الصفحات

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2016

الدراسات الجيومورفولوجية والمورفومترية للنهر (الفصل الثاني) ...



الفصل الثاني : الدراسات الجيومورفولوجية والمورفومترية للنهر
1 ـ وادي النهر:
أ ـ أبعاد مورفومترية:
إن وادي النهر في منطقة الدراسة والمحدد من خلال خط تقسيم المياه، يبلغ طوله حوالي/28كم/، وعرضه يتراوح ما بين/4 ـ9كم/ أي بمتوسط/6 كم/، ويعود سبب اختلاف عرض الوادي إلى اقتراب المناطق المرتفعة من بعضها في المناطق التي يضيق فيها الوادي، مثل المنطقة الواقعة ما بين مرتفع جبل السبق/532م/ في الشرق ومرتفع تل داديرا/392م/ في الغرب حيث تبلغ المسافة بينهما حوالي/ 4 كم/ وقد اختير هذا الموقع لبناء السد، حيث تتوفر فيه الشروط الملائمة لبناء السد مثل الموقع الضيق والعميق للتقليل من التبخر والحد من نمو الأعشاب والنباتات وأيضاً وجود ممر يخترق قاعدة صخرية صلبة مناسبة لبناء سد فوقها21.
ويدل هذا التقارب والتباعد للمرتفعات على جانبي الوادي يدل على شدة العمليات البنائية التي تعرضت لها هذه المنطقة، والتي زادت بفعل تعميق مجرى النهر لواديه.
والسبب الآخر لاختلاف عرض الوادي هو تباعد المناطق المرتفعة عن بعضها في المناطق التي يتسع فيها الوادي مثل المنطقة الواقعة ما بين تل الأسود/358م/ في الشرق، وتل معم شمك/497م/ في الغرب، حيث تبلغ المسافة بينهما/9كم/، وهنا يقع سهل الزورة، أما بالنسبة لارتفاع الوادي عن سطح البحر، فانه يتدرج من ارتفاع /350م/ فوق سطح البحر، عند دخوله الأراضي السورية إلى ارتفاع /220م/ فوق سطح البحر في أقصى جنوبي منطقة الدراسة عند مدينة عفرين.
أما عمق الوادي بالنسبة للمرتفعات التي تحيط به، فيبلغ عمقه عند المنطقة الواقعة بين جبل كريش وتل موقد قباق حوالي/150م/، بينما يبلغ عمقه عند موقع السد حوالي/250م/، وأيضا يعود سبب هذا العمق إلى العمليات البنائية، ولكن هنا يبرز الدور الكبير لمجرى النهر في تعميق الوادي.

ب ـ المصاطب أو المدرجات النهرية:
إن دراسة ومعرفة المصاطب النهرية لها أهمية من الناحية الجيومورفولوجية، حيث تعتبر شواهد على نشاط النهر سابقاً، والمتمثل بعمليات الحت الرأسي والجانبي للنهر، وكذلك الترسيب النهري، وأيضا تعتبر دليل على وضع جيولوجي (بنائي) سابق، ووضع مناخي سابق، أما أهميتها الاقتصادية فتتمثل بكونها أرض صالحة للزراعة ومناطق مناسبة لسير طرق المواصلات دون عقبات22.
تختلف المصاطب ورسوباتها باختلاف ظروف الحوض النهري الذي يتحكم بها، وباختلاف الطبقات الصخرية التي تتكشف تدريجياً في طريق المجرى النهري وروافده وبذلك تتعدد المصاطب وتتباين تشكلاتها، لتشهد كل منها على شكل المرحلة التي مرت بها23.
ولدراسة المصاطب النهرية لنهر عفرين تم تحديد أربع قطاعات عرضية في الوادي، منها قطاع واحد قبل البحيرة وثلاث قطاعات بعد البحيرة، كما في الشكل رقم(12)، وكانت هذه القطاعات كما يلي:
الشكل رقم(12) مواقع القطاعات العرضية للوادي ومواقع الجروف والكهوف في منطقة الدراسة
الشكل من عمل الطالب بالاعتماد على الخريطة الطبوغرافية لعفرين مقياس 1/50000
1 ـ القطاع الأول: المقطع ( أ) في الشكل رقم (12).

يمتد هذا القطاع ما بين منطقتي تل وحواح في الجنوب الشرقي وقلعة النبي هوري في الشمال الغربي، الشكل رقم (13)، حيث يظهر في هذا المقطع العرضي البالغ امتداده حوالي/5 كم/ نهر عفرين على ارتفاع /350م/ فوق سطح البحر، عند موقع الجسر الروماني القديم، كما يظهر نهر (صابون سي) بجانبه على بعد/1 كم/ منه، تظهر المصطبة هنا على ارتفاع / 40 م/ عن مستوى المجرى، حيث تظهر على جانبي المجريين معاً مصطبتين والمسافة بينهما حوالي/ 2 كم/ ، وهاتين المصطبتين هما من نوع المصاطب الصخرية التي يحفر النهر فيها مجراه ضمن الصخر الأساسي24، وتقل فيها التوضعات اللحقية، وقد لوحظ من خلال العمل الميداني تكشف صخور الكلس العائدة للكريتاسي على جانبي المجرى مباشرة أي أرض الزور، وأيضا على جانبي المجرى بعيداً فوق المصطبتين المذكورتين، بالإضافة إلى التكوينات الرباعية المنتشرة في المكان.
الشكل رقم(13) المقطع العرضي للوادي ما بين تل وحواح وقلعة النبي هوري
الشكل من عمل الطالب بالاعتماد على الخريطة الطبوغرافية لعفرين مقياس 1/50000

2 ـ القطاع الثاني: المقطع(ب) في الشكل رقم(12)
يمتد هذا القطاع ما بين قرية حلوبي الصغير في الجنوب الشرقي وأرض الخان في الشمال الغربي، الشكل رقم(14) حيث يظهر في هذا المقطع العرضي البالغ امتداده حوالي/ 5 كم/ نهر عفرين على ارتفاع/ 270 م/ فوق سطح البحر. تظهر في هذا الموقع مصطبتين على جانبي المجرى يرتفع كل منها عن مستوى المجرى/30ـ40 م/ وهما مصطبتين صخريتين مؤلفتين من صخور الكلس العائدة للزمن الثالث بالإضافة إلى بعض التكوينات الرباعية المتوضعة فوق الصخر الأساس على جانبي المجرى. كما في الصورة رقم(11).

الشكل رقم(14) المقطع العرضي للوادي ما بين حلوبي الصغير وأرض الخان
الشكل من عمل الطالب بالاعتماد على الخريطة الطبوغرافية لعفرين مقياس 1/50000

الصورة رقم(11) ظهور المصطبتين الأولى والثانية عند منطقة أرض الخان
تبين هذه الصورة ظهور مصطبتين على الضفة اليمنى للنهر في جنوب منطقة الدراسة وقد استغلت هذه المصاطب في زراعة أشجار الزيتون( ناظراً باتجاه الغرب)
3 ـ القطاع الثالث: المقطع (ج) في الشكل رقم(12)
يمتد هذا القطاع ما بين تل كاري هوشي في الشرق ووادي نهر زرافكي في الغرب، يظهر في هذا المقطع البالغ امتداده حوالي/9 كم/ نهر عفرين على ارتفاع /250م/ فوق سطح البحر، الشكل رقم(15).

الشكل رقم(15) المقطع العرضي للوادي ما بين تل كاري هوشي ووادي نهر زرافكي
الشكل من عمل الطالب بالاعتماد على الخريطة الطبوغرافية لعفرين مقياس 1/50000

يظهر في هذا المقطع مصطبة واحدة على الجانب الأيمن للمجرى وهي مصطبة رسوبية، تتسع هذه المصطبة وتمتد حوالي/3 كم/ وتسمى هذه المنطقة بأرض الدشت أي السهل، وهي مستغلة في الزراعة لأنها مؤلفة من التوضعات الرباعية ذات التربة الصالحة للزراعة، كما أن هذه المصطبة استغلت بمد خط سكة الحديد حلب ـ ميدان أكبس. كما في الصورة رقم(12).
الصورة رقم(12) استغلال المصطبة في طرق المواصلات
تبين هذه الصورة المصطبة على الضفة اليمنى للنهر وقد استغلت في مد سكة الحديد والطريق الترابي وذلك عند موقع نهر زرافكي( ناظراً باتجاه الجنوب)

4 – القطاع الرابع: المقطع(د) في الشكل رقم (12)
يمتد هذا القطاع ما بين تل الأسود وتل معم شمك، حيث يظهر في هذا المقطع العرضي البالغ امتداده/ 8 كم/ نهر عفرين على ارتفاع/ 250 م/ فوق سطح البحر، الشكل رقم(16)، تظهر هنا مصطبة واحدة على الجانب الأيمن من النهر وهي مصطبة رسوبية مؤلفة من التوضعات الرباعية، وهي عبارة عن أرض سهلية تنتشر فيها الأراضي الزراعية ويمر منها طريق (عفرين ــ راجو)، وتغيب المصطبة في الطرف الآخر بسبب وجود كتلة جبلية ممثلة بالتل الأسود وجبل الحنة، كما في الصورة رقم(13)
الشكل رقم(16) المقطع العرضي للوادي ما بين تل الأسود وتل معم شمك
الشكل من عمل الطالب بالاعتماد على الخريطة الطبوغرافية لعفرين مقياس 1/50000

الصورة رقم(13) المصطبة الرسوبية مقابل جبل الحنة.
تبين الصورة جبل الحنة على الضفة اليسرى للنهر ويقابله المصطبة الرسوبية على الضفة اليمنى للنهر(ناظراً باتجاه الشرق)
ج ـ المظاهر الجيومورفولوجية المرتبطة بالمصاطب (الجروف والشقوق الناجمة عن المجاري الضمنية):

نلاحظ أيضاً من خلال دراسة المصاطب النهرية المظاهر الجيومورفولوجية المتعلقة بها مثل الجروف والكهوف، حيث أنه من خلال العمل الميداني لوحظ وجود الجروف المختلفة في ارتفاعاتها وانحداراتها، منها الجرف الموجود في شمال منطقة الدراسة على يمين مجرى النهر قبل وصوله إلى البحيرة،[الموقع رقم(1) في الشكل رقم(12)] حيث ينحدر هذا الجرف باتجاه المجرى بشكل شبه شاقولي، ارتفاعه/ 10 م/ وهو مؤلف من صخور الكلس العائدة إلى الكريتاسي وفوقه طبقة من الكونغلوميرا يبلغ سمكها حوالي نصف متر كما في الصورة رقم(14).
الصورة رقم(14) الجرف المطل على النهر للموقع رقم(1) من الشكل رقم(12) 
تبين هذه الصورة الجرف المطل على النهر في شمال منطقة الدراسة( ناظراً باتجاه الشمال) وهي مكونة من صخور الكلس العائدة للعصر الكريتاسي.

ويوجد جرف آخر بعد البحيرة[ الموقع رقم(2) في الشكل رقم(12)] عند وادي قامشلي، يظهر هذا الجرف على يسار المجرى ويشرف على المجرى بشكل شاقولي على ارتفاع حوالي/25م/.كما في الصورة رقم(15).
وتظهر هنا الشرفات الناتجة عن التطبق الأفقي للصخور والتفريغ السفلي من قبل المياه الجارية. صخور هذا الجرف كلس يعود للزمن الثالث. ونلاحظ في هذا الجرف الحزوز الطولانية الواضحة الناتجة عن عمل المياه، كما في الصورة رقم(16).
الصورة رقم(15) الجرف المطل على النهر في الموقع رقم(2) من الشكل رقم(12)
تبين هذه الصورة جرف مطل على مجرى النهر وارتفاعه حوالي/25م/ وذلك في جنوب منطقة الدراسة، وهو مؤلف من صخور الكلس العائدة للزمن الثالث( ناظراً باتجاه الجنوب)

الصورة رقم(16) شقوق طولانية في الجرف السابق
تبين هذه الصورة الحزوز الطولانية الناتجة عن عمل المياه، وذلك في الجرف السابق ونجد في أسفلها طبقة من التربة ناتجة عن ترسيب الطمي للمياه المتسربة( ناظراً باتجاه الشرق )
يظهر جرف آخر بعد الجرف السابق مباشرةً ولكن في الطرف المقابل، أي على يمين النهر[ الموقع رقم(3) من الشكل رقم(12)]، ارتفاع هذا الجرف حوالي/ 40 م/، كما في الصورة رقم(17)، وصخوره كلس يعود للزمن الثالث، وتميل طبقات صخور هذا الجرف بشكل متوازي مع اتجاه جريان النهر حتى تغوص أسفل منسوب مياه النهر كما في الصورة رقم(18).
ومن المظاهر الأخرى الناتجة عن المصاطب نلاحظ الشقوق والمجاري الضمنية، حيث لوحظ من خلال العمل الميداني وجود شقوق صغيرة على يمين النهر قبل قرية كفروم[ في الموقع رقم(4) من الشكل رقم(12)] وهي ناتجة عن مجاري مائية ضمن الصخور، كما في الصورة رقم(19).

الصورة رقم(17) الجرف على يمين النهر في الموقع رقم(3) من الشكل رقم(12)
تبين هذه الصورة جرف مطل على النهر وذلك على الضفة اليمنى للنهر في جنوب منطقة الدراسة، بالإضافة إلى هبوط أصاب طبقات مقدمة الصورة يدل عليها ميلها بدرجات واضحة(10°ـ 15°) ارتفاعه حوالي/40م/،( ناظراً باتجاه الشمال الغربي)

الصورة رقم(18) ميل طبقات الجرف السابق
تبين هذه الصورة ميل طبقات الجرف السابق، حيث تميل هذه الطبقات مع اتجاه جريان الماء حتى تغوص أسفل منسوب مياه النهر( ناظراً باتجاه الغرب)

الصورة رقم(19) أحد الشقوق الناجمة عن المجاري الضمنية
تبين هذه الصورة أحد الشقوق الناتجة عن المجاري الضمنية في الصخور الكلسية العائدة للزمن الثالث، وذلك على الضفة اليمنى للنهر في جنوب منطقة الدراسة( ناظراً باتجاه الغرب) نلاحظ الردميات أمام الشق الناتجة عن خروج الماء منها.
ذكر (كمال محي الدين حسين) في كتابه جيولوجية سورية الإقليمية وجود أربعة مصاطب لنهر عفرين25، ولكن من خلال العمل الميداني لوحظ فقط وجود مصطبة واحدة بالإضافة إلى مصطبة ثانية غير واضحة المعالم أو ربما تعرضت للإزالة والتشويه،لأن المصاطب تتعرض للتشويه والاختلاط بسبب الإنهيالات والانهيارات وانجراف التربة على الجوانب، فيضيع شكل المصطبة الأفقي تحت غطاء المهيلات والمجاري السفحية الجانبية26. إن منطقة الدراسة تقع ما بين القطاع الأعلى والأوسط لوادي نهر عفرين بأكمله وإن المصاطب غالباً ما تتشكل في القطاع الأوسط والأدنى، إن ما ذكر من وجود أربعة مصاطب لنهر عفرين ربما يكون خارج حدود منطقة الدراسة ضمن الوادي أي في الجنوب بعد مدينة عفرين.
وأخيراً نلاحظ أنه من خلال دراسة المصاطب النهرية في منطقة الدراسة وجود مصطبتين لنهر عفرين، وهي مصاطب رسوبية تتحول إلى مصاطب صخرية في أماكن أخرى، وأنه يوجد مظاهر مرتبطة بالمصاطب النهرية وتتمثل بالجروف والكهوف.

2 ـ مجرى النهر أو قناة النهر:
أ ـ نوع المجرى وطبيعة الجريان:
مجرى النهر هو القناة التي تجري فيها مياه النهر27، أ ي الجزء المبلل بالماء ومن خلال العمل الميداني تم تحديد نوع المجرى وطبيعة الجريان للنهر، حيث تم التوصل إلى أنه نهر وحيد المجرى، وهو مجرى ضحل لا يتجاوز متوسط عمقه نصف متر، ويزداد عمقه أحيانا في فترات الفيضان، يتعرج حسب تضاريس المنطقة وحسب الحالة البنيوية، وحسب عمليات النهر المتمثلة بالحت والترسيب. وهو مجرى معتدل الانحدار إذ ينحدر من ارتفاع /350م/ من بداية منطقة الدراسة شمالاً إلى ارتفاع /220م/ في نهاية منطقة الدراسة جنوباً، أي ينحدر حوالي/130م/ على مسافة قدرها/28كم/، الشكل رقم(20)، ويبلغ معدل الانحدار/4.64م/ لكل واحد /كم/ :
130
ـــــــــــــــــــــ = 4.64
28
وهو نهر دائم الجريان ينخفض ويرتفع منسوبه حسب مواسم الشح والفيضان.

ب ـ نظام التصريف النهري ونموذج (شكل) التصريف النهري:
إن نظام التصريف النهري لنهر عفرين هو نظام تصريف بسيط حيث يحدث فيه فقط فترة فيضان واحدة28، إن نموذج شكل التصريف لنهر عفرين هو تصريف متوازي تكون فيه الروافد متوازية، حيث يبحث المجرى المائي للروافد عن أقصر الطرق للوصول إلى الوادي الكبير، فيجري عن طريق الأودية المتوازية والعمودية على خط اتجاه السفح المطل على الوادي29، كما في الشكل رقم(17).

الشكل رقم(17) يبين الشكل المتوازي للأودية السيلية التي ترفد نهر عفرين
الشكل من عمل الطالب بالاعتماد على الخريطة الطبوغرافية لعفرين مقياس 1/50000
ج ـ تطور مجرى النهر:
تأتي أهمية دراسة تطور مجرى النهر من خلال معرفة وتوصيف العمليات التي يتعرض لها مجرى النهر والمتمثلة بالحت الجانبي والرأسي، وأيضا الترسيب وما ينتج عنها من تشكل الضفاف، سواء أكانت على شكل جروف أو ترسبات، وأيضاً تشكل الأكواع النهرية والبحيرات الهلالية والجزر النهرية.
وسيتم دراسة تطور مجرى النهر من خلال دراسة الحت الرأسي والحت الجانبي وتشكل الأكواع والجزر النهرية.

1 ـ الحت الرأسي:
وهو أسلوب الحت الذي تحز فيه المياه ومجروفاتها الصلبة ضمن قاع النهر رأسياً عمودياً، مما يزيد في عمق الوادي ويرفع من قيمة فروق التضاريس في وادي النهر30.
إن الحت الرأسي في وادي نهر عفرين ضمن منطقة الدراسة يختلف شدته من موقع لآخر، ويعود ذلك لعدة أسباب مثل قوة جريان الماء وطبيعة تكوينات قاع المجرى31، وطبيعة الحمولة النهرية، وتعرض المنطقة لحركات رافعة وخافضة وتغير مستوى الأساس المتمثل ببحيرة السد بالنسبة للجزء الشمالي من منطقة الدراسة.
نلاحظ أن الحت الرأسي يشتد في الجزء الشمالي من منطقة الدراسة قبل البحيرة، حيث تشتد قوة جريان الماء بسبب طبيعة انحدار الأرض، الصورة رقم(20).

الصورة رقم(20) مسرع مائي
تبين هذه الصورة أحدى المسارع المائية الناتجة عن انحدار سطح الأرض في شمال منطقة الدراسة( ناظراً باتجاه الشرق)
يشتد الحت الرأسي في هذا الموقع وفي المواقع المشابهة، أي في المواقع التي تشتد فيها قوة جريان الماء، لأن تحرك المجروفات في الأنهار، وقيامها بالأعمال الحتية مرتبط ارتباطاً أساسياً بعنصري كتلة المياه وسرعتها، كما يظهر من معادلة الطاقة الحركية، أوالطاقة الحتية في الأنهار وهي:
ك X س2
ط = ــــــــــــــــــــــــ
2
حيث أن: ك = كتلة الماء
س = سرعة الماء
ويتضح من هذه المعادلة أن أي زيادة للسرعة تزيد من طاقة النهر زيادة كبيرة. أي أن طاقة النهر تزداد في فترات الفيضان، حيث تترافق زيادة المياه مع زيادة السرعة32.
ففي المنطقة المذكورة يقوم النهر بتعميق مجراه ضمن الصخور الكلسية العائدة للكريتاسي، الصورة رقم(21).
ويتضح تعميق النهر لمجراه من خلال ارتفاع المصطبتين على جانبيه حوالي/ 50 م/ [الشكل رقم(13)]

الصورة رقم(21) تعميق النهر للمجرى ضمن الصخور شمال منطقة الدراسة
تبين هذه الصورة قيام النهر بحت وتعميق مجراه ضمن صخور الكلس العائدة للعصر الكريتاسي، وذلك في شمال منطقة الدراسة( ناظراً باتجاه الشمال)

يتضح أيضاً تعميق المجرى في موقع آخر يقع بعد السد عند الجسر الذي يمر فوق النهر قبل قرية ميدانكي، حيث نجد أن النهر قد عمق مجراه ضمن تكوينات صخرية تعود للزمن الثالث وتشرف هذه الصخور على مجرى النهر على شكل جروف صغيرة، كما في الصورة رقم(22) وتستمر المظاهر الناجمة عن تعميق النهر لمجراه بعد هذا الموقع، وتتضح هذه المظاهر من خلال الجروف التي تشرف مباشرة على مجرى النهر، وهذا يتضح من خلال المقطع العرضي في [ الشكل رقم(14)] حيث يأخذ الوادي شكل حرف ( v).
إلا أنه بشكل عام فإن تعميق المجرى قد تضائل وضعف بعد موقع السد نتيجة بناء السد والتحكم في مجراه.

الصورة رقم(22) أحد الجروف الصغيرة المطلة على مجرى النهر
تبين هذه الصورة جرف صغير مطل على مجرى النهر والناجم عن تعميق النهر لمجراه في جنوب منطقة الدراسة بعد السد( ناظراً باتجاه الجنوب الشرقي)

2 ـ الحت الجانبي:
يقوم الحت الجانبي بضرب وائتكال جوانب الأنهار وأوديتها فيوسعها عرضانياًً، ومع تزايد العرض يقل العمق، وتتوزع مياه النهر على مقطع أوسع عرضانياً، وقد يكون الحت على جانبي النهر بشكل متناظر أو على جانب واحد، حيث تتحرك المياه وتضغط على الجانب الشديد الانحدار والعميق، فيؤتكل أكثر من الجانب المقابل، ويتراجع بحت وتفريغ أسفله ومن ثم انهياره33.
إن عملية الحت الجانبي تلاحظ بشكل واضح في أجزاء كثيرة من منطقة الدراسة، والغالب عليها هو الحت من جانب واحد والترسيب في الجانب المقابل، ولا سيما في التكوينات اللحقية الرباعية،كما في الصورة رقم(23).

الصورة رقم(23) تعرض المجرى لعملية الحت الجانبي في شمال منطقة الدراسة
تبين هذه الصورة عملية الحت الجانبي وتآكل الضفة اليمنى للنهر، حيث يبلغ ارتفاع الجرف الترابي المعرض للحت والمطل على المجرى حوالي/1.5م/ وذلك في شمال منطقة الدراسة (ناظراً باتجاه الشمال الغربي)

ويؤدي استمرار عملية الحت من جانب واحد إلى تآكل هذا الجانب وتخريب ما يتواجد فوقه من أراضي زراعية وطرق مواصلات وحتى منشآت سكنية. وأيضاً نلاحظ في منطقة الدراسة الحت الجانبي في التكوينات الصخرية، كما في جنوب منطقة الدراسة بعد السد مباشرة، حيث تكون الطبقات الصخرية هنا متطبقة بشكل أفقي مما يساعد على تعمق الحت الجانبي ضمن الطبقات وتشكل التجاويف على شكل كهوف، كما في الصورة رقم(24).
ومما يساعد على تآكل الأراضي من خلال الحت الجانبي فعل المياه الجوفية التي تتسرب من المناطق المحيطة بالمجرى إلى النهر، وأيضا مواقع التقاء الروافد بالمجاري الرئيسية حيث هنا تتعاظم القوة التدميرية34، كما في الصورة رقم(20)، وأيضا تأثير الرياح من خلال ما تحدثه من أمواج على الضفاف ولا سيما في البحيرة، وأيضا يؤدي تصريف مياه الري الزائدة باتجاه مجرى النهر بشكل عشوائي، إلى تآكل ضفاف المجرى.

الصورة رقم(24) تشكل التجاويف ضمن المجرى نتيجة الحت الجانبي
تبين هذه الصورة تجويف أو تكهف ضمن الصخور الكلسية ذات التطبق الأفقي، والناجم عن عملية الحت الجانبي للمجرى، وذلك في جنوب منطقة الدراسة( ناظراً باتجاه الشمال الغربي)

الصورة رقم(25) التقاء نهر (صابون سي) مع نهر عفرين
تبين هذه الصورة اشتداد عملية الحت الجانبي نتيجة التقاء نهري عفرين و(صابون سي) في شمال منطقة الدراسة( ناظراً باتجاه الشمال)

3 ـ الأكواع النهرية:
الأكواع النهرية أو المنعطفات النهرية هي مظاهر ناتجة عن عمل المياه في الأنهار نتيجة عملية الحت الجانبي، ونميز في الأكواع نوعين هما الأكواع الحرة أو المترنحة، وتظهر في الأراضي قليلة الانحدار، المؤلفة من مواد لحقية طرية رسبتها المجاري المائية (أي أن هذه الأكواع تكون مرتبطة بمجرى النهر لا بالوادي) ويرجع سبب هذه الأكواع إلى طبيعة حركة المياه وإلى الحت الجانبي في الأنهار35. والنوع الثاني هو الأكواع النهرية المتعمقة، وهذه الأكواع تكون مرتبطة بمجرى النهر وبالوادي النهري،
أي تنطبق الأكواع وخط سير المياه على خط سير المجرى والوادي، وسبب هذه الأكواع هو تعمق النهر ضمن الصخور بفعل عملية الحت الرأسي36.
ويوجد في منطقة الدراسة هذين النوعين من الأكواع، فالأكواع الحرة أو المترنحة يمثلها كوع في شمالي منطقة الدراسة بعد التقاء نهر عفرين مع نهر (صابون سي) بحوالي/ 1 كم/، حيث تشكل هذا الكوع النهري في أرض سهلية منبسطة ضمن توضعات لحقية رباعية، [ الشكل رقم(18) والصورة رقم(26)].

الشكل رقم(18) كوع نهري حر(مترنح) في شمال منطقة الدراسة بعد التقاء نهري عفرين و(صابون سي).
الشكل من عمل الطالب اعتماداً على الخريطة الطبوغرافية لعفرين مقياس 1/50000
الصورة رقم(26) الكوع النهري الحر( المترنح) في شمال منطقة الدراسة
تبين هذه الصورة كوع نهري مترنح ضمن التوضعات الرباعية( الشكل رقم18) وذلك بعد التقاء نهري عفرين و(صابون سي) في شمال منطقة الدراسة( ناظراً باتجاه الشمال)

ومن خلال تطبيق الدراسات المورفومترية على هذا الكوع نحصل على الأبعاد المورفومترية كما في الجدول التالي:
الجدول رقم (9) الأبعاد المورفومترية للكوع شمال منطقة الدراسة الشكل رقم(18)
موقع الكوع
طول الموجة
(المحور)
طول المجرى في المنعطف
نصف قطر الكوع
معدل عرض المنعطف
نسبة التعرج
نسبة طول الموجة إلى معدل العرض
اتجاه تقعر المنعطف
شمال منطقة الدراسة
800 م
1600 م
500 م
10 م
2
80
شمالي غربي
الجدول من إعداد الطالب اعتماداً على الخريطة الطبوغرافية لعفرين مقياس 1/5000

ويمكن معرفة تناظر أوعدم تناظر أطراف المنعطفات في أبعادها من خلال قياس أطراف المنعطفات وفق معادلةWhitesell 37 ، وهذه المعادلة هي كما يلي:
A
100 X ــــــــــــــــــــــ
B + A
حيث أن:
= طول المجرى قبل نقطة الانحراف في قمة المنعطف (الشكل رقم 18)
= طول المجرى بعد في طرفي المنعطف.

وبتطبيق هذه المعادلة على الكوع السابق نحصل على الجدول التالي:
الجدول رقم (10) قيمة درجة التناظر بالنسبة لطرفي الكوع شمال منطقة الدراسة
الطرف 1
الطرف 2
درجة التناظر
طول الجزء 
طول الجزء 
قيمة معيار التناظر
طول الجزء 
طول الجزء 
قيمة معيار التناظر

غير متناظرة
700
300
70
300
300
50
الجدول من إعداد الطالب اعتماداً على الخريطة الطبوغرافية لعفرين مقياس 1/50000

من خلال الجدول السابق نستنتج أن طرفي الكوع غير متناظرين حيث أن قيمة معيار التناظر في الطرف/ 1/ هي/70/ وحتى تكون متناظرة يجب أن تقع بين/ 45 ـ 55/38، أما الطرف الآخر فقيمة معيار التناظر فيه هي/ 50/ وهي تقع بين/ 45 ـ 55/، لكن اختلاف القيمتين يدل على عدم تناظر الطرفين في الكوع.
أما الأكواع المتعمقة أي التي تتشكل في المناطق الصخرية فنجد منها كوعين في جنوبي السد بحوالي/ 3 كم/ بعد موقع شلالات كمروك سابقاً،و هما ملاصقان لبعضهما، الشكل رقم(19).

الشكل رقم(19) الكوعين النهريين المتعمقين جنوبي السد
الشكل من عمل الطالب اعتماداً على الخريطة الطبوغرافية لعفرين مقياس 1/50000

ومن خلال تطبيق الدراسات المورفومترية على الكوعين نحصل على الأبعاد المورفومترية كما في الجدول التالي:
الجدول رقم (11) يبين الأبعاد المورفومترية للكوعين جنوبي السد
موقع الكوع
طول الموجة (المحور)
طول المجرى في المنعطف
نصف قطر الكوع
معدل عرض المنعطف
نسبة التعرج
نسبة طول الموجة إلى معدل العرض
اتجاه تقعر المنعطف
بعد السد بحوالي
/ 3 كم/
600 م
1000م
450 م
5 م
1.6
120
شمالي غربي
بعد الكوع السابق
800 م
1100م
500 م
5 م
1.3
160
جنوبي شرقي
الجدول من إعداد الطالب اعتماداً على الخريطة الطبوغرافية لعفرين مقياس 1/50000
إن الحت في الأكواع المتعمقة يكون أبطأ من الحت في الأكواع الحرة39، لذلك فان تطور هذين الكوعين يكون بطيئاً، بينما التطور في الكوع السابق يكون سريعاً مقارنة مع الأكواع المتعمقة، لذلك فان خطره يكون أشد على الأراضي المجاورة لمجرى النهر.
تغيب الأكواع النهرية بنوعيها في بقية منطقة الدراسة، حيث نلاحظ تعرجات نهرية لم تتطور بعد إلى أكواع نهرية، ومن خلال دراسة الخريطة الطبوغرافية والخريطة الجيولوجية لعفرين نلاحظ أنه كان يوجد أكواع في مجرى النهر ضمن منطقة الدراسة لكنها غمرت بمياه البحيرة، بعد بناء السد.

4 ـ الجزر النهرية:
تأتي أهمية دراسة الجزر النهرية كونها من المظاهر الجيومورفولوجية الهامة في الأنهار، حيث تؤثر الجزر النهرية في عمليات الحت والترسيب وتشكل الأكواع النهرية وما ينجم عن ذلك من تغيرات للضفاف.
تتشكل الجزر النهرية في مجاري الأنهار بسبب عدة عوامل40، حيث نلاحظ من هذه العوامل في منطقة الدراسة انخفاض سرعة جريان الماء في النهر وذلك لعدة أسباب منها قلة انحدار المجرى، ولا سيما في جنوب منطقة الدراسة قرب مدينة عفرين، كما في الصورة رقم(27)، حيث ينخفض انحدار النهر ويعرض مجراه، إذ ينحدر النهر من ارتفاع/270م/ بعد السد مباشرة إلى ارتفاع /220م/ عند مدينة عفرين، أي أنه ينحدر
/50 م/ على مسافة قدرها/ 15كم/، وبالتالي تكون نسبة الانحدار/ 0.3 م/ كل/ 1 كم/ :

15
ــــــــــــــــ = 0.3
50

وتتشكل في هذه المنطقة جزر متعددة ذات أبعاد متفاوتة وتنتشر بشكل عشوائي في المجرى وتنمو فوقها وفيما بينها نباتات بشكل كثيف، كما في الصورة رقم(28).
الصورة رقم(27) انخفاض انحدار النهر واتساع مجراه في جنوب منطقة الدراسة
تبين هذه الصورة انخفاض انحدار النهر وبالتالي انخفاض قوة جريانه مما يؤدي إلى تجمع الرسوبيات من حصى وغيرها في القاع، حيث تشكل بداية تشكل الجزر النهرية، وذلك في جنوب منطقة الدراسة( ناظراً باتجاه الجنوب)

الصورة رقم(28) تشكل الجزر في جنوب منطقة الدراسة قرب مدينة عفرين
تبين هذه الصورة تشكل الجزر ونمو النباتات فوقها في جنوب منطقة الدراسة وذلك بسبب انخفاض الجريان بسبب قلة انحدار الأرض( ناظراً باتجاه الجنوب الشرقي)
ومن الأسباب الأخرى في تخفيض سرعة الجريان وبالتالي نشوء الجزر وجود عائق في المجرى، سواء أكان كتلة صخرية أو أشجار أو حتى قواعد أعمدة الجسور على الأنهار، حيث يعمل هذا العائق على ترسيب جزء من الحمولة النهرية التي تكون نواة أساسية لنشوء الجزر وتطورها في المجاري المائية، وتكثر مثل هذه الجزر في منطقة الدراسة ويكون أغلبها جزر صغيرة، كما في الصورة رقم(29)
الصورة رقم(29) بداية تشكل جزيرة نهرية
تبين هذه الصورة بداية تشكل جزيرة نهرية وذلك بسبب وجود عائق في المجرى وهي صخرة تنمو عليها النباتات، وذلك في شمال منطقة الدراسة(ناظراً باتجاه الشرق)

ونلاحظ أيضا تجمع للرسوبيات تحت جسر دير صيوان (الجسر الروماني القديم) في أقصى شمال منطقة الدراسة، وذلك بسبب العائق المتمثل بقاعدة الجسر، كما في الصورة رقم(30).
الصورة رقم(30) تجمع اللحقيات أسفل جسر دير صيوان
تبين هذه الصورة تجمع الحمولات النهرية أسفل جسر دير صيوان، وذلك بسبب وجود عائق متمثل بقاعدة الجسر في شمال منطقة الدراسة( ناظراً باتجاه الشمال الشرقي)
ومن الأسباب الأخرى لانخفاض سرعة المياه وبالتالي نشوء الجزر وجود المنعطفات في المجرى، والتي يترتب عليها انخفاض الجريان من جهة وزيادة سرعته في الجهة المقابلة، لذا يتركز الترسيب في الجهة الأولى، وبالتالي تتشكل الجزر، وهذا ما نلاحظه عند المنعطفات في النهر حيث الترسيب يكون في الطرف المقابل للطرف المعرض للحت الجانبي، كما في الصورة رقم(31).

الصورة رقم(31) تعرض المجرى لعملية الحت والترسيب في الجانبي
تبين هذه الصورة تعرض إحدى الضفاف لعملية الحت والإزالة وتعرض الضفة المقابلة للترسيب حيث يؤدي تطور الترسيب إلى تشكل الجزر النهرية، وذلك في شمال منطقة الدراسة( ناظراً باتجاه الشرق)

ومن الأسباب الأخرى أيضا في تشكل الجزر النهرية التقاء الروافد بالمجرى الرئيسي للنهر حيث يحدث تغير في اتجاه وسرعة جريان الماء في كل من الرافد والنهر فتنشئ الجزر وهذا ما نلاحظه عند التقاء نهر (صابون سي) مع نهر عفرين في شمال منطقة الدراسة، حيث تتشكل عدة جزر متتالية صغيرة الحجم، كما في الصورة رقم(32)، الشكل رقم(18). ومن الأسباب الظاهرة والواضحة لنشوء الجزر بشكل عام في منطقة الدراسة هو بناء السد وتخفيض مستوى المياه في النهر، حيث نلاحظ ترسب الحمولات النهرية الحصوية في مكانها والتي تعتبر بدايات لتشكل الجزر النهرية.
وأخيراً من خلال دراسة تطور مجرى النهر نلاحظ أن عملية الحت الرأسي والحت الجانبي مرتبطتان بمدى قوة الجريان المائي في مواسم الشح والفيضان وينجم عن هاتين العمليتين الأكواع الحرة أو المترنحة ضمن التوضعات اللحقية، كما نلاحظ الأكواع المتعمقة ضمن التكوينات الصخرية، ونلاحظ أيضاً من خلال دراسة تطور مجرى النهر تشكل الجزر النهرية في المواقع التي تتوافر فيها شروط تشكل الجزر النهرية.
الصورة رقم(32) تشكل جزيرة عند التقاء نهر عفرين مع نهر (صابون سي)
تبين هذه الصورة جزيرة نهرية تشكلت عند التقاء نهر (صابون سي) مع نهر عفرين وذلك في شمال منطقة الدراسة ( ناظراً باتجاه الجنوب)

3 ـ تطبيقات مورفومترية في دراسة النهر:
وهذه التطبيقات هي رسم مقطع طولي للنهر ومقطع عرضي للنهر:

1 ـ المقطع الطولي للنهر (ضمن منطقة الدراسة):
ويقصد به المقطع على امتداد طول النهر من منبعه وحتى مصبه إلا أنه في منطقة الدراسة من بداية دخوله الأراضي السورية حتى مدينة عفرين، وتتمثل في المقطع الطولي جميع انحدارات المجرى والنتوءات الموجودة على طول امتداده41. وبالاعتماد على الخريطة الطبوغرافية تم رسم المقطع الطولي للنهر كما في الشكل رقم(20).
ومن خلال هذا المقطع الطولي يتبين لنا أن انحدار النهر يكون شديداً في البداية حتى نقطة التقاءه مع رافده نهر (صابون سي)،حيث ينشط هنا العمل الجيومورفولوجي المتمثل بالحت الرأسي والحت الجانبي بسبب ازدياد سرعة جريان الماء. ثم يخف انحداره ويستمر بانحداره الخفيف في قاع البحيرة وبعد السد حتى جنوبي منطقة الدراسة عند مدينة عفرين، وهنا تنشط عملية الترسيب للمحمولات النهرية بسبب انخفاض سرعة جريان الماء.
لا يمكن تحديد مقطع الاتزان للنهر لان منطقة الدراسة لا تشمل النهر من منبعه حتى مصبه بل جزء منه ولكن إذا اعتبرنا أن البحيرة هي مستوى الأساس للنهر فان المقطع لم يصل بعد إلى حالة الاتزان لان البحيرة حديثة النشأة.

الشكل من عمل الطالب بالاعتماد على الخريطة الطبوغرافية لعفرين مقياس 1/50000
2 ـ المقاطع العرضية:
تأتي أهمية دراسة المقاطع العرضية للنهر من خلال معرفة مساحة المقاطع العرضية للمجرى في تلك المواقع التي يستفاد منها في التعرف على كمية التصريف المائي في تلك المناطق، ونصف القطر الهيدروليكي الذي يوضح مدى العمل الجيومورفولوجي للنهر من تعرية وإرساب، وأيضا يوضح مدى تراجع الضفاف وتقدمها بين فترة وأخرى، وأيضا بيان المواقع العميقة والضحلة في مجرى النهر والتي ترتبط بها سرعة الجريان وعملية التعرية والإرساب42.
تم أخذ مقطعين عرضيين من المواقع السابقة التي أخذ منها مقاطع عرضية للأودية وهذين المقطعين هما نموذج عن المقاطع العرضية في حالة الاتزان، وهذين المقطعين هما كما يلي:

ـ المقطع العرضي ( أ ) : [في الشكل السابق رقم(12)]
ويكون هذا المقطع العرضي كما يلي: الشكل رقم(21)
يقع هذا المقطع بعد جسر دير صيوان، ونلاحظ من خلال هذا المقطع أن النهر ذو مقطع متزن، حيث الضفتين متساويتين، وكذلك طرفي القاع متساوية. يصل عرض المجرى هنا/6م/ وارتفاعه/ 0.5 م/، ويعود سبب الاتزان هنا إلى تساوي طرفي المجرى من ناحية التضرس ومن ناحية التكوينات، وعدم وجود كوع وحت جانبي شديد، الصورة رقم(33).

الشكل رقم(21) المقطع العرضي للموقع( أ ) في الشكل السابق رقم(12) شمال منطقة الدراسة
الشكل من عمل الطالب من خلال العمل الميداني

الصورة رقم(33) موقع المقطع العرضي للمجرى بعد جسر دير صيوان
تبين هذه الصورة تساوي ضفتي المجرى حيث أن المقطع العرضي في حالة إتزان وذلك بسبب تشابه الشروط في طرفي المجرى، في شمال منطقة الدراسة عند جسر دير صيوان
( ناظراً باتجاه الشمال)

ـ المقطع العرضي(ب) [ في الشكل السابق رقم(12)]
و يكون هذا المقطع العرضي كما يلي: الشكل رقم(22)
يقع بعد السد مباشرة، إن هذا المقطع يتشابه تقريباً مع المقطع السابق وذلك بسبب تشابه الظروف في المقطع السابق، حيث الضفاف متساوية وطرفي القاع متساوية، إلا أن منسوبه اخفض بسبب بناء السد والتحكم في مياه المجرى، عرض المجرى هنا/ 6 كم/ وعمق المياه ما بين/ 30 ـ 40 سم/.الصورة رقم(34).
الشكل رقم(22) المقطع العرضي للموقع(ب) في الشكل السابق رقم(12)
الشكل من عمل الطالب من خلال العمل الميداني
الصورة رقم(34) موقع المقطع العرضي للمجرى بعد السد
تبين هذه الصورة تبين هذه الصورة تساوي ضفتي المجرى حيث أن المقطع العرضي في حالة إتزان وذلك بسبب تشابه الشروط في طرفي المجرى، في جنوب منطقة الدراسة بعد السد( ناظراً باتجاه الجنوب)

كما أن هناك مقاطع عرضية تدل على عدم الاتزان بسبب عمليات الحت والإرساب على الجوانب، حيث تم أخذ المقطع العرضي التالي، وذلك قبل دخول النهر إلى البحيرة في شمال منطقة الدراسة وكان المقطع كما يلي: الشكل رقم(23)
الشكل رقم(23) المقطع العرضي الغير المتزن للمجرى شمال منطقة الدراسة
عند الكوع المذكور سابقاً في الشكل رقم(18)
الشكل من عمل الطالب من خلال العمل الميداني.
يكون الحت في هذا المقطع في طرف والترسيب في الطرف المقابل وذلك بسبب أن هذا المقطع يمثل قمة الكوع المترنح المذكور سابقاً، حيث تشتد قوة الحت المائي. يبلغ عمق الماء في الطرف المعرض للإزالة والحت حوالي/ 60 ـ 70 سم/ وعرض المجرى/ 6 م/ وارتفاع الجرف الترابي المعرض للحت حوالي/ 1 م/. كما في الصورة رقم(35).

الصورة رقم(35) موقع المقطع العرضي الغير متزن للمجرى شمال منطقة الدراسة
تبين هذه الصورة قمة كوع، حيث أن الضفة اليمنى تتعرض للحت والتآكل، بينما الضفة اليسرى تتعرض للترسيب، وذلك في شمال منطقة الدراسة عند الكوع المذكور سابقاً في الشكل رقم(18) ( ناظراً باتجاه الشمال)

وعندما يمر النهر في منطقة ذات تكوينات صخرية قاسية تتوضح المظاهر المتعلقة بتعميق المياه ضمن هذه الصخور، وهذا ما نلاحظه في المقطع الذي أخذ قبل البحيرة في شمال منطقة الدراسة، حيث يمر النهر فوق تكوينات صخرية كلسية تعود للعصر الكريتاسي، ويحفر النهر مجراه ضمن هذه الصخور. الشكل رقم(24) والصورة رقم(36).
الشكل رقم( 24) المقطع العرضي للمجرى في شمال منطقة الدراسة حيث التكوينات الصخرية القاسية ( كلس)
الشكل من عمل الطالب من خلال العمل الميداني

الصورة رقم(36) تعميق النهر لمجراه ضمن الصخور الكلسية
تبين هذه الصورة تعميق النهر لمجراه ضمن الصخور الكلسية العائدة للعصر الكريتاسي، حيث نلاحظ التكوينات الرباعية فوق التكوينات الثنائية، في شمال منطقة الدراسة
( ناظراً باتجاه الشمال) كما في الشكل رقم(24)

وفي منطقة أخرى عند قرية كفروم، يمر النهر فوق صخور كلسية تعود للزمن الثالث ممثلة بالكلس. حيث تكون الصخور متطبقة على شكل أدراج وقد تعرضت للإزالة وتكشفت بعد انخفاض منسوب المياه، كما في الشكل(25)، والصورة رقم (37).
الشكل رقم(25) مقطع عرضي للمجرى في جنوب منطقة الدراسة يبين تطبق الصخور وتعرضها للحت والإزالة نتيجة عمل المياه الجارية
الشكل من عمل الطالب من خلال العمل الميداني

وأخيراً نلاحظ أنه من خلال دراسة المقاطع العرضية لمجرى النهر والتي أخذت في مواقع متعددة تنوع أشكال المقاطع العرضية على طول مجرى النهر في منطقة الدراسة، وذلك بسبب تنوع التضاريس والتكوينات التي يمر فوقها النهر حيث يتزن المقطع العرضي في حال تشابه الأطراف من جميع النواحي، ويتعرض للتشويه في حال مروره في كوع أو فوق تكوينات مختلفة الخصائص.
الصورة رقم(37) تطبق الصخور وتعرضها للحت والإزالة بفعل المياه الجارية
تبين هذه الصورة تطبق الصخور الأفقي على شكل أدراج، وقد تعرضت للحت والإزالة بفعل عمل المياه الجارية في النهر، وبعد انخفاض منسوب المياه ظهرت هذه الصخور على السطح وأعطت هذا الشكل، وذلك في جنوب منطقة الدراسة ( ناظراً باتجاه الجنوب)

الفصل الثالث
تأثير النشاط البشري على النهر

1ـ بناء سد /17/ نيسان وتأثيره على النهر
2ـ أساليب ري الأراضي الزراعية وتأثيرها على النهر
3ـ العمران والسياحة في وادي نهر عفرين
الفصل الثالث
تأثير النشاط البشري على النهر

نعني بتأثير النشاط البشري تدخل الإنسان أي العامل البشري في النهر، حيث يتمثل هذا التأثير في منطقة الدراسة من خلال:
بناء سد/ 17/ نيسان على النهر.
طرق الري من النهر وتصريف مياه الري الزائدة إلى النهر.
استغلال المنطقة سياحياً.

1ـ بناء سد /17/ نيسان وتأثيره على النهر:
إن الهدف الرئيسي من إنشاء السدود والخزانات على مجاري الأنهار هو السيطرة على مياه الفيضانات والاستفادة من المياه المخزونة في ري الأراضي الزراعية واستخدامها في مجالات عدة مثل توليد الطاقة الكهربائية43.
وقبل الحديث عن السد وتأثيره على النهر نورد بعض المعلومات عن السد والبحيرة وهي كما يلي44:
يقع سد /17/ نيسان على نهر عفرين على بعد/12كم/ شمال مدينة عفرين وعلى بعد /1.5كم/ جنوب قرية ميدانكي، والجهة المشرفة على المشروع مديرية الري العامة لحوض العاصي، والجهة الدارسة للمشروع الشركة العامة للدراسات المائية، والجهة المنفذة مؤسسة الإسكان العسكرية.
أما بالنسبة للهدف من المشروع فهو:
ري مناطق ضمن وادي النهر(24900) هكتار.
حجز الفيضانات وحماية الأراضي الصالحة للزراعة في الوادي خلف السد.
موازنة التدفقات خلال السنوات الممطرة والجافة.
تأمين مياه الشرب لقاطني مدينتي إعزاز وعفرين بكمية/15/ مليون م3.
تطوير المنطقة سياحياً واقتصادياً واجتماعياً.
بالإضافة إلى توليد الطاقة الكهربائية.
أما بالنسبة لميزات السد فإن السد:
سد ركامي بنواة غضارية مائلة ويصنف من الدرجة الأولى.
ارتفاع السد/73م/.
طول القمة/983م/.
عرض القمة/10م/.
عرض قاعدة السد/385م/.
حجم التخزين الميت عند المنسوب/297.6م/ يساوي/12.5/ مليون م3.
حجم التخزين النظامي عند المنسوب/335م/ يساوي/190/ مليون م3.
حجم التخزين عند المنسوب/338.49م/ يساوي/221/ مليون م3(في حال الموجة الفيضانية).
منسوب قمة السد/339م/.
منسوب المرد/340.2م/.
طول البحيرة/14كم/.
العرض الوسطي للبحيرة/150م/.
أما بالنسبة لهيدرولوجية منطقة السد فهي:
مساحة الحوض الساكب للسد/1365كم2/.
كمية الهطول المطري(330ـ700مم سنوياً).
التدفق الفيضاني الأعظمي التصميمي/1840م3/ ثا/ باحتمال/0.01%/.
الحجم الفيضاني الأعظمي التصميمي/183.5/ مليون م3.
مساحة البحيرة على منسوب التخزين النظامي/335م/ تساوي/952/هكتار.
والسد مجهز بأحدث الأجهزة لرصد الزلازل وأجهزة رصد وقياس كمية الأمطار وكمية التبخر وسرعة واتجاه الرياح وقياس درجة الحرارة، الصورة رقم(40).

الصورة رقم(38) منظر عام لبحيرة سد 17 نيسان على نهر عفرين
تبين هذه الصورة بحيرة سد /17/ نيسان، حيث نلاحظ أن البحيرة محاطة بالمرتفعات من كافة الجوانب، والبحيرة سابقاً كانت عبارة عن أراضي زراعية يمر من منتصفها نهر عفرين( ناظراً باتجاه الشرق)

الصورة رقم(39) جسم السد الذي يحجز مياه بحيرة 17 نيسان
الصورة رقم(40) قفص لأجهزة مراقبة المطر والتبخر والحرارة والرياح في السد
تبين هذه الصورة جهاز الكتروني حديث لقياس سرعة الرياح ودرجة الحرارة وأيضا حوض قياس التبخر وقمع قياس كمية المطر وذلك في منشأة سد /17/ نيسان.

الصورة رقم(41) قناة ري تخرج من منشأة السد لري الأراضي الزراعية
تبين هذه الصورة قناة لري الأراضي الزراعية في منطقة عفرين، حيث تخرج هذه القناة من منشأة السد وتصل حتى منطقة جنديرس.

إن أهم تغير طرأ على مجرى النهر بعد بناء السد هو تحول منطقة السد أو البحيرة من بيئة نهرية إلى بيئة بحيرية، وما يرافق ذلك من تغيرات في العمليات الجيومورفولوجية التي كانت سائدة في مجرى النهر قبل بناء السد وتشكل البحيرة، ولا سيما إذا علمنا أنه كان يوجد كوعين وشلالات ميدانكي قبل بناء السد والتي غمرت بمياه البحيرة وتوقف تطورها الجيومورفولوجي.
أدى بناء السد إلى ظهور عملية جيومورفولوجية جديدة عند بداية البحيرة، وهي عملية ترسيب الحمولة النهرية من مجروفات وطمي التي يحملها معه النهر حيث يقوم النهر بترسيب هذه الحمولة في قاع البحيرة، وعدم السماح إلا لنسبة قليلة جداً منها بالانتقال بعد السد مع المياه التي تصرف من قناة التصريف، ولهذه العملية آثاراً سلبية كثيرة منها ما يأتي:
يؤدي تجمع الرواسب في قاع البحيرة إلى رفع مستوى القاع فتشغل جزء كبير من مساحته فتقلل من الطاقة الاستيعابية للبحيرة وتقصر من عمر السد.
حرمان الأراضي الزراعية من تلك الرواسب التي تعمل على تحسين خصوبة التربة لما تحتويه من عناصر تزيد من إنتاجية تلك الأراضي45.
وأيضا يؤثر بناء السد وحجز المياه إلى تغير شكل المجرى بعد السد، حيث عمل السد على تنظيم كمية التصريف بعد السد، لذلك يتغير نظام الجريان الذي ينعكس آثاره على العمل النهري من حت ونقل وإرساب ، إذ يزداد نشاط الحت والنقل بارتفاع كمية التصريف ويقل هذا النشاط بانخفاض كمية التصريف، وعندها يسود العمل الترسيبي، لذلك تنشط عملية الحت والنقل بمواسم الفيضان وتضعف في التصريف الاعتيادي46.
و هذا ما نلاحظه في منطقة الدراسة بعد السد، حيث أنه عندما يكون النهر في حالة التصريف المنخفض بسبب حجز مياهه في البحيرة يقترب منسوب المياه من قاع المجرى بحيث أنه في بعض الأماكن يمكن المرور من ضفة إلى أخرى بكل سهولة، ودون التعرض لغوص القدمين في المياه ، وهذا ما لاحظه الطالب من خلال العمل الميداني في فترة التصريف المنخفض، حيث يؤدي هذا الأمر إلى تجمع الحمولات النهرية من حصى وحجارة وغيرها في المجرى بجانب بعضها، وتظهر فوق منسوب المياه وتكون نواة لتشكل الجزر النهرية الناتجة عن انخفاض منسوب مياه النهر، كما في الصورة رقم(42)
أما عندما تزداد كمية التصريف في مجرى النهر بعد السد فإن العمل الجيومورفولوجي المتمثل بالحت والنقل يزداد نشاطه مجدداً ضمن رسوبيات النهر المتشكلة في حالة التصريف المنخفض.

الصورة رقم(42) ترسب الحصى في قاع المجرى بعد السد في جنوب منطقة الدراسة
تبين هذه الصورة تجمع الرسوبيات من حصى وغيرها من الحمولة النهرية في قاع المجرى نتيجة انخفاض قوة جريان الماء بعد السد، حيث يمكن العبور من ضفة إلى أخرى دون التعرض لغوص القدمين في الماء، وذلك في جنوب منطقة الدراسة( ناظراً باتجاه الغرب)

2ـ أساليب ري الأراضي الزراعية وتأثيرها على النهر:
يتمثل تأثير العامل البشري هنا من خلال ري الأراضي الزراعية القريبة من النهر، وذلك عن طريق ضخ المياه من النهر بواسطة مضخات تعمل على الوقود، وتكون هذه المضخات منتشرة على طول مجرى النهر(باستثناء البحيرة).
وقد لوحظ من خلال العمل الميداني وجود العشرات من هذه المضخات التي تسحب المياه وتوصلها عبر أنابيب إلى الأراضي الزراعية، كما في الصورة رقم(43)، وهذا بدوره يؤثر بشكل بسيط على انخفاض منسوب مياه النهر، ولكن ليس بالحد الذي يؤدي إلى تغيير طبيعة العمل الجيومورفولوجي السائدة في النهر.

الصور رقم(43) مضخة تسحب المياه من النهر لري الأراضي الزراعية المجاورة
المشكلة هنا لا تكمن في سحب المياه من النهر، إنما تكمن المشكلة في تصريف المياه الزائدة عن الري إلى النهر، أو إلى الأراضي الزراعية المجاورة، مما يؤدي إلى تغريق الأراضي الزراعية وانجراف التربة باتجاه مجرى النهر.
ففي الحالة التي يصرف فيها المياه الزائدة عن الري إلى النهر مباشرة يؤدي تصريف هذه المياه باتجاه النهر إلى زيادة درجة عكارة المياه وتغير لونها وزيادة نسبة التربة والطمي فيها، وإذا كانت هذه الأراضي الزراعية تحتوي على المخصبات والسماد الزراعي، فان المشكلة تزداد من خلال تلوث مياه النهر بهذه المواد الكيماوية.
أما في الحالة الثانية فيؤدي تصريف المياه الزائدة عن الري إلى الأراضي الزراعية المجاورة إلى انجراف التربة، لأن هذه المياه تصرف بشكل عشوائي في بعض الأراضي، وتنساب المياه حسب الجاذبية الأرضية وميلان الأرض باتجاه مجرى النهر، مما يؤدي إلى تخريب الأراضي الزراعية وحدوث مشاكل بين ملاك هذه الأراضي الزراعية، كما في الصورة رقم(44).

الصورة رقم(44) انجراف التربة بسبب تصريف مياه الري بشكل عشوائي.
تبين هذه الصورة حداً فاصلاً بين أرضين زراعيتين، حيث أن المياه الزائدة عن الري في الأرض المرتفعة تصرف بشكل عشوائي باتجاه الأرض المنخفضة، وتؤدي هذه العملية إلى انجراف التربة وتخريب الأراضي الزراعية التي تستقبل المياه الزائدة عن الري.

كانت بعض هذه الأراضي الزراعية تتعرض للتخريب من جراء فيضان النهر في بعض المواسم، لكن هذا الخطر زال بعد بناء السد والتحكم في جريان مياه النهر، إلا أن هذه الأراضي تتعرض للتخريب من قبل الأودية السيلية الرافدة لنهر عفرين، وذلك من خلال توسيع الأودية لمجاريها من خلال الحت الجانبي، ولا سيما عند منطقة التقاءها بمجرى النهر.
3ـ العمران والسياحة في وادي نهر عفرين:
للأنهار بشكل عام دور هام في تاريخ الإنسان، فمنذ أقدم العصور استقر الإنسان على ضفاف الأنهار طلباً للماء والغذاء وتيسيراً للاتصال47، حيث تتميز السهول الفيضية للأنهار بانتشار الأراضي الزراعية فوقها، وتركز العمران البشري فيها.
إن العمران البشري في وادي نهر عفرين بأكمله قديم جداً ويعود تاريخه إلى العصور الحجرية، حيث أنه في كهف (الدوده رييه) ضمن أحد الأودية الرافدة لنهر عفرين في جبل ليلون(خارج حدود منطقة الدراسة) تم العثور على هيكل عظمي لإنسان (نياندرتالي) يعود تاريخه إلى حوالي/100/ ألف سنة.
و في منطقة الدراسة توجد أبنية أثرية تعود إلى العصر الروماني، ولعل أهمها قلعة النبي هوري وخرائب مدينة ( سيروس) اليونانية في أقصى الزاوية الشمالية الغربية من منطقة الدراسة، يمر نهر (صابون سي) على بعد/1.5كم/ منهما قبل أن يرفد نهر عفرين، وهو من المواقع السياحية الهامة التي يزورها الكثير من السياح كل عام. وأيضا يوجد الجسرين الرومانيين في شمال منطقة الدراسة، الأول على نهر عفرين والثاني على نهر (صابون سي)48، الصورة رقم(45). تدل هذه المواقع الأثرية وغيرها من الآثار التي تعود إلى العصور الرومانية على قدم إعمار هذه المنطقة قديماً والتي ربما كان نهر عفرين السبب في وجود هذا التركز العمراني، أما في الوقت الحالي فإنه في منطقة الدراسة تنتشر الأراضي الزراعية على طول وادي النهر مستفيدة من مياه النهر في ري الأراضي الزراعية، وتستفيد الكثير من الأراضي الزراعية المجاورة للنهر والقريبة منها من مشاريع الري التي تؤمن توزيع المياه عبر قنوات الري على الأراضي الزراعية، ولا سيما بعد بناء سد /17/ نيسان وتخزين المياه في البحيرة. وتنتشر فيما بين هذه الأراضي الزراعية المراكز العمرانية الصغيرة والكبيرة، حيث تمتد هذه المراكز العمرانية ضمن الوادي من الشمال وباتجاه الجنوب، وأهمها مدينة عفرين في أقصى جنوبي منطقة الدراسة، حيث يخترقها نهر عفرين من وسطها، وهي مركز إدارة لمنطقة عفرين، الصورة رقم(46)، وتأتي بعد مدينة عفرين بلدة الميدان(ميدانكي )، عند موقع السد، ومن المراكز العمرانية الأخرى أيضاً يوجد:
[علي بازان( علي بازازنلي)، عطية( آليجي )، الزيتونية( زيتوناك)، حلوبي كبير، حلوبي صغير، الديب الكبير( قورت قلاق الكبير)، الديب الصغير( قورت قلاق الصغير)، كفروم، تل الأسود( قره تبه)، شيخ سيدي، الجميلية، الهوى(عرشقيبار)، تل الطويل، المستورة( أستارو)، علن دار، الجمركية( كمروك)، أنبار( أنبارلي )، شيخ العرب] وكل هذه المراكز العمرانية تقع ضمن حدود وادي نهر عفرين في منطقة الدراسة، حيث يعتمد معظم سكان هذه المراكز العمرانية على الزراعة ولا سيما الاستفادة من مياه نهر عفرين في ري الأراضي الزراعية. ولابد من الإشارة هنا إلى
أن بعض هذه القرى تنتهي مياه الصرف الصحي فيها إلى النهر مما يؤدي إلى تلويث هذا النهر.

الصورة رقم(45) الجسر الروماني القديم على نهر عفرين شمال منطقة الدراسة
الصورة رقم(46) مدينة عفرين أهم مركز عمراني في منطقة الدراسة
أما بالنسبة للسياحة في منطقة وادي النهر، فإن السياحة نشطة في هذه المنطقة، سواء أكانت زيارات على جوانب النهر والتمتع بالمناظر الجميلة أو زيارة البحيرة أو زيارة الينابيع القريبة من مجرى النهر أو زيارة المواقع الأثرية القريبة من النهر، حيث كانت هناك حركة سياحية نشطة لمنطقة ميدانكي التي كان يوجد فيها شلالات ميدانكي على مجرى النهر قبل أن تغمر بمياه البحيرة، وازدادت هذه الحركة السياحية بعد بناء السد وتشكل البحيرة التي أصبحت من المناطق السياحية الهامة على مستوى محافظة حلب، حيث يقصدها الكثير من سكان مدينة حلب، وسكان منطقة عفرين في أيام العطل ومواسم السياحة، لذلك نجد انتشار المقاصف حول البحيرة، كما أنه كان يوجد حركة سياحية بالنسبة لشلالات (كمروك) عند قرية الجمركية، وذلك أيضاً قبل بناء السد، لكن هذه الشلالات أصبحت جافة وخالية من المياه بعد بناء السد والتحكم في مجرى النهر، حيث انحرف مجرى النهر قبل موقع الشلال وتحول إلى قناة طبيعية تمر بين الصخور، إلا أن هذه المنطقة بقيت منطقة سياحية يزورها أهالي المنطقة في أيام العطل، وتشكل الينابيع التي ترفد النهر مواقع سياحية خاصة لأهالي المنطقة الذين يعرفون مواقعها جيداً، وبعض هذه الينابيع لا يبعد عن مجرى النهر سوى مترين أو ثلاثة، ومن أهم هذه الينابيع في منطقة الدراسة نبع غرمكة الذي يرفد نهر (صابون سي) في شمال منطقة الدراسة، ونبع وادي العين عند قرية كفروم، وغيرها من الينابيع التي تسيل في الأودية وتنتهي في النهر، كما في الصورة رقم(47).
الصورة رقم(47) أحد الينابيع التي ترفد نهر عفرين في جنوب منطقة الدراسة
( ناظراً باتجاه الجنوب)

يمر من منطقة الدراسة الطرق البرية التالية:
الطريق الرئيسي (عفرين ـ كفر جنة ـ حلب) وذلك في جنوب منطقة الدراسة.
الطريق الفرعي ( عفرين ـ راجو) أيضاً في جنوب منطقة الدراسة.
الطريق الفرعي (كفر جنة ـ بلبل) الذي يتقاطع مع النهر عند موقع السد.
كما يمر الخط الحديدي ( حلب ـ ميدان أكبس) الذي يتقاطع مع النهر.
وتتصل بهذه الطرق، طرق فرعية قصيرة توصل إلى المراكز العمرانية. وباستثناء هذه الطرق تنعدم الطرق المعبدة التي تكون عبارة عن طرق ترابية توصل إلى القرى الصغيرة. ونلاحظ هنا أن معظم الطرق سواء أكانت رئيسية أو فرعية أو ترابية أو حتى السكة الحديدية قد استغلت الأراضي المنبسطة والمتمثلة غالباً بالمصاطب ولا سيما الطرق الترابية التي تمتد بجانب النهر، كما في الصورة رقم(48).

الصورة رقم(48) استغلال المصطبة بجانب النهر كطريق ترابي في جنوب منطقة الدراسة( ناظراً باتجاه الشمال)
بالإضافة إلى هذه المواقع السياحية المعروفة لدى السكان فإن أي منطقة في وادي نهر عفرين تعتبر مكاناً للسياحة والاستجمام، وذلك لما تتمتع به هذه المنطقة من تنوع في التضاريس والمظاهر الناتجة عن العمليات الجيومورفولوجية، واللون الأخضر المنتشر في كل مكان، ومناظر جميلة رائعة تمتع الأبصار، وذلك كله مما أبدع به الخالق سبحانه وتعالى في خلق الطبيعة.
وأخيراً فإن وادي نهر عفرين في منطقة الدراسة يمكن اعتباره بحق منطقة سياحية تحتاج إلى الترويج، ويمكن اعتبارها مجالاً رحباً للسياحة البيئية التي تهدف إلى التعرف على المناطق الغنية بالمظاهر التي أنتجتها الطبيعة.
ـ الخريطة الجيومورفولوجية
تعتبر الخريطة الجيومورفولوجية من الوسائل الهامة المستخدمة في عملية التخطيط وذلك لما تقمه من معلومات دقيقة عن أشكال سطح الأرض والعوامل المؤثرة فيها، وقد تم إعداد الخريطة الجيومورفولوجية كنتيجة نهائية لدراسة وادي عفرين
( شمال مدينة عفرين) الشكل رقم(26) وذلك بإتباع الخطوات التالية:
تم إعداد خريطة صماء لمنطقة الدراسة بمقياس 1/50000.
تم اختيار الرموز والمصطلحات المطابقة للظاهرات السطحية في منطقة الدراسة، وذلك من خلال التصنيف والمصطلحات التي وردت في رسالة الماجستير عن منخفض جيرود ـ الناصرية، للدكتور غزوان سلوم.
تم تثبيت المظاهر الجيومورفولوجية في مواقعها على الخريطة الصماء، وذلك من خلال المشاهدة والملاحظة خلال العمل الميداني، ومن خلال الاعتماد على الخرائط للمواقع التي لم يقم الطالب بزيارتها خلال العمل الميداني، وهذه الخرائط هي الخريطة الطبوغرافية لعفرين مقياس 1/50000، والخريطة الجيولوجية لعفرين مقياس 1/50000.
ضمت الخريطة الجيومورفولوجية رموزاً تدل على ظاهرات جيومورفولوجية ذات نشأة بنيوية وأخرى ذات نشأة مناخية.

الشكل رقم(26) الخريطة الجيومورفولوجية لوادي عفرين( شمال مدينة عفرين)
الشكل من عمل الطالب
النتائج
في نهاية البحث توصل الطالب إلى نتائج تعطي فكرة عامة عن منطقة الدراسة وهي:

تحتل منطقة الدراسة الجزء الشمالي من وادي نهر عفرين داخل حدود الأراضي السورية، ويمتد الوادي بشكل طولاني بمحور شمال شرقي ـ جنوبي غربي، بمساحة تقدر بحوالي/183كم/، وطول حوالي/28كم/، وعرض وسطي حوالي/6كم/.
تعود أقدم التكوينات الصخرية السطحية إلى العصر الكريتاسي من الزمن الثاني، وصخوره من الكلس والدولوميت، وتكوينات الزمن الثالث المتمثلة بالباليوجين والنيوجين، وصخوره من الحجر الكلسي والمارن والغضار، كما تنتشر تكوينات الزمن الرابع وتتكون من مواد لحقية سيلية.
من خلال دراسة البنية الجيولوجية تم التوصل إلى أن عدد الصدوع الظاهرة في منطقة الدراسة /9/ صدوع، ويصل إجمالي أطوالها حوالي/ 36 كم/ أي بكثافة تصدع تبلغ/ 196 متر/ كم2/.
اشتداد التباين في ارتفاع التضاريس بشكل كبير في المنطقة حيث تبلغ أعلى النقاط /700م/ في قمة جبل شير، أما أدنى النقاط فتصل إلى/220م/ قرب مدينة عفرين، وتتباين الارتفاعات أيضا عند موقع السد مابين جبل السبق وقاع البحيرة، وتشكل المناطق الواقعة تحت منسوب/500م/ حوالي /95%/ من مساحة منطقة الدراسة.
من خلال دراسة المنطقة جيومورفولوجياً لوحظ أن المنطقة غنية بالمظاهر الجيومورفولوجية الناتجة عن عمل المياه الجارية، وتتمثل هذه المظاهر بالمصاطب أو المدرجات النهرية والجروف والشقوق الناجمة عن المجاري الضمنية، ضمن الصخور الكلسية.
من خلال دراسة مجرى النهر تم تحديد خصائص المجرى حيث توصل الطالب إلى أنه نهر وحيد المجرى، ضحل، وهو ذو مجرى متعرج، معتدل الانحدار، وهو نهر دائم الجريان، وله نظام تصريف بسيط، وذو تصريف متوازي.
و من خلال دراسة تطور مجرى النهر توصل الطالب إلى أن عمليات الحت الرأسي والحت الجانبي تنشط في الفترات التي يزداد فيها التصريف النهري ويقل نشاطها في الفترات التي يقل فيها التصريف النهري، كما توصل الطالب إلى تحديد ودراسة المظاهر الناجمة عن تطور مجرى النهر مثل الأكواع النهرية بنوعيها الأكواع المترنحة والأكواع الصخرية أو المتعمقة، كما أنه تمت دراسة الجزر النهرية وأسباب تشكلها وتأثيرها على مجرى النهر.
قام الطالب بأخذ مقاطع عرضية للنهر ودراستها، وقد لوحظ تنوع أشكال هذه المقاطع من ناحية الحت والترسيب، ومن ناحية عرض وعمق المجرى.
من خلال دراسة التأثير البشري على وادي النهر، والمتمثل بشكل رئيسي بمنشأة السد والبحيرة التي خلفتها ورائها، لوحظ تغير طبيعة منطقة البحيرة من بيئة نهرية إلى بيئة بحيرية، حيث لوحظ تغيرات في طبيعة العمليات الجيومورفولوجية التي كانت سائدة قبل بناء السد، كما تم تحديد التأثيرات السلبية على النهر والأراضي المحيطة به، والناجمة عن طرق الري من خلال ضخ المياه من النهر وتصريف المياه الزائدة بشكل عشوائي.
من خلال دراسة العمران البشري في منطقة الدراسة توصل الطالب إلى أن المراكز العمرانية منتشرة في المنطقة بكثرة وذلك بسبب توفر الأراضي الزراعية ذات التربة الخصبة، وتوفر المياه بكثرة والمتمثلة بشكل رئيسي بنهر عفرين.
إن منطقة الدراسة تعتبر منطقة سياحية، ولا سيما بحيرة /17 نيسان/، والينابيع المنتشرة في المنطقة بشكل عام والمناظر الطبيعية الرائعة التي تتميز بها منطقة الدراسة.

التوصيات والمقترحات:
من خلال القيام بهذه الدراسة يقترح الطالب التوصيات التالية:
الاهتمام بالعمليات الجيومورفولوجية التي تحدث في النهر وإجراء دراسة جيومورفولوجية شاملة عنها، ومعرفة كيفية تشكلها والمظاهر التي تنجم عنها، ولا سيما عمليات الحت والتآكل الجانبي التي تؤدي إلى تغيرات في مجرى النهر وما ينجم عن ذلك من تأثير على الأراضي الزراعية المجاورة.
ضرورة الحفاظ على نظافة البيئة، ولا سيما النفايات التي يخلفها الناس ورائهم بعد انتهاء الرحلات والنزهات، والتي تؤدي إلى تشويه المنظر العام للنهر، وتؤدي أحيانا هذه النفايات في مجرى النهر إلى إعاقة الجريان وتشكل الجزر النهرية الصغيرة التي تتطور فيما بعد حسب العوامل الجيومورفولوجية.
معالجة مشكلة طريقة السقاية من مياه النهر بشكل مباشر وتصريف هذه المياه بشكل عشوائي، وذلك من خلال تنظيم هذه الطريقة بسحب كميات قليلة من المياه بحيث لا تزيد هذه المياه عن الري لكي لا تصرف بشكل عشوائي إلى الأراضي المجاورة وإلى مجرى النهر، أو يمكن القيام بتصريف هذه المياه ضمن قنوات صغيرة إلى أماكن مناسبة.
الاهتمام بالمنطقة ودعمها وتقديم الخدمات لها في مجال الزراعة من قبل الجهات المعنية بالأمر، وذلك لما تتمتع به هذه المنطقة من مقومات طبيعية وبشرية في مجال الزراعة، من أرض زراعية ذات تربة خصبة، ووجود نهر عفرين كمصدر مائي دائم، ولا سيما بعد بناء سد/17/ نيسان وتأمين المياه لمواسم الشح، وكذلك توفر الأيدي العاملة الخبيرة في مجال الزراعة ولا سيما زراعة أشجار الزيتون.
الاهتمام بمجال السياحة، حيث تعتبر المنطقة مقصداً سياحياً ولا سيما لأهالي مدينة حلب وأهالي منطقة عفرين، وذلك من خلال إقامة المقاصف والمتنزهات العائلية التي تلبي رغبات الناس ولا سيما ذوي الدخل المحدود.
ضرورة منع تصريف مياه الصرف الصحي إلى النهر وتلويثه وذلك من قبل القرى القريبة من النهر، لان مياه النهر تستخدم في ري الأراضي الزراعية.
ضرورة تخديم المنطقة بطرق المواصلات الجيدة التي توصل إلى النهر، والتي تقتصر في منطقة الدراسة على الطرق الترابية البسيطة التي تسمح لأنواع معينة من الآليات بالعبور فوقها، ولا سيما الجرارات الزراعية.

فهرس المراجع والمصادر
الأطلس المناخي لسورية 1995.
خريطة جيولوجية لعفرين مقياس 1/50000 إصدار عام 1962.
خريطة طبوغرافية لعفرين مقياس1/50000 إصدار المؤسسة العامة للمساحة عام /1991م/.
خلف حسين الدليمي. الجيومورفولوجية التطبيقية. مطبعة الأهلية. الأردن.
صلاح الدين بحيري. مبادئ الجغرافية الطبيعية. دار الفكر./1998م/.دمشق.
عادل عبد السلام. جغرافية سورية الإقليمية. منشورات جامعة دمشق. / 1989م/.
عادل عبد السلام. أشكال الأرض. منشورات جامعة دمشق./2000م/.
عادل عبد السلام. محمد إسماعيل الشيخ. عبد الكريم حليمة. الجغرافية الطبيعية لسورية. منشورات جامعة تشرين./2004م/.
عادل عبد السلام. محمد إسماعيل الشيخ. عبد الكريم حليمة. جغرافية سورية الإقليمية. منشورات جامعة تشرين./2003م/.
عبد الرحمن حميدة. محافظة حلب. حلب. / 1997م/.
عماد الدين موصللي. أشكال الأرض العامة. منشورات جامعة حلب. / 2001م/.
غزوان سلوم. جيومورفولوجية منخفض جيرود ـ الناصرية. رسالة ماجستير. جامعة القاهرة. بحث غير منشور. / 2001م/.
كمال محي الدين حسين. جيولوجية سورية الإقليمية(2). منشورات جامعة دمشق. / 1998م/.
لميس مسالمة. علم الجيومورفولوجية. منشورات جامعة دمشق. / 1982م/.
المديرية العامة للأرصاد الجوية. محطة إعزاز. محطة حلب.
موقع تيريج عفرين على شبكة الإنترنت. WWW.TirejaFren.Com
وزارة الري. مديرية الري العامة لحوض العاصي. مشروع سد /17/ نيسان على نهر عفرين.

1 : عادل عبد السلام . (2004)الجغرافية الطبيعية لسورية. منشورات جامعة تشرين. ص 36
: تم حساب المساحة ونسبتها المئوية بالاعتماد على الخريطة الجيولوجية لعفرين مقياس 1/50000
2 : عادل عبد السلام.(2004) مرجع سبق ذكره. ص45.
3 : كمال محي الدين حسين.(1998) جيولوجية سورية الإقليمية. منشورات جامعة دمشق. ص 273 ـ 277 ـ 278
4 : عادل عبد السلام.(1989) جغرافية سورية الإقليمية. منشورات جامعة دمشق. ص 53.
: تمت دراسة الطيات والمقعرات اعتماداً على الخريطة الجيولوجية لعفرين مقياس 1/ 50000.
5 : عادل عبد السلام.(2004) الجغرافية الطبيعية لسورية. جامعة تشرين. ص 36.
: تمت دراسة وقياس الصدوع من قبل الطالب اعتماداً على الخريطة الجيولوجية لعفرين. مقياس 1/ 50000.
6 : عادل عبد السلام.(2004)الجغرافية الطبيعية لسورية. مرجع سبق ذكره.ص 63
7 : لميس مسالمة.(1982) علم الجيومورفولوجية. منشورات جامعة دمشق. ص 92
8 : كمال محي الدين حسين.(1998) جيولوجية سورية الإقليمية (2).مرجع سبق ذكره. ص 346 ـ 347 ـ 351 ـ 353.
9 : عادل عبد السلام.(2004) الجغرافية الطبيعية لسورية. مرجع سبق ذكره. ص 44ـ 47 ـ51.
10 : المديرية العامة للأرصاد الجوية. محطة إعزاز. بيانات الحرارة لعام/ 1995/.
11 : عادل عبد السلام.(2004) الجغرافية الطبيعية لسورية. مرجع سبق ذكره. ص 262ـ 263ـ 264ـ265
12 : عادل عبد السلام. (2004)الجغرافية الطبيعية لسورية. مرجع سبق ذكره. ص 275 ـ 276
13 : عادل عبد السلام.(2004) الجغرافية الطبيعية لسورية. مرجع سبق ذكره. ص 278 ـ 282 ـ 287 ـ 289
14 : عادل عبد السلام.(2004)الجغرافية الطبيعية لسورية. مرجع سبق ذكره.ص 290 ـ 291
15 : عادل عبد السلام.(2004) الجغرافية الطبيعية لسورية. مرجع سبق ذكره.ص 273
16 : غزوان سلوم.(2001)، رسالة ماجستير جيومورفولوجية منخفض جيرود ـ الناصرية. ص 33
17 : غزوان سلوم.(2001) رسالة ماجستير. جيومورفولوجية منخفض جيرود ـ الناصرية. مرجع سبق ذكره ص37.
18 : خلف حسين الدليمي.(2000) الجيومورفولوجية التطبيقية. ص 112
19 : عادل عبد السلام.(2003). جغرافية سورية الإقليمية( الأقاليم السورية). منشورات جامعة تشرين. ص 60
20 : عادل عبد السلام.(2003)، جغرافية سورية الإقليمية( الأقاليم السورية). مرجع سبق ذكره. ص 61
21 : خلف حسين الدليمي.(2000)(2000) الجيومورفولوجية التطبيقية. مرجع سبق ذكره. ص 230
22 : عادل عبد السلام.(2000) أشكال الأرض. منشورات جامعة دمشق. ص 203.
23 : عماد الدين موصللي.(2001) أشكال الأرض العامة. منشورات جامعة حلب. ص 373.
24 : عادل عبد السلام. (2000). أشكال الأرض. مرجع سبق ذكره. ص 206.
25 : كمال محي الدين حسين.(1998). جيولوجية سورية الإقليمية. مرجع سبق ذكره. ص 273ـ277ـ 278.
26 : عماد الدين موصللي.(2001) أشكال الأرض العامة. مرجع سبق ذكره. ص 375.
27 : خلف حسين الدليمي.(2000) الجيومورفولوجية التطبيقية. مرجع سبق ذكره. ص 165.
28 : خلف حسين الدليمي.(2000) الجيومورفولوجية التطبيقية. مرجع سبق ذكره. ص 166.
29 : لميس مسالمة.(1982). علم الجيومورفولوجية. مرجع سبق ذكره. ص 105.
30 : عادل عبد السلام.(2000).أشكال الأرض. مرجع سبق ذكره. ص 187.
31 : خلف حسين الدليمي.(2000) الجيومورفولوجية التطبيقية. مرجع سبق ذكره. ص 168.
32 : عادل عبد السلام.(2000). أشكال الأرض. مرجع سبق ذكره. ص 186.
33 : عادل عبد السلام.(2000). أشكال الأرض. مرجع سبق ذكره. ص 189 ـ 190.
34 : خلف حسين الدليمي.(2000) الجيومورفولوجية التطبيقية. مرجع سبق ذكره. ص 170.
35 : عادل عبد السلام.(2000) أشكال الأرض. مرجع سبق ذكره. ص 207.
36 : عماد الدين موصللي.(2001) أشكال الأرض العامة. مرجع سبق ذكره. ص 212 ـ 213 ـ 214.
37 : خلف حسين الدليمي.(2000) الجيومورفولوجية التطبيقية. مرجع سبق ذكره. ص 176
38 : خلف حسين الدليمي.(2000) الجيومورفولوجية التطبيقية. مرجع سبق ذكره. ص 177
: انقطعت المياه في هذه الشلالات بعد بناء السد وتحولت إلى قناة تجري بين الصخور.
39 : عادل عبد السلام.(2000). أشكال الأرض. مرجع سبق ذكره. ص 213
40 : خلف حسين الدليمي.(2000) الجيومورفولوجية التطبيقية. مرجع سبق ذكره. ص 177.
41 : لميس مسالمة.(1982) علم الجيومورفولوجية. مرجع سبق ذكره. ص 86
42 : خلف حسين الدليمي.(2000) الجيومورفولوجية التطبيقية. مرجع سبق ذكره. ص 173 ـ 174
: تم أخذ قياسات المقاطع العرضية بشكل تقريبي من قبل الطالب.
43 : خلف حسين الدليمي.(2000) الجيومورفولوجية التطبيقية. مرجع سبق ذكره. ص 237.
44 : وزارة الري. مديرية الري العامة لحوض العاصي. مشروع سد/17/ نيسان.
45 : خلف حسين الدليمي.(2000) الجيومورفولوجية التطبيقية. مرجع سبق ذكره. ص 240.
46 : خلف حسين الدليمي.(2000) الجيومورفولوجية التطبيقية. مرجع سبق ذكره. ص 237.
47 : صلاح الدين بحيري.(1998) مبادئ الجغرافية الطبيعية. دار الفكر. دمشق. ص 197.
48 : موقع تيريج عفرين على شبكة الانترنت WWW.TirejaFren.Com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق