الصفحات

الأربعاء، 28 سبتمبر 2016

الأفكار الجيمورفولوجية في التراث الجغرافي العربي الإسلامي عند بعض علماء المسلمين ...



الأفكار الجيمورفولوجية في التراث الجغرافي العربي الإسلامي

عند بعض علماء المسلمين

د. هبة سالم يحيى السلطان

جامعة الموصل - كلية التربية الاساسية


مجلة كلية التربية الأساسية للعلوم التربوية والإنسانية - جامعة بابل - العدد 14 - كانون أول 2013م - ص ص  74 - 88 :

ملخص البحث

  تعد دراسة التراث الجغرافي العربي خطوة ضرورية وحيوية لتطور المعرفة الجغرافية وإثرائها والنهوض بها إلى المستوى التي تستحقها كما أن ترسيخ الأفكار التي جاء بها علماءنا المسلمون هو اعتراف بأصالتها وهويتها العلمية الرصينة، وحظيت الأفكار الجيومورفولوجية في كتب التراث الجغرافي الإسلامي بأهمية كبيرة ومتميزة قدم المسلمون فيها كثيرا من الأفكار التي من خلالها يمكن التعرف على ما أضافوا من أفكار جديدة وما أبتكروا من نظريات، ومما لا شك فيه أنهم لم يعتمدوا على الأطر النظرية فقط وإنما اقترنت أفكارهم بالدراسات الميدانية فتناولوا تضاريس الأرض ومظهرها من جبال وصخور ووديان وكذلك توزيع اليابس والماء والعوامل الخارجية المسؤولة عن تشكيلها من أنهار وبحار بالإضافة إلى العوامل الباطنية كالزلازل والبراكين ودورها النهائي في تشكيل سطح الأرض ووضعوا لها قواعد وأسس باتت الركيزة الأولى للدراسات الجيمورفولوجية التي تلتها.

Abstract


The study heritage Arab geographer step necessary and vital to the development of geographical knowledge and enrich and advance to the level it deserves as the consolidation of the ideas that came by our scientists Muslims is a recognition of originality and identity for sound scientific, and received ideas geomorphological in heritage books geographical Islamic very important and distinct feet where Muslims are a lot of ideas by which they can identify what they said of the new ideas and devised theories, and no doubt they did not rely on theoretical frameworks, but rather combined their ideas field studies Vtnauloa the topography of the land and the appearance of the mountains and rocks and valleys as well as the distribution of dry and water and external factors responsible for the formation of rivers and seas in addition to esoteric factors such as earthquakes, volcanoes and its role in the formation of the final surface of the earth and put her rules and has become the basis of the first pillar of the studies that followed Djimorvologih.

المقدمة

  يتزايد الاهتمام بالتراث الجغرافي العربي باعتباره رافداً مهما من ورافد الفكر الجغرافي عند العرب عند العرب بكافة مجالات دراسته وتزايدت الدراسات المتخصصة بالافكار الجغرافية التي جسدت من خلال رواد قدموا عطاءاً علمياً متميزاً وياتي اثبات ذلك بالدليل القاطع ليعيد للامة العربية والاسلامية ثقتها في نفسها بعد ان حاولت قوى عديدة اطفاء نورها واخماد جذورها.

  جاء البحث ليجسد افكار لطالما دابت في بحثها عن الظواهر الجغرافية سواء كانت متخصصة ام هاوية وبما تحمله من معلافة علمية وفكر ثاقب لتحليل الظواهر الجغرافية تحليلاً علمياً رصينياً يطابق الافكار الجغرافية الجيمورفولوجيةالحديثة والمعاصرة، وياتي هذا البحث لكل من يستنكر لتراثنا الجغرافي او يتفاضل عنه ومن هنا تبرز اهمية الموضوع الحيوي.

هدف البحث ومنهجه

  يهدف البحث الى توضيح طبيعة الافكار والمفاهيم التي جاء بها الجغرافيين المسلمين في مجال علم الاشكال الارضية، وتحليل ذلك وفق المنهج التحليلي التاريخي.

مشكلة البحث

تتحدد مشكلة البحث بالنقاط الاتية:-

1- ان كثير من المستشرقين يغفلون ما اورده العرب من افكار تتعلق بعلم الاشـــكال الارضية.

2- يعتقد البعض ان الكثير من المفاهيم والنظريات هي ما اقتبسه العرب المسلمين من اليونانيين والرومان.

فرضيات البحث

ينطلق البحث من الفرضيات التالية:-

1- امتاز البحث العلمي في علم الاشكال الارضية بخصائص تتطابق مع الافكار المعاصرة.

2- ان الجغرافيين المسلمين اسهموا في هذا المجال ولم يكونوا مجرد نقلة من التراث اليونان يوالروماني بل صححوا افكارهم واضافوا اليها.

مصادر البحث

  اعتمد البحث على المراجع الاصلية لتلك الفترة الزمنية والتي تمتد الى القرن الخامس الهجري.

هيكلية البحث

يتوزع البحث على المحاور الاتية:-

اختص الاول: بالصخور والجبال واليابس والماء.

وتناول الثاني: بالعوامل الباطنية الزلازل والبراكين والعمليات الخارجية التجوية والتعرية والنقل والارساب.

وكرس الثالث: الدور الجيمورفولوجي لانهار والمتحجرات والمدملكات والســـــــــــهول الرسوبية وبيئات الترسيب وجرف التربة وتكوين الوديان وعمليات النحت بواسطـــــة المياه، بالاضافة الى عناصر البحث الثابتة كالمقدمة واهم الاستنتاجات التي توصل اليها البحث فضلا" عن قائمة باهم المصادر التي اعتمدنا عليها في كتابة البحث، واتضح من خلال البحث ان مساهمات الجغرافيين العرب والمسلمين امتازت بالرصانة والدقة العلمية والتي افصحت عن فكر جغرافي علمي دقيق وسليم قد سبق الفكر الجغرافي المعاصر بالتوصل الى الحقائق العلمية املي ورجائي ان اكون قد وفقت في جهدي المتواضع هذا ومن الله التوفيق.

المحور الاول : الصخور، الجبال، اليابس والماء

أولا: الصخور

   تـعرف الصخور بانها الفتات من القشرة الارضية التي تتراكم بعد تقشيرها نتيجة عوامل التعرية الفيزيائية والكيميائية، ثم نتيجة تراكمها وبالضغط والحرارة تتحول الى صخور صلبة ولينة. وساهم الجغرافيين العرب في تفسير الصخور وكيفية تكوينها ومنهم:-

1- الصخور نشاتها وتكوينها عند البيروني:-

   يعد البيروني اول من اكد على مفهوم علم الطبقات الحديث (1) بقوله: " وخاصة في الاشيــــاء الكائنة جزاءا بعد جزء ولا يفطن لها الا الخواص، فهذه بادية العرب وقد كانت بحرا فانكبس حتـــى ان اثار ذلك ظاهرة عند حفر الابار والحياض بها، فانها تبدا اطباقا من تراب ورمال ورضـــــراض ثم يوجد فيها من الخزف والزجاج والعظام، ما يمتنع ان يحمل على دفن قاصد اياها هناك " (2) .كما استطاع ان يحدد مفهوم المتحجرات، وكيفية تكوينها (3) بقوله: " بل تخرج منها احجارا اذا كسرت كانت مشتملة على اصداف وودع، وما يسمى اذان السمك اما باقية فيها على حالها، وامـــا بالية قد تلاشت وبقي مكانها خلاء متشكلاكما يوجد مثله بباب الابواب على ساحل بحر الخزر" (4) والبيروني اول من اشار الى مصطلح (المدملكات)، وقال انها تتكون من الحصى والرمال والطين واشار الى نقطة جوهرية مهمة هو فعل الرياح والمياه الجارية في تجوية هذه المدملكات وابقـــــــاء الحصى حتى يتعرض الى عملية الصقل والبري بــــاستمرار وبها تتحول الى حصى صغيرة ملساء ونواتج التجوية لنا التربة بشكل رئيسي(5) بقوله: " فان من تـــامل الامر من وجهة واتاه من بابه علم ان الرضراض والحصى هي حجارة تنكسر من الجبال بالانصداع والانصدام، ثم يكثر عليــها جري الماء وهبوب الرياح ويدوم احتكاكها فتبلى، وياخذ البلى فيها من وجهة زواياها وحروفهــــا حتى يذهب بها فتدملكها، وان الفتات التي تتميز عنها هي الرمال ثم التراب " (6).

  اشار البيروني الى اهمية التغيرات الجيولوجية في تشكيل المظهر الارضي، وانتقال العمران من مــــوضع الى اخر متمثلة هذه التغيرات بطغيان البحر القديم عدة مرات، وانحساره على اليابس(7) بقوله: " ينتقل البحر الــــــــى البر في ازمنة ان كانت قبل كون الناس في العالم فغير محفوظة، لان الاخبار تنقطع اذا طال عليها الامد، وخاصة في الاشياء الكائنة جزءا بعد جزء، وبحيث لا يقطــــن لها الا الخواص " (8).

2- الصخور نشاتها وتكوينها عند اخوان الصفا:

  ويصف اخوان الصفا الصخور الصلبة صخور نارية لا ينبت عليها النبات الا قليلا كما ذكر اخوان الصفا وذلـــــــــك بتماسكها وصلابتها وضعف مساميتها او انعدامها وعدم احتفاضها بالرطوبة وذلك بقولهم: " صخور صلدة وحجارة صلبة وصفوان(*) املس " (9).

  وكذلك وصف اخوان الصفا الصخور الرسوبية او الرخوه فيقولون: " صخور رخوة وطين لين وتراب وحصى وتراب ورمل وحصاة مختلفة متلبدة (**) ساف (***) فوق ســــــــــاف متماسك الاجزاء "(10 ). يلاحظ ان اخوان الصفا في هذا النص عن الصخور الرسوبية يتكلمون بلغة العالم الجيولوجــــي المعاصر ومن المعروف ان الترسيب عنصر هام في الصخور الرسوبية يشمل الصخور الفتاتيــــــة المنقولةDetrital Sedimentary يتكون مـــــــــــن حباب ذات احجام مختلفة تعطي انواع من الصخور الرسوبية مثل صخور الرصيص Conglomerate والحجر الرملي Sand Stone والطفلةShaleوهذا ما عناه اخوان الصفا بقولهم:" ومنها ما هي صخور رخوة وطين لين وتراب اللذين ذكرا في النص السابق من الممكن ان يمثلا ما نسميه حاليا صخور الطفلة والرمل يمثل الحجر الرملي اما الحصاة المختلفة الاحجام فتمثل الصخور الرصيص، ويظهر النص دقة ملاحظة وبراعة كاتبه الذي استطاع ان يميز انواع من الصخور الرسوبية الفتاتية حسب حجم الحبات وهي صــــخور الطفلة ذات حجم دقيق وصخور الحجر الرملي ذو حجم حبيبي متوسط وصخر الرصيص ذو حبات فتاتية كبيرة من نوع الحصى "(11).

3- الصخور نشاتها وتكوينها عند ابن سينا:

  ويبين ابن سينا من هذا النص انه اعطى اولوية لتكون الحجارة، وانها تتطور من الرواسب ذات الاصل المائي والقاري وذلك بقوله: " فان كثيرا من الاحجار يتكون من الجوهر الغالب عليه المائية فكثير من الطين يجف، ويستحيل اولا فشـــــــيئا بين الحجر والطين، وهو حجر رخو، ثم يستحيل حجرا "(12). وتمكن ابن سينا بعقليته الفذة، ان يوضح كيف تتماسك تلك الرواسب، متحولة الى حجارة صلدة اما بفعل القوة المعدنية المتجمدة والتي تسمى في المرادفات الجيومورفولوجية المعاصرة بالمــــــادة اللاحمة، او بفعل التبخر والحرارة او بفعل ضغط وثقل الرواسب بعضها فوق بعض ومن مشاهدته الحقلية على تصلب الرواسب بقوله: " وقد شاهدنا في طفولتنا مواضع كان فيها الطين الذي يغســل به الراس وذلك في شط جيحون ثم شاهدناه قد تحجر تحجرا رخوا والمدة قريبـــــــــا من ثـــــلاث وعشرين سنة "(13).

   وكذلك بقوله: " فتتكون الاحجار اما لتفجير الطين اللزج في الشمس، واما لانعقاد المائية عـــــن الطبيعة فيبسة ارضية، او سبب مجفف حار " (14).

   واشار الى ظاهرة جيومورفولوجية مهمة، مؤكد دورها في تكون الحجر، وهي ظاهرة الكارست وما يرادفقها من تطور رواسب الكارست، وخاصة الاعمدة الصاعدة والنازلة، كما يتضح مــــــــن النص(15) بقوله: " وقد شوهدت مياه تسيل، فما يقطر منها على مواضع معلوم ينعقد حجرا او حصى مختلفة الالوان " (16).

  ثم يفصح لنا بما عرفناه عنه، من قدرة على التحول من التعميم الى التخصيص، ان هذا النوع من الرواسب لايتكون في كل انواع الارض الا في الارض التي لها خصائص معدنية (17) بقوله: " وقد شوهدماء قاطر، اذا اخذ لم يجمد، واذا انصب على ارض حجرية، تقرب من مسيلة انهال في الحال حجرا فعلمنا ايضا ان تلك الارض قوة معدنية، تحيل السيال الى الجمود " (18).

   ويؤكد ابن سينا على ما نسميه اليوم في علم الاحافير والمتحجرات ويبدو لنا من قوله ان فكرةالمتحجرات، لم تكن تلاقي الكثير من القبول والتاييد، لكن ابن سينا يؤكد وجودها، وهو ليس شيئا مستحيل بقوله: " وان كان يحكى من تحجر حيوانات ونبات صحيحا، فالسبب فيه شدة قوة معدنية محجرة،تحدث في بعض البقاع الحجرية، فانه ليس استحالة الاجسام النباتية والحيوانية الــــــى الحجرية ابعد من استحالة المياه " (19).

  من هذا النص يتضح لنا خياله الخصب، ولكن ليس سعة الخيال قادته الى الاستنتاجات، بل استند

  إلى الدلائل الملموسة والمتمثلة ببقايا النباتات والحيوانات المتحجرة، التي عثر عليها في طبقـــــــات الصخور الرسوبية، هناك اشارة الى تكوين الصخور النارية بشكل مختصر، ومن دون ان يوضح ما هية النار اذا اطفئت تكون الحجارة (20) بقوله: " وقد تتكون انواع مـــــن الحجارة من النار اذا اطفئت "(21).

ثانيا: الجبال

تعد الجبال احد الاشكــــــال الارضية، وحظيت باهمية متميزة من الجغرافيين المسلمين امثال اليعقوبي والمسعودي والبيروني وابن سينا واخوان الصفا وقدموا بذلك نظريات علمية عن تكوينهــــا حققت استفادة رائعة للغرب منها في العصور الوسطى يوم كان الغرب يرزح تحت وطاة الظـــــــلام والحقيقة ان ما قدمه العلماء المسلمين من نظريات جاءت متقاربة مـــــــــن الاراء الحديثة وســــوف نستعرض اهم ما قيل في الجبال:-

1- وصف الجبال عند اليعقوبي:

   قدم وصفا مفصلا عن الجبال فقد وصف لنا جبل تامرا الذي ينبع منه احد الانهار الذي تقع عليه مدينة النهروان فقال:" ثم استقام بنا المسير الى جسر النهروان وهو بلد جليل قديم على نهر ياخذ من نهر اخر ياتي من جبل (تامرا) ثم يستقي بعده عدة طساسيج السوداء " (22) .

  ويشير الى الطرق المؤدية الى الجبل يقول: " فاذا عبرنا جسر النهروان وان تشعبت به طرق الجبال " (23).

2- الجبال وفوائدها عند المسعودي:

  اشـــــــــــار المسعودي وبين فوائدها المختلفة، كمناطق تقسيم المياه وزيادة سرعة الجريان بسبب انحدارها ومناطق لتجمع الثلوج (24) بقوله: " واما انشازها فمنها الجبال الشامخة، ومنافعها ظاهرة في قوة تحدر السيول منها فتنتهي الى الارضين البعيدة بقوة جريها، وتتقبل الثلوج فتخفضها " (25) كما اشار المسعودي الى اختلاف المظاهر الطبيعية على سطح الارض، فهي تتباين من هضاب ووديان وجبال وسهول (26) ببقوله: " فجعل الله عز وجل منها انجازا ومنها اغوار ومنها انشــــازا ومنها مستوية "(27).

3- الجبال واوصافها عند البيروني:

   كــــــما اكد على فعل الحركات الالتوائية للجبال في المظهر الارضي للجبال، الا انه لم يستطع يفسرها تفسيرا علميا دقيقا بقوله: " ان الجبال تردد سافاد مرة، وعاليا أخرى وكل تلك الاحـــــوال بالضرورة ذوات زمان شديد غير مضبوط الكمية " (28).

  كما أنه وضح المظهر الارضي للجبال، ووضعها بانها جبال شاهقة متصلة مع بعضها، مكونة مظهرا ارضيا بظهور الحلوق، والتي سماها (فقر ظهر) مبينا امتدادها من منطقة الصين، والتبت وارمينية، والروم والفرنجة، والسلاجقة (29) بقوله : " متــــــــصور في المعمورة، جبال شاهقة متصلة كانها فقار ظهر فيها يمتد من اواسط عروضها على طول من المشرق الى المغرب، فتمــــر على الصين والتبت، ثم كابل، وطخارستان، باميان، والعزو، وخراسان، واذربيجان، وارمينية والروم، وفرنجة والسلاجقة " (30).

  وهو أول من اشار الى قمة ايفرست اعلى قمة في جبل هملايا، وسماها (القصبة العظمــــــى) لارتفاعها الشاهق تبدو الجبال المحيطة بها كالتلال، ومن قمتها نرى ارض الهند سوداء، تحــــت الضباب (31) بقوله: " منه الى راس العقبة عشرون فرسخا، ومن قلتها ترى ارض الهند ســــوداء تحت الضباب، والجبال التي دون العقبة كالتلال الصغار " (32).

4- الجبال وانواعها عند أخوان الصفا:

   وقد ميزوا الصخور والجبال بقولهم: " ان الجبال التي ذكـــــــــــرناها منها ما هو صخور صلدة وحجارة صلبة صفوان املس، فلا يثبت عليها النبات الا الشيء اليسير مثل جبال تهامة، ومنها مــــــــــا هو صخور رخوة وطين لين وتراب ورمل وحصاة مختلفة متلبدة ساف فوق ساف متماسك الاجزاء ، وهي مع ذلك كثير الكهوف والغارات والاودية والاهوية والعيون والجداول والانهـــــــار والاشــــــــــــــــــــجار كثيرة النبات والحشائش والاشجار مثل جبال فلسطين وجبل اللكام وطبرستان وغيرها "(33).

  ويتضح من النص السابق ان اخوان الصفا ميزوا الصخور بين الصخور النارية بقولهم صخـــور صلدة وحجارة صلبة وصفوان املس وتكون غير صالحة للزراعة ونمو النباتات الا شيء بسيــــــــط واعطائهم مثل جبال تهامة، وبيـــن الصخور الرسوبية بقولهم منها صخور رخوة وطين لين وتراب ورمل وحصاة مختلفة واشاروا الى الطباقية بقولهم متلبدة ساف فوق ساف متماسك الاجزاء واشاروا كذلك الى مظاهر الكارست بقولهم مع ذلك كثيرة الكهوف والمغارات والاودية والاهوية والعيـــــــون والجداول والانهار وتكون الصخور الرسوبية صالحة للزراعة ونمو النباتات بقولهم: الاشجار كثيرة النبات والحشائش والاشجار واعطاهم مثل جبل فلسطين وجبل اللكام وطبرستان وغيرها.

5- تكوّن الجبال عند ابن سينا:

  أن تــــكون الجبال عند ابن سينا، تمر بمرحلتين: الاولى مرحلة النشوء المتمثلة بانحسار البحر وظهور اليـــــــــابس، ثم تاتي العوامل الباطنية، وان كان ابن سينا لم يوضح لنا ماهي هـــــــــــذه الــــعوامل الذاتية، التي تكون الجبال بصورة واضحة، بل اقتصر في ذلك على الزلازل (34) بقوله " تكون حجر كبير اما دفعة، وذلك بسبب حر عظيم، يعافص طينا كثيرة لزجا، واما ان يكـــــــون قليلا على تواتر الايام واما الارتفاع فقد يقع لذلك سببا بالذات، وقد يقع له سبب بالعرض، امـــــــا السبـب بالذات فكما يتفق عند كثير من الزلازل القوية، ان تدفع الريح الفاعلة للزلزلة طائفة مـن الارض وتحدث رابية من الروابي دفعة " (35). وركز جل اهتمامه على الاسباب التي تقع بالعرض، وهي العوامل الجيومورفولوجية السطحيــــــة ودورها المهم في تحديد المظهر الارضي، وقد اعطى اهمية خاصة، للـــــــعامل الجيومورفولوجي النشيط، المتمثل بالمياه والرياح (36) بقوله: " واما الذي بالعرض فان يعرض لبعض الاجزاء مــن لارض انحفار دون البعض، بان تكون رياح ناسفة او مياه حفارة تتفق لها حركة على جــــــزء من الارض دون جزء فيتحفر ما تسيل عليه ويبقى ما لا يسيل عليه رابية " (37).

   ويستدل ابن سينا في قوله مركزا على العوامل الجيومورفورلوجية السطحية، ودورها الفعال في تخفيض ارتفاعات الجبال، على مر الازمنة، وان كانت شدتها متفاوتة من وقت لاخر، وغالبا مـــا يتفق كلام ابن سينا في هذا المجال، مع بعض الافكار الاساسية لمبادىء العملية الجيومورفولجيـــة والتي جاء بها وليم. دي. ثور.نبري(38) كما يوضح بقوله: " فاذا تاملت اكثر الجبال، رايـــــــت الانحسار الفاصل بينهما متولد من السيول، ولكن ذلك امر انما تم وكان في مدة كثيرة، فلم يبقى لكل سيل اثره، بل انما يرى الاقرب منها عهدا " (39).

وكذلك قوله: " واكثر الجبال الان انما هي الانرضاض والتفتت، وذلك عهد نشوئها وتكونهــــا انما كان مع انكشاف الميل عنها يسيرايسيرا والان انها في سلطان التفتت " (40).

  استطاع ابن سينا ان يقدم ادلة ملموسة، من مشاهدته الحقلية، عن تطور الظاهرة الارضية عبر الزمن وتاكيد ابن سينا على ظاهرة الجبال المنفردة او الشواخص والتي تعد اثار ارضية متخلفة عـن العملية الجيومورفولوجية لصلابة صخورها، وتعد تلك الشواخص ادلة جيومورفولوجية حية تقـود الدارس الى معرفة العوامل الطبيعية التي كانت سائدة في الفترة الزمنية الماضية (41) وذلك بقوله "واما ما شاهدته انا فهو فــــــي شط جيحون وليس ذلك الموضع مما يستحق ان يسمى جبـــــلا من كان من هذه المنكشفات اصلب طينة واقوى تحجرا واعظم حجرا، فانه اذا انهدم ما دونه، بقي ارفع واعلى "(42).

   ويعد ابن سينا اول من اشار الى فكرة الطباقية، وتعاقب الطبقات الرسوبية، بعضها فوق بعض تبعا لتعاقب العصور الجيولوجية وتعكس هذه الملاحظة، الفكر المبدع الخلاق، والملاحظة الدقيقـــة لهذا العلامة العربي الكبير وذلك بقوله: " وقد يرى بعض الجبال كانه منضور سافا فسافا، بان كل ساف ارتكم اولا، ثم حدث بعده في مدة اخرى ساف اخر فارتكم " (43).

ثالثا: اليابس والماء

   اشــــار ابن سينا الى اليابس والماء وذكر ان اليابس يتركز في شمال الكرة الارضية حيث يقول " ثم ان اصحاب الرصد وجدوا ربع الارض برا، واذا وجد هذا، فمن الذي يطمع في ان يكـون غيره بـرا يعتد به، الا جزائر قليلة فان انكشاف الربع كثير، ووجد هذا الربع اخذا في طوله نصف دور الارضووجد عرضه اخذا ربع دور الارض الى ناحية الشمال ثم ان تكون الربع الشمال لتقريب منكشفا ثــملم يقم برهان وجوب غمـــور الماء للارض اذ ان الماء بحسب الظن اكثر لا مـحالة من الارض اضعافا " (44).

  إن ابن سينا كان يرى أن الأرباع الثلاثة الأخرى ليست بالضرورة ان تكون كلها مغمورة بالماء (ثم لم يقم برهانا واضح على ان الارباع الاخرى مغمورة بالماء) (45) وكانه يشير من طرف خفيوعلى اساس نظرية الى الاحتمال وصور اخرى فوق هذه الارباع الثلاثة من الماء في الوقت الــذي لم تكن فيه القارتان الامريكيتان قد اعلن عن كشفها بعد.

أولا": العوامل الباطنية

أ- الزلازل:

وقد ساهم الباحثين الجغرافين العرب في توضيح وتفسير حدوث الزلازل منهم:

1- اراء المسعودي في الزلازل:

   اشار المسعودي الى مناطق الضعف في القشرة الارضية وهي الاكثر حدوثا للزلازل (46) بقولـــه " وبلاد قومس هي كثيرة الزلازل جدا وتغور اعين وتغور في مواضع اخر ولعظم ذلك فالبلد شديـــد الاختلال..... فلم ار اعظم امرا من هذه الزلزلة ولا اطول مكثا " (47) .

  كما حاول أن يتوصل إلى أن تكوين الزلازل يبدأ من باطن الارض، من نقطة معينة بعيدة، منها تنتقل الموجات الى اعلى والتي تسبب التدمير(48) وذلك بقوله: " وذلك اني تبينت تحـــــــت الارض كالشيء العظيم يحاكها مارا تحتها ومحركاتها، كانه اعظم منها، وكانها نائية عنه، مع دوي عظيم في الجو " (49).

   كــــما اشار إلى الزلازل التي تحدث في خراسان، والاثار الناجمة عنها من هلاك البشر والتدمير واختفاء مظاهر وظهور مظاهر اخرى (50): " وهذه البلاد هلك منها خلق كثير من الناس فمنها مــا صار موضعا اجاما ومياها سودا فتنة، ومنها ما صارت كالرماد لانقلابها في سفوح الجبال شاهقـــة منيعة، وذلك مشهود ببلاد خراسان وغيرها " (51).

  كما اشار الى مناطق اخرى تحدث فيها الزلازل بكثرة، ومنها ما تتركه من اثار سلبية على تلك المناطق (52) بقوله: " وتهدم في شهر رمضان سنة 344 هــ نحو ثلاثين ذراعا من اعاليها بالزلزلة التي كانت في بلاد مصر وكثير من بلاد الشام والمغرب في ساعة واحدة..... وكانت عظيمة مهولة فضيعة...... وقد دخلنا اكثر المواضع المشهورة لكثرة الزلازل وعظمها مثل بلاد سيراف وهي بين جبل بحر وبلاد الصيرة ومدينة انطاكية من جند قنسرين والعواصم من ارض الشام وهي في سطـــح جبل مطل وهي كثيرة الزلازل جدا " (53).

2- الزلازل عند ابن سينا (تعريفها، حدوثها، أنماطها)

   عرف ابن سينا الزلازل بقوله: "بانها حركة تعرض لجزء من اجزاء الارض بسبب ما تحتـــــه ولا محالة ان ذلك السبب، يعرض له ان يتحرك ثم يحرك ما فوقه "(54). ان الزلازل عند ابن سينا، حركة اجزاء من باطن الارض، وان هذه اجزاء لا تتحرك ذاتيا، الا اذا حدث ما يحركه، ثم تحرك، هذه الاجزاء ما فوقها، ولما كان موضع الزلازل من مواضيـــــــع الجديدة التي طرقها ابن سينا، فنلاحظ يستعمل في تحليلاته كلمة ربما، للتعبير عن احتمالات تلـــك الظاهرة، او عدم حدوثها (55) بقوله: " والجسم الذي يمكن ان يتحرك تحت الارض، ويحـــــــرك الارض، اما جسم بخاري دخاني قوي الاندفاع كالرياح، واما جسم مائي سيال، وأما جسم هوائي وأما جسم ناري، وأما جسم أرضي " (56).

  ويوضح دور كل جسم من هذه الاجسام، ودورها الايجابي في حدوث الزلزلة، ومن هنا تتضح منهجية ابن سينا في طرح الفرضيات، ثم التحقق منها، فيبين لنا ان الجسم الناري لايمكن ان يحدث تحت الارض، وهو نار صرفة (57) وذلك بقوله: " الجسم الناري لا يحدث تحت الارض وهو نار صرفة " (58).

  وكذلك الجسم الهوائي لا يسبب الزلزلة، فاذن ما هي طبيعة الجسم الذي يسبب حركة بــــــــاطن الارض، وما فوقها، فغالبا ما يكون بحكم الدخان المحبوس، وفي حكم الريح المشتعلة، لان هـــذه الغازات المحبوسة يمكن ان تنطلق بقوة تحت الارض، ومن ثم تحرك ما فوقها (59) يوضح ذلـــــك بقوله: " بل يكون لا محالة في حكم الدخان القوي، وفي حكم الريح المشتعلة " (60). انماط الهزات الارضية التي ذكرها ابن سينا في كتابه الشفاء (المعادن والاثار العلوية):

1- الرجفة والرجيفة: وهي الهزة الارضية التي يتخيل معها ان الارض الى فوق اي زلزلة راسية   أما التي تحرك الارض حركتين راسية وافقية فهي السلمية وينتج الصدع السلمي (61).

2- الرعشية: وهي الزلازل الاختلاجيةالعرضية التي ينتج عنها طيــــــــات ملتوية (62).

3- السلمية: صفة الزلازل التي تحرك الارض حركة راسية وافقية معا ينتــــــــج عنها ما يعرف بالانكسارات السلمية والمصطلح عن ابن سينا (63).

4- القطقط: اطلق ابن سينا على الزلازل التي تحرك الارض مـــــــن اتجاهين (افقي وعمودي) تسمية القطقط(64).

ب- البراكين

1- اراء المسعودي في البراكين:

   اشار المسعودي الى البراكين موضحا المناطق التي تحدث فيها بكثرة مبينا المقذوفات البركانية من دخان، وصخور(65) بقوله: "ويقابل هذا الساحل في البحر جزائر منها جزيرة نحو ثلاثة ايام مــــن الساحل، فيها اطمة عظيمة تزخر في اوقات في فصول السنة فتظهر فيها نار عظيمة تذهب الهــواء كاشمخ ما يكون من جبال العالية فتضيء الاكثر من هنا البحر.... وليس في اطام البحر اشد صوتا ولا اكثر تلهبا من الاطمة التي تخرج من اعمال المهراج وبعدها وادي برهوت وهو نحو بلاد سبـا وحضرموت من بلاد الشخر، وذلك ما بين بلاد اليمن وبلاد عمان وصوتها يسمع كالرعد........ تقذف من قعرها بجمر كالجبال وقطع من الصخور..... والجمر الذي يظهر منها الحجارة التـــــي اخمدت مما قد احالها من مواد (سواد) حرارة النار " (66).

   يـــشير هنا الى الصخور النارية التي مصدرها الصهير في باطن الارض كما يشبه هذه البراكين التي تحدث في جبل البركان من بلاد صقلية من ارض، من بلاد افريقيا من ارض المـــــغرب(67) ويصف بركان صقلية بقوله: " ومنه تخرج عين نار.... يستضيء بضوء نارها السفر على اكثر من مائة فرسخ برا وبحرا في الليل، ويرى في شرارة اذا على لهبة في الجو جثـــث كابدان الناس الحجر الابيض الذي يحك به الكتابة في الدفاتر ويوجد بنواحي هذه الاطمة الـــــــــحجر المعروف باليشب النافع لاوجاع البطن والمعدة "(68).

2- اراء اخوان الصفا في البراكين:

  أما أخوان الصفا فقد أدركوا من ملاحظاتهم الميدانية مباشرة للبراكين ووصفوا هــــــــذه الظاهرة وارجعوا البراكان الى احتراق معدني للكــــــبريت والنفط وبعض المواد الدهنية في اعماق بعيدة عن سطح الارض بقولهم: " واعلم ان في بعض المواضع يرى من بعيد على رؤوس الجبال وبطــــــون الاودية نيران وضياء بالليل والنهار، ودخان معكر ساطع في الهواء ومرتفع في الجو وعلته ان فــي جوف الجبال كهوفا ومغارات واهوية ملتهبة تجري اليها مياه كبريتية او نفطية دهنية فتكون مــــادة لها رائحة وهي مثل الذي بجزيرة صقلية وبجبل مزمهر في خوزستان "(69).

  وعلى الرغم من ان تفسيرهم هذا كان بعيد التفسير العلمي الحديث لظاهرة البراكين الا ان رايهم بقي سائدا في الاوساط العلمية حتى مطلع القرن التاسع عشر معتمدين بذلك عن تحليلاتهم الطبيعية للغازات المنبثقة من فوهات البراكين.

3- أراء ابن سينا في البراكين:

  وقد تطرق ضمنا إلى حدوث البركان، وما يرافقه من انبعاث الحمم، وحدوث دوي هائل، دون زلزلة في الارض، ولم يشير اليه على انه بركان، بل اعتبره نوع من أنواع الزلازل وذلك بقولــــه " فاذا كان سبب الزلزلة قوية جدا، خسف الارض باندفاعه وخلا وجههوربما خلص نارا محترقــة وربما حدثت اصوات هائلة ودوي، يدل على شدة الريح فان فيه، ما حدث عن اندفاعها صوت ولـم تزلزل "(70).

  يتبين من هذا النص، اهمية الاراء التي قدمها ابن سينا في انبعاث النظريات البركانية، وتبلــور وتطور التصور العلمي عن تركيب باطن الارض، وبقيــــــــــت اراءه ســـــــائدة حتى نهاية القرن التاسع عشر.

ثانيا": العمليات الخارجية:

أ- التجوية:

   هي اولى العمليات الجيومورفولوجية وهي عملية عطب حتمي في الغلاف الصخري للقشرة الارضية وهي عملية تحطم وتهشم وتكسر (فيزيائية) واذابة وتحليل وتكسر في صخور (كيميائية) ادرك الجغرافيين العرب الحقائق الرئيسية المتصلة بعملية التجوية وذكروا العوامل المؤثرة فيها ومن هولاء(71).

1- اراء البيروني في التجوية:

  اشار ألى نقطة جوهرية مهمة هو فعل الرياح والمياه الجارية في تجوية هذه المدملكات، وابقاء الحصى حتى يتعرض لعملية الصقل والبري، وباستمرار وبها تتحول الى حصى صغــــير ملســـاء ونواتج التجوية تخلف لنا التربة بشكل رئيسي(72) بقوله:" ان الرضاض والحصى هي مجـــــــــاورة تنكسر من الجبال، بالانصداع والانصدام، ثم يكثر عليها جري الماء، وهبوب الرياح، ويــــــــــدم احتكاكها فتبلى حتى يذهب بها فقد ملكها، وان الفئات التي تميز عنها هي الرمال ثم التراب "(73).

2- أراء جماعة اخوان الصفا في التجوية:

   وقد تناول اخوان الصفا في رسائلهم مفاهيم تخص دورة التحات وعملية النقل التي تقوم بها الرياح والانهار وتطرقوا الى مفاهيم التجوية وعواملها ومما جاء في رسائلهم(74): " وان الجبال من شــــدة اشراق الشمس والقمر والكواكب عليها بطول الدهور تنشف رطوبتها وتزداد جفافا ويبسا وتنقطــــــع وتنكسر وخاصة عند انقصاص الصواعق وتصير احجارا او صخورا او حصى ورمالا "(75).

3- أراء ابن سينا في التجوية:

   ويتضح ابداع ابن سينا في تحديد اثر العوامل الجيومورفولوجية المتمثلة بالمياه والرياح، واثرهـا في تحديد المظهر الارضي، بفعل العمليات الجيومورفولوجية، وخاصة التجوية التفاضلية، فــــــي مكونات صخرية متباينة في درجة صلابتها، ودرجة استجابتها للتجوية، وبهذا يكون ابن سينا، قد اكد على الصخارية، واثرها في تشكيل سطح الارض(76) بقوله:" اجزاء من الارض تكون مختلفــة فيكون بعضها لينة، وبعضها حجرية، فينحفر الترابي اللين، ويبقى الحجري مرتفعا"(77).

ب- التعرية:

  هـي عملية تفتيت وتجويف الصخور والموارد الصلبة وتحليلها الى اجزاء مفككة ونقلها من مكان الى اخر وعوامل النقل هي المياه والثلاجات والرياح(78) ومن علماء المسلمين العرب:

1- أراء المسعودي في التعرية:

  يوضح لنا المسعودي بان الانهار تزداد فعاليتـــــــــها الجيومورفولوجية في التعرية، كلما ازداد انحدار مجراها مع توافر تغذية مائية عالية(79) بقوله:" واذا وجد الماء سبيلا منخفضا، او انصبابــا وسع بالحركة شدة الجرية نفسه، فاقتلع المواضع من الارض من ابعد غايتها "(80).

2- أراء البيروني في التعرية:

    اشار البيروني الى نقطة جوهرية مهمة هي فعل الرياح والمياه الجارية في تجوية هذه المدملكات بقوله:" ومن سائر الجهات تلك الجبال الشوامخ واليها مصاب مياهها بل لو تفكرت عند المشاهـــــدة عند المشاهدة فيها وفي احجارها المدملكة الموجودة الى حيث يبلغ الحفر عظيمة بالقرب من الجبـــال وشدة جريان مياه الانهار واصغر عند التباعد وفتور الجري ورمالا عـــــــــند الركود والاقتراب من المغايض والبحر"(81) واشار ايضا الى الصخور المجمعات Conglomerate.

3- أراء أخوان الصفا في التعرية:

  اشار اخوان الصفا الى عملية النحت والنقل تتم في ان واحد وذلك بفعل المياه(82) اذ قالوا:" ثم ان الامطار والسيول تحط تلك الصخور والرمال الى بطون الاودية والانهار ويحمل ذلك شدة جريانهــا الى البحار الغدران والاجام "(83) وهو ما يؤكد البيروني.

ج: النقل والارساب:

    تجمع الرواسب والمواد المنقولة في البيئات التي تنقل اليها بواسطة عوامل النقل الاساسية المياهوالرياح والثلاجات وبالتالي تكوين وبناء الصخري فالمياه المتمثلة بالانهار والبحار ورواســـــــــــب الثلاجات ورواسب الرياح(84).

  لقد تناول العلماء المسلمون ظاهرة النقل والارساب بنوعيها الريحي والمائي وكان لها ذكر فـــــي كتاباتهم الجيومورفولوجية فمنهم:

1- أراء المسعودي في النقل والارساب:

  اشار المسعودي الى هدوء الفعاليات الجيومورفولوجية كلما قل انحدار الارض، بحيث يميل الـى البقاء والترسب وتبعا لذلك تتغير المظاهر الارضية ما بين اعمار وتخريب(85) اي عمل النهر بقوله "كلما وجد موضعا متسعا من الوهاد في طريقه من شدة جريته يعمل بحيرات وبطائح ومستنقعات(86)وقوله:" وتخرب بذلك بلاد، وتعمر بذلك بلاد "(87).

2- أراء البيروني في النقل والارساب:

  فقد استطاع ان يقدم تحليلا دقيقا لكيفية تكوين سهل هندستان والذي عدة نتيجة ارسابات لمسيلات مائية في مراحل تاريخية قديمة(88) بقوله:" انه تكون من الارسابات البحرية نتيجة تراجع البــــــحر القديم على مر العصور التاريخية، وذلك بقوله " لم تكد تصور ارضهم الا بحر في القديم انكبــــس بحمولات السيول"(89).

3- أراء ابن سينا في النقل والارساب:

  تطرق ابن سينا الى اهمية العملية الجيومورفولوجية البنائية المتمثلة بالترسيب، ودورها فـــــي تطور الجبال، وتكوين احجار جديدة تملا الاودية والفجاج وذلك بقوله:" واما عروق الطيــــــــــن الموجودة في الجبال، فيجوز ان تكون تلك العروق ليس من صميم مادة التحجر، لكنها من جملــة مـــا تفتت من الجبال، وتترتب وامتلأ في الاودية والفجاج، وسالت عليه المياه، ورطبته وغشيته ارصاص الجبال، او خلطت به طينتها الجيدة" (90).

المحور الثالث : المتحجرات ـ المدملكات ـ السهول الرسوبية جرف التربةـ تكوين الوديان ـ عمليات النحت بواسطة المياه

   تناول البيروني الكثير من المظاهرالجيومورفولوجيا فقد اشار الى مفهوم الدورة الجيومورفولوجيا والتي تبدا بالشباب وتنتهي بالهرم والخراب بقوله: " فاذا علت او افرط تكايسها حولها تقصت ميـــاه وغارت عيون وعمقت الاودية، وتعذرت العمارة وانتقل اهلها الى غيرها، ونسب ذلك الخراب الى الهرم "(91). المتحجرات اعطى البيروني مفهوم للمتحجرات وكيفية تكونها بقوله:" تخرج منها احجار اذا كسرت كانت مشتملة على اصداف وودع، وما يسمى اذان السمك، اما باقية على حالها واما بالية قد تلاشــــــت وبقى وكانها خلاء متشكلا بشكلها (92) وهنا يمكن القول بان البيروني اول من اشار الى الحقيقـــــــة العلمية للمتحجرات التي جاء بها هارتن 1945 م.

المدملكات

   يعد البيروني اول من اشار الى مصطلح المدملكات وقال انها تتكون من الحصى والرمل والطين واشار الى نقطة مهمة هو فعل الرياح والمياه الجارية في تجوية هـــــــذه المدملكات، وابقاء الحصى حتى يتعرض لعملية الصقل البري وباستمرار وبهـــــــــــا تتحول الى حصى صغير ملساء، ونواتج التجوية تخلف لنا التربة بشكل رئيسي بقوله: " ان الرضاض والحصى هي متجاورة تنكسر مـــــــن الجبال بالانصداع والاصطدام، ثم يكثر حواليها جري الماء، وهبوب الرياح، او يــــــدوم احتكاكها فتبلى حتى يذهب مدبلكها وان الفتات التي عنها هي الرمال ثم التراب "(93).

السهول الرسوبية

وساهم المسعودي في الجانب النظري في حقل علم الاشكال الارضية فقد اشار في نشوء السهول الرسوبية، حيث قال: " ليست مواضع الارض الرطبة ابدا رطبة ولا مواضع الارض اليابسة ابدا يابسة، ولكنها تتغير وتستحيل لصب الانهار اليها وانقطاعها عنها ولهذه العلة يستحيل موضع البحر وموضع البر برا ولا مواضع البحر بحرا بل قد يكون برا حيث كان مرة بحرا ويكون مرة برا وعلة ذلك الانهار بدؤها"(94).

   ويعطي البيروني تفسيرا عن اصل ونشاة السهول ويؤكد على سهل هندستان اذ يوضح ان هذا السهل كــــــان سابقا في مكانه قاع بحر وان ترسبات طينية لعبت دورها في انظماره فاصبح سهلا فيقول:" وارض الهند من تلك البراري يحيط بها من جنوبها بحرهم المذكور (ويقصد المحيــــــط الهندي)ومن سائر الجهات تلك الجبال الشوامخ واليها مصبات مياهها بل لو تعكرت عن المشاهدة فيها وفي احجارها المدملكة الموجودة الى حيث يبلغ الحفر تعظمة بالقرب من الجبال وشدة جريــان مياه الانهار واصغره عند التباعد وفتور الجري ورمالا عند الركود والاقتراب من المغايض والبحر لم تكد تصور ارضهم الا بحرا في القديم قد انكبس بحمولات السيول"(95). وهذه اشارة واضحة على دور الرواسب الطموية التي افرزت سهلا(96).

بيئات الترسيب صنف ابن سينا بيئات الترسيب الى ثلاثة اصناف منها:-

1- تبعا لنوع المركبات، نوعها.

2- مقادير العناصر فيها، عناصرها.

3- مميزات كل منها، مميزات المواد الترسيبية.

  ومجمل ذلك سوف ينتج انواع عديدة من الصخور التي تختلف في تركيبها المعدني، وصفاتها الكيماوية والمكونة لها، وصفاتها الفيزياوية، وتختلف هذه المركبات في امزجتها لاختلافها في مقادير العناصر فيها ومنها المائية ومنها الهوائية ومنها النارية الغالبة فيها(97).

وقد ميز ابن سينا بين نوعين من الترسيب:

1- ترسيب كيميائي بقوله:" وهو الذي يستحيل فيه الماء الى حجارة "(98).

2- ترسيب ميكانيكي بقوله:" وكثرة ما فيها من الحجر لكثرة ما يشتمل عليـه البحر من الطين ثم

ينكشف عنه""(99).

  يتضح مما تقدم ان ابن سينا عرف فكرة تغيرات ما بعد الترسيب وتحول الراسب الى صخر، وكذلك اعطى للزمن اهمية في تحجر المواد الراسبة.

جرف التربة

   وفيما يخص موضوع جرف التربة قال البيروني " ان الرضاض (ويقصد به الحصى الصغار وفتاة الصخر والحصى هي حجارة تتكسر مـــــن الجبال بالانصداع والاصطدام ثم يكثر عليها جري الماء وهبوب الرياح ويدوم احتكاكها فتبلى وياخذالبلي فيها من جهة زواياها وصروفها حتى يذهب بها فتدملها(اي تلمسها او تدورها) وان الفتات التي تتميز هي الرمال ثم التراب وان ذلك الرضوض لما اجتمع في مسـايل الاودية حتى انكسبتوتخللها الرمال والتراب فانعجنت بها واندفعت فيها وعلتها الســــيول فصارت في القرار والعمق بعد ان كانت على وجه الارض فوقه"(100).

  ويشير كذلك الى دور المياه في عملية النقل والارساب ويتكلم عن نهر جيحون وعمليات التحول فــــي مجراه كباقي انهار العالم وعمليات النقل والارساب التي يقوم فيهــــــــا وخاصة عمليات بناء السهول الدلتاوية عند مصبات الانهار او التقائها مع البحر (101).

  إن الأراء التي ذكرها الجغرافيين المسلمين تتقارب وتتطابق مع الافكار الجيومورلوجية الحديثة في العمليات الخاصة بالنحت والنقل والارساب بقسميها المائي والهوائي، ويتبين هذا التطابق فــــي موضوع نقل المفتتات الصخرية بالماء، وكذلك موضوع الترسيب والملاحظة ان النهر يبدا بترسيب حمولته عندما تتناقص سرعته عند المصب ام لاتساع مجراه او لزيادة الحمولة فيه بالقاء الرواسب واحيانا قد يتكون بقلة درجة الانحدار (102).

تكون الوديان

  يبدو أن الجغرافيين المسلمين ربطوا بين تكون الجبال والوديان في ادبياتهم واعتبروهما متلازمين فقــــد اشار ابـن سينا الى ان الاختلاف في طبيعة الصخور اثرها بين صخور صلبة واخرى لينة في تكون الوديان فقال:" وربما كان الماء والريح متفق الفيضان الا ان اجزاء الارض تكون مختلفــــــة تكون بعضها لينة وبعضها حجرية قينحفر التراب اللين ويبقى الحجري مرتفعا ثم لايزال ذلك السيل ينحفر على الايام ويتسع ويبقى النتوء، وكلما انحفر عنه الارض كان شهوقه اكثر" (103).

    ومن الضروري الاشارة هنا الى دور المياه في تفتيت الصخور اذا كانت سريعة واعتبروها العلماء المسلمين مياه حفارة تشق مجاريها في الامــــاكن التي تجري فيها ولا يكتفي ابن سينا بل يتوقف عند الجانب النوعي من العمليات الميكانيكية فيقول:" ثم لاتزال الســـــيول تفوض في الحفر الاول الا ان تغور غورا شديدا ويبقى ما انجرف عنه شاهقا وهذا التحقق من امور الجبال وما بينها مـــــن الحفور والمسالك " (104).

عملية النحت بواسطة المياه

  مــن الملاحظ ان الامواج البحرية تعمل على تنظيم سواحل البحار وحتها بالتالي ينعكس ذلك على تناقص وتاكل اجزاء من اطراف اليابسة، وقد اورد القران الكريم هذه الحقيقة في قوله تعــالى " افلا يرون انا ناتي الارض ننقصها من اطرافها " الانبياء الاية 44. هذا الحت الساحلي من الارض اليابسة،يعقبه ترسيب مقابل في قاع المحيطات والمنخفضات.

الاستنتاجات

كشف الإطار النظري للبحث عن الجوانب الآتية:-

1- تبين ان الجغرافيين العرب المسلمين عرفوا الدورة الجيمورفولوجية للانهار قبل وليم موريس ديفز.

2- لافكار الجغرافيين المسلمين في عمليات التجوية والتعرية الهوائية والمائية تتطابق مع الافكـــار المعاصرة.

3- قدم الجغــــــرافيين المسلمين مـــــعلومات دقــــــيقة جــدا عن تكون الصخور والجبال والمظاهر الجيمورفولوجية بشكل علمي نتيجة ملاحظاتهم الدقيقة.

4- ان ابن سينا اشار بشكل واضــــــــح عن العمليات الباطنية كالزلازل والبراكين في تشكيل سطح الارض.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش

(1) اسباهية يونس المحسن، وهناء عزيز العبيدي، الفكر الجغرافي عند البيروني، مجلة التربيـة والعلم، جامعة الموصل، كلية التربية، العدد 14 لسنة 1994، ص 237.

(2) البيروني، ابو الريحان محمد بن احـــــــمد، تحديد نهايات الاماكن لتصحيح مسافات المساكن، تحقيق محمد بن تاويتالطنجي، انقرة، بدون ذكر سنة الطبع، ص 21.

(3) اسباهية يونس المحسن، وهناء عزيز العبيدي، مصدر سابق، ص 237.

(4)البيروني، تحديد نهايات الاماكن لتصحيح مسافات المساكن، مصدر سابق، ص 21.

(5) اسباهية يونس المحسن، وهناء عزيز العبيدي، مصدر سابق، ص 237.

(6) البيروني، تحديد نهايات الاماكن لتصحيح مسافات المساكن، مصدر سابق، ص 19- 20.

(7) إسباهيه يونس المحسن، وهناء عزيز العبيدي، مصدر سابق، ص 237.

(8)البيروني، تحديد نهايات الاماكن لتصحيح مسافات المساكن، مصدر سابق، ص 21.

(9) اخوان الصفا وخلان الوفا، رسائل اخوان الصفا، الجزء الثاني، دار صادر بيروت، 1957، ص 98.

(10) المصدرنفسه، ص 99.

(11) عبد الاله رزوقي كربل، علم الاشكال الارضية، مطبعة جامعة البصرة، 1986، ص 67.

(12) ابن سينا، الشفاء، الطبيعيات، المعادن والاثار العلوية، راجعه وقدم له ابراهيم مدكور، تحقيق عبد الحليم منتصر، سعيد زايد، عبد الله اسماعيل، القاهرة، الهيئة العامة لشؤون المطابع الاميرية، 1385هـ / 1965 م، ص 3.

(13) عبد الاله رزوقي كربل، مصدر سابق، ص 66.

(14) المصدر نفسه، ص 4.

(15) اسباهية يونس المحسن، وهناء عزيز العبيدي، مصدر سابق، ص 284.

(16) عبد الاله رزوقي كربل، مصدر سابق، ص 3.

(17) اسباهية يونس المحسن، وهناء عزيز العبيدي، مصدر سابق، ص 284.

(18) عبد الاله رزوقي كربل، مصدر سابق، ص 3.

(19) ابن سينا، المعادن والاثار العلوية، مصدر سابق، ص 5.

(20) إسباهيه يونس المحسن، وهناء عزيز العبيدي، مصدر سابق، ص 284.

(21) ابن سينا، المعادن والاثار العلوية، مصدرسابق، ص 5.

(22) اليعقوبي (احمد بن ابي اسحاق بن جعفر)، كتاب البلدان، ط 3، مطبعة النجف، 1975، ص 33.

(23) نفس المكان

(24) هناء عزيز احمد العبيدي، الفكر الجغرافي الطبيعي عند المسعودي، مجلة التربية والعلم، كلية التربية، جامعة الموصل، العدد 25 لسنة 2000، ص 32.

(25) المسعودي (أبو الحسن علي بن الحسين)، التنبيه والاشراف، تصحيح ومراجعه عبد الله اسماعيل الصاوي، القاهرة، 1938، ص 35.

(26) هناء عزيز احمد العبيدي، الفكر الجغرافي الطبيعي عند المسعودي، مصدر سابق، ص134.

(27) المسعودي، التنبيه والاشراف، مصدر سابق، ص 25.

(28) البيروني، تحديد نهايات الاماكن، مصدر سابق، ص 20.

(29) اسباهية يونس المحسن، وهناء عزيز العبيدي، الفكر الجغرافي عند البيروني، مصدر سابق، ص 238.

(30) البيروني، تحقيق ما للهند من مقولة مقبولة في العقل او مرذوله، دائرة المعارف العثمانية، حيدر أباد، الهند، 1958، ص 157.

(31) اسباهية يونس المحسن، وهناء عزيز العبيدي، الفكر الجغرافي عند البيروني، مصدر سابق، ص 238.

(32) البيروني، تحقيق ما للهند، مصدر سابق، ص 160.

(33) اخوان الصفا وخلان الوفا، مصدر سابق، ص ص 96 – 97.

(34) اسباهية يونس المحسن، وهناء عزيز العبيدي، المفاهيم الجيومورفولوجية في المعادن والاثار العلوية لابن سينا، مصدر سابق، ص 285.

(35) ابن سينا، المعادن والاثار العلوية، مصدر سابق، ص 6.

(36) اسباهية يونس المحسن، وهناء عزيز العبيدي، المفاهيم الجيومورفولوجية في المعادن والاثار العلوية لابن سينا، مصدر سابق، ص 285.

(37) ابن سينا، المعادن والاثار العلوية، مصدر سابق، ص 7.

(38) وفيق الخشاب واخرون، علم الجيومورفولوجيا، جامعة بغداد، 1978، صص 55-63.

(39) ابن سينا، مصدر سابق، ص 8.

(40) نفس المكان.

(41) اسباهية يونس المحسن، وهناء عزيز العبيدي، المفاهيم الجيومورفولوجية في المعادن والاثار العلوية، مصدر سابق، ص 285- 286.

(42) ابن سينا، مصدر سابق، ص 8.

(43) المصدر نفسه، ص9.

(44) المصدر نفسه، ص 84.

(45) نفس المكان.

(46) هناء عزيز احمد العبيدي، الفكر الجغرافي الطبيعي عند المسعودي، مصدر سابق، ص135.

(47) المسعودي، التنبيه والاشراف، مصدر سابق، ص 44.

(48) هناء عزيز احمد العبيدي، الفكر الجغرافي الطبيعي عند المسعودي، مصدر سابق، ص135.

(49) المسعودي، التنبيه والاشراف، مصدر سابق، ص 44.

(50) هناء عزيز احمد العبيدي، الفكر الجغرافي الطبيعي عند المسعودي، مصدر سابق، ص135.

(51) المسعودي، التنبيه والاشراف، مصدر سابق، ص 45.

(52) هناء عزيز احمد العبيدي، الفكر الجغرافي الطبيعي عند المسعودي، مصدر سابق، ص135.

(53) المسعودي، التنبيه والاشراف، مصدر سابق، ص 44.

(54) ابن سينا، مصدرسابق، ص 15.

(55) اسباهية يونس المحسن، وهناء عزيز العبيدي، المفاهيم الجيومورفولوجية في المعادن والاثار العلوية، مصدر سابق، ص 288.

(56) ابن سينا، مصدر سابق، ص 15.

(57) اسباهية يونس المحسن، وهناء عزيز العبيدي، المفاهيم الجيومورفولوجية في المعادن والاثار العلوية، مصدر سابق، ص 288.

(58) ابن سينا، مصدرسابق، ص 15.

(59) اسباهية يونس المحسن، وهناء عزيز العبيدي، المفاهيم الجيومورفولوجية في المعادن والاثار العلوية، مصدر سابق، ص 285- 286.

(60) ابن سينا، مصدر سابق، ص 15.

(61) عبدالله يوسف الغنيم، منتخبات من المصطلحات العربية لاشكال الارض، الكويت، 1984، ص 164.

(62) المصدر نفسه ، ص 165.

(63) المصدر نفسه، ص 167.

(64) المصدر نفسه، ص 174.

(65) هناء عزيز احمد العبيدي، الفكر الجغرافي الطبيعي عند المسعودي، مصدر سابق، ص135.

(66) المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، دققها وطبعها يوسف اسعد داغر، ج1، طـ 2، دار الاندلس، بيروت، 1938، ص ص 208 – 209.

(67) المصدرنفسه، ص 208.

(68) المسعودي، التنبيه والاشراف، مصدر سابق، ص 53.

(69) اخوان الصفا وخلان الوفا، مصدر سابق، ص 99.

(70) ابن سينا، المعادن والاثار العلوية، مصدر سابق، ص 18.

(71) هبة سالم يحيى السلطان، المفاهيم الجغرافية الطبيعية في الفكر الجغرافي الاسلامي في القرن الرابع الهجري / العاشر الميلادي، رسالة دكتوراه (غير منشورة)، كلية التربية، جامعة الموصل، 2007، ص 136.

(72) اسباهية يونس المحسن، هناء عزيز احمد العبيدي، الفكر الجغرافي الطبيعي عنـــــــد البيروني، مصدر سابق، ص237.

(73) البيروني، تحديد نهايات الاماكن، مصدر سابق، ص 19-20.

(74) هبة سالم يحيى السلطان، مصدر سابق، ص 137.

(75) اخوان الصفا وخلان الوفا، مصدر سابق، ص ص81-82.

(76) اسباهية يونس المحسن، وهناء عزيز العبيدي، المفاهيم الجيومورفولوجية في المعادن والاثار العلوية، مصدر سابق، ص 285.

(77) ابن سينا، المعادن والاثار العلوية، مصدر سابق، ص 7.

(78) هبة سالم يحيى السلطان، مصدر سابق، ص 137.

(79) هناء عزيز احمد العبيدي، الفكر الجغرافي الطبيعي عند المسعودي، مصدر سابق، ص134.

(80) المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، مصدر سابق، ص 119.

(81) البيروني، تحقيق ما للهند، مصدر سابق، ص 157.

(82) هبة سالم يحيى السلطان، مصدر سابق، ص137.

(83) اخوان الصفا وخلان الوفا، مصدر سابق، ص 81

(84) هبة سالم يحيى السلطان ، مصدر سابق، ص 139.

(85) هناء عزيز احمد العبيدي، مصدر سابق، ص 134.

(86) المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، مصدر سابق، ص 119.

(87) نفس المكان.

(88) اسباهية يونس المحسن، وهناء عزيز العبيدي، الفكر الجغرافي الطبيعي عند البيروني، مصدر سابق، ص237.

(89) البيروني، تحقيق ما للهند، مصدر سابق، ص 157.

(90) ابن سينا، المعادن والاثار العلوية، مصدر سابق، ص 8.

(91) البيروني، تحديد نهايات الاماكن لتصحيح مسافات المساكن، مصدر سابق، ص 20.

(92) المصدر نفسه، ص 21.

(93) المصدر نفسه ، ص 10-11.

(94) المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، مصدر سابق، ص74.

(95) البيروني، تحقيق ما للهند، مصدر سابق، ص 157.

(96) منعم مفلح الرواي، الموجز في تاريخ الجيولوجيا عند العرب، ابحاث الندوة العالمية الأولى لتاريخ العلوم عند العرب، الجزء الاول، ط 1، معهد التراث العلمي العربي، جامعة حلب، 1977، ص ص 197-198.

(97) ابن سينا، مصدر سابق ، ص 191.

(98) ابن سينا، المعادن والاثار العلوية، الفن الخامس، مصدر سابق، ص 198.

(99) نفس المكان.

(100) البيروني، تحديد نهايات الاماكن لتصحيح مسافات الاماكن، مصدر سابق، ص ص19-20.

(101) المصدر نفسه، ص ص22-23.

(102) عبد الاله رزوقي كربل، مصدر سابق، ص ص 146-147.

(103) فاروق صنع الله العمري، تاريخ علوم الارض، دار ابن الاثير للكتب والنشر، جامعة الموصل، 1984م، ص ص 71-72.

(104) ابن سينا، مصدر سابق، ص105.




أو



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق