الصفحات

الخميس، 1 فبراير 2018

اﻟﺣراك اﻟﺳﻛﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻣﻧورة (٢٠٠٠ - ٢٠١٦م ) : دراﺳﺔ ﺟﻐرافية ...


اﻟﺣراك اﻟﺳﻛﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻣﻧورة ٢٠٠٠ - ٢٠١٦م

دراﺳﺔ ﺟﻐرافية

د. أشرف علي عبده

أستاذ مساعد بقسم الجغرافیا كلیة الآداب

جامعة القاهرة 

سلسلة بحوث جغرافیة 

العدد ٩٦ - ٢٠١٧

الجمعیة الجغرافیة المصریة

فهرس المحتویات

مقدمة

- مفهوم الحراك السكني بالمدن

- الإطار التطبیقي للحراك السكني في المدینة المنورة

أولاً :- اتجاهات الحراك السكني داخل الأحیاء بالمدینة المنورة

١- اتجاهات الحراك السكني داخل الأحیاء بالمدینة المنورة

٢- اتجاهات الحراك السكني بین الأحیاء بالمدینة المنورة

ثانیاً :- دوافع الحراك السكني في المدینة المنورة

١- أسباب الحراك السكني في المدینة المنورة

٢- تصنیف أسباب الحراك السكني في المدینة المنورة

٣- أسباب الحراك السكني في المدینة المنورة في الفترات الزمنیة المختلفة

٤- تحلیل دوافع الحراك السكني في المدینة المنورة باستخدام التحلیل العاملي

ثالثاً :- العوامل المؤثرة على الحراك السكني في المدینة المنورة

١- الخصائص الشخصیة لرب الأسرة

أ - عمر رب الأسرة

ب - الحالة الزواجیة

ج - الحالة التعلیمة

د - الدخل الشهري

٢- الخصائص الأسریة

أ - متوسط حجم الأسرة

ب - درجة التزاحم

ج - نمط الأسرة

٣- الخصائص السكنیة

أ - نمط المسكن

ب - نمط الحیازة

رابعاً :- العلاقة بین الحراك السكني وأسعار الأراضي في المدینة المنورة

خامساً :- مستقبل الحراك السكني في المدینة المنورة

الخاتمة

الملاحق

قائمة المراجع

فهرس الخرائط والأشكال

١- النمو العمراني في المدینة المنورة خلال الفترة ما بین ١٩٧٣م : ٢٠١٥م

٢- أحیاء منطقة الدراسة التي تم توزیع العینة بها في المدینة المنورة عام ٢٠١٦م

٣- الصورة التوزیعیة للتحركات السكنیة داخل نفس الحي في المدینة المنورة (بالعینة) عن الفترة ما بین عامي ٢٠٠٠م : ٢٠١٦م

٤- اتجاهات الحراك السكني بین الأحیاء حسب مناطق الأصل والوصول في النطاقین الداخلي والخارجي بالعینة عن الفترة ما بین ٢٠٠٠م : ٢٠١٦م

٥- صافي الحركات السكنیة بین أحیاء المدینة المنورة بالعینة عن الفترة ما بین عامي ٢٠٠٠م : ٢٠١٦م

٦- اتجاه الحركات السكنیة الداخلة والخارجة في حي الرایة بالمدینة المنورة (بالعینة) عام ٢٠١٦م

٧- اتجاه الحركات السكنیة الداخلة والخارجة في حي العریض بالمدینة المنورة (بالعینة) عام ٢٠١٦م

٨- اتجاه الحركات السكنیة الداخلة والخارجة في حي الجمعة بالمدینة المنورة(بالعینة) عام ٢٠١٦م

٩- اتجاه الحركات السكنیة الداخلة والخارجة في حي الدفاع بالمدینة المنورة (بالعینة) عام ٢٠١٦م

١٠- دوافع الحراك السكني للأسر في المدینة المنورة داخل العینة خلال الفترة ما بین عامي (٢٠٠٠م : ٢٠١٦م)

١١- تصنیف دوافع الحراك السكني بالمدینة المنورة داخل العینة خلال الفترة ما بین عامي (٢٠٠٠م : ٢٠١٦م)

١٢- دوافع الحراك السكني بالمدینة المنورة داخل العینة خلال الفترات الزمنیة المختلفة فیما بین عامي (٢٠٠٠م : ٢٠١٦م

٣- التركیب العمري لأرباب الأسر المنتقلون بالحراك السكني وغیر المنتقلین في المدینة المنورة (بالعینة) خلال الفترة ما بین ٢٠١١م – ٢٠١٦م

١٤- الحالة الزواجیة لأرباب الأسر المنتقلون بالحراك السكني وغیر المنتقلین في المدینة المنورة (بالعینة) خلال الفترة ما بین ٢٠١١م – ٢٠١٦م

١٥- الحالة التعلیمیة لأرباب الأسر المنتقلون بالحراك السكني وغیر المنتقلین في المدینة المنورة (بالعینة) خلال الفترة ما بین ٢٠١١م – ٢٠١٦م

١٦- متوسط الدخل الشهري لأرباب الأسر المنتقلون بالحراك السكني وغیر المنتقلین في المدینة المنورة (بالعینة) خلال الفترة ما بین ٢٠١١م – ٢٠١٦م (ریال سعودي)

١٧- متوسط حجم الأسرة بین المنتقلین بالحراك السكني وغیر المنتقلین في المدینة المنورة (بالعینة) خلال الفترة ما بین ٢٠١١م – ٢٠١٦م

١٨- درجة التزاحم بین المنتقلین بالحراك السكني وغیر المنتقلین في المدینة المنورة (بالعینة) خلال الفترة ما بین٢٠١١م – ٢٠١٦م

١٩- نمط الأسرة بین المنتقلین بالحراك السكني وغیر المنتقلین في المدینة المنورة (بالعینة) خلال الفترة ما بین٢٠١١م – ٢٠١٦م

٢٠- نمط المسكن بین المنتقلین بالحراك السكني وغیر المنتقلین في المدینة المنورة (بالعینة) خلال الفترة ما بین٢٠١١م – ٢٠١٦م

٢١- نمط الحیازة بین المنتقلین بالحراك السكني وغیر المنتقلین في المدینة المنورة (بالعینة) خلال الفترة ما بین٢٠١١م – ٢٠١٦م

٢٢- الأنماط المكانیة لفئات أسعار الأراضي في المدینة المنورة عام ٢٠١٦م

٢٣- الحركات السكنیة وفق فئات أسعار الأراضي في المدینة المنورة بالعینة للفترة ما بین ٢٠٠٠م – ٢٠١٦م

٢٤- رسم توضیحي لتصور مستقبل الحراك السكنى في المدینة المنورة

فهرس الجداول

١- حركة السكان داخل أحیاء المدینة المنورة ( بالعینة) عام ٢٠١٦م

٢- اتجاهات الحراك السكني بین الأحیاء حسب مناطق الأصل والوصول في النطاقین الداخلي والخارجي بالعینة عن الفترة ما بین٢٠٠٠م : ٢٠١٦م

٣- دوافع الحراك السكني للأسر في المدینة المنورة داخل العینة خلال الفترة ما بین عامي (٢٠٠٠م : ٢٠١٦م)

٤- تصنیف دوافع الحراك السكني بالمدینة المنورة داخل العینة خلال الفترة ما بین عامي (٢٠٠٠م : ٢٠١٦م)

٥- دوافع الحراك السكني بالمدینة المنورة داخل العینة خلال الفترات الزمنیة المختلفة فیما بین عامي (٢٠٠٠م : ٢٠١٦م)

٦- الدرجة المعیاریة لدوافع الحراك السكني بالمدینة المنورة داخل العینة (٢٠٠٠م : ٢٠١٦م ) باستخدام أسلوب التحلیل العاملي

٧- القیمة الذاتیة ونسبة التباین لدوافع الحراك السكني بالمدینة المنورة داخل العینة باستخدام أسلوب التحلیل العاملي (٢٠٠٠م : ٢٠١٦م

٨- قیم الاشتراكات في المتغیرات حسب مساهمتها في تفسیر العوامل المشتقة لدوافع الحراك السكني بالمدینة المنورة داخل العینة (٢٠٠٠م :٢٠١٦م) باستخدام التحلیل العاملي

٩- مصفوفة تشبع العوامل بعد التدویر لدوافع الحراك السكني بالمدینة المنورة داخل العینة (٢٠٠٠م : ٢٠١٦م ) باستخدام أسلوب التحلیل العاملي

١٠- التركیب العمري لأرباب الأسر المنتقلون بالحراك السكني وغیر المنتقلین في المدینة المنورة (بالعینة) خلال الفترة ما بین٢٠١١م – ٢٠١٦م

١١- الحالة الزواجیة لأرباب الأسر المنتقلون بالحراك السكني وغیر المنتقلین في المدینة المنورة (بالعینة) خلال الفترة ما بین٢٠١١م – ٢٠١٦م 

١٢- الحالة التعلیمیة لأرباب الأسر المنتقلون بالحراك السكني وغیر المنتقلین في المدینة المنورة (بالعینة) خلال الفترة ما بین٢٠١١م – ٢٠١٦م

١٣- متوسط الدخل الشهري لأرباب الأسر المنتقلون بالحراك السكني وغیر المنتقلین في المدینة المنورة (بالعینة) خلال الفترة ما بین ٢٠١١م – ٢٠١٦م (ریال سعودي)

١٤- متوسط حجم الأسرة بین المنتقلین بالحراك السكني وغیر المنتقلین في المدینة المنورة (بالعینة) خلال الفترة ما بین ٢٠١١م – ٢٠١٦م

١٥- درجة التزاحم بین المنتقلین بالحراك السكني وغیر المنتقلین في المدینة المنورة (بالعینة) خلال الفترة ما بین٢٠١١م – ٢٠١٦م

١٦- نمط الأسرة بین المنتقلین بالحراك السكني وغیر المنتقلین في المدینة المنورة (بالعینة) خلال الفترة ما بین٢٠١١م – ٢٠١٦م

١٧- نمط المسكن بین المنتقلین بالحراك السكني وغیر المنتقلین في المدینة المنورة (بالعینة) خلال الفترة ما بین٢٠١١م – ٢٠١٦م

١٨- نمط الحیازة بین المنتقلین بالحراك السكني وغیر المنتقلین في المدینة المنورة (بالعینة) خلال الفترة ما بین٢٠١١م – ٢٠١٦م

١٩- الحركات السكنیة وفق فئات أسعار الأراضي في المدینة المنورة بالعینة للفترة ما بین ٢٠٠٠م – ٢٠١٦م

فهرس الملاحق

١- الحراك السكني داخل وبین الأحیاء بالمدینة المنورة (بالعینة) عن الفترة مابین عامي ٢٠٠٠م : ٢٠١٦م

٢- استمارة استبیان للسكان عن التحركات السكنیة والسكانیة في أحیاء المدینة المنورة عام ٢٠١٦م 

ملخص

   یقصد بالحراك السكني هو تغییر محل السكن أو محل الإقامة داخل الحدود الإداریة للمدینة، ویطلق علیه – أحیاناً – الهجرة داخل المدینة أو الهجرة الحضریة الداخلیة أو الانتقال السكني ، ویعد الحراك السكني أحد أهم الخصائص الممیزة للمدن وللحیاة الحضریة ، لما له من جوانب كثیرة ترتبط ارتباطاً وثیقاً بالتخطیط الحضري والاتجاهات العامة لنمو المدن والتغیر في التوزیع السكاني بالمدینة، فلا تخلو أحیاء المدن الیوم من التنقلات والتحركات المستمرة متعددة الأشكال والأسباب والأهداف . ویعد الحراك السكني أحد أهم عوامل التغیر الرئیسیة في البنیة المكانیة والاقتصادیة والاجتماعیة للمناطق الحضریة، والذي تتحكم فیه مجموعة من القرارات والأهداف والنوایا والمفضلات المكانیة التي ترتبط بعدد من المتغیرات والخصائص التي تدفع السكان نحو الانتقال من مساكنهم .

  وتأتي هذه الدراسة في محاولة لفهم الحراك السكني داخل المدینة المنورة، من حیث الأنماط والاتجاهات وأسباب الهجرة داخل المدینة، وذلك كنموذج لأحدى المدن العربیة في منطقة الخلیج العربي وشبه الجزیرة العربیة. حیث یهدف البحث إلى الوقوف على أنماط الحراك السكني واتجاهاته في المدینة،و إلقاء الضوء على الأسباب الرئیسیة للحراك السكني بالمدینة ، فضلاً عن الوقوف على أنواع التحركات السكنیة، ومعدلات الحراك السكني، والسمات والخصائص الدیموغرافیة والاقتصادیة والاجتماعیة والسكنیة للمهاجرین داخل المدینة، والتي یمكن من خلالها رصد الانتقائیة لظاهرة الحراك السكني، إلى جانب محاولة الربط بین أسعار الأراضي والتحركات السكنیة داخل المدینة، ووضع تصور مستقبلي للحراك السكني داخل المدینة المنورة على المدى القریب والمدى البعید بالاعتماد على الوضع المستقبلي المقترح للنمو العمراني والسكاني بالمدینة


Abstract 

Residential Mobility in Al-Madinah Al-Munawarah (2000-2016) – A Geographical Study
  
Ashraf Aly Abdou 

Assistant Professor, Department of Geography, Cairo University 

  Residential mobility is the changing of housing places or changing accommodation within the administrative boundaries of the city, and it is - sometimes – referred as migration within the city or intra- urban migration or residential transition. The residential mobility is considered as one of the most important distinctive characteristics of cities and urban life owing to many aspects closely related to urban planning, general trends for cities' growth and the change in the population distribution in the city. City districts are in the state of permanent residential mobility that incur various structures, reasons, and goals. The residential mobility is one of the main factors behind the vicissitudes of spatial and economic and social structure of urban areas. Such mobility is controlled by some decisions, objectives, intents and spatial advantages that may be related to the number of variables and characteristics that push the population towards the transition from their residents.

  The study is an attempt to understand the residential mobility within the city of Al- Madinah Al-Munawarah, in terms of patterns, trends and causes of migration within the city as a model for one of the Arab cities in the Gulf region. The research aims to identify the residential mobility patterns and trends in the city, and sheds light on the main causes of the residential mobility in the city. Moreover, the study further explores the types of residential movements, the rates of residential mobility, and the demographic, economic, social and housing characteristics for the immigrants within the city, through which the selectivity of the residential mobility phenomenon can monitored. This study tries to link land value and residential mobility within the city. It also attempts to visualize a future residential mobility within Al- Madinah Al-Munawarah both on the short run and long run, depending on the future status of the proposed urban - population growth of the city.

Key Words : Residential Mobility, Madinah Al-Munawarah , Intraurban migration, Causes of migration within the city, Types of residential movements 

مقدمة

   تختلف المدینة عن أي ظاهرة أخرى في ارتباطها بالإنسان من خلال ما یسمي بالفعل الذي یقوم به الإنسان ویظهر من خلال المدینة، فهي وحدة اجتماعیة واحدة متمیزة في ذاتها من حیث نشأتها ونموها وتطورها بنائیاً ووظیفیاً ( خلف، ٢٠١٣م، ص ١٠١)، ومن الناحیة المورفولوجیة فإن المدینة لیست واقعاً ثابتاً أو جامداً و إنما هي في حالة تبدل وتغیر باستمرار،و هذا التغیر یعكسه الامتدادات المساحیة للمدینة والتي تتباین في خصائصها السكنیة والسكانیة ومواقعها المكانیة، والتي یمكن اعتبارها مؤشراً على الحراك السكني داخل المدینة، وذلك في ظل القرارات المتخذة من الفرد والأسرة والتي تكون مرتبطة بمجموعة من المتغیرات الاقتصادیة والاجتماعیة والعمرانیة والسیاسیة والدیموغرافیة المحركة لهذا الانتقال السكني، والهادفة لتحقیق غایات مرغوبة ( العثمان ، السهلاني ، ٢٠١٠م، ص ١٢٥). 

  وعلى ذلك فإن الحراك السكني یعد أحد العوامل المؤثرة في توسیع رقعة المدینة العمرانیة وإمتداداتها، فضلاً عن دوره الكبیر في خصائص المناطق السكنیة والمظهر الحضري بشكل عام، إلى جانب أهمیته في التخطیط الحضري، فضلاً عن أنه یعتبر أحد عوامل التغیر الرئیسیة في البنیة الاقتصادیة والاجتماعیة والمكانیة للمناطق الحضریة، وهو أیضاً عنصر أساسي في الدینامكیة الحضریة سواء على المستوى الفردي Individual أو المستوي التجمیعي Aggregate ، فهو یعتبر سبباً للتغیر في المناطق والأحياء السكنیة داخل المدن وفي نفس الوقت یعتبر نتیجة لهذه التغیرات ( الخریف، ١٩٩٤م، ص ١٥). 

  ولقد شهدت المدینة الخلیجیة وبصفة خاصة داخل المملكة العربیة السعودیة نمواً سریعاً وتوسعاً كبیراً في معظم مدنها خلال العقود الأربعة الأخیرة، فارتفعت نسبة سكان الحضر نتیجة للنمو الاقتصادي السریع الناتج عن عوائد النفط الكبیرة، فضلاً عن التحسن في المستویات المعیشیة بما ساهم في الهجرة إلى المدن وتدفق العمالة الأجنبیة وارتفاع معدلات الزیادة الطبیعیة، الأمر الذي أدى إلى التوسع العمراني الأفقي داخل المدن، وتعتبر المدینة المنورة واحدة من أكثر المدن توسعاً، فبینما كانت مساحة المنطقة المبنیة بالمدینة المنورة لا تزید عن ٧,٤ كم٢ عام ١٩٧٣م فإنها تقدر بحوالي ٢٣٢,٦ كم٢ في عام ٢٠١٥م، وازداد عدد سكانها ازدیاداً سریعاً من حوالي ٧١,٩ ألف نسمة عام ١٩٦٢م لیبلغ نحو ١,٣٧ ملیون نسمة في عام ٢٠١٥م، وبطبیعة الحال فإن المدینة المنورة قد شهدت تحركات سكانیة كبیرة من مسكن إلى آخر داخل الحي الواحد أو من حي إلى آخر، بما جعل التغیر سمة من سمات مناطقها السكنیة الداخلیة، هذا الانتقال السكني والحراك الجغرافي بداخلها كان أحد أهم العوامل المؤثرة في نمو رقعة المدینة وترامي أطرافها والتغیر في البنیة الاقتصادیة والاجتماعیة بداخلها، فضلاً عن التغیر في الشكل والتركیب العمراني والمظهر الحضري داخل المدینة المنورة. وتأتي هذه الدراسة في محاولة لاستقصاء واقع الحراك السكني أو الانتقال السكني داخل المدینة المنورة، والتعرف على آلیاته، وتحدید ملامحه واتجاهاته داخل المدینة، فضلاً عن تحدید أسباب هذا الحراك السكني وخصائصه وأنماطه وآثاره والتي یمكن من خلالها رسم الصورة المستقبلیة لحركة الانتقال العمراني داخل المدینة واتجاهاته وخصائصه، والذي یعد من الركائز المهمة في التخطیط الحضري لما له من دور كبیر في وضع الخطط والاستراتیجیات المستقبلیة المتعلقة بتوزیع السكان


أهداف الدراسة 

   تهدف هذه الدراسة إلى تحلیل واقع الحراك السكني وتباینه المكاني في المدینة المنورة من حیث الاتجاهات والأسباب والخصائص، وذلك من خلال التعرف على :-

- الوقوف على مفهوم الحراك السكني والإطار النظري الذي یحدده من حیث الأبعاد الجغرافیة لاتجاهات الحركة السكنیة، والعوامل المؤثرة التي ربما تقف وراء الحراك السكني بالمدن.

- الوقوف على اتجاهات الحراك السكني بالمدینة المنورة، ورصد الأنماط المكانیة الجغرافیة لاتجاهات الحراك السكني بالمدینة المنورة، ومقارنة ذلك بالنماذج والنظریات والقوانین التي وضعت عن الهجرة الداخلیة بالمدن.

- إلقاء الضوء على الدوافع الرئیسیة التي تقف وراء الحراك السكني بالمدینة المنورة، ومحاولة رصد تلك الدوافع وفقاً للأنماط المكانیة لاتجاهات الحراك السكني بالمدینة، مع المقارنة ببعض النماذج التي قدمت عن المدن الأخرى.

- دراسة العوامل المؤثرة التي ربما تقف وراء الحراك السكني، من خلال رصد السمات والخصائص السكنیة والدیموغرافیة والاقتصادیة والاجتماعیة للسكان الذین قاموا بالحراك السكني داخل المدینة، ومقارنة ذلك بالسكان الذین لم یقوموا بتغییر محل الإقامة.

- محاولة وضع تصور مستقبلي للحراك السكني واتجاهاته في المدینة المنورة على المدى القریب وعلى المدى البعید، وذلك في ضوء التوقعات المستقبلیة للكتلة العمرانیة وحجم السكان حتى عام ٢٠٥٠م، وفي ظل مجموعة من العوامل والمحددات التي یمكن أن تتحكم في الحراك السكني المستقبلي للمدینة. واتجاهات الحركة، والأسباب التي تقف وراءه، والأنماط المكانیة .


أهمیة الدراسة 

   یعد الحراك السكني أحد العوامل المؤثرة في نمو رقعة المدینة وامتداداتها، فضلاً عن دوره الكبیر في تغییر خصائص وتركیب المناطق السكنیة والمظهر الحضري بشكل عام ( العثمان ، السهلاني ، ٢٠١٠م، ص ١٢٥)، إلى جانب دوره في التخطیط الحضري والتغیر في التوزیع الجغرافي للسكان داخل المدینة، بالإضافة إلى دوره في فهم بنیة الأحیاء والتغیرات التي تمر بها على المستوى المساحي أو من الناحیة المورفولوجیة.ولقد شهدت المدینة المنورة نمواً عمرانیاً وتوسعاً مساحیاً شمل أكثر من ٧٥% من الأحیاء بها، وقد تغیرت ملامح المدینة القدیمة ووحداتها السكنیة المحدودة ونمط البناء التقلیدي بها بسبب الزحف العمراني الذي واكب الاحتیاجات السكنیة المتزایدة للسكان، لذلك تستمد هذه الدراسة أهمیتها من أنه یمكن من خلالها زیادة فهم الحراك السكني داخل المدن العربیة واتجاهاته و أسبابه و أنماط الحركة بداخله، والتي یمكن أن تحظي باهتمام المؤسسات الحكومیة والمراصد الحضریة والبلدیات والتي تسعي إلى تطویر حركة الإسكان والتخطیط للتوسعات الحضریة المستقبلیة، ومعرفة أنماط الحركة للسكن والسكان داخل المدینة


الدراسات السابقة 

  أسهمت العدید من الدراسات الجغرافیة العربیة في عرض وتحلیل الجانب النظري والتطبیقي للحراك السكني في بعض المدن ، فمنذ الدراسة التي قدمها 
,Rossi 1955 والتي تعد من الشواهد الأساسیة في أدبیات البحث في هذا الموضوع عن دوافع التحرك السكني للأسر في أربعة أحیاء بمدینة فلادیفیا معتمدة على التحرك السكني لعینة عشوائیة بلغت ٩٢٤ أسرة، جاءت الدراسات العربیة والأجنبیة تعكس البناء النظري والفحص التطبیقي في هذا المجال خاصة وأنها تعكس أحد أشكال الهجرة الداخلیة وإن كانت داخل المدینة، وبالتركیز على الدراسات التي تتناول ظاهرة الحراك السكني داخل المدن نجد أنها تنقسم إلى قسمین :- 

*- الدراسات الجغرافیة والتي تناولت ظاهرة الحراك السكني داخل المدن من خلال الرؤیة الجغرافیة والتي تنقسم قسمین :- 

- الدراسات الجغرافیة باللغة العربیة:- وتأتي في مقدمة تلك الدراسات دراسة (آل الشیخ عام ١٩٨١) عن الهجرة الحضریة الداخلیة في مدینة الریاض من واقع سجلات شركة الكهرباء بالمدینة عام ١٩٧٣م، والتي ضمت نحو ٦٥٦١٩ مشتركاً اختار منها الباحث ٦٠٠ أسرة، ومن خلال اثني عشر متغیراً وباستخدام طریقة التحلیل التمایزي درس أهم دوافع الحراك السكني داخل مدینة الریاض، والتي جاء في مقدمتها الزیادة في حجم الأسرة (٣٢,٨%) والحصول علي مسكن أفضل (٢٧%)

- الدراسة التي قدمها (مكي عام ١٩٨٣م) عن تحركات سكان المدینة المنورة وعلاقة ذلك بتغیر المسكن داخل المدینة، والتي كان من الصعب على الباحث الحصول علیها، إلا أن بعض الدراسات عن مدینة الریاض قد أشارت إلیها وبخاصة فیما یتعلق بدوافع الحراك السكني للأسر داخل المدینة المنورة في تلك الفترة، والتي جاء في مقدمتها البعد عن الخدمات والأقارب والأصدقاء (٤٧%) وهدم المسكن (١٤,٣%) والزیادة في حجم الأسرة (١٢,٢%)

- الدراستان اللتان قدمهما (الخریف عام ١٩٩٤م) الانتقال السكني داخل مدینة الریاض، والذي أهتم فیهما الباحث بإبراز الاتجاهات و الأسباب والخصائص والعوامل المؤثرة في قرار الهجرة الداخلیة بمدینة الریاض، وذلك من خلال الاعتماد على المسح السكاني والسكني الذي قامت به الهیئة العلیا لتطویر مدینة الریاض والذي أختار منه الباحث ٥٠٥٨ وحدة سكنیة تمثل نحو ١% من إجمالي عدد الوحدات السكنیة بالمدینة في عام ١٩٨٦م، وأشار الباحث إلى أن أهم أسباب الحراك السكني بالمدینة یتمثل في شراء مسكن جدید (٤٥,٩%) والزیادة في حجم الأسرة (١٦,٧%) والحصول علي مسكن أفضل (٧,٩%) - ثم جاءت الدراسة التي قدمها (الیوسف عام ٢٠٠٢م) والتي ركزت على حركة الحراك السكني وأثر ذلك على أشكال القرى وبنیتها الداخلیة والتحركات المكانیة والسكنیة لسكانها، وقدمت الدراسة وصف إحصائي عن خصائص أرباب الأسر والفارق بین الأوضاع السكنیة السابقة والأوضاع السكنیة بعد الحراك السكني للأسر.

- الدراسة التي قدمتها (خلف عام ٢٠٠٢م) عن التباین المكاني للحراك السكني في مدینة الزبیر، والتي قدمت فیها الباحثة عرضاً للنمو العمراني بالمدینة ودوافع الحراك السكني بداخلها، ومدى ارتباط اتجاهات الحراك السكني بالمدینة بالضغوط التي تتعرض لها الأسرة وما هو متاح من مخططات معدة للبناء داخل المدینة، وقد استخدمت الباحثة التحلیل التمایزي لرصد أهم دوافع الحراك السكني بالمدینة، وجاءت أهم العوامل متمثلة في الزیادة في حجم الأسرة (١٨,٤%) وإخلاء المسكن من قبل المالك (١٣,٥%) والمسكن الجدید (١٢,٨%) وبعد المسكن عن الخدمات (١٢,٣%) والحروب (١٠%) وتغیر مكان العمل (٨,٢%).

- جاءت الدراسة التي قدمها (العثمان والسهلاني عام ٢٠١٠م) لتعرض التحلیل الجغرافي لدوافع الحراك السكني في مدینة الناصریة باستخدام التحلیل العاملي، حیث اعتمدت الدراسة على عینة بلغت ٢٣٣١ وحدة سكنیة تمثل نحو ٥% من إجمالي الوحدات السكنیة بالمدینة في تلك الفترة، ورصدت الدراسة ثلاثة عشر متغیراً باستخدام التحلیل العاملي لتحدید أهم الدوافع المحركة للانتقال السكني بالمدینة، ورصدت الدراسة أن دوافع الحراك السكني التقلیدیة والخاصة بتغیر الحالة الاجتماعیة والزیادة في حجم الأسرة والبعد عن الأهل والأصدقاء وارتفاع الإیجار والحروب وتغیر العمل جاءت في المرتبة الأولى بین العوامل لتفسر نحو ٦١,٥% من إجمالي دوافع الحراك السكني بالمدینة - عادت (خلف عام ٢٠١٠م) وقدمت دراسة عن الإطار المفاهیمي للحراك السكني من خلال عرض الإطار النظري للانتقال السكني داخل المدن، حیث عرضت للأبعاد الجغرافیة لاتجاهات الحراك السكني بالمدن، ودوافع الانتقالات السكنیة داخل المدن من خلال الدراسات الأجنبیة، ثم عرضت للإطار النظري لدور التغیرات الفردیة في السلم الاجتماعي وأثر الحراك الاجتماعي والمهني على الانتقال السكني والسكاني داخل المدینة.

- الدراسة التي قدمتها (الزهراني عام ٢٠١٣م) عن الخصائص العامة للسكان بمدینة تبوك، والتي رصدت في الفصل السادس منها تحلیل للحراك السكني والسكاني بمدینة تبوك من منظور التفاعل المكاني الاجتماعي، وذلك من خلال رصد حركة الانتقالات السكنیة بین الأحیاء وداخل الأحیاء والأسباب العامة للحراك السكني، والأنماط الناتجة عنه، وذلك بالاعتماد على عینة مقدارها ٣١٧ أسرة، وجاءت ملكیة المنزل الجدید (٣٤,٤%) والحصول على المسكن الأوسع (١٤,٨%) والقیمة الایجاریة المنخفضة بالمسكن الجدید (١١,٤%) كأهم العوامل الدافعة للحراك السكني داخل مدینة تبوك .


- الدراسات الجغرافیة باللغة غیر العربیة:- في فترة الستینیات كان هناك دراستین أولهما دراسة
(Simmons, 1968) عن التغیر السكني في المدینة، والتي جاءت في إطار استعراض للتغیرات السكنیة للأفراد داخل المناطق الحضریة، والتي أكدت على أن التغیر في دورة حیاة الأسرة یؤثر في الحراك السكني بنسبة ٣٠% من إجمالي التحركات، في المقابل ساهم الحراك الاجتماعي بنسبة ١٠% من إجمالي التحركات داخل المدینة، كما أكدت الدراسة على التحیز نحو التحرك لمسافات قصیرة، وأن التغیرات الاجتماعیة والاقتصادیة تمثل دافع كبیر نحو الحراك السكني بسرعة أكبر من الخصائص التركیبیة للأحیاء، أما الدراسة الثانیة فقدمها 
(Admas, 1969) عن التحیز الاتجاهي للهجرة داخل المدن بالتطبیق على مدینة مینابولیس Minneapolis بولایة مینیسوتا الواقعة في شمال الولایات المتحدة الأمریكیة، حیث أوضح من خلال عینة من الأسر والطلاب في المدارس ثلاث عوامل هامة في الحراك السكني أولها إبراز دور الخریطة الذهنیة Mental Map عن المدینة في تحدید اتجاهات الحراك السكني، وثانیها زاویة الاتجاه في الحراك السكني والتي ارتبطت – إلى حد كبیر – بالتحرك من منطقة الأصل في اتجاه الخارج وهو ما أطلق علیه لاحقاً التحیز القطاعي Sector Bias، وثالثها أثر السوق العقاریة على قرارات الحراك السكني بالمدینة معتمداً علي لماذا تتحرك الأسر وإلى أین.

- في فترة السبعینیات كان هناك العدید من الدراسات منها دراسة
(Ronald Boyce, 1971) عن الحراك السكني وآثاره على التغیرات المكانیة داخل مدینة سیاتل
Seattle معتمداً على رسالة الدكتوراه التي قدمها
,Harvey Eric 1968 عن التحركات السكنیة داخل مدینة سیاتل خلال الفترة ما بین ١٩٦٢م - ١٩٦٧م، حیث رصدت الدراسة دوافع الحراك السكني بالمدینة، وتأثیر أسعار الوحدات السكنیة على دوافع الحراك السكني، ثم عرضت الدراسة إلى أنماط الحركات السكنیة واتجاهاتها داخل المدینة خاصة نحو الأطراف، وأكدت الدراسة على أن هناك العدید من الخصائص التي ساعدت على الحراك السكني بالمدینة منها الدخل ومتوسط حجم الأسرة وحالة المسكن والحالة الایجاریة وقیمة المسكن والحالة الزواجیة، وذلك استناداً على عینة مقدارها ٣٠٠٠ أسرة من واقع تغیر محل المیلاد بسجلات شركة الكهرباء بمدینة سیاتل خلال الفترة ما بین ١٩٦٢م : ١٩٦٧م ، كما جاءت دراسة 
(Brown & Holmes, 1971) عن وجهة النظر المكانیة لشرایین الحركة للمهاجرین داخل المناطق الحضریة، واللذان قدما دراستهما عن الجوانب المكانیة في الحراك السكني من حیث المسافة والاتجاه والتحیز القطاعي الاتجاهي، وذلك في مدینة سیدار رابیدز
Cedar Rapids 
في ولایة أیوا 
Iowa
بالولایات المتحدة الأمریكیة خلال الفترة ما بین ١٩٥٠ : ١٩٦٥م، واللذان أوضحا أن الاختلاف في الخصائص المكانیة والاجتماعیة والاقتصادیة  للسكان تنعكس على الحراك السكني بالمدینة، وأن هناك تحیزاً في المسافة الطویلة والاتجاه من مركز المدینة نحو الأطراف، وانخفاض في التحیز القطاعي الاتجاهي، وهو على النقیض من التوقعات الناتجة عن الأعمال السابقة عن الحراك السكني بالمدن.

و جاءت دراسة
(Newton Peter, 1976) عن التركیب السكني والهجرة داخل المدن مع التطبیق مدینة
Christchurch في نیوزیلندا، حیث قدمت الدراسة نموذج هندسي
Geometric Model معتمداً على ثلاثة أمور هي المسئول عن قرار الحراك السكني، وطبیعة السكن في مكان الوصول، واختیار المكان الجدید، ملخصاً ذلك في السلوك والقیود والهیكل المكاني، وأوضحت الدراسة أن الحراك السكني في المدن وإن كان یتوقف على العوامل السابقة فأن النموذج ینبغي أن یضع في الاعتبار للحراك السكني المستقبلي تأثیر الشعور والتجانس و إجراء تحقیق عن موقع المكان المختار داخل المنظومة المكانیة للمدینة.

- في فترة الثمانینیات كان هناك العدید من الدراسات منها دراسة 
(Cadwallader, 1982) والذي قدم دراسته عن الانتقال السكني داخل الحضر بالتطبیق على مدینة بورتلاند
Portland بولایة اوریجون، حیث استخدم منهج المعادلات من خلال سلسلة من المكونات الرئیسیة لتحلیل الحراك السكني بالمدینة، منها العوامل الخارجیة والتي حددها في خصائص المسكن والحي، والعوامل الداخلیة والتي حددها في خصائص السكان، وقد أوضحت الدراسة أن تباین الحراك السكني بالمدینة جاء بناء على أسعار الحراك ونتیجة وسبب لخصائص الحي والمسكن في آن واحد.

  و جاءت دراسة
,Clark & Onaka 1983 والتي تعتبر من أهم الدراسات في الحراك السكني بالمدن، حیث قدمت تصنیف لأسباب ودوافع الحراك السكني بالمدینة، و إبراز الأهمیة النسبیة لدورة حیاة الأسرة والسكن، كما عرضت لأنماط الدوافع سواء الاختیاریة ( المحفزة – آلیات التكیف) أو الإجباریة، وأكدت الدراسة على دور دوافع التكیف الخاصة بالسكن والحي و إمكانیة الوصول في الحراك السكني داخل المدن، كما أكدت الدراسة على أهمیة تغیر دورة حیاة الأسرة وعدم الرضا عن السكن في تولید الحراك السكني للأسر في ظل مشاریع الإسكان المنفذة بالمدینة.

  وجاءت دراسة
(Clark, Deurloo& Dieleman, 1984) والذین قدموا دراستهم عن أثر الحراك السكني على الاستهلاك السكني في مدینة Tilburg بهولندا من خلال إلقاء الضوء على العلاقة بین الأسر والمساكن، وذلك عن طریق العلاقة بین الحیازة ودورة حیاة الأسرة ومدى تأثیر ذلك على المتطلبات المساحیة للحراك السكني، وذلك على أساس أن مساحة الوحدة السكنیة تعد من المحفزات على الحراك السكني، فضلاً عن دور القطاع العام في عملیة الحراك السكني،

- في فترة التسعینیات كان هناك العدید من الدراسات منها دراسة ,Patricia Kevin,& Neil, 1991
عن العلاقة بین عدم الاستقرار الأسري والحراك السكني في مدینة فینیكس 
Phoenix بولایة أریزونا خلال الفترة ما بین ١٩٨٦ : ١٩٨٨م. وأوضحت الدراسة أن حوالي ثلث عدد المشتركین في الاستطلاع قاموا بالحراك السكني داخل المدینة نتیجة لتغیر دورة حیاة الأسرة وبما یزید من ارتفاع معدل دوران السكان بالمدینة

و جاءت دراسة
Dowell, Simon,& Seong,1997 
عن القیود المفروضة على عمر المبنى والهجرة وأثر ذلك على الحراك السكني بالولایات المتحدة الأمریكیة، والذین أوضحوا أن عمر المبنى ذو تأثیر كبیر في الحراك السكني، حیث ارتبط ذلك بالاستقرار الزمني والأسري، وإن احتمالات الحراك السكني من المناطق القدیمة المباني قلیلة للغایة بسبب عوامل السن والحیازة ووضع الهجرة وموقع الولایة على خریطة الإسكان والإقامة بالدولة، كما جاءت دراسة:
(Sonya & Brigitte, 1998) عن العلاقة بین مناطق العزل العرقي والحراك السكني للمهاجرین الفلبینیین في مدینة Brisbane باسترالیا، واللذان أوضحا أنه بالاعتماد على بیانات المسح الذي أجرى في عام ١٩٩٠م أن تركیب السكان المهاجرون خاصة بین الفلبینیین أصحاب القوة الرئیسیة التي تسهم في استمرار تغیر السكن مع مرور الوقت تؤثر على السرعة التي یتغیر بها أنماط السكن العرقي التي تحدث في المناطق الحضریة

- مع بدایة القرن الحادي والعشرون كان هناك – أیضاً- العدید من الدراسات الخاصة بالحراك السكني بالمدن، حیث جاءت دراسة:
Ming Li& Ming Siu,2001 عن الحراك السكنيوإ عادة الهیكلة الحضریة في ظل السوق الانتقالیة بمدینة Guangzhou الصینیة حیث أوضحا أثر الحراك السكني على نمو الضواحي من خلال تحلیل نمط التحركات السكنیة الناتجة عن بناء المساكن من خلال مكتب الإسكان بالبلدیة، وأوضحت الدراسة أن تلك التحركات تتسم بالمسافات القصیرة إلا أنها كانت القوة الدافعة لتعمیر الضواحي في الصین الآن.

  و دراسة:
(Ming Li, Wang,& Law, 2005) عن الحراك السكني في ظل نظام الإسكان المتغیر داخل إحدي المدن الصینیة خلال الفترة ما بین ١٩٨٠م : ٢٠٠١م، وأوضحت الدراسة أن تصاعد الحراك السكني بالمدینة یرجع إلى التغیر في الحالة الاجتماعیة للسكان، وأن عناصر الاقتصاد الاشتراكي قد تساعد على ذلك بجانب مجموعة من العوامل مثل التعلیم وعضویة الحزب الشیوعي والتغیر في العمل وعدم امتلاك وحدة سكنیة من العمل، وذلك استناداً على عینة قوامها ١٥٠٠ أسرة، ثم جاءت دراسة:
Clark, Deurloo &Dieleman, 2006 مرة أخرى عن المقارنة بین جودة المنزل ونوعیة الحي ودور كلاً منهما في الحراك السكني داخل المدینة، وأوضحت الدراسة أنه مع ثبات الأبعاد الاجتماعیة والاقتصادیة بلعب نوع السكن وجودته دوراً أكبر من بیئة الحي في الحراك السكني للأسر نحو الضواحي، على أن الدراسة في النهایة أكدت أنه من الممكن أن تكون هناك بحوث أخرى في الأدبیات الأكادیمیة قد تضیف للبعد الخاص بنوعیة الأحیاء دوراً أكبر في الحراك السكني بالمدن بالمقارنة بجودة المسكن، ثم جاءت دراسة:
(Weiping,2006) عن سكان الحراك السكني داخل المناطق الحضریة في الصین مع التطبیق على مدینة بكین وشنغهاي، وقد أوضحت الدراسة من خلال خصائص السكان أن العوامل الدیموغرافیة مثل التعلیم والعمر تعطي احتمالات كبیرة للحراك السكني، في المقابل جاء عامل الإیجار في المساكن الشعبیة لیعطي احتمالات انخفاض متوسط معدل الحراك السكني، وأن عامل الاستقرار السكني داخل الحیازة الایجاریة لا یرفع معدلات الحراك السكني إلا في حالة التحول إلى نظام التملیك، ثم جاءت دراسة:
(Youqin & Frederic,2006) عن الحراك السكني في المدن الصینیة، والتي ربطت بین الحراك السكني واقتصادیات السوق من خلال دور المؤسسات والشركات العقاریة داخل المجتمع الاشتراكي Socialist Society الذي في طور التحول إلى اقتصاد السوق ویشهد تغیرات دراماتیكیة في المناطق الحضریة، وأخیراً دراسة:
(Julius & Momoh, 2009) واللذان قدما دراسة عن دور الخصائص الاجتماعیة والاقتصادیة في الحراك السكني بالمناطق الحضریة، وذلك بالتطبیق علي مدینة Warri بولایة الدلتا بنیجیریا، وذلك من خلال استخدام التحلیل التمایزي والاعتماد على نتائج المسح الحضري عام ٢٠٠٥م، والتي أوضحت وجود علاقة قویة بین الخصائص الاجتماعیة والاقتصادیة والحراك السكني بالمدینة، هذا بالإضافة إلى الخصائص البیئیة.


*- الدراسات غیر الجغرافیة والتي تناولت ظاهرة الحراك السكني داخل المدن من خلال الرؤیة غیر الجغرافیة والتي تنقسم قسمین :-

- الدراسات الاجتماعیة:- وتأتي في مقدمة تلك الدراسات دراسة (Rossi,1955) والتي سبق الإشارة إلیها، ثم دراسة (Weinberg & Quigley, 1977 عن المساهمات النظریة لعلماء الاجتماع عن الحراك السكني داخل المناطق الحضریة، وذلك من خلال تقدیم وجهات النظر والأدلة التجریبیة لاتخاذ القرار بالقیام بالحراك السكني بناء على المفاهیم القابلة للقیاس، مع تقدیم بعض الآثار المترتبة علي البحوث التجریبیة في الحراك السكني بالمدن، ثم جاءت دراسة:
(Ann, David,& Harvey, 2002) عن محاولة فهم الأحداث والقضایا التي تؤثر على الأسرة على مدار الزمن ودورها في الحراك السكني بالمدن، كما أكدت الدراسة على دور التمایز الاجتماعي وتأثیر العلاقات بین الجنسین والخبرات المتراكمة لأرباب الأسر على الحراك السكني داخل المدینة، ثم جاء تقریر:
(Elizabeth & Robert, 2011) إلى مركز أبحاث الدراسات السكانیة عن القضایا المنهجیة في تحلیل أفضلیات السكن والحراك السكني داخل المدن، واللذان حددهما بمجموعة من العوامل یأتي من أولویاتها الاختلافات في حجم الحي ومشكلات السكن في الأحیاء، مع التأكید على دور الخصائص السكنیة، ودراسة:
(Schaake, Burgers & Mulder, 2014)عن أثر التكوین العرقي والتعلیم والدخل والحراك السكني على التغیر داخل الأحیاء السكنیة، وذلك من خلال بیانات مسح وزارة الإسكان الهولندیة .

- الدراسات الهندسیة والتخطیطیة الحضریة:- وتأتي في مقدمة تلك الدراسات دراسة:
(Duncan & Newman, 1976) عن توقعات الحراك السكني من خلال تحلیل الدوافع والعوائق المؤسسیة للحراك السكني، ودراسة:
(Chris,1995) عن تقدیر الاحتیاجات السكنیة في ضوء الحراك السكني للأسر ومدى قدرة سوق الإسكان في الوفاء بتلك الاحتیاجات وتطلعاتها في مساكن منفصلة بالضواحي، ودراسة Chung Hoon, 2000  عن الأطر المنهجیة لمناهج البحث في الحراك السكني وعرض للنماذج الریاضیة التي تحدد إمكانیات الحراك السكني، ودراسة:
(Millard, 2002) عن أثر الحراك السكني على السوق الإسكانیة من خلال رصد التغیر في الحالة الاجتماعیة والتغیر في الحیازة، ودراسة:
(Kim, & Morrow-Jones, 2011) عن حركة الحراك السكني داخل المدینة المیتروبولیتانیة من الخارج إلى الداخل حیث التطور والإحلال داخل الضواحي القدیمة والذي دفع بسلسلة من الحركات السكنیة نحو أحدث الضواحي القدیمة الداخلیة، وذلك بالتطبیق على مدینة كولومبوس
Columbus بولایة أوهایو الأمریكیة، ودراسة :
Claudia & Margery, 2012 والتي جاءت عن أثر الحراك السكني على تغیر الأحیاء مستهدفة أحیاء السكن الفقیر في عشر مدن باستخدام التحلیل العنقودي، وموضحة أن الحراك السكني یحدث بسب عوامل الطرد والجذب والمتعلقة بدورة حیاة الأسرة والعوامل الاقتصادیة للأسرة المعیشیة ولیس نتیجة لتغیرات المقیمین أنفسهم، ودراسة:
(Estiri, 2012) عن العلاقة بین الحراك السكني والاستهلاك والسلوكیات في السكن، مقدمة سیناریو لفهم الآثار التراكمیة المحتملة للحراك السكني إلى إحدى الأحیاء الجدیدة، ومشددة على التعقیدات التي تنطوي علیها عملیة الحراك السكني وتداعیاتها في المناطق الحضریة.

  والواقع أن كل هذه الدراسات السابقة قد أفادت الباحث بصورة كبیرة، فقد دلت على العدید من المراجع العلمیة التي استفاد منها الباحث، إلى جانب أنها كونت الخلفیة العلمیة للباحث عن الحراك السكني بالمدن، كما أنها رسمت المنهج الذي اتبع في هذه الدراسة، و إذا كانت هذه الدراسات قد تناولت الموضوع من زوایا مختلفة وبطرق وأسس علمیة مختلفة وبالتركیز على أجزاء منفصلة في الموضوعات إلا أنها جمیعاً اتفقت على الأسس النظریة والعلمیة لمفهوم الحراك السكني واتجاهاته ودوافعه والعوامل التي ربما تساعد على الرغبة في التحرك للأسر، وقد جاءت هذه الدراسة في محاولة لمعالجة الموضوع في إطار متكامل یبرز الظاهرة في المجتمع العربي ویلقي الضوء على أبعادها داخل المدینة العربیة.


منهج الدراسة

  اعتمدت الدراسة على المنهج الوصفي وذلك من خلال عرض المفاهیم والنظریات التي تفسر ظاهرة الحراك السكني بالمدن من حیث المفهوم والاتجاهات والدوافع، إلى جانب المتغیرات المتعلقة بمحاور الدراسة، كما اعتمدت الدراسة علي المنهج السلوكي من أجل تفسیر تصرفات السكان لسلوك التحرك و الانتقال السكني داخل المدینة، وإتخاذ القرار بالحراك السكني واتجاهه، وبعض الخصائص الاجتماعیة والاقتصادیة للأسر أصحاب الحراك السكني بالمدینة حتى یمكن الوقوف على الأبعاد السلوكیة في الظاهرة والعوامل التي یمكن أن تحدد مسارها في المستقبل، كما اعتمد الباحث علي منهج التحلیل المكاني وذلك من أجل تفسیر مدى الارتباط بین تطور الظاهرة والعدید من المتغیرات ذات الأصول الجغرافیة والاقتصادیة والسیاسیة والاجتماعیة، كما اعتمدت الدراسة على المنهج الاستقرائي Inductive Approach والقائم على رصد الواقع وتمحیصه بهدف رسم صورة عن الأنماط التوزیعیة لاتجاهات الحراك السكني ودوافعه في المدینة المنورة، ورصد وتوزیع الظاهرة محل الدراسة وتقدیم وصف علمي لمعطیات الدراسة والمتغیرات والحقائق الجغرافیة المتعلقة بها،كما اعتمدت الدراسة على المنهج التحلیلي من خلال استخدام عدد من الاختبارات الإحصائیة للبیانات لمناقشة الأبعاد المكانیة للظاهرة في المدینة المنورة وعلاقتها بالمتغیرات الجغرافیة المحیطة بها وذلك في إطار الواقع الجغرافي بعناصره الثلاث المتمثلة في التوزیع والربط والسببیة، وقد تمت المعالجة للبیانات المكانیة والوصفیة بالاعتماد على تطبیقات برنامج نظم المعلومات الجغرافیة Arc GIS 9,3 وكذلك بالاعتماد على برنامج SPSS 15.


مادة الدراسة ومصادرها

   تطلّب الإعداد لهذه الدراسـة الاعتمـاد علـى مجموعـة كبیـرة ومتنوعـة مـن المراجـع، حیث تم الاعتماد على المصادر المكتبیة والبیانات الوصفیة بغـرض مراجعـة الدراسـات السابقة علي الصعید القومي والإقلیمي والعالمي، وذلك في إطار علم الجغرافیا والعلـوم الأخـرى مثـل علـم الاجتمـاع والعلـوم التخطیطیـة الحضـریة، كمـا اعتمـدت الدراسـة علـى استمارة الاستبیان والتي مثلت أحد الروافد الهامة والمصدر الأساسـي والرئیسـي للدراسـة التطبیقیــة، والتــي تــم اختبارهــا 
Pre-Test عــن طریــق بعــض الأصــدقاء علــى بعــض الأســر الســعودیة فــي أحیــاء قربــان والعــوالي وبنــي ظفــر والعزیزیــة،و جــاءت الدراســة المیدانیة بعد تصحیح الاستمارة وتدقیقها على مرحلتین في عام ٢٠١٦م:-

- المرحلـة الأولـى :- تـم توزیـع حـوالي ٣٠٠٠ اسـتمارة على طـلاب الدراسـات العلیـا و اللیســـــانس بكلیـــــات الآداب والعلـــــوم الاجتماعیـــــة والتربیـــــة فـــــي شـــــطري الطـــــلاب والطالبات بجامعة طیبة، وكذلك طلاب الانتساب الذین یعملون بالوظائف المتعـددة بالمدینـة المنـورة ویرغبـون فـي تحسـین المسـتوي التعلیمـي لتعـدیل الوضـع الـوظیفي والاقتصادي، هذا إلى جانـب بعـض العـاملین والطـلاب بمرحلـة اللیسـانس بالجامعـة الإسـلامیة، فضـلاً عـن الكثیـر مـن الاسـتمارات التـي تـم توزیعهـا عـن طریـق بعـض الأصدقاء العاملون بالكادر الإداري ببعض المصالح الحكومیة بالمدینة مثـل مطـار الأمیــر محمــد بــن عبــد العزیــز و إدارة الجــوازات والشــئون الصــحیة والإدارة العامــة للتربیــة والتعلــیم و إدارة المــرور بالمدینــة المنــورة، وبعــد مراجعــة الاســتمارات الــواردة وحصـــرها علــى مســـتوي الأحیـــاء واســـتبعاد الاســـتمارات غیـــر الصـــحیحة واســـتبعاد الأحیـاء الموجـودة علـى الأطـراف والتـي یشـغل العمـران السـكني بهـا أجـزاء محـدودة جــداً بحیــث تبــدو فارغــة كلیــاً أو جزئیــاً مــن التنمیــة العمرانیــة أو التواجــد الســكاني، وكذلك الأحیاء التي تشغلها المساكن الحكومیة الخاصة بـالحرس الـوطني مثـل حـي الــدار، والاكتفــاء بعــدد ٦٠ حــي مــن أحیــاء المدینــة لا یشــملهم أحیــاء بلدیــة الحــرم النبوي الشریف، وأحیاء المنطقة الصناعیة على الأطراف مثل حي الصناعیة وأبو مرخــة وحمــراء الأســد، هــذا فضــلاً عــن الأحیــاء ذات الاســتخدامات غیــر الســكنیة الأخرى مثل أحیـاء الحدیقـة ( حدیقـة الملـك فهـد ومضـمار الخیـل) و جبـل أحـد وحـي جبل عیر، وتم حصر عدد الاستمارات الصحیحة والتي بلغت ١٧٥٣ استمارة.

- المرحلة الثانیة :- والتي جاءت بطریقـة موجهـة فـي محاولـة لاسـتكمال توزیـع بعـض الاستمارات في عدد من الأحیاء وذلك بغرض الوصول إلى ٥٠ استمارة تمثل الحد الأدنى لكل حي من الأحیاء المختارة للدراسة بالمدینة المنورة، وقد تـم توزیـع حـوالي ١٢٠٠ استمارة جـاءت الإجابـات الصـحیحة والتـي تـم الاعتمـاد علیهـا بعـدد ١١١٩ استمارة.

  وبناء علـى مـا سـبق فقـد بلـغ عـدد الاسـتمارات التـي اعتمـدت علیهـا الدراسـة ٢٨٧٢ اســـتمارة منهـــا ١٩٤٠ اســـتمارة بنســـبة ٦٧,٥% لأســـر قامـــت بـــالحراك الســـكني داخـــل المدینة المنورة، فـي حـین بلـغ عـدد الاسـتمارات للأسـر التـي لـم تتحـرك سـكنیاً ولـم تغیـر مقــــر الســــكن خــــلال الفتــــرة مــــا بــــین ٢٠٠٠م : ٢٠١٦م بعــــدد ٦٤٠ اســــتمارة بنســــبة ٢٢,٣% مــن إجمــالي عــدد الاســتمارات الصــحیحة، علــى حــین بلــغ عــدد الاســتمارات للأســـر القادمـــة مـــن خـــارج المدینـــة ٢٩٢ اســـتمارة بنســـبة ١٠,٢% مـــن إجمـــالي عـــدد الاستمارات الصحیحة الموزعة بالمدینة المنورة .


الخاتمة

    جاءت هذه الدراسة في محاولة لفهم الحراك السكني داخل المدینة المنورة، من خلال التعرف على بعض الجوانب الهامة في عملیة الحراك السكني، من حیث الأنماط والاتجاهات وأسباب الهجرة داخل المدینة، الوقوف على أنماط الحراك السكني واتجاهاته في المدینة، و إلقاء الضوء على الأسباب الرئیسیة للحراك السكني بالمدینة، فضلاً عن الوقوف على أنواع التحركات السكنیة، ومعدلات الحراك السكني، والسمات والخصائص الدیموغرافیة والاقتصادیة والاجتماعیة والسكنیة للمهاجرین داخل المدینة والتي یمكن من خلالها رصد الانتقائیة لظاهرة الحراك السكني، إلى جانب محاولة الربط بین أسعار الأراضي والتحركات السكنیة داخل المدینة، ووضع تصور مستقبلي للحراك السكني داخل المدینة المنورة بالاعتماد على الوضع المستقبلي المقترح للنمو العمراني والسكاني بالمدینة، وقد أظهرت النتائج ما یلي :-

- أن الاتجاه العام للتحركات السكنیة في المدینة المنورة داخل العینة هو الاتجاه نحو النطاق الخارجي بعیداً عن مركز المدینة، وان معظم التحركات السكنیة كانت بین النطاقین ولیس بداخلهما، وبما یدل على أن معظم التحركات السكنیة لیست داخل الأحیاء (١٤,٨%) و إنما بین الأحیاء السكنیة (٥٢,٧%) بعضها البعض، وبما یشیر إلى أن التحیز المسافي یكون للمسافات الطویلة نسبیاً ولیست المسافات القصیرة، وأن التحیز الاتجاهي یشیر نحو التوجه إلى الضواحي بعیداً عن القلب، وربما یرجع ذلك للتوسع العمراني الكبیر الأفقي الذي شهدته المدینة المنورة في الفترات الحدیثة- أن صافي الحركات السكنیة بین أحیاء المدینة المنورة داخل العینة یشیر إلى وجود صورة من التدرج في صافي الحركة السكنیة لصالح أطراف المدینة، إذ تبدو أحیاء القلب القدیم والنطاق الداخلي طاردة للحركة السكنیة ومسجلة قیم بالسالب، على حین یبدو النطاق الانتقالي خارج الدائري الثاني مسجلاً قیماً بالموجب وإن كانت متوازنة وقلیلة – إلى حد ما – وهو النطاق الذي شهد تیارات الحركة السكنیة في الفترات السابقة وكان یمثل أطراف المدینة التي تفي بما هو مفقود داخل المدینة بالنطاق القدیم، على حین یبدو النطاق الخارجي على الأطراف یستوعب جمیع القیم السلبیة بالنطاق الداخلي ویستوعب الحركات السكنیة المدفوعة بالرغبة في الحراك السكني للأسر في النطاق القدیم والحراك الاجتماعي والارتقاء بالسلم الاجتماعي للأسر في النطاق الانتقالي، ومسجلاً قیماً موجبة كبیرة تعكس اتجاه الحراك السكني نحو الأطراف والتحیز نحو الضواحي بعیداً عن مركز المدینة. 

- أن تیارات الحراك السكني في المدینة المنورة داخل العینة إذا كانت تمیل إلى المسافات الطویلة، وتشیر إلى التوجه نحو الأطراف، إلا أنها لا تمیل إلى التحیز القطاعي، وأن الحراك السكني بالمدینة المنورة لا ینتهي على طول محور یمتد من مكان الأصل أو بالقرب منه في نفس الاتجاه وفي نفس القطاع، بل أن الحراك السكني بالمدینة المنورة قد ینتقل من قطاع إلى آخر دون التقید بالاتجاه القطاعي، وربما یرجع ذلك إلى صغر حجم المدینة، وسهولة الوصول بداخلها، و إمكانیة التردد علي جمیع اتجاهاتها بسهولة ویسر، هذا إلى جانب دور الخریطة الذهنیة و إدراك الأسر بالشكل العام لجمیع مناطق المدینة ودور ذلك في اختیار مكان الوصول بالنسبة لكثیر من الأسر دون التقید بالاتجاه القطاعي، إلى جانب ذلك كان الرغبة في تواجد الأسر داخل حدود الحرم النبوي الشریف الشرعیة، ودور السوق العقاریة وأسعار الأراضي والقیمة الایجاریة للوحدات السكنیة ودورها في اختیار أماكن الوصول دون التقید بالاتجاه القطاعي.

- عكست دوافع الحراك السكني بالمدینة المنورة – بوجه عام – أن عامل شراء أو بناء مسكن جدید جاء في المرتبة الأولى بنسبة بلغت نحو ٢٩,٨% من جملة التكرارات بالعینة، على حین جاءت الزیادة في حجم الأسرة في المرتبة الثانیة وذلك بنسبة بلغت حوالي ١٨,٣% من إجمالي التكرارات داخل العینة، في حین جاء عامل التغیر في الحالة الاجتماعیة سواء بالزواج أو الطلاق في المرتبة الثالثة وذلك بنسبة بلغت حوالي ١٨,٣% من إجمالي التكرارات داخل العینة، في حین جاء عامل الإیجار المرتفع في المرتبة الرابعة بین دوافع الحراك السكني بالمدینة المنورة داخل العینة وذلك بنسبة بلغت حوالي ١١,٨% من إجمالي التكرارات داخل العینة، على حین جاءت مجموعة الأسباب والتي تراوحت قیمها ما بین ٦% : ٤% من إجمالي التكرارات لأسباب الحراك السكني بالمدینة المنورة بالعینة، وقد تمثلت في رغبة الأسر في الحصول على مسكن أفضل (٦,١%)، والقرب من أماكن تعلیم الأولاد والزوجة (٥,٢%)، إلى جانب ذلك عامل عدم كفایة الخدمات (٥,٢%)، هذا فضلاً عن القرب من مكان رب الأسرة الجدید (٤,٣%)، وقد شكلت هذه الأسباب الأربعة نحو خمس (٢٠,٨%) إجمالي التكرارات لأسباب الحراك السكني في المدینة المنورة بالعینة، في حین جاءت الأسباب التي تراوحت قیمها ما بین ١,٥% : ١% من إجمالي التكرارات لأسباب الحراك السكني بالمدینة المنورة بالعینة، متمثلة في هدم المسكن (١,٤%)، والقرب من الأصدقاء والأقارب (١,٤%)، والقرب من أماكن التسوق (١,١%)، وطلب المالك إخلاء المسكن (١%)، وقد شكلت هذه الأسباب الأربعة نحو ٤,٩% من إجمالي التكرارات لأسباب الحراك السكني في المدینة المنورة بالعینة، على حین شكلت الأسباب الأخرى والتي تمثلت في عدم الانسجام مع الجیران، والمشاكل وقلة الأمان، والمشاكل العائلیة، والخوف من توسعات الحرم النبوي الشریف المعلن عنها مستقبلاً، وغیرها نحو ٢,١% من إجمالي التكرارات لأسباب الحراك السكني في المدینة المنورة بالعینة .

- تم تصنیف دوافع التحركات السكنیة بالمدینة المنورة إلي ثلاث أنماط رئیسیة بناء على الدراسات الأكادیمیة السابقة، حیث جاءت أغلب التحركات السكنیة من نوع تحركات التكیف الهادفة إلي تلبیة المتطلبات السكنیة للأسرة، وذلك بنسبة ٦١,٢% من إجمالي دوافع الحراك السكني بالمدینة المنورة داخل العینة، وهي انتقالات اختیاریة حدثت لعدید من الدوافع الخاصة بخصائص المسكن وخصائص الحي و إمكانیة الوصول ، على حین جاءت التحركات المحفزة أو الناتجة عن قرارات غیر سكنیة كالزیادة في حجم الأسرة وغیر مكان العمل وتغیر الحالة الزواجیة بالزواج أو الطلاق، والهادفة إلى تلبیة احتیاجات الأسرة ومتطلباتها غیر السكنیة بنسبة ٣٤,٩% من إجمالي دوافع الحراك السكني بالمدینة المنورة داخل العینة، على حین جاءت التحركات الإجباریة بسبب هدم المسكن أو التجدید الحضري للمنطقة أو إخلاء المسكن بناء على طلب المالك بنسبة قلیلة، إذ بلغت نحو ٢,٤% من إجمالي دوافع الحراك السكني بالمدینة المنورة داخل العینة .

- في محاولة لإبراز مدى الاختلاف أو الثبات في دوافع الحراك السكني بالمدینة المنورة في الفترات الزمنیة المختلفة خلال الفترة ما بین عامي ٢٠٠٠م : ٢٠١٦م، متمثلا ذلك في ثلاث فترات زمنیة مختلفة، وذلك طبقا لآراء أرباب الأسر بالعینة، حیث ظل دافع شراء أو بناء مسكن جدید یحتل المرتبة الأولى بین دوافع الحراك السكني بالمدینة المنورة بالعینة خلال الفترات الثلاث وإن كان تعرض إلى الانخفاض في الفترات الأحدث، وجاء التغیر في الحالة الاجتماعیة كسبب من أسباب الحراك السكني للأسر بالمدینة المنورة من أكثر التحركات أهمیة خاصة في السنوات الحدیثة، وعلى العكس من انخفاض عامل شراء أو بناء مسكن كبیر جاء عامل الإیجار المرتفع لیعكس ارتفاع نسبة مساهمته خلال الفترات الزمنیة الثلاث، في حین أن دافع الزیادة في حجم الأسرة في الحراك السكني لم یتعرض إلى التغیر في الأهمیة النسبیة خلال الفترات الزمنیة الثلاث، وظل یحتل المرتبة الثانیة في جمیع الفترات الزمنیة، أما بالنسبة للأسباب المتعلقة بالحصول على مسكن أفضل، وعدم كفایة الخدمات، والقرب من مقر العمل الجدید، أصبحت أكثر أهمیة نسبیاً كأسباب للتحركات السكنیة خلال الفترة الحدیثة بالمقارنة بالفترات الأخرى، ولم یحدث تغیر كبیر في الأسباب التي وقفت وراء الحراك السكني بالمدینة المنورة المتعلقة بسهولة الوصول للمدارس وأماكن التسوق والأصدقاء والأقارب، إلى جانب هدم المسكن وطلب إخلاء المسكن من قِبل المالك، حیث أصبحت أكثر أهمیة نسبیاً كأسباب للتحركات السكنیة خلال الفترات الأحدث .

- على الصعید التجمیعي والتصنیفي لأسباب الحراك السكني بالمدینة المنورة بالعینة خلال الفترات الزمنیة المختلفة، جاء التغیر في دوافع التكیف المتعلقة بالمتطلبات والاحتیاجات السكنیة للأسر تشیر إلى الانخفاض في الفترات الأحدث، وعلى العكس من دوافع التكیف جاءت الدوافع المحفزة أو الناتجة عن قرارات غیر سكنیة لتعكس الارتفاع في الفترات الأحدث، حیث تشیر الأهمیة النسبیة لتلك الدوافع إلى ارتفاع نسبة مساهمة هذه الدوافع في الحراك السكني للأسر داخل المدینة المنورة بالعینة خلال الفترات الأحدث، على حین لم یحدث تغیرات كبیرة في الأسباب الإجباریة التي وقفت وراء الحراك السكني بالمدینة المنورة، وإن كانت اتجهت إلى الانخفاض في نسبتها في الفترات الأحدث .

- أظهرت نتائج التحلیل العاملي لدوافع الحراك السكني بالمدینة المنورة أن هناك أربع مجامیع من الدوافع لكل منها دوافعه الممیزة، حیث جاء العامل الأول والذي یعتبر من أهم العوامل المحددة بجذور كامنة تبلغ نحو (٥,٥٩١)، وبنسبة تباین مقدارها (٤٥,٢٧١) لیمیز مجموعة من الدوافع تشكل العامل الدافع للحراك السكني للأسر بالمدینة المنورة، وترتبط هذه الدوافع بالزیادة في حجم الأسرة و تغیر الحالة الاجتماعیة وبعد المسكن عن الأهل والأصدقاء والقرب من مقر العمل والإیجار المرتفع، لذلك یمكن تسمیة هذا العامل بالدوافع المحفزة الأسریة، بینما فسر العامل الثاني والذي جاء بجذور كامنة تبلغ نحو (١,٢٨٣) وبنسبة تباین مقدارها (١٢,٠١٩) بأنه یحمل مؤشرات سكنیة وما یرتبط بها من شراء وبناء مسكن جدید و الحصول على مسكن أفضل ومشاكل الجیران والأمان والأسباب الأخرى، لذلك یمكن تسمیة هذا العامل بالدوافع المحفزة السكنیة، بینما جاء العامل الثالث بجذور كامنة تبلغ نحو (١,٣٩) وبنسبة تباین (٩,٢١١) یحمل دوافع خدمیة، وقد وضح أن هذا العامل بأنه استجابة إلى دوافع القرب من أماكن التسوق وعدم كفایة الخدمات والقرب من مقر تعلیم الأبناء والزوج و القرب من مقر العمل، لذلك یمكن تسمیة هذا العامل بحزمة الدوافع الخدمیة وسهولة الوصول، وقد أشار العامل الرابع والذي جاء بأقل أهمیة من العوامل السابقة بجذور كامنة تبلغ نحو (١,٣٩٥) وبنسبة تباین مقدارها (٨,٧٤١) یحمل الدوافع الإجباریة ومرتبطاً بدوافع طلب إخلاء المسكن و الإیجار المرتفع و هدم المسكن، لذلك یمكن تسمیة هذا العامل بالدوافع الإجباریة .

- أن معدلات الحراك السكني تنخفض تدریجیاً كلما تقدم العمر وبما یعني أن أصحاب الحراك السكني في الغالب یكونوا أصغر سناً من غیرهم، حیث بلغ معدل الحراك السكني ذروته في الفئات العمریة الأولى بین أرباب الأسر الذین تقل أعمارهم عن ٣٥ عاماً (٥٥%) وتنخفض إلى حوالي (٣٧,٦%) بین أرباب الأسر في الفئات العمریة ما بین ٥٥ – ٣٥ عاماً، ویبلغ الحد الأدنى في الفئات العمریة ما بین ٦٥ – ٥٥ عام (٧,٤%)، على العكس من الذین لم یقوموا بتغییر محل السكن بفترة الدراسة حیث سجلت نسبتهم نحو ٢٩,٥% بین أرباب الأسر الذین تقل أعمارهم عن ٣٥ عاماً، وارتفعت إلى حوالي ٥١,٣% في الفئات العمریة ما بین ٥٥ – ٣٥ عاماً، وحوالي ١٩,٢% في الفئات العمریة ما بین ٥٥ عاماً فأكثر .

- أن أغلب معدلات الحراك السكني من المتزوجین سواء بین المنتقلین أو غیر المتحركین، وإن كانت هناك بعض الاختلافات، حیث ارتفعت نسبة المتزوجین بین الذین لم یقوموا بالحراك السكني (٩٤,٢%) في مقابل الذین قاموا بتغییر محل السكن (٨٢,٨%)، على حین بلغت النسبة نحو ٥,٨% من غیر المتزوجین في الفئة الأولي في مقابل حوالي ١٧,٢% بین أرباب الأسر في الفئة الثانیة (المتحركون)، بما یعني أن أرباب الأسر من غیر المتزوجین أكثر میلاً للانتقال السكني مقارنة بأرباب الأسر المتزوجون .

- أن الذین قاموا بتغییر محل أقامتهم وسكنهم داخل المدینة یتمیزون بارتفاع مستواهم التعلیمي بالمقارنة بالمستوى التعلیمي لغیر المتحركین بالعینة، خاصة وإن ذلك یرتبط بالتركیب العمري لأرباب الأسر والتي ترتفع بها معدلات الحراك السكني بین فئات السن الأولى وتقل مع التقدم بالعمر، حیث بلغت نسبة الذین لم یحصلوا على الشهادة الابتدائیة من بین الذین لم یقوموا بالحراك السكني حوالي ٤٠% في مقابل حوالي ٢٩% للمتحركین من أرباب الأسر، كذلك فإن نسبة الحاصلین على الشهادة ١٦,٥% من بین المتحركین، وانخفضت لتسجل حوالي الجامعیة فأكثر بلغت حوالي ١٣,٤% من بین الذین لم یقوموا بتحركات سكنیة من أرباب الأسر - أن احتمالیة الحراك السكني تنخفض تدریجیاً كلما انخفض متوسط الدخل الشهري لرب الأسرة، حیث تبدو العلاقة بین متوسط الدخل الشهري واحتمالیة الحراك السكني علاقة طردیة، ویعزز هذه النتیجة في المدینة المنورة أن نسبة الذین قاموا بالحراك السكني بالمدینة ممن یقل دخلهم الشهري عن ٤ ألآف ریال / شهریاً بلغت حوالي ١٠,٢% في مقابل نحو ١٦,٩% لغیر المتحركین، وأن نسبة الذین قاموا بالحراك السكني بالعینة الذین یتراوح متوسط دخلهم الشهري ما بین ٨ – ٤ ألآف ریال / شهریاً بلغت نحو ٤٧,٨% في مقابل ٥١,٩% لغیر المتحركین، على حین بلغت النسبة بین أرباب الأسر الذین یزید متوسط دخلهم الشهري عن ٨ ألآف ریال / شهریاً حوالي ٤٢% في مقابل حوالي ٣١,٢% لغیر المتحركین من أرباب الأسر بالعینة - هناك علاقة عكسیة بین متوسط حجم الأسرة والحراك السكني بالمدینة المنورة، حیث تقل حركة الحراك السكني بین الأسر كلما ارتفع متوسط حجم الأسرة، وأن احتمالیة القیام بالحراك السكني للأسر الصغیرة الحجم والتي تقل عن ٥ نسمة / أسرة أكثر من ضعف احتمالیة انتقال الأسر المتوسطة والكبیرة، ففي حین تمثل الأسر التي یقل متوسط حجمها عن ٥ نسمة / أسرة حوالي ٥٨,٨% من جملة الأسر بین المتحركین فإن هذه النسبة شكلت حوالي الثلث (٢١,٢%) بین غیر المتحركین،على حین بلغت نسبة السر التي یزید متوسط حجمها عن ٦ نسمة / أسرة حوالي ٤١,٢% من جملة الأسر المتحركون، فإن هذه النسبة شكلت حوالي ٧٨,٨% من غیر المتحركین، وربما یرجع ذلك إلى تكالیف الانتقال والاستقرار السكني المرتبط بالأسر كبیرة الحجم - تنخفض درجة التزاحم داخل مساكن الأسر التي قامت بالحراك السكني خلال السنوات الخمسة السابقة للاستبیان وذلك بالمقارنة بالأسر التي لم تقم بتغییر مساكنهم خلال فترة الدراسة -جاءت الأسر النوویة أكثر میلاً للحراك السكني (٦٣,٤%) بالمقارنة بالأسر النوویة من غیر المتحركین (٥٧,٩%)، على حین كانت الأسر الممتدة (٢٨,٧%) والأسر المركبة (٧,٩%) بین المتحركین أقل میلاً في الحراك السكني بالمقارنة بالأسر الممتدة (٣٢,٩%) والأسر المركبة (٩,٢%) من غیر المتحركین - أن نسبة كبیرة من الذین قاموا بتحركات سكنیة (٤٤,٣%) یعیشون في الشقق مقارنة بحوالي ٢٨,٤% من الذین لم یقوموا بتغییر مساكنهم، ومن جهة أخرى ترتفع نسبة الذین یسكنون في الفیلات والعمارات الخاصة (٦٤,٣%) والمنازل الشعبیة المشیدة بالمسلح (٦,٢%) من بین الذین لم یقوموا بتغییر مساكنهم، في مقابل حوالي ٥,٨ ، %٤٨,٧% على التوالي بین المتحركین الذین قاموا بتغییر مساكنهم، وبما یعكس الاتجاه المتزاید نحو الشقق السكنیة وتقبلها داخل المجتمع السعودي الآن ومیل كثیر من الأسر نحو الاستقلال في الشقق خاصة بعد الزواج بدلاً من العیش مع الأسرة

- سجلت الدراسة قوة تأثیر ملكیة المسكن على الحراك السكني، حیث تنخفض معدلات الحراك السكني بین الملاك مقارنة بالمستأجرین، حیث جاء أكثر من ثلث (٣٧,٤%) الأسر من الذین قاموا بالحراك السكني داخل المدینة المنورة بالعینة هم من فئة ملاك المسكن، على حین سجلت النسبة أكثر من نصف (٥٢,٩%) إجمالي الأسر من غیر المتحركین، وارتفعت نسبة الأسر من الذین قاموا بالحراك السكني داخل المدینة المنورة بالعینة من فئة المستأجرین للمسكن لتسجل نحو ٤٣,٢% من إجمالي الأسر داخل العینة، على حین سجلت النسبة حوالي ربع (٢٥,٣%) إجمالي الأسر غیر المتحركین داخل العینة، وسجلت نسبة الأسر من الذین قاموا بالحراك السكني من فئة القاطنین في مسكن العائلة بوحدات مستقلة نحو ١٩,٤% من إجمالي الأسر داخل العینة، في مقابل حوالي ٢١,٨% من إجمالي الأسر غیر المتحركین داخل العینة - ترتبط الحركات السكنیة في المدینة المنورة بشكل كبیر بأحوال السوق العقاریة في الأراضي والوحدات السكنیة، حیث وجدت علاقة عكسیة بین الحراك السكني داخل المدینة وأسعار الأراضي داخل الأحیاء السكنیة، وأن حجم تیار الحركة السكنیة من المناطق ذات أسعار الأراضي المرتفعة یتجه إلى المناطق ذات فئات أسعار الأراضي المنخفضة على أطراف المدینة، وأن صافي تیار حجم الحركة السكنیة الموجب یزداد إلى المناطق ذات قیمة الأرض المنخفضة، على حین یظهر صافي تیار حجم الحركة السكنیة السالبة في المناطق التي یرتفع بها أسعار الأراضي وفي الواقع أن هذه النتائج لا یمكن تفسیرها إلا من خلال معرفة التفاعل المكاني الاجتماعي والعمراني والاقتصادي للسكان، وأن هذا التفاعل قد یكون ایجابیاً أو سلبیاً، ولكن یؤثر على مجموعة الحركات السكنیة لمجتمع الدراسة بین الأحیاء السكنیة المختلفة، فكلما كان هذا التفاعل ایجابیاً كلما أدى ذلك إلى حركات سكنیة واسعة المدى بین الأحیاء المختلفة، في حین كلما كان هذا التفاعل سلبیاً كلما أدى ذلك إلى ثبات أو قلة الحراك السكني بین الأحیاء داخل المدینة .


قائمة المراجع 

أولاً :المراجع والمصادر باللغة العربیة
١. آل الشیخ، عبد العزیز (١٩٨١) الهجرة الحضریة الداخلیة بالمملكة العربیة السعودیة ( دراسة تحلیلیة لخمس مجموعات من الأسر في مدینة الریاض ، ترجمة ، الشرنوبي ، محمد عبد الرحمن، نشرة جغرافیة، قسم الجغرافیا بجامعة الكویت والجمعیة الجغرافیة الكویتیة، العدد ٢٨، أبریل، ص ص١-٢٥. 
٢. البوابة الالكترونیة لصندوق التنمیة العقاریة السعودي
www.redf.gov.sa/ar/ststistics/pages
٣. الخریف، رشود محمد (١٩٩٤م) الانتقال السكني في مدینة الریاض- دراسة في الاتجاهات والأسباب والخصائص، سلسلة بحوث جغرافیة، الجمعیة الجغرافیة السعودیة، العدد ٢٠، جامعة الملك سعود، الریاض، ص ص١-١٣٢. 
٤. الخریف، رشود محمد (١٩٩٤م) صنع واتخاذ قرارات الهجرة داخل المدینة والعوامل المؤثرة فیها – دراسة للحراك السكني في مدینة الریاض ، رسائل جغرافیة، قسم الجغرافیا بجامعة الكویت والجمعیة الجغرافیة الكویتیة، العدد ١٧١، أغسطس، ص ص١-٦٤ . 
٥. خلف، مریم خیر الله (٢٠٠٢م) التباین المكاني للحراك السكني في مدینة الزبیر، رسالة ماجستیر، غیر منشورة، كلیة الآداب، جامعة البصرة، العراق.
٦. خلف، مریم خیر الله (٢٠١٠م) الأطر المفاهیمیة للحراك السكني، مجلة الخلیج العربي، المجلد (٣٨)، العدد ٤-٣، ، ص ص١٥٢-١٧٦.
٧. خلف، مریم خیر الله (٢٠١٣م) تحلیل جغرافي للخصائص السكانیة والعمرانیة للبنیة السكنیة في مدینة الزبیر، مجلة الخلیج العربي، المجلد (٤١)، العدد ٤-٣، ،ص ص١٠٠ -١٣٧.
٨. الزهراني، نوال احمد یوسف (٢٠١٣م) الخصائص العامة للسكان بمدینة تبوك – دراسة تحلیلیة من منظور التفاعل المكاني الاجتماعي، رسالة ماجستیر، قسم الجغرافیا، كلیة العلوم الاجتماعیة، جامعة أم القرى، المملكة العربیة السعودیة.
٩. الصاعدي، أروى عبد العزیز (٢٠١٦م) الأنماط المكانیة لأسعار الأراضي في المدینة المنورة - دراسة في جغرافیة المدن، رسالة ماجستیر مقدمة إلى قسم العلوم الاجتماعیة، كلیة الآداب والعلوم الإنسانیة، جامعة طیبة ، المدینة المنورة .
١٠.الصالح، ناصر عبد الله ، السریاني، محمد محمود (٢٠٠٠م) الجغرافیا الكمیة والإحصائیة، أسس وتطبیقات بالأسالیب الحاسوبیة الحدیثة، الطبعة الثانیة، مكتبة العبیكان، الریاض.
١١. العثمان، باسم عبد العزیز عمر، السهلاني، سمیع جلاب منسي (٢٠١٠م) تحلیل جغرافي لدوافع الحراك السكني في مدینة الناصریة باستخدام التحلیل العاملي، مجلة آداب ذي قار ، المجلد (١)، العدد ١، كانون ، ص ص١٢٥-١٥٢.
١٢. مكي، محمد شوقي (١٩٨٣م) تحركات سكان المدینة المنورة ، دراسة في علاقة الهجرة الخارجیة بأنماط تغییر المسكن، وزارة الداخلیة، مركز أبحاث الجریمة، الریاض.
١٣. مكي، محمد شوقي (١٩٨٩م) الحراك المهني لأرباب الأسر المهاجرین إلى المدینة المنورة، اللجنة الاقتصادیة والاجتماعیة لغرب آسیا، النشرة السكانیة، العدد ٣٤، نیویورك، ص ص٧٣-١٠٧ . 
١٤. الیوسف، محمد بن طاهر (٢٠٠٢م) الإسكان الحكومي ونتائج الانتقال السكني في قري الإحساء بالمملكة العربیة السعودیة، رسائل جغرافیة، قسم الجغرافیا بجامعة الكویت والجمعیة الجغرافیة الكویتیة، العدد ٢٧١، دیسمبر، ص ص١-١١٢. 

ثانیاً : المراجع بغیر اللغة العربیة 

1- Adams, John, S., (1969): Directional Bias in Intra urban Migration, Economic Geography, Vol., 45, Issue No.,(4) , Oct., pp. 302-323. 
2- Ann, W., David, C. Thorns, & Harvey, C. Perkins (2002) Moving House, Creating Home: Exploring Residential Mobility, Housing Studies, Vol., 17, No., 6, pp. 813- 832. 
3- Brown, Lawrence , A., & Holmes. J., (1971): Intra- Urban Migration Lifelines : A Spatial View, Demography, Vol., 8, Issue No., I, February, pp. 103-122.
4- Brown, Lawrence , A., & Moore, Eric, G., (1970): The Intra- Urban Migration Process : A Perspective, Geografiska Annaler, Series, B, Human Geography, Vol., 52, Issue No.,( I) , pp. 1-13. 
5- Brown, Lawrence , A., & Moore, Eric, G., (1970): The Intra- Urban Migration Process : A Perspective, Geografiska Annaler, Series, B, Human Geography, Vol., 52, Issue No.,( I) , pp. 1-13. 
6- Cadwallader, Martin, M., (1982) Urban Residential Mobility: A Simultaneous Equations Approach, Transactions of the Institute of British Geographers, Vol., 7, Issue No.,(4) , pp. 458-473. 
7- Chris. M.,(1995) Housing Need and Residential Mobility: The Mismatch Debate In Perspective, Urban Police and Research, Vol., 13, Issue, 1, pp. 7 - 19. 
8- Chung, Eui-Chul, & Hoon, Dong,(2000) A Systematic Review on Research Methodologies for Residential Mobility, International Journal of Urban Sciences, Institute of Urban Sciences, Vol., 4, Issue, 2, pp. 247 - 258. 
9- Clark, W. A. V., & Onaka, Jun. L., (1983): Life Cycle and Housing adjustment as Explanation of Residential Mobility, Urban Studies, Vol., 20, Issue I, pp. 47-57. 
10- Clark, W. A. V., (1986): Human Migration, Beverly Hills, Sage Publications . 
11- Clark, W. A. V., Deurloo, M. C., & Dieleman, F. M., (1984) Housing Consumption and Residential Mobility, Annals of the Association of American Geographers (A.A.A.G), Vol., 74, No., 1, pp. 29- 43 . 
12- Clark, W. A. V., Deurloo, M. C., & Dieleman, F. M., (1984) Residential Mobility and Neighbourhood Outcomes, Housing Studies, Vol., 21, No., 3, May, pp. 323- 342. 
13- Claudia, C., Brett, T., & Margery, A. T., (2012) Residential Mobility and Neighborhood Change: Real Neighborhoods Under the Microscope, A Journal of Policy Development and Research, U.S Department of Housing and Urban Development Office of Policy Development and Research, Vol., 14, Issue, 3, pp. 55 - 89. 
14- Dowell, M., Simon, S. C., & Seong, W. L., (1997) Constraints of housing Age and Migration on Residential Mobility, The Professional Geographer, Vol., 49, No., 1, pp. 14- 28 . 
15- Duncan, G. J., & Newman, S. T.,(1976) Expected and Actual Residential Mobility, Journal of American Institute of Planners, Vol., 42, No., 2, pp. 174 - 186. 
16- Elizabeth, E. Bruch, & Robert, D. Mare,(2011) Methodological Issues in the Analysis of Residential Mobility, population Studies Center Research, Institute of Social Research, University of Michigan, Report No, 11-725, pp. 1-60 
17- Estiri, Hossein (2012) Why & How Families Move: Residential Mobility and Housing Consumption Behaviors Restructured , University of Washington, College of Built Environment of Urban Design and Planning, Seattle, Washington, http:/dx.doi.org/10.2139/ssrn.292742 
18- Frank, E., Horton, Brian, J, L. Berry, Josephine, O. Abiodun (1970) Geographic Perspectives on Urban Systems: With Integrated Readings, Englewood Cliffs, Prentice- Hall, New Jersey, U.S.A. 
19- Harvey Eric, Heiges, (1968) Intra-urban residential movement in Seattle, 1962-1967, Unpublished Ph.D, Dissertation, University of Washington, U.S.A. 
20- Julius, O. Gbakeji & Mohoh, L. Rilwani, (2009) Residents SocioEconomic and the Residential Mobility Process in an Urban Space: The Example of the Warri Metropolis, Delta State, Nigeria, Journal Human Ecology, Vol., 27, No., 1, pp. 45- 52. 
21- Kending, Hal, L., (1984) Housing Careers, Life Cycle and Residential Mobility: Implications for the Housing Market, Urban Studies, Vol., 21, No., 3, pp. 271- 283. 
22- Kim, M. J., & Morrow-Jones, H. A., (2011) intrametropolitan Residential Mobility and Old Inner Suburbs: A Case Study of Greater Columbus, Ohio, Metropolitan Area, Housing Policy Debate, Vol., 21, Issue, 1, pp. 133 - 164. 
23- Knox, P., & Steven, P., (2010) Urban Social Geography, An Introduction, 6 th., Prentice Hall, U.K 
24- Larry, S, Bourne, (ed.,) Internal Structure of the City: Readings on Space and Environmental , Oxford University Press, U.S.A . 
25- Lee, Everett , S., (1966): A Theory of Migration, Demography, Vol., 3, Issue No., I, , pp. 47-59. 
26- Michael, Edwards, (1983): Residential Mobility in Changing Housing Market : the Case of Bucaramanga, Colombia, Urban Studies, Vol., 20, Issue II, pp. 131-145. 
27- Millard, Ball, A., (2002) Gentrification in A Residential Mobility Framework: Social Change and Chains of Moves in Stockholm, Housing Studies, Vol., 17, No., 6, pp. 833- 856. 
28- Ming Li, Si., Ming, Siu. Yat., (2001) Residential Mobility and Urban Restructuring Under Market Transition: A Study of Guangzhou, China, The Professional Geographer, Vol., 53, No., 2, pp. 219- 229 . 
29- Ming Li, Si., Wang, D.,& Law, F. Yuk-ting, (2005) Residential Mobility in Changing Housing System: Guangzhou, China, 1980- 2001, Urban Geography, Vol., 26, No., 7, pp. 627- 639. 
30- Newton, Peter, W., (1976) Residential Structure and Intra-Urban Migration, Unpublished Ph.D, Dissertation, University of Canterbury, New Zealand
31- Pacione, Michael., (2002): Urban Geography : a Global Perspective, 2 nd ed., Routledge, UK
32- Patricia, G., kevien, E. Mc-Hugh, & Niel, R., (1991) Phoenix in Flux: Household Instability, Residential Mobility, and Neighbourhood Change, Annals of the Association of American Geographers (A.A.A.G), Vol., 81, No., 1, pp. 80- 88 . 
33- Pritchard, M. R., (1976): Housing and the Spatial Structure of the City, Residential Mobility and the Housing Market in an English City Since the Industrial Revolution, Cambridge University Press, London. 
34- Ronald, R. Boyce, (1971): Residential Mobility and Its Implications For Urban Spatial Change, In, Larry, S, Bourne, (ed.,) Internal Structure of the City: Readings on Space and Environmental , Oxford University Press. U.S.A, pp. 338-343. 
35- Rossi, Peter. H., (1955): Why Families Move,: A Study in the Social Psychology of urban Residential Mobility, Free Press, New York, U.S.A. 
36- Schaake, K., Burgers, J. & Mulder, C, (2014) Ethnicity, Education and Income and Residential Mobility Between Neighbourhood, Journal of Ethnic and Migration Studies, Vol., 40, Issue, 4, pp. 512 - 527. 
37- Simmons, James, W., (1968): Changing residence in the City: A Review of Intra urban Mobility, Geographical Review, Vol., 58, Issue No.,(4) , Oct., pp. 622-651. 
38- Sonya, M. Glavac & Brigitte, W., (1998) Segregation and Residential Mobility of Vietnamese Immigrants in Brisbane, Australia, The Professional Geographer, Vol., 50, No., 3, pp. 344- 357 . 
39- Waddell, Paul., (1993): Exogenous Workplace Choice in Residential Location Models : Is the Assumption Valid , Geographical Analysis, Vol., 25, Issue, I, pp. 65-82. 
40- Weinberg, Daniel, H., & Quigley, John, M., (1977) Intra-urban Residential Mobility: A Review and Synthesis, International Regional Science Review, , Vol., 2, No., 1, pp. 
41- 66. 41- Weiping, W., (2006) Migrant Intra-Urban Residential Mobility in Urban China, Housing Studies, Vol., 2, No., 5, Sep., pp. 745- 765. 
42- Youqin, H., Frederic, F. D. (2006) Residential Mobility in Chinese Cities: A Longitudinal Analysis, Housing Studies, Vol., 21, No., 5, Sep., pp. 625- 652. 



للقراءة والتحميل اضغط هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق