الصفحات

الأربعاء، 21 فبراير 2018

علاقة السياحة والبيئة ...


علاقة السياحة والبيئة

مقدمة عن السياحة وأهميتها:
تعتبر السياحة من أكثر الصناعات نمواً في العالم، فقد أصبحت اليوم من أهم القطاعات في التجارة الدولية.  إن السياحة من منظور اقتصادي هي قطاع إنتاجي يلعب دوراً مهماً في زيادة الدخل القومي وتحسين ميزان المدفوعات، ومصدراً للعملات الصعبة، وفرصة لتشغيل الأيدي العاملة، وهدفاً لتحقيق برامج التنمية.

ومن منظور اجتماعي وحضاري،  فإن السياحة هي حركة ديناميكية ترتبط بالجوانب الثقافية والحضارية للإنسان؛  بمعنى أنها رسالة حضارية وجسر للتواصل بين الثقافات والمعارف الإنسانية للأمم والشعوب،  ومحصلة طبيعية لتطور المجتمعات السياحية وارتفاع مستوى معيشة الفرد.
وعلى الصعيد البيئي تعتبر السياحة عاملاً جاذباً للسياح وإشباع رغباتهم من حيث زيارة الأماكن الطبيعية  المختلفة والتعرف على تضاريسها وعلى نباتاتها والحياة الفطرية ، بالإضافة إلى زيارة المجتمعات المحلية للتعرف على عاداتها وتقاليدها.

مكونات السياحة
تتداخل نشاطات السياحة مع العديد من المجالات، وفي ما يلي المكونات الأساسية للسياحة التي يجب أخذها بعين الاعتبار في أي عملية تخطيط
§       عوامل و عناصر جذب الزوارتتضمن العناصر الطبيعية مثل المناخ والتضاريس والشواطئ والبحار والأنهار والغابات والمحميات،  والدوافع البشرية مثل المواقع التاريخية والحضارية والأثرية والدينية ومدن الملاهي والألعاب.
§                        مرافق وخدمات الإيواء والضيافةمثل الفنادق والنزل وبيوت الضيافة والمطاعم والاستراحات.
§       خدمات مختلفة: مثل مراكز المعلومات السياحية ووكالات السياحة و السفر ،  ومراكز صناعة وبيع الحرف اليدوية والبنوك والمراكز الطبية والبريد والشرطة والأدلاء السياحيين.
§                        خدمات النقل: تشمل وسائل النقل ،   على اختلاف أنواعها إلى المنطقة السياحية.
§       خدمات البنية التحتية: تشمل توفير المياه الصالحة للشرب والطاقة الكهربائية والتخلص من المياه العادمة والفضلات الصلبة ،  وتوفير شبكة من الطرق والاتصالات.
§       عناصر مؤسسية:  تتضمن خطط التسويق وبرامج الترويج للسياحة ،  مثل سن التشريعات والقوانين والهياكل التنظيمية العامة،  ودوافع جذب الاستثمار في القطاع السياحي ، وبرامج تعليم وتدريب الموظفين في القطاع السياحي.

علاقات صناعة السياحة مع البيئة والمجتمع والاقتصاد
تعتمد مواقع السياحة الأكثر نجاحاً في الوقت الحاضر على المحيط المادي النظيف، والبيئات المحمية والأنماط الثقافية المميزة للمجتمعات المحلية.  أما المناطق التي لا تقدم هذه المميزات فتعاني من تناقص في الأعداد ونوعية السياح ،  وهو ما يؤدي بالتالي إلى تناقص الفوائد الاقتصادية للمجتمعات المحلية .
ومن الجائز أن تكون السياحة عاملاً بارزاً في حماية البيئة عندما يتم تكييفها مع البيئة المحلية،   والمجتمع المحلي،   وذلك من خلال التخطيط والإدارة السليمة.  ويتوفر هذا عند وجود بيئة  ذات جمال طبيعي وتضاريس مثيرة للاهتمام، وحياة نباتية برية وافرة وهواء نقي وماء نظيف، مما يساعد على اجتذاب السياح.
ويتساوى كل من التخطيط والتنمية السياحية في الأهمية من أجل حماية التراث الثقافي لمنطقة ما.  وتشكل المناطق الأثرية والتاريخية، وتصاميم العمارة المميزة وأساليب الرقص الشعبي، والموسيقي، والدراما والفنون والحرف التقليدية والملابس الشعبية والعادات والتقاليد وثقافة وتراث المنطقة عوامل تجذب الزوار،  خاصة إذا كانت على شكل محمية يرتادها السياح بانتظام ،  فتتعزز مكانتها أو تبقى ذات أهمية أقل،  وكل ذلك يرجع للطريقة التي يتم بها تنمية السياحة وإدارتها.
السياحة والبيئة:
تنطوي السياحة علي إبراز المعالم الجمالية لأي بيئة في العالم، فكلما كانت نظيفة وصحية كلما ازدهرت السياحة وانتعشتوتبدو للوهلة الأولي أن السياحة هي إحدى المصادر للمحافظة علي البيئة وأنها لا تسبب الإزعاج أي ليست مصدراً من مصادر التلوث، لكنه علي العكس، فالبرغم من الجوانب الإيجابية للسياحة فهي تشكل مصدراًً رئيسياً من مصادر التلوث في البيئة والتي تكون من صنع الإنسان أيضاً، فلابد من تحقيق التوازن بين السياحة والبيئة من ناحية وبينها وبين المصالح الاقتصادية والاجتماعية التي هي في الأساس تقوم عليهاهل سألت نفسك ولو مرة واحدة من أين تأتى الآثار السلبية للسياحة؟ أظن أن ذلك لم يخطر ببالك علي الإطلاقانظر معي إلي هذه الأسطر التالية:
الزيادة المقررة في أعداد السياح، تمثل عبئاً علي مرافق الدول من وسائل النقل، الفنادق، كافة الخدمات من كهرباء ومياه.
إحداث التلفيات ببعض الآثار لعدم وجود ضوابط أو تعامل السياح معها بشكل غير لائق.
ممارسة السياح لبعض الرياضات البحرية أدي إلي الإضرار بالأحياء البحرية من الأسماك النادرة، والشعب المرجانية والذي يؤدي إلي نقص الحركة السياحية في المناطق التي لحق بها الضرر.
زيادة تلوث مياه البحر وخاصة البحر الأبيض المتوسط، لم تعد صالحة للاستحمام نتيجة للتخلص من مياه المجاري فيها.
ازدياد تلوث الغلاف الجوي.
ونجد انتشار القمامة والفضلات فوق القمم الجبلية حيث تمثل الجبال مناطق جذب سياحي من الدرجة الأولي فتمارس عليها الرياضة السياحية من تسلق ومشي.
فالسائح ليس وحده أيضا هو المسئول عن كل هذه الكوارث وإتلاف المناطق الأثرية أو السياحية لكن الطبيعة والسكان الأصليين لهذه المناطق لهما دخل كبير في ذلك أيضاًً ويمكننا توضيح العلاقة بالجدول الآتي:
  
المصادر الطبيعية
المصادر البشرية
1- الكوارث الطبيعية:
تلوث التربة
الاهتزازات والزلازل
تلوث الهواء
الأمطار والسيول
تلوث الماء
العواصف والرياح
الانفجارات النووية
الانهيارات
الزحف العمراني
2- تغيرات مناخية:
وسائل صرف صحي غير متقدمة.
تغير في درجات الحرارة.
تزايد عدد السكان.
الرطوبة

الأمطار

المياه الجوفية


ونجاح السياحة البيئية المستدامة يرتبط بما نسميه بالقدرة الاستيعابية للعمليات السياحية الذي يتمثل في أعداد السائحين وأنماط الزيارات اليومية وما يقومون به من أنشطة لأن البيئة تتعرض إلى تغيرات خارجة عن إرادة الإنسان أو السائح كما ذكرنا من قبل.
مفهوم السياحة البيئية:
              مع تدفق أعداد السياح بأعداد كبيرة للمواقع السياحية، واهتمام السياح بالتنوع الحيوي، جرى تخريب وتدمير للعديد من البيئات وتهديد للحياة الفطرية، ولذلك بدأت تتعالى الأصوات بضرورة اهتمام السياحة بالأمور البيئية.  وتبين أنه لا يمكن الحفاظ على البيئة إلا بإشراك السكان المحليين في المحافظة عليها ورعايتها.             
وقد وصف (Colvin, 1991) السائح البيئي بأنه شخص يتصف بالخصائص التالية:
1-  وجود رغبة كبيرة للتعرف على الأماكن الطبيعية والحضارية.
2-  الحصول على خبرة حقيقية.
3-  الحصول على الخبرة الشخصية والاجتماعية.
4- عدم تحبيذ توافد السياح إلى الأماكن بأعداد كبيرة.
5-  تحمل المشاق والصعوبات وقبول التحدي للوصول إلى هدفه .
6-  التفاعل مع السكان المحليين والانخراط بثقافتهم وحياتهم الاجتماعية.
7-  سهل التكيف حتى بوجود خدمات سياحية بسيطة.
8- تحمل الإزعاج والسير ومواجهة الصعوبات بروح طيبة.
9-  إيجابي وغير انفعالي.
  -10تحبيذ إنفاق النقود للحصول على الخبرة وليس من أجل الراحة.

تعريف السياحة البيئية:
ظهر مصطلح السياحة البيئية ECO-TOURISM منذ مطلع الثمانينات من القرن العشرين ، وهو مصطلح حديث نسبياً ، جاء ليعبر عن نوع جديد من النشاط السياحي الصديق للبيئة الذي يمارسه الإنسان محافظاً على الميراث الفطري الطبيعي والحضاري للبيئة التي يعيش فيها.
السياحة البيئية أو السياحة الطبيعية إن جاز القول عليها هي تلك النوع الترفيهي والترويحي عن النفس والذي يوضح العلاقة التي تربط السياحة بالبيئة.
أو بمعنى آخر كيف يتم توظيف البيئة من حولنا لكي تمثل نمطاً من أنماط السياحة التي يلجأ إليها الفرد للاستمتاع.فالسياحة البيئية ما هي إلا متعة طبيعية .. متعة بكل شيء طبيعي يوجد من حولنا في البيئة البرية والبحرية
.وقد ورد تعريف للسياحة البيئية من قبل الصندوق العالمي للبيئة: "السفر إلى مناطق طبيعية لم يلحق بها التلوث ولم يتعرض توازنها الطبيعي إلى الخلل، وذلك للاستمتاع بمناظرها ونباتاتها وحيواناتها البرية وحضاراتها في الماضي والحاضر"   فهي سياحة تعتمد على الطبيعة في المقام الأول بمناظرها الخلابة.

وقد مر مفهوم السياحة البيئية تاريخياً بثلاث مراحل هي:
المرحلة الأولىمرحلة حماية السائح من التلوث من خلال توجيهه للمناطق التي لا تحتوي على تهديد له أو تعرضه لأخطار التلوث خاصة في المناطق البعيدة عن العمران، إلا أن هذه المرحلة صاحبها أخطار هددت البيئة نفسها نتيجة لبعض السلبيات التي مارسها السائح والشركات السياحية مما أدى لفقدان المناطق الطبيعية صلاحيتها وتهديد الأحياء الطبيعية فيها.
المرحلة الثانيةمرحلة وقف الهدر البيئي من خلال استخدام سياحة وأنشطة سياحية لا تسبب أي هدر أو تلوث وبالتالي تحافظ على ما هو قائم وموجود في الموقع البيئي.
المرحلة الثالثةمرحلة التعامل مع أوضاع البيئة القائمة  من خلال إصلاح الهدر البيئي ومعالجة التلوث البيئي وإصلاح ما سبق أن قام الإنسان بإفساده وإرجاع الأوضاع لما كانت عليه أو معالجة الإختلالات البيئية لتصبح أفضل وأحسن.
ومن خلال ما سبق يمكن الوقوف على مفهوم شامل للسياحة البيئة يمكن تحديد أهم عناصره في النقاط التالية:
1.  السياحة البيئية نشاط إنساني يمارسه البشر وفق قواعد وضوابط تحمي وتصون الحياة الفطرية الطبيعية وترتقي بجودتها وتحول دون تلوثها وتعمل على المحافظة عليها للأجيال الحالية والأجيال القادمة.
2.   السياحة البيئية تحافظ على النوع وتحمي الكائنات من الانقراض وتعيد للإنسان إنسانيته في حماية الحياة البرية وصيانتها وزيادة عناصر الجمال الطبيعي فيها.
3.  السياحة البيئية نشاط له عائد ومردود اقتصادي متعدد الجوانب تجمع بين الجانب المادي الملموس والجانب المعنوي الأخلاقي المؤثر والمبادئ والقيم الحميدة حيث تتحول المحافظة على سلامة البيئة بفعل هذه القيم إلى مبادئ سامية.
4.  السياحة البيئية نشاط يجمع بين الأصالة في الموروث الحضاري الطبيعي والحداثة في تحضرها الأخلاقي والقيمي حيث تجمع بين القديم والحديث مما يخلق نمطاً رائعاً من التجانس والتوافق والاتساق.
5.   السياحة البيئية التزام أخلاقي وأدبي أكثر منها التزام قانوني تعاقدي أو تعهدي ومن ثم فإن تأثير القيم والمبادئ سوف تحكم هذا النوع من السياحة.

ومما سبق يتضح أن السياحة البيئية تبادلية التأثير وفعّالة الأثر فهي سياحة غنية كثيفة العائد والمردود، وهي سياحة بحكم الممارسة والعمل السياحي، وهي سياحة متداخلة ومتشابكة بينها وبين كافة الأنشطة التي يمارسها الإنسان، إلا أنها تتفوق عليها بأنه لا ينجم عنها أي تلوث للبيئة ، بل هي محسنة للبيئة إلى جانب محافظتها على سلامتها ونظارتها وجمالها.
ضرورة السياحة البيئية
السياحة البيئية كنشاط له اتصالاته بالأنشطة الأخرى حيث يأخذ منها ويعطيها وهي جسر عابر وناقل يتم من خلاله عبور الاقتصاد الوطني بل والعالمي من وضع معين إلى أوضاع أفضل وأرقى وأحسن وتتمثل ضرورة السياحة البيئية في النقاط التالية:
1.  التوضيف البشري للعاطلين عن العمل في الدولة.
2.   زيادة وتنمية الناتج القومي الإجمالي للدولة.
3.  تحسين وزيادة الدخل القومي الإجمالي للدولة.
4. تحسين ميزان المدفوعات عن طريق زيادة حصيلة النقد الأجنبي و حصيلة الضرائب المباشرة وغير المباشرة الناتجة عن ممارسة النشاط السياحي البيئي.
5. تطوير هيكل الإنتاج الوطني والمنتجات الوطنية وتأثيرها على توزيع أولويات الإنفاق والاستهلاك والادخار والاستثمار.
6. زيادة العائد والمردود الاقتصادي المتولد عن ممارسة أنشطة السياحة البيئية سواء للمشروعات أو الحكومات أو الأفراد العاملين في المشروعات السياحية.
7.    تأثير السياحة البيئية على الثقافة الوطنية والشخصية الوطنية وعلى العلاقات الاجتماعية بين الأفراد والأسر والجماعات.
8. تحسين أوضاع المستقبل المحتملة للسياحة البيئية والعمل على جني المكاسب من ممارسة السياحة البيئية كونها نشاط اقتصادي مهم وتأثيرها على تحسين البيئة وسلامتها.
أهمية السياحة البيئية:
              نظرا لأن السياحة البيئية كانت مجرد فكرة وليس منهجا لدى أصحاب المشاريع السياحية أو الحكومات، فقد كان يروج لها بدون معرفة قواعدها ومنهجها، واليوم غدت السياحة البيئية منهجا يجب الأخذ به لا شعارات تطرح وتردد، ولا بد أن يعي المستثمرون السياحيون والحكومات جدوى تطبيق منهج السياحة البيئية وفهم مرتكزاتها، ووضع القوانين والأنظمة التي تنظم العملية السياحية المرتبطة بها .
أهمية السياحة البيئية
السياحة البيئية لها أهمية خاصة اكتسبتها من كونها تعمل على تحقيق مجموعة متكاملة من الأهداف وفي نفس الوقت تستمد أهميتها من ذاتها والتي تنبع من طبيعة الممارسة ويمكن التعرف على أهم الجوانب في النقاط التالية:
(1)  المحافظة على التوازن البيئي ومن ثم حماية الحياة الطبيعية البرية والبحرية والجوية من التلوث وبالتالي فإنها تستخدم كمنهج للوقاية بدلاً من أساليب المعالجة مما يحافظ على آليات تحقيق التوازن والصحة والبيئة.
(2) وضع ضوابط الترشيد السلوكي في استهلاك المواد أو في استعمالها، أو استخراجها بما يحافظ على الصحة والسلامة العامة وتجدد الموارد وعدم هدرها أو فقدها أو ضياعها وفي نفس الوقت تحقيق أعلى قدر من المحافظة على الطاقة وسلامة المجتمع وحيويته وفاعليته.
(3)  توفر السياحة البيئية الحياة السهلة البسيطة البعيدة عن الإزعاج والقلق والتوتر بمنع الضوضاء والانبعاث الغازية التي تؤثر على كفاءة الإنسان حيث تقترب به إلى الفطرة الطبيعية والحياة البسيطة الغير معقدة.
(4)  الأهمية الاقتصادية للسياحة البيئية المتمثلة في المجال الاقتصادي الآمن حيث تعد أماكن ممارسة السياحة البيئية من أكثر الموارد ندرة في العالم وبالتالي يمكن الاستفادة من عنصر الندرة في تحقيق التنمية المستدامة بما يمكن تحقيقه من العوائد والأرباح، توفير فرص العمل والتوظيف للعاطلين، تنويع العائد الاقتصادي ومصادر الدخل القومي، تحسين البنية التحتية و زيادة العوائد الحكومية.
(5)  الأهمية السياسية للسياحة البيئية المتمثلة في الأمن البيئي بعدم تعرض الدول لاضطرابات بسبب عدم رضا الأفراد عن التلوث أو الإضرار بالبيئة ويتم تصحيح ذلك بالسياحة البيئية.
(6)  الأهمية الاجتماعية للسياحة البيئية حيث تعد السياحة البيئية صديقة للمجتمع حيث تقوم على الاستفادة مما هو متاح في المجتمع من موارد وأفراد حيث تعمل على تنمية العلاقات الاجتماعية وتحقيق وتحسين عملية تحديث المجتمع ونقل المجتمعات المنعزلة إلى مجتمعات منفتحة وتعمل على إبقاء المجتمع في حالة عمل دائم والتقليل من المخاطر الموسمية وما ينشأ عنها من قلق واضطراب اجتماعي.
(7)  الأهمية الثقافية للسياحة البيئية القائم على نشر المعرفة وزيادة تأثير المعرفة على تطوير وتقديم البرامج السياحية البيئية ونشر الثقافة المحافظة على البيئة والمحافظة على الموروث والتراث الثقافي الإنساني، وثقافة الحضارة والمواقع التاريخية، وصناعة الأحداث والمناسبات الثقافية والعمل على الاستفادة من الثقافة المحلية مثل الفنون الجميلة والآداب والفلوكلور وسياحة الندوات واللقاءات الثقافية.
(8)  الأهمية الإنسانية للسياحة البيئية حيث تعد نشاطا إنسانيا تعمل على توفير الحياة الجميلة للإنسان حيث تقدم له العلاج من القلق والتوتر وتوفر له الراحة والانسجام واستعادة الحيوية والنشاط والتوازن العقلي والعاطفي وصفاء النفس وعلاج لأمراض العصر.

أنواع السياحة البيئية
  توجد في المملكة العربية السعودية عدة أنواع من السياحة يمكن استغلالها والاستفادة منها، وترتبط بالبيئة بصورة مباشرة سواء كانت ملتصقة بالطبيعة أو بالتراث الحضاري أهمها :
· سياحة المحميات الطبيعية والتي يطلق عليها السياحة الفطرية .
· السياحة الخضراء في السهول والغابات والمنتزهات وحدائق الحيوان .
· سياحة الصيد للحيوانات البرية والطيور والأسماك .
· سياحة الغوص تحت الماء والألعاب المائية ومشاهدة الشعب المرجانية والتنزه على الشواطئ ودراسة النباتات البحرية، والرحلات الشراعية البحرية، والفنادق العائمة في البحر الأحمر والخليج العربي .
· سياحة الصحاري حيث الهدوء والسكينة ومراقبة الطيور والحشرات والزواحف والتزلج على الرمال وسباقات الصحراء .
· سياحة السفاري والرحلات .
· تسلق الجبال في عسير والطائف والباحة وفيفا وجازان ، 
· السياحة العلاجية في المناطق الخالية من التلوث في الجبال والصحاري ، وبالقرب من الينابيع الحارة التي يرتادها السياح والزوار للاستشفاء من بعض الأمراض الجلدية وأمراض المفاصل ، العلاج الطبيعي بالرمال والأعشاب الطبية والكهوف والمغارات
· سياحة الاستكشاف في المنطقة الشرقية وجازان وجبل قارة بالإحساء ومغارة حائل ، والقيام برحلات استكشافية لاستكشاف الصخور .
· سياحة المنتجعات السياحية والمعسكرات الصيفية والكشفية .
· سياحة الآثار والنقوش والمغارات الأثرية ، وتحليل الصخور الجيولوجية والبركانية .
· سياحة المتاحف والمناطق التاريخية والاطلاع على العادات والتقاليد .
· مخطوطات التراث والمعارف والعلوم والثقافة .
· الحرف التقليدية والصناعات اليدوية بما فيها من إبداع .. وتذكارات من أعمال خشبية وجلدية وتطريز ومنسوجات وتحف .
· العمارة الهندسية والزخارف والتصاميم والنقوش والجماليات .
· اللباس التقليدي والعادات والتقاليد والأكلات الشعبية .
· الكرنفالات والمهرجانات الثقافية والمناسبات الوطنية .
وتبرز الأنواع السابقة للسياحة البيئية سواء المرتبطة بالطبيعة أو التراث وفق مفهوم تزايد انتقال الإنسان في إطار محيطه البيئي الطبيعي والتراثي ، للاستمتاع وإشباع رغبته لما تحويه هذه السياحة من مقومات طبيعية وثقافية وتراثية ، يفخر بها الإنسان عبر الأجيال السابقة ويتعلم منها مستقبلاً ، وفي ذات الوقت ليستمتع بجماليات الطبيعة وفطرتها في إطار الهروب من الملوثات وضغوط ومضاعفات الحياة المادية وأمراضها الاجتماعية .
مفهوم السياحة البيئية و الاستدامة:
إن السياحة البيئية هي عملية تعلم وثقافة وتربية بمكونات البيئة، وبذلك فهي وسيلة لتعريف السياح بالبيئة والانخراط بها، أما السياحة المستدامة فهي الاستغلال الأمثل للمواقع السياحية من حيث دخول السياح بأعداد متوازنة للمواقع السياحية على أن يكونوا على علم مسبق ومعرفة بأهمية المناطق السياحية والتعامل معها بشكل ودي، وذلك للحيلولة دون وقوع الأضرار على الطرفين.
      و              تلبي السياحة المستدامة احتياجات السياح مثلما تعمل على الحفاظ على المناطق السياحية وزيادة فرص العمل للمجتمع المحلي.  وهي تعمل على إدارة كل الموارد المتاحة سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو جمالية أو طبيعية في التعامل مع المعطيات التراثية والثقافية، بالإضافة إلى ضرورة المحافظة على التوازن البيئي والتنوع الحيوي.
ما هي السياحة المستدامة؟             
السياحة المستدامة هي نقطة التلاقي ما بين احتياجات الزوار والمنطقة المضيفة لهم،  مما يؤدي إلى حماية ودعم فرص التطوير المستقبلي، بحيث يتم إدارة جميع المصادر بطريقة توفر الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والروحية،  ولكنها في الوقت ذاته تحافظ على الواقع الحضاري والنمط البيئي الضروري والتنوع الحيوي وجميع مستلزمات الحياة وأنظمتها.
ولاستدامة السياحة،  كما هو الحال بالنسبة لاستدامة الصناعات الأخرى،  هنالك ثلاث مظاهر متداخلة:
§    الاستدامة الاقتصادية.
§    الاستدامة الاجتماعية والثقافية.
§    الاستدامة البيئية.
الاستدامة تشتمل بالضرورة على الاستمرارية، وعليه فإن السياحة المستدامة تتضمن الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية بما في ذلك مصادر التنوع الحيوي وتخفيف آثار السياحة على البيئة والثقافة،وتعظيم الفوائد من حماية البيئة والمجتمعات المحلية.  وهي كذلك تحدد الهيكل التنظيمي المطلوب للوصول إلى هذه الأهداف.

متطلبات الإدارة السياحية المستدامة
              على أن بعض الدراسات تفضل أن تطلق مصطلح التطوير المستدام للسياحة بدلاً من مصطلح السياحة المستدامة وذلك لسببين:
·     لكي تصبح السياحة مستدامة يجب أن يتم دمجها مع كل مجالات التطوير.
·    بعض أوجه السياحة مثل رحلات الطيران الطويلة لا يمكنها أن تصبح مستدامة لمجرد تطور التكنولوجيا أو تحسن الظروف المرافقة.
مبادئ السياحة المستدامة:
    عند محاولة دمج الرؤى والقضايا سابقة الذكر والتي تتعلق بالسياسات والممارسات المحلية، يجب أن تؤخذ المبادئ التالية بعين الاعتبار:
·    يجب أن يكون التخطيط للسياحة وتنميتها وإدارتها جزء من استراتيجيات الحماية أو التنمية المستدامة للإقليم  أو الدولة.  كما يجب أن يتم تخطيط وإدارة السياحة بشكل متداخل وموحد يتضمن إشراك وكالات حكومية مختلفة، ومؤسسات خاصة، ومواطنين سواء كانوا مجموعات أم أفراد لتوفير أكبر قدر من المنافع.
·    يجب أن تتبع هذه الوكالات، والمؤسسات، والجماعات، والأفراد المبادئ الأخلاقية والمبادئ الأخرى التي تحترم ثقافة وبيئة واقتصاد المنطقة المضيفة، والطريقة التقليدية لحياة المجتمع وسلوكه بما في ذلك الأنماط السياسية.
·    يجب أن يتم تخطيط وإدارة السياحة بطريقة مستدامة وذلك من أجل الحماية والاستخدامات الاقتصادية المثلى للبيئة الطبيعية والبشرية في المنطقة المضيفة.
·            يجب أن تهتم السياحة بعدالة توزيع المكاسب بين مروجي السياحة وأفراد المجتمع المضيف والمنطقة.
·    يجب أن تتوفر الدراسات والمعلومات عن طبيعة السياحة  وتأثيراتها على السكان والبيئة الثقافية قبل وأثناء التنمية،  خاصة للمجتمع المحلي،  حتى يمكنهم المشاركة والتأثير على اتجاهات التنمية الشاملة.
·    يجب أن يتم عمل تحليل متداخل للتخطيط البيئي والاجتماعي والاقتصادي قبل المباشرة بأي تنمية سياحية أو أي مشاريع أخرى بحيث يتم الأخذ بمتطلبات البيئة والمجتمع.
·    يجب أن يتم تشجيع الأشخاص المحليين على القيام بأدوار قيادية في التخطيط والتنمية بمساعدة الحكومة، وقطاع الأعمال، والقطاع المالي، وغيرها من المصالح.
·    يجب أن يتم تنفيذ برنامجاً للرقابة والتدقيق والتصحيح أثناء جميع مراحل تنمية وإدارة السياحة،  بما يسمح للسكان المحليين وغيرهم من الانتفاع من الفرص المتوفرة والتكيف مع التغييرات التي ستطرأ على حياتهم.
تنمية السياحة المستدامة:
لتحقيق التنمية السياحية المستدامة، سنورد بعض المبادئ والأنظمة التي لاقت نجاحاً في المواءمة بين رغبات ونشاطات السياح من جهة وحماية الموارد البيئية والاجتماعية والاقتصادية من جهة أخرى، وذلك بهدف تطبيقها وهي:
1. وجود مراكز دخول في المواقع السياحية لتنظيم حركة السياح وتزويدهم بالمعلومات  الضرورية.
2. ضرورة توفر مراكز للزوار تقدم معلومات شاملة عن المواقع، وإعطاء بعض الإرشادات الضرورية حول كيفية التعامل مع الموقع، ويفضل أن يعمل في هذه المراكز السكان المحليون الذين يدربون على إدارة الموقع والتعامل مع المعطيات الطبيعية.
3. ضرورة وجود قوانين وأنظمة تضمن السيطرة على أعداد السياح الوافدين وتأمينهم بالخدمات والمعلومات وتوفير الأمن والحماية بدون إحداث أي أضرار بالبيئة.
4. ضرورة وجود إدارة سليمة للموارد الطبيعية والبشرية في المنطقة، يمكنها أن تحافظ على هذه المكتنزات للأجيال القادمة من خلال عناصر بشرية مدربة.
5.   التوعية والتثقيف البيئي من خلال توعية السكان المحليين أولاً بأهمية البيئة والمحافظة عليها، فكثيراً ما نلاحظ أن السكان المحليين هم الذين يسعون إلى تخريب وتدمير بيئتهم لأسباب مادية، ولكن هؤلاء لا يعرفون أنهم يدمرون قوتهم ومستقبل أولادهم من خلال هذا التخريب،  ولذلك يجب التركيز على التوعية والتثقيف البيئي للسكان المحليين وللعاملين في الموقع، مع الحرص على وجود اللوحات الإرشادية التي تؤكد على أهمية ذلك.
6. تحديد القدرة الاستيعابية للمكان السياحي، بحيث يحدد أعداد السياح الوافدين للمنطقة السياحية بدون ازدحام واكتظاظ ، حتى لا يؤثر ذلك على البيئة الطبيعية والاجتماعية من جهة وعلى السياح من جهة أخرى فيرون بيئة جاذبة توفر لهم الخدمات والأنشطة ؛ وهناك عدة مصطلحات للقدرة الاستيعابية، منها:
1. الطاقة الاحتمالية المكانية والتي تعتمد على قدرة المكان في استيعاب الحد الأعلى من السياح – حسب الخدمات المتوفرة في الموقع.
2. الطاقة الاحتمالية البيئية وهي تعتمد على الحد الأعلى من الزوار الذين يمكن استقبالهم بدون حدوث تأثيرات سلبية على البيئة والحياة الفطرية وعلى السكان المحليين.
3.  الطاقة الاحتمالية النباتية والحيوانية، وهي تعتمد على الحد الأعلى من السياح الذين يفترض وجودهم بدون التأثير على الحياة الفطرية، وهي تعتمد على جيولوجية المنطقة والحياة الفطرية وطبيعة الأنشطة السياحية.
4.  الطاقة الاحتمالية للسياحة البيئية، أي الحد الأعلى من السياح الذين يمكن استقبالهم في الموقع وتوفير كافة المتطلبات والخدمات لهم وبدون ازدحام، على أن لا يؤثر عددهم على الحياة الفطرية والبيئية والاجتماعية في الموقع.  ولا يوجد رقم محدد طوال العام لأعداد السياح،  وإنما يزداد وينقص حسب مواسم السنة من حيث موسم التزهير عند النباتات والتفقيس عند الطيور.
7.   دمج السكان المحليين وتوعيتهم وتثقيفهم بيئياً وسياحياً.
8.  توفير مشاريع مدرة للدخل للسكان المحليين، مثل الصناعات الحرفية التقليدية ومرافقة الدواب لنقل السياح وتشجيع الزراعة العضوية فضلا عن العمل كمرشدين سياحين .
9.  تضافر كل الجهود لنجاح السياحة البيئية من خلال تعاون كل القطاعات ذات العلاقة بالسياحة، مثل القطاع الخاص والحكومي والمؤسسات الرسمية والهيئات غير الحكومية  والسكان المحليين.
سبل دعم اقتصاد المناطق الريفية عن طريق السياحة البيئية :
      يتمحور الدعم الاقتصادي للمناطق الريفية عن طريق السياحة البيئية حول عدد من العوامل منها إزالة المعوقات التي تعتري الفعالية السياحية لهذه المناطق ، وإبراز المقومات الطبيعية وعوامل الجذب السياحي ، وتكامل المنتج السياحي بحيث يكون متناسب مع المواصفات المطلوبة ، بجانب تناسب أسعار المرافق السياحية ومنافستها للمرافق الأخرى داخلياً وخارجياً .
     وتحقيق هذا الهدف يتطلب مراعاة المفاهيم السياحية البيئية المتطورة ، وأن يتناسب الهدف مع الموارد والإمكانيات السياحية المتاحة ، وتوفر الخبرات السياحيـة المتخصصة ويمكن تصور أهم وسائل دعم اقتصاد المناطق الريفية عن طريق السياحة البيئية في الآتي :
· الاهتمام بالبعد البيئي كمفهوم محوري لدعم اقتصاد المناطق الريفية ، والتركيز على ديمومة هذا الجانب .
· حصر وإحصاء وتوثيق الموارد والمقومات السياحية بمناطق المملكة، في إطار قاعدة بيانات معلوماتية وترويجها محلياً وخارجياً 
· تشجيع السياحة البيئية كأساس لتطوير صناعة السياحة بالمملكة العربية السعودية ، خاصة وأنها تمثل جزءاً مهماً من السياحة بمفهومها الشامل ، وتقلل من التسرب السياحي المتمثل في الإنفاق السياحي المباشر للخارج .
· الاهتمام بتوفير وتطوير مقومات السياحة الراقية التي تتمثل في البنية الأساسية من طرق وماء وكهرباء وصرف صحي في مناطق الجذب السياحي .
· الاهتمام بإنجاز التجهيزات الضرورية والمرافق الكفيلة بضمان سلامة البيئة وجمالية المناطق السياحية ومحيطها 
· وضع دليل سياحي شامل وخرائط شاملة مناخية وبيولوجية وحيوانية ونباتية ، وخرائط لأماكن الآثار والمتاحف يسير على هديها ويسترشد بها السائح السعودي والأجنبي .
· تشجيع وتحفيز القطاع الخاص للاستثمار في مشاريع السياحة البيئية ، وإتاحة
·    الفرص الاستثمارية أمامه للاستثمار في هذا المجال .
· تنويع المنتج السياحي وتوجيه الاستثمارات السياحية نحو المناطق الجبلية ، والساحلية ، والصحراوية ، ومناطق الحياة الفطرية بالمملكة .  
· التركيز على توعية المواطنين بمختلف مناطق المملكة ، بأهمية السياحة البيئية وتوضيح حجم الفوائد من وراء هذا النشاط .
· ضرورة دعم الحرف اليدوية السياحية والتذكارية بما يخدم البيئة السياحية وينشط الموارد المالية لسكان المناطق، وللدولة .
· التوسع في المحميات الطبيعية ومساحاتها، والتشدد في حمايتها ، خاصة النادرة والمهددة بالانقراض ، والاهتمام بإنشاء المشاريع السياحية حولها بما يخدم سكان المنطقة وزيادة مواردهم المالية .
· الاهتمام بالتعليم السياحي بإنشاء الكليات والمعاهد الخاصة بالسياحة البيئية في مناطق الجذب السياحي .
·    التركيز على تحقيق تكافؤ الفرص بين مناطق المملكة في إنشاء مشاريع السياحية البيئية .
     ومن هنا يمكن أن تساعد السياحة البيئية على التنمية الإقليمية بالمملكة باعتبارها مصدر للدخل بالنسبة للسكان المحليين في مناطق الجذب السياحي ، مما يقلل فجوة الأجور بين الأقاليم المختلفة ، ويعمل على ارتباط السكان بأرضهم ، حيث يقلل نزوحهم إلى المناطق الحضرية وزيادة فرص العمل للكوادر الوطنية ويقلل من الآثار الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن هذا النزوح ، ويساعد على التنمية المتوازنة بين مختلف مناطق المملكة ، مما يقلل الضغط على الخدمات في المدن الكبيرة في مجالات التعليم والصحة والإسكان ، فضلاً عن مشكلات البطالة وما يترتب عليها من مشاكل  اقتصادية واجتماعية وأمنية .
دور القطاعين العام والخاص في دعم اقتصاد المناطق الريفية عن طريق السياحة البيئية :
1 – دور القطاع العام :
ويبرز دور القطاع العام في الآتي :
·  العمل على وضع السياسات الخاصة بالسياحة البيئية تتكون من مجموعة من الأنظمة والقوانين والتشريعات تضعها الهيئة العليا للسياحة بالتنسيق والتعاون مع الجهات ذات العلاقة بالنشاط السياحي والبيئي ، وذلك لتنظيم كامل العمليات السياحية من تنبؤ وتخطيط وإدارة ورقابة وتقييم ومراجعة .
·  العمل على خلق توازن بين الأنشطة السياحية والبيئية بما يحقق التنمية المستدامة لمناطق الجذب السياحي 
·    تحديد الأماكن السياحية، والعمل على تشييد ودعم البني الأساسية، والخدمات المساندة .
·  وضع الخطط والبرامج الكفيلة بإنشاء وتنفيذ مشاريع السياحة البيئية بحيث تتوافق مع المحافظة على البيئة، والآثار والتراث الحضاري والثقافي .
·  العمل على جذب وتشجيع الاستثمارات في مجال السياحة البيئية، من خلال تقديم الحوافز والتسهيلات للمستثمرين السعوديين ، والمستثمرين الأجانب .
·  الاهتمام بموضوع معالجة المخلفات الضارة بالبيئة، والاهتمام بالمنتزهات والحدائق العامة والمناطق الخضراء .
·  دراسة وتقييم الأثر البيئي للمشاريع السياحية حيث تتم الدراسة لأي مشروع سياحي وتقييم آثاره على البيئة قبل الترخيص لذلك المشروع ووضع التوصيات المتعلقة بالمحافظة على البيئة، خاصة بالنسبة للمشاريع التي تقام في الأماكن التراثية .
·  إنشاء المحميات التراثية والطبيعية ذات الأحكام الخاصة من أجل المحافظة على المواقع التراثية والمناطق الطبيعية في تلك المحميات، وفتح الفرص للمستثمرين السعوديين للاستثمار في هذه المواقع .
·    التوعية البيئية لكافة شرائح المجتمع من خلال كافة وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة .     
      وفي هذا السياق قامت حكومة المملكة بوضع عدد من الترتيبات تعمل على اتساع الرقعة الخضراء بالمحافظة على الغابات ومنـع قطع الأشجار ، وقائمة بمكافحة التصحر بالبحث عن المياه وإقامة السدود وحفر الآبار وتحلية المياه المالحة ، كما قامت بتنظيم الصيد وأقامت المحميات لحماية الحيوانات البرية والطيور النادرة من الانقراض وبالنسبة لحماية الآثار والتراث فقد عملت الدولة على المحافظة عليها بإنشاء وكالة الآثار بوزارة المعارف – في حين يقوم القطاع الخاص حالياً بالمطالبة باستثمارها  والعمل على صيانتها وإدخال الخدمات الضرورية لها بالإضافة إلى أن هناك اتجاه قائم بالعمل على ترميم كافة الآثار القديمة والعمل على حمايتها من عوامل التعرية كما أخذت الهيئة العليا للسياحة على عاتقها إزالة كافة المعوقات التي تعترض سبيل تنمية وتطوير السياحة بالمملكة ، وفتح الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص للاستثمار في مختلف مجالات السياحة بالمملكة .    
2 – دور القطاع الخاص :
   يعتبر القطاع الخاص الأكثر فعالية في مجال السياحة بالمملكة ويعول عليه كثيراً في تنمية وتطوير السياحة البيئية بمختلف أنواعها ونشاطاتها كما يعتبر القطاع الخاص الداعم الأساسي لتفعيل السياحة والحفاظ على البيئة بالمملكة ، ليس فقط بمشاركته ومشروعاته التنموية بل بنشر الوعي السياحي من خلال إقامة الندوات والمؤتمرات واللقاءات التي تثري هذا النشاط .  ويتمثل دوره في دعم اقتصاد المناطق الريفية عن طريق السياحة البيئية في الآتي 
·  توفير البنية العلوية اللازمة  لتنمية وتطور السياحة البيئية ، والمتمثلة في إنشاء الفنادق والمطاعم والملاهي والمرافق الخاصة بالنشاطات الرياضية ، كالرياضة المائية ، وتسلق الجبال ، والتزلج على الرمال ، والمخيمات الصيفية ، والشتوية ، وتنظيم الرحلات الجماعية للمناطق التاريخية والأثرية والمناطق الطبيعية ، وتوفير المكتبات والبرامج الخاصة في الفنادق ، وتخصيص أماكن بالمشاريع للعائلات وتوفير كافة الخدمات المساندة .  
·  التركيز على توظيف العمالة الوطنية في كافة المشاريع التي تتعلق بالسياحة البيئية ، والعمل على تعليمهم وتدريبهم  بما يتلاءم مع هذا النوع من السياحة .
·  التفاوض مع الشركات الأجنبية في مجال السياحة البيئية وأهمية الاستعانة بالاستشاريين المتخصصين في هذا المجال بما يحافظ على حقوق المستثمر الوطني في تلك التعاقدات .
·  التركيز على تنويع المستويات في مشروعات السياحة البيئية حتى يمكن لجميع فئات المواطنين والمقيمين ارتياد هذه المشروعات .
·  ضرورة أن تتولى الشركات التي تستثمر في مشاريع السياحة البيئية إعداد مجموعة من البرامج للسياحة الداخلية بما يتناسب مع المواطنين والمقيمين وبما يواجه مشاكل التلوث ، والموسمية وتدني نسب الأشغال في المشروعات السياحية وفي نفس الوقت يتلاءم مع تنوع المناخ بين مختلف مناطق ومدن المملكة .
اهتمام الجهات التدريبية وبالذات الغرف التجارية الصناعية السعودية بتنويع أماكن عقد الدورات التدريبية في مختلف مناطق المملكة واستغلال هذه الدورات لتعريف المواطنين بمقومات السياحة البيئية المتوفرة بالمملكة ، مما يحفزهم على اصطحاب عائلاتهم وإعادة زيارة هذه المناطق مرة أخرى بما يدعم اقتصاد هذه المناطق ، والاقتصاد الوطني ككل .
علم اقتصاديات السياحة البيئية:
السياحة حاجة بشرية حيث ظهرت عند الإنسان الحاجة للتنقل والسفر حيث كان الهدف البحث عن الماء والطعام والرعي ثم تطورت الأهداف إلى أهداف مادية وتجارية ودينية وعلاجية وعلمية ثم أصبحت ترفيهية بعد ظهور الطبقات الغنية ثم تطورت الحاجة عند الإنسان حتى أصبحت الحاجة للسياحة معروفة يسعى لها جميع شرائح المجتمع وظهرت أنماط متعددة من السياحة مثل السياحة الصيفية وسياحة الاستجمام والسياحة العلاجية والسياحة الرياضية والسياحة البيئية.....إلخولكن يبقى السؤال عن الحاجة للسياحة هل هي مسالة كمالية أم ضرورية؟ وفي الحقيقة فإن طبيعة الحاجة للسياحة تأخذ طابعاً ذا مرونة عالية حيث يعتمد ذلك على مجموعة من العوامل المحددة للطلب السياحي حيث عند توفر الإمكانات المادية تصبح الحاجة للسياحة شبه ضرورية بينما تختلف الحالة في حالة الإمكانات المادية المتواضعةوتتأثر السياحة بطبيعة الظروف المحيطة ففي حالة الاستقرار السياسي والأمني تزداد الحاجة للسياحة وتنخفض في حالة الحروب والكوارث والأزمات وبهذا يمكن القول بأن السياحة حاجة كمالية تكاد تكون ضرورية).
من جانب آخر تعد الموارد السياحية بشكل عام جزء من الموارد الاقتصادية النادرة حيث أن مناطق السياحة البيئية التي تمتلك جاذبية سياحية من طبيعة ساحرة ومناخ ملائم وتضاريس مناسبة وغطاء نباتي تعتبر مورد اقتصادي مهم يمكن استغلاله للأغراض السياحية وإشباع الرغبات والحاجات البشرية.
تعريف اقتصاديات السياحة البيئية:
يمكن تعريف اقتصاديات السياحة البيئية بأنه العلم الذي يهدف لتحقيق أقصى إشباع ممكن من الحاجات السياحية البيئية عن طريق الاستغلال الأمثل للموارد السياحية البيئية المتاحة بتوفير القواعد والنظريات الاقتصادية المناسبة لذلك.


 حمله 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق