الصفحات

السبت، 17 مارس 2018

الموازنة المائية وتوزيع الأراضي الزراعية بشبة جزيرة سيناء: دراسة في جغرافية المناخ التطبيقي



الموازنة المائية وتوزيع الأراضي الزراعية 

بشبة جزيرة سيناء

دراسة في جغرافية المناخ التطبيقي

د. محمد عوض السيد السمني

مدرس بقسم الجغرافيا 

كلية الآداب - جامعة دمنهور



الإنسانيات - العدد الحادي والأربعون ـ يولية 2013 - ص ص 507 - 552 : 

الملخص

   تعد الموازنة المائية من المؤشرات المهمة التي توضح العلاقة بين التساقط والتبخر/ نتح وما ينتج عنهما من عجز أو فائض مائي، ومن خلالها يمكن تحديد النطاقات المناسبة للزراعة المطرية والمروية. وتتوقف التنمية الزراعية في المناطق الجافة وشبه الجافة على مدى توفر المياه بها لتفي بحاجة المحاصيل الزراعية.

  قد استعان الباحث في تقدير الموازنة المائية ببرنامج ثورنثويت الصادر عن هيئة المساحة الجيولوجية الأمريكية (U.S.G.S)، وتشتمل منطقة الدراسة على تسع محطات أرصاد جوية، وتوفرت المعدلات المناخية للفترة الممتدة بين عامي 1980 – 2000م.

  ويهدف البحث إلى توضيح نطاقات العجز المائي الفصلية والسنوية، إضافة إلى أقاليم الموازنة المائية. وتعد شبه جزيرة سيناء من المناطق الحيوية بمصر التي يمكن تنميتها زارعياً، ويعد نقص المياه العقبة الأساسية أمام التوسع الزراعي الأفقي،   وتم تحديد طول موسم العجز المائي بنطاقات منطقة الدراسة ويمكن زراعتها بمحاصيل يناسب كل منها موسم الفائض المائي، وبالتالي يتنوع التركيب المحصولي حسب موعد الفترة التي تشيد موسم الفائض المائـي وطولهـا.

النتائج و التوصيات

  توصلت الدراسة إلى عدة نتائج تتمثل فيما يلي :

- تباين نطاقات العجز المائي في فصلي الصيف والخريف ، وتعد منطقة شـرم الشـيخ/الطـور– رأس محمـد أكثـر النطاقـات عجـزاً فـي الميـاه ورطوبـة التربـة، وبرغم ذلك فلا تتأثر به لخلوها من الأراضي المنزرعة .

- يسود العجـز المائي منطقة الدراسة طوال العام عدا رفح في شهري نـوفمبر وديسمبر .

- تباين نطاقات عجز رطوبة التربة في فصلي الشـتاء والربيع، وخلالهمـا يقع الموسم الزراعي الشـتوي، إلا أن منطقة رفح مشـتركة فـي الفصـلين على أنهـا أقل نطاقات شبه جزيرة سيناء عجزاً في رطوبة التربة .

- تتشابه نطاقات عجز رطوبة التربة في فصلي الصـيف والخريف  ولا تنجح خلالهما الزارعة إلا في منطقة رفح الأقل عجـزاً في رطوبة التربة، حيـث الزراعة المطرية في فصل الخريف (بداية الموسم الزراعي الشتوية) .

- تقع منطقة شرم الشيخ ضمن نطاق العجز المائي في الفصـول الأربعة، في حين تقع منطقة رفح في نطاق الفائض المائي. وتقع منطقة شرم الشيخ ضمن نطـاق عجـز رطوبة التربة في ثلاثة فصول، في حين تقع منطقة رفح فـي نطاق فائض رطوبة التربة في فصل الشتاء .

- تتعرض محاصيل شرم الشيخ للذبول في سبعة أشهر، في حين تبلغ خمسـة أشهر بنخل، ومنها شهران فـي الربيـع بشـرم الشـيخ وشـهر واحـد بنخـل، وكـذلك نفس التوزيع في فصل الخريف بكل منهما .

- يتركـز نحو 643504 أفدنة وهـو ما يمثـل 63.2% مـن جملة الأراضي الزراعية بشبه جزيرة سيناء في منطقتي رفح وترعة جابر، فـالأولى تـنجح فيهـا الزراعة المطرية والأخيرة الزراعة المروية .

- تقع الأراضي الزراعية في الموسم الار الجاف ضـمن النطـاق الأقل عجزاً للمياه، وتقع في الموسـم المعتدل الرطب ضمن النطاقين المتوسط والقليــل العجز المائي، مما يعني أن توزيع الأارضي الزارعية مناسـباً مـن حيث الموسم الزراعي والتوزيع الجغرافي .

- تتركز الأراضي المنزرعة بالنطاقات التي يوجد بها المياه، حيث تتركز بمنطقة رفح لغـزارة الأمطار بها في الشتاء، كما تتركز بسهل الطينة على ضفتي ترعة جابر بشمالي غرب سيناء، وتبلغ مساحة الأراضي المنزرعة بيها نحو 400 ألـف فـدان (39.3%) مـن جملـة مساحة الأراضي الزراعية بسـيناء، وبهما يقـع معظـم الأراضي المنزرعـة إن لـم تكـن كلها، أمــا بقية الأراضي المنزرعـة فمتناثرة بشبه جزيـرة سـيناء عند المراوح الفيضـية للأودية الجافة والسيول الساحلية.

- تعد الطور ورأس سدر من النطاقات التي إستفادت برطوبة التربة بشكل واضح بتقليل عدد أشهر عجز رطوبة التربة بهما من خمسة إلى ثلاثة أشهر، وبذلك تتساوى كل منهما مع العـريش، ويرجع ذلك إلى عدم لجوء الأخيرة إلى المخزون المائي بالتربة، ويبرز ذلك دور السعة التخزينية للتربة .

   وتوصي الدراسة بما يلي :

- تخزين مياه الأمطـار برفح والتوسع فـي الزراعـة المطرية، والاهتمـام بترعـة جابر والتوسع في الزراعة المروية.

- زراعة المحاصـيل المحبة للمياه بنطاق ترعة جابر، وزراعــة المحاصـيل الحقلية بمنطقة رفح، وزراعة المحاصـيل الشـجرية في بقية البقع الزراعية بشـبه جزيرة سيناء.

- زراعة محاصـيل تقاوم التبخر/نـتح الشـديد بالمنطقة لتتغلب على الجفاف الذي يسودها معظم أشهر السنة.

- زراعة محاصيل تمكث فترة طويلة من السنة برفح كالمحاصـيل الحقلية وفترة قصيرة بشرم الشـيخ مثل محاصـيل الخضر، وذلك لتباين طـول مدة احتفاظ التربة بالرطوبة بكل منهما.

- زراعة المحصـول المناسـب لكـل منطقة حسب موسم الفائض المائي، حيـث تختلف مدته من منطقة إلى أخرى.

- تكثيف بخار الماء بالنطاقات السـاحلية، وذلك لسد عجز المياه بالنطاقات المنزرعة الواقعة بساحل البحر المتوسط شمالي شبه جزيرة سيناء .  

- تلعب التربة دوراً واضحاً في العجـز المـائي نتيجـة قلـة سـعتها التخزينية للمياه، ولذلك يمكن خلط التربة المنقولة (ذات نسيج دقيق) بالأصلية (ذات المسامية المرتفعة) بغـرض تقليل أشـهر عجز رطوبة التربة أو تأخيرها .






للقراة والتحميل 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق