الصفحات

الخميس، 17 نوفمبر 2016

البيئة النباتية ( الفصل الثامن ) ...

البيئة النباتية ( الفصل الثامن )

العوامل المؤثرة في توزيع النباتات الطبيعية في العالم
              الأمطار والرطوبة Precipitation & Humidity

              الحرارة Temperature

              الرياح Wind

              التربة Soil


الغطاء النباتي الطبيعي في العالم
              الغابات Forest

              التندرا Tundra

              أحراج السافانا Savanna Woodlands
              أراضي الأعشاب Grassland
              الصحاري Deserts

الغطاء النباتي الطبيعي في المملكة العربية السعودية

موقع و مناخ المملكة العربية السعودية

الملامح الجيولوجية للمملكة العربية السعودية
              الدرع العربي Arabian Shield
              الرف العربي Arabian Shelf

مناخ المملكة العربية السعودية

الموارد النباتات الطبيعية في المملكة العربية السعودية
              الغابات في المملكة
              المراعي في المملكة


العوامل المؤثرة في توزيع النباتات الطبيعية في العالم
تؤثر الظروف الطبيعية ومن أهمها المناخ من كمية وتوزيع الأمطار، ودرجة الحرارة، والإشعاع الشمسي، والرياح والضغط الجوي والتربة والتضاريس أو الطبوغرافية تأثيرا مباشرا على نوع وكثافة وتوزيع الغطاء النباتي الطبيعي على سطح الأرض. ويمكن القول بان النبات الطبيعي هو نتيجة التفاعل بين عاملي التربة والمناخ حيث يطلق على الظروف الطبيعية مجتمعة تعبير البيئة الطبيعية.

1) الأمطار والرطوبة Precipitation & Humidity
تعتبر كمية وتوزيع الأمطار السنوية من أهم العوامل المحدد لنوع وكثافة وإنتاجية الغطاء النباتي في أي مكان. يزداد إنتاج الغطاء النباتي بزيادة معدل الأمطار السنوية حتى بلوغ 500 ملليمتر ليبدأ بعد ذلك تأثير صفات التربة بالظهور بشكل أكبر (السعيد 1422هـ)، يتأثر توزيع وكمية الأمطار بالتضاريس والبعد عن المحيطات فمثلا نجد ان المناطق الساحلية تتلقى كميات من الأمطار أكثر من المناطق الداخلية.
تعبر الرطوبة عن كمية الماء في الهواء وهي نسبة مئوية. يقل البخر من التربة والنتح من النبات بازدياد الرطوبة النسبية في المنطقة. لذلك نجد ان المناطق ذات الرطوبة النسبية العالية تعطي نمو في الغطاء النباتي أعلى لوحدة الأمطار مقارنة مع تلك المناطق ذات الرطوبة النسبية المنخفضة.
بالإضافة للحرارة الموجودة في خط الاستواء والبرودة في القطبين فان نمط حركة الهواء الناشئ عن حرارة الإشعاع الشمسي وحركة الأرض تسبب وجود نمط من الجفاف في خطي العرض 30 درجة شمالا وجنوبا وكذلك خط العرض 60 شمالا وجنوبا خط الاستواء.إن حركة الماء المحيطات تسبب تغيرا كبيرا في بيئات اليابسة . النباتات الصبارية تستطيع تحمل الظروف الصحراوية في المناطق التي تقع على خطوط عرض 30 شمال وجنوب خط الاستواء. أما النباتات التي تعيش في بيئات مرتفعة الرطوبة والواقعة على خطوط العرض 60 شمال وجنوب خط الاستواء فهي غير متحملة للظروف البيئية الصحراوية وعلى ذلك يمكن توضيح أهمية الرطوبة في تغيير انتشار الأنواع النباتية على الأرض.  الأقاليم التي تستقبل كميات كبيرة من الرطوبة نجد فيها تنوعا نباتيا كبيرا ويمكن ملاحظة ذلك في الغابات الاستوائية المطيرة.

وظائف الماء في النبات
1-  يشكل الماء ما نسبته 80-90% من وزن النباتات العشبية و 50% من الوزن الطازج للنباتات الخشبية. يعتبر الماء جزءا من تركيب البروتوبلازم ولذلك فإن نقص الماء للحد الحرج يرافقه تغير في تركيب البروتوبلازم وبالتالي موت النبات.
2-   يعمل الماء كمذيب للعناصر الغذائية والغازات والتي تنتقل بين خلايا النبات والنفاذية العالية للجدران الخلوية في خلايا النبات تبقي السوائل في حالة تدفق.
-3    يدخل الماء في معظم التفاعلات الكيميائية في النبات فعملية التمثيل الضوئي تتم بوجود الماء كما يعمل الماء على تحلل النشأ (الأميلوز) إلى سكر في عملية إنبات البذور. 
4-  يدعم الماء ضغط الامتلاء في خلايا النبات والذي يعتبر هاما في تمدد الخلايا ونموها. كما يعتبر الامتلاء هاما في فتح الثغور النباتية في الورقة والتي يتم عن طريقها تبادل الغازات أثناء عملية التمثيل الضوئي.

الماء وإنتاجية النبات
تعتمد العمليات الفسيولوجية في النبات على الماء وعند نقص الماء تقل قدرة النبات على النمو بسبب ما يسمى بالإجهاد المائي. يمكن تعريف الإجهاد أنه أي عامل (حيوي أو غير حيوي) يستطيع إحداث سلسلة من التغيرات المتوالية في النبات ذات تأثير ضار. يمكن القول أن التأثير الضار لنقص الماء على النبات يكون في مراحل النمو المختلفة وبصورة عامة يشمل التأثير ما يلي:

1- تناقص المحتوى المائي للخلية والتأثير على ضغط الامتلاء للأنسجة النباتية خاصة الورقة.
2- غلق الثغور في الورقة نتيجة تناقص ضغط الامتلاء في الخلايا الحارسة وبالتالي توقف عملية التمثيل الضوئي.
3- توقف عملية النتح من الورقة مما يؤدي لارتفاع درجة حرارتها.

صور الماء في التربة
تمتص النباتات الارضية الماء الموجود في التربة عن طريق الجذور حين يكون متاحا في صورة قابلة للامتصاص. ولفهم ذلك يجب معرفة الصور التي يتواجد بها الماء في التربة وهي كما يلي:

              1- ماء الجاذبية الأرضية
عند إضافة الماء للتربة بكمية كبيرة تمتلئ الفراغات البينية الموجودة في التربة ثم يتحرك جزء من هذا الماء باتجاة الاسفل تحت تأثير الجاذبية الأرضية ولذلك يطلق عليه ماء الجاذبية الأرضية.
              2- الماء الشعري
يعرف الماء الشعري أنه كمية الماء المتبقية في الفراغات البينية في التربة بعد تحرك ماء الجاذبية الارضية. يستفيد النبات من الماء الشعري لان القوة الملتصق بها على سطوح حبيبات التربة أقل من القوة اللازمة للامتصاص بواسطة الجذر. تنحصر استفادة النبات من الماء الموجود في التربة في المدى الواقع ما بين السعة الحقلية وحد الذبول الدائم  (شكل ). تعرف السعة الحقلية أنها كمية الماء المتبقية في التربة والمتاحة للنبات بعد تحرك ماء الجاذبية.

              3- الماء الهيجروسكوبي
يرتبط الماء الهيجروسكوبي بقوة كبيرة بسطح حبيبة التربة على صورة غشاء رقيق لا يستطيع معها جذر النبات امتصاصه. 

شكل(): صور الماء في التربة
2) الحرارة Temperature
تعتبر الحرارة العامل الرئيسي في تحديد طول فصل النمو. تقل الحرارة بالتدريج كلما اتجهنا من خط الاستواء الى القطبين وكلما ارتفعنا عن سطح البحر. لتوزيع الأمطار أهمية خاصة مابين خط عرض صفر الى45° يكون لان درجة الحرارة متوفرة طول العام ويكون لدرجة الحرارة أهمية خاصة ما بعد خط عرض 45° لتوفر الرطوبة بينما تقل درجة الحرارة، لذلك يعتبر عامل الحرارة هو العامل الرئيسي في الاختلافات النباتية بعد هذا الخط. كما ان التوزيع الفصلي للحرارة له تأثير على الغطاء النباتي. 
ينشأ التفاوت اليومي أو الفصلي الحاصل في درجة الحرارة بسبب دوران الأرض حول محورها وكذلك دورانها حول الشمس، وهذا يؤثر على كمية الطاقة الضوئية التي تصل إلى مكان ما على سطح الكرة الأرضية وبالتالي درجة حرارته. على سبيل المثال يكون التفاوت في درجة الحرارة اليومية أو السنوية في المناطق الاستوائية ضئيلا  بينما يصل هذا التفاوت إلى 50° م في الأجزاء الشمالية للكرة الأرضية (شكل  )

تأثيرات الحرارة على النبات
تتزايد عملية الايض في النبات بمعدل يتراوح ما بين 1-3 أضعاف لكل زيادة مقدارها 10 درجات مئوية في درجة الحرارة .  إن درجات الحرارة التي تزيد عن 50 درجة مئوية تحدث تغيرا كبيرا في التركيب الجزيئي للبروتينات  كما تزيد معدل التنفس في النبات .
تختلف تأثيرات الحرارة على النبات حسب الجزء النباتي فدرجة الحرارة للجذور في النباتات البعيدة عن خط الاستواء تكون أقل من درجة حرارة المجموع الخضري في فصل الصيف وأعلى في فصل الشتاء. درجة الحرارة لنمو الجذور عادة ما تكون أقل من المجموع الخضري ولذلك تستطيع الجذور أن تنمو في الخريف عندما تكون الأجزاء الخضرية ساكنة.

الدرجات الحدية
تعرف الدرجات الحدية أنها درجات الحرارة التي يستطيع النبات عندها النمو وهناك 3 درجات حدية:-
1-     الدرجة الدنيا
وهي أقل درجة حرارة يمكن للنبات النمو فيها لكن العمليات الحيوية في النبات تكون متدنية بشكل كبير وتبلغ الدرجة الحدية لمعظم النباتات 5 درجات مئوية.
-2     الدرجة المثلى
وهي درجة الحرارة التي يمكن للنبات أن ينمو فيها حيث تكون العمليات الحيوية للنبات في أعلى مستوياتها وتختلف هذه الدرجة حسب نوع النبات.

3  -   الدرجة القصوى
وهي أعلى درجة حرارة يمكن للنبات أن ينمو فيها وتكون العمليات الحيوية للنبات في أدنى مستوياتها وتبلغ الدرجة الحدية للنبات 54 درجة مئوية. وتختلف الدرجات الحدية باختلاف النوع النباتي (شكل ). كما تختلف الدرجة الحدية للعمليات الفسيولوجية في النوع النباتي فلكل عملية فسيولوجية درجاتها الحدية الخاصة.

شكل ( ):درجات الحرارة  الحدية لبعض النباتات.
كما تختلف درجات الحرارة الحدية للاجزاء النباتية حيث تكون البراعم الزهرية ذات حساسية أكثر لدرجات الحرارة المنخفضة من البراعم الزهرية. كما تختلف الدرجات الحدية تبعا لعمر الجزء النباتي فالاوراق الصغيرة تختلف درجاتها الحدية عن الأوراق الكبيرة. كما تختلف درجات حرارة النمو تبعا للاجزاء النباتية فالجذور في نباتات المناطق المعتدلة تتطلب درجات حرارة اقل من البراعم لتنمو.

التأثير السلبي لارتفاع درجة الحرارة
تحدث الحرارة المرتفعة أضرارا بالغة للنبات تتمثل فيما يلي:
1 -    الجفاف
عند ارتفاع الحرارة يتزايد معدل فقد النبات للماء عن طريق النتح ويبدأ النبات في الذبول عندما يصبح التوازن المائي له سالبا (كمية الماء المفقودة عن طريق النتح تفوق كمية الماء الممتصة بواسطة الجذور). تنتهي هذة العملية غالبا بموت النبات بسبب توقف العمليات الحيوية والتي تعتمد على الماء.
-2     تزايد معدلات الهدم
تزيد عملية الهدم في النبات (زيادة معدل التنفس) بارتفاع درجة الحرارة عن الحد الاقصى. أن عملية الايض في النبات تعتمد على التوازن ما بين عمليتي البناء (كعملية البناء الضوئي وتكوين المركبات) وعملية الهدم. في الطماطم على سبيل المثال فدرجة الحرارة التي يبدأ بعدها النبات في استهلاك المواد المصنعة في عملية التمثيل الضوئي بواسطة التنفس هي  36 درجة مئوية (شكل ).

شكل ( ) العلاقة ما بين درجة الحرارة وكل من التمثيل الضوئي والتنفس
بالاضافة إلى ما ذكر فهناك تأثيرضارللحرارة  على عمليات التلقيح والإزهار والإثمار في النبات. حبوب اللقاح في النبات تعتبر حساسة جدا لارتفاع درجة الحرارة حيث تقل حيويتها الامر الذي يصعب معه نمو الأنبوبة اللقاحية اللازمة لحدوث التلقيح والاخصاب. عند تكون الازهار ونتيجة للحرارة المرتفعة فإنها تسقط وبذلك لا تتكون الثمار. كما أن جذور النبات في التربة معرضة لتأثيرات الحرارة الضارة ،خصوصا الطبقة السطحية، حيث تموت في درجات الحرارة المرتفعة وبالتالي يتأثر نمو النبات.
كما تتأثر نوعية الثمار المنتجة في درجات الحرارة المرتفعة حيث تكون أقل حلاوة بسبب نقص السكريات والتي تستخدم في عملية التنفس.

تأثيرات الحرارة المنخفضة
تسبب الحرارة المنخفضة انخفاضا في معدل العمليات الحيوية في النبات مما يؤثر على النمو.معظم النباتات يتوقف نموها عند درجات الحرارة المنخفضة مع تأثر كبير يمكن ملاحظته بعد تعديل درجة الحرارة للأدفأ ويعتمد ذلك على عمر النبات. على سبيل المثال فشتلات نبات الذرة التي تعرضت الى درجة حرارة منخفضة (0.3 م) لمدة 24 ساعة تطلبت 4 أيام للعودة للحالة الطبيعية للنمو وظهور أوراق جديدة.
الانسجة النباتية  في درجات حرارة منخفضة تتعرض لبعض الاضرار مثل:
              1- تجمد البروتوبلازم
انخفاض الحرارة يؤدي ترسب البروتينات المكونة للبروتوبلازم الخلوي مما يؤدي إلى موت النبات.
              2- الجفاف الخلوي
قبل حدوث الجفاف الخلوي والناشئ عن الحرارة المنخفضة يحدث تغيير في نفاذية الغشاء الخلوي للخلية بحيث أن الماء الموجود في في الخلية يبدإ في الانتشارباتجاه الفراغات الخلوية الموجودة بين الخلايا حيث يتجمد. باستمرار خروج الماء من الخلية يفقد البروتوبلازم الماء حيث ينهار نتيجة تجمع البروتينات. تختلف الانواع النباتية في قدرتها على تحمل انخفاض درجة الحرارة وميكانيكية المقاومة لذلكتأثيرات الحرارة المنخفضة لا تقتصر على أجزاء النبات الموجودة فوق سطح التربة كالأوراق والسيقان والثمار  بل يكون هناك تأثير على الجذور.

3) الرياح Wind

تعمل الرياح على فقد الرطوبة عن طريق زيادة التبخير من سطح التربة والنتح من النبات وهذا بدوره يقلل من فاعلية الأمطار. للرياح مدى واسع من التأثيرات البيئية فهي تنقل بخار الماء من البحيرات والمحيطات إلى اليابسة مما يؤدي إلى هطول المطر.
تتمثل تأثيرات الرياح على النباتات في نقل حبوب اللقاح من نبات لآخر,نقل البذور، التأثيرات الفسيولوجية على النبات وكذلك التأثير على شكل النبات. في بعض العائلات النباتية مثل Orchid و Heather لا يزيد وزن البذور عن 0.002 مجم وبذلك يمكن نقلها بواسطة الرياح مسافات بعيدة.

- التأثيرات الفسيولوجية للرياح
للرياح تأثير واضح على عملية تبادل الغازات ما بين الغلاف الجوي وورقة النبات عبر الثغور.
كما أن فقد الماء من الورقة يكون بتأثير الرياح فهي تعمل على تقليل سمك طبقة الهواء الرطبة المحيطة بالورقة أو إزالتها مما يسرع من انتشار بخار الماء خارج الورقة عبر الثغور فيما يعرف بالنتح. كما تعمل الرياح على تغيير درجة حرارة الورقة مباشرة عن طريق نقل كتلة الهواء لتلامس الورقة مما يجعل درجة حرارة الورقة مقاربة لدرجة حرارة الهواء. يتأثر شكل الورقة بالرياح فالأوراق التي تتعرض للرياح تصبح أقل مساحة وأكثر سمكا ونسبة فقد الماء فيها منخفضة نسبة لوحدة المساحة.

- التأثيرات الميكانيكية للرياح
تؤثر الرياح على شكل النبات فالنبات الذي يتعرض إلى رياح جافة بصفة متكررة يكون اقل حجما (متقزم) مقارنة بنبات من نفس النوع ينمو في منطقة لا تهب فيها الرياح. يعود سبب التقزم إلى أن الخلايا ليس بها ماء كاف لتتمدد إلى حجمها الكامل كما أن نقص الرطوبة يعيق انقسام الخلايا.
قد يعزى التأثير الضار للرياح على النبات إلى المواد التي تحملها الرياح فعلى سبيل المثال الرياح التي تهب في المناطق الساحلية من البحر تحمل الملح والرمل والتي يمكنها قتل البراعم والأوراق، كما أن حبيبات الرمل المحمولة في الرياح تزيل اللحاء من الأشجار مما يؤدي لموتها. كما تعمل الرياح على إزالة الطبقة السطحية للتربة فيما يعرف بعملية التعرية (Soil erosion) ونقلها إلى أماكن أخرى مما يفقد هذه الأراضي خصوبتها مع الوقت وتدهور إنتاجيتها .وللوقاية من التأثيرات الضارة للرياح هناك العديد من الوسائل المستخدمة مثل :
-1    زراعة مصدات الرياح في صفوف مفردة أو مزدوجة في الجهات التي تهب منها الرياح (شكل )

                            شكل ( ): زراعة مصدات الرياح في صفوف متتالية.
-2  زراعة اشجار الفاكهة في صفوف متقاربة لتحمي بعضها كما تعمل على تخفيض سرعة الرياح عند مرورها.
-3  عند حصاد المحصول بالكامل يراعى ترك بقايا المحصول وذلك لحماية التربة من الانجراف بتأثير الرياح أو المطر.
4-  استخدام الحواجز(barriers)الصناعية مثل الشباك السلكية المتعددة الأطوال (1-6م) والتي تخفض سرعة الرياح بنسبة 30-50%  (شكل ) كما يمكنها حماية المحاصيل من تأثيرات الرياح التي تهب من البحر والمحملة بالاملاح.

                    شكل (): استخدام الشباك السلكية لمقاومة التأثيرات الضارة للرياح. على
                            المحاصيل المزروعة.

4) التربة Soil

من الناحية البيئية تعرف التربة على أنها الجزء من القشرة الأرضية الذي يستطيع النبات النمو فيه. تعتبر التربة خليطا من المواد المعدنية الناتجة عن عوامل التعرية والتآكل والمواد العضوية الميتة وجذور النباتات وحيوانات التربة والكائنات الدقيقة.
تشمل الصفات الفيزيائية للتربة نسيج التربة(Soil texture)،تركيب التربة (Soil structure)،لون التربة، عمق التربة، الرطوبة.

تركيب (قوام) التربة(Soil texture)
  قوام التربة هو اصطلاح يعبر عن درجة نعومة أو خشونة حبيبات التربة باستخدام النسب المئوية لمجاميع حبيباتها الرئيسية وهي حبيبات كل من الرمل (Sand) والغرين (Silt)  والطين (Clay)  الموجودة في حجم من التربة. يتراوح قطر حبيبة الطين إلى أقل من 0.002 مم بينما يكون قطر حبيبة السلت متوسطا ويتراوح ما بين 0.002-0.05 مم أما حبيبة الرمل فتعتبر الأكبر حجما حيث يتراوح قطرها ما بين 0.05-2 مم. وهناك عدة مقاييس لتقييم حجم الحبيبات وتعريفها ، منها النظام الدولي (International system)  والذي يعتمد علي تحديد قطر الحبيبات كما يلي :

المجموعة
Fraction
قطر الحبيبات ( مم )
Diameter of particles( mm )
الحــصي Gravel        
اكبر من    2
الرمل الخشن Coarse sand
من         2 – 0.2
الرمل الناعم Fine sand    
من         0.2 – 0.02
السـلتSilt                    
من         0.02 – 0.002
الطين Clay                    
أقل من     0.002

  الترب التي تتكون في معظمها من الطين تدعى تربا طينية أما تلك التي يسود تركيبها جزء كبير من الجزيئات الكبيرة فتعرف بالترب الحصوية. إن تركيب التربة يؤثر على العديد من خواص التربة الأخرى مثل بناء التربة، كيمياء التربة وكذلك الفراغات البينية في التربة. يمكن تصنيف الترب بعد معرفة نسبة المكونات (السلت، الرمل، الطين) . ويتم تعيين قوام التربة بواسطة التحليل الميكانيكي ، وهي عبارة عن عملية الهدف منها فصل عينة من التربة إلي مجاميع حبيباتها الرئيسية الثلاث حسب حجمها ثم  يستخدم مثلث التربة لتحديد نوعية التربة كما في الشكل ( ) . ولقوام التربة تأثير بالغ علي معظم خواص التربة الفيزيائية والكيميائية والحيوية.  

شكل ( ) مثلث التربة المستخدم في تحديد قوام التربة بعد معرفة نسبة المكونات لبعضها
-         بناء التربة (Soil structure)
يعرف بناء التربة على أنه الهيئة (الشكل) التي تتجمع فيها حبيبات التربة مع بعضها. هناك العديد من الأشكال التي تتكتل فيها حبيبات التربة معا مثل الشكل الحبيبي (Granular)، الشكل الطبقي المتراكم (Platy)، الشكل (Blocky) والشكل الموشوري(Prismatic) كما في الشكل ( )
                                              شكل ( ) أشكال تجمع حبيبات الطين مع بعضها

تجمع حبيبات التربة وشكل تكون الكتل يؤثر على مسامية التربة وبالتالي التأثير على تهوية التربة وعلى قابليتها للاحتفاظ بالرطوبة.  إن المواد العضوية التي تفرز بواسطة جذور النباتات أو بواسطة الميكروبات أثناء عملية تحلل البقايا النباتية تعمل على تجميع حبيبات التربة مع بعضها.

-  لون التربة Soil color
يعتبر لون التربة من الخصائص الفيزيائية للتربة والذي يمكن عن طريقه التمييز بين التربة. غالبا ما يكون سطح الترب المعدنية ذو لون غامق مما يدل على وجود المادة العضوية. في الأقاليم المعتدلة فإن اللون الأسود البني واللون البني  الغامق خاصة في القطاع A يدل على المادة العضوية. وعلى العموم فلون التربة الغامق لا يشير إلى وجود المادة العضوية فالترب البركانية ذات لون أسود بسبب أصلها الذي يعود للصخور البازلتية. أما الترب الحمراء والصفراء فتستمدان هذا اللون من وجود أكاسيد الحديد، والألوان الفاتحة تشير إلى جودة الصرف والتهوية.تتزايد الأوان الحمراء والصفراء في الترب من الأقاليم الباردة باتجاه خط الاستواء.

الخصائص الكيميائية للتربة
تشمل الخصائص الكيميائية للتربة ما يلي :
-1     حامضية وقاعدية التربة (pH)
معظم الترب لها pH يتراوح من4-8 وقد يكون أعلى من ذلك أو أقل في بعض الترب.على سبيل المثال فالترب الملحية لها pH يتراوح من 7.3- 9.5( Barbur et al. ) وبعض الترب الحامضية لها pH . منخفض جدا يتراوح من2.8-3.9.
الترب الزراعية لها pH منخفض نتيجة لعمليات إضافة الأسمدة باستمرار مثل نترات الامونيوم والأسمدة المحتوية على الكبريت. في الأسمدة النيتروجينية تقوم كائنات التربة بإطلاق آيونات الهيدروجين (H+) مما يؤدي إلى زيادة حامضية التربة والحلول محل كاتيونات التربة .لتعديل pH التربة الحامضية يتم إضافة كربونات الكالسيوم  أما في الترب القاعدية فتتم إضافة الكبريت  . التأثير المباشر لpH التربة على نمو النبات محدود جدا لكن التأثير الغير مباشر أعلى حيث أن المعادن السامة في التربة كالألمنيوم والمنجنيز تتأثر بالpH. يؤثر pH التربة على توفر العناصر الغذائية للنبات شكل ( ) وكذلك على نشاط كائنات التربة.العناصر المغذية كالنيتروجين،والفسفور والكبريت تتأثر بال pH. عند ال pH المتعادل والذي يتراوح من 6.5-7.5 تكون معظم العناصر الغذائية متاحة للنبات. يعبر عن حموضة التربة بالرقم الهيدروجيني (pH ) ويعرف الـ pH   للتربة  بأنه اللوغاريتم السالب لتركيز أيونات الهيدروجين النشطة في محلول التربة .
يؤثر أيون الهيدروجين( pH )  بالتربة تأثيرات كيميائية هامة مثل تأثيرها علي مدي تيسر العناصر والتبادل الكاتيوني بالتربة وكذلك تحلل المواد العضوية والنشاط الحيوي بها. وتختلف التربة في حموضتها ويرجع سبب الاختلاف بنسبة كبيرة إلي اختلاف محتواها من الأملاح المختلفة و كاتيوناتها المتبادلة والذائبة في محلول التربة ( ففي حالة زيادة الصوديوم المتبادل في محلول التربة يرتفع الرقم الهيدروجيني  ويصبح تفاعل التربة قاعديا وخاصة في المناطق الجافة ولكن عند زيادة أيونات الهيدروجين أو الألومنيوم المتبادلين ينخفض الرقم الهيدروجيني ويصبح تفاعل التربة حامضيا ) وكذلك التغير في المحتوي المائي للتربة .
ويختلف رقم حموضة التربة ( pH ) في المناطق المختلفة ففي ترب المناطق الرطبة وشبه الرطبة يكون الرقم الهيدروجيني منخفضا و تكون التربة حامضية بخلاف ترب أراضي المناطق الجافة ذات الرقم الهيدروجيني المرتفع .

     شكل ( ): العلاقة ما بين pH التربة وتوفر العناصر الغذائية للنبات في التربة 

-2    التوصيل الكهربائي (Electric Conductivity) (EC)

الأملاح في محلول التربة بواسطة قياس التوصيل الكهربائي
يعتبر تقدير الأملاح الكلية الذائبة في مستخلص التربة من التقديرات الرئيسية الهامة للحكم علي درجة ملوحة التربة. كما أن تأثير الأملاح لا يتوقف علي كميتها في التربة فقط بل علي نوعية تلك الأملاح . وتختلف كمية الأملاح الذائبة والموجودة بالتربة من تربة لأخرى ويرجع ذلك إلي ظروف تكوين التربة ونوعها . كما يؤدي الغسيل المستمر في الترب بواسطة ماء الري إلي غسيل الأملاح وإحلال الهيدروجين محل جزء من الكاتيونات المدمصة علي أسطح حبيباتها .
ومن التأثيرات السلبية للتركيزات المرتفعة والعالية من الأملاح في محلول التربة :
  1.   زيادة الضغط الأسموزي وهذا يقلل من قدرة النبات علي امتصاص الماء والأملاح من التربة .
  2. حدوث السمية ببعض الأملاح للنباتات النامية بالتربة .
  3. تقليل معدل التبادل الكاتيوني في محلول التربة
  4. يؤدي ارتفاع نسبة الصوديوم المدمص إلي سوء خواص التربة .
بنيت فكرة هذه الطريقة علي أن التوصيل الكهربائي للمحلول المائي يزداد بزيادة أيونات الأملاح الذائبة فيه ، أي بزيادة تركيزها ويستعمل جهاز قياس التوصيل الكهربائي Electric Conductivity Meter لتحديد ذلك .
الوحدات المستخدمة لقياس التوصيل الكهربي للمحلول المائي عبارة عن  mhos / cm) ) موز / سم وهي يساوي 1000 ملليموز / سم ( 10 3 mmhos / cm ) ويســـاوي أيضا ملــيون ميــكروموز / ســم ( 106 µmhos / cm ) .
وللتحويل إلي تركيز الأملاح بالمحلول بالملليمكافئ / لتر = التوصيل الكهربي بالملليموز / سم × 10
وللتحويل إلي تركيز الأملاح بالمحلول كجزء في المليونppm (ملليجرام/لتر)        
             = التوصيل الكهربي بالملليموز / سم × 640
وللتحويل إلي تركيز الأملاح بالمحلول بالضغط الأسموزي = التوصيل الكهربي بالملليموز / سم × 0.36.

-3    السعة التبادلية الكاتيونية (Cation Exchange Capacity)(CEC)
تكون الأجزاء الصلبة ما يزيد عن 50% من حجم التربة أما الحجم المتبقي فيملأ بالماء والهواء.تعرف السعة التبادلية الكاتيونة انها الدرجة التي تستطيع عندها التربة امتصاص وتبادل الكاتيونات والتي تحمل شحنة موجبة مثل NH4+, K+, Ca2+, Fe2+, أما الانيونات فهي التي تحمل شحنة سالبة مثل .NO3-, PO42-, SO42 (شكل ).تتميز حبيبات الطين والمادة العضوية (Organic matter) بوجود شحنات سالبة على سطوحها . الكاتيونات المعدنية يمكن أن تدمص إلى الشحنات السالبة وعند ذلك فليس من السهولة فقدها  في الماء بعملية الترشيح (Leached) وكذلك تكون متاحة للامتصاص بواسطة جذور النبات. أن هذه المواد المعدنية الموجودة على سطح حبيبة الطين يمكن استبدالها بكاتيونات أخرى اعتمادا على الشحنه.

ِشكل (): السعة التبادلية الكاتونية واهميتها في تبادل العناصر بين التربة وجذور النبات 
4- المادة العضوية Organic matter 
تحتوي جميع أنواع الترب علي مواد عضوية بنسب مختلفة والمادة العضوية بالتربة هي كل مادة  ذات منشأ نباتي أو حيواني كبقايا النباتات و الحيوانات والتي لم تتحلل أو التي تحللت جزئيا.
وللمادة  العضوية دور هام في تحسين الخواص الفيزيائية والكيميائية للتربة فهي تشكل مصدرا هاما للعناصر الغذائية اللازمة لنمو النبات عند تحللها ولها دور منظم  في حموضة التربة pH وتعمل علي زيادة السعة التبادلية للكاتيونات كما ترفع قدرة التربة علي حفظ الماء وتحسين بنائها .
في التربة  يعتبر التوزيع العام للغطاء النباتي أو الأقاليم النباتية بتأثير العوامل المناخية وأما أثر التربة فمقصور على أحداث بعض الاختلافات المحلية. تطور التربة في موقع ما يتأثر بكل من النبات والمناخ. عند تماثل المناخ والنباتات في موقعين مختلفين فإن خصائص التربة في كلا الموقعين متشابهه.

التربة ونمو النبات
يستمد النبات العناصر الغذائية  والماء من التربة وهناك نوعين من العناصر التي توفرها التربة للنبات:
                                          أ-العناصر الكبرى
-1     النيتروجين
-2     الفوسفور
3- البوتاسيوم
4-    الكالسيوم
-5     المغنيسيوم
6-     الكبريت

                                          ب- العناصر الصغرى
يحتاج النبات العناصر الصغرى بكميات ضئيلة للقيام بالعمليات الحيوية ونقص هذه العناصر يؤثر على النمو والإنتاجية.تشمل العناصر الصغرى ما يلي:

1- الحديد
2- الزنك
3-  المنجنيز
4-  النحاس
5- البورون
6-  الموليبدينم

الضوء Light
  هو أحد نماذج وأشكال الطاقة المشعة يأتي من الشمس إلى الأرض وكذلك من المصابيح الكهربائية على هيئة أشعة ويتكون الشعاع من دقائق متناهية من الصغر تعرف بالفوتون Photon . وعندما تقابل هذه الفوتونات مادة مناسبة تنقل الطاقة بها إلى إلكترونات هذه المادة محدثة بذلك تفاعلات كيميائية ضوئية ويطلق على الطاقة التي يحملها الفوتون اسم كوانتم Quantum . ويختلف مقدار هذه الطاقة باختلاف طول الموجة الضوئية وعموما يتناسب مقدار هذه الطاقة تناسباً عكسياً مع طول الموجة الضوئية فالموجات القصيرة أغنى بالطاقة من الموجات الطويلة . هذا ولا يقتصر أثر الضوء على عملية البناء الضوئي فقط بل يتعداه إلى تأثيرات أخرى على نمو النبات وتطوره . وتقتضي دراسة أثر الضوء على النمو والتكشف أن يقسم الضوء إلى أوجه ثلاثة وهي :-
  1. شدة الضوء أو الإشعاع .
  2. الطول النسبي لفترات الضوء والظلام ( التأقت الضوئي ) .
  3. نوع الضوء .
    شدة الضوء أو الإشعاع تعرف على أنها كمية الضوء الساقطة على وحدة المساحة لسطح معين في وحدة الزمن .
وتختلف شدة الإضاءة بصفة عامة في منطقة ما باختلاف اليوم والموسم والبعد عن خط الاستواء فهي تزيد تدريجياً من شروق الشمس إلى منتصف النهار ثم تنخفض تدريجياً من منتصف النهار إلى غروب الشمس وتكون مرتفعة في الصيف ومتوسطة الارتفاع في الربيع والخريف ومنخفضة في الشتاء . كما تصل إلى أقصى ارتفاع لها عند خط الاستواء ثم تنخفض تدريجياً كلما اتجهنا إلى القطبين وتتراوح شدة الإضاءة في منتصف المناطق المعتدلة من العالم في أيام الصيف الصافبة بين 8000 – 10000شمعة /قدم وهي تعادل 1,2-1,5 كجم /كالوري / دقيقة .
هذا ويختلف الإشعاع الضوئي عن البريق أو السطوع .
فالأخير يعتبر مقياس لقدرة العين على الرؤيا وبالتالي فالوحدات المستعملة لقياس شدة الإضاءة أو الإشعاع تختلف عن الوحدات المستعملة لقياس شدة الإضاءة كما تراها العين . ومهما يكن فهناك ارتباط موجب بين شدة الإضاءة أو الإشعاع وشدة الإضاءة كما تبدو للعين والفرق بينهما بسيط يمكن أحياناً إهماله .
 1- النبات والضوء
لقد اكتشف القاعدة الأساسية التي تقضي بأن الطول النسبي للضوء والظلام يحددان أو يتحكمان في إزهار كثير من النباتات . وقد أطلق على هذه الظاهرة أسم التواقت الضوئي ولا يوجد تعريف دقيق لاصطلاح التواقت الضوئي .
وبصفة عامة يعرف بأنه استجابة النبات إلى الأطوال النسبية لفترات الضوء والظلام وعلى الرغم من ذلك فإن هذا التعريف يمكن تحويره من وجوه كثيرة . وعلى سبيل المثال فإن فترة الظلام أهم في عملية التواقت الضوئي من فترة الضوء كما أن لشدة الضوء ونوعه تأثير معدل على مدى استجابة النبات له . وعلى الرغم من ذلك فقد اتفق بصفة عامة أن الفترة ونظام التعاقب ذوي أهمية في بدء استجابة النباتات للفترة الضوئية وحينئذ تكون أي استجابة بواسطة النبات للفترة .
وتستجيب النباتات لتغيير فترات الضوء والظلام بطرق متعددة فالإزهار والنمو الخضري واستطالة السلاميات ( طول السيقان ) وإنبات البذور وتساقط الأوراق تعتبر كلها أمثلة لاستجابة النبات للفترة الضوئية التي اكتشفت حتى الآن .
ان بعض النباتات والتي تعرف بنباتات النهار القصير مثل نبات الدخان عُرف بأنها تزهر عندما تكون ساعات النهار قصيرة وساعات الظلام طويلة ولكنها لا تزهر تحت ظروف أخرى من طول النهار . كما وجد أن البعض الآخر من النباتات ( نباتات النهار الطويل والليل القصير مثل السبانخ تزهر فقط عندما يكون النهار طويلاً والليل قصيراً )كما وجد أيضاً أن هناك مجموعة ثالثة من النباتات ( الطماطم والقطن ) تعرف بنباتات النهار المحايد ليس لها أفضلية بالنسبة لطول النهار لكي تزهر . 

الضوء   Light:
              تعتبر الشمس المصدر الرئيسي للطاقة إلى الأرض ويخترق الإشعاع الشمسي الكون الخارجي في شكل موجات كهرومغناطيسية وتقوم طبقة الأوزون المغلفة للكرة الأرضية بامتصاص الإشعاعات الضارة للنبات والإنسان وتمتص السحب جزءاً أو من الإشعاعات ليصل الباقي إلى النبات الذي يستفيد بحوالي 1 – 2% فقط من الطاقة الشمسية للقيام بعملياته الحيوية التي تحتاج إلى ضوء (ومن مجموع الطاقة الشمسية الممتصة ما بين 75 – 80% يستعمل لتبخير الماء 5 – 10% طاقة تخزن في التربة ولا يستفيد النبات إلا من 1 – 2%). والضوء الذي يمتصه النبات هو الضوء المنظور وهو الجزء من الإشعاع الشمسي الذي تدركه الأبصار وتحول النباتات هذه الطاقة الضوئية إلى طاقة كيميائية في عملية التمثيل الضوئي ويمتص كلوروفيل النبات الألوان – الزرقاء والحمراء وتعكس باقي الألوان ولا يستفيد النبات إلا بجزء ضئيل من هذه الألوان. والضوء له تأثيرات عديدة على النبات توجزها فيما يلي:
1-  تكوين المادة الخضراء واكتمال تكوين البلاستيدات الخضراء.
2-  يدخل في عملية التمثيل الضوئي كمصدر للطاقة.
3-  يتزايد نمو النباتات نتيجة للضوء الأزرق والأحمر.
4- تؤثر الموجات الضوئية في توزيع الأوكسينات وبالتالي يؤثر ذلك في عملية النمو والانتحاءات وتكوين هرمونات الأزهار.
5-   يؤثر الضوء في فتح وغلق الثغور (عملية النتح).
6-  يتأثر التركيب التشريحي للنبات باختلاف شدة الضوء.
فالنباتات المحبة للشمس تتميز بوجود طبقات من النسيج العمادي وأديم أكثر سماكة (Epiderm) مع تواجد شعيرات أو زغب على السطح الخارجي عن النباتات المحبة للظل. ويختلف تأثير الضوء من حيث النوع Quality ، الكمية Quantity وشدة الإضاءة Light Intensity ومدة الإضاءة Duration.

أ- نوع الضوءQuality
              يختلف تأثير الضوء من حيث نوعية الضوء بالإضافة إلى مكوناته من الألوان المختلفة ويختلف النوع من حيث الموسم والموقع الجغرافي فيؤثر كل من الموسم والموقع على زاوية سقوط الضوء على سطح الأرض فزاوية السقوط تكون عمودية على خط الاستواء وتكون بزاوية أكبر كلما اتجهنا شمالاً (القطب الشمالي مثلاً).
              أما نوعية الضوء فلقد ذكرنا أن الإشعاعات القصيرة تمتص بطقبة الأوزون بينما الإشعاعات الطويلة تمتص من خلال السحب وبخار الماء. كما تؤثر الأتربة والدخان على باقي الموجات الضوئية كذلك ذكرنا أن الضوء ذو اللون الأزرق أو الأحمر أهم الألوان التي تمتصها البلاستيدات الخضراء في حين تعكس الألوان الأخرى ويلاحظ أن ألوان الضوء تؤثر على الأكسينات فاللون الأحمر يزيد من إنبات بعض البذور مثل بذور الخس.
              كذلك نجد أن الأشعة فوق البنفسجية والزرقاء تساعد في تكوين اللون الأحمر في ثمار التفاح أما بالنسبة للنمو فالأشعة فوق البنفسجية تعتبر ضارة وتؤدي إلى تقزم النباتات ولها تأثير على النباتات النامية على قمم الجبال في حين أن الأشعة الحمراء تسرع من إنبات بعض البذور بينما الإشعاع الأحمر البعيد له تأثير سلبي على إنبات البذور.

التأقت الضوئي: Photoperiodism
عبارة عن اختلاف استجابة النباتات للطول النسبي لكل من الليل والنهار. مثل الأزهار وتكشف البراعم والكمون والثمار في النباتات.
ب- شدة الإضاءة:
              وهي كمية الضوء الساقط على مساحة معينة خلال فترة زمنية معينة وتقاس بوحدات مختلفة أقدمها شمعة ضوئية وهي تعادل كمية الضوء الساقط على السطح من شمعة قياسية على بعد 1 قدم. وهناك وحدات أخرى أحدث مثل اللكس Lux = كمية الضوء المنظور الساقط على مساحة 1م2 ويبعد 1م عن مصدر الضوء ، وهي تساوي (0.093 من شمعة 1 قدم) ويحتاج الإنسان للقراءة إلى حوالي 20 شمعة.
              وتحتاج النباتات على الأقل من 100 – 200 شمعة لكي تنمو ولهذا تزداد كمية المواد الكربوهيدراتية المتكونة في النباتات بزيادة شدة الضوء حتى تصل إلى حد أقصى. وتتراوح شدة الضوء ما بين 8.000 – 10.000 شمعة قدم في فصل الصيف. 
شدة الإضاءة
ويعرف هذا الحد الأقصى بنقطة تشبع الضوء Light Saturation وهي كمية الضوء التي لا يحدث بعدها أي زيادة في كمية المواد الكربوهيدراتية ، وتختلف نقطة التشبع الضوئي من محصول إلى آخر وتتراوح ما بين 5.000 – 10.000 شمعة قدم.
وعلى هذا يمكن تقسيم النباتات من حيث استجابتها إلى شدة الضوء إلى :
1- نباتات محبة للضوء: وتحتاج على الأقل إلى 3.000 وحدة شمعية ضوئية ومعظم المحاصيل الاقتصادية تنتمي إلى هذه المجموعة.
2-   نباتات محبة للظل: وتحتاج إلى كمية ضوء أقل   ومن أمثلتها نباتات الزينة.
وإذا قلت شدة الإضاءة عن 100 – 200 شمعة يؤدي هذا إلى تقليل التمثيل الضوئي بحيث تقل نواتج التمثيل الضوئي عن المستهلك بواسطة التنفس ويصبح النبات شاحب Elilated فيستطيل النبات ويقل سمك الساق ويتحول لونه إلى اللون الأبيض والشكل مغزلي.
كذلك تؤثر شدة الإضاءة على الانتحاء الضوئي فتحلل الأوكسينات المسببة للنمو وتتحرك نحو الجزء المظلم وبالتالي تؤدي إلى استطالة الخلايا البعيدة عن الضوء وبالتالي تؤدي إلى انتحاء النبات نحو الضوء.
              ويزيد الضوء من نسبة الإنبات في بعض المحاصيل مثل الخص  Lactuca sativy، حشيشة Poa وكذلك يتأثر إنبات نبات الجزر في حين تزداد نسبة الإنبات في الظلام لنبات Liliaceae (الأبصال).
ج- مدة الإضاءة Duration
              المقصود بها عدد ساعات الإضاءة في اليوم وتختلف من موقع إلى آخر ومن موسم إلى آخر.
              فعند خط الاستواء فإن عدد ساعات النهار 12 ساعة طول العام أما عند خط عرض 25( مثلاً تتراوح عدد ساعات النهار من 10.5 ساعة شتاءً إلى 13.75 ساعة صيفاً وعند خط عرض 45( تتراوح ما بين 8 ساعات شتاء إلى 16 ساعة صيفاً عند القطب الشمالي تتراوح ما بين صفر شتاء إلى 24 ساعة صيفاً وتنقسم النباتات من حيث استجابتها لمدة الإضاءة إلى تأثيرها على نشوء الأزهار ويمكن تقسيمها إلى نوعين:
1- نباتات محايدة أي Neutral: وهذه لا تتأثر بعدد ساعات النهار ومن أمثلتها: القطن – اللوبيا – القرعيات – دوار الشمس – الباميا.
2- نباتات تتأثر بساعات الإضاءة:
1-  نباتات النهار الطويل: وهذه تحتاج لنشوء التزهير إلى عدد ساعات إضاءة تزيد عن حد معين من الساعات على الأقل وأن ساعات الإضاءة تتزايد في أثناء فترة نشوء التزهير ومن أمثلة المحاصيل: القمح الشتوي ، الشعير ، الراي ، البرسيم الأحمر، الكتان ،البطاطس
2-  نباتات النهار القصير: وهذه تحتاج إلى ساعات إضاءة أقل من حد معين ويجب أن تتناقص ساعات النهار باستمرار ومن أمثلتها: الأرز ، وبعض أصناف الذرة الشامية ، الذرة الرفيعة ، فول الصويا.
فإذا نقلنا نبات نهار قصر من المنطقة الاستوائية إلى المنطقة المعتدلة يؤدي هذا إلى عدم إزهار النباتات وتستمر في النمو الخضري.
والعكس عند زراعة محاصيل النهار الطويل في موسم نهار قصير يؤدي هذا إلى تقصير فترة النمو الخضري.
وتختلف الأصناف المختلفة لمحصول ما في استجابتها لساعات الإضاءة. قد نجح مربي النباتات إلى انتخاب أصناف لا تتأثر بطول النهار.كذلك تؤثر الفترة الضوئية في تكوين الدرنات في البطاطس وتكوين السوق الجارية في الشليك وتكوين الأشطاء في النجيليات.

الضوء وعملية التمثيل الضوئي:
              سبق أن أوضحنا أن الضوء لازم في عملية التمثيل الضوئي.
ومن نواتج عملية التمثيل الضوئي glucose الذي يتحول إلى مركبات أخرى
ويستهلك جزء من الغذاء المتكون في عمليـة التنفس Respiration والفرق بين عملية التمثيل الضوئي  -   التنفس  =    يعرف باسم صافي عملية الأيض
net assimilation Rate = Photosynthesis – Respiration
وبالتالي فإنه يمكن زيادة معدل عملية الأيض بتقليل التنفس. والتنفس لازم لانطلاق الطاقة التي يستعملها النبات في عملياته الحيوية.
وكان هناك اعتقاد أن عملية التنفس تتم أثناء الليل فقط ، ولكن وجد أخيراً أن هناك نوعين من التنفس:
التنفس الضوئي                         التنفس الظلامي
Dark respiration                           Phto respiration
وعموماً وجد أن النباتات تنقسم إلى ثلاثة أنواع من حيث مسار دورة البناء الضوئي.
أ- نباتات ثلاثية الكربون C3: في هذا النوع من النباتات نجد أن أحد النواتج الوسطية في تكوين سكر الجلوكوز في عملية التمثيل الضوئي هو حمض ثلاثي ذرات الكربون (حمض فوسفوجلسرات) Phosphoglyceric acid مثل نباتات القمح – الشعير– الأرز– فول صوليا – البرسيم – البنجر– البطاطس …
ب- نباتات رباعية الكربون: والنباتات في هذا النوع تنتج أحماض وسطية رباعية الكربون مثل حمض الماليك والأسبارتيك (Malic, Aspartic). الذرة الشامية – الذرة الرفيعة – الدخن.
ج- النباتات العصارية CAM: وهي نباتات تشابه في مسار CO2 نباتات C4. مثل الصبار.
              ومقارنة كفاءة التمثيل الضوئي للاستهلاك المائي للنوعين C3 و C4 نجد أن كفاءة النوع الرباعي الكربون يفوق نباتات C3

كيفية تعديل شدة الإضاءة

في حالة زيادة شدة الضوء عن الحد اللازم. يمكن تعديل شدة الإضاءة.
تعديل الإضاءة:
أ- اختيار المحصول المناسب (محاصيل المناطق الاستوائية تحتاج إلى شدة ضوء أعلى من محاصيل المناطق المعتدلة).
ب- تعديل كثافة النباتات.
ج- تقليم النباتات.
د- تحميل المحاصيل.
هـ- استعمال الشباك والتظليل.
و- إنتاج أصناف من المحاصيل تتحمل شدة الإضاءة.
              ويمكن تعديل شدة الإضاءة بزراعة المحاصيل في البيوت المحمية.
              والاعتماد على الإضاءة الصناعية جزئياً أو كلياً.
الإضاءة الإضافية:  Supplemental Illumination في البيوت المحمية يعتبر الاعتماد على الإضاءة الصناعية عملية غير اقتصادية ولكن تستعمل في حالة المحاصيل ذات العائد المرتفع كما في نباتات الخضر – والزينة المزروعة في غير موسمها الطبيعي.
ومصادر الإضاءة هي:
أ. المصابيح الكهربائية العادية ويطلق عليها Tungestens lamps
              وهذه المصابيح غنية بالضوء الأحمر والأشعة دون الحمراء Infrared وهي فقير في الضوء الأزرق ولا ينصح بوضعها قريبة من النباتات حتى لا تؤدي إلى زيادة درجة الحرارة.

ب. مصابيح الفلورسنت Fluorescent
              وتتميز بوفرة النوع البنفسجي وقلة الأشعة الحمراء ودون الحمراء وتمتاز كفاءتها عن النوع الأول ويعاب عليها ضعف الإضاءة مع الاستعمال وكذلك اختلاف شدة الإضاءة على طول المصباح فيزداد في الوسط ويقل عند الطرفين ويوصى باستعمال النوعين الأول والثاني للحصول على نتائج أفضل نسبة 1 : 2 أو 1 : 5 وتستعمل أنواع السابقة في البيوت الزجاجية والصوب الزجاجية – غرف النمو  Phyto trones وهناك أنواع أخرى من غرف النمو مثل Growth chamber (غرف النمو) وهي غرف صغيرة الحجم تستخدم في أجراء التجارب وتعتمد على الإضاءة الصناعية كلية ويمكن التحكم في ساعات الإضاءة ودرجة الحرارة والرطوبة النسبية عن طريق الحاسبات الإلكترونية Computer ، والأحجام الكبرى من هذه الغرف تعرف باسم Phyto trones. .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق