الصفحات

الأربعاء، 11 يوليو 2018

التعرية وأثرها على الأراضي الزراعية في محافظة صلاح الدين



التعرية وأثرها على الأراضي الزراعية


في محافظة صلاح الدين
 


   
اطروحة تقدم بها




إسماعيل فاضل خميس مصطفى البياتي

إلى مجلس كلية التربية للعلوم الإنسانية / جامعة تكريت
وهي جزء من متطلبات نيل شهادة الدكتوراه فلسفة في الجغرافية

بإشراف

الأستاذ الدكتور

ظافر إبراهيم طه العزاوي




1439 هـ                 2018 م

المستخلـص
تناولت الدراسة (التعرية وأثرها على الأراضي الزراعية في محافظة صلاح الدين) وحددت بحدود محافظة صلاح الدين الإدارية ضمن القسم الشمالي الأوسط من العراق وتحديداً فيِ المنطقة الانتقالية ما بين السهل الرسوبي ومنطقة الجزيرة والمنطقة شبِه الجبلية المتموجة, والتي تنحصر إحداثياً بين خطي طول ( 16ً, 32َ, 42ْ - 11ً, 59َ, 44ْ ) شرقاً, وبين دائرتي عرض ( 23ً, 21َ, 33ْ -  33ً, 41َ, 35ْ ) شمالاً. وتبلغ المساحة الكلية للمحافظة (24358,802) كم2.
       تهدف هذه الدراسة إلى إبراز أثر التعرية على الأراضي الزراعية في محافظة صلاح الدين, والوقوف على أهم الخصائص المكانية المؤثرة فيها, وأبعاد هذا التأثير سلباً وإيجاباً, وبين ما يحيط بها من متغيرات وخصائص طبيعية وبشرية على حد سواء في إطار العلاقة المكانية (Spatial relationship) بمنطقة الدراسة.
      كما تهدف الدراسة إلى إعطاء صورة عن طبيعة أثر التعرية في تدهور وانجراف تربة الأراضي الزراعية, والكشف عن طبيعة هذا التأثير باستخدام  تقنيات الاستشعار عن بعد (RS) ونظم المعلومات الجغرافية (GIS) للتعرف على مدى التأثير الذي تحققه التعرية بنوعيها (المائية والريحية).
     وأتبعت الدراسة لتحقيق أهدافهِا المَنهج الاستقرائي منهجاً رئيساً للدراسة, متخذاً من وسائل القياس الكمي ومعطيات نظم المعلومات الجغرافيةGIS)) أداة للبحث والدراسة, فضلاً عن التحليل المكاني (Spatial Analysis) وذلك لغرض الوصول إلى أفضل النتائج, باستخدام مجموعة من البرامج الخاصة بِهذه التقنية الحديثة، ولإكمال كافة متطلبات هذه الدراسة فقد تم جمع البيانات والمعلومات بواسطة العمل الميداني والحصر الشامل للبيانات والمعلومات من مصادرها المكتبية والدوائر الحكومية، وقد تم إفراغ المعلومات التي تم الحصول عليها على هيئة جداول وخرائط وأشكال والتي اعتمد عليها البحث في الاستدلال والاستنباط, مما أسهم في بناء قاعدة بيانات جغرافية، وتم تمثيل الكثير من بياناتهِا في العديد من الخرائط التي احتواها متن هذه الدراسة، باستخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية (GIS) التي تتميز بقدرتها على تحليل البيانات المكانية المرتبطة بقاعدة بيانات وصفية، من أجل التعرف على التعرية وأثرها على الأراضي الزراعية, والتي اشتملت على قياس التعريِةَ المائيِة بطريقة المعادلات الإحصائية واشتقاقهِا بطريقة (الشبكة المائيِة) وبيان درجات التعرية الموجودة في المنطقة وحسب نموذج Bergsma)) للتعرية المائية ومدى تأثيرها وفعاليتها وقد ظهر من خلال الدراسة أن درجات التعرية كانت تتراوح بين (1) و (7) درجات. منها ما تكون بدرجات تعرية خفيفة والتي تشمل من الدرجة (1) إلى (2) إلى (3) وبنسبة (93.309%), من مساحة منطقة الدراسة, ومنها ما كانت متوسطة متمثلة بالدرجة (4) و(5) وبنسبة (6.604%), والأخرى بدرجات تعرية شديدة, شملت الدرجة (6) و(7) وبنسبة (0.087%) من مساحة منطقة الدراسة. والتعرية المائية تأخذ اتجاه توزيع يمتد بين الشمال الشرقي والجنوب الغربي في المنطقة.
     أما تأثير التعرية الريحية فيِ منطقة الدراسة فقد تم تطبيق معادلة (Chepil) على المحطات المناخية في منطقة الدراسة, تمثلت بمحطة (تكريت, سامراء, بيجي, الطوز) وكانت النتائج نشاط التعرية الريحية في محطة سامراء ومحطة بيجي, وشملت التعرية الريحية ثلاثة نطاقات تمثلت بالنطاق الخفيف وبنسبة (21.820%), والنطاق المتوسط بنسبة (60.051%), أما النطاق الشديد وشكل نسبة (18.130%) من مجموع المساحة المدروسة. والتعرية الريحية تأخذ اتجاه توزيع يمتد بين الشمال الغربي والجنوب الشرقي في المنطقة.
      فضلاً عن استخدام التَحليل الإحصائي المكاني باستخدام النَموُذج (لـــــ(Getis-Ord Gi* ومن أجل إجراء تحليل كمي على النمط المكاني للتعرية المائيِة للمساحات الزراعية وفقاً للوحدات الإدارية, تم استخدام الأداة Hot Spot Analysis: Getis-Ord Gi*)) وأظهرت النتائج التيِ وزعت بشكل رئيسي على منطقة الدراسة خارطتين تمثلان قيِم النَموُذج الأول والثاني (GiZScore) و (GiPValue), إن قيِم :(GiZScore) الموجبة العالية تَبين ظهور بقع ساخنة لتجمعات الوحدات المكانيِةَ ذات القيِم العالية للتعرية المائيِة فعلاً, والتيِ تنتشر فيِ الأجزاء الشمالية والشمالية الشرقية من منطقة الدراسة, فيِ الطوز والشرقاط, وممثلة باللون الأحمر وتَشِمل الفئة الخامسة فيِ النَموُذج الأول. أما السالبة لــــــــ(GiZScore) كما موضح فيِ النَموُذج الأول فتبين البقع الباردة لمواقع تكتلات القيِم الواطئة للوحدات المكانيِةَ للتعرية المائيِة, والتيِ تنتشر فيِ الأجزاء الوسطى والجنوبية من منطقة الدراسة, كما فيِ سامراء والدجيل ويثرب وبلد ومتمثلة باللون الأزرق.
     أما عن نشاط التعرية الريحية وفق النموذج الإحصائي فقد كان لقيِم (GiZScore) الموجبة العالية تَبين ظهور بقع ساخنة لتجمعات الوحدات المكانيِةَ ذات القيِم العالية للتعرية الريِحيِة فعلاً, والتيِ تنتشر فيِ الأجزاء الغَربِية والوسطى والجنوبية فيِ منطقة الدراسة, كما فيِ بيجي والصينية والدور وسامراء والدجيل, وممثلة باللون الأحمر وتَشِمل الفئة الخامسة فيِ النَموُذج الأول. أما السالبة لــــــــ(GiZScore) النَموُذج الأول, فتبين البقع الباردة لمواقع تكتلات القيِم الواطئة للوحدات المكانيِةَ للتعرية الريِحيِة, والتيِ تنتشر فيِ الأجزاء الشمالية والشمالية الشرقية من منطقة الدراسة, كما فيِ الطوز والشرقاط ومتمثلة باللون الأزرق.
     اعتمد الباحث في الدراسة على المقارنة بين المرئيات الفضائية للسنوات (1973-1995-2016) من أجل التعرف على فترات تغير الأراضي الزراعية, باستخدام تقنيتي نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في دراسة هذا التغير، وقد تمت معالجة البيانات الرقمية باستخدام برنامج(ERDAS Imagine 8.4)  و (ARC GIS 10.3). ومن خلال هذه البرامج اتضح أن منطقة الدراسة قد شهدت تغيراً موجباً في مساحات الأراضي الزراعية, وكانت نسبة التغير موجبة بلغت (103.264%) بين السنتين (1973-1995), أما بين السنتين (1995 - 2016) كانت نسبة التغير (100.495%). أما بين السنتين (1973-2016) فكانت نسبة التغير (307.534%).

     حيث أظهرت نتائج التحليل لمخاطر التعرية (المائية والريحية) ثلاثة مخاطر للأراضي, وكانت قليلة الخطورة ومتوسطة الخطورة وشديدة الخطورة, وشكلت الأراضي المتوسط الخطورة أعلى نسبة بلغت (71.2%) من مجموع مساحة منطقة الدراسة, وهذا يعني أنها استحوذت على الأراضي الصالحة للزراعة, وإن أغلب الاستخدام الزراعي والرعوي يتركز فيِها, كما تتوفر فيِها مياه سطحية متمثلة بمجاري الأنهار والقنوات الاروائية.
       
         اختتمت الدراسة بعدد من الحلول المقترحة والتوصيات والتي أهمها ضرورة تنمية المراعي الطبيعية وتنظيم الرعي للمحافظة على التُربةَ والمراعيِ, وعملية التشجير ومَنع قطع الأشجار ووضع حواجز ومصدات الرياح, وتثبيت الكثبان الرملية وعمل الأسيجة النَباتيِة في منطقة الدراسة, فضلاً عن إمكانية الاستفادة من تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية (GIS) بوصفها منظومة متكاملة، في تطبيق معايير (Standards)  اشتقاق التعرية المائية والريحية, اعتماداً على المعايير والمعادلات, مما يساعد في التعرف على طبيعة تدهور الأراضي الزراعية وقدرتها الإنتاجية, لذا فالمحافظة عليها وصيانتها، تتطلب استخدام الأسُس العلمية والإجراءات المناسبة للحد منها.

Erosion and its impact on the Agricultural

lands in Salah al-Din Province


A Dissertation
SUBMITTED BY

Ismael Fadhil Khamees Mustafa Al-Bayati


To the council of The College of Human Sciences 

University of Tikrit

In Partial Fulfilment of the requirements

For the degree of Doctorate of Education in Geography


Supervised by

Prof. Dr. Dhafir Ibrahim Taha Al-Azzawi 


2018 A.H.     1439 A.D.



Abstract 

   The study is concerning with (Erosion and it impacts on the agricultural lands in Salah alDin province). The boundaries of Salah al-Din governorate are determined within the northern middle section of Iraq, specifically in the transitional zone between the sedimentary plain, the island region and the semi-mountainous which it lies between . )ْْ4 ,َ93 ,ًً1- ْ24 ,َ23 ,ً61 ( to the east, and between two widths ) ََ4 ,ًْ3 ,ََ1 - ََ4 ,2ً3 ,2َ1 ( to the north. The total area of the province are (24358,802) km2

The aim of this study is to highlight the impact of erosion on agricultural land within the scope of the specific study, to identify the most important spatial characteristics affecting it, and the dimensions of this effect negatively and positively, and the surrounding variables and characteristics of both natural and human in the context of Spatial relationship studying area.

   Also to provide an overview of the impact of erosion on the degradation and erosion of arable land, and to explore the nature of this effect using remote sensing techniques (RS) and geographic information systems (GIS) to identify the impact of erosion (both water and wind).

   In order to achieve its objectives, the study adopted the inductive method as a main method of study, using quantitative means and GIS data, as a tool for research and study, as well as Spatial Analysis in order to achieve the best results using a set of programs for this modern technology, In order to complete all the requirements of this study, data and information were collected by fieldwork and a comprehensive inventory of data and information from their sources, office, government departments and field surveys. The information obtained was obtained in the form of tables, Which contributed to the construction of a geographical database. Many of its data were represented in many of the maps contained in this study using GIS technology, which has the ability to analyze the spatial data associated with a descriptive database In order to identify the erosion and its impact on agricultural lands, which included the measurement of water erosion in the method of statistical equations and derived to (water network) and identifying the degrees of erosion that existing in the region and according to the Bergsma) model of water erosion and its impact and effectiveness, D appeared through the study that the degree of erosion ranged between (1) and (7) degrees. (4), (5), and (6.604%) of the total area of the study area, , And the other with high degrees of erosion, which included grades (6) and (7) and by (0.087%) of the area of study area. Water erosion takes a distribution trend extending between the north-east and south-west of the region.

   The impact of wind erosion in the study area was applied the equation of Chepil on the climatic stations in the study area in (Tikrit, Samarra, Baiji and Tuz). The results were the wind erosion activity at the Samarra and Baiji stations. Wind erosion included three ranges, (21.820%), medium range (60.051%), and high scale (18.130%) of the total studying area. Wind erosion takes a distribution trend extending from the north-west to the south-east in the region.

  In addition to the use of spatial statistical analysis using the Getis-Ord Gi * model and for quantitative analysis of the spatial pattern of water erosion of agricultural areas according to administrative units, the Hot Spot Analysis Tool (Getis-Ord Gi *) was used (GiZScore) and GiPValue (GiSVore), the high positive values of GiZScore show the emergence of hot spots for high-value spatial concentrations of aquatic erosion, which spread in the northern and northeastern parts of the region Study, in Toz The Sharks, represented in red, include the fifth category in the first model. The negative of GiZScore, as shown in the first model, shows the cold spots of the low-value clusters of the spatial units of water erosion, which spread in the central and southern parts of the study area, such as in Samarra, Dujail, Yathrib and Balad, in blue. 

   As for the activity of wind erosion according to the statistical model, the high positive values of GiZScore showing a hot spots for the spatial units of the high values of wind erosion, which are spread in the western, central and southern parts of the study area, as in Baiji, Senea, Aldor, Samara and Dujail, The red color category includes the fifth in the first model. The negative for GiZScore is the first model, showing the cold spots of the low-value clusters of the spatial units of wind erosion, which are scattered in the north and north-eastern sections of the study area, as in the toz and Sherqat, in blue.

   The study was based on a comparison between the spatial data for the years (1973-1995-2016) in order to identify the periods of change of agricultural land, using GIS and sensing techniques in the study of this change. The digital data was processed using ERDAS Imagine 8.4, (ARC GIS 10.3). The results showed that the study area witnessed a positive change in agricultural land area. The percentage change was positive (103.264%) between the years 1973-1995. Between 1995 and 2016, the change rate was 100.495%. Between the years 1973-2016, the rate of change was 307.534%.

   The results of the analysis of the risk of erosion (water and wind) showed a three land risks, which were low risk, medium risk and high risk, and the average risk was the highest percentage (71.2%) of the total area of the study area, meaning that it acquired arable land, Agricultural and pastoral use is concentrated in it, and there are also shallow water, such as river drains and irrigation channels.

  The study included five chapters. The first chapter deals with the theoretical framework of the study, which included the introduction, the study problem, the hypothesis of the study, the objectives of the study, the boundaries of the study area, the study methodology and the programs used in the study and previous studies. The second chapter deals with the geographical factors affecting the erosion of agricultural lands in the study area. The third chapter deals with the erosion of agricultural lands and their methods of measurement in the study area. Chapter 4, spatial analysis of agricultural land erosion using the statistical model of Getis-Ord Gi, Through chapter 5, which examined the risks of erosion and conservation of agricultural land in the study area, as well as the conclusions, recommendations, list of sources and the summary in English.

  The study concluded with a number of proposed solutions and recommendations, the most important of which is the need to develop natural pastures and grazing systems for the conservation of soil and pastures, the process of afforestation, preventing tree cuts, the establishing barriers and windbreaks, the installation of sand dunes and the work of fencing in the study area, (GIS) as an integrated system, in the application of standards to derive water and wind erosion based on criteria and equations, which helps to identify the nature of agricultural land degradation and productivity, so conservation and cultivating soil that require the use of appropriate scientific basis and procedures to reduce them .

خريطة (1) الموقع الجغرافي لمنطقة الدراسة من العراق

الاستنتاجات والتوصيات
أولاً: الاستنتاجات:-
1.  تعرضت مُعظم التكوينات الجيولوجية المكونة لسطح منطقة الدراسة وخاصة في الأجزاء الشمالية والشمالية الشرقية إلى التعرية المائية والانجراف مكونة أخاديد وأودية نهرية، ويعكس ذلك فاعلية عمليات التعرية المائية بمرور الزمن أو من خلال الأزمنة الجيولوجية.
2.  تقع منطقة الدراسة من العراق في أنطقة مُتباينة تبعاً لتصنيف بولتون للأنطقة التكتونية, فيحتل النطاق المستوي الجزء الأكبر ضمن منطقة الدراسة, وبمساحة بالغة (20382.301 كم2) وبنسبة مئوية (83.7%).
3. إن أغلب المرتفعات والهضاب في منطقة الدراسة يكون انحدارها متبايناً ومتقطعاً, فالتباين التضاريسي لسطح منطقة الدراسة يصل إلى (26) متر كحد أدنى فوق مستوى سطح البحر و(720) متر كحد أعلى فوق مستوى سطح البحر، وتعكس عدم وجُود التماثل في دور وفاعلية تعرية الأراضي الزراعية في منطقة الدراسة. وتضح أن هُناك تبايناً كبيراً ما بين سطح منطقة الدراسة، فتُشكل فئة أقل من (26) متر فوق مستوى سطح البحر, والبالغة مساحتها (10273.245كم2) وبنسبة مئوية (42.2%) تشغل أعلى نسبة من سطح منطقة الدراسة. فضلاً عن السهل الرسوبي الذي يتميز باستواء سطحه النسبي, وهذه المظاهر كان لها انعكاس على التعرية (المائية والريحية) وهوُ ما انعكس على الأراضي الزراعية.
4.      حسب تصنيف (Zink) فإن حوالي (727.55 كم2)، من مساحة منطقة الدراسة ما نسبته (2.987%) ، يزيد انحدارها عن (8ْ) درجة، يُشكل ذلك خطراً في تفاقم حدوث التعرية المائية.
5. تُشكل اتجاهات الانحدار عاملاً مهماً في تسارع عمليات التعرية والانجراف، فإنَّ حوالي (2577.598 كم2) والتي تشكل نسبة (10.58%) من مساحة منطقة الدراسة، تقع في اتجاه الشمال الغربي والغرب في مواجهة الأمطار والرياح، وتشكل موضعاً خطراً في حدوث التعرية.
6.  إن معدلات درجات الحرارة على سطح منطقة الدراسة تكون متباينة, هذا التباين يؤدي إلى أن يكون تأثير درجات الحرارة في المنطقة الوسطى أكثر من بقية المناطق وذلك بسبب وقوعها على حافة الصحراء الغربية التي تتميز تربتها بانعدام الغطاء النباتي فيها مع جفاف التُربة.
7.  تتركز معظم أمطار المنطقة في فصلي الشتاء والربيع مع انحسارها وانعدامها في فصلي الصيف والخريف، مما يعني ازدياد فاعلية التعرية في الفصل المطير مقارنة مع الفصول الجافة في منطقة الدراسة. وتباين عدد الأيام الممطرة ما بين محطات منطقة الدراسة، مما يعكس تباين الفعل التعروي لكميات التساقط، فضلاً عن قوتها وشدتها.
8.  ارتفاع معدل سرعة الرياح في منطقة الدراسة وفي فصل الصيف، إذ بلغت المعدلات الشهرية للمحطات خلال شهر تموز في محطة تكريت (4.1 م/ثا) وسامراء (3.4 م/ثا), وبيجي (2.9م/ثا) وطُوز (2.4 م/ثا), إذ يعكس قوة دوره التعروي في منطقة الدراسة. وجود مدى حراري كبير بين الفترة الباردة والحارة، وعلى مستوى المحطات الأربع الموجودة.
9. تواجه منطقة الدراسة سرعة الرياح مما تؤدي إلى تكوين العواصف الترابية, وتكون هذه العواصف شائعة في منطقة الدراسة، وبشكل خاص في فصل الصيف ابتداءً من شهر أيار وحتى أيلول بسبب انعدام الأمطار وقلة الغطاء النباتي وسيادة هبوب الرياح الشمالية الغربية السائدة في منطقة الدراسة.
10. تُعد المياه السطحية أهم مصادر الموارد المائية في منطقة الدراسة بسبب وجُودها في أغلب الوحدات الإدارية في منطقة الدراسة، وتتمثل بنهر دجلة ورافده نهر العظيم والمشاريع الاروائية المقامة عليه.
11.  سيادة التربة الصحراوية الجبسية  بنسبة (35.06%) من مساحة المنطقة، وهي تربة ذات نفاذية عالية، ينشط فيها تأثير التعرية الريحية، مما يعني ازدياد فاعلية التعرية فيها.
12. تعاني منطقة الدراسة من الزيادة في النمو السكاني وما يرافقه من زيادة الطلب على الغذاء والخدمات المختلفة ومنها السكن, وبالتالي يؤدي إلى إنهاك التُربة وتدهور إنتاجيتها وكذلك الزحف العمراني على الأراضي الهامشية المحيطة بالمدن.
13.  للعوامل البشرية أثر واضح في تدهور الأراضي الزراعية, ومنها الحراثة الخاطئة والإرواء الخاطئ والرعي الجائر والصناعات الاستخراجية والتوسع العمراني في هذا المجال.
14. تعاني تربة الأراضي الزراعية في منطقة الدراسة من التعرية الأخدودية بدرجات متفاوتة، حسب (Bergsma) فان حوالي (55.535%) من مساحة منطقة الدراسة تعاني من التعرية الخفيفة، و (44.233%) تعاني من التعرية المتوسطة، و (0.232%) تعاني من التعرية العالية.
15. بروز دور التعرية الريحية في المنطقة، بفعل سرعة الرياح، إذ سجلت قرينة التعرية الريحية فيها (85.85) كأعلى قيمة لقرينة التعرية الريحية، فهي بذلك تشكل خطورة حسب نموذج ((Chepil, للتعرية الريحية.
16.  اتضح من الدراسة أنّ اتجاه التوزيع الفعلي للتعرية المائية في منطقة الدراسة يأخذ شكلاً بيضاوي يتوسط منطقة الدراسة, ويمتد بين الشمال الشرقي والجنوب الغربي، وبلغت قيمة دوران اتجاه الشكل (76,560) درجة من الاتجاه الشمالي الشرقي, يتضح لنا بأن التعرية المائية تنشط بالمناطق الشمالية والشمالية الشرقية في منطقة الدراسة.
17. اتضح من الدراسة أنّ اتجاه التوزيع الفعلي للتعرية الريحية يأخذ شكلاً بيضاوياً يتوسط منطقة الدراسة, ويمتد بين الشمال الغربي والجنوب الشرقي، وبلغت قيمة دوران اتجاه الشكل (143,1363) درجة من الاتجاه الشمالي الغربي, يتضح للباحث وحسب طبيعة وسيادة اتجاه الرياح الشمالية الغربية في منطقة الدراسة وطبيعة انبساط السطح ونوعية التربة وقلة سقوط الأمطار في الجهة الغربية من منطقة الجزيرة, أصبح لسرعة الرياح التأثير التعروي للأراضي الزراعية المحيطة بمنطقة بيجي, والمنطقة الواقع شرق نهر دجلة في منطقتي الدور وسامراء.
18. تتميز المنطقة بوجود ممر ريحي نشط في الجهة الشمالية الغربية, ويشكل الفتحة الرئيسة المتأثرة بالرياح في منطقة الدراسة, وقد ساهم هذا النشاط الريحي الكبير المتسم بالتنقل السريع والقوي للرمال النشطة في توجيه التدفق الرملي, مما أدى إلى تدهور الكثير من الأراضي الزراعية.
19.  من خلال تطبيق نموذج التحليل الإحصائي للتعرية المائية (Getis-Ord Gi*) تبين ظهور بقع ساخنة لتجمعات الوحدات المكانية ذات القيم العالية للتعرية المائية فعلاً, والتي تنتشر في الأجزاء الشمالية والشمالية الشرقية من منطقة الدراسة, في طوزخورماتو والشرقاط.
20.  من خلال تطبيق نموذج التحليل الإحصائي للتعرية الريحية (Getis-Ord Gi*), تبين ظهور بقع ساخنة لتجمعات الوحدات المكانية ذات القيم العالية للتعرية الريحية فعلاً, والتي تنتشر في الأجزاء الغربية والوسطى والجنوبية في منطقة الدراسة, كما في بيجي والصينية والدور وسامراء والدجيل.
21.  سجلت الأراضي الزراعية مساحة قدرها (978.964 كم2) في سنة (1973) من جملة مساحة منطقة الدراسة البالغة (24358.802 كم2)، أما في سنة (1995), فقد جاءت بمساحة قدرها (1989.881 كم2), وكانت نسبة التغير موجبة بلغت (103.264%) بين السنتين (1973-1995), أما في سنة (2016) جاءت مساحتها بـ (3989.612 كم2), وكانت نسبة التغير موجبة بلغت (100.495%) بين السنتين (1995 - 2016), وكانت نسبة التغير موجبة بلغت (307.534%) بين السنتين (1973-2016), ويعود سبب هذا الفارق بين المساحات الزراعية, إلى زيادة مساحة الأراضي الزراعية من خلال استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة والتي يمكن من خلالها زيادة المساحات المستثمرة, واستحداث بعض المشاريع الاروائية التي زادت من مساحة الأراضي الزراعية, مثل مشروع ري الرصاصي ومشروع ري الاسحاقي ومشروع ري طوزخورماتو, ومشروع ري الضلوعية.
22.  سجل النبات الطبيعي مساحة بلغت (1998.875 كم2) سنة 1973 وفي سنة 1995 كانت المساحة, (989.579كم2), وفي سنة 2016  بلغت المساحة (436.917 كم2), إذ شهدت مساحاته انخفاضاً بلغت نسبت التغير كالتالي (-50.493) و (-55.848) و(-78.142) على التوالي وللمدة المدروسة, وجاء هذا الانخفاض نتيجة لسيادة مظاهر الجفاف والتصحر التي تعرضت بسببه, مساحات واسعة من هذا الصنف, وإحالتها إلى أراضي جرداء وأراضي متروكة, فضلاً عن الرعي الجائر الذي أدى إلى القضاء على النباتات الطبيعية ولا سيما المستساغ منها.
23.  بلغت أعلى نسبة لتدهور الغطاء النباتي (32.4%) من مجموع مساحة منطقة الدراسة إذ تعاني من التدهور في الغطاء النباتي, ولا سيما أراضي الجزيرة الواقعة غرب نهر دجلة أي في الجهات الغربية من منطقة الدراسة والمناطق الواقعة ضمن تلال حمرين والكثبان الرملية في منطقة العيث وبيجي.
24.  بلغت أعلى نسبة للملائمة الأرضية ضمن وحدة السهل التجميعي ما نسبته (26.96%) من مجموع المساحة الكلية لمنطقة الدراسة, وتمتاز هذه الفئة بملائمتها العالية للاستخدام الزراعي.
25.  فاعلية الدور الايجابي لتقنية نظم المعلومات الجغرافية (GIS) في دراسة المكونات البيئة الطبيعية، والوصول إلى نتائج ذات دقة عالية، مع اختصار الوقت والجهد والتكلفة.
26.  وجود أنواع من المصدات للحد من التعرية وفق الوسائط المتاحة، إلا أنها في أغلبيتها محلية، تتصف بضعف فاعليتها في منطقة بيجي.
27.  سُجلت مخاطر التعرية المائية والريحية ثلاثة مخاطر للأراضي قليلة ومتوسطة وشديدة الخطورة, وشكلت الأراضي المتوسط الخطورة أعلى نسبة  بلغت (71.2%) من مجموع مساحة منطقة الدراسة, وهذا يعني أنها استحوذت على الأراضي الصالحة للزراعة, فمن خلال الدراسة الميدانية للمنطقة يتضح أن أغلب الاستخدام الزراعي والرعوي يتركز فيها, كما تتوفر فيها مياه سطحية متمثلة بمجاري الأنهار والقنوات الاروائية.

ثانياً: التوصيات:-
1.  العمل على رصد مظاهر التعرية التي تتعرض لها الأراضي الزراعية وبشكل دوري باستخدام التقنيات الحديثة مثل تقنية الاستشعار (RS) عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية (GIS)، بحيث يضمن حمايتها وصيانتها والعمل على تنمية المناطق المتدهورة منها.
2.  إمكانية استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية، كوسيلة فاعلة ودقيقة في تحديد المناطق المتدهورة، من خلال حساب قيم الأدلة والمؤشرات النباتية، من خلال القرينة النباتية NDVI فضلاً عن مراقبة التغيرات التي تحصل للغطاء الأرضي.
3. معالجة المناطق التي تعاني من مشاكل محتملة للتعرية مستقبلاً مع تحديد المناطق الآمنة والأفضل للاستخدامات الزراعية, وبشكل يتوافق مع طبيعة انحدار سطح الأرض وجيولوجية المنطقة وأنظمة التصريف المائي.
4.  تفعيل المراكز الاستشارية الزراعية وفتح دورات التوعية في مجال الزراعة، وبشكل دوري لفلاحي المنطقة، بهدف المحافظة على أهم الموارد الطبيعية وهي التربة، والحد من قطع الأشجار فضلاً عن متابعة عملية الزراعة وبشكل مكثف في المنطقة، وذلك لمنع إنهاك التربة، وتهيئتها لعملية التعرية.
5.  إنشاء مركز أبحاث بيئي، لغرض دراسة المنطقة دراسة دقيقة في كل النواحي وبشكل دوري، وخصوصاً في مجال تدهور الغطاء النباتي، والتدهور في إنتاجية الأراضي الزراعية.
6.  بناء سدود لخزن المياه على مجاري الأودية والأنهار في منطقة الدراسة, وإعادة بناء وإنشاء سد مكحول, لتقليل الخطر الناجم عن تعرية التربة في موسم الفيضان والاستفادة من المياه المخزونة لسد جزء من حاجة الأراضي الزراعية للمياه.
7.  العمل على زراعة الأشجار التي تتميز بالارتفاع في المناطق التي تتعرض لتكرار عواصف ترابية، لما له من أهمية في التقليل من أثر هذه العواصف التي تعمل كمصدات للرياح، فضلاً عن جماليتها والمحافظة على البيئة.
8.  وضع برامج خاصة بحماية البيئة في وسائل الأعلام. حث وتشجيع منظمات المجتمع المدني لغرض توعية المواطنين بأهمية موارد الثروة الطبيعية وكيفية حمايتها.

حمله         من 4shared   أو     من top4top


قراءة مباشرة                                 من هنا 


للقراءة والتحميل     اضعط هنا    أو    اضغط هنا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق