الصفحات

الاثنين، 19 مارس 2018

التباين المكاني لظاهرة الهجرة القسرية الداخلية في العراق عدا إقليم كردستان ...


التباين المكاني لظاهرة الهجرة القسرية الداخلية في العراق عدا إقليم كردستان
م. جبار عبد جبيل                   م. قيس مجيد علوش
جامعة بابل/  كلية التربية للعلوم الإنسانية


مجلة كلية التربية الأساسية - جامعة بابل - العدد 15 - آذار/2014م

Spatial Variation of the Phenomenon of Forced Interior Migration in Iraq except Kurdistan Province
Lecturer Jabbar Abd Jubail      Lecturer Qais Majeed Alwash
University of Babylon / College of Education for Human Sciences
 Abstract
     Forced migration is considered one of the dangerous problems which the Iraqi society faces. Its danger lies in its continuity so the government is required to make a successful strategy to face it. The problem has started after 2003 following the entry of the American forces to Iraq and the conflicts between the armed militias and the American forces resulting in destruction of numerous houses with many casualties forcing some families to leave their houses. But the exodus that followed the bombing of the Shi'ite two shrines in Samara in 18.2.2006 had a great importance because it was followed by a sectarian war the country had never witnessed before resulting in economic, social, and political consequences which are hard to solve in a short period. Hence, the research studies the forced interior migration among the country's governorates and the number of the families migrating from their residences to other safer places. The data are restricted to (15) governorates except Kurdistan Province for the unavailability of its data. 
الملخص 
   تعد الهجرة القسرية من المشاكل الاجتماعية الخطيرة التي تواجه المجتمع العراقي وتكمن خطورتها في استمراريتها مما يقتضي من الحكومة وضع ستراتيجية ناجحة لمواجهتها ومن خلال نظرة الى بداية هذه المشكلة التي بدأت بوادرها بعد سنة 2003 وما تلاه من دخول القوات الأمريكي إلى العراق، كذلك الصراعات التي حدثت بين المليشات المسلحة والقوات الأمريكية والذي أدى إلى تدمير العديد من المنازل وسقوط العديد من الضحايا مما أجبر العديد من الأسر إلى ترك منازلها. لكن النزوح الذي تلا تفجير الإمامين العسكريين في 18/2/2006 قد غطى مساحة أوسع من الأهمية حيث تلاه حرب طائفية لم تشهد لها البلاد من قبل والتي خلفت من جراءها أثار اقتصادية واجتماعية وسياسية في المجتمع العراقي أصبح من الصعب علاجها في وقت قصير. لذلك فقد جاء البحث لدراسة الهجرة القسرية الداخلية بين محافظات القطر وعدد الأسر النازحة بين محافظات القط  من خلال تغير محل سكناها إلى مكان أكثر أمان من السابق وقد أقتصرت البيانات على (15) محافظة عدا إقليم كردستان  لعدم توفر بيانات عن إقليم كردستان العراق.

مشكلة البحث: لقد جاءت مشكلة البحث عل النحو الأتي

  ماهي العوامل والاسباب التي أدت الى تباين التوزيع الجغرافي للعوائل المهجرة قسرياً؟ وماهي الاثار المترتبة عليها؟
فرضية البحث: لقد كان للعمليات العسكرية والصراعات الداخلية والعمليات الارهابية وما ترتب عليها من حرب طائفية كانت الاسباب الرئيسة التي أدت الى نزوح العوائل من مناطق سُكناها بحثاً عن مناطق أكثر أمن وأستقرار والتي ترتب عليها أثار أقتصادية وأجتماعية تحتاج الى حلول من قبل الحكومة .
1- مفهوم الهجرة و الهجرة القسرية
  المفهوم في الدراسات هو الوسيلة الرمزية (Symbolic) الذي يستعين به الانسان للتعبير عن المعاني والافكار المختلفة لاجل توصيلها لغيره من الناس (1) ويعتبر تحديد المفاهيم والمصطلحات أمراً ضرورياً في البحث العلمي وأن من واجب الباحث العلمي عند صياغة المشكلة تحديد المفاهيم المستخدمة حيث كلما أتسمت بالدقة والوضوح سهل على القراء الذين يتابعون البحث إدراك المعاني والافكار التي يريد الباحث التعبير عنها من دون أن يختلفوا في فهم ما يقول(2)
       يمكن تعريف الهجرة من الناحية اللغوية (هجَرة، والمهاجرة من أرض الى أرض، أي ترك الاولى للثانية)(3) أما أصطلاحاً بأنها وحسب تعريف الامم المتحدة نوع من الانتقال الجغرافي أو المكاني المتضمن تغير دائم لمحل الاقامة الاعتيادي بين وحدة جغرافية وأخرى ،وبما أن بعض أنواع تغير محل السكن مؤقته ولا تتضمن تغيرات في محل الاقامة الاعتيادي لهذا فهي تستبعد عادة من الهجرة ، وهي لاتشمل حركات السكان الرحل والهجرة الموسمية وتبديل محل السكن والذهاب والاياب للعمل ولا تشمل الزوار والسائحون وذلك لعدم حصول تغير في محل السكن(4).
   ويشير (وليم بترسون William Petersn ) أن الشخص الذي يترك مكانه ألى مكان أخر ويقيم فيه بقية حياته يعتبر مهاجراً بينما الشخص الذي يذهب لمكان أو مدينة مجاورة ويمضي فيها عدة ساعات ويعود يعد زائر(Visitor) وليس مهاجر(5).
   ويقسم الديموغرافيين الهجرة الى الى نوعين خارجية وداخلية، فالخارجية هي التي يقوم بها الشخص خارج الحدود الاقليمية للدولة التي يعيش فيها، أما الداخلية فهي نوع من الحركة المكانية للافراد من منطقة الى أخرى داخل حدود الدولة الواحدة مثل الانتقال من المدينة الى الريف أو من مدينة الى أخرى (6) ، وهو الاجراء المتبع في منطقة الدراسة وهي تحدث تحت ظروف أجتماعية اواقتصادية اوسياسة اوبيئية .
2- مفهوم الهجرة القسرية وتصنيفها
          تعد الهجرة القسرية من المشاكل الاجتماعية المعقدة التي واجهت وتواجه المجتمع العراقي والتي شملت الآف الأسر العراقية ،حيث أحتل العراق وحسب أحصائية المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في 1/3/2005 المرتبة الخامسة بين دول العالم في النزوح (7) لكن النزوح الذي تلا أحداث تفجير مرقد الامامين العسكريين في 18/2/2006 قد غطى وأخذ مساحة واسعة من الاهمية والبعد السياسي والاجتماعي والاقتصادي وترك آثار يصعب علاجها ومواجهة أثارها في وقت قريب .
   قبل التطرق الى مفهوم الهجرة القسرية فلابد من تصنيفها ، فقد جرت محاولات لتصنيف الهجرة الى شكلين (8)
1-الهجرة بسبب الحاجة والعوز وخاصة الاقتصادية منها.
      2-الهجرة بسبب الضرورة (Necessity) أو بسبب الاكراه (Obligation ) . 
وترتبط الاولى بسبب الظروف الضاغطة على المجتمع الذي يتركه المهاجر والتي تكون في الغالب ظروف أقتصادية حيث يختار المهاجر مكان هجرته ،وتشمل عادة المهاجرين في فئات السن (15-35) سنة.
أما النوع الثاني من الهجرة فهي ترتبط عادة بالعوامل السياسية أو الدينية أو البيئية في أحيان أخرى حيث تؤدي الى دفع فئات المجتمع او أصناف من الجنسيات أو الجماعات السكانية الى ترك مساكنها الى أماكن أخرى،وهذه الهجرة عكس الاولى لاترتبط بمواعيد محددة ويطلق عليها في الغالب الهجرة القسرية أو الاجبارية (Forced) أو النزوح السكاني (Exodes ) والتي تتم بصورة أجبارية، وتحدث بصورة عامة ضد أولئك الذين يهمهم الامر ومن أجل هدف واحد تفوق سلبياته وأيجابياته وهو أنقاذ حياتهم ، وتتم بصورة مباغته ودفعة واحدة أو على شكل دفعات يشمل بعض الاحيان منطقة بكاملها وتتفاوت المدة التي قضها المهاجرون بين بضعة أشهر أو سنين أو بصورة نهائية وقاطعة .
2- خصائص الهجرة القسرية
أما أبرز خصائص الهجرة القسرية (9) فهي :-
1-  تكون على شكل تيارات متقابلة تأخذ إتجاهات عكسية(مناطق طاردة تجذب في نفس الوقت نازحين آخرين).
2- تكون على شكل تيارات كبيرة الحجم .
3- على شكل دفعات سريعة .
4- غير منظمة .
5- أسرية جماعية .
6- تكون من إقليم الى آخر أو أحياناً تجتاز حدود البلاد.
وهذه الخصائص تنطبق على الهجرة القسرية التي حدثت في العراق فهي إجبارية أسرية ،جماعية ،غير منتظمة وحدثت بين المحافظات وأحياناً خارج البلاد .
3 - التوزيع الجغرافي للهجرة القسرية في العراق حسب المحافظة
توضح صورة التوزيع الجغرافي على ضوء البيانات أن مشكلة الهجرة القسرية قد شملت جميع محافظات البلاد ونالت نصيبها منها ونظراً لاختلاف وتباين أوقات هجرة العوائل لذلك فقد تم تقسيمها الى فترات زمنية .
الفترة الاولى  (2003-2006)
يتضح خلال هذه الفترة تباين أعداد العوائل النازحة داخلياً بدءاً بأحداث 2003 ودخول قوات الاحتلال حيث أخذت بعض الاسر بترك مناطق سكناها والبحث عن مكان أكثر أمناً فمن خلال معطيات الجدول (1) والشكل (1) الذي يبين التوزيع الجغرافي للعوائل النازحة بعد أحداث 9/4/ 2003 لغاية 7/2/2006 قبل أحداث سامراء..
جدول (1) عدد العوائل النازحة داخلياً وخارجياً  قبل أحداث سامراء من 9/4/2003-  لغاية 17/2/2006
المحافظةعدد العوائلعدد الافرادالنسبة%الدرجة المعيارية لعدد الافراد
بغداد122573507,60,13
المثنى201200,1- 0,90
واسط52531513,2- 0,47
ميسان19111461,2- 0,75
ذي قار56734023,5- 0,43
البصرة1247440,8- 0,81
كربلاء47128262,9- 0,5
بابل140084008,70,27
الديوانية58034803,6- 0,42
النجف1056300,6- 0,82
الانبار30001800018,61,63
ديالى995940,6- 0,83
صلاح الدين38002280023,52,31
كركوك105063006,5- 0,02
نينوى30001800018,61,63
المجموع1615796942100 
                     الانحراف المعياري = 7070,18     الوسط الحسابي = 6462,86
 المصدر من عمل الباحثان بالاعتماد على
1- وزارة المهجرين والمهاجرين ,المرحلون داخلياً والنازحون في 15 محافظة , بياناتغير منشورة،2009.
2- وزارة المهجرين والمهاجرين، دائرة المعلومات ,خلاصة نتائج تسجيل النازحين شباط/2006 لغاية تشرين الثاني 2007, بيانات غير منشورة ، 2008 .
أن محافظة صلاح الدين أحتلت أعلى النسب حيث بلغ عدد العوائل (3800) عائلة وبنسبة (23,5%) تليها محافظتي الانبار ونينوى حيث بلغ عدد العوائل (1800 ) عائلة وبنسبة (18,6%) لكل منه على التوالي تليها محافظات بابل وبغداد، وأشارت منظمة الهجرة الدولية أن أغلبها نتجت عن العمليات العسكرية من قبل قوات الاحتلال والاعتقالات وأنعدام الامن تليها الاعمال الطائفية (10)     
ويلاحظ ثمة تباين في التوزيع الجغرافي لعدد العوائل وعدد الافراد ولغرض توضيح التباين في التوزيع الجغرافي لاعداد السكان بين محافظات القطر فقد أرتأينا استخدام الدرجة المعيارية .
ويقصد بالدرجة المعيارية، عدد الانحرافات المعيارية التي تبتعد عن القيم الفردية، في التوزيع عن الوسط وتستخرج الدرجة المعيارية بالمعادلة آلاتية:- (11)
د = (س – سَ)/ع 
                       حيث ان    د = الدرجة المعيارية     س = أي قيمة من قيم المتغير
سَ = الوسط الحسابي لقيم المتغير   ع = الانحراف المعياري 
 
      والدرجة المعيارية مقياس لتحديد الموقع النسبي لكل قيمة في التوزيع الذي تعود اليه تلافياً للصعوبات التي تنشأ من استعمال الأرقام المطلقة وما قد تنطوي عليه من تشتت في القيم إلى حد لاتتضح معه صورة توزيعها، ويكشف تمثيل الدرجات المعيارية على الخرائط من انتظام توزيع الظاهرة أو تباينها مكانياً(12)
      ولغرض توضيح التوزيع الجغرافي لاعداد السكان(الافراد) النازحين داخل محافظات العراق بأستخدام الدرجة المعيارية وحسب معطيات الجدول (1) والخارطة (1) أتضح وجود أربعة مستويات لتوزيع عدد السكان النازحين هي :-
المستوى الاول
       وتبلغ درجته المعيارية (+0,25 فأكثر) حيث تراوح أعداد السكان بين 22800- 8400 نسمة وتمثلت بمحافظات صلاح الدين ،نينوى ،الانبار ، وبابل ،وهذا يعود لما شهدته المحافظات من أعتقالات وعميات عسكري أضافة الى عمليات طائفية مما أجبر العديد من السكان على ترك منازلها والنزوح داخل المحافظة أو خارجها .
المستوى الثاني
    وتبلغ درجته المعيارية بين ( +0,24  -  0,00) وبلغ عدد السكان 7350  نسمة ومثلتها محافظة بغداد وهذا يعود لاحداث العنف التي شهدتها مناطق أبي غريب واللطيفية والفلوجة والمحمودية والغزالية مما شكل سبب رئيسي لنزوح العوائل بعد أحداث 2003 (13)
المستوى الثالث
      وبلغت درجته المعيارية بين ( -0,01 -  -0,24)حيث بلغ عدد السكان النازحين 6300 نسمة ومثلتها محافظة كركوك والتي كان النزوح الاكبر للعوائل هو بسبب أحداث العنف والعمليات المسلحة بين قوات الاحتلال حيت تمثلت أبرز المناطق النازحة بأتجاه المحافظة هي بغداد،وصلاح الدين ،نينوى ،وديالى.(14)
المستوى الرابع
 وبلغت درجته المعيارية بين (- 0,25 فأقل ) وبلغ عدد سكانه بين 3480-120 نسمة وتمثل بمحافظات النجف وديالى والمثنى البصرة وميسان وذي قار وكربلاء وواسط والديوانية وكانت هذه هي المحطة التالية للنزوح التي قصدها النازحون بعد المستوى السابق.
  الفترة الثانية ( بعد أحداث سامراء لغاية 2007) . 
 
  أخذت ظاهرة الهجرة القسرية أبعاداً سياسية وأقتصادية وأجتماعية وذلك بعد تفجير الامامين العسكريين في سامراء في 18/2/2006 والتي تلتها حركة سكانية واسعة و تزايدت موجات الترحيل وبنطاق واسع خاصة في محافظة نينوى وديالى وكركوك وبابل والنجف وبغداد خاصة مناطق ابي غريب واللطيفية والمحمودية ومحافظة الانبار وخاصة مدن الرمادي والفلوجة الخ ، وكما موضح في معطيات الجدول (2) والشكل (2) والتي توضح بياناتها أختلاف أعداد العوائل ونسبها عن المدة التي سبقتها حيث أحتلت محافظة بغداد المرتبة الاولى من ناحية عدد العوائل المهجرة حيث بلغ عددها 30000 عائلة وبنسبة( 27% ) تليها محافظة بابل (9000)عائلة وبنسبة (8,1%) ثم تليها محافظة واسط وكربلاء والبصرة الخ، وتعود أسبابها كما أشارت الدراسات التي قامت بها
جدول(2) عدد العوائل النازحة داخلياً وخارجياً بعد أحداث سامراء من 18/6/2006 لغاية 29/3/ 2007
المحافظةعدد العوائلعدد الافرادالنسبة  %الدرجة المعيارية لعدد الافراد
بغداد30000180000273,48
المثنى1712102721,5- 0,88
واسط89315358680,24
ميسان4820289204,3- 0,40
ذي قار5318319084,8- 0,32
البصرة4300258004- 0,48
كربلاء8452507127,60,16
بابل9000540008,10,25
الديوانية3105186302,8- 0,66
النجف7151429066,40,04
الانبار6000360005,4- 0,22
ديالى7530451806,80,02
صلاح الدين7500450006,80,02
كركوك107364381- 0,097
نينوى6105366305,5- 0,22
المجموع110997665982100 
   الوسط الحسابي =44398,8     الانحراف المعياري = 38943,92 
المصدر من عمل الباحثان بالاعتماد على
1- وزارة المهجرين والمهاجرين، دائرة المعلومات ,خلاصة نتائج تسجيل النازحين شباط/2006 لغاية تشرين الثاني /2007,بيانات غير منشورة ، 2008 .
2- وزارة المهجرين والمهاجرين ,المرحلون داخلياً والنازحون في 15 محافظة ,بيانات غير منشورة ،2009.
    منظمة الهجرة الدولية (IOM) حول أسباب التهجير الى (86% بسبب طائفي) ،( 6% بسبب معتقدات دينية)، (1% بسبب عرقي)، (1% بسبب مجموعة مهيمنة )(اسباب أخرى تعود من بينها الى أنعدام الامن)(15) وهذا يوضح أن الاعمال الطائفية والمتمثلة بالقتل على الهوية أو التهديد بالقتل وتدمير المنازل أصبحت الاسباب الرئيسية خلال تلك الفترة.
  
  ومن خلال ملاحظة الجدول (2) والخارطة (2) كانت نتائج تطبيق الدرجة المعيارية على أعداد الافراد وجود أربعة مستويات هي:-.
المستوى الأول
   وبلغت درجته المعيارية (+0,25  فأكثر ) حيث بلغ عدد السكان بين180000 -54000 نسمة وقد ضمت محافظات بغداد وبابل وذلك يعود لكون محافظة بغداد صاحبة الثقل السكاني حيث تضم ما يقارب ربع سكان العراق وتشمل كافة القوميات من عرب وأكراد وتركمان وأشوريين وغيرهم أضافة لاحتوائها على أتباع كل الاديان والمذاهب ومن كافة الاعراق، وانعدام الامن بسبب العمليات العسكرية وتزايد العنف الطائفي والتهديد بالقتل مما أدى الى نزوح الكثير من العوائل(16)بينما كان الاسقرار الامني في محافظة بابل مقارنة بالكثير من المحافظات سبب في أستقطاب العديد من السكان من محافظة سامراء، والانبار ،والدورة، واليوسفية ،واللطيفية، والفلوجة، وأبو غريب ،أضافة الى ماشهدته م حركة سكانية لبعض الاسر في مناطق جبلة والوردية(17)
المستوى الثاني
    والذي بلغت درجته المعيارية بين ( + 24 -  0,0 ) حيث تراوح عدد السكان بين 54000- 42906 نسمة وتمثل بمحافظات واسط وكربلاء والنجف وديالى وصلاح الدين حيث أدى التهديد بالسلاح والقتل على الهوية على أساس طائفي أضافة للعمليات العسكرية هي من أبرز الاسباب التي أدت الى تهجير العوائل خاصة بالنسبة لمحافظات ديالى وصلاح الدين.
المستوى الثالث
    والذي تراوحت درجته المعيارية بين ( - 0,01 -  - 0,24 ) حي تراوح عدد السكان بين 36630-36000 نسمة وتمثل بمحافظتي نينوى ،والانبار التي شهدت حالها حال المحافظات الاخرى عمليات عسكرية والتهجير على الاساس الطائفي.
المستوى الرابع
    الذي بلغت درجته المعيارية (- 0,25 فأقل ) والذي تراوح عدد السكان المهجرين بين 18630- 6438 نسمة شمل محافظات المثنى ،كركوك ،ذي قار ،المثنى ،البصرة ،الديوانية ، ميسان .
 
 
    الفترة الثالثة (2008-2010)
       أشتدت الهجرة القسرية خلال تلك الفترة وأرتفع عدد الاسر النازحة حيث بلغت أقصى مستوياتها وكما موضح في الجدول (3) والشكل(3) حيث أَستمرت عمليات القتل على الهوية وأَنعدام الجانب الامني وغيرها من الاسباب التي سبق ذكرها وقد أستمرت محافظة بغداد بأحتلال المرتبة الأولى على مستوى التهجير حيث بلغ عدد عوائل (90731) وبنسبة (40%) وهذا يعود الى التنوع الاثني في المحافظة وسيطرة الجماعات المسلحة وغياب الامن وضعف القانون جميع هذه العوامل أدت الى أن تكون بغداد هي أكبر المحافظات نزوحاً ،تليها محافظة ديالى بنسبة (10%) ونينوى بنسبة (8،4%) ثم محافظة بابل بنسبة (5,6%) أما أقل نسبة فقد سجلت في محافظة المثنى وبلغت (1,1%)،
وعلى الرغم من عودة بعض العوائل الى مناطق سكناها بعد 2010 الا أنها لم تكن بحجم وبعدد العوائل النازحة حيث أشارت منظمة الهجرة أن أغلب الاسر غيرت مناطق سكناها ورفضت العودة الى مكانها الاصلي . 
جدول(3) عدد العوائل النازحة داخلياً وخارجياً من  2008 لغاية / نيسان -2010
المحافظةعدد العوائلعدد الافرادالنسبة %الدرجة المعيارية لعدد الافراد
بغداد90731544386403,62
المثنى2457147421,1- 0،61
واسط12306738365,2- 0,14
ميسان6792407523-0,40
ذي قار7066423963,1- 0,39
البصرة5989359342,6- 0,44
كربلاء10921655264,8- 0,20
بابل12677760625,6- 0,12
الديوانية3858231482- 0,54
النجف7570454203,3- 0,36
الانبار9179550744- 0,29
ديالى22784136704100,37
صلاح الدين7790467403,4- 0,35
كركوك7911474663,5- 0,35
نينوى191001146008,40,19
المجموع2271311362786100 
الوسط الحسابي = 90852,4    الانحراف المعياري = 125148,45
       المصدر: من عمل الباحثان بالاعتماد على
       1- وزارة المجرين والمهاجرين ،دائرة المعلومات والبحوث ،قسم الاحصاء وبنك المعومات،نتائج الحصر والترقم ،2011 .
  2- IOM.Emergency Needs Assessments .October ,2009.       
3- IOM.Emergency Needs  Assessments. May.  2011.
 
   أما بالنسبة لنتائج تطبيق الدرجة المعيارية على أعداد السكان فقد تباينت مستوياتها حسب المحافظات وكما موضح في الجدول (3) والخارطة (3) وكانت كالأتي :- 
المستوى الاول
   والذي بلغت درجته المعيارية بين +0,25 فأكثر والذي تراوح عدد السكان المهجرين بين 544386-136704 وتمثلها محافظتي بغداد وديالى حيث شهدت هاتين المحافظتين معارك بين الحكومة والمجاميع الارهابية التي تواجدت في ديالى مثل مناطق الكاطون وبهرز والخالص وكنعان أبو صيدا وخان بني سعد والتحرير، وفي بغداد مثل مناطق الغزالية ،وأبي غريب ،والاعظمية ، المدائن ، وغيرها من المناطق والتي هاجر بعض سكانها بسبب العمليات العسكرية والبعض الاخر نتيجة التهديد بالقتل (18)
 
المستوى الثاني
   والذي بلغت درجته المعيارية 0,24- 0,00 والذي بلغ عدد السكان 114600 نسمة وتمثله محافظة نينوى حيث شهدت المحافظة هجرة قسرية واسعة لمختلف الطوائف من شيعة ومسيح وتركمان ويزيدية حيث مورست ضدهم عمليات التهجير باستخدام القوة من قبل الجماعات المسلحة .
المستوى الثالث
   والذي تراوحت درجته المعيارية بين – 0,01 -  - 0,24 والذي بلغ عدد السكان بين 76062 – 65526 ومثلتها محافظات بابل ،واسط، كربلاء .
المستوى الرابع
   والذي تبلغ درجته المعيارية  - 0,25 فأقل والذي تراوح عدد السكان بين  47466- 14742 وتمثلها محافظات كركوك ، ميسان ،ذي قار ،البصرة ، الديوانية ،النجف ،الانبار، صلاح الدين ،المثنى .
4- العوامل أو الدوافع الرئيسة لظاهرة الهجرة القسرية للسكان
     الهجرة القسرية مثل أي ظاهرة سكانية لابد من وجود عدد من العوامل والتي تشكل بمجملها الاسباب التي تقف وراء بروز ظاهرة الهجرة القسرية أهمها .
أولاً : العوامل السياسية :وقد برز هذا العامل نتيجة . 
أ- ضعف القانون وضعف السلطة التنفيذية وأنعدام الامن والذي يعتبر أحد الاسباب التي فتحت البلاد لكثير من الجماعات المسلحة وما أتاح لها فرض سلطتها وسيطرتها على الاحياء والمناطق مارست خلالها عمليات تهجير بحق سكانها .
2- دخول قوات الاحتلال الى العراق وما قامت به من أعمال عنف مسلح ومداهمات وأعتقال عشوائي ضد المواطنين بحيث أصبحت الكثير من الاحياء غير أمنة.
ثانياً : العوامل الاجتماعية : والتي تعد من أبرز العوامل التي ساهمت في هجرة العديد من العوائل ومن أبرزها.
    1- أثارة الفتنة الطائفية من خلال تفجير مرقد الامامين العسكريين (ع) والتي تعد من أبرز الاسباب التي من خلالها فرضت العديد من الجماعات المسلحة التي تنتمي الى مذهب ديني معين سيطرتها على الكثير من المناطق والاحياء وبدأت تمارس عمليات التهجير والقتل على الهوية وتدمير المنازل ضد السكان وأجبارهم على المغادرة .
    2- شيوع ظاهرة الجريمة والتهديد بالقتل عبر رسائل الهاتف النقال أو عن طرق كتابة الرسائل أو الكتابة على جدران المنازل ،أو عمليات الخطف كل هذه الاسباب أجبرت العديد من الاسر مغادرة مناطق سكناها بأتجاه مناطق أكثر أمن وأستقرار .
ثالثاً : العوامل الاقتصادية  
   وتمثل هذا العامل بفقدان العديد من السكان مصادر رزقهم سواء من خلال فقدان أراضيهم الزراعية أو فقدان مهنهم كما حصل في محافظات ديالى ومنطقة اليوسفية والراشدية في بغداد وصلاح الدين، أو تدمير منازلهم وهي السياسة التي اتبعتها الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون .
5- الاثار المترتبة على الهجرة القسرية
   الحديث على الهجرة القسرية داخل الحدود السياسية للدولة هو في الواقع حديث عن ظاهرة ذات آثار تخلفها سواء في المكان الذي نزحت منه أو مكان الوصول ،خاصة أذا كانت الهجرة قسرية والتي تكون بطبيعة الحال بصورة مفاجئة من دون سابق أنذار وقد تفاوتت الاثار التي أفرزتها الهجرة القسرية في العراق والتي تمت دراستها من الناحية الاجتماعية والاقتصادية وكما يأتي :- 
أولاً :الاثار الاجتماعية  
لقد أفرزت الهجرة القسرية في العراق العديد من الاثار الاجتماعية التي من أبرزها .
أ- تباين معدلات النمو السكاني بين المحافظات .
   تعد الهجرة الداخلية أحد المتغيرات الديموغرافية المؤثرة في تباين حجم السكان وتوزيعهم وكثافتهم، وفي الغالب تعتبر رافداً بشرياً للسكان الاصليين (19)وهي أحد العوامل الثلاثة المؤثرة في نمو السكان بالاضافة الى الولادات والوفيات وبالتالي تكون السبب في اختلاف معدلات النمو في مناطق دون أخرى، لكن ظاهرة الهجرة القسرية في العراق تمثل حالة مختلفة فعدد الأسر المهجرة أخذ بالتزايد أبتداءاً من أحداث 2003 حتى نيسان 2012 ومما زاد في خطورتها أنها حصلت في فترة زمنية قصيرة وهذه الاعداد الكبيرة من الاسر أخلت في التوزيع الجغرافي للسكان فأصبحت مناطق قليلة أو شبه خالية من السكان بسبب وقوعها في مناطق النزاعات المسلحة ،أو تم ترحيلها من قبل بعض المجاميع المسلحة ، بينما أصبحت مناطق ذات زيادة سكانية، نتيجة أنجذاب الاسر نحوها بحيث أخذت تزاحم السكان الاصليين في العمل وقد تخل في التركيب والعادات الاجتماعية للسكان الاصليين وتنقل لهم عادات وتقاليد أخرى قد لاتكون مرغوبة من قبلهم بشكل كاف.
ب- الضغط على الخدمات .
       وكغيرهم من السكان يحتاج المهاجرون الى مختلف الخدمات منها الصحية والتعليمية والنقل وغيرها ولهذا فقد سببت الهجرة القسرية الضغط على الخدمات بحيث أنها لم تتمكن من تلبية متطلبات السكان، خاصة وأنها شملت الفئات العمرية بمجملها هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فأن قطاع الخدمات كان يعاني مسبقاً من تردي واضح في مستوياته حيث الاستيعاب والامتداد الجغرافي ، الى جانب عجز الاجهزة المعنية من توفير الخدمات للسكان القدامى والجدد لكون الحركة السكانية كانت فجائية وبأعداد كبيرة بحيث أصبح الضغط على الشوارع والقطاع الصحي والماء والكهرباء وجميع القطاعات الاخرى كبيراً، وألحق ضرراً بمستوى كفاءته وأداءه لمجموع المستفيدين .
ج- مشكلة السكن وظهور العشوائيات .
    تعد مشكلة السكن أبرز إفرازات الهجرة القسرية سواء في داخل المدن أو المناطق الريفية فمن الواضح أن العديد من الاسر المهجرة تركت مساكنها بالاكراه ، والبعض الاخر دمرت منازلهم أما بسبب النزاعات أو من قبل الجماعات المسلحة كما حدث بمحافظة ديالى  في مناطق الكاطون ،وبهرز،وخان بني سعد ،والتحرير،وكذلك في محافظة بغداد في مناطق الغزالية والمدائن وأبي غريب والدورة ، واللطيفية مما جعل الاسر دون سكن .
   وبالتالي أُجبرت العديد من الاسر السكن في الساحات الخالية مما ترتب عليه ظهور العشوائيات أو ما تسمى المناطق المتخلفة عمرانيا، هذا أدى الى الاخلال بمعايير السكن الحضري الملائم للاسرة أو من ناحية مواصفات البناء والتخطيط ، بينما أخذت الاسر الاخرى تأجير مساكن وذلك لان أغلب الاسر بسبب النزوح المفاجيء لم تسمح أمكانياتهم الاقتصادية في أقتناء مسكن خاص بها وهذا ما ترتب عليه مشكلة أرتفاع أسعار العقارات ومقدار تأجيرها  ،بينما بعض الاسر تمكتنت من شراء سكن والبعض الاخر سكن مع الاقارب وهذا ما أوضحته الاحصاءات الخاصة بالتوزيع النسبي لنوع الوحدة السكنية التي تشغلها الاسرة النازحة كما موضح في الجدول (4) والشكل (4) الذي يتضح من خلاله أن نسبة العوائل التي أستأجرت مسكن بلغت 61,3% تليها العوائل التي تسكن مع الاقرباء بنسبة 13,6% وقد إتخذت 10% من العوائل النازحة من الابنية الحكومية كالمدارس ومقرات الجيش ودوائر الدولة مكان لسكنها والتي تعذر لاحقاً أخراج هذه العوائل من هذه الدوائر، تليها نسبة العوائل التي تمتلك سكن أما أقل النسب فتمثل الاسر التي تسكن في مجمعتات سككنية (مخيمات) أقامتها الحكومة.(20)

 
جدول(4) التوزيع النسبي لنوع الوحدة السكنية التي تشغلها العوائل المهجرة قسرياً
نوع السكنالنسبة %
ملك11,3
إيجار61,3
مباني حكومية10
مجمعات سكنية (مخيمات ) أقامتها الحكومة1,7
سكن مع الاقرباء13,6
أخرى ومنها سكن العوائل في الساحات المتروكة2,1
المجموع100%
        المصدر: وزارة التخطيط ،الجهاز المركزي للاحصاء، تقرير مشروع رصد وتوزيع المعونة الغذائية
                     على أسر النازحين العراقيين ،غير منشور،2009، ص6.
 
د- التفكك الاجتماعي وضعف الروابط الاجتماعية
       تشير الكثير من الدراسات أن التفكك الاجتماعي يحصل عندما تُصاب العلاقات الاجتماعية بين الافراد أو بين الجماعات أو بين أقسام المؤسسة الاجتماعية (21) والذي هو عملية تتحطم بسببها كثير من العلاقات الاجتماعية ويظهر التفكك الاجتماعي عندما يحدث فيه أضطراب نتيجة الهجرة أو الحروب أو الكوارث الاقتصادية وغيرها، (22) وهذا يؤدي الى قيام حالة من التصادم بين القيم والمثل الاجتماعية ،بمعنى أن التفكك يحصل داخل المجتمع الذي يتعرض الى عمليات التحول أو التغير ، وهذا الذي نتج عن الهجرة القسرية فقد عمدت الكثير من المجاميع المسلحة على إثارة الفتنة الطائفية بين أبناء المجتمع وبالتالي ادت الى تمزيق النسيج الاجتماعي وبالتالي ضعف الروابط والعلاقات الاجتماعية بحيث أصبحت العديد من المناطق تابعة لجهة معينة وبالتالي أصبح من الصعوبة الدخول الى مثل تلك المناطق .
ه- تفشي ظاهرة الجريمة والسرقة والفساد الاخلاقي. والتي هي نتيجة من نتائج الاكتضاظ السكاني والتخلف العمراني للاحياء .
و- ظاهرة التسول والتسرب من المدارس والتي أخذت تنتشر في المجتمع العراقي والتي هي أبرز وأخطر نتائج زيادة سكان المدن وتدهور الوضع الاقتصادي خاصة بالنسبة للعوائل الفقيرة . 
ثانياً : الاثار الاقتصادية
أ- البطالة : تعد البطالة من بين أبرز الاثار الاقتصادية التي أفرزتها الهجرة القسرية ،حيث أجبرت العديد من العوائل التي كانت تمتهن مهن معينة سواء كانت زراعية أو حرفية على تركها ،بالاضافة الى تعطل الكثير من المشاريع الصناعية وهو الامر الذي أدى الى تفشي ظاهرة البطالة بشكل كبير يقابله عجز الجهات المعنية بوضع خطط للتخيف من حدتها .
ب- ساهم النزوح السكاني في تأخر القطاع الزراعي نتيجة إهمال الارض أو تركها بعد تهديد أصحابها من قبل المجاميع المسلحة بينما دمرت مساحات كبيرة من الاراضي المزروعة نتيجة العمليات العسكرية كما حصل في محافظة ديالى وبعض المناطق في محافظة بغداد وصلاح الدين .
ج- مشكلة الحراك المهني : يقصد بالحراك المهني التغير من وضع مهني الى وضع مهني آخر وما يتبع ذلك من تحول في المكانة الاجتماعية للفرد الذي أحرز هذا الحراك من ناحية دخله وأسلوب حياته وما الى ذلك (24) وهي مكملة لظاهرة البطالة ،وقد حدثت هذه نتيجة التهجير وفقدان العديد من المهاجرين مصادر عيشهم نتيجة تركهم مهنهم قسراً تحت التهديد وبالتالي عجزهم عن تلبية متطلبات العيشة في المكان الجديد وخاصة أصحاب المزارع وبعض الحرف وبالتالي حاولوا التفاعل والحصول على مهن جديدة للحصول على دخول تلبي متطلبات المعيشة اليومية .
د- مشكلة أَرتفاع ألاسعار.حيث أدى التدهور في إلقطاعين الزراعي والصناعي وما قابله من زيادة سكانية وأعتماد العراق بشكل كبير على أستيراده للسلع الى أرتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية مما أصبح يشكل مشكلة خاصة بالنسبة للعوائل ذات الدخل المنخفض .

الاستنتاجات :
  من بين أبرز الاستنتاجات التي أفرزتها الدراسة هي :
    1- أظهرت الدراسة السكانية وجود هجرة قسرية شملت جميع محافظات القطر والتي بلغت أعلى مستوياتها بعد تفجير مرقد الاماميين العسكريين (ع)  في 18/6/2006 والتي شملت جميع طوائف المجتمع من الشيعة والسنة والصابئة غيرها .
    2- أصبحت مشكلة الهجرة القسرية من أخطر المشاكل التي تواجه المجتمع العراقي وخطورتها تكمن في    أستمراريتها وعدم قدرة الحكومة على مواجهتها والتي أفرزت مشاكل منها الضغط على الخدمات(الصحية والتعليمية  --الخ)، البطالة، والتسول، والتفكك الاجتماعي الخ--.
    3- أظهرت الدراسة أن من بين المشاكل المعقدة مشكلة السكن والتي هي من مسببات الهجرة القسرية وذلك لما ترتب عليها من نتائج أبرزها ظهور العشوائيات والتي بدأت تنافس المكان المجاور لها من ناحية الضغط على الخدمات ،بالاضافة الى ما أفرزته من المشاكل الاجتماعية في تلك المناطق.
    4- أن من أبرز نتائج الهجرة القسرية هو إنتشار البطالة بشكل واسع نتيجة فقدان السكان المهاجرين مصادر رزقهم بالاضافة الى تدهور القطاع الزراعي والصناعي وقطاع الخدمات مما أدى الى تعطيل اليد النشطة أقتصاديا ً وهي المعول عليها في المجتمعات . 
    5- أوضحت نتائج الدراسة أن النسبة الاعلى لتهجير الاسر هو بسبب الفتنة الطائفية التي أثارتها بعض الفئات من المجتمع حيث بلغت النسبة 86%، والتي أخذت أبعاداً سياسية وإجتماعية وإقتصادية خطيرة .
    6- سجلت محافظة بغداد مستويات مرتفعة من ناحية العوائل المهجرة قسرياً وهذا يعود بطبيعة الحال الى الثقل السكاني الذي تحتله المحافظة ،والتنوع الاثني ،وما شهدته المحافظة من أعمال العنف .
    7- أوضحت الدراسة وحسب دراسات منظمة الهجرة أن أغلب العوائل ترفض العودة الى محل سكناها القديم لاسباب منها فقدان المنزل ،او التهديد بالقتل ،او فقدان مصدر الرزق .
    8- أظهرت الدراسة أن تدهور الجانب الامني والذي تمثل بضعف القانون وعدم أستتبابه من بين العوامل البارزة للهجرة القسرية في العراق وهي الوضعية التي إستغلتها الجماعات المسلحة لتهديد العوائل وطردها من مكان سكناها .  
  مصادر البحث
  1. عبد الباسط محمد حسن،أصول البحث العلمي الاجتماعي، ط3، مكتبة الانجلو مصرية، القاهرة، ص173 .
  2. واحدة حمة ويس نصرالله ،الهجرة الخارجية وأثرها في بناء الاسرة ووظائفها (دراسة ميدانية في مدينة السليمانية)، رسالة ماجستير، غير منشورة، كلية الاداب جامعة بغداد، قسم الاجتماع، 2005، ص6 .
  3. محمد بن أبي بكر بن عبد القادر الرازي، مختار الصحاح، دار الكتاب العربي، 1981، ص690 .
  4. أحمد علي أسماعيل، أسس علم السكان وتطبيقاته الجغرافية، ط8، دار الثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة، 1998، ص95 .
  5. واحدة حمة ويس نصرالله، المصدر السابق، ص9 .
  6. علاء سيد محمود، عبد الوهاب أبراهيم حلمي، أبراهيم السجاعي، السكان من منظور ديموغرافي، ط8، مطابع غباشي، طنطا، 2008، ص305 .
  7. وزارة المهجرين والمهاجرين،دئرة المعلومات ،المرحلون داخلياً والنازحون في 15 محافظة، 2008، ص2.
  8. جبار عبد جبيل، قاسم عبيد الجنابي، التوزيع الجغرافي لظاهرة الهجرة القسرية في محافظة بغداد وأبعادها الاقتصادية والاجتماعية (2003-2007)، مجلة الاستاذ، العدد(81)، 2009، ص398-399 .
  9. نفس المصدر، ص401 .
  10. IOM-.EMERGENCY NEEDS  ASSESSMENTS .FEBRUARY ,2009 . P3-4
  11. عبد الرزاق محمد البطيحي، طرائق البحث الجغرافي، جامعة الموصل، دار الكتب للطباعة والنشر، 1988، ص159.
  12. عباس فاضل السعدي، الانجاب في العراق، دراسة في الانتشار المكاني، مجلة جامعة الملك سعود، المجلد الرابع، الرياض، 1992، ص279.
  13. وزارة المهجرين والمهاجرين ،المرحلون داخلياً والنازحون في 15 محافظة ’مصدر سابق ،ص2.
  14. المظمة الدولية للهجرة،النزوح السكاني في العراق ، نظرة عامة للعام 2006،ص5 .
  15. IOM-.EMERGENCY NEEDS  ASSESSMENTS .FEBRUARY ,2007 . P10-11.
  16. وزارة المهجرين والمهاجرين ،المرحلون داخلياً والنازحون في 15 محافظة ، مصدر سابق ،ص13 .
  17. نفس المصدر ،ص19.
  18. نفس المصدر ،ص17 .
  19. مكتب العمل العربي ، الاثار الاجتماعية لحركة أنتقال الايدي العاملة العربية والاجنبية في البلاد العربية، مجلة قضايا عربية ، العدد (4) ,السنة العاشرة ،1983،ص86.
  20. وزارة التخطيط ،الجهاز المركزي للاحصاء، تقرير مشروع رصد وتوزيع المعونة الغذائية على أسر النازحين العراقيين ،غير منشور،2009، ص6.
  21. معن خليل عمر ،عبد اللطيف عبد الحميد العاني ،المشكلات الاجتماعية ،وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ،جامعة بغداد ،1991،ص93.
  22. نفس المصدر ،ص99.
  23. جبار عبد جبيل ،علي كريم محمد ،التحليل المكاني لظاهرة الحراك الجغرافي المهني لارباب الاسر المهجرة قسرياً (دراسة تطبيقية في ناحية بغداد الجديدة)،مجلة الاستاذ ،العدد (205)،المجلد الثاني،2013، ص123-154 .
 حمله 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق