الصفحات

الأربعاء، 7 فبراير 2018

تحديد محاور التوسع العمراني لمنطقة طريق المطار – طرابلس بستخدام تقنية الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية ...


تحديد محاور التوسع العمراني

لمنطقة طريق المطار – طرابلس
 
باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية

أنور عبد الله سيالة 

رئيس قسم علوم الأرض بالأكاديمية الليبية

منى عامر قريصيعة 

ماجستير جغرافيا (تخطيط حضري)

مجلة الأكاديمية الليبية للعلوم الأساسية والتطبيقية - المجلد السادس / العدد الأول – نوفمبر 2014

الملخص

  يستطلع هذا البحث مشكلة السكن العشوائي وظاهرة التوسع العمراني والنمو الحضري الذي يتم بدون دراسة وتخطيط في منطقة طريق المطار (سيدي سليم) التي تقع جنوب مدينة طرابلس وضمن حدودها الإدارية وتغطي مساحة تقدر بحوالي (14) كيلومترا مربعا، وذلك من خلال منظور جغرافي لتحديد أماكن انتشار المساكن العشوائية ومعرفة أسباب ظهورها. هذا الموضـوع الذي يعتبـر مـن المواضـيع التي فرضت نفسها في الآونة الأخـيرة في المدن التي تعاني من التوسع العشــوائي وما ينجم عنه من مشــاكل مختلفة.

   يهدف هذا البحث إلى إيجاد وسيلة تقييم إقتصادية وسريعة باستعمال المرئيات الفضائية ذات قدرة التمييز المناسبة في تعيين مناطق التوسع العمراني وتحديد مساحاتها من خلال متابعة النمو العمراني للمنطقة عبر مراحل زمنية مختلفة من أجل تحقيق منظومة متواصلة للتنمية العمرانية توفر الراحة والأمان والمستوى المعيشي الرفيع في منطقة الدراسة. 

  واقتضت طبيعة هذا البحث اعتماد الخلفية النظرية لدراسة هذه المنطقة وما تواجهه من مشاكل ومعوقات وذلك من خلال الدراسة الميدانية، فقد تم تحليل الواقع الحالي وتقييم العديد من الجوانب التي كان أبرزها جانب الخدمات في المنطقة مع الأخذ بعين الاعتبار الخصائص الاجتماعية، والاقتصادية، والعمرانية، والتي هدفت إلى تحديد مشاكلها وتحليلهـا والوصول من خلالها إلى الحلول المناسبة من أجل تطويرها والارتقاء بها، واعتمد العمل على التكامل بين تقنية نظم المعلومات الجغرافية (GIS) باعتبارها أداة علمية عملية لتمثيل المعلومات في سياقها الجغرافي أكثر منها كهدف للدراسة، والاستشعار عن بعد كمصدر للبيانات. تم اختيار مرئيات الساتل سبوت (SPOT)، لمنطقة سيدي سليم، للسنتين (1990م-2014م) في (3) نطاقات. مرئية (1990) بقدرة تمييز مكاني قدره (10) أمتار على البانكروماتيك و (20) متـراً على التصوير بالأطياف والأشعة تحت الحمراء، ومرئية (2014م) بقدرة تمييز مكاني (2.5) متـر على البانكروماتيك و(5) أمتار على التصوير بالأطياف والأشعة تحت الحمـراء. وتم في المرحلة الأولى إجـراء تحسينات على المرئيات (Image Enhancement) لتكون صالحة للاستخدام في المراحل اللاحقة مـن عمليـات المعـالجة والتحليل، كــما تتم فـي المـرحلة الثانية إجـراء عمليـة التصحـيح الهندسـي للمرئيات (Geometric Correction) وتم في المرحلة الثالثة إجراء عملية تصنيف المرئيات (Image Classification) للتعرف على أنماط إستخدام األرض. كما تم استحداث نظام تصنيف خاص (Classification) بمنطقة الدراسة، ثم إجراء تحليل واستكشاف التغير (Change detection) في أنماط استخدام الأرض من أجل التعرف على التغيرات التي طرأت على منطقة الدراسة وذلك باستخدام طريقة مقارنة الصور بعد التصنيف-
Post Classification Comparison Method والتي أعطت مؤشرات كمية ونوعية عن التغير، وهو ما نحتاجه لفهم وتفسير دينامكية النمو الحضري في المنطقة، وكان من نتاج هذه المراحل مجموعة من الخرائط من بينها خريطة توضح حجم و نوعية التغير في منطقة الدراسة.

   بينت نتائج الدراسة أن هناك تغير في مساحة الامتداد العمراني المحسوبة من المرئيتين الفضائيتين (1990م-2014م). وأن معظم المساكن العشوائية تفتقر إلى أبسط قواعد التخطيط وذلك لعدم إستيعابها كل الزيادات السكانية المستمرة في المنطقة التي يمكن إرجاع جزء كبير منها إلى الهجرة ذات الدور البارز في ظهور ظاهرة التوسع العمراني والســكن العشــوائي في عدد من الأحياء، وخلصت الدراسـة إلى تقديم بعض التوصيات وذلك من خلال تحديد خطوط عريضة رئيســية تمثل الاسـتراتجيات والسياسـيات العامة المقترحة كأسلوب للارتقاء العمراني في منطقة الدراسة ووضع حد للزحف العمراني العشوائي.

الكلمات المفتاحية: التخطيط العمراني، الاستشعار عن بعد


1. المقدمة

  يعد التوسع والتخطيط العمراني من المواضيع المهمة التي تحظى باهتمام الباحثين والمهتمين في علوم الهندسة والجغرافيا والتخطيط، إذ أن معظم دول العالم المتقدم والنامي تعاني من مشكلة التوسع العمراني حيث يتزايد عدد السكان في الوقت الذي لم تعد الأراضي المعدة للسكن كافية لمتطلباتهم، وأصبحت ظاهرة النمو السكاني وما يرافقها من زحف عمراني تجاه المناطق الزراعية مشكلة إقليمية تعاني منها معظم المجتمعات، فالتوسع العمراني له آثار سلبية متعددة و لابد أن تبدأ المجتمعات المحلية والمؤسسات الحكومية في كثير من الدول بإيجاد حلول لها.

  وتعتبر ليبيا من دول العالم التي شهدت تغيرات في معالم خريطة الامتداد العمراني في أغلب مدنها حيث يتضح أن المساحات المخصصة للسكن تحتل نسب مرتفعة من مجموع استعمالات الأراضي بالبالد، ومن هنا نجد أن البيئة الحضرية لبعض المدن الليبية يسودها التعقيد بسبب الزيادة الهائلة في عدد السكان التي يتبعها زيادة التوسع في التجمعات العمرانية بدون تخطيط مسبق، ويلاحظ أن معظم المدن تواجه مشكلة التوسع المكاني في مساحاتها، ولعل ظهور هذه المشكلة، يرتبط بعدة عوامل من بينها، ارتفاع النمو السكاني بالمدن ومجاوراتها، وكذلك قلة الأراضي المخصصة للسكن في ضوء تعدد استعمالات الأراضي للأنشطة الاقتصادية، وامتدادها أفقيا مما أثر على المخططات الأساسية، والمتمثلة في الخدمات، والمؤسسات الإدارية والتعليمية والوحدات السكنية فضلاً عن زحف التجمعات السكانية المستمر على الأراضي الزراعية، فالعلاقة طردية بين الزيادة في عدد السكان والامتداد العمراني [2].

  تكمن المشكلة الأساسية للتوسع العمراني العشوائي المسببة للخلل بالمناطق السكنية القائمة وللأضرار التي تلحق بحيز الإسكان نتيجة للتجاوزات التي يمارسها السكان، في عدم التوافق بين النمو السكاني والتوسع العمراني. كما أن غياب التخطيط وعدم وجود خطط مستقبلية للتوسع العمراني وعدم معالجة الأحياء القديمة وانعدام التوسع في الخدمات في ظل التوسع العمراني، إضافة إلى الزيادة السكانية والهجرة والاعتداء والزحف على أراضي ليست مخصصة للسكن وتغيير نوعية الخدمات، كل هذا خلق نوع من الفوضى السكنية في منطقة الدراسة (سيدي سليم).

  سلطت الدراسة الضوء على منطقة سيدي سليم كإحدى ضواحي طرابلس، من حيث نمو سكانها وتوسعها العمراني وما آل إليه حالها خلال العقود الثالثة الأخيرة لمعرفة واقع التوسع العمراني بالمنطقة خلال الفترات المتعاقبة، ثم معرفة إذا كان الاتساع المساحي وفقا للنمو السكاني أم لا. كما عملت على إبراز الجوهر النفعي والتطبيقي لتقنية الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية (نمج) في جمع المعلومات وتحليلها وترتيبها والاستفادة منها، والحصول منها على الخريطة الأساس وتجهيزها على شكل طبقات لخرائط استخدام الأرض من المرئيات الفضائية المستخدمة للفترة من (1990م) وصولاً إلى الخريطة النهائية التي تبين التوسع العمراني في (2014م).


صورة رقم 1: منطقة الدراسة من الفضاء. المصدر: استنادا على مرئية قوقل إيرث (Google Earth)


هدفت الدراسة من خلال استخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية (نمج) والاستشعار عن بعد إلى استخلاص بيانات عن التوسع العمراني للمنطقة، وإبرازها كأداة فاعلة في إعداد خرائط رقمية يسهل التعامل معها بغية تحقيق التنمية العمرانية باعتبارها وسيلة فعالة تفيد في تقييم التغيرات، وربطها بالمعلومات الوصفية، ووضع النماذج والسيناريوهات أمام الباحثين وصانعي القرارات مما يساهم في التخطيط السليم للتوسيع الحضري للوقوف على الأسباب الكامنة وراء الامتداد العمراني للمنطقة، خلال السنوات (1990م- 2014م)، مع الأخذ في الاعتبار أهم العوامل التي أثرت على ذلك الامتداد سواء كانت طبيعية أو بشرية، ومعرفة أهم التغيرات التي طرأت على الامتداد العمراني لمنطقة الدراسة وإبراز خصائصها والتعرف على نموها العمراني وتطورها.

  كما هدفت الدراسة إلى تحليل ألنماط التباين في التوسع العمراني في سيدي سليم باستخدام برمجيات خاصة بـ (نمج) وبمقارنة مرئيات فضائية ملتقطة في عام (1990م) وتلك الملتقطة في عام (2014م) ثم تحليل الوضع القائم للمنطقة من حيث المشاكل وآفاق التطور.


                                                                                      شكل رقم 7: منطقة الدراسة لسنة 3102 م ومرحلة الاقتطاع.
                                                                                    المصدر : بناء على تفسير مرئية الساتل سبوت 6 لسنة 2013م


شكل رقم 6: منطقة الدراسة لسنة 0991م ومرحلة الاقتطاع.

المصدر : بناء على تفسير مرئية الساتل سبوت 3 لسنة 1990م



شكل رقم 05: التصنيفات الثلاث (الأراضي الحضرية و أراضي الفضاء والأراضي الزراعية)
 لمنطقة الدراسة سنة 2013م. المصدر: بناءعلى تفسير مرئية الساتل سبوت6 لسنة 3102م.

3. المـراجع

1- أنور عبد الله سيالة، معجم المصطلحات المساحية والخرائطية، دار الكتب الوطنية، بنغازي (1998م).

2- سعد خليل القزيري، التحضر والتخطيط الحضري في ليبيا، منشورات مكتب العمارة للاستشارات الهندسية بنغازي، (1994م).

3- سهير زكي حواس، احتياجات السكان ومدى تأثيرها على المشروعات السكنية القائمة، (رسالة ماجستير غير منشورة) ،دمشق، (بدون دون تاريخ).

4- صبري فارس الهيتي، التخطيط الحضري، دار البازوري، عمان-الأردن (2008م).

5- عثمان محمد غنيم ، تخطيط الأراضي الريفي والحضري، دار صفاء للنشر والتوزيع، عمان - الأردن(2001م).

6- مفتاح الرويعي، النمو السكاني والاتساع المساحي لمخطط مدينة يفرن، (رسالة ماجستير غير منشورة)، أكاديمية الدراسات العليا ، طرابلس – ليبيا (2007م).

7- الهيئة القومية للتوثيق و المعلومات، النتائج النهائية للتعداد العام للسكان (2006م).

النص الكامل: للقراءة والتحميل    اضغط هنا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق