الصفحات

الاثنين، 2 أبريل 2018

مشاكل الجفاف وندرة المياه العذبة في دول القرن الأفريقي - الأسباب ، التداعيات، الحلول

مشاكل الجفاف وندرة المياه العذبة
في دول القرن الأفريقي
الأسباب ، التداعيات، الحلول
  
إعداد
أستاذ دكتور محمد جمال مظلوم
كلية العلوم الإستراتيجية
جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية
الرياض
1432 هـ / 2011م




المحتويات
مقدمة
أولاًالمياه في الدول العربية في القرن الأفريقي
جيبوتي
السودان
الصومال
ثانيًاالتصحر والجفاف
التصحر
الجفاف
ثالثًاكارثة التصحر والجفاف في القرن الأفريقي (يوليو 2011)
الصومال
جيبوتي
دول القرن الأفريقي الأخرى
رابعًانحو استراتيجية التخفيف من آثار الجفاف
الخاتمة
المراجع

مقدمة:
  تعتبر المياه من العناصر الرئيسية للحياة ولكل نشاط اقتصادي، فهو يشكل حجر الزاوية لكل تنمية زراعية واجتماعية واقتصادية، لذا تنال دراسات وأبحاث المصادر المائية في الوقت الحاضر اهتمامًا كبيرًا في معظم دول العالم وعلى وجه الخصوص المناطق الجافة وشبه الجافة التي تعانى من ندرة في مصادر المياه المتجددة.
وإذا كنا نتحدث عن المياه وأهميتها فإنه ما يشكل تهديد للحياة، هو ندرة المياه فالتصحر والجفاف من أخطر المشكلات التي تواجه العالم بصفة عامة، والقارة الأفريقية بصفة خاصة؛ ولذلك خصصت الأمم المتحدة اليوم العالمي ضد التصحر والجفاف في السابع عشر من يونيو من كل عامولعل استعراض بعض الأرقام والإحصائيات يكون كفيلاً بإلقاء الضوء على فداحة المشكلة، فعلى الصعيد العالمي، يتعرض حوالي 30% من سطح الأرض لخطر التصحر مؤثرًا على حياة بليون شخص في العالم، أما ثلث الأراضي الجافة في العالم قد فقدت بالفعل أكثر من 25% من قدرتها الإنتاجية، كل عام يفقد العالم 10 ملايين هكتار من الأراضي للتصحروفي عام 1988 فقط كان هناك 10 ملايين لاجئ بيئي، ويكلف التصحر والجفاف العالم 42 بليون دولار سنويًا.
وتتمثل المشكلة فيما يتعرض له دول القرن الأفريقي من موجات الجفاف والفيضانات في دول مثل أثيوبيا، ولكن الصفة الغالبة بين دول المنطقة هو تعرضها للتصحر والجفاف والتي تجلب لها الكثير من المآسي والأحزان ولعل أكثرها مأساة هو ما تعرض له الصومال مؤخرًا في أوائل صيف 2011 مما تسبب في إضرار مادية كبيرة ومزيد من اللاجئين والنزوح سواء داخل الصومال أو لدول الجوار بل امتد اللجوء إلى عرض البحر الأحمر إلى اليمن في موجات هجرة كبيرة بالرغم مما يتعرض له اليمن من صراعات وتوتر مما زاد من الأعباء الملقاةعلى الدولة.
وفي هذا الإطار نستعرض دراستنا هذه في أربع نقاط رئيسية:
الأولى: المياه في الدول العربية في القرن الأفريقي.
الثانية: ونستعرض فيها التصحر والجفافالتعريف، الأسباب، المكافحة.
الثالثة: كارثة التصحر والجفاف في القرن الأفريقي (يوليو 2011).
الرابعة: استراتيجية التخفيف من آثار الجفاف.
وتختتم الدراسة بخاتمة عن مستقبل دول المنطقة.
أولاًالمياه في الدول العربية في القرن الأفريقي:
جيبوتي:
تقدر مساحتها بـ 23.4 ألف كموعدد سكانها يقترب من مليون نسمة (تقدير عام 2009) وتقع على الساحل الأفريقي تطل على البحر الأحمر عند ممر باب المندب وتحدها من الجنوب الشرقي الصومال ومن الجنوب والغرب أثيوبيا وشمالاً أريتريا.
المناخ في جيبوتي يقع ضمن المناطق الجافة وشبه الجافة والجو حار جدًا في الصيف ومعتدل نسبيًا في الشتاء، وأبرد شهور السنة هو يناير.
الأمطار:
تسقط بصورة متفرقة وأحيانًا تكون غزيرة لفترة معينة وقد تصل إلى 90مم ساعة وعقب تساقط الأمطار يحدث جريان للمياه السطحية بمجموعة الأودية إلا أن هذا الجريان محدود بفترات قصيرة تبلغ أحيانًا من يوم إلى أيام.
وتقدر كمية الهطول السنوي للإمطار من 50 ـ 300مم.
المياه السطحية:
في جيبوتي لا توجد أنهار أو وديان مستديمة بل كل الوديان تجرى مياهها بعد هطول الإمطار لفترات مختلفة.
أن جريان الأودية الموسمية ينتهى إما إلى:
ـ النظام المقفلأي الأحواض المقفلة الداخلية التي تترسب فيها المياه (مثل بحيرة أبى المالحة والبارا الكبير والصغير ومنخفض حنلى).
ـ النظام المفتوح: تصل فيه المياه إلى البحر نتيجة للعوامل الطبيعية أي طبوغرافية المنطقة شديدة الانحدار وكذلك لعدم وجود أي عوائق طبيعية، أو صناعية (مثل السدودتمنعها من ذلك.

ومن أمثلة النظام المقفل:
أ ـ وادي شاخيتي:
يقع هذا الوادي في جنوب البلاد بمحافظة دخل ويعتبر أهم وادي داخلي وينتهي في منخفض حنلي ويبلغ نسبة تكرار السيول السنوي فيه من ـ مرات إلا أنه أحيانًا أقل من ذلك.
ب ـ وادي جوبعد:
هو مورد مائي متوسط ويغذي ما بين 30 ـ 40 بئر أو تستعمل في سقي الحدائق من منطقة عيسى عيلا والتي تعتبر من المناطق الصالحة للزراعة وتقدر نسبة تكرار السيول السنوي فيه من ـ مرات وهو يجرى بمنحدر قبل وصوله ببحيرة أبى وتمخضه فيها.
نوعية المياه:
تعاني جيبوتي في بعض المناطق وبالأخص في الآبار المحفورة حول العاصمة والموازية للشواطئ من ارتفاع ملوحة المياه الجوفية.
مشكلة الريف:
يعاني المواطنون شبه الرحل والتجمعات الصغيرة من مشكلة المياه حيث لا تتوفر لهم المياه في مقر تواجدهم إذ يتم نقل المياه من مسافات متفاوتة وتصل عدة أميال والتي لا يحتملها الإنسان وتستغرق رحلة العذاب هذه أكثر من ساعات مشيًا على الأقدام وكل ما يستطيعوا توفيره هي مياه للشرب فقط مما يستحيل معه الاستحمام وغسل الملابس ويعيش المواطنون في حياة شديدة القسوة.
أما التجمعات السكانية التي تقع على الطرق الرئيسية أو الجانبية فتزود بمياه الشرب عن طريق عربات نقل المياه.
أن محنة الريف كبيرة ويستحيل إيجاد حل سريع لها حيث تتطلب تلك الحلول وجود مساعدة ومشاركة عملية عربية.
وبصفة عامة تتجه دولة جيبوتي إلى:
ـ تطوير إدارة المياه الوطنية التي تمد العاصمة بالمياه من الآبار المحفورة.
ـ التفكير في تحلية مياه الآبار المالحة.
ـ معالجة مياه المجاري والصرف وإعادة استعمالها في الري أي لإغراض زراعية.
السودان:
يتمتع السودان بإمكانيات مائية كبيرة ويمثل مستودعًا وفيرًا لكل وسائل المياه التقليدية سطحية وجوفية كانت أو مطرية.
السودان الذي يقدر مساحته حاليًا بـ 1.8 مليون كيلومتر مربع بعد استقطاع مساحة جمهورية جنوب السودان وطول سواحله 870 كيلومتر على البحر الأحمر.
الأقاليم المناخية:
يقسم السودان إلى مناطق مناخية تبعًا لتدرج هطول الإمطار:
ـ منطقة المناخ الصحراويتمتد شمال خط عرض 18 شمالاً حتى حدود السودان الشمالية حيث لا يتعدى معدل المطر السنوي 50مم.
ـ منطقة المناخ شبه الصحراوي بين خط عرض 15 و 18 شمالاً ويتراوح معدل سقوط الإمطار بين 50 ـ 300مم.
ـ منطقة مناخ السافنا وتقع بين خطى عرض و 15 شمالاً ويتراوح معدل سقوط الإمطار السنوي بين 300 ـ 800مم.
ـ منطق المناخ الاستوائي وتقع جنوب خط عرض شمالاً حيث يتراوح معدل المطر السنوي بين 800 ـ 1600 مم.
المواد المائية (مرتضي وصالح: 1990، ص 243):
المياه السطحية.
المياه الجوفية.
مياه الإمطار.
ـ المياه السطحية ولها مصدران:
أ ـ نهر النيل وفروعه:
ويضم حوضه أجزاء من تنزانيا وكينيا وإثيوبيا وأوغندا ورواندا وبورندي والكونغو وأفريقيا الوسطى وإريتريا وجنوب السودان ومصر والسودان.
يقدر متوسط الإيراد السنوي المتاح (الكلي ـ الفاقدعند بحيرة النوبة بنحو 84.5 مليار متر مكعب موزعه على روافده كما يلي:
النيل الأزرق                             48 مليار م3
النيل الأبيض                            24 مليار م3
نهر عطبره                                          12.5 مليار م3
ويتوقف كمية المياه الواردة تبعًا للتغيرات الموسمية والظروف الطبيعية والمناخية في أحواض الهضبة الإثيوبية.
ونتيجة لهذه التغييرات ثم إنشاء العديد من السدود بطاقة تخزينية مناسبة لتجميع مياه الفيضانات الذي كان له الأثر في تخفيف حدة الجفاف على مصر.
ب ـ إيراد الأنهار غير النيلية:
والتي يصل إيرادها حوالي مليار مأهمها نهرا القاش وبركه في شرقي السودان اللذان ينبعان من الهضبة الإثيوبية.
خصصت اتفاقية مياه النيل للسودان كمية تساوى 18.5 مليار م3.
ـ المياه الجوفية:
وأهم هذه الطبقات:
ـ الحجر الرملي النوبي.
ـ طبقات أم روابه.
ـ الطبقات الرسوبية الضحله.
ـ تكوينات الصخور الأساسية.
يقدر حجم مخزونها من المياه 561 مليار موالتغذية السنوية لها 1.6 مليار موالسحوب منها 231 مليون مفقط.
ـ الإمطار:
يتراوح معدل سقوط الإمطار كما سبق من صفر إلى 1600 مم في أقصي جنوبي غربي السودان ويقدر الإيراد الكلي للإمطار بالسودان بحوالي 950 مليار موتشكل أكبر الموارد المائية المتاحة بالسودان ولكن الاستفادة من مياه الإمطار محدودة جدًا وتتركز بمناطق الزراعة المطرية إذ لا توجد مشروعات لحصاد مياه الإمطار والاستفادة منها.
متوسط إيراد الإمطار السنوي
الإقليم
المساحة 1000كم2
متوسط المطر السنوي مم
الإيراد مليار م3
الصحراوي
730
ـ 50
20
شبه الصحراوي
500
50 ـ 300
88
السافنا
1000
300 ـ 800
550
الاستوائي
240
800 ـ 1600
288
الزراعة المطرية:
تفوق نشاطات الزراعة المطرية بالسودان نشاطات الزراعة المروية بكثير جدًا إذ تقدر المساحة المزروعة حوالي 22.5 مليون فدان وهي تتكون من شقين:
ـ قطاع آلي حديثوتبلغ مساحته 5.75 مليون فدان.
ـ قطاع تقليديوتبلغ مساحته 16.75 مليون فدان.
وتغطي الزراعة المطرية احتياجات السودان من نسبة كبيرة من احتياجاته الغذائية.
استعمال المياه للشرب:
يتوفر المياه للشرب والخدمات والصناعة في مناطق الحضر والريف من مصدرين هما:
ـ مياه سطحية.
ـ مياه جوفية.
خطط تنمية الموارد المائية في السودان:
ـ بالنسبة للمياه السطحية فإن تنفيذ مشروعات الاستفادة من الفواقد المائية فإن نصيب السودان سيرتفع إلى 29.3 مليار م3.
ـ مياه الإمطار.
تشكل المساحة المستغلة للزراعة المطرية حوالي 10% فقط من جملة المساحات الصالحة لهذا النوع من الزراعة وبالتالي فإن هناك وفرًا هائلاً ومجالاً واسعًا لاستغلال هذا المورد.
ـ المياه الجوفيةالمستخدم منها نسبة ضئيلة لا تتكافأ مع إمكانيات المياه الجوفية الهائلة.
وبصفة عامة تتوفر المياه في السودان ونتيجة اعتماد نسبة كبيرة من الزراعة على الإمطار فإن تأثر السودان بالتغيرات المناخية وسقوط الإمطار يؤثر على الزراعة في السودان.
الصومال:
يقدر مساحة الصومال 637.657كمويقدر تعداد سكانه بـ 10.4 مليون نسمة طبقًا لتعداد عام 2009.
مظاهر السطح:
يقع سهل ساحلي في الشمال على الحدود مع خليج عدن ويوجد بالجزء الشمالي للبلاد سلسلة من الجبال يتراوح متوسط ارتفاعها من حوالي 915 إلى 2013 متر.
أما في الجنوب فيوجد هضبة في الداخل يتراوح ارتفاعها من 500 متر إلى أقل من 183 متر.
على الحدود مع المحيط الهندي في الجنوب يوجد سهل ساحلي واسع يتكون من كثبان رمليه.
أهم أنهار الصومال هما نهر شبيلي وجوبا في الهضبة الجنوبية وينبعان من هضبة أثيوبيا في الغرب.
يسود الصومال مناخ استوائي جاف ترتفع درجة الحرارة أحيانًا لتصل إلى 47ْ مئوية على الساحل.
الأنهار في الصومال:
يصب نهر جوبا في المحيط الهندي بالقرب من كسمايو، ولكن نهر شبيلي لا يصل إلى المحيط بسبب وجود كثبان رملية تحول دون وصوله ولذلك ينتهي في بعض المستنقعات أو في منطقة رمليه بالقرب من جلب على بعد 300كم من المحيط جنوب غرب مقديشيو.
يتسم مناخ الصومال بأنه مداري حار جاف وشبه جاف والتغير في درجات الحرارة بين فصول السنة قليل.
ففي الأرض المنخفضة يتراوح المعدل الحراري ما بين 30 ـ 40ْم في شمالي الصومال وما بين 18 و 40ْم في جنوبي الصومال والمعدل السنوي العام للإمطار يصل إلى 28سم /السنة ونادرًا ما تزيد كمية الإمطار عن 50سمالسنة.
ويمكن تمييز أربعة فصول مناخية سنويًا بالصومال اثنان منهما ممطران هما الربيع وهو فصل المطر المهم ويستمر من شهر مارس إلى مايو وأحيانًا إلى يونيو وفصل الخريف وهو أقل مطرًا من الربيع ويستمر من سبتمبر إلى نوفمبر وتقدر نسبة أمطاره بنحو 30% من كمية المطر السنوية.
المجموعة الرئيسية من الأنهار:
تتضمن هذه المجموعة نهرين هما جوبا وشبيلي وهما أكثر الأنهار فائدة للإنسان والحيوان والنبات.
نهر شبيلي:
يبلغ طوله نحو 1500كم ويسير النهر في اتجاه مواز لنهر جوبا منذ منابعه ومتوسط تصريف النهر في الربيع يصل إلى 180ممكعبالثانية عند بلدة جوهر و 100م/مثانية عند بلدة جينالي.
أما الموسم الثاني في فصل الخريف فيصل إلى الجفاف تمامًا في شهري فبراير ومارس.
نهر جوبا:
أقصر من نهر شبيلي من حيث الطول إذ يبلغ 1030كم.
وينبع من جنوبي هضبة الحبشة من ثلاث روافد تلتقي عند بلدة دولو ويتجه جنوبًا ويلتقي بنهر شبيلي ويصب بالمحيط الهندي ولنهر جوبا فيضانان:
أحدهما في الخريف وهو الغزير بالمياه ويبدأ من أبريل إلى سبتمبر ومتوسط تصريف النهر ما بين 800 ـ 1000 م/مث.
الثانيفيكون أقل من شهر سبتمبر وأكتوبر ويقل أواخر يناير حتى مارس، ومياه نهر جوبا أقل ملوحة من مياه نهر شبيلي كذلك فإن أكثر الأراضي الزراعية ومشروعات التوسع الزراعي تقع على نهر جوبا.
العوامل المؤثرة على توفير المياه في الصومال:
ـ تعاني التربة في الصومال من مشاكل الجفاف المميت وجرف التربة بالإمطار الغزيرة أو بعوامل التعرية الهوائية التي تعمل على مسح التربة وإضعاف الإنتاج الحيواني والنباتي.
كما تعاني من ميل السكان لقطع الأشجار من أجل الوقود.
ـ الوضع الجغرافي وأثره المناخي؛ حيث تعتبر الصومال امتدادًا لصحراء العرب نحو الجنوب في شرق أفريقيا وتتعرض الصومال للرياح المتربة دائمًا في الفصل الجاف.
ـ درجة الرطوبة والتي تعتمد على التبخر من المحيطات والبحيرات والأنهار والزراعة.
وعلى هذا تختلف كمية الإمطار المتساقطة على الصومال من مكان لآخر ومن فترة لأخرى.
ونتيجة لذلك يعتمد توفر المياه في الصومال على الإمطار والتي يتم تخزين مياهها في التربة ويعاد استخراجها من الآبار ولذلك يعتمد درجة الملوحة للمياه في هذه الآبار على كميات المياه المتساقطة.
ثانيًاالتصحر والجفاف:
التصحر:
هو تعرض الأرض للتدهور في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبه الرطبة، مما يؤدي إلى فقدان الحياة النباتية والتنوع الحيوي بها، ويؤدي ذلك إلى فقدان التربة الفوقية ثمفقدان قدرة الأرض على الإنتاج الزراعي ودعم الحياة الحيوانية والبشريةويؤثر التصحر تأثيرًا مفجعًا على الحالة الاقتصادية للبلاد، خاصة الإنتاج الزراعي.
في كل سنة يفقد العالم حوالي 691 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية نتيجة لعملية التصحر، ويؤثر التصحر على القارة الإفريقية بشكل خاص، حيث تمتد الصحاري على طول شمال أفريقيا تقريبًا. كما أنها أصبحت تمتد جنوبًا، حيث إنها اقتربت من خط الاستواء بمقدار 60 كم عمًا كانت عليه من 50 سنة، وفي أكثر من 100 بلد من بلاد العالم يتأثر ما يقارب البليون نسمة من إجمالي سكان العالم البالغ عددهم 7 بلايين نسمة بعملية تصحر أراضيهم؛ مما يرغمهم على ترك مزارعهم والهجرة إلى المدن من أجل كسب العيش.
يخلق التصحر جوًا ملائمًا لتكثيف حرائق الغابات وإثارة الرياح، مما يزيد من الضغوط الواقعة على أكثر موارد الأرض أهمية ألا وهو الماء. وحسب تقرير الصندوق العالمي للطبيعةفقدت الأرض حوالي 30% من مواردها الطبيعية ما بين سنتيّ 1970م و1995م.
حيث تثير الرياح الأتربة في الصحراء والأراضي الجافة وتدفعها حتى تصل إلى الكثير من مدن العالم، وتصل الأتربة من صحاري إفريقيا إلى أوروبا من خلال رياح الباسات حتى أنها تصل إلى أراضي الولايات المتحدة الأمريكية، ويتم استنشاق تلك الأتربة التي قد ثبت أنها تزيد من معدلات المرض والوفاة.
يحتفل العالم يوم 17 يونيو من كل عام باليوم العالمي لمواجهة التصحر والجفاف.
التصحر في أفريقيا:
وإذا كان هذا هو وضع المشكلة عالميًا، فإن القارة السمراء تأتي في مقدمة قارات العالم من حيث التأثر بالمشكلة؛ حيث إن:
ـ 32% من أراضي العالم الجافة موجودة بالقارة الأفريقية.
ـ 73% من الأراضي الجافة بأفريقيا المستخدمة لأغراض زراعية قد أصابها التآكل أو التعرية.
أكثر الأراضي تأثرًا في القارة الأفريقية موجودة في سيراليون، ليبيريا، غينيا، غانا، نيجيريا، زائير، جمهورية أفريقيا الوسطي، إثيوبيا، وموريتانيا، النيجر، السودان، والصومال أي أن بها ثلاث دول في القرن الأفريقي هي: الصومال، إثيوبيا، السودان.
مشكلة التصحر بالقارة الأفريقية مشكلة متداخلة ومعقدة لعل أهم عواملها الفقر، والذي يؤدي إلى سوء استخدام الأراضي الزراعية من أجل إنتاج أكبر كمية ممكنة من المحصول، وهو ما يؤدي إلى تدهور التربة، وبالتالي تعريتها، والتي تمثل بداية عملية التصحر. هذا، وبالتالي يؤدي إلى هجرة أصحاب الأراضي المتصحرة داخليًا وعبر الحدود، وهو ما يؤدي إلى زيادة الضغط على الأراضي الزراعية في البلاد المستقبلة، وهو ما يزيد من الضغوط الاجتماعية والسياسية والنزاعات العسكرية، وبالتالي دخلت القارة في حلقة مفرغة لا تنتهي.
أسباب التصحر:
بالإضافة إلى تأثير عوامل الطقس على عملية التصحر فإن الكثير من العوامل البشرية أيضًا تؤدي إليها منها الاستغلال المفرط أو غير مناسب للأراضي الذي يؤدي إلى استنزاف التربة منها:
1 ـ إزالة الغابات التي تعمل على تماسك تربة الأرض.
2 ـ الرعي الجائر يؤدي إلى حرمان الأراضي من حشائشها.
3 ـ أساليب الري الرديئة بالإضافة إلى الفقر وعدم الاستقرار السياسي أيضًا كل هذا يؤثر سلبًا على الأراضي الزراعية.
أثار التصحر:
للتصحر في الأقطار العربية العديد من النتائج أبرزها: النتائج البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
فبالنسبة للأولي وهي البيئية تتمثل في تدهور الحياة النباتية والحيوانية (بعض فصائل النباتات والحيوانات انقرضت فعلاً) وفي تدهور التربة والمراعي وتقلص مساحة الأراضي الزراعية ونقص في الثروة المائية وتدهور نوعيتها وبالأخص ارتفاع نسبة الملوحة فيها. كل ذلك يعود إلى الاستخدام غير السليم والجائر لهذه الموارد. وفي النهاية يمكن أن يكون تدهورالبيئة عاملاً رئيسيًا في تغير المناخ.
أما النتائج الاقتصادية المباشرة فتتمثل بما حددته الأمم المتحدة في مسحها لحالة البيئة في العالم 1972 ـ 1992 حيث ورد: يؤثر تدهور الأرض وتصحرها في قدرة البلدان على إنتاج الأغذية، وينطوي بالتالي على تخفيض الإمكانيات الإقليمية والعالمية لإنتاج الأغذية، كما أنهما يسببان أيضًا في إحداث العجز الغذائي في المناطق المهددة، مع ما لذلك من أثار على الاحتياطات الغذائية وتجارة الأغذية في العالم.
التصحر أحد العوامل الرئيسية التي تعيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلدان العربية ويزيد بدوره من المشاكل الاقتصادية التي تواجه هذه البلدان وهذه المشاكل حالة البيئة لا يمكن فصلها عن حالة الاقتصاد. ومن هنا يتبين لنا أن التخلف الاقتصادي والتدهور البيئي يعزز كل منهما الآخر لتكريس التخلف في كثير من الأقطار العربية.
أما النتائج الاجتماعية للتصحر فتتمثل في تزايد هجرة سكان الريف والرعاة نحو المدن طلبا للعمل ولحياة أفضل. وينتج عن هذه الهجرة ضغوط متزايدة، على إمكانيات المدن المحدودة، وتساهم في زيادة معدل نمو سكانها أسرع من معدل نمو سكان الريف (بلغ المعدل السنوي لنمو سكان المدن 3.9% ولسكان الريف 1.3% في أقطار شمال إفريقيا للفترة 1990 ـ 1995)، معدلات النمو العالية في المدن تشكل عبئًا على الحكومات لتوفير الخدمات الاجتماعية المكلفة على حساب الهياكل الارتكازية المنتجة. ويولد ضغط الهجرة الريفية ـ الحضرية الكثير من المشاكل الاجتماعية في المدن مثل: انخفاض المستوى المعاشي، البطالة، قلة الخدمات الصحية والتعليمية، قلة السكن، التوترات والنزاعات الاجتماعية، الإخلال بالأمن ... إلخ، ثم إن إفراغ الريف من سكانه وترك الأرض يساهم هو الآخر في استمرار التصحر.
مكافحة التصحر ووسائل الحد من انجراف التربة وتصحرها:
وخصوصًا ذلك في المناطق الجافة وشبه الجافة، المحافظة على الموارد الطبيعية وتنميتها، ومن أهم هذه الوسائل:
1 ـ المسح البيئي للوقوف على الأسباب التي تؤدي إلى تدهور النظم البيئية.
2 ـ تثبيت الكثبان الرملية ويشمل:
أ ـ إقامة الحواجز الأمامية والدفاعية كخطوط أولى أمام تقدم الرمال.
ب ـ إقامة مصدات الرياح الصغيرة.
ج ـ تغطية الكثبان الرملية بالآتي:
ـ المواد النباتية الميتة.
ـ المشتقات النفطية والمواد الكيميائية أو المطاطية.
ـ تشجير الكثبان الرملية بنباتات مناسبة لوسط الكثبان الرملية.
3 ـ الحفاظ على المراعي الطبيعية وتطوير الغطاء النباتي الطبيعي.
4 ـ وقف التوسع في الزراعة المطرية على حساب المراعي الطبيعية.
5 ـ استغلال مياه السيول في الزراعة.
6 ـ وقف قطع الأشجار والشجيرات لاستخدامها كمصدر للطاقة.
7 ـ ضبط الزراعة المروية وإعادة النظر في وسائل الري والصرف الحالية.
8 ـ الزراعة الجافة؛ حيث يتم استزراع النباتات التي تحتاج لمياه قليلة وتمتاز بشدة مقاومتها للجفاف.
9 ـ تحسين بنية التربة بإضافة المادة العضوية إليها وحرثها مع النباتات التي تعيش فيها.
10 ـ القضاء على ميل الأرض بإنشاء المصاطب (المدرجات).
11 ـ حرث الأراضي في أول فصل الأمطار.
12 ـ إنشاء البرك والبحيرات في الأخاديد لوقف جريان المياه.
13 ـ إقامة السدود للتقليل من قوة السيول.
14 ـ الحفاظ على الغطاء النباتي والابتعاد عن الرعي الجائر.
15 ـ إحاطة الحقول والأراضي المعرضة للانجراف بالمصدات من الأشجار والشجيرات.
الجفاف:
هو فترة ممتدة من الوقت قد تصل إلى شهور أو سنوات، وتحدث نتيجة نقص حاد في الموارد المائية في منطقة معينة. وبشكل عام، يحدث الجفاف عندما تعاني منطقة ما بشكل مستمر من انخفاض الهطول عن المعدل الطبيعي له. ومن الممكن أن يكون للجفاف تأثير كبير على كل من النظام البيئي والزراعة في المنطقة المتضررة. وعلى الرغم من أن فترات الجفاف قد تستمر لسنوات عديدة، فإن فترة قصيرة من الجفاف الشديد كفيلة بإلحاق أضرار هائلة، وإنزال خسائر بالاقتصاد المحلي. ولهذه الظاهرة العالمية تأثير واسع النطاق في مجال الزراعة. فوفقًا لإحصائيات الأمم المتحدة، تعادل مساحة الأراضي الخصبة التي يتم إهدارها كل عام بسبب الجفاف وإزالة الغابات وعدم استقرار المناخ مساحة دولة أوكرانيا (600 ألف كيلومتر مربع). هذا، ومن المعروف أيضًا أنه لطالما كانت فترات الجفاف الطويلة الدافع الرئيسي للهجرة الجماعية ؛ فهي تلعب دورًا رئيسيًا في حدوث عدد من الهجرات المستمرة والكوارث الإنسانية الأخرى في منطقتي القرن الأفريقي والساحل الأفريقي.
أسباب الجفاف:
يرتبط بشحة سقوط الأمطار فيحدث الجفاف ومن ثم تنشأ المناطق الجافة أو الصحاري للأسباب الآتية:
ـ هبوط الهواء من طبقات الجو العليا إلى سطح الأرض أو بالقرب منه.
ـ الموقع القاري والحواجز الجبلية.
ـ مرور تيارات مائية بحرية باردة بجوار السواحل.
ـ سوء استخدام الإنسان للأراضي الهامشية أو انتقالية المناخ.
وقد يؤدى النشاط البشري بشكل مباشر إلى تفاقم بعض العوامل مثل الزراعة الجائرة والري الجائر وإزالة الغابات وتعرية التربة والتي تؤثر بشكل سلبي على قدرة الأرض على امتصاص الماء والاحتفاظ به وبالطبع فإن الدخول في فترات من الجفاف سيكون له تأثير خطير على الزراعة وخاصة في الدول النامية.
الآثار المترتبة على الجفاف:
يعد الجفاف إحدى الظواهر المناخية الطبيعية التي تحدث بشكل متكرر في معظم أنحاء العالم. ويعد كذلك من أوائل الظواهر المناخية التي سجلها التاريخ في العديد من أحداثه، كما ارتبط أيضًا بالكتاب المقدس والقرآن في قصة وصول نبي الله يوسف إلى مصر الفرعونية وكذلك سِفْر الخروج من مصر القديمة فيما بعد. لقد ارتبطت بهذه الظاهرة المناخية أيضًا هجرات الصيد والجمع التي حدثت في مناطق عدة، تمامًا كسابق ارتباطها بخروج الإنسان الأول من أصل إفريقي إلى باقي أنحاء العالم منذ ما يقرب من 135000 عام مضت. أما فيما يتعلق بالعصور الحديثة، فتستطيع الشعوب أن تخفف من حجم الأضرار الناجمة عن الجفاف بشكل فعال، وذلك من خلال تنظيم الري والدورة الزراعية. وفي الواقع، فقد أضحى الفشل في وضع استراتيجيات مناسبة لتخفيف حدة الآثار المترتبة على الجفاف يكبِّد البشر الكثير من الخسائر في العصر الحديث، وهو الأمر الذي تتفاقم حدته في ظل الزيادة المطرّدة في الكثافة السكانية. فقد أدت فترات الجفاف المتكررة التي نجم عنها حدوث تصحر في منطقة القرن الأفريقي إلى وقوع كوارث بيئية خطيرة؛ أدت إلى حدوث المجاعة التي استمرت في أثيوبيا منذ عام 1984 إلى عام 1985 ونقص حاد في الغذاء نتج عنها أزمة الغذاء في منطقة القرن الأفريقي لعام 2006، وفي الشمال الغربي من منطقة القرن الأفريقي، نجد أن السبب في إشعال فتيل الأزمة في الصراع الدائر في إقليم دارفور غربي السودان والذي تأثرت به أيضًا جمهورية التشاد يعود إلى ما مر بالإقليم من عقود عديدة من الجفاف. فهناك عدة عوامل ساهمت معًا في اشتعال أزمة دارفور، ومنها الجفاف والتصحر والزيادة السكانية. ويرجع ذلك إلى أن العرب وقبائل البقارة والبدو في بحثهم عن المياه كانوا يأخذون دوابهم إلى أقصى الجنوب حيث الأراضي الآهلة بشعوب غير عربية في المقام الأول يعملون في مجال الزراعة. ولعل أحدث ظواهر الجفاف كانت المجاعة التي تعرضت له الصومال في أغسطس 2011.
ولعل التغيرات المناخية التي يتعرض لها العالم خلال عامي 2010 و 2011 كانت سببًا في المجاعات والتغيرات في مناطق عدة.
النتائج: (ويكيبيديا الموسوعة الحرة)
إن المرور بفترات طويلة من الجفاف قد يكون له عواقب وخيمة على المستوى البيئي والزراعي والاقتصادي والصحي والاجتماعيويختلف تأثير هذه الظاهرة وفقًا لمدى حساسية المنطقة المتضررة وسرعة تأثرها، فعلى سبيل المثال، نجد أن المزارعين الذين يعتمدون على زراعة الكفاف أكثر استعدادًا للهجرة خلال فترات الجفاف لأنهم لا يمتلكون أي مصادر بديلة للحصول على الطعام لذا، نجد أن المناطق التي يعتمد فيها السكان على زراعة الكفاف كمصدر رئيسي للحصول على الغذاء أكثر قابلية للتأثر بالمجاعات التي تنتج عن فترات الجفاف، ولكن نادرًا ما يكون الجفاف هو السبب الوحيد لحدوث المجاعات؛ حيث تلعب العوامل السياسية والاجتماعية ـ كانتشار الفقر ـ ويؤدي الجفاف أيضًا إلى التقليل من جودة المياه؛ وذلك لأن انخفاض منسوب المياه يساعد في زيادة تركيز المواد الملوثة، ومن ثم زيادة نسبة التلوث في المصادر المائية المتبقية.
وفيما يلي بعض الآثار الشائعة المترتبة على الجفاف:
  • تضاؤل معدل نمو المحاصيل أو إنتاجيتها، وعدم القدرة على تنمية الثروة الحيوانية.
  • تعتبر كرات الغبار إحدى علامات تعرية التربة التي تؤدي في النهاية إلى الإضرار بجمال المنظر الطبيعي وإفساده.
  • العواصف الترابية التي تحدث عندما يصيب الجفاف منطقة تعاني من التصحر والتعرية.
  • المجاعة الناجمة عن نقص مياه الري.
  • تدمير الموطن الأصلي للحيوان أو النبات، الأمر الذي يؤثر على الحياة في كل من النظم الأيكولوجية في اليابس والنظم الأيكولوجية في الماء.
  • أمراض سوء التغذية والجفاف وبعض الأمراض الأخرى ذات الصلة.
  • الهجرة الجماعية التي تؤدي بدورها إلى حدوث تهجير داخلي ووجود لاجئين على المستوى الدولي.
  • انخفاض إنتاج الكهرباء نظرًا لعدم توفر المادة المبردة بالكميات الكافية في محطات الطاقة؛ وكذلك انخفاض تدفق المياه عبر سدود توليد الطاقة الكهرومائية.
  • حالات نقص المياه المتوفرة للعاملين في المجال الصناعي.
  • اضطراب اجتماعي.
  • اندلاع الحرائق الهائلة مثل حرائق الغابات وهي الأكثر شيوعًا في أوقات الجفاف.
مراحل الجفاف
يمر الجفاف بثلاث مراحل أساسية قبل انتهائه:
1 ـ يحدث الجفاف من منظور علم الأرصاد الجوية عندما تنخفض كمية الأمطار الساقطة على منطقة ما عن المعدل الطبيعي لها لفترة طويلة. وعادةً ما يسبق هذا الجفاف الأنواع الأخرى من الجفاف.
2 ـ أما الجفاف الزراعي فيتمثل في فترات الجفاف التي تؤثر على إنتاجية المحاصيل أو النظام البيئي في نطاق جغرافي معين. وقد يحدث هذا النوع من الجفاف أيضًا بمنأى عن أي تغير في كميات الأمطار الساقطة؛ وذلك عندما تتعرض التربة  لعوامل التعرية التي تحدث نتيجة استخدام أساليب زراعية غير سليمة تؤدي إلى نقصان كمية الماء المتوفر لزراعة المحاصيل. ومع ذلك، يحدث الجفاف بمفهومه التقليدي نتيجة انخفاض كميات الأمطار عن المعدل الطبيعي لها واستمرار ذلك لفترة طويلة من الوقت.
3 ـ يحدث الجفاف الهيدرولوجي عندما ينخفض احتياطي المياه في مصادر مثل الطبقات الصخرية المائية والبحيرات، وغيرهما من أماكن تخزين المياه الأخرى، عن المعدل الطبيعيالإحصائي له. وكما هي الحال مع الجفاف الزراعي، يمكن أن يحدث هذا الجفاف نتيجة زيادة انخفاض كمية الأمطار الساقطة.
ثالثًاكارثة التصحر والجفاف في القرن الأفريقي (يوليو 2011):
القرن الأفريقي هي شبه جزيرة تقع في شرق أفريفيا في المنطقة الواقعة على رأس مضيق باب المندب من الساحل الأفريقي، وهي التي يحدها المحيط الهندي جنوبا، والبحر الأحمر شمالا، وتقع بها حاليا: جيبوتي والصومال واريتريا ويجاورها كينيا وأثيوبيا وتتحكم بمضيق باب المندب.

الصومال:
مشكلة المناخ (الجزيرة نت في 28/9/2011):
يضرب الجفاف أوصال الصومال ومجاعته تتكرر؟ ويعود ذلك إلى مشكلة مناخ البلاد الصحراوي والذي يتنوع من مداري إلى شبه مداري ومناخ استوائي جاف في بعض الأحيان ومناخ شبه استوائي شبه جاف.
يكون متوسط درجات الحرارة غالبا 28 درجة مئوية إلا أنه في بعض الأحيان تصل درجات الحرارة إلى الصفر في المناطق الجبلية، وترتفع لتصل إلى 47 درجة مئوية على الساحل.
كما يتسبب هبوب الرياح الموسمية في فصل جاف خلال الفترة من سبتمبر إلى ديسمبر/ كانون الأول، وفصل ممطر من مارس إلى مايو.
هذا المناخ "القاتل" قلص نسبة الأراضي الصالحة للزراعة إلى نحو 2% من مساحة بلد يبلغ عدد سكانه زهاء عشرة ملايين، ناهيك عن تعرضها لمواسم متكررة من الجفاف.
فضلاً عن هبوب العواصف الترابية على السهول الشرقية، في الصيف، إضافة إلى الفيضانات في الموسم المطير، كما تعاني مشاكل صحية ناجمة عن استخدام المياه الملوثة وإزالة الغابات، وتجريف التربة وتآكلها، إضافة إلى التصحر.
إضافة على ذلك تفاقم الأزمة الغذائية جراء موجة الجفاف الاستثنائية التي تضرب منطقة القرن الأفريقي.
ويجمع المراقبون الناشطون في المنظمات غير الحكومية وتقارير أممية على أن منطقة جنوب الصومال هي التي تعاني أكثر من سواها من تركيبة مهلكة من الجفاف، وما يترتب عن ذلك من سقوط كل مناطق الجنوب في براثن المجاعة الشاملة، حيث تفشت المجاعة في يوليو 2011 في باكول وشبيلي السفلي وهي المرة الأولى التي تشهد فيها البلاد مجاعة في19 عامًا.
وتعتبر مناطق جنوبي الصومال، مناطق كارثية بامتياز، حيث تراجعت المحاصيل الزراعية إلى نسبة متدنية جدًا، والتي قادت إلى موجة من زيادة أسعار المواد الغذائية بنحو 270% للقمح والذرة الصفراء، خاصة وأن هذه المنطقة المنكوبة تعد من أغني المناطق الصومالية وأخصبها وتشكل سلة غذاء الصومال كله ويعتمد أهلها على الزراعة.
تاريخ المجاعات:
ويتذكر التاريخ أن المجاعة ضربت الصومال عام 1974، ورغم تواضع الإمكانيات لدى الحكومة العسكرية حينها، إلا أنها استطاعت السيطرة على الأزمة، بعدما تمكنت من إجلاء مئات الآلاف من المناطق التي ضربها القحط إلى المناطق الجنوبية وأغاثتهم، لكن اليوم الحكومة ضعيفة جدا إلى حد أنها لا تستطيع توزيع المواد الإغاثية على المحتاجين.
كما مر الصومال والقرن الأفريقي بمجاعة سببها قلة الأمطار فى ثمانينيات القرن الماضي.
فالمجاعة في الصومال ليست بسبب الجفاف وحده، بل هي نتيجة لمسار طويل من التدهور، يجمع بين الهجمات العدوانية المتكررة للطبيعة "الجفاف والكوارث الطبيعية" والعادات الاجتماعية والصراعات الأهلية المستمرة مند عشرات السنين.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 166 ألف صومالي فروا من بلدهم إلى كينيا أو أثيوبيا بخلاف الفارين إلى اليمن شرق البحر الأحمر.
هذا إضافة إلى: (BBC News في 20/7/2011)
ـ 30% من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد.
ـ أطفال من بين كل 10.000 يموتون يوميًا.
ـ ما يقرب من نصف سكان الصومال 3.7 مليون شخص هم في أزمة من بينهم 2.8 مليون شخص في الجنوب تسيطر عليه حركة الشباب.
جيبوتي (المركز الصحفي UNICEF في 4/11/1432هـ)
على غرار بلدان منطقة القرن الأفريقي تعاني جيبوتي من تأثيرات الجفاف المتكرر وهي واحدة من أكثر البلدان جفافًا والتي تعاني من ندرة المياه في العالم حيث يسقط على أرضها150مم فقط من الإمطار في المتوسط سنويًا ولا يستطيع نصف السكان تقريبًا في المناطق الريفية الحصول على مياه الشرب المأمونة بل أصبح حوالي 120 ألف شخص في حاجة إلى مساعدات عاجلة.
ويعاني طفل واحد من أصل أطفال من سوء التغذية مما يجعل جيبوتي البلد الثاني الأكثر تضررًا من الأزمة في منطقة القرن الأفريقي بالنسبة لعدد سكانه ويوجد حوالي 35 منطقة في جيبوتي تصل إلى حوالي 70% من مساحتها لا تستطيع الحصول على مياه صالحة للشرب.
دول القرن الأفريقي الأخرى:
ويمتد الجفاف الذي يصيب دول القرن الأفريقي في نفس اللحظة باقي دول منابع النيل خاصة أثيويبا وكذلك يمتد آثاره إلى كينيا ويؤكد ذلك تصريح وزير الموارد المائية المصري في أوائل شهر أكتوبر 2011 من أن موارد نهر النيل خلال هذا العام أقل من المتوسط عقب تأثر أثيوبيا بموجة الجفاف مما وصل آثاره إلى السودان وتأثر بها مخزون مياه السد العالي في مصر.
ولعل أكبر الأثر من تداعيات مشاكل الجفاف لدول القرن الأفريقي ندرة المياه العذبة الصالحة للشرب وللاستخدام الآدمي اللازم للحياة بين دول المنطقة.
رابعًانحو استراتيجية التخفيف من آثار الجفاف:
يوجد عدة طرق وأساليب للتخفيف من أثار الجفاف منها العالي التكلفة وهو ما لا يمكن تحقيقه لدى الدول الفقيرة ومنها ما يحتاج إلى تنظيم ودعم خارجي ومن هذه الأساليب:
ـ تلقيح السحب من الأساليب الاصطناعية المتبعة للمساعدة في سقوط الإمطار، وأن كان يصعب تنفيذ ذلك لقلة الإمكانيات.
ـ تحلية مياه البحار لاستخدامها في الري أو في الأغراض الاستهلاكية.
ـ رصد الجفاف ـ من الممكن أن تساعد الملاحظة المستمرة لمستويات سقوط الأمطار ومقارنة ذلك بمستويات الاستخدام الحالية للمياه في الحماية من الجفاف.
ـ استخدام الأراضي ـ يمكن أن تساعد الدورة الزراعية المخطط لها بشكل جيد في تقليل تعرية التربة كما أنها تتيح الفرصة أمام المزارعين لزراعة محاصيل أقل استهلاكًا للمياه في السنوات الأكثر جفافًا.
ـ تجميع وتخزين مياه الأمطار من الأسطح أو غيرها من أماكن التجميع المناسبة.
ـ المياه المعالجة يقصد بها مياه الصرف المتخلفة عن الأنشطة الصناعية (مياه الصرف الصحيالتي يتم معالجتها وتنقيتها.
ـ القيود المفروضة على استهلاك المياه حيث يمكن ترشيد استهلاك المياه (خاصة في الأماكن المفتوحة).
دور منظمة التعاون الإسلامي: (الرياض في 6/10/2011: 9)
عقدت منظمة التعاون الإسلامي في إطار حملة إغاثة الشعب السوداني مؤتمر (المياه من أجل الحياةفي القاهرة في الخامس من أكتوبر 2011 للمساهمة في وضع الحلول المناسبة لشح المياه في الصومال بهدف تنفيذ المشروعات العاجلة لتخفيف المأساة بمشاركة المملكة العربية السعودية للعمل الإنمائي والإنساني.
وفي ختام الاجتماع تعهد المجتمعون حفر 582 بئر ماء للصومال (تعهدت المملكة حفر 150 بئرًا منهافي إحدى عشر إقليمًا من أقاليم الصومال بتكلفة أولية تقدر بـ 82 مليون دولار في فترة زمنية تستمر عامًا واحد.
وقال الأمين العام للمنظمة أهمية حفر الآبار تتمثل في كونها عاملاً أساسيًا لتشجيع النازحين واللاجئين على العودة إلى قراهم، كما تشكل أساسًا لإعادة بناء الثروة الحيوانية، وتأهيل الزراعة، وتمهيد الطريق نحو مشاريع تنموية أخرى مثل الصحة والتعليم. (الأهرام في 6/10/2011).
الخاتمة:
ظاهرتي التصحر والجفاف هي تحويل مساحات واسعة خصبة وعالية الإنتاج إلى مساحات فقيرة بالحياة النباتية والحيوانية وهذا يعود إما لتعامل الإنسان الوحشي معها أو للتغيرات المناخية، فإن حالة الوهن والضعف التي تشكو منها البيئة تكون إما بسبب ما يفعله الإنسان بها أو لما تخضع له من تأثير العوامل الطبيعية الأخرى والتي لا يكون لبني البشر أي دخل فيهاوالجزء الذي يشكو ويتذمر كل يوم من هذه المعاملة السيئة من الأرض هو "التربة".
ولاشك أن الدول التي تتعرض لمثل هذه المتغيرات المناخية في أشد الحاجة للدعم والمساعدة من الدول الشقيقة خاصة وأن هذه الدول في الغالب الأعم هي من الدول النامية والفقيرة ويلزم لها معالجة هذه التداعيات خاصة وأن هذه المعالجة تحتاج لفترات طويلة لتحقيق المواجهة الفاعلة.
المراجع:
الكتب:
ـ محمد إبراهيم حسن ـ البيئات والتصحر التلوثي ـ جامعة الإسكندرية 2004.
ـ جودة حسين جودة الأراضي الجافة والشبه جافة ـ جامعة الإسكندرية 1998.
الندوات:
ـ أوراق ندوة مصادر المياه واستخداماتها في الوطن العربي التي عقدت في الكويت الفترة من 17 ـ 20 سنة 1986، دجمال الدين مرتضي والدكتور عابدين محمد علي صالح في ورقة عن مصادر المياه واستخداماتها في جمهورية السودان.
ـ أوراق ندوة الموارد المائية للدول العربية وأهميتها الاستراتيجية، عمان، الجامعة الأردنية المنعقدة الفترة من ـ 4/4/1989.
  حمله 




للقراءة والتحميل 


هناك تعليق واحد:

  1. افضل شركة تنظيف خزانات بمكة
    عند قيامك بالبحث عن افضل شركة تستطيع من خلالها ان تحصل على غسيل خزانات بمكة او تنظيف خزانات بمكة سوف تكتشف ان شركة صقر البشاير هى افضل شركة تنظيف خزانات بمكة عليك التعامل معها من اجل ان يتوافر لديك خزان مياه نظيف بدون تكلفة عالية لانها شركة تنظيف خزانات بمكة توفر لك خدماتها بأقل الاسعار
    غسيل خزانات بمكة
    https://elbshayr.com/6/Cleaning-tanks

    ردحذف