الصفحات

الاثنين، 10 يونيو 2019

البيئة الحضرية لمدينة الجبيل الصناعيه بالمملكة العربية السعودية: تحليل البيئة العاملية للمنطقة السكنية



البيئة الحضرية لمدينة الجبيل الصناعيه بالمملكة العربية السعودية


(تحليل البيئة العاملية للمنطقة السكنية)

أ.د. احمد جار الله الجارالله ، م. علـي محمد الملوذ
قسم التخطيط الحضري والأقليمي
كلية العمارة والتخطيط بجامعة الملك فيصل – الدمام
ص . ب . 10028 الدمام 31433
بريد الكتروني : email pro_aj@hotmial
منشور  في دورية الجمعية الجغرافية الكويتية، العدد، 336 ،  1429، الكويت.

كلمات الفهرسة:
 البناء الحضري ،البيئة العاملية،  الجبيل الصناعيه، المنطقة السكنية, تحليل المكونات الأساسية ، نظم المعلومات الجغرافية المملكة العربية السعودية.

مستخلص:

هدف هذه الدراسة فهم البناء الحضري للمنطقة السكنية فى مدينة الجبيل الصناعيه. والمؤمل أن دراسة ظاهرة البناء الحضري لمدينة الجبيل الصناعية، سيمكن من الخروج بخارطة توضح العوامل المحُددة للبناء الحضري للمدينه، تساعد أصحاب القرار والمخططين في إتخاذ القرارات التخطيطية المناسبة.
       بمراجعة العديد من الدراسات السابقة لوحظ بإن هناك فجوات في دراسة البناء الحضري، حيث لم يجمع أي من الدراسات بين متغيرات تصف مختلف الجوانب المؤثرة في البناء الحضري. كما أن معظم الدراسات التي  عملت عن الجبيل الصناعية لم تتناول تحليل البيئة العاملية للمدينة.
تم جمع بيانات ثانوية عن الخصائص الديمغرافية والاقتصادية والوظيفية والخدمية والعمرانية للحالات المدروسة (حارات المنطقة السكنية في مدينة الجبيل الصناعية التي بلغ عددها 44 وحدة مكانية )،  من الكتاب الاحصائى لعام 1425هـ الصادر من الهئية الملكية بالجبيل حيث أمكن الحصول على 40 متغيراً كل منها يصف خاصية من خواص الحالات المدورسة الديمغرافية والاقتصادية والوظيفية والخدمية والعمرانية.
         وبتوظيف أسلوب المكونات الأساسية أمكن اشتقاق ثلاثة عوامل فسرت مجتمعة 90% من التباين في المتغيرات الأصلية، وهي نسبة عالية توضح أن الغالبية العظمى من المعلومات التي دخلت التحليل ضمنت في عملية التفسير ، يعتبر العامل الأول أهم العوامل المشتقة من حيث نسب التفسير حيث فسر ما نسبته (49%) من المعلومات التي اشتملت عليها المتغيرات وفسر العامل الثاني (29%) وهي نتيجة تفسير تعتبر عالية وتحقق معظم الشروط التي يتطلبها التحليل.
       في ضوء ذلك وبالاستعانة بنظم المعلومات الجغرافية، أمكن إنشاء خارطة للبناء الحضري لللمنطقة السكنية في مدينة الجبيل الصناعيه  يؤمل أن تساعد أصحاب القرار والمخططين في إتخاذ القرارات التخطيطية المناسبة.

مقدمة:
    يعتبر البناء الحضري للمدن من الموضوعات التى نالت قدراً كبيراً من الدراسة والبحث على أيدى الجغرافيين والاجتماعيين والمخططين، وقد حاولت كثير من الدراسات فى هذا المجال القاء الضوء على العوامل الاجتماعية والاقتصادية والمكانية(Spatial) التى تفسر البناء الحضري للمدن، فكان محور هذه الدراسات التعرف على القوى والديناميكيات الاجتماعية والأقتصاية والمكانية Spatial dynaics & Socoecnomic). ويعود الفضل فى لفت انظار الباحثين الى هذا النمط من الدراسة الى مدرسة شيكاغو الحضرية التى تاسست على يد برجس (Burgess) وزملائه وتلامذته في النصف الأول من القرن العشرين الذين حاولوا من خلال ابحاثهم تقديم نماذج منافسة لاراء برجس أو استدراك بعض العوامل التى تقف وراء انماط توزيع السكان على أحياء المدن والتى اغفلتها نظرية برجس
وحيث أن التصدي لدراسة البناء الحضري للمدن، يتطلب دراسة علمية جادة توضح حقيقة  التباين بين الاحياء بصورة تفصيلية من جانب ، وتوفر أكبر كم ممكن من البيانات التفصيلية الدقيقة عن الخصائص السكانية والاجتماعية والاقتصادية والعمرانية على مستوى الحارات، عليه ستحاول هذه الدراسة معالجة الموضوع من خلال تحديد الخصائص المميزة للحارات السكنيه بمدينة الجبيل الصناعية والتي يبلغ عددها 44 وحدة مكانية، وبذلك تحقق الهدف الرئيس المتمثل في فهم البناء الحضري للمدينة.

إالنظري والدراسات السابقة
نتيجة للتطورات التكنولوجية التى صاحبت الثورة الصناعية التى ادت للهجرات الجارفة من المناطق الريفية الى المناطق الحضرية والتى بدورها احدثت كثير من التغيرات الديموغرافية والإجتماعية والاقتصادية فشهدت المناطق الحضرية توسعات كبيرة لم تشهدها منذ فجر التاريخ، مما حدى بالكثير من الباحثين محاولة إيجاد تفسيرات تواكب تلك المستجدات، والتي يمكن استعراض اهمها فى التالى:
النماذج الايكولوجية الكلاسيكية TRADTINAL ECOLLEGCAL MODELS أحد أهم النماذج ظهر فى نهاية القرن التاسع عشر والذى يُرجع تفسير الظواهر على سطح الارض للعوامل الطبيعية والتى سميت فيما بعد بالايكولوجيا البشرية التى عرفت بأنها" دراسة العلاقات المكانية والزمانية للاحوال البشرية فى ضوء العوامل البيئية" ولقد تبنتها جامعة شيكاغو الامريكية فى دراستها المتعددة لتفسير التركيب الداخلى للمناطق الحضرية. نموذج النطاقات الدائرية CONCENTRIC ZONE MODEL يذهب هذا النموذج فى تفسير التركيب الداخلى للاماكن الحضرية بان هذ التركيب ياخذ شكل نطاقات دائرية يبلغ عددها خمسة نطاقات ويتراوح اتساعها بين كيلوين وخمسة كيلو مترات.ويشغل كل نطاق من هذه النطاقات استخدام معين.كما ان النطاقات تنمو وتتطور بمرور الزمن بعملية تبدأ من الداخل الى الاطراف. نموذج القطاعات SECTORS MODEL  يذهب هذا النموذج الى ان النمو الحضري يحدث من خلال عمليتين احداها محورية من المركز نحو الاطراف على طول المحاور الرئيسية لطرق المواصلات،والاخرى حلقية من المركز الى الخارج.ومن خلال العمليتين وبتاثير اسعار الاراضى وايجارتها تتكون قطاعات مسكونة بفئات سكانية محددة تتبع نفس الاتجاه من المركز الى الاطراف. نموذج النويات المتعددة  MULTIPLE NUCLEI MODEL   وهو النموذج الاكثر تطورا من سابقيه حيث ادخل فى الاعتبار عملية هجرة الاستخدامات من المراكز الى الاطراف خصوصا التجارية والصناعية بعد دخول اثر السيارة الخاصه .ويقترح النموذج عددا من المراكز وعدم الاقتصار على مركز واحد فى المكان الحضرى،فهناك مركز صناعى واخر تجارى وغيرها،وارجعت الاسباب لنشأة المراكز المتعددة الى التكامل أو التنافر بين بعض الاستخدامات وبين البعض الاخر ،بالاضافة الى اختلاف اسعار الاراضي.
إضافة إلى ذلك هناك عدد من الآطر النظرية التي حاولت أن تفسير البناء الحضري للمدن في العالم يمكن تصنيفها الى مجموعتين رئيسيتين على النحو التالي :
أ _ دراسات تحليل المنطقة الاجتماعية: يشير مفهوم المنطقة الاجتماعية طبقا لبيري وكا ساردا ,Berry&kasarda 1977 P:122-123)) الى ذلك الاسلوب من التحليل الذى استحدثه شفكى(Shevkey) وزملائه فى دراساتهم عن مدينتى لوس انجلوس وسان فرانسيسكو والذين اعتبروا المدينة على انها نتيجة طبيعية للمجتمع الحديث، مستخدمين بعض المؤشرات عن الحالة الاجتماعية والعرقية ووالطبقية، وقد قام العديد من الباحثين باستخدام هذا المفهوم الذى اتخذ من تلك النماذج اطارا مرجعيا ومن هؤلاء:
·       دراسة هالى ودنكن (Hawley&Duncan,1957) تعرضوا للنقد الشديد لمدخل تحليل المنطقة الاجتماعية ويمكن ايجاز تلك الانتقادات فى ثلاث جوانب ،الجانب الاول يتعلق بحدود مفهوم المنطقة الاجتماعية نفسه فليس الامر واضحا من حيث ان هذا المفهوم يقتصر على وحدات تعدد السكان بالمدن (Census tracts)، اما الجانب الثانى فيتعلق بطبيعة المنطقة الاجتماعية اذ ان مفهوم المنطقة الاجتماعية على وحدات السكان امر يفتقر الى التبرير فهذه الوحدات غير كافية لتحديد العوامل الاساسية للفوراق الحضرية للهرمية الحضرية، الجانب الثالث فيتعلق بمدى المساهمة النظرية لمدخل المنطقة الاجتماعية فى تفسير التباين بين المناطق الاجتماعية.
·      دراسة اندرسون وايجلاند(Anderson&Engeland,1961) فى محاولة لاختبار نموذجي برجس وهويت والتعرف على مدى امكانية تعميم تلك المؤشرات، وقد اتضح من تلك الدراسة ان مؤشر التحضر مرتبط ارتباطا ذا دلالة احصائية بالمسافة عن المركز الرئيسى للمدينة(CBD) مما يؤيد نموذج برجس، اما مؤشر الطبقة الاجتماعية فانه ياخذ النموذج القطاعى اذ تختلف قطاعات المدينة وفقا للتباين الطبقى للسكان .
·       دراسة جانيت ابو لغد(J. Abu Lughod,1969) فقد استخدمت تحليل المنطقة الاجتماعية فى دراسة لها عن ايكولوجية مدينة القاهرة وقد اعتمدت على بيانات التعداد العام المتوفرة لمئتين وستة احياء من احياء القاهرة لعامى1960م و1974م ،وقد تبين من خلال تطبيق اسلوب التحليل العاملى ان مؤشرى التحضر والطبقة الاجتماعية عاملاً واحداً وليس عاملين مستقلين كما هو الحال لتلك النتيجة التى توصل لها ارسدول وزملائه (1958م).وقد اطلقت عليه اسلوب الحياه (Style of life) ذلك الاسلوب الذى تندمج وتنصهر فيه الانماط العائلية مع الطبقة الاجتماعية التى تنتمى لها الاسرة بشكل يصعب فيه الفصل بينهما.


·      دراسة ارسدول وزملائه(Arsdol and Schmid,1985)التى هدفت الى التعرف على مدى امكانية تعميم مؤشرات شفكى وزملائه للمنطقة الاجتماعية  على عشرمن المدن التى يعتقد هؤلاء الباحثون انها تمثل المدن الامريكيه من حيث الحجم والخصائص الاجتماعية الاقتصادية والديموغرافية، وقد نتج عن هذه الدراسة وجود ثلاث عوامل مستقلة لجميع المدن ماعد مدينتى اتلانتا وكنساس،وهذه العوامل هى الطبقة الاجتماعية والتحضر والعزلة الاجتماعية،اما مدينتى اتلانتا وكنساس فقد تبين ان متغير الخصوبة الذى اعتبره شفكى وزملائه احد مقاييس التحضر يتحد اكثر مع عامل الطبقه الاجتماعية، وبناء على ذلك استنتج ارسدول ان مؤشرات شفكى قابلة للتطبيق والتعميم على المدن الامريكيه، اى ان التباين فيما بين الوحدات المكانية لتعداد السكان يعود الى عوامل التحضر والطبقة الاجتماعية والعزلة الاجتماعية.
     اما في المملكة العربية السعودية فتأتي دراسة الجابري (1994م) عن مورفولوجية مكة المكرمة الاجتماعية، كنموذج لتطبيق مفهوم المنطقة الاجتماعية في المدن السعودية.

ب - دراسات الايكولوجيا العامليه : يشير مصطلح الايكولوجيا العاملية الى ذلك النوع من الدراسات الحضرية الذى يعتمد على الاسلوب الاحصائى المسمى بالتحليل العاملى والذى يستخدم عادة لارجاع عدد كبير من المتغيرات لعدد من الحالات الى عدد قليل من الابعاد والعوامل المستقلة التى تفسر التباين الموجود فيما بين الحالات التى قامت عليه الدراسة.
     هذا ولقد استخدم التحليل العاملي في كثير من الدراسات ونظرا لكثرة الدراسات التى استخدمت هذا المدخل لتحليل البناء الحضرى للمدن فيسقتصر هنا على الاشارة الى عدد من هذه الدراسات التى تمخضت عن نتائج ابرزت اهمية الخصوصية الاجتماعية والحضرية للنسق الاجتماعى الذى يطبق فيه هذا النوع من الدراسات:
·      دراسة سويستر(Sweetser, 1965) دراسة مقارنة عن مدينتى هلسنكى وبوستن اتضح ان عامل الوضع العرقى لم يكن ايضا بين العوامل التى تميز بين احياء مدينة هلسنكى،اما بالنسبة لمدينة بوستن فقد كان من بين العوامل مايعكس الابعاد العرقية لسكان الاحياء وفى هذا مايعكس الابعاد العرقية لسكان احياء مدينة بوستن وفى هذا مايبرهن على التجانس الكبير بين احياء هلسنكى فى الخلفية العرقية للسكان عكس بوستن.
·    دراسة بوزى(Bose,1968) لمدينة كلكتا الهندية فقد ابانت عن ان المتغيرات التى تقيس النواحى العرقية لسكان احياء مدينة كلكتا تتحد مع المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية لتمثل عاملا واحدا وليس عاملين مستقلين عن بعض كما هو الحال فى المدن الامريكيه،وبهذا فان التباين بين احياء كلكتا يعود فقط الى عاملين مستقلين هما التحضر وذلك العامل الذى تشترك المتغيرات العرقية والاجتماعية والاقتصادية فى تمثيله.
·       دراسة ففرنش وهيل(Ffrench&Hill,1971) لمدينة الكويت وقد استخدما فى دراستهما38 متغيرا لعدد39 منطقة تعداد بالمدينة، وقد انتهت الدراسة الى استخراج سبعة عوامل مستقلة فسرت جميعها99% من التباين،وهذه العوامل هى : السكان الكويتيين،السكان غير الكويتيين من ذو الوضع الاقتصادى المنخفض، السكان غير الكويتيين من ذو الوضع الاقتصادى المرتفع، هذا ومن الواضح جدا ان العامل الثانى والثالث يعكس اهمية وجود السكان الاجانب فى تشكيل البناء الحضرى لمدينة الكويت،وقد انتهى الباحثان ان البناء الحضرى لمدينة الكويت يختلف عن المدن الغربيه.
·      دراسة بيدرسون(Pederson In Berry&Kasarda,1977,P.131) التى استخدم فيها مدخل الايكولوجيا العاملية لدراسة البناء الحضرى لمدينة كوبنهاجن الدينماركيه،وقد استخدم فيها اربعة عشر متغيرا لقياس الخصائص الاجتماعية والاقتصادية لسكان احياء المدينة البالغ عددها 76 حى، وتشمل هذه المتغيرات التوزيع العمرى للسكان،الحالة الوظيفية،توزيع المهن،حجم الاسرة، نسبة الرجال الى النساء.وقد توصلت الدراسة الى وجود ثلاثة عوامل رئيسية مستقلة وهى التحضر، الوضع الاقتصادى، والنمو السكانى.
·       دراسة العنقري(Ankary,1983) لمدينة الكويت ومدينة جاكسونفيل الامريكيه.وقد استخدم العنقرى لدراسته 40متغيرا لقياس الخصائص الاقتصادية والاجتماعية،الخصائص العائليه،العرقيه،وخصائص السكان،وتمخضت الدراسة عن ظهور 8عوامل مستقلة فسرت جميعها نحو84% من التباين بين مناطق التعداد البالغ عددها 49 منطقة.وفى هذا دلالة واضحة على ان البناء الاجتماعى لمدينة الكوبت يختلف كثيرا عن المدن الغربية المتمثلة بمدينة جاكسون فيل.
·       دراستي الخليفة، 1991 و 1999م لمدينة الرياض التي توصلتا إلى أن أهمية مؤشرات الهجرة في تباين أحياء مدينة الرياض بصورة خاصة، وكذلك بالنسبة للمتغيرات الديمغرافية والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.

  منهج وأسلوب التحليل: (التحليل العاملي)
        يعد التحليل العاملي منهج تحليلي أستقرائي، حيث يبدأ في الملاحظات العلمية ويصل إلى الاستخلاصات أو الاستنتاجات في شكل مفاهيم رئيسية تربطها فكرة واحدة أو قانون واحد.. فهو بذلك منهج استقرائي .. تحليلي حيث يقوم على تحليل الارتباطات بين المتغيرات من أجل التوصل للعامل المشترك الذي يربط بين هذه المتغيرات.
والتحليل العاملي هو مجموعة من الأساليب الإحصائية ، ويعتبر تحليل المكونات الأساسية واحداً منها ، التي تهدف الى الكشف عن المتغيرات المشتركة لتصف خصائص الظاهرة المدروسة وتعمل على حصرها في عدد قليل من العوامل ، حيث يقوم بتكثيف المتغيرات التي تصف خصائص الحالات المدروسة حسب العلاقات الإرتباطية الخفية للمتغيرات في عدد قليل من العوامل ومن ثم ربطها بالحالات وعلى ضوء ذلك يمكن تصنيف الحالات من خلال العوامل المشتقة من عملية التحليل .
وتستند فلسفة التحليل العاملي على الإيجاز العلمي الدقيق من خلال الكشف والتحديد الدقيق للعوامل المشتركة التي تؤثر في ظاهرة ما، وذلك عن طريق تحليلها بطرق رياضية منطقية عن طريق تحليل الارتباطات بين المتغيرات بغرض أستخلاص أقل عدد ممكن من العوامل التي تعبر عن أكبر قدر من التباين بين المتغيرات، فهو بذلك يوفر أساسا تجريبياً لإقلال المتغيرات العديدة إلى عدد ضئيل من العوامل ، وعندئذ تصبح العوامل عبارة عن بيانات طيعة يسهل تحليلها.
والفكرة في التحليل العاملي هي أن العامل هو السبب الرئيسي والمباشر لوجود الارتباط بين أي ظاهرتين محل الدراسة. فالتحليل العاملي أسلوب إحصائي يساعد على دراسة المتغيرات المختلفة بقصد إرجاعها إلى أهم العوامل التي أثرت فيها، فالمعروف أن أي ظاهرة من الظواهر تنتج عادة من عدة عوامل وتعتبر الظاهرة محصلة لها جميعأً. وهو بذلك منهج إستقرائي، حيث يبدأ بالجزئيات لينتهي منها إلى الكليات . أي أنه يبدأ  بالملاحظات العلمية ويصل إلى الاستخلاصات أو الاستنتاجات في شكل مفاهيم رئيسية تربطها فكرة واحدة. وهو بهذا المعنى ينحو منحى الإيجاز العلمي الدقيق، الذي يعتمد على الأساليب الاحصائية المتطورة. ؟.(باهي وآخرون ، 2002م).
وبذلك يعتبر أداة تلخيص يساعد على تقليص المعلومات من جهة، ومن جهة أخرى يعتبر أداة تصنيف هامة في البحوث المكانية، بحكم الخاصية المميزة للعلوم المكانية التي تعتمد دراستها على عشرات المتغيرات الطبيعية والبشرية ، ومئات الحالات التي تترابط بعلاقات معقدة. فهو من جهة يساعد على تبسيط العلاقات المعقدة عن طريق تكثيف متغيراتها في محاور أو عوامل قليلة، ومن جهة أخرى يساعد على تحديد الكيفية التي تنتشر بها الظواهر المكانية وفي قراءة أنماطها وأنواعها. فالقدرة على تحديد الانماط الرئيسية و أبعادها الجغرافية تتيح الفرصة لمعرفة العملية التنميطية المستمرة التي تؤدي إلى التغيرات والتبدلات المستمرة في خصائص وشكل الظاهرة المدروسة. (الصالح والسرياني،1420هـ)
 وعلى كل حال فان التحليل العاملي يجيب على الأسئلة التالية:
·        كم عدد العوامل المختلفة التي تكون في حاجة إليها لتفسير نموذج العلاقات بين المتغيرات العديدة عن الظاهرة قيد الدراسة؟
·        ماهي طبيعة هذه العوامل؟
·        كيف تُفسر العوامل المشتقة بطريقة جيدة البيانات الملحوظة
ومن أهم مخرجات التحليل العاملي والتي عن طريقها يمكن تفسير المعلومات عن الظاهرة المدروسة مايسمى بالاشتراكيات وهي عبارة عن مجموع إسهام المتغيرات في العوامل المشتقة، وتعرف رياضياً بأنها مجموع مربعات تشبعات المتغيرات بالعامل المشتق .
 أما تشبعات العامل فهي القيم التي تمثل مقادير الإرتباطات بين المتغيرات الأصلية والعوامل المشتقة ، وهي بهذا تمثل الأسس التي تحدد تبعية المتغير للعوامل المشتقة. فكلما كبرت قيمة التشبع كان ذلك بمثابة دلالة على قرب التصاق المتغير بعامله .
 أما قيم الجذور الكامنة فهي قيم مربعات تشبعات كل متغير على كل عامل على حدة ، ويتحدد عدد العوامل المشتقة على أساس قيم الجذور الكامنة والتي تزيد عن واحد صحيح والتي تسمى بنقطة التوقف . أو أن يكون التباين المفسر بالعامل لا يقل عن 10% .
وأخيراً هناك درجات العامل فهي درجات معيارية تقيس مدى ارتباط الحالات المدروسة بالعوامل التابعة لها ( أبو عياش ، 1984م ) .
وحيث أن هذه الدراسة تهدف الى فهم البناء الجضري لمدينة الجبيل الصناعية في المملكة العربية السعودية ، يصبح التحليل العاملي الاسلوب الأمثل الذي يحقق ذلك الهدف.

 العرض السابق للدراسات السابقة المختصة بالتحليل العاملى يصنف البناء الحضري للمدن بخمسة نماذج :
1-   نموذج مدن امريكا الشمالية: وتتميز بوجود ثلاثة عوامل رئيسية مستقلة عن بعضها البعض وهى الوضع الاجتماعى والاقتصادى والوضع العائلي والتحضر والوضع العرقى.كما يوجد الى جانب هذه العوامل عوامل اخرى تعكس خصائص الحراك الاجتماعى والخصائص السكانيه ولكنها ليست على قدر كبير من الاهمية.
2-   نموذج المدن الاوربية: ويشترك هذا النموذج مع النموذج السابق بوجود عاملين مستقلين فقط هما :عامل الوضع الاجتماعى والاقتصادى وعامل الوضع العائلى،بينما يختلف عنه فى العامل الثالث اذ ليس وضع العامل العرقى من العوامل التى تؤثر فى تباين الاحياء فى المدن الاوربية ويعو ذلك الى تجانس السكان الى حد كبير فى خصائصهم العرقيه .
3-   نموذج المدن البريطانية: تختلف المدن البريطانية فى بنائها الحضرى عن بقية المدن الاوربية ،فقد كشفت الدراسات ان المدن البريطانية اقرب الى نموذج مدن امريكا الشمالية،وذلك يعود لثلاثة عوامل هى الوضع الاجتماعى والاقتصادى للسكان،والوضع العائلى،والوضع العرقى.
4-   نموذج مدن الدول النامية:لم تؤد الدراسات التى عملت على البناء الحضرى لعدد من المدن فى دول العالم الثالث الى وجود نموذج موحد يميز النسق الحضرى لتلك المدن عن مدن الدول الغربية بل ان نتائج كل دراسة جاءت الى حد ما متاثرة بالخصوصية الاجتماعية والحضارية للمجتمعات التى تقع بها تلك المدن.
5-   نموذج المدن السعودية: ويختلف عن النماذج السابقة في استقلالية الوضع الاجتماعي والاقتصادي عن العوامل التي تعكس الفوارق بين السكان.

   أن الجوانب (الابعاد) الرئيسية التي يجب أن يركز عليهما في الدراسة هي:
·             الجانب الديموغرافي وهذا يمكن دراستة من خلال عدد من المتغيرات هي:
أ‌-     % من إجمالي السكان.
ب‌-% من هم في سن العمل.
ت‌-% للسعوديين.
ث‌- % لغير السعوديين.
ج‌-   % جنسيات السكان.
ح‌-   % فئات الاعمار.
خ‌-   % الرجال الى النساء.
د‌-    حجم الأسرة.
ذ‌-    % العماله النسائيه.
ر‌-    انواع الوظائف.

·             الجانب الاقتصادي:
ز‌-    % الدخل.
س‌-  % العاملين بالصناعات الاساسية.
ش‌-  % العاملين بالصناعات الثانوية.
ص‌-     % العاملين بالهئية الملكيه.
ض‌-     % العاملين بالوظائف الخدميه.
ط‌- % العاملين بالصحه.
ظ‌-  % العاملين بالتعليم.

·              الجانب العمراني البيئي:
أ- الكثافه السكانيه.
ب-مساحة الحاره.
ت- مساحة الخدمات.
ث- مساحة المسكن.
ج- مساحة الارض.
ومن هنا تبرز أهمية الدراسة الحالية بتوظيفها عدد من الاساليب الإحصائية المتقدمة،كأسلوب التحليل العاملي وتقنية نظم المعلومات الجغرافية في البناء الحضري لمدينة الجبيل الصناعيه، وبإدخالها أكبر  عدد من المتغيرات (40 متغيرا ) التي تصف خصائص 44 من الوحدات المكانية الاقتصادية والعمرانية والإجتماعية على حد سواء .

 أهداف وتساؤلات الدراسة
       على ضوء ما تم التوصل إليه في الدراسات السابقة، تهدف الدراسة إلى فهم البناء الحضري والخروج بخارطة توضح البناء الحصري للمنطقة السكنية في مدينة الجبيل الصناعية بتوظيف اسلوب التحليل العاملي ونظم المعلومات الجغرافيةGIS، لتساعد المخططين وأصحاب القرار في توجية الخطط والسياسات والقررات المناسبة للحارات حسب خصائصها، وذلك من خلال ادخال أكبرعدد ممكن من المتغيرات التي تصف الامكانيات الاقتصادية والعمرانية والبشرية لنطاقات الحارات ، والتي بلغ عددها 44 وحدة مكانية، وذلك بتوظيف نظم المعلومات الجغرافية وأسلوبي الإنحدار المتدرج وتحليل المكونات الأساسية. هذا الهدف العام حقق عن طريق الاهداف الفرعية التالية:
1.  تطوير إطار نظري للبناء الحضري للمدن من خلال مراجعة تفصيلية للدراسات السابقة التي تناولت البناء الحضري بصورة عامة وفي المملكة العربية السعودية بصورة خاصة.
2.  انشاء قاعدة معلومات عن خصائص حارات المنطقة السكنية بمدينة الجبيل الصناعية باستخدام نظم المعلومات الجغرافية GIS بجمع أكبر عدد ممكن من المعلومات التي تصف خصائص الحارات فى مدينة الجبيل الصناعية.
3.  الخروج بخارطة للبناء الحضري للمنطقة السكنية بمدينة الجبيل الصناعية، بتوظيف أسلوب المكونات الأساسية Princple Component Analysis ، تساعد أصحاب القرار والمخططين في إتخاذ القرارات التنموية المناسبة.

فرضية الدراسة:
فى ضوء تحديد مشكلة البحث وماتمت مراجعته من نظريات وادبيات سابقه ذات علاقة بالموضوع محور الدراسة،تمت صياغة الفرضية التالية للتحقق من مصداقيتها او بطلانها عند القيام بجمع المعلومات وتحليلها وذلك على النحو التالى:
 "البناء الحضري للمنطقة السكنية بمدينة الجبيل الصناعية أقرب إلى نموذج مدن أمريكا الشمالية ولا يختلف عن نموذج المدن السعودية".

منهجية الدراسة:
أ- منطقة الدراسة:
تقع مدينة الجبيل الصناعية على الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية، وفي قلب منطقة إنتاج زيت البترول بالمملكة العربية السعودية على بعد (100 كم) شمال مدينة الدمام وتبلغ مساحتها الاجمالية(1016كلم2).وتتمتع مدينة الجبيل الصناعية ببنية أساسية متطورة كلفة(17مليار دولار) وبلغ حجم الاستثمارات الصناعية بها(23مليار دولار) وتمتلك جميع المقومات لخلق قاعدة صناعية واقتصادية راسخة نظرا لموقعها المميز بالقرب من مصادر الطاقة والمواد الخام اللازمة للصناعة، وقربها من الممرات البحرية الدولية واتصالها بشبكة طرق سريعة وقربها من مطار الملك فهد الدولي الجديد مما يساعد على جعلها مدينة صناعية هامة ومركزا اقتصاديا حيوياً.

المعلوماتومصادرها:
    لقد تم الاستناد على بيانات ثانوية عن الخصائص البشرية (لجميع سكان مدينة الجبيل الصناعية) والعمرانية للحالات المدروسة (حارات مدينة الجبيل الصناعية التي بلغ عددها 44 وحدة مكانية)تم الاسناد بصورة أساسية على الكتاب الاحصائي الصادرمن قسم الاحصاء بالهئية الملكية بالجبيل حيث أمكن الحصول على 40 متغيراً كل منها يصف خاصية من خواص الحالات المدورسة ( الحارات) أنظر الجدول(أ) في ملحق الدراسة، ولقد وضعت هذه البيانات في جدول يشكل مصفوفة البيانات الأولية والجدول رقم (1) يوضح البيانات التي دخلت التحليل

       جدول رقم (1)
المتغيرات التي دخلت التحليل

المتغيرات

التسلسل
المتغيرات
التسلسل
 مباني ارتفاع ثلاثة ادوار
22
%السكان السعوديين
1
مساحة الارض
23
% السكان غير السعوديين
2
مساحة المسكن
24
%عدد الذكور
3
مساحة الخدمات
25
% عدد الاناث
4
% العاملين بالصناعات الاساسيه
26
%عدد الفلل
5
% العاملين بالصناعات الثانوية
27
% الدخل من1800- 5800ريال
6
% العاملين بالجهات الحكوميه
28
% الدخل من5801- 10800ريال
7
% العاملين بالخدمات
29
% الدخل اكثر من- 10800ريال
8
% العاملات بالتعليم
30
الكثافة السكانية
9
% العاملات بالصحه
31
متوسط حجم الاسرة
10
% السكان العرب
32
عدد الشقق
11
%السكان الغربيون
33
مركز حارة
12
% السكان الشرقيون
34
عدد مراكز الرعاية الاولية
13
% العمرمن 0-21سنوات
35
عدد المستشفيات
14
%  العمرمن 22-60سنوات
36
مدارس ابتدائية بنات
15
% العمر اكثر من 60 سنه
37
مدارس متوسطة بنات
16
 مباني ارتفاع دور واحد
38
مدارس ثانوية بنات
17
مباني ارتفاع دورين
39
مدارس ابتدائية اولاد
18
عدد المساجد المحليه
40
مدارس متوسطة اولاد
19


مدارس ثانوية اولاد
20


مساحة الحارة
21
































ب-الحالات الداخلة في الدراسة: جميع الحارات السكنيه بمدينة الجبيل الصناعية وعددها 44 حارة ، كما جاء في المخطط العام لمدينة الجبيل الصناعية 1425هـ شكل(1) ، والشكل رقم ( 2) يوضح توزيع الحارات بالمدينه.
شكل رقم (1) الموقع العام لمدينة الجبيل الصناعية



خريطة (2 ) توضح توزيع الحارات بمدينة الجبيل الصناعية
   







البكيرية
 
الشاطئ
 
تحليل المعلومات:
للتعرف على البناء الحضري لللمنطفة السكنية في مدينة الجبيل الصناعية، أدخلت المعلومات التي تصف الخصائص الاقتصادية والديموغرافية والعمرانية والتي بلغ عدد المتغيرات التي تشير اليها40 متغيرا كمتغيرات أساسية في التحليل الأولي أنظر الجدول رقم (أ) في ملحق الدراسة، والذي يوضح مصفوفة البيانات الأولية، التي تعتبر الاساس الأول للتحليل العاملي.

أ - إعداد المعلومات:
هناك عدد من الأفتراضات التي ينبغي اخذها في الاعتبار قبل إجرء التحليل العاملي منها :
1. أن تكون القياسات معيارية، أي أن تكون متوسطات المحاور صفراً، وإنحرافاتها المعيارية تساوي واحد صحيح (الصالح والسرياني، 2000:433). عليه تم تحويل قيم المتغيرات التي أُدخلت التحليل إلى قيم معيارية (Standarized Scores).
2. أن يكون توزيع البيانات توزيعًا اعتدالياً، ويتم ذلك عن طريق تحويل قيم المتغيرات إلى قيم لوغارثمية، وللتأكد من أن قيم جميع المتغيرات تلبي هذا الأفتراض، تم حساب معامل الالتواء لجميع المتغيرات الذي يقيس أعتدالية توزيع قيم المتغيرات، حيث حدد الاحصائيون ان قيم معامل الالتواء التي تتعدى (+- 3) تعتبر غير اعتدالية، وفي هذه الحالة يجب إخراجها من التحليل حتى لاتوثر على دقة النتائج. (أنظر الجدول ب في ملحق الدراسة).
3. أن تكون الأرتباطات التي تتضمنها المصفوفة الارتباطية مستقلة تجربياً. أي أنه لا يجب أن يكون متغيرا على أرتباط بمتغيرين يفرض أساسا أرتباطهما مقدماً. (باهي وآخرون، 2002م:41) .
4.  أخذ قيم الاشتراكيات التي تتعدى 50% التي يعتبرها العديد من الاحصائيون قيم جيدةا للقبول.
        بعد تحقيق الإفتراضات التي يتطلبها التحليل العاملي تم إدخال المتغيرات التي حققت الافتراضات السابقة في عملية تحليل المكونات الأساسية، حيث أقتصر تحليل المكونات الأساسية على المتغيرات التي تعدت قيم اشتراكياتها تلك النسبة، وعددها 25 متغيراً، وأُخرجت المتغيرات الغير مهمة وعددها 15 متغيراً.
     
       وبإدخال المتغيرات التي حققت الشروط السابقة، أشارت نتيجة تحليل المكونات الأساسية قبل وبعد تدوير المتغيرات على الجذور الكامنة ونسب التباين المفسرة والنسب التراكمية بكل عامل كما هو مبين في الجدول رقم (3). وتمشياً مع ما هو متعارف علية أحصائياً في إعتبار واحد صحيح كنقطة للتوقف، اشتقت ثلاثة عوامل فقط اخذاً في الاعتبار أن يتضمن كل عامل من العوامل المشتقة على الاقل ثلاثة متغيرات وأن لاتقل نسبة تفسيرة عن  
 50 % من مجموع التفسير الكلي، فأتضح أن العوامل المشتقة الثلاثة فسرت مجتمعة 90% من التباين في المتغيرات الأصلية، وهي نسبة عالية توضح أن الغالبية العظمى من المعلومات التي دخلت التحليل ضمنت في عملية التفسير:

جدول رقم (3) قيم الجذور الكامنة والنسب المفسرة والنسب التراكمية للعوامل المشتقة قبل وبعد التدوير
بعد التدوير
قبل التدوير

العامل
%التراكم

نسبة التفسير
الجذور الكامنه
%التراكم

% التفسير
الجذور الكامنه
49
49
15
49
49
15
1
78
29
9
78
29
9
2
90
7
2
90
7
2
3

يلاحظ ان العامل الاول هو اهم العوامل المشتقة من حيث نسب التفسير حيث فسر مانسبته (49%) من المعلومات التي اشتملت عليها المتغيرات وفسر العامل الثاني (29%) بينما فسر العامل الثالث(7 %).
وبالرجوع الى قيم الإشتراكيات أمكن التعرف على مساهمة كل متغير في البيانات المكثفة حول كل عامل ، وجدول رقم (4) يوضح قيم الإشتركيات والتي تزيد قيمها عم 0.50 بحيث تضمن مساهمة المتغيرات بنسبة مقبولة من تفسير المعوامل المشتفة.
                                     جدول رقم ( 4 ) قيم الإشتراكيات للمتغيرات الداخلة في التحليل
الاشتراكيات
المتغير
الاشتراكيات
المتغير
.987
% العمرمن 0-21سنه
.958
%مساحة الحارة
.987
%العمر من 22-60سنه
.840
% مساحة الارض
.986
%العاملين بالتعليم
.967
%الدخل من 5801-10800
.986
%العاملين بالصحة
.925
%الدخل اكثر من 10801
.964
%العاملين بالصناعات الثانوية
.986
% الاناث
.964
%العاملين بالصناعات الاساسية
.964
% الذكور
.964
%العاملين بالهيئة الملكية
.916
% الفلل
.964
% العاملين بالخدمات العامة
.916
%الدخل من 1800-5800
.896
%سكان شرقيون
.546
% مركز رعاية
.867
%سكان غربيون
.808
%مسجد محلي
.724
%سكان عرب
.635
% عدد الشقق
.624
% مساحة المسكن
.987
% السعوديون
.574
% مساحة الخدمات
.886
% الاجانب


إن قيم الإشتراكيات في الجدول السابق توضح مساهمة  المتغيرات في البيانات المكثفة حول العوامل المشتقة مجتمعة، فمثلاً الفئيات العمرية للسكان وصلت نسبة التباين المفسرة في العوامل المشتقة 0.99 أي ما يعادل99% من المعلومات الأساسية في هذا المتغير فسرت في العوامل المشتقة وهي أكبر نسبة تفسير في المتغيرات، بينما نسبية مراكزالرعاية الاولية بلغ 0.54 أي أن 54 % من المعلومات الأساسية فسرت في العاملين المشنقة وهي أقل نسبة. وهكذا بالنسبة للعوامل الأخرى. وبذلك يستنتج بإن جزءا كبير من البيانات المتعلقة بهذه المتغيرات قد ضمنت في العوامل التي تم اشتقاقها، حيث يلاحظ أن أي من المتغيرات لم تقل قيمة الاشتركيات فيه عن 0.50وهي النسبة التي يمكن الاعتماد عليها كثيراًكما تشير كثير من الدراسات.

أما قيم التشبعات فتوضح مدى التصاق المتغيرات بالعوامل المشتقة ، وبيانات الجدول رقم (5) توضح ذلك.
جدول رقم (5)قيم تشبعات المتغيرات على العوامل المشتقة
المتغيرات
1
2
3
% العمرمن 0-20سنه
.953


% العمرمن 22-60سنه
.953


% سعوديون
.953


% العاملين بالحكومة
.951


% العاملين بالتعليم
.951


عدد الاناث
.951


الدخل من 5801- 10800
.932


مساحة الخدمات
.921


عدد الفلل
.921


% مساحة الحارة
.890


العاملين بالصناعات الاساسية
.890


عدد الذكور
.890


العاملين بالهيئة
.890


مساحة الارض
.883


مساحة المسكن
.881


الدخل من1800-5800

-0.907

العاملين بالخدمات

.900

الدخل اكثر من10801

-0.893

العاملين بالصناعات الثانوية

-0.891

%سكان شرقيون

.883

%سكان غربيون

.848

% سكان عرب


.807
% عدد الشقق


.709
% العاملين بالصحة


- 0.50


 يلاحظ ان العامل الاول هو اهم العوامل المشتقة من حيث نسب التفسير والتي بلغت ( 49%). فلقد ارتبط بهذا العامل عدد خمسة عشر متغيراً متغيرا وهي كالتالي (% الفيئات العمرية- % للعاملين بنشاط الصناعة-% الدخل من5800-10801-% السعوديون-% العاملين بالهيئة--%  عدد الاناث). وهذا يعني أنه هناك أرتباط قوي وموجب بين تركز السكان السعوديون من جميع الفئات العمرية من متوسطي الدخل في عدد من الحارات من جهة، والعاملين في القطاعين الصناعي والحكومي في تلك الحارات من جهة اخرى. وفي ذلك  إشارة إلى أن غالبية السكان بتلك الحارات هم من السعوديين من متوسطي الدخل والعاملين في الصناعة والهيئة، عليه يمكن ان يطلق على هذه المجموعة اسم (مجموعة الحارات السعودية، والتي من أهمها حارات سدير والزرقاء واليرموك والبكيريه والقدس والنواه والريان والقيروان وجهينه وطيبه والاحساء والنور والنسيم. والشكل التالي يوضح تركز الدرجات المعيارية للعامل الأول على حارات المدينة.
شكل رقم (3)
تركز الدرجات المعيارية للعامل الأول في حارات مدينة الجبيل الصناعية.


 أما العامل الثاني فقد التصق به سبعة متغيرات فسرت مانسبته ( 9%) وهي على النحو التالي (%الدخل من 1800-5800-%الدخل اكثرمن 10801- %العاملين بالخدمات- - % العاملين بالصناعات الثانوية - % سكان غربيون، %الشرقيون، - % ارتفاع دورواحد)، وهذا يعني أنه هناك أرتباط قوي وموجب بين تركز السكان الغير عرب في بعض الحارات، مع أختلاف في الدخل المخفض للأسيويون العاملون بالخدمات والصناعات الثانوية من جهة ، ومن جهة أخرى، تميز بعض الحارات بالدخل المرتفع للغربيون وسكن الدور من طابق واحد. علية يمكن أن يطلق على المناطق المميزة بهذا العامل ( مجموعة الحارات الغير العربيةولقد ظهر أعلى تركز  لدرجات هذا العامل المعيارية في كل من حارات(ثرمد ، واللؤلو، والحويلات، وحى1 وحى2 وحى3). يلاحظ أن معظم هذه الحارات تمثل تركز السكان الاجانب للغربيين في الثلاث حارات الأولى والأسيويين في الثلاث حالرات التالية. والشكل التالي يوضح توزيع درجات العامل الثاني المعيارية على حارات مدينة الجبيل الصناعية.
شكل رقم (4 ) تصنيف الحارات حسب درجات العامل الثاني


 أما العامل الثالت فقد ارتبط به ثلاثة متغيرات فسرت مانسبته ( 2%) من التباين الكلي وهي كالتالي (% السكان العرب- % عدد الشقق- % العاملين بالصحة) وهذا يعني أن هناك إرتباط قوي وموجب بين السكان العرب ومناطق الشقق السكنية والعمل بالخدمات الصحية.  علية يمكن ان يطلق على تلك المناطق (مجموعة حارات السكان العرب). وكان أعلى تركيز للدرجات المعيارية لهذا العامل في حارات ( الحجاز، والحويلات والشاطئ والروضة واليمامة) والتي تتميز بتركزات عالية في عدد السكان العرب.

شكل رقم(5) تصنيف الحارات حسب درجات العامل الثالث



النتائج والتوصيات:

أن تحليل البيانات السابق مكًن من التوصل إلى عدد من النتائج المهمة فيما يتعلق بالبناء الحضري للحيز المكاني للحارات بمدينة الجبيل الصناعية، يمكن عرضها على النحو التالي:
1. أن المتغيرات المحددة للبناء الحضري والتي يجب أخذها عند دراسة البناء الحضري للمدن حسب نتائج هذه الدراسة تتوزع على عدد من الابعاد على النحو التالي:
· بعد الناحية الديموغرافية: وظهرت فيه أهمية عدد من المتغيرات هي (% الفئيات العمرية للسكان- % الجنس- % لعدد السكان السعوديون - %لعدد السكان غير السعوديين).
· البعد الاقتصادي: وظهرت فيه أهمية عدد من المتغيرات هي، (%الدخل - %العاملين بالصناعة- % العاملين بالخدمات- % العاملين بالصحة - % العاملين بالحكومة - % العاملين بالهئية الملكية).
· البعد العمراني: وظهرت فيه أهمية عدد من المتغيرات هي، (% ارتفاعات المباني- متوسط مساحة المسكن – متوسط مساحة الحارة- % الكثافات السكانية).
          هذه الابعاد بمتغيراتها لم تؤخذ في الاعتبار في دراسات البناء الحضري العاملية السابقة، لذا يوصى بأخذها في  الاعتبار في دراسات البناء الحضري العاملية المستقبلية.
1.  أوضحت نتائج التحليل ان هناك تباين فى البناء الحضري بين حارات مدينة الجبيل الصناعية وفقا لتباين الاسر في الخصائص الديموغرافية والخصائص الايكولوجية والاقتصادية.
2. هناك ارتباط واضح  بين اغلب العوامل المفسرة وبين متغيرات أنشطة السكان، هذا يعني اهمية الانشطة في تحديد البناء الحضري لمدينة الجبيل الصناعية.
3. لم تتضح أهمية العديد من المتغيرات( الخدمية) التي أدخلت للتحليل، اما لتداخلها مع المتغيرات المحًُددة المذكورة في الفقرة السابقة، وكونها أقل أهمية من تلك المتغيرات في تفسير البناء الحضري ، وهو ما يفسر إنخفاظ نسبها في تفسير التباين الكلي للعوامل المشتقة من عملية التحليل. عليه يمكن إهمالها في دراسات البناء الحضري المستقبلية.
4.  أوضحت نتائج التحليل ان هناك إتجاه لسيطرة العمالة الغير سعودية على بعض الحارات وهو أمر بالغ الخطورة يجب معالجته في التخطيط المستقبلي ليحقق الاهداف الامنية والاجتماعية التي تسعى إلى تحقيها الدولة. 
2. اوضحت نتائج التحليل تشابه مدينة الجبيل الصناعية مع نموذج مدن امريكا الشمالية من حيث وجود ثلاثة عوامل مستقلة عن بعضها وهي الوضع الاجتماعي والوضع الاقتصادي والوضع العرقي، ويعود ذلك لطبيعة مدينة الجبيل الصناعية كمدينة صناعيةحديثة جاذبة للاستثمار الاجنبي.
3. اوضحت نتائج التحليل اختلاف مدينة الجبيل الصناعية عن نموذج مدن الدول النامية التي تتميز بعدم وجود نموذج موحد يميز النسق الحضري، حيث ان معظم مدن العالم الثالث عبارة عن مراكز ادارية.
4. تختلف مدينة الجبيل الصناعية عن نموذج المدينة السعودية التي توصل اليها الخليفة، حيث توصل الخليفة الى ان عامل الهجرة هو العامل الاقوي في اختلاف التباين بين الاحياء بمدينة الرياض،وذلك يخالف النتائج التي تم التوصل اليها من بروز عاملي الانشطة الاقتصادية والاختلاف العرقي.
5. يوصى وبشدة بإن تنشأ قاعدة معلومات جغرافية تفصيلية تشمل جمع الجوانب المختلفة الديمغرافية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والمؤسسية، ولعل بيانات هذه الدراسة تشكل مجرد نقطة بداية لتحقيق هذا الحلم.
وأخيراً فأن توظيف اسلوب المكونات الاساسية مكًن من تحقيق هدف الدراسة المتمثل في تصنيف الحارات بمدين الجبيل الصناعية، حسب إمكاناتها الاقتصادية والبشرية، حيث تم أخذ أعلى تراكيز للدرجات المعيارية لكل عامل، أمكن الخروج بخارطة توضح الامكانات الحضرية على الحيز المكاني في مدينة الجبيل الصناعية شكل رقم(7).
شكل رقم (7)
 البناء الحضري للمنطقة السكنية بمدينة الجبيل الصناعية
       
المراجع العربية :

الصالح ناصر ، السرياني محمود  ( 1420هـ ) " الجغرافيا الكمية والاحصائية اسس وتطبيقات بالاساليب الحاسوبية الحديثة " مكتبة العبيكان
ابو عياش ، عبدالاله (1976م). نموذج نظري واختبار علمي لبئية حضرية ، مجلة العلوم الاجتماعية  ، جامعة الكويت .ص 45-65
النعيم ،عبدالله العلي (1403هـ). ملامح النمو العمراني في الرياض،مجتمع وعمران،العدد الثالث ،ص 25-29.
مكي ، غازي عبدالواحد (1405) . اسلوب في التعرف على انماط استخدام وتحديد حدود الاحياء واحجامها في المدن ، مجلة مجتمع وعمران ، العدد (6) ص 27-53
محجوب ، محمد عبده (1982م) . الهجرة والتغير البنائي في المجتمع الكويتي، الكويت ، وكالة المطبوعات .
الجارالله ، أحمد جارالله (1422). جغرافية الحضر: مدخل للمفاهيم وطرق التحليل ، مطبعة ألوان، الرياض .

الموسي ، عبدالرسول (1982) . تطور دراسة في علاقة التوزيع الجغرافي للسكان والتنمية فى الكويت ، مجلة العلوم الاجتماعية ، العدد 26 ،ص 7-44.
أرباب ، محمد ابراهيم و ابراهيم ، عبدالمنعم علي (1994م) . الكثافة السكانية ونصيب الفرد من الحيز في منظومة المدن السعودية ، بحوث مختارة من الندوة الخامسة لأقسام الجغرافيا بجامعات المملكة العربية السعودية . قسم الجغرافيا جامعة الرياض .
الخريف ، رشود محمد (1998م) . التحضر في المملكة العربية : دراسة في تعريف المدن وتوزيعها الحجمي ومعدلات نموها السكاني ، مركز البحوث في كلية الآداب بجامعة الملك سعود ، العدد (69) .
الخليفة عبدالله حسين (1999م)" البناء الاجتماعي الحضري لمدينة الرياض" في التنمية العمرانية في المملكة العربية السعودية الفرص والتحديات تحرير الهذلول ، صالح وإيديدان نارايانان ، الرياض ، دار السهن
السرياني محمد محمود (1998م) . المراكز العمرانية : نشأتها وتطورها، مجلة العقيق ، المجلد التاسع ، العددان 17-18 ، نادي المدينة المنورة الأدبي .
السرياني محمد محمود (1990م) . ملامح التحضر في المملكة العربية السعودية ، مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية ، العدد 63 ، مجلس النشر العلمي بجامعة الكويت .

العنقري ، خالد محمد (1983م) . أنماط التوزيع الحجمي للمدن السعودية : دراسة في توزيع المرتبة – الحجم  ، بحث مقدم إلى ندوة المدن السعودية : أنتشارها وتركبيها الداخلي ، قسم الجغرافيا ، جامعة الرياض .
الهذلول صالح وأديدان ناريانان (1419 هـ) . التنمية العمرانية في المملكة العربية السعودية : الفرص والتحديات  ، الرياض ، دار السهن .
الهذلول ، صالح و عبد الرحمن محمد (1997م) . تزايد الأهمية النسبية للمدن المتوسطة و الصغيره في التنمية الوطنية : دراسة تطبيقية للمملكة العربية السعودية ، أعمال وبحوث و توصيات المؤتمر العام العاشر لمنظمة المدن العربية – دبي – دولة الإمارات العربية المتحدة ، 3-7 أبريل 1994 م المجلد الأول ص 275-311 .
رجب ، عمر الفاروق سيد (1978م). التحضر في المملكة العربية السعودية ، في التحضر في الوطن العربي ، الجزء الأول ( الاقطار السيوية ) المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، معهدالبحوث والدراسات العربية .
عبدالرحـمن محمد ، المريخي فدغوش ، الخضري عبدالعزيز (1999م) . استراتيجية التنمية العمرانية للمملكة العربية السعودية ، في التنمية العمرانية في المملكة العربية السعودية الفرص والتحديات ، الرياض ، دار السهن.
فرسبي ، وليام باركر (1999م) . تجربة التحضر السعودية من منظور مقارن ، في التنمية العمرانية في المملكة العربية السعودية  الفرص والتحديات تحرير الهذلول ، صالح وإيدادان نـارايانان ، الرياض ، دار السهن .
محمد عبدالرحمن ، فدغوش المريخي ، عبدالعزيز الخضري ( 1419 هـ) . استراتيجية القيمة العمرانية للمملكة العربية السعودية ، في التنمية العمرانية في المملكة العربية السعودية ، الفرق والتحديات ، تحرير صالح الهذلول وأديدان ناريانان ، الرياض ، دار السهن .
مكي ، محمد شوقي (1983م) . التوزيع الحجمي للمدن في الممللكة العربية السعودية ، بحث مقدم إلى ندوة المدن السعودية : أنتشارها وتركبيها الداخلي ، قسم الجغرافيا ، جامعة الرياض .


المراجع الأجنبية
1.  Abu Lughod, J. (1969) Testing the Theory of Social Area Analysis, Egypt.
2. Al Ankary, K.(1983) A comparative Factorial Ecology, Riyadh:Aja press.
3. Hughes J.W. and G.W.(1972), Oblique and some Suggesions (A Case Study of N.Y.SMSA).Badcock, B.A.(1975), The residential Strueture of Metropolitan Sydney, Astralian geographery, Vol.x1, on.1

  
للتحميل اضغط  هنا أو هنا 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق