الصفحات

الأحد، 11 مارس 2018

أخطار السيول بحوض وادي الأديرع بمنطقة حائل : دراسة تطبيقية باستخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد


أخطار السيول بحوض وادي الأديرع بمنطقة حائل

دراسة تطبيقية باستخدام

تقنيات نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد

د. هند عبد الرحمن المشاط 

أستاذ مشارك بقسم الجغرافيا جامعة الملك عبد العزيز
dr.hinda@hotmail.com

د. محمد محمود الشرقاوي 

أستاذ مساعد بقسم الجغرافيا جامعة القصيم
مدرس الجغرافيا الطبيعية بكلية الآداب – جامعة دمنهور 
elsharqawy@hotmail.com

الملتقى الوطني الحادي عشر لنظم المعلومات الجغرافية
بالمملكة العربية السعودية، جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل، الدمام 
في الفترة من 11/04/2017 وحتى 13/04/2017م.


الملخص:

   تمثل الأودية الجافة في الصحاري العربية عامة وفي المملكة العربية السعودية خاصــة إحدى الظاهـرات الجيومورفولوجية التي ما تزال في حاجة إلى المزيد من الدراسات والأبحاث التطبيقية، التي تمكن من التعرف على سلوكها الهيدرولوجي تمهيداً لاستغلالها والإستفادة من مياهها، ومحاولة درء أخطارها في حالة حدوث الجريان السيلي من خلال مجاريها. 

   ويعد حوض وادي الأديرع أحد هذه الأودية الجافة؛ إذ أنَّه يقع في وسط منطقة حائل بشمالي المملكة العربية السعودية؛ حيث ينبع من المرتفعات الجنوبية الغربية والجنوبية الشرقية (جبال أجا وسلمى) ويمتد باتجاه عام من الجنوب الغربي حتى الشمال الشرقي مواز لسلسلة جبال أجا حيث يعبر مدينة حائل, ويقسمها لقسمين شرقي وغربي ممتداً لمسافة تصل إلى حوالي 104كم.

   ومع التطور التقني والثورة المعلوماتية الحديثة، وتمشياً مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 تهدف هذه الدراسة إلى الإستفادة قدر المستطاع من تقنيات نظم المعلومات الجغرافية GIS والاستشعار عن بعد RS في دراسة أخطار السيول بحوض وادي الأديرع من خلال بناء قاعدة بيانات مورفومترية وهيدرولوجية للحوض وروافده الرئيسة تظهر أهم السمات الطبيعية والخصائص المورفومترية والهيدرولوجية للحوض، ومدى إمكانية حدوث الجريان السيلي للحوض أو روافده الرئيسة، ومدى تأثير ذلك على كافة المنشآت الحيوية بمدينة حائل التي تقع بالقرب من الوادي وروافده، وذلك بغرض وضع بعض التدابير اللازمة للحماية والحد من أخطار الجريان السطحي الذي قد يحدث جريان سيلي في حالة استمرارية هبوب العواصف الرعدية الممطرة، إضافة إلى وضع مجموعة من الآليات والمقترحات التي تحقق الاستغلال الأمثل لمياه الوادي وقت فيضانه خاصة ونحن نعيش فـي هذه البيئة الصحراوية الجافة وشبة الجافة، وكذلك إعادة التأهيل البيئي للحوض وتنمية المشاريع المستقبلية فيه، بما يسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى الاستفادة من كافة المقومات الجغرافية بالمملكة ومنها الأودية والشعاب التي تعلق عليها الآمال للاستفادة من مياهها ومواردها في إرساء قواعد التنمية المستدامة داخل أي إقليم. 

مصطلحات الدراسة: أحواض التصريف – تدفق السيول – RS - GIS 


                          شكل (1) : موقع وحدود منطقة الدراسة

أهداف الدراسة:

  هذه الدراسة تسعى إلى تحقيق الأهداف التالية :

1- الإستفادة من التكامل بين نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في بناء قاعدة بيانات مورفومترية وهيدرولوجية لوادي الأديرع بكامل حوضه باستخدام أحدث التقنيات الرادارية الحديثة SRTM.

 2- تقديم عرض كامل عن خصائص الشبكة المورفومترية والشكلية والمساحية لوادي الأديرع من خلال تطبيق المعادلات المورفومترية الخاصة بذلك.

3- تقدير أحجام السيول وتدفق الذروة باستخدام عدة نماذج رياضية مختلفة بغرض تحديد درجة خطورة السيول ألحواض روافد وادي الأديرع.



شكل (2) : جيولوجية منطقة الدراسة


شكل (4) أحواض الروافد الرئيسة لوادي الأديرع

الخلاصة:

  يقطع وادي الأديرع مجراه في صخور القاعدة المعقدة بنوياً وتركيباً. حيث تتمثل الصخور على هيئة صخور قاعدية وفوق قاعدية منتشرة في القسم الأعلى والأوسط من الحوض، وتشغل صخور التتابعات البركانية والرسوبية القديمة المتحولة وغير المتحولة نحو 70% من مساحة الحوض، وتتركز معظم الصدوع بأنواعها في القسم الأوسط والضفة الجنوبية من حوض وادي الأديرع.

  أظهرت الدراسة المورفومترية مدي التباين الواضح بين أحواض الروافد الرئيسية لوادي الأديرع من حيث المساحة والأبعاد حيث لعبت الخصائص الجيولوجية للحوض دوراً كبيراً في هذا التباين فنجد أنَّ شعيب وادي عيار وشعيب وادي مُريفق يعدا من أكبر أحواض الروافد مساحة ويرفدان وادي الأديرع من جهة الجنوب الغربي حيث سيادة التكوينات الصلبة مما عمل على زيادة أعداد الروافد المائية للواديين وأسهم في عمليات النحت الجانبي ومن ثم زيادة المساحة الحوضية لهما.

   بشكل عام فإنَّ حوض وادي الأديرع يميل إلى الاستطالة ويبتعد عن الشكل المستدير، مما يجعله ذو خطورة متوسطة من حيث الجريان السطحي وإمكانية حدوث الجريان السيلي من خلالها في حالة سقوط الأمطار عليه حتى وإنَّ كانت إعصارية، وذلك بعكس أحواض الروافد الرئيسة به.

   تمَّ حساب متوسط الأمطار السنوي من بيانات الأمطار للفترة 1985-2011م المسجلة بمحطة حائل المناخية. ويبلغ المتوسط السنوي للأمطار 97.9 ملم/سنة ولقد تمَّ اعتماد هذا المتوسط في حساب كميات الأمطار السنوية المناسبة لفترات الرجوع الممتدة من 5 إلى 100 سنة بتطبيق نموذج شو Chow.

  أظهرت النتائج مدى تأثير الخصائص الشكلية للأحواض على كل من زمن التركيز وزمن وصول التدفق للذروة؛حيث تبين أنَّ الأحواض التى تميل إلى الاستدارة تحتاج إلى زمن أقل مقارنة مع الأحواض التي يرتفع معدل استطالتها.

   ومن خلال حساب تدفق الذروة للسيول لفترة رجوع 100 سنة قادمة، أمكن تقسيم أحواض الروافد إلى ثلاث فئات من حيث درجة خطورتها فى حال حدوث الجريان السيلي من خلالها، حيث يعد شعيب عيار وشعيب عقدة من أخطرها في حين أنَّ شعاب السلف و ُمريفق والحريمى أقلها خطورة.

  قد تتأثر مدينة حائل فى كل من قسميها الجنوبي الغربي والجنوبي الشرقي بأضرار السيول في حال حدوث جريان سطحى من خلال كميات المتدفقة في كل من شعيب عقدة وشعيب شطيب.

   وتوصى هذه الدراسة بإجراء المزيد من الدراسات الهيدرومورفومترية لأحواض التصريف التي تشكل مكامن خطورة على المنشآت الحيوية والأرواح داخل المدن، وذلك بالاعتماد على تقنيتي الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية. 


للقراءة والتحميل 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق