لزراعة القمـح وكـذلك فـى الأراضى الدلتا والوادى الجديد .

2- الدعوة لعمل جمعية للمستثمرين فى واحات الصحراء الغربية أسوة بجمعيات المستثمرين فى سـيناء والمـدن الجديدة لإبراز مقومات الصحراء الغربية الاقتصادية على خريطة التنمية والاستثمار فى مصر.

3- قيام وزارة الصناعة والتابع لها مشروع استخراج خام حديد الواحـات البحريـة وفوسـفات ابـو طرطـور بالخارجة، بدور إجتماعى تنموى لخدمة المجتمع المحلى التى يستغل منها الخامات، بالتعاون مع أجهزة الإدارة المحلية التابعة لها الواحات.

4- تشكيل مجموعة عمل تنموية لواحات الصحراء الغربية، لتحقيق الاستفادة من الخبرات الموجودة فى كل واحة والتنسيق المشترك لتخطيط تنموى لبيئة الواحات.

5- مطالبة وزارة السياحة بوضع واحات الصحراء الغربية على الخريطة السياحية للوزارة، وإنشاء فـروع فـى مكاتب مصر السياحية فى دول العالم للدعوة للجذب السياحى فى هذه المناطق المتميزة.

6- قيام وزارة الاقتصاد بدورها فى مجال تسويق انتاج الصحراء الغربية فى الأسواق الدوليـة والاشـتراك فـى المعارض العالمية لهذا الغرض.

7- تشكيل لجنة من المحافظات التى تشكل منها مكونات الصحراء الغربية الإدارية وهى الوادى الجديد ومطروح والجيزة والجيزة والبحيرة والاسكندرية بغرض التنسيق فيما بينها وتبادل الخبرات فى تنمية المناطق التابعـة لها.

العرفان بالجميل: يشكر الباحث العميد ورئيس قسم الهندسة الكهربية والزملاء بكلية الهندسة جامعة عين شمس على المعاونـة والجهد لإخراج هذا البحث، كما يتوجه بالشكل لكل من مركز البحوث الاقليمية - اكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيـا - وزارة البحث العلمى - ومحافظة الوادى الجديد ومركز بحوث الصحراء وهيئة تعمير الصحارى - معهد الأراضى والمياه - مركز الاستشعار عن بعد - وزارة الزراعة ودور النشر المختلفة للمناقشات البناءة والمراجع، كما يسعده أن يتوجه بالشكر الخاص لهيئة التخطيط العمرانى - وزارة الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية على الدعوة والجهـد الكبير لتنظيم هذا المؤتمر العربى الهام.

المراجع العربية

(1) أ.د. محمد صبحى عبد الحكيم، "التنمية البشرية فى مصر" - محاضرة فى الموسم الثقافى للجمعيـة الجغرافيـة المصرية - ديسمبر 1995 .

(2) أ.د. أحمد عاطف دردير، "تعمير الصحراء وآفاق المستقبل - الثروة المعدنيـة كمـدخل رئيسـى للتنميـة" - محاضرة فى ندوة المجلس الأعلى للثقافة (تعمير الصحارى المصرية) - ابريل 1996.

(3) أ.د. عزيز ابراهيم سعيد، "تشجيع إنشاء الغابات والتنمية السياحية والصناعات البيئية لتشغيل الشباب فى الوادى الجديد" - - الخارجة الوادى الجديد - 2005.

(4) د. صبرى محمد حمد، "المردود السكانى للتنمية فى الوادى الجديد" - مجلة كلية الآداب جامعة القاهرة، عدد 5 -1995. 

(5) أ.د. عزيز ابراهيم سعيد ، "أهمية إدارة المياه وترشيد استخدامها - مواجهة مشكلة المياه بـالوادى الجديـد" - الخارجة - الوادى الجديد - فبراير 2003 البحث العاشر.

(6) د. حسن خليل حسن، "استخدام فائض المياه المالحة فى انتاج محاصيل الحبوب" - تقدير لواحة سيوة - 1995.

(7) د. محمد اسامة محمد سالم، "المنهج الحديث لتنمية المناطق المطرية" - مؤتمر تطوير الزراعة المطرية بسوريا -1995.

(8) أ.د. عبد المنعم محمد حجازى، "تنمية المراعى فى 10 آلاف فدان بالساحل الشمالى الغربى" - تقـدير لشـعبة البيئة وزراعات المناطق الجافة - مركز بحوث الصحراء - 1995. 

المراجع الأجنبية

(1) E. JOAO, G. HERBERT, & OTHERS” TOWARDS A Generalization machine to minimize generalization effects within a GIS ‘geographical information handling - Research And Applications, Edited Paul M. Mather’, John Wily PUB. 1994, PP. 63-77.

 (2) Estes, J.B. & Senger L.W. (editors) “Remote sensing, techniques environmental analysis” Hamilton, USA, 1974, p. 5.

(3) USAID. “Agricultural Data Base, Part 4, Ministry of Agriculture and Land Reclamation, Cairo, 1992. 

(4) Steven M.D., Clark J.A., “Applications of remote sensing in agricultural”, 1990, p. 50.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق