الصفحات

الثلاثاء، 13 مارس 2018

في نشرة أصدرتها هيئة المساحة الجيولوجية مخاطر السيول في المملكة وسبل التعامل معها


في نشرة أصدرتها هيئة المساحة الجيولوجية

مخاطر السيول في المملكة وسبل التعامل معها

عرض – منير عبدالقادر البلد - 12 / رجب / 1432 هـ 14 يونيو 2011


   إيماناً من هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بأهمية تعريف المواطنين والمقيمين في المملكة بمخاطر السيول ومسبباتها وطرق درئها وتلافيها – خاصة بعد تعرض بعض مدن المملكة في السنوات الأخيرة لبعض تلك المخاطر – اختارت موضوع مشاركة جناحها في المهرجان الوطني للثقافة والتراث في الجنادرية لهذا العام 1432هـ هذا الموضوع الحيوي، وانطلاقاً من ذلك أصدرت كتيبها (مخاطر السيول في المملكة العربية السعودية) ليكون في متناول المهتمين بهذا الموضوع.

رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية

د. زهير بن عبدالحفيظ نواب

مسببات السيول

الفيضانات:

السيل: هو عملية تحرك المياه الناتجة عن سقوط الأمطار على سطح الأرض من الارتفاعات العليا إلى المناطق السفلى بفعل قوى الجاذبية والميل العام لسطح الأرض.

الفيضان: هو ارتفاع منسوب سطح المياه في مجرى النهر أو الوادي إلى مستوى أعلى من حافة النهر أو الوادي، مما يؤدي إلى تدفق المياه فوق السهول الفيضية (Flood plain)، وغالباً ما تكون تلك السهول الفيضية خصبة التربة، وذلك لترسب الطمي النهري عليها، وتكون أرضاً خصبة تقوم عليها النشاطات الزراعية والتجمعات السكانية.

الفيضان البرقي أو (الفجائي)

يحدث هذا النوع من الفيضانات نتيجة لتدفق كمية كبيرة من المياه في فترة قصيرة جداً من الزمن، نتيجة لهطول أمطار غزيرة على منطقة صغيرة، وغالباً ما تكون الأمطار مصحوبة بعواصف رعدية، وتحدث خسائر في الأرواح، ودماراً عنيفاً للمتلكات: مثل المباني، والطرق، والجسور والمنشآت الأخرى. وقد يحدث ايضاً الفيضان البرقي نتيجة لانكسار السد الذي تكون خلفه مياه محجوزة بكميات كبيرة. فيؤدي ذلك إلى تدفق المياه بسرعة كبيرة، وتكون سبباً للفيضان، ويحدث هذا النوع من الفيضانات في المناطق الجبلية والصحراوية وتسمى بالسيول وتكون آثارها عادة مدمرة، وذلك مثل ما يحدث في معظم مدن المملكة التي تقع على ضفاف الأودية الكبيرة، خاصة في مناطق تهامة وما حدث في منطقة جدة مؤخراً.

العوامل المسببة لمخاطر السيول:

تقع معظم مدن المملكة وقراها على ضفاف مجاري الأودية والشعاب. أو بالقرب منها، وذلك للاستفادة من قرب المياه الجوفية، اضافة إلى توفر التربة الزراعية الخصبة، ونظراً للطفرة الاقتصادية التي تعيشها المملكة وزيادة نسب نمو السكان السريع، والتي انعكست على التطور والنمو والتوسع العمراني السريع في مدن المملكة وقراها ، من خلال تخطيط الأحياء الحديثة التي لم تراع فيها طبوغرافية الأراضي، وتحديداً مجاري المياه الطبيعية وحمايتها، فقد أدى ذلك إلى تعرض بعض تلك المدن للفيضانات والكوارث المتكررة. نتيجة عدم تبني اجراءات فاعلة للحد من مسببات تلك المشكلات.

ومن تلك العوامل المسببة لمخاطر السيول ما يلي:

العوامل الطبيعية:

* زيادة معدلات الأمطار:
تعد الأمطار العامل الاساسي لتكون السيول، وتعتبر الزيادة في معدلات هطول الأمطار عاملاً أساسياً في تكون السيول الجارفة والمدمرة.
* كثافة تشعب المجاري المائية:
يتكون الحوض المائي عادة من عدد من الروافد والأودية الصغيرة التي تتجمع مع بعضها لتكون المجرى الرئيس للوادي ، وبهذا يزداد تكون السيول بازدياد هذه الروافد والأودية الصغيرة.

العوامل البشرية:

  تساهم بعض العوامل البشرية في زيادة مخاطر السيول، ومن تلك العوامل:

* التوسع الحضري في الأودية
إن استخدام الإنسان للأراضي بغرض التنمية الحضرية داخل أحواض المجاري المائية، وخاصة في مصبات الأودية كما هو الحال في بعض المناطق، مثل مدن المملكة الساحلية كجدة، ورابغ، والقنفذة، والليث، وجازان، وغيرها، يزيد من حجم الفيضانات وتكرارها الزمني.

* بناء المنشآت المائية بشكل عشوائي
تعد الجسور والطرقات من أهم عناصر البنى التحتية، وبالتالي فإن بناء هذه المنشآت بدون دراسات تفصيلية دقيقة للعوامل الطبوغرافية والمناخية، وتحليل هذه العوامل بشكل علمي سليم، بالاضافة إلى عدم مراعاة كميات مياه السيول التي يمكن أن تمر خلالها، وعدم صيانة هذه المنشآت بشكل دوري. يؤدي في معظم الأحيان إلى مشكلات قد تؤدي إلى تدمير هذه البنى التحتية المهمة.

* عدم صيانة العبارات والمجاري المائية
يعطل عدم صيانة العبارات والمجاري المائية الدورية الهدف الذي انشئت من أجله هذه العبارات وهو تصريف مياه السيول، وهذا يزيد من مشكلات حدوث الفيضانات الجارفة والمدمرة.
العوامل التي تساهم في الحد من مخاطر الفيضانات والسيول:
1- يعد التحليل الدقيق للتوقع بحدوث السيول وفترات تكرارها، أمراً مهماً للحد من أو تخفيف مخاطر الفيضانات، ويتم ذلك من خلال جمع المعلومات الخاصة بالفيضانات السابقة وتحليلها.

2- توفر المعلومات المناخية الدقيقة من خلال انشاء شبكة من محطات قياس الأمطار والسيول لتسجيل شدة الأمطار والسيول، والاستفادة من السجلات والاحصائيات السابقة المتوفرة عن كميات الأمطار لدى بعض الجهات المعنية.

3- اعداد خرائط توضح مسارات مجاري المياه ومناسيبها، اضافة إلى المناطق التي تكون معرضة للفيضانات والسيول، ومنع البناء والإحداث فيها.

4- مراعاة انحدار وحجم مسارات مجاري الأودية والشعب عند انشاء مخططات سكنية ، أو فتح طرق، أو إنشاء جسور، أو شوارع أو انفاق وغيرها، لتسهيل جريان السيول عند هطول الأمطار.

5- استخدام التقنيات البسيطة مثل بناء حواجز خرسانية في أعالي الأودية لتخفيف سرعة جريان مياه السيول والحد من طاقتها التدميرية، بالاضافة إلى بناء سدود التحكم في السيول في مجاري الأودية لحماية المدن من السيول المنقولة.

6- اطالة المجرى المائي من خلال عمل حواجز تحويلية للمياه، لتخفيف جريان المياه.

7 – تأهيل مجاري الأودية وشبكاتها داخل المدن من خلال منع رمي المخلفات في مجاري الاودية والشعاب وتنظيفها باستمرار اضافة الى تنظيف العبارات ومخارج المياه لتقوم بالدور الذي انشئت من اجله.

8 – توعية السكان بمخاطر السيول وخطجورة البناء والاقامة في مجاري الاودية او عبورها اثناء حريانها وتوضيح كيفية التعامل معها قبل واثناء حدوث السيول وبعدها.

9 – التنسيق التام بين الادارات الحكومية ذات العلاقة كامارات المناطق والدفاع المدني والبلديات ورئاسة الارصاد وحماية البيئة وغيرها لتحذير السكان من اخطار السيول وارشادهم الى طرق تجنبها من خلال الاعلام المختلفة ووضع خطط الطواريء المناسبة لادارة المخاطر.

نماذج لبعض مدن المملكة الواقعة على ضفاف الاودية والتي تعاني من مخاطر السيول

  نشأت معظم مدن المملكة وقراها على ضفاف مجاري الاودية للقرب من المياه الجوفية ولخصوبة التربة وقد ساعدت الطفرة الاقتصادية التي شهدتها المملكة في نمو وتوسع مساحات تلك المدن والقرى وكان ذلك على حساب مجاري المياه التي تمر بتلك المدن وقد ساهم في ذلك حالة الجفاف التي اصابت المملكة منذ اواخر القرن الهجري الماضي اضافة الى سوء التخطيط الذي ساعد على زحف الاحياء السكنية والزراعية الى احواض ومجاري الاودية مع عدم مراعاة مناطق جريان السيول وطبوغرافية الارض وانحدارها خلال مراحل تخطيط تلك الاحياء حيث اصبحت معظم تلك المدن تعاني من اثار الامطار والسيول الا بعض المدن الواقعة على بعض الاودية التي اقيمت عليها سدود ومن اهم مدن المملكة التي تقع على مجاري الاودية:

1 – الرياض : عاصمة المملكة العربية السعودية تقع على سفوح ظهرة حافة طريق الشرقية ويخترقها وادي حنيفة من اطرافها الغربية منحدراً من الشمال الى الجنوب بوجه عام ويتميز وادي حنيفة وروافده الغربية بمجاري اخدودية عميقة مع اقامة سدود على بعضها في حين تتميز روافد الوادي الشرقية بسعة المجاري وقلة الانحدار، حيث زحفت عليها الأحياء السكنية وأخفت معظم مجاريها ، ومن أهم رواقد وادي حنيفة الغربية صفار، والمهدية، وأوبير، ولبن، ونمار، في حين ان اهم روافده الشرقية اودية : الايسن والبطحاء والسلي وروافدها وتعاني بعض احياء مدينة الرياض وخاصة الشمالية والشرقية من اثار الامطار والسيول نتيجة زحف الاحياء على مجاري السيول اضافة الى عدم مراعاة طبوغرافية الارض عند تخطيط الاحياء والطرق والشوارع.

2 – جدة : تقع على ساحل البحر الاحمر في السهل الساحلي للبحر الاحمر بمحاذاة السفوح الغربية لجبال الحجاز امتدت احياء المدينة باتجاه الشمال والجنوب بمحاذاة ساحل البحر الاحمر كما انتدت باتجاه الشرق حتى بداية مرتفعات جبال الحجاز حيث نشأت بعض الاحياء الشرقية لمدينة جدة على ضفاف مجاري الاودية المنحدرة من تلك الجبال والتي منها جبال : ابوهماج، وابوغشياء، وأم رقيبة، والمعترضة ومريخ ومن تلك الاودية التي تخترق مدينة جدة وتصب في البحر الاحمر، أودية : الكراع، وأم حبلين ومريخ وغياء ودغيبج والعصلاء ومحرق ومثوب وقوس وعشير وغليل وفاطمة وتعاني معظم احياء مدينة جدة خاصة الشرقية والجنوبية منها من اثار السيول نتيجة زحف الاحياء على مجاري الاودية وعدم مراعاة مجاري السيول عند تخطيط الاحياء والطرق والضشوارع ووجود الحواجز من عقوم ومباني وغيرها في مناطق انحدار المياه وعدم وجود شبكة لتصريف مياه السيول والامطار ويؤكد ذلك ما حدث لمدينة جدة من اضرار بشرية ومادية بعد امطار ذي الحجة عام 1430هـ وصفر عام 1432هـ.

3 – مكة المكرمة : نشأت مكة على مجرى وادي ابراهيم الخليل عليه السلام وسط منطقة جبلية على الاطراف الغربية لجبال الحجاز ونمت وتوسعت احياء المدينة خلال العقود الاخيرة وتنحدر معظم المجاري المائية من الجبال المحيطة بمكة لترفد مجرى وادي ابراهيم الذي يخترق مكة المكرمة من وسطها ليرفد وادي عرنة الذي يخترق الاطراف الجنوبية لمكة المكرمة.
ويحيط بمدينة مكة المكرمة حوضي : وادي فاطمة (مر الظهران) من الشمال ووادي نعمان من الجنوب.

4 – المدينة المنورة: تقع المدينة المنورة في اطراف حرة الشمالية وتحيط بها المرتفعات من كل جانب يحف مجرى وادي العقيق بالمدينة من اطرافها الغربية في حين يحفها من الشرق مجرى وادي الخنق الذي يتحول اسمه الى وادي العاقول (قناة قديماً) عندما ينحرف اتجاهه نحو الغرب ، جنوب جبل أحد ليحف المدينة المنورة من الشمال قبل ان يرفد وادي العقيق غرب جبل احد ليكونا مجتمعين مع وادي النقمي بداية وادي الحمض كما يخترق المدينة من وسطها بعض الشعاب اهمها شعيب بطحان وقد اقيمت بعض السدود على مجاري بعض تلك الاودية منها أهمها: شعيب بطحان وقد اقيمت بعض السدود على مجاري بعض تلك الأودية منها سد وادي العاقول وسد شعيب بطحان مما قد يخفف من مخاطر السيول واثارها على المدينة المنورة.
5 – السيح (الخرج) تقع مدينة السيح مقر محافظة الخرج في مفيض (ملتقى) مجموعة من الاودية منها اودية حنيفة ونساح والعين والرغيب والحنية وروافدها والتي تكون مجتمعة مجرى وادي السهباء وتعاني مدينة السيح وماجاورها عند هطول الأمطار وجريان السيول نتيجة لوقوع المدينة في مفيض تلك الأودية ولعدم مراعاة مجاري الاودية عند تخطيط الاحياء.
6 – جازان : تقع في دلتا مصبات اودية جازان وضمد والخمس في البحر الأحمر في سهل تهامة الساحلي وقد أقيم على مجرى وادي جازان سد قرب بلدة روان العبيد عند التقاء الوادي مع مجموعة من روافده يعد احد اكبر السدود في المملكة وذلك لحماية مدينة جازان والبلدات الواقعة على ضفاف الوادي من مخاطر السيول.

7 – الليث: تقع على مصب وادي الليث في البحر الاحمر ويعد وادي الليث احد اكبر اودية تهامة واكثرها روافدا وجريانا حيث ينحدر مع روافده من جبال السروات جنوب الطائف وتعاني مدينة الليث والقرى الواقعة على ضفتي الوادي وروافده من مشكلات متكررة وعند جريانها.

8 – حفر الباطن : تقع على ضفاف وادي الباطن الذي يخترق المدينة كما يخترقها رافداه فليج الشمال وفلج الجنوبي.

9 – بيش : تقع على ضفة وادي بيش قبل أن يصب في البحر الأحمر قرب مركز القوز غرب مدينة صبيا ويعد اكبر اودية تهامة واكثرها روافدا ومن اكثرها عرضة للجريان اقيم على مجراه في تهامة سد خرساني لحماية مدينة بيش والبلديات الواقعة على ضفاف الوادي من مخاطر السيول وآثارها.

10 – تبوك: تقع مدينة تبوك في هضبة جسمي قرب الطرف الشمال لحرة الرجاء التي تنحدر منها مجموعة من الاودية التي تخترق المدينة وأحياءها المختلفة منها أودية: الأخضر والأثيلي وأبونشيفة والبقار والغويل وضم والتي تنتهي معظمها في قاع شرورا شمال مدينة تبوك.

11 – نجران : تقع على مجرى وادي نجران المنحدر مع روافده من جبال السروات باتجاه الشرق وكانت تعاني من الفيضانات المتكررة قبل أن يقام سد في أعالي الوادي والذي يعد أحد أكبر سدود المملكة.

12 – بيشة : تقع على مجرى وادي بيشة المنحدر مع روافده من جبال السروات وقد اقيم على مجرى الوادي جنوب المدينة سد يعد أكبر سدود المملكة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق