الصفحات

الجمعة، 12 يوليو 2019

محاضرات في البحث الجغرافي


المحاضرة الأولى 

البحث الجغرافي  

الأهمية والمفهوم  

والمناهج التقليدية والحديثة


البحث الجغرافي، الأهمية والمفهوم، والمناهج التقليدية والحديثة
نشأت الدراسات الجغرافية منذ قديم الأزل مع نشأة الإنسان، حيث كان الإنسان يقوم بكشف مناطق بيئته، وارتياد ما حوله عله يعرف كنة هذه البيئة ومسالكها، وماهي الإمكانات الاقتصادية التي يمكن أن يستفيد منها وتتوافر خلال بيئته، وهو بذلك يحقق غريزته الطبيعية في حب الاستطلاع والمعرفة، وتولد بذلك الفكر الجغرافي أو البحث الجغرافي، واعتمد الفكر الجغرافي على ركائز ثلاث هي: الكشف الجغرافي الذى أدى إلى جمع كثير من الحقائق عن سطح الأرض، رسم الخرائط والمصورات الجغرافية للمناطق المعروفة، وأخيرا التأمل في المادة والمعلومات التي جمعت.

ويعتبر الإغريق هم المؤسسون الأول لعلم الجغرافياGeography ، ويبدو ذلك جليا من أن كلمة جغرافيا Geography ذات اصل إغريقي تتألف من مقطعين: الأول Geo ويعنى الأرض، والثاني Graphy ويعنى وصف، وبذلك كانت الجغرافيا تفهم على أنها «» علم وصف سطح الأرض «»، وكانت تنقسم إلى قسمين هما الجغرافيا الفلكية والجغرافيا الوصفية.
وقد اتسع نطاق المعرفة الجغرافية في العصور الحديث نتيجة لعوامل ثلاث هي:
1- اتساع  نطاق الكشوف الجغرافية منذ  بداية القرن السادس عشر، وتقدم  فن رسم الخرائط، وإدخال فكرة  العالمية في الجغرافيا.
2- اتباع منهج التفكير العلمي السليم الذى رسم طريقه كل من ديكارت وكانت، وإدخال مبدا السببية Reasoning في علم الجغرافيا، فانتقلت الجغرافيا من مجرد جداول بأسماء المناطق إلى علم يبحث عن الأسباب ويربط بين الظاهرات الطبيعية والبشرية في بيئة واحدة.
3- تطور  الدراسات الجغرافية بحيث تركز  على دراسة التفاعل بين البيئة  والكائنات الحية وبينها وبين  الإنسان خاصة.
وقد تميز علم الجغرافيا بثنائية واضحة جعلته ينقسم إلى قسمين كبيرين، هما الجغرافيا الطبيعية والجغرافيا البشرية، وهما لا ينفصلان بل يرتبطان معا ارتباطا وثيقا، فهما كالوجهين لعملة واحدة.
تعريف البحث العلمي
لقد تنوعت وانتشرت البحوث العليمة في عصرنا الحاضر وأصبحت السمة المميزة للمؤسسات العلمية وتبعا لذلك فقد كثرت وتشعبت الآراء حول تعريف البحث العلمي، فقد عرف البحث العلمي بأنه المحاولة الناقدة التي توصل لحل مشكلة إنسانية . وعرف أيضاً بانه محاولة لاستكشاف المعرفة والتنقيب عنها وتنميتها وفحصها وتحقيقها بتقص دقيق ونقد عميق ثم عرضها عرض مكتملا بذكاء وإدراك لتسير في ركب الحضارة العالمية وتسهم فيه إسهاما حيا شاملا. وقد عرف الجغرافيين، البحث الجغرافي على أنه استقصاء منظم ودقيق يهدف إلى إضافة معارف جديدة ، كما أنه عملية منظمة تهدف إلى الكشف عن العلاقات المكانية التي تربط بين الظاهرات الطبيعية والبشرية على سطح الأرض .
أهمية البحث:
 يجب على الباحث في مجال الجغرافيا أن يفترض أن قارئ البحث قد لا يتفق مع الباحث في أهمية المشكلة المدروسة، وعلى ذلك فإنه يتسنى للباحث أن يطيل في توضيح أهمية المشكلة والجدوى من دراستها، وذلك بذكر بعض الأدلة والشواهد التي من شأنها توضيح تلك الأهمية ومن تلك الأدلة التي يمكن وضعها والاستشهاد بها :  
- يبين الباحث ما سيقدمه في حل المشكلة .  
- إيراد الإحصائيات ذات العلاقة المباشرة بالموضوع .  
- الإشارة بالذكر لتوصيات سابقة تنص على أهمية دراسة هذا الموضوع.

هدف البحث
مما يجدر الإشارة إليه، أن الباحث في مجال الجغرافيا، حينما يوضح الهدف من بحثه فإنه يجيب على السؤال التالي ، لماذا يجرى البحث ؟ ويعد تحديد الهدف من البحث في بداية البحث ضروري للغاية ، والهدف من البحث يحدد ما مدى إضافته إلى ما هو معلوم أو إسهامه في إيجاد حلول علمية للمشكلة .  
وقد يلاحظ أن كثيراً من الباحثين يبالغون فيما يذكرونه من أهداف، قد لا يستطاع تحقيقها أو يضعون أهدافاً غامضة ولم ترتب على حسب الأهمية وقد تخرج عن المشكلة ومما يلاحظ أيضاً أن من الأهداف ما يمكن تحقيقه في البحث ولكن الباحث لم يورده في بحثه

دعائم البحث الجيد
للبحث الجيد دعائم يجب على الطالب أن يتحلى بها وهي:
القراءة الواسعة: ينبغي لطالب البكالوريوس أن يقرأ بنهم وعمق، ويجب أن يلم بكل ما كتب عن موضوعه من بحوث مهمة.
أن موقف الطالب سيكون حرجاً لو واجه الممتحنون بمعلومات لم يحصل عليها من شأنها أن تحدث تغييراً فيما وصل إليه من نتائج ، أو واجهوه بنتائج أروع من نتائجه توصل لها سواه. وعلى الباحث ألا يأخذ  آراء الغير علي أنها حقيقة مسلم بها، فكثير من الآراء بني علي أساس غير سليم.، وعلى الباحث أن يضيف جديداً، فالباحث يبدأ من حيث انتهى غيره.
موهبة الباحث وشخصيته: أن للباحث موهبة تُمنح للبعض ولا تُمنح للآخرين، فالبحث خُلق وإبداع، وتلك قدرة خاصة تبرز وتتألق لدي بعض الأفراد، وتتضاءل أو تنعدم عند الآخرين، ويمكن تنمية موهبة الباحث بالمعرفة والمثابرة وكثرة الاطلاع.
  صفات الباحث:
1- الصفات  الأخلاقية:
2- التجرد  عن الهوى، وتحري العدالة، والأمانة  والصبر علي العمل المستمر،  والتحلي بالتواضع والاحترام،  وعدم مهاجمة أي عالم مهما  ارتكب من الأخطاء.
3- ينبغي  علي الباحث أن يكون متجرداً  من حب الذات، ودوافع الهوى،  وليتحرى العدالة في نقده وتقيميه  لعمل الآخرين.
4- سعة  دائرة المعرفة: هذه الصفة ضرورية  للباحث، ليتمكن من حرية الحركة  داخل دائرة تخصصه، فسعة الاطلاع  والغوص في دقائق قضايا العلم  تمنحه القدرة علي المناورة  العلمية في صياغة الأفكار وتحرير  النتائج، فكلما قصرت معرفته  بروافد بحثه من المصادر والمراجع  كلما كانت إمكانية صياغة متن  البحث محدودة وقاصرة وغير شاملة.
5- الصبر  والمثابرة:                         6- احترام الوقت:            7- القدرة علي التعامل مع المتغيرات:  
  
الخطوات الأساسية في البحث الجغرافي:
أن البحث العلمي في كل المجالات الأدبية والعلمية لابد أن يستند على خطوات أساسية تمثل البداية التي ينطلق منها الباحث في إنجاز الخطوات اللاحقة من البحث، وكلما كان إعداد تلك الخطوات سليماً ووفق أسس علمية انعكست أثار ذلك على النتائج التي يتوصل إليها الباحث في النهاية ، وللبحث العلمي الجغرافي أصول يجب مراعاتها عند القدوم بكتابة البحث، وهي تعتبر الأصول، وتمثل البداية التي ينطلق منها الباحث في إنجاز بحثه، وكلما كانت الاستعدادات سليمة كانت النتيجة ناجحة. وأهم هذه الخطوات:
1- موضوع  البحث.                                      2- عنوان البحث.
3- منطقة  الدراسة.                                       4- هدف البحث.
5- أهمية  البحث.                                         6- مشكلة البحث.
7- فرضيات  البحث.                                     8- خطة البحث.
9- طريق  البحث.                                       10- تحديد مستلزمات الدراسة الميدانية.
      ويستطيع الباحث من خلال تلك الخطوات أن يحدد ما يجب أن يقوم به لإنجاز البحث.
ويلاحظ انه من خلال العرض السابق لمفهوم الجغرافيا وأهمية البحث العلمي ومفهومه، يمكن القول بأنه على الجغرافي حينما ينهض ليعد بحثاث أو رسالة جغرافية علمية أن يضع نصب عينيه حقيقتين أساسيتين:
  1. ما هو الميدان الأساسي لعلم الجغرافيا.
  2. ما هو الهدف من الجغرافيا الذى يمكن أن يوضحه الباحث.
وذلك حتى لا يضل الطريق ويتهاوى في أعماق سحيقة هو في مأمن إن هو عرف الطريق القويم الذى عليه أن يسيره، ويسهل عليه العمل في مجال بحث طالما أن الهدف لديه واضح لا يكتنفه الغموض.
وتنقسم الأبحاث الجغرافية، من حيث الموضوع والتخصص المتناول في البحث إلى ما يلى: 
1: أبحاث في تخصص الجغرافيا الطبيعية : وقد سبق وأن عرفنا أن الجغرافيا الطبيعية هي دراسة ظاهرات سطح الأرض الطبيعية التي لا دخل للإنسان في نشأتها، وقد خلقها الله سبحانه وتعالى، ويقتصر دور الإنسان على كونه عامل جيومورفولوجى مؤثر في تلك الظاهرات بالتعديل والتشكيل، ومنها الدراسات الجغرافية في مجالات                 (الجيومورفولوجيا بما تضمه من تخصصات لدراسة السواحل والمناطق الجافة والصحارى والأودية والجبال.....الخ، المناخ ، السواحل والبحار والمحيطات، هيدرولوجية المجاري المائية، التصحر والكوارث البيئية، التربة والجغرافيا الحيوية، الأخطار والنظم البيئية.
2: أبحاث في تخصص الجغرافيا البشرية: ومنها تخصصات السكان، والتخطيط الريفي والحضري، والنقل بأنواعه، الجغرافيا السياسية، السلالات والجغرافيا التاريخية والجغرافيا الحضارية، جغرافية الجريمة، الجغرافيا الطبية ، وجغرافية الخدمات والتنمية.
مع ملاحظة: أن معظم الدراسات الحديثة في الجغرافيا تعتمد على إنجاز البحث بتقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية، وان كان الاعتماد على التقنيات رغم أهميته للبحث الجغرافي لم يرق إلى مستوى الاحترافية والتطبيق المنهج، بل وتفوقت أبحاث غير جغرافية على الأبحاث الجغرافية في اعتمادها على التقنيات الحديثة في مجال الجغرافي، فعلى سبيل المثال في كليات الهندسة، وفى أقسام التخطيط والعمران نجد التقنيات الحديثة ( النظم والاستشعار) هي العمود الفقري للأبحاث  

المحاضرة الثانية  

البحث الجغرافي 
 
الأهمية والمفهوم  

والمناهج التقليدية والحديثة


مناهج البحث العلمي

قال تعالى: لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا المائدة آية 50.
المنهج عبارة عن مجموعة من القواعد العامة المصوغة من أجل الوصول إلى الحقيقة في العلم ، ويمكننا القول بأن المنهج هو الطريقة التي يتبعها الباحث في دراسته للمشكلة لاكتشاف الحقيقة، ولكل علم من العلوم مادة ومنهج, ومادة العلم هي الظاهرات التي يتناولها بالتحليل, أمَّا منهجه فهو طريقة المعرفة التي يسلكها الباحث في سبيله إلى التعرف على حقيقة تلك الظاهرات, فنقول مثلا: العلوم الطبيعية, ونعني بها المناهج العلمية التي تتناول بالتحليل الظاهرات الطبيعية مثال ذلك علوم الفيزياء والأحياء وغيرهما, ونقول العلوم الاجتماعية ونعني بها المناهج العلمية التي تتناول الظاهرات الاجتماعية بالتحليل.
مفهوم المنهج في اللغة:
ـ المناهج جمع منهج, والمنهج (Method) في اللغة يعني الطريق الواضح, ونهجَ الطريق, بمعنى أبانه وأوضحه, ونهجه بمعنى سلكه بوضوح واستبانه.
فالمنهج هو الطريق الواضح المستقيم والبين والمستمر, للوصول إلى الغرض المطلوب أو تحقيق الهدف المنشود.
كما يعني كيفية أو طريقة فعل أو تعليم شيء معين, وفقا لبعض المبادئ بصورة مرتبة ومنسقة ومنظمة.
مفهوم المنهج العلمي كمصطلح:
والمنهج بمعناه الفني العلمي والاصطلاحي الدقيق يقصد به: "الطريق الأقصر والأسلم للوصول إلى الهدف المنشود." كما عرف أنه: " فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الأفكار العديدة, إما من أجل الكشف عن الحقيقة حين نكون جاهلين بها, إما من أجل البرهنة عليها للآخرين حين نكون عارفين بها."  
أو أنه: " الطريق المؤدي إلى الكشف عن الحقيقة في العلوم, بواسطة طائفة من القواعد العامة التي تهيمن على سير العقل وتحدد عملياته, حتى يصل إلى نتيجة معلومة. ".أو هو: " مجموعة الإجراءات الذهنية التي يمثلها الباحث مقدما لعملية المعرفة التي سيقبل عليها, من أجل التوصل إلى حقيقة المادة التي يستهدفها.

فالمنهج عملية فكرية منظمة, أو أسلوب أو طريق منظم دقيق وهادف, يسلكه الباحث المتميز بالموهبة والمعرفة والقدرة على الإبداع, مستهدفا إيجاد حلول لمشاكل أو ظاهرة بحثية معينة.
ويلتزم الباحث بمجموعة من القواعد والضوابط لاتخاذ القرارات وإتباع الإجراءات المقيدة لمسيرته البحثية, في إطار المنهاج وإجراء التجارب الضرورية اللازمة, مستعينا بالأدوات البحثية الأكثر ملائمة لبحثه, وإيضاح العلاقات والعلل السببية في إطار تحليل المشاهدات والملاحظات, وإجراء المقارنات المنطقية للوصول إلى نتائج واختبار مدى صحتها, ثم بلورة هذه النتائج في إطار التسلسل والتأطير النظري المنسق, في صورة قواعد مبرهن على صحتها, كحقائق علمية تقود إلى حل الظاهرة محل البحث. 
والمنهج العلمي وفق المفهوم السابق, يصح تطبيقه في كل العلوم الطبيعية والاجتماعية بكل تفريعاتها.

النشأة والتطور: 
بحث الإنسان منذ بداية الخليقة عن أساليب أو طرق يحل بها المعضلات التي يواجهها, خاصة عن طريق المعارف والمدركات العقلية, وبصفة أساسية العلم, وسجلت بعض الأفكار المتناثرة من الحضارات القديمة كملامح منهجية, خاصة ما خلفته الحضارة اليونانية من فكر فلسفي في القرن الثالث ق م, ولكن لم تترسخ هذه الأفكار وترتفع إلى مستوى منهج علمي متميز, حتى جاءت الحضارة العربية الإسلامية, فأرست دعائم مناهج راسخة ومحددة في شتى المعارف الإنسانية, وبرزت المناهج العلمية في مئات الكتب والمخطوطات العربية, والتي عرفت أوج نشاطها بداية من منتصف القرن السابع الميلادي حتى منتصف القرن الخامس عشر. 
وجاءت النهضة الأوربية الحديثة لتضيف إلى هذه الثروة الموجودة الشيء الجديد, فكان أول من كتب عن المناهج العلمية في أوربا المعاصرة ( فرنسيس بيكون ) سنة 1620, حيث كتب " قواعد المنهج", تبعه الفيلسوف الفرنسي ( ديكارت ) سنة 1637, وركز كلاهما على المنهج الاستدلالي, ثم كتب ( جون لوك ) كتابه في المناهج سنة 1690, ثم توالت البحوث والكتب في هذا الميدان. 
التصنيفات التقليدية لمناهج البحث العلمي:

1 ـ المنهج التحليلي  والمنهج التركيبي: 
المنهج التحليلي الاكتشافي أو منهج الاختراع, وهو يستهدف الكشف عن الحقيقة, أمَّا المنهج التركيبي أو ألتأليفي فهو يستهدف تركيب وتأليف الحقائق التي تم اكتشافها عن طريق المنهج التحليلي. وذلك بهدف تعميمها ونشرها للآخرين. ويعاب على هذا التقسيم أنه ناقص, لأنه يتحدث عن الأفكار فقط, ولا يشمل القوانين والظواهر, كما أنه لا يصلح لكافة فروع المعرفة. 
2 ـ المنهج التلقائي والمنهج العقلي: 
المنهج التلقائي هو الذي يسير فيه العقل سيرا طبيعيا نحو المعرفة أو الحقيقة, دون تحديد سابق لأساليب وأصول وقواعد منظمة ومقصودة, أمَّا المنهج العقلي التأملي فهو ذلك المنهج الذي يسير فيه العقل في نطاق أصول وقواعد منظمة ومرتبة ومقصودة, من أجل اكتشاف الحقيقة أو الحصول على المعرفة. وانتقد هذا التقسيم الكلاسيكي من حيث أته يتحدث عن طرق ووسائل الحصول على المعرفة, وليس على مناهج البحث العلمي, كمناهج علمية لها أصولها وقوانينها.

التصنيفات الحديثة لمناهج البحث:
توجد عدة تصنيفات حديثة لأنواع المناهج العلمية, لعل من أشهرها: 
1 ـ تقسيم هويتني Whitney: 
وأنواع مناهج البحث كما بينها هي: 
أ ـ المنهج الوصفي. 
ب ـ المنهج التاريخي. 
ج ـ المنهج التجريبي. 
د ـ البحث الفلسفي. 
هـ ـ البحث التنبؤي. 
و ـ البحث الاجتماعي. 
ن ـ البحث الإبداعي.

التصنيفات الحديثة لمناهج البحث:
2 ـ تقسيم ماركيز Marquis: 
أ ـ المنهج الأنثروبولوجي. 
ب ـ المنهج الفلسفي 
ج ـ منهج دراسة الحالة. 
د ـ المنهج التاريخي. 
هـ ـ منهج المسح. 
و ـ المنهج التجريبي.

التصنيفات الحديثة لمناهج البحث:
3 ـ تقسيم جود  وسكيتس Good and Scates : 
أ ـ المنهج التاريخي. 
ب ـ المنهج الوصفي.  
ج ـ منهج المسح الوصفي. 
د ـ المنهج التجريبي. 
هـ منهج دراسة الحالة. 
و ـ منهج دراسات النمو والتطور. 
على أننا سنأخذ في هذا البحث المناهج الكبرى والأصلية المتفق عليها بين علماء المناهج, وهي: الاستدلالي, التجريبي, التاريخي, الجدلي.

علم المناهج Methodologies: 
شهد علم المناهج تطورا كبيرا نتيجة لتطور أنواع المناهج واستعمالاتها المتزايدة, وبتزايد حركة البحث العلمي وتنوع مجالاته, ازدادت أهمية هذا العلم, تعددت المناهج وتنوعت الاختصاصات العلمية, بل إننا نجد العلم الواحد يستعين بمناهج مختلفة بحسب ما يقتضيه موضوع البحث. 
إن أول من استعمل كلمة "علم المناهج " أو " المنهجية " هو الفيلسوف والجغرافي الألماني " ايمانويل كانت ", وذلك عندما قسم المنطق إلى قسمين: 
أولا: مذهب المبادئ, وهو الذي يبحث في الشروط والطرق الصحيحة للحصول على المعرفة. 
ثانيا: علم المناهج الذي يهتم بتحديد الشكل العام لكل علم وبتحديد الطريقة التي يتشكل بها أي علم من العلوم.  
فعلم المناهج هو الذي يبحث في مناهج البحث العلمي والطرق العلمية التي يكتشفها ويستخدمها العلماء والباحثون من أجل الوصول إلى الحقيقة.

علم المناهج Methodologies: 
فإذا كانت مناهج البحث العلمي هي الطرق المؤدية إلى معرفة الحقائق والكشف عنها في مختلف العلوم ـ وذلك بواسطة مجموعة من القواعد والقوانين العامة التي تنظم سير العقل حتى يصل إلى نتائج معلومة ـ, فإن علم المناهج هو العلم الباحث والدارس لهذه المناهج العلمية. 
نشأ علم المناهج وازدهر بعد عصر النهضة في أوربا, وتحديدا في القرن السابع عشر الميلادي, على يد جماعة كبيرة من العلماء والفلاسفة أمثال: فرنسيس بيكون ( 1561 ـ 1626 ): الذى بيّن أهمية إتباع الوسائل التجريبية والتعميمات العلمية, وهو أول مفكري عصر النهضة الذين أكدوا أهمية استخدام المنهج الاستقرائي بغية الوصول إلى القوانين. 
رينيه ديكارت ( 1596 ـ 1650 ): وبيّن أهمية الجانب الرياضي للعلم, ووضع قواعد المنهج الاستدلالي, فالنتائج تستنبط من مقدمات واضحة تماما للعقل, مما يجعله على يقين أنها تصلح أساسا لكل معرفة ناتجة عنها, وقد تضمن كتابه " مقال في المنهج " إسهاماته في هذا المجال. 
ايمانويل كانت ( 1724 ـ 1804 ), فيختـه ( 1762 ـ 1814 ), وليم جيمس ( 1842 ـ 1910 ).... وغيرهم من العلماء والفلاسفة.

علم المناهج Methodologies: 
المنهج الاستدلالي: يعرف الاستدلال بأنه: " هو البرهان الذي يبدأ من قضايا مسلم بها، ويسير إلى قضايا أخرى تنتج عنها بالضرورة, ودون الالتجاء إلى التجربة, وهذا السير يكون بواسطة القول أو الحساب." وذلك مثل العمليات الحسابية التي يقوم بها الرياضي دون إجراء تجارب, والاستدلالات التي يستعملها القاضي اعتمادا على ما لديه من قضايا ومبادئ قانونية. 
والاستدلال قد يكون عملية عقلية منطقية أولية, وهو كل برهان دقيق مثل الحساب والقياس. وقد يكون عبارة عن عملية سلوكية منهجية لتحصيل الحقيقة, وهو السلوك العام المستخدم في العلوم والرياضة وهو التسلسل المنطقي المنتقل من مبادئ وقضايا أولية إلى قضايا أخرى تستخلص وتستنج منها بالضرورة, دون استعمال التجربة, عكس المنهج التجريبي أو الاستقرائي القائم على أساس التجربة.

مبادئ الاستدلال:
يتكون النظام الاستدلالي من المبادئ والنظريات, وذلك أن النظام الاستدلالي يشتمل على ميكانيزم يتسلسل من قضايا ومبادئ يستنتج منها مبادئ وقضايا مستنتجة كنتائج للعملية الاستدلالية الأولى, ثم تصبح هذه بدورها مبادئ وقضايا أولية بالنسبة للنتائج الأخرى... وهكذا إلى النهاية. 
والنتائج المستخرجة من القضايا والمبادئ تسمى " النظريات " ولذا كان الاستدلال في صورة نظام متكون من ميكانيزم: المبادئ والنظريات. 
ـ مبادئ الاستدلال هي: مجموع القضايا والتصورات الأولية غير المستخرجة من غيرها في نظام استدلالي معين. وقد قسم رجال المنطق القدماء مبادئ الاستدلال إلى: البديهيات ـ المصادرات ـ التعريفات.

أ ـ البديهيات: 
البديهية هي قضية بينة بنفسها, وليس من الممكن البرهنة عليها, فهي صادقة بلا برهان. وتتميز بثلاثة خصائص: 
ـ أنها بينة نفسية: حيث تتبين للنفس تلقائيا وبدون واسطة برهان. 
ـ أنها أولية منطقية: أي أنها مبدأ أوليا غير مستخلص من غيره من المبادئ والقضايا الأخرى. 
ـ أنها قاعدة صورية عامة: أو قضية مشتركة لأنه مسلم بها من كافة العقول على السواء, ولأنها شاملة لأكثر من علم واحد. 
أ ـ القياس: 
وهو عملية أو قضية عقلية منطقية، تنطلق من مقدمات مسلم بها, أو مسلمات إلى نتائج افتراضية غير مضمون صحتها. فالقياس هو تحصيل حاصل مستمر, عكس البرهان الرياضي الذي يأتي دائما بحقيقة جديدة, لم تكن موجودة في المبادئ الأولية لا ضمنيا ولا صراحة, فالبرهان الرياضي عكس القياس مبدع وخلاق للجديد الأصيل.

المنهج التجريبي:
يعد المنهج التجريبي من أقرب المناهج إلى الطريقة العلمية الصحيحة والموضوعية واليقينية في البحث عن الحقيقة واكتشافها وتفسيرها والتنبؤ بها والتحكم فيها.
ـ معنى المنهج التجريبي:
هناك عدة محاولات لتحديد ماهية ومعنى المنهج التجريبي, منها التي تسعى إلى تعريف المنهج التجريبي بأنه: " المنهج المستخدم حين نبدأ من وقائع خارجة عن العقل, سواء أكانت خارجة عن النفس إطلاقا, أو باطنة فيها كذلك كما في حالة الاستبطان, لكي نصفهذه الظاهرة الخارجة عن العقل ونفسرها. ولتفسيرها نهيب دائما بالتجربة, ولا نعتمد على مبادئ الفكر وقواعد المنطق وحدها."
كما حاول البحث أن يحدد معناه من خلال تحديد معنى التجربة أو التجريب, التي هي إحدى مراحل وعناصر المنهج التجريبي, ومنها:
" إن  التجريب ما هو إلا ملاحظة  تحت ظروف محكومة عن طريق  اختيار بعض الحالات أو عن  طريق تطويع بعض العوامل."
ومنها: " التجربة ... هي ملاحظة مقصودة تحت ظروف محكومة, يقوم بها الباحث لاختبار الفرض للحصول على العلاقات السببية."
فمضمون المنهج التجريبي, يتمثل في الاعتماد على الملاحظة والتجربة, وهو لذلك استقرائي اختباري مع تدخل العقل بسلسلة من عملية الاستنباط المنطقي تنتهي بالارتقاء بنتائج عدد محدد من الحالات إلى قانون مفسر لشتى حالات الواقع, وذلك إلى ما لانهاية.
يتكون المنهج التجريبي من عناصر ومراحل:
ـ المشاهدة أو الملاحظة العلمية ـ الفروض ـ التجربة.
ويختلف المنهج التجريبي عن بقية المناهج العلمية الأخرى, خاصة المنهج الاستدلالي, من حيث كون المنهج التجريبي سلوك علمي وموضوعي وعملي خارجي. والمنهج التجريبي موضوعه الظواهر والوقائع الخارجية, بينما موضوع المنهج الاستدلالي هو المخلوقات العقلية الداخلية.
مقومات وعناصر المنهج التجريبي:
يتألف المنهج التجريبي من ثلاثة مقومات وعناصر أساسية هي:
1 ـ الملاحظـة:
وهي الخطوة الأولى في البحث العلمي وهي من أهم عناصر البحث التجريبي, وأكثرها أهمية وحيوية, لأنها المحرك الأساسي لبقية عناصر المنهج التجريبي, حيث أن الملاحظة هي التي تقود إلى وضع الفرضيات وحتمية إجراء عملية التجريب على الفرضيات, لاستخراج القوانين والنظريات العلمية التي تفسر الظواهر والوقائع.
والملاحظة أو المشاهدة في معناها العام والواسع: هي الانتباه العفوي إلى حادثة أو واقعة أو ظاهرة أو أمر ما, دون قصد أو سابق إصرار وتعمد.
أما الملاحظة العلمية فهي: المشاهدة الحسية المقصودة والمنظمة والدقيقة للحوادث والأمور والظواهر, بغية اكتشاف أسبابها وقوانينها ونظرياتها, عن طريق القيام بعملية النظر في هذه الأشياء والأمور والوقائع, وتعريفها وتوصيفها وتصنيفها في أسر وفصائل, وذلك قبل تحريك عمليتي وضع الفرضيات والتجريب.
شروط الملاحظة العلمية:
ـ يجب أن تكون الملاحظة كاملة, فيجب أن يلاحظ الباحث كافة العوامل والأسباب والوقائع والظواهر والأشياء المؤثرة في وجود الظاهرة, أو المتصلة بها. وأن إغفال أي عامل من العوامل له صلة بالواقعة أو الظاهرة, يؤدي إلى عدم المعرفة الكاملة والشاملة للظاهرة, ويؤدي إلى وقوع أخطاء في بقية مراحل المنهج التجريبي.
ـ يجب أن تكون الملاحظة العلمية نزيهة وموضوعية ومجردة, أي يجب ألا تتأثر بأشياء وأحاسيس وفرضيات سابقة على عملية الملاحظة.
ـ يجب أن تكون منظمة ومضبوطة ودقيقة, أي يجب على العالم الباحث أن يستخدم الذكاء والدقة العلمية, وأن يستعمل وسائل القياس والتسجيل والوزن والملاحظة العلمية التكنولوجية في ملاحظته.
ـ يجب أن يكون العالم الباحث مؤهلا وقادرا على الملاحظة, أن يكون ذكيا متخصصا, عالما في ميدانه, سليم الحواس, هادئ الطبع سليم الأعصاب, مرتاح النفس قادرا على التركيز والانتباه.
2 ـ الفرضيات  العلمية:Hypotheses
تعتبر الفرضية العنصر الثاني واللاحق لعنصر الملاحظة العلمية في المنهج التجريبي, وهي عنصر تحليل.
والفرضية في اللغة تعني التخمين أو الاستنتاج, أو افتراض ذكي في إمكانية تحقق واقعة أو شيء ما أو عدم تحققه وصحته.
أما مفهومها في الاصطلاح فهو: " تفسير مؤقت لوقائع وظواهر معينة, لا يزال بمعزل عن امتحان الوقائع, حتى إذا ما امتحن في الوقائع, أصبحت بعد ذلك فرضيات زائفة يجب العدول عنها إلى غيرها من الفرضيات الأخرى, أو صارت قانونا يفسر مجرى الظواهر."
أو أن الفرضية هي: " تخمين ذكي أو استنتاج ذكي, يصوغه الباحث ويتبناه مؤقتا, لشرح بعض ما يلاحظه من الظواهر الحقائق, وليكون هذا الفرض كمرشد له في البحث والدراسة التي يقوم بها."
وتتميز الفرضية بذلك عن غيرها من المصطلحات العلمية الأخرى مثل: النظرية, القانون, المفهوم, الإيديولوجية.
ـ ونستطيع تعريف النظرية بأنها: كل مجموعة من فروض منسجمة فيما بينها, ثبتت صحتها عن طريق التدليل العقلي فهي لذلك" نظرية فلسفية ", أو عن طريق التجريب فهي" نظرية علمية ". فتختلف بذلك الفرضية عن النظرية, في الدرجة وليس في النوع. الفرضية تفسير وتخمين مؤقت وغير نهائي. والنظرية تفسير وتفسير ثابت ونهائي نسبيا. وأصل النظرية أنها فرضية أجريت عليها اختبارات وتجارب فأصبحت نظرية.
ـ أما القانون فهو النظام أو العلاقة الثابتة وغير المتحولة بين ظاهرتين أو أكثر.
ـ أما المفهوم فهو: مجموعة من الرموز والدلالات التي يستعين بها الفرد لتوصيل ما يريده من معاني إلى غيره من الناس, ويشترط في المفهوم ربطه بالتعريفات الأخرى المتصلة به, كما يشترط فيه الدقة والوضوح والعمومية.
أو نستطيع القول أنه: التمثل العقلي لطائفة من المحسوسات من ثنايا خواصها الرئيسة المشتركة, فنقول " إنسان" مثلا ونعني به كمفهوم التعبير العام المطلق عن كل حالات أو أفراد الحيوان المفكر الناطق, فهو انتقال من المحسوس إلى التجريد.
أما الإيديولوجية: في مجموعة النظريات والقيم والمفاهيم الدينية والاجتماعية والاقتصادية والقانونية العامة المتناسقة, المترابطة, المتكاملة والمتداخلة في تركيب وتكوين كيان عقائدي كلي وعام. وتستند إلى أسس ومفاهيم السمو والقداسة في سيادتها على المجتمع.
قيمة الفرضية وأهميتها العلمية:
تؤدي الفرضيات دورا هاما وحيويا في استخراج النظريات والقوانين والتفسيرات العلمية للظواهر, وهي تنبئ عن عقل خلاق وخيال مبدع وبعد نظر. كما تظهر أهميتها أيضا في تسلسل وربط عملية سير المنهج التجريبي من مرحلة الملاحظة العلمية, إلى مرحلة التجريب واستخراج القوانين, واستنباط النظريات العلمية. وقيمة الفرضيات لم يتعرف بها إلا في بداية القرن التاسع عشر, حيث عارض العلماء قبل ذلك وضع الفرضيات وحذروا منها, وهو ما فعله كل من كلود برنارد وبيكون.
شروط صحة الفرضيات العلمية:
ـ يجب أن تبدأ الفرضيات من ملاحظات علمية, أي تبدأ من وقائع محسوسة مشاهدة, وليس من تأثير الخيال الجامح, وهذا حتى تكون الفرضيات أكثر واقعية.
ـ يجب أن تكون الفرضيات قابلة للتجريب والاختبار والتحقق.
ـ يجب أن تكون خالية من التناقض للوقائع والظواهر المعروفة.
ـ يجب أن تكون شاملة ومترابطة, أي يجب أن تكون معتمدة على كل الجزئيات والخصوصيات المتوفرة, وعلى التناسق مع النظريات السابقة.
ـ يجب أن تكون الفرضيات متعددة ومتنوعة للواقعة الواحدة.  

المحاضرة الثالثة 

المناهج التقليدية والحديثة


مناهج البحث العلمي

علمنا في المحاضرة السابقة، كيف أن المنهج عبارة عن مجموعة من القواعد العامة المصوغة من اجل الوصول إلى الحقيقة في العلم، وأن مناهج البحث العلمي متعددة، منها التحليلي والتركيبي والتلقائي والعقلي، والتاريخي والتجريبي والوصفي والاجتماعي والإبداعي، الإقليمي، والاستدلالي، والكمي وجميعها مناهج بحثية تقودنا إلى الطرق المؤدية إلى معرفة الحقائق والكشف عنها في مختلف العلوم، وذلك بمجموعة من القواعد والقوانين العامة التي تنظم سير العقل حتى يصل إلى نتائج معلومة ـ, فإن علم المناهج هو العلم الباحث والدارس لهذه المناهج العلمية.
وكنا قد توقفنا عند مناقشة المنهج التجريبي، وذكرنا انه يتألف من ثلاث مقومات رئيسة ، تناولنا منها بالشرح الملاحظة، ثم الفرضيات العلمية، وسنبدأ هنا بتناول المقومة الثالثة ألا وهى عملية التجريب.
3 ـ عملية التجريب:
بعد عملية إنشاء الفرضيات العلمية, تأتي عملية التجريب على الفرضيات, لإثبات مدى سلامتها وصحتها, عن طريق استبعاد الفرضيات التي يثبت يقينا عدم صحتها وعدم صلاحيتها لتفسير الظواهر والوقائع علميا, وإثبات صحة الفرضيات العلمية بواسطة إجراء عملية التجريب في أحوال وظروف وأوضاع متغايرة ومختلفة, والإطالة والتنوع في التجريب على ذات الفرضيات. وإذا ما ثبتت صحة الفرضيات علميا ويقينيا, تتحول إلى قواعد ثابتة وعامة, ونظريات علمية تكشف وتفسر وتتنبأ بالوقائع والظواهر.
المنهج الوصفي:
إن المتتبع لتطور العلوم يستطيع أن يلمس الأهمية التي احتلها المنهج الوصفي في هذا التطور, ويرجع ذلك إلى ملائمته لدراسة الظواهر الاجتماعية, لأن هذا المنهج: يصف الظواهر وصفا موضوعيا من خلال البيانات التي يتحصل عليها باستخدام أدوات وتقنيات البحث العلمي.
وقد ارتبطت نشأة هذا المنهج بالمسوح الاجتماعية وبالدراسات المبكرة في فرنسا وإنكلترا, وكذا بالدراسات الأنثربولوجية في الولايات المتحدة.
ويقوم المنهج الوصفي على جمع الحقائق والمعلومات ومقارنتها وتحليلها وتفسيرها للوصول إلى تعميمات مقبولة, أو هو دراسة وتحليل وتفسير الظاهرة من خلال تحديد خصائصها وأبعادها وتوصيف العلاقات بينها, بهدف الوصول إلى وصف علمي متكامل لها. لذلك فهو يشتمل على عدد من المناهج الفرعية والأساليب المساعدة, كأن يعتمد مثلا على دراسة الحالة أو الدراسات الميدانية أو التاريخية أو المسوح الاجتماعية.
ولا يقتصر المنهج الوصفي على التعرف على معالم الظاهرة وتحديد أسباب وجودها, وإنما يشمل تحليل البيانات وقياسها وتفسيرها والتوصل إلى وصف دقيق للظاهرة ونتائجها.
ومن البحوث التي يستخدمها المنهج الوصفي:
أ ـ دراسة الحالة: تعتبر أحد أساليب البحث والتحليل الوصفي المطبقة في مجالات علمية مختلفة, وقد تكون الحالة المدروسة: شخصا, جماعة, مؤسسة, مدينة.
فعالم النفس: يستخدم الفرد كحالة للدراسة في تحليل النفسي, وقد تكون المؤسسة كحالة للدراسة في مجالات علمية مختلفة, فقد ندرسها من الناحية البشرية أو المالية أو الإنتاجية, وذلك حسب مجال اختصاص الباحث وطبيعة وأهداف البحث.
ب ـ المسح الاجتماعي: ساهم هذا النوع من البحوث في بناء وتطور الدراسات العلمية في مجال العلوم الاجتماعية, بما قدمه من مناهج وطوره من أدوات لجمع البيانات, وتعتبر هذه الدراسة مساهمة في وضع الأسس والقواعد المنهجية للبحث العلمي, والتعبير عن الظواهر والموضوعات الاجتماعية تعبيرا كميا, باستعمال الأدوات المنهجية التي تمكن الباحث من جمع بيانات دقيقة والوصول إلى نتائج موضوعية.
ج ـ دراسة الرأي العام: للرأي العام تأثير كبير على سياسة أية دولة, لذلك تهتم به السلطات السياسية ورجال الأعمال والشركات وغيرها. فالاستفتاء من أهم وسائل قياس الرأي العام وخاصة في الدول التي تتمتع بحرية التعبير وممارسة الديمقراطية. وتهدف الدراسات في هذا المجال إلى استطلاع الرأي العام حول قضية أو مسألة ذات طابع عام, وقد اتخذت البحوث في هذا المجال عدة اتجاهات منها:
المجال السياسي, المجال الاقتصادي, المجال الاقتصادي الاجتماعي
المنهج التاريخي
يتكون التاريخ من الوقائع والأحداث والحقائق التاريخية, التي حدثت وظهرت في الماضي ومرة واحدة, ولن تتكرر أبدا, على أساس أن التاريخ يستند إلى عنصر الزمن المتجه دوما إلى الأمام, دون تكرار أو رجوع إلى الوراء.
ولدراسة الوقائع والأحداث أهمية كبرى في فهم ماضي الأفكار والحقائق والظواهر والحركات والمؤسسات والنظم, وفي محاولة فهم حاضرها والتنبؤ بأحكام وأحوال مستقبلها. لذلك ظهرت أهمية وحتمية الدراسات التاريخية والبحوث العلمية التاريخية, التي تحاول بواسطة علم التاريخ ـ والمنهج التاريخي ـ أن تستعيد وتركب أحداث ووقائع الماضي بطريقة علمية في صورة حقائق علمية تاريخية, لفكرة من الأفكار, أو نظرية من النظريات, أو مدرسة من المدارس, أو مؤسسة من المؤسسات الاجتماعية والإنسانية والسياسية والاقتصادية.
ولدراسة الوقائع والحوادث والظواهر التاريخية, دراسة علمية تعتمد على العقل والمنطق, لابد من استخدام المنهج العلمي التاريخي.
مفهومـه: عرف المنهج التاريخي عدة تعريفات عامة وخاصة, منها التعريف العام الذي يقرر صاحبه أنه: " الطريقة التاريخية التي تعمل على تحليل وتفسير الحوادث التاريخية, كأساس لفهم المشاكل المعاصرة, والتنبؤ بما سيكون عليه المستقبل.
ويمكننا القول أن المنهج التاريخي هو منهج بحث علمي, يقوم بالبحث والكشف عن الحقائق التاريخية, من خلال تحليل وتركيب الأحداث والوقائع الماضية المسجلة في الوثائق والأدلة التاريخية, وإعطاء تفسيرات وتنبؤات علمية عامة في صورة نظريات وقوانين عامة وثابتة نسبيا.
عناصر ومراحل المنهج التاريخي:
يتألف المنهج التاريخي من عناصر ومراحل متشابكة ومتداخلة ومترابطة ومتكاملة, في تكوين بناء المنهج التاريخي ومضمونه, وهي:
1 ـ تحديد  المشكلة العلمية التاريخية:
أي تحديد المشكلة أو الفكرة العلمية التاريخية التي تقوم حولها التساؤلات والاستفسارات التاريخية, الأمر الذي يؤدي إلى تحريك عملية البحث التاريخي, لاستخراج فرضيات علمية تكّون الإجابة الصحيحة والثابتة لهذه التساؤلات.
وتعتبر عملية تحديد المشكلة تحديدا واضحا ودقيقا, من أول وسائل نجاح البحث التاريخي، في الوصول إلى الحقيقة التاريخية. لذا يشترط في عملية تحديد المشكلة الشروط التالية:
ـ يجب أن تكون المشكلة معبرة عن العلاقة بين متحولين أو أكثر.
ـ يجب أن تصاغ المشكلة صياغة جيدة وواضحة وكاملة جامعة مانعة.
ـ يجب أن تصاغ بطريقة جيدة ملائمة للبحث العلمي التجريبي والخبري.
2 ـ جمع وحصر الوثائق  التاريخية:
بعد عملية تحديد المشكلة, تأتي مرحلة جمع كافة الحقائق والوقائع المتعلقة بالمشكلة, وذلك عن طريق حصر وجمع كافة المصادر والوثائق والآثار التسجيلات المتصلة بعناصر المشكلة, ودراسة وتحليل هذه الوثائق بطريقة علمية للتأكد من صحتها وسلامة مضمونها.
ونظرا لأهمية وحيوية هذه المرحلة أطلق البعض على المنهج التاريخي اسم " منهج الوثائق", فالوثائق التاريخية هي جوهر المنهج التاريخي.
والوثيقة في اللغة الأداة والبينة المكتوبة الصحيحة والقاطعة في الإثبات. وهي مأخوذة من وثق يثق ثقة أي ائتمنه, الشيء الوثيق الشيء المحكم. أما في الاصطلاح فهي: "جميع الآثار التي خلفتها أفكار البشر القدماء."
والوثائق أوسع من النص المكتوب, حيث تشمل كافة الوثائق والمصادر والأدلة والشواهد التاريخية, أصيلة وأولية, أو ثانوية وتكميلية, مكتوبة أو غير مكتوبة, رسمية أو غير رسمية, مادية أو غير مادية, والتي تتضمن تسجيلا لحوادث ووقائع تاريخية, أو لبعض أجزائها وعناصرها, يعتمد عليها في البحث والتجريب للوصول إلى الحقيقة التاريخية المتعلقة بالمشكلة محل الدراسة والبحث.
3 ـ نقد الوثائق  التاريخية:
بعد عملية حصر وجمع الوثائق التاريخية, تأتي مرحلة فحص وتحليل هذه الوثائق, تحليلا علميا دقيقا, عن طريق استخدام كافة أنواع الاستدلالات والتجريب, للتأكد من مدى أصالة وهوية وصدق هذه الوثائق.
وتعرف عملية التقييم والفحص والتحليل هذه, بعملية النقـد, وتتطلب صفات خاصة في الباحث, مثل: الحس التاريخي القوي, الذكاء اللماح, الإدراك العميق, الثقافة الواسعة والمعرفة المتنوعة, وكذا القدرة القوية على استعمال فروع العلوم الأخرى في تحليل ونقد الوثائق التاريخية مثل اللغة وعلم الكيمياء وعلم الأجناس, ومعرفة اللغات القديمة والحديثة.
وهذا النقد قد يكون نقدا خارجيا وقد يكون نقدا داخليا.
ـ النقد الخارجي للوثائق التاريخية: يستهدف هذا النقد التعرف على هوية وأصالة الوثيقة, والتأكد من مدى صحتها, وتحديد زمان ومكان وشخصية المؤلف للوثيقة, وكذا ترميم أصلها إذا طرأت عليها تغيرات, وإعادتها إلى حالتها الأولى.
ويمكن القيام بهذه العملية عن طريق طرح الأسئلة التالية:
ـ هل تطابق لغة الوثيقة وأسلوب كتابتها وخطها وكيفية طباعتها من أعمال المؤلف الأخرى, ومع الفترة التي كتبت فيها الوثيقة؟
ـ هل هناك تغيرات في الخطوط؟
ـ هل هذا المخطوط أصلي, أم هو نسخة منقولة عن الأصل؟
ـ هل يظهر المؤلف جهلا ببعض الأشياء التي كان من المفروض أن يعرفها؟
إلى غير ذلك من الأسئلة التي تتعلق بالجانب المادي والمظهر الخارجي للوثيقة.
النقد الداخلي للوثائق التاريخية: وتتم عن طريق تحليل وتفسير النص التاريخي والمادة التاريخية, وهو ما يعرف بالنقد الداخلي الإيجابي, وبواسطة إثبات مدى أمانة وصدق الكاتب ودقة معلوماته, وهو ما يعرف بالنقد الداخلي السلبي. ويمكن القيام بعملية النقد الداخلي بواسطة طرح الأسئلة التالية:
ـ هل المؤلف صاحب الوثيقة حجة في الميدان؟
ـ هل يملك المؤلف المهارات والقدرات والمعارف اللازمة, لتمكينه من ملاحظة الحوادث التاريخية وتسجيلها؟
ـ هل حالة المؤلف الصحية وسلامة حواسه وقدراته العقلية, تمكنه من الملاحظة العلمية الدقيقة والكاملة للحوادث التاريخية وتسجيلها بصورة سليمة؟
المنهج الكمي
يعد المنهج الكمي  احدث المناهج المستخدمة في مجال الدراسات الجغرافية، على عمليتي القياس والتحليل، مستخدما في ذلك الأرقام للوصول إلى نتائج موضوعية دقيقة ومحددة، إذ يعتمد المنهج على جمع البيانات عن الظاهرات الجغرافية المختلفة، ثم يتم تحليل تلك البيانات إحصائياً، لنحصل بذلك على أدق صورة لهذه الظاهرات، بالإضافة إلى توضيح العلاقات بين متغيرات الظاهرة الواحدة، مستخدمين في ذلك الأساليب والوسائل العلمية الحديثة. ويتطلب المنهج الكمي الاستعانة بعلوم بحتة مثل علوم الإحصاء والرياضيات، بالإضافة إلى استخدام النماذج Models والنظم Systems التي أثبتت جدارة علمية في كثير من الدراسات العلمية المتخصصة مثل الدراسات الكيميائية والفيزيائية وغيرها.
ويمكن القول أن بدايات استخدام المنهج الكمي في الدراسات الجغرافية تعود إلى النصف الثاني من القرن العشرين، إذ شهد علم الجغرافيا وقتها تطورت كبيرة وسريعة في أساليب البحث الجغرافي، حتى أنه قد عرف هذا التطور باسم ( الثورة الكمية في الجغرافيا)، حيث بدأ وقتها ولأول مرة الاعتماد على أساليب التحليل الإحصائي لإظهار العلاقات المتبادلة بين الظاهرات الجغرافية المختلفة.
اعتمد الجغرافيون على المنهج الكمي لكونه يقود الباحث إلى الأسلوب الصحيح في التحليل، بالإضافة إلى الحصول على افضل النتائج وأكثرها مصداقية ودقة. فالباحث في مجال الجغرافيا يحتاج في دراسته إلى منهج يقوده إلى استخلاص النتائج، وتحقيق فروض الدراسة وإثباتها، بالإضافة إلى استبعاد جميع العوامل غير المرغوب فيها، والتي قد تؤثر سلباً في نتائج الدراسة وفى سير البحث. كما يحتاج الباحث إلى إجراء بعض التحليلات الكمية كالمتوسطات ومقاييس التشتت ومعاملات الارتباط ومقاييس الدلالة وغيرها.
ويحاول الباحث بعد إجراء التحليلات الإحصائية المختلفة واستخلاص النتائج ــ معتمدا في ذلك ومستعينا  بالمنهج الكمي ــ الوصول إلى درجة ثبات هذه النتائج Reliability، وهى خطوة مهمة من خطوات البحث العلمي بشكل عام والجغرافي بشكل خاص، فعندما لا تستطيع الطرق والأساليب الإحصائية أن تصل إلى مرتبة التأكد من النتائج التي توصل إليها الباحث لحل مشكلة ما، فإن الباحث قد يلجأ إلى وضع النتائج في صورة احتمالية Probability، محدداً درجة الاحتمال، والتي تتوقف بدورها على درجة دقة البيانات التي اعتمد عليها الباحث بالإضافة إلى دقة إجراء التحليلات الجغرافية .
 
مزايا الأسلوب الكمي 
تحديد العوامل المؤثرة 
الدقة
الدقة: أن المنهج الكمي يساعد الباحث على إضفاء الدقة العلمية على عملية الوصف التي كانت متبعة إبان الاعتماد على المنهج الوصفي في الدراسات الجغرافية. ودقة الوصف تحتاج دائما إلى اختيار مدى ثبات النتائج التي توصل إليها الباحث.
التعميمالمنهج الكمي يمكن الباحث من استخلاص النتائج العامة من النتائج الجزئية، فمثل هذه النتائج لا يمكن استخلاصها إلا تبعاً لقواعد إحصائية. كما يستطيع الباحث أن يحدد درجة احتمال صحة التعميم الذى يصل إليه، مما يساعده على التنبؤ بالنتائج التي يحتمل أن يحصل عليها الباحث.
 
مزايا الأسلوب الكمي 
تحديد العوامل المؤثرة 
الدقة
تحديد العوامل المؤثرة: تعتمد الأبحاث الجغرافية على تحديد أثر عامل محدد دون غيره من العوامل، إذ أن الظاهرات الجغرافية من التعقد والتشابك والتغير والتدرج في الشكل والتوزيع، مما يجعل من الصعب إيضاح أثر عامل وحد دون غيره من العوامل بالوسائل العادية. ومن هنا كان لابد من اللجوء إلى الوسائل الكمية والإحصائية لفصل عامل واحد من العوامل المحتملة وتحديد دوره، مع إبعاد أثر العوامل الأخرى التي لا يستطيع الباحث تفاديها في أبحاثه بالطرق العادية.
وهناك عوامل كثيرة تؤثر في نتائج الأبحاث كعامل الصدفة واختيار العينات ، وهذه لا يمكن ضبطها إلا بالوسائل الكمية.
مثالب استخدام الأسلوب الكمي في الدراسات الجغرافية
1- إساءة استخدام  الوسائل الإحصائية  والرياضية: فقد نتج عن تحمس الكثير من الجغرافيين للمنهج الكمي، بل والتعصب له، وقوع الكثير منهم في أخطاء جسيمة، وذلك للقدرة المحدودة لمعظم الجغرافيين في الرياضيات، وخاصة أن أقسام الجغرافيا من الأقسام التي تنتمى إلى الكليات الأدبية والتي تستقبل طلاباً من الأقسام الأدبية بالثانوية، وهم بالتبعية لم يتعودوا على استخدام الأساليب العلمية والرياضية الحديثة .
2- استيعاب الطرق  الإحصائية وإساءة  توظيفها: هناك العديد من الجغرافيين استطاعوا فهم الطرق الإحصائية بدرجة عالية، لكنهم لم يحسنوا استخدامها، لكونهم يبحثون دائما عن الجديد في الأساليب والطرق الإحصائية، لمجرد استخدامها دون تحديد مدى صلاحيتها للتطبيق في الدراسات الجغرافية.
3- صعوبة إخضاع بعض  الظاهرات الجغرافية  والسلوك البشرى  لقوانين علمية  ومعادلات رياضية: فعلى الرغم من إمكانية الاعتماد على المنهج الكمي في الدراسات الجغرافية الطبيعية ( بفروعها المختلفة) إلا انه من الصعب تطبيقه في مجال الدراسات البشرية، وذلك لكون السلوك البشرى في تغير دائم، بالإضافة إلى أن حقيقة السلوك البشرى قد تختلف كثيرا عما يبدو عليه، مما قد يخدع الباحث. كما أن السلوك البشرى معقد تعقيداً شديداً، وتتدخل فيه عوامل قد تزيد أو تختلف عما يتوقعه الباحث.
وأخيرا أن الباحث وهو بشر هو من يقوم بإجراء الدراسات التي تختص بدراسة سلوك الإنسان وعلاقته بالبيئة المحيطة، مما قد يؤدى إلى تدخل العوامل والآراء الشخصية كثيرا في عمليات القياس والوصف بدرجة قد تجعل الباحث غير موضوعي.
عوامل تطور الأسلوب الكمي
ساعد على استمرار الثورة الكمية في الجغرافيا ، وتطورها والاعتماد عليها من قبل الباحثين، دقة النتائج التي تحققت في العديد من الدراسات الجغرافية، بالإضافة إلى وجود عدة عوامل أسهمت في تطور الأساليب الكمية وتشجيع الجغرافيين على استخدام المنهج الكمي، من أبرزها:
1-  تطور  أجهزة الحاسب الألى، وسرعة انتشاره الكمبيوترات الشخصية، ورخص أسعارها، والتطور المذهل في البرمجيات.
2- تطور  وسائل التحليل الإحصائي، فقد  تطورت الاختبارات والبرامج الإحصائية  لتواكب ثورة المعلومات، ومنها  على سبيل المثال برامج SPSS  SAS.
3- وفرة  البيانات الإحصائية، حيث أصبح  العصر يسمى بعصر المعلوماتية،  إذ تتوفر حاليا كميات هائلة  من المعلومات العلمية في كافة  التخصصات العلمية، وقد ساعد  على انتشارها شبكة المعلومات  الدولية.
1- تحديد المشكلة Problems.
من الطبيعي ألا يوجد بحث علمي بدون مشكلة، فوجود المشكلة هو الحافز على البحث والاستقصاء، فقد يستهوي الباحث موضوع معين يحتج إلى حل أو فرضية تحتاج إلى إثبات، أو نظرية نجحت في علوم أخرى ويراد تطبيقها على بحث جغرافي.
فاذا ما استقر الباحث على موضوع معين أو حدد مشكلة الدراسة التي يريد بحثها، فإنه بذلك يكون قد حدد هدف وأغراض الدراسة، ومن ثم أصبح لزاما عليه أن يبحث عن البيانات المتوفرة والأبحاث السابقة في الموضوع، وذلك في محاولة للإجابة عن عدة تساؤلات تتلخص فيما يلي:
1- هل يستحق هذا الموضوع ما سيبذل فيه من جهد؟
2- هل من الممكن كتابة شيء جديد عن هذا الموضوع؟
3- هل هناك بيانات ومادة علمية تعين على كتابة هذا الموضوع؟
4- هل تتحمل طاقات الباحث العلمية واللغوية القيام بهذا البحث؟
ومن المهم أن يحدد الباحث لنفسه عناصر مشكلة الدراسة، ومن اهم الأشياء التي يجدر بالباحث تحديدها:
  • المفاهيم Concepts .
  • الألفاظ العلمية Technical Terms.
  • وقد يلجأ بعض الباحثين إلى التعريف الإجرائي Operational Definition حتى لا يكون هناك أي خلاف على المقصود من كل مفهوم يستخدمونه في البحث.
    2-صياغة  الفرضيات Hypothesis.
  • الفرضية عبارة عن تفسير مبدئي للظاهرة موضوع الدراسة، ويصل إليها الباحث عن طريق معرفته السابقة بحالات مشابهة للظاهرة محل الدراسة. ويجب أن تتوافر شروط معينة في الفرضيات منها:
  • • أن تكون الفرضية موضوعية Objective بمعنى أن الفرضية تفسر موضوع الدراسة دون أن يكون للدارس أي تأثير على الفرضية نتيجة لرغباته أو ميوله، والا تكون الفرضية غائية Biased بمعنى ا لا تكون الفرضية متحيزة، مما قد يؤدى بالباحث إلى إهمال الحقائق التي تفند فرضيته وذلك تلبية لرغباته وميوله.
    • يجب أن تكون الفرضية ممكنة التحقيق.
    •ألا تتعارض الفرضية مع العلوم اليقينية والحقائق المؤكدة.
ويجب أن نعمل على صياغة الفرضية بشكل جيد، يساعد الباحث على تحديد بحثه والعوامل التي يشتمل عليها هذا البحث، كما تكون موجها مفيدا له لرسم خطة البحث على أساسه، وذلك يجنبه إضاعة الوقت والجهد والمال. غير أن الباحث غير المدرب على طرق البحث العلمي، ومن ثم ليس لديه قدره على الإلمام بجوانب موضوع الدراسة، قد يقع في محذورين مهمين من محاذير وضع الفرضيات العلمية وهما:
// أن تحديد وجهة النظر من البداية توجه إدراك الباحث وتفكيره في ناحية معينة، مع إهمال باقي النواحي الأخرى المحتملة.
// أن الباحث إذ يبتدأ بفرضية معينة، فليس من السهل عليه التخلي عنها بعد ذلك.
3-جمع  البيانات وتصنيفها Data Collection.
أن الغرض من جمع البيانات وتصنيفها هو إثبات أو تفنيد الفرضيات التي وضعت سابقاً، ويلزم جمع البيانات من مصادرها الأصيلة وأمهات الكتب والمراجع المتصلة بموضوع البحث، في محاولة لإيجاد حل لمشكلة الدراسة.
وقد نجد أن بعض البيانات متوفرة، وبعضها الآخر غير متوفر، ومن ثم يجب تعويض النقص في البيانات بالدراسات الميدانية الحقلية، والاستبيانات والمقابلات الشخصية.
ويجب تصنيف البيانات وتبويبها، سواء أكانت الكترونية أو ورقية، ولابد من اتباع عملية الترميز في تصنيف البيانات Coding أي استبدال الإجابات الوصفية برموز تسهل عملية تفريغ البيانات، ومن ثم تجميعها في مجموعات متشابهة.
4-تحليل  البيانات وتفسير  النتائج Data analysis:
يتم ذلك بمعالجة البيانات التي جمعت إحصائياً (رياضياً) لاستخلاص أرقام أكثر تلخيصاً وإيضاحا وشمولاً.
فتحليل البيانات يعطي مؤشرات نستطيع على أساسها استخلاص النتائج التي تؤيد الفرضيات الموضوعة مسبقاً أو تفنيدها.
5-التعميمات Generalization والقوانين Lows:
إذا أيدت البيانات التي تم تجميعها بواسطة الباحث، الفرضية العلمية الموضوعة مسبقا، فإن هذه الفرضية تكون تفسيراً للمشكلة أو حكماً عليها. وإذا تكرر هذا التفسير أو الحكم مراراً وتكراراً فقد يسمى تعميماً، أو قاعدة، أو قانوناً عاماً وصار نظرية علمية، وفى هذه الحالة يطبق على الظاهرات أو الحالات المماثلة للدراسة حاضرها ومستقبلها.
فإذا ما جد جديد في دراسات مستقبلية بما يخالف هذا القانون بدأ الشك في صحة القانون، وإذا ما تأكدنا من خطأ القانون، وجب بدء البحث لتصحيحه من جديد أو تعديله أو إيجاد قانون أفضل منه باستخدام نفس الخطوات السابقة.
أما إذا أثبتت البيانات خطأ الفرضية، فيجب تعديلها أو البحث عن فرضية جديدة، وجمع بيانات جديدة لإثبات أو نفى الفرضية الثانية. فاذا ما أثبتت البيانات خطأ الفرضية الثانية وجب اختيار فرضية ثالثة .................وهكذا.
ويجب أن نعلم، أن النظريات والتعميمات التي يعتمد عليها الباحث في عمليات التنبؤ المستقبلي لموضوع ما، وتصور حلول لمشكلة قد تجدُ مستقبلاً، هو ما يعد أمراً رئيساً في الجغرافيا الحديثة.
6-خطوات  المنهج الكمي.
حدد العالم فيتز جيرالد Fitzgerald خطوات المنهج الكمي بشكل توضيحي مبسط، وقد اختار لتطبيق هذه الخطوات مشكلة جغرافية تختص بالتوزيعات المكانية على سطح الأرض، وحاول رسم الخطوات التي يجب سلوكها للوصول إلى النتائج، ثم القوانين التي يمكن التنبؤ بواسطتها في المستقبل، كما يتضح من الشكل التالي. 
                                             ((( يطبع من محتوى  المحاضرة)))

المحاضرة الرابعة 

البحث والباحث


                               البحث والباحث
انتهينا في المحاضرات السابقة، من مناقشة البحث العلمي ومفهومة، وما صيغ بشأنه من تعريفات من قبل العلماء، وكذلك تناولنا المناهج البحثية ومحتوياتها، وطرق تطبيقها. وفى هذه المحاضرة سنتناول بإذن الله موضوع البحث والباحث.
فيرى العالم الجغرافي لوكرمان Lukermann أنه على الجغرافي أن يتصور أجزاء من العالم جزءا من نظام متكامل يترابط بعضه مع بعض عند مستويات متباينة من التفاعل.
وأن الهدف من علم الجغرافيا والدراسات الجغرافية، هو تفهم العلاقة ما بين الإنسان والبيئة، وأن للعلم أهداف رئيسة يمكن أن نوجزها في:  
1- توزيع الظاهرات  على سطح الأرض.
2- إيجاد العلاقات  بين هذه الظاهرات  وغيرها في نفس  المكان.
3- مدى ارتباط الظاهرات  بنظائرها في المناطق  المجاورة.
4- تأثير هذه الظاهرات  على ظاهرات أخرى.
5- اختلاف الظاهرة  من مكان لآخر.
6- لماذا توجد بعض  الظاهرات في منطقة  دون أخرى.
7- مدى انتشار الظاهرات  الجغرافية.
8- تكرار الظاهرات  المختلفة.
9- تحديد المسافة  بين ظاهرة وأخرى  تماثلها.
10- شكل شبكة الانتشار.
11- كثافة وتجميع الظاهرات  غير المتصلة.
12- موضع وتركز الظاهرة.
13- ارتباط نوع النشاط  السائد مع المكان.
14- التفاعل بين الإنسان  والبيئة واختلاف  هذا التفاعل من  بيئة إلى أخرى. 
أنواع وتقسيمات البحث العلمي
تقسيمات البحوث
يتم تقسيم البحث إلى عدد من الأبواب والأقسام والفصول، والمباحث، فالباب الأول يشتمل على قسم وبدوره يحتوى على فصول، والجدير بالملاحظة أن تفرعات البحث تخضع بهذا القدر أو ذاك على قدرة الباحث في تنظيم هيكلة البحث والسيطرة عليه وبالتالي إنجازه. وما تقسيمات البحث إلي شكل من أشكال التنظيم ليخضع الباحث المحاور الأساسية لموضوع البحث، وعلى سبيل المثال: في الأبواب التي تشتمل على أقسام، يراعى فيها وحدة الموضوع.
وذلك يسهل على الباحث السيطرة على تفرعات البحث على الرغم من سعة الموضوع، ذلك لان الباحث مرتبط بتقديم وإنجاز البحث ضمن سقف زمنى محدد، على أن يتم مراعاة وحدة البحث بوصف كل جزء يصب في الآخر وصولا إلى تحقيق أهداف البحث.
مستويات البحث العلمي:
في البدء ينبغي التنويه عن حقيقة تتعلق بالبحث، بوصفه دراسة علمية ناضجة، على أن ليس كل دراسة يمكن أن تطلق عليها صفة البحث. وبناء على ذلك يمكن تقسيم مستويات البحث على النحو التالي:
أنواع البحوث
1- بحث المساق ( المادة  الواحدة ): الهدف منه تنمية المواهب العلمية لدي الطالب وتنظيم عقليته وتحسين نمط تفكيره ومحاولة تدريبه في منهج الحث ليكون أكثر كفاءة في إعداد البحوث المستقبلية.
وهى البحوث التي يعد إنجازها جزء لا يتجزأ في استكمال بعض المواد التحضيرية، إذ يطلب مدرسو الجامعة أو المعاهد من الطلبة بحثاً أو تقريرا لا يتجاوز العشر صفحات، يدرج فيها بعض المعلومات التي تخص الموضوع الذى تم الاتفاق المسبق بين الطالب وأستاذ المادة. وبحوث هذا النوع يطلق عليها بالبحوث الصفية، بوصفها حلقة من حلقات مادة محددة، يستكمل فيها الطالب اجتيازه تلك المادة من خلال البحث الذى يقره أستاذ المادة نفسها، ويحدث أن يناقش الطالب ضمن الصف.
ومن خلال التجربة العملية اتضح أن طالب هذه المرحلة غالبا ما يكون عرضة العديد من الأخطاء المنهجية، ويعود السبب إلى عوامل عدة وعلى راسها عدم الاهتمام بكتابة البحث وعدم مراعاة السقف الزمنى فضلا عن قلة اطلاع الطالب نفسه، مما يدفع في أحيان غير قليلة إلى النقل الحرفي من المصادر المختلفة أو الاتكاء على بحوث سابقة لطلبة أو المختصين، إلا أن أهمية وخطورة البحوث الصفية ( بحث المساق الواحد) تكمن بالدرجة الأساس بوصفها تعد الخطوات الأولى لتهيئة باحثين مستقبلاً.
2- بحث البكالوريوس: يعتبر هذا البحث في بعض الجامعات شرطاً للتخرج ، لنيل الشهادة الجامعية البكالوريوس ويسمي بحث التخرج ، ويعين مشرف للباحث خلال العام الدراسي وغالباً ما يكون في السنة الأخيرة ، وبعد فراغ الطالب من إعداد البحث تشكل له لجنة مناقشة.
23- بحث الدبلوم: وخو نوع من البحوث التخصصية بعد دراسة نظرية لمدة سنة دراسية أو لسنتين بعد الحصول على البكالوريوس أو الليسانس، ويطالب فيها الطالب بكتابة بحث اقل من الماجستير في موضوع تخصصه وفى أحيان أخرى لا يطالب فيها ببحث، إلا أن هذه البحوث وإن نوقشت، فإنها تناقش ضمن حلقة الطلبة وأستاذه المشرف.
3- بحوث الدراسات  العليا ( الماجستير  والدكتوراه ): الماجستير درجة علمية اعلى من الدبلوم، ويخوض الطالب سنة تمهيدية أسوة بالدبلوم، إلا أنه مطالب بكتابة بحث خلال السنة التالية، ويتم تهيئته من الحلقة الدراسية ( السيمنار) التي يخوض فيها الطلبة مع أستاذ أو اكثر مناقشة البحوث الصغيرة بحرية كبيرة، وبذلك يكتسب الطالب مهارات جديدة كيفية الكتابة والدفاع عنها، فضلاً عن التصويبات التقويمية التي يتم توجيهها للطالب. أن هذه الاستعدادات تساعده لاحقا حينما يتصدى لكتابة بحثه مع أستاذه المشرف، أو يتطلب الأمر مشرفين حينما يتناول الطالب موضوعا يتطلب وجودهما.
أن الماجستير تتطلب من الطالب جمع مادة، وأحياناً يظهر نبوغ الباحث بأن يحدد إضافة جديدة، ولعل ذلك يعنى بوادر واضحة لألمعية الطالب وإمكانية إكماله الدكتوراه التي سيتم التطرق إليها لاحقاً.
ويبدأ طالب الماجستير في بعض الجامعات وخاصة الغربية والأمريكية، بإعداد بحث التخصص تحت إشراف علمي منذ بداية تسجيله في القسم المتخصص ولا يطالب بدراسة أي مساق وبعد مرحلة لا تقل – في غالب الأحيان - عن ستة أشهر، يجري تقييم عمل الباحث ، فإذا انس منه المشرف القدرة علي البحث والكفاءة العلمية ، يوصي بتحويله إلى مرحلة الدكتوراه ، من خلال إتمام ذات بحث الماجستير ، وبذلك يكون بحثاً واحداً لمرحلتي الماجستير والدكتوراه . أما إذا لم يأنس منه ذلك ، يوصي بأن يستمر في بحثه لمرحلة الماجستير فقط ، علي أن يتم مرحلة الدكتوراه عقبها وببحث جديد . فتكون لكل مرحلة رسالة مستقلة. وتعتبر مرحلة الدكتوراه في معظم الجامعات العربية ، منفصلة عن مرحلة الماجستير.
أنظمة الماجستير في الجامعات:
1- تكتفي  بعض الجامعات في مرحلة الماجستير  بالساعات الدراسية المقررة للمرحلة  فإذا نجح فيها الطالب عقد  له امتحان شامل بدل كتابة  الرسالة  ،فان تجاوزه مُنح شهادة  الماجستير في تخصصه ، وفي  إطار هذا النظام ، تكون رسالة  الدكتوراه أول رسالة علمية  يعتمدها طالب الدراسات العليا. 
2- في  أغلب الجامعات يدرس الطالب عدداً من المساقات بجانب إعداد رسالة باعتبارها متطلب أساسي وتجاز من قبل لجنة محكمين (لجنة المناقشة).
واذا كانت الماجستير رسالة فان الدكتوراه يطلق عليها في الغالب أطروحة تمييزا لها عن الماجستير، وبحث الدكتوراه الذى يدرس فيه الطالب سنة تحضيرية في مختلف المواد المقررة فضلاً عما يختاره الطالب من مواد تصب في عنوان بحثه اللاحق أو قريبة منه وفى بعض الأحيان بدون سنة تحضرية، إلا أن ميزة درجة الدكتوراه، أن التشدد عليها اكبر، إذ يخوض الطالب بعد نجاحه في المواد التحضيرية والتي تعنى عددا من الوحدات عليه أن يؤدى امتحانا شاملاً في محاور محددة بمصادر مختلفة، وبعد خوضه بنجاح، عليه أن يسجل عنوان البحث، ويطالب فيه أن يكشف عن جديد في أي حقل من حقول المعرفة، لذا فان العنوان يمحص ويدقق لا من قبل المشرف حسب، بل من قبل لجنة متخصصة في القسم لتقرره، ثم يعمل الطالب ومشرفه خطة البحث ويعرض على لجنة تحدد من قبل القسم، ويناقش الطالب في الخطة التي اعدها، ، وعليه أن يحسن الدفاع عنها وان يأخذ بالملاحظات المهمة التي يقصد بها إغناء خطة البحث، ذلك أن الدكتوراه تشترط  بحثاُ أصيلاً  ويضيف جديدا للمعرفة الإنسانية.
أما مناقشة الطالب فتكون من لجنة مؤلفة من خمسة مناقشين على الأكثر، يختبرون الطالب ويوجهون الأسئلة والاستفسارات والتصويبات وبعدها يتم منحه الدكتوراه أن وجدت اللجنة صلاحيته باحثاً ووجدت في بحثه إضافة جديدة.
وبشكل عام تنقسم  البحوث من حيث المضمون والتطبيق ومجالات البحث إلى نوعين:
1- البحوث النظرية Theoretical Research ( البحوث الأساسية Basic Research):
وهى بحوث تهتم بقضايا متنوعة ومختلفة من الموضوعات، ويهدف الباحث من خلالها الكشف عن القضايا النظرية لتطوير المعرفة الإنسانية، وبذلك تعنى هذه البحوث بتعميق الوعى الثقافي والعلمي والحضاري ومن خلالها يتم تسليط الضوء على فهم واضح لقضية من القضايا التي كانت غامضة، أو يكشف الباحث فيها عن مفهوم جديد سواء أكان جغرافيا أم اجتماعيا أم تاريخيا أم أدبيا أم فنيا أم فلسفياً. وتتجلى هذه الإضافة المعرفية في الكيفية التي ينظر إليها الباحث لموضوع البحث والمنهج الذى يتبعه.
أي أن البحوث النظرية أو الأساسية تشتق عادة من المشكلات الفكرية أو المشاكل الابتدائية، فهي ادن ذات طبيعة نظرية من الدرجة الأولى، إلا أن ذلك لا يمنع من تطبيق نتائجها فيما بعد على مشاكل قائمة بالفعل.
2- البحوث التطبيقية (Applied Research):
وهى البحوث التي تحقق أغراض المجتمع في الإنتاج وابتكار المخترعات من الناحية التكنولوجية والصناعية والصحية والفسيولوجية، وهذه البحوث ترتقى بالوسائل التقنية وتؤدى نتائجها لزيادة حماية امن الإنسان وتوفر ....له فرصاً جديدة في الحياة تتماشى مع التطورات الحاصلة في مجالات الحياة العملية المختلفة.
والبحوث التطبيقية تكون أهدافها محددة بشكل أدق من البحوث الأساسية النظرية، وهى عادة موجهة لحل مشكلة من المشكلات العملية أو لاكتشاف معارف جديدة يمكن تسخيرها والاستفادة منها فوراً، وفى واقع حقيقي وفعلي موجود في مؤسسة أو منطقة أو لدى أفراد.
وهنا لابد من التأكيد على أن البحوث النظرية نفسها يمكن الاستعانة بنتائجها فيما بعد لحل مشكلة من المشاكل القائمة بالفعل، لذا فان نتائج البحوث التطبيقية يمكن أن تتماشى وتتمازج مع تلك النتائج المأخوذة من البحوث الأساسية النظرية لتواجه موقفا محدداً أو مشكلة قائمة، كذلك فان من الصعب أحيانا التمييز بين البحوث التطبيقية العملية والبحوث الأساسية النظرية، خاصة في الموضوعات الجديدة التي تحتاج إلى بناء حقائق ونظريات حولها.
2- أنواع البحوث من  حيث مناهجها.
على الرغم من التقسيم السابق للبحوث إلى بحوث أساسية نظرية وأخرى تطبيقية عملية، إلا أن طبيعة المناهج المستخدمة في البحث هي الأخرى، تفرض علينا تقسيما أخر لأنواع البحوث فيكون تقسيمها كالاتي:
1- البحوث الوثائقية:
وهى البحوث التي تكون أدوات جمع المعلومات فيها معتمدة على المصادر والوثائق المطبوعة وغير المطبوعة، كالكتب والدوريات والنشرات والتقارير والوثائق الإدارية والتاريخية، وكذلك المواد السمعية والبصرية ومخرجات الحاسبة وما شابه ذلك من مصادر المعلومات المجمعة والمنظمة.
ومن اهم المناهج المتبعة في هذا النوع من الوثائق ما يأتي:
  1. البحوث التي تتبع الطريقة الإحصائية أو المنهج الإحصائي كما يسميه البعض statistical.
  2. البحوث التي يتبع فيها الباحث المنهج التاريخي Historical.
  3. البحوث التي تتبع منهج تحليل المضمون أو تحليل المحتوى Content Analysis.
2- البحوث الميدانية:
وهى البحوث التي تنفذ عن طريق جمع المعلومات من مواقع المؤسسات والوحدات الإدارية والتجمعات البشرية المعنية بالدراسة، ويكون جمع المعلومات عادة بشكل مباشر من هذه الجهات، وعن طريق الاستبيان والاستقصاءات أو المقابلات والمواجهات أو الملاحظات المباشرة. وهناك عدد من المناهج المتبعة في هذا النوع من البحوث أهمها:
  1. البحوث التي تتبع المنهج المسحي Survey.
  2. البحوث التي تتبع منهج دراسة الحالة Case study.
  3. البحوث الوصفية الأخرى Descriptive.
3- البحوث التجريبية:
وهى البحوث التي تجرى في المختبرات العملية المختلفة الأغراض والأنواع، سواء كان ذلك على مستوى العلوم التطبيقية أو العلوم البحتة، أو حتى بعضا من العلوم الإنسانية، ويحتاج هذا النوع من البحوث التجريبية إلى ثلاث أركان أساسية هي المواد الأولية التي تجرى عليها التجارب، وأخيرا الباحثين المختصين ومساعديهم.
أنواع البحوث من حي جهات تنفيذها:
أما البحوث من حيث الأماكن أو الجهات المسؤولة عن تنفيذها فممكن أن تقسمها كالاتي:
1- البحوث  الأكاديمية:
وهى البحوث التي تجرى في الجامعات والمعاهد والمؤسسات الأكاديمية المختلفة، سواء ما يخص الطلبة، وخاصة طلبة الدراسات العليا منها أو التدريسين فيها، ونستطيع أن نصنف هذه البحوث الأكاديمية إلى مستويات وشرائح عدة هي:
أ- البحوث الجامعية الأولية، وهى اقرب إلى التقارير منها إلى البحوث.
ب- بحوث الدراسات العليا وهى على أنواع منها رسائل الدبلوم العالي ، ورسائل الماجستير، ورسائل الدكتوراه.
ج- بحوث التدريسين وهى التي يقوم بها أعضاء هيئة التدريس بغرض الترقية إلى درجات اعلى.
والبحوث الأكاديمية عموما هي اقرب ما تكون إلى البحوث الأساسية النظرية منها إلى التطبيقية، ونتائجها غير ملزمة التطبيق حتى وان كانت بحوثاً أكاديمية ميدانية أو تجريبية ولكن يستفاد فيما بعد من نتائجها وتوصياتها.
2- البحوث  غير الأكاديمية:
وهى البحوث المتخصصة التي تنفذ في المؤسسات والدوائر المختلفة بغرض تطوير أعمالها ومعالجة المشكلات والاختناقات التي قد يعترض طريقها، فهي ادن اقرب ما يكون إلى البحوث التطبيقية.
وبشكل عام يمكننا القول أن البحث العلمي لم يعد مقتصرا على مجال أو موضوع محدد من مجالات المعرفة البشرية وموضوعاتها، فقد تعدت حدود البحث العلمي مجالات العلوم الطبيعية التطبيقية كالطب والفيزياء والهندسة، لتشمل مجالات أخرى في العلوم الاجتماعية والإنسانية كالاقتصاد والإدارة والقانون والتربية إلى ما شابه ذلك من العلوم.
إلا انه لابد من الإشارة إلى وجود عدد من نقاط الاختلاف بين البحث العلمي في العلوم الطبيعية ( البحتة والتطبيقية) والعلوم الإنسانية والاجتماعية ، فضلا عن نقاط التشابه والالتقاء.
** نقاط  الاختلاف:
يمكن أن نوجز نقاط الاختلاف بين البحث العلمي في كل من العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية فيما يأتي:
1- تعقيدات  الظاهرات الاجتماعية والإنسانية،  مقابل ظاهرات اكثر ثباتاً واستقرار في العلوم الطبيعية، حيث يكون الإنسان محور الدراسات والبحوث في العوم الاجتماعية والإنسانية، وهو اكثر الكائنات الحية تعقيدا على سطح الأرض.
2- قلة  التجانس أو فقدانه أحيانا،  في مجال الظواهر الاجتماعية  والإنسانية، مقارنة بالتجانس  الأكثر في العوم الطبيعية،  فلا يمكن للباحث في العوم  الاجتماعية والإنسانية أن يفرض  التعميم واستخراج القوانين المشتركة  في عدد من الحوادث الاجتماعية.
3- صعوبة  استخدام الوسائل المختبرية للعديد من الدراسات الاجتماعية والإنسانية، والتي هي شائعة الاستخدام في العلوم البحتة والتطبيقية، كذلك فانه من الصعب إخضاع الظواهر الاجتماعية التي يكون محور حركتها الإنسان لظروف قابلة للضبط والرقابة
4- صعوبة  دراسة الظاهرات والموضوعات الاجتماعية  والإنسانية دراسة موضوعية، بعيدا  عن الذاتية والعواطف الشخصية  للباحث والمبحوث، فهي اكثر حساسية من العلوم الطبيعية من ناحية الموضوعية .
5- الشمولية  في العلوم الإنسانية، حيث أن  العلوم الطبيعية تتخذ من القوانين  والنظريات العلمية الشاملة والثابتة  طريقا تسلكه ولغة تتحدث بها، فهي شاملة لا تتقيد بمكان جغرافي محدد أو فترة زمنية محددة.
6- أن  مجال البحوث في العلوم الصرفة  والتطبيقية يتركز على استثمار  الموارد الطبيعية والحيوانية،  بينما يتركز مجال البحوث في  العلوم الإنسانية والاجتماعية  على الموارد البشرية.
7- أن  العلوم الطبيعية تميل في بحوثها  نحو الظواهر الجارية، أو المجالات  في سياقها الحاضر، بينما تشتمل  البحوث في العلوم الإنسانية  للنشاطات الجارية والماضية أيضاً،  وهى ما يطلق عليه بالمنطق  التزامني في بحوث العلوم الطبيعية، والمنطق التعاقبي في بحوث العلوم الإنسانية فغالبية العلوم الإنسانية تحتاج إلى دراسة خلفيات موضوع البحث وخلفياته السلوكية.
** نقاط التشابه:
أما نقاط التشابه والالتقاء بين البحوث الإنسانية والاجتماعية، من جهة والبحوث في مجال العلوم الطبيعة، فيمكننا إيجازها بالاتي:
1- التخطيط  والبرمجة، فهما سمتان من سمات  البحوث في العوم الطبيعة والعلوم  الإنسانية، التي أخذت هي الأخرى  منذ أواسط القرن العشرين. ويجب  أن نجرك أن المشاكل العامة  والحياتية لا يمكن التغلب عليها  وإيجاد حلول لها إلا بالتكامل  بين الدراسات الإنسانية ودراسات  العلوم الطبيعية.
2- التطبيق  والتجريب، فقد أصبحت بحوث العلوم  الإنسانية تتجه نحو استخدام  مبدأ التطبيق والتجريب، الذى استخدمه الباحثون في مجالات العلوم الطبيعية، إذ اعتمدت البحوث الإنسانية على أسلوب البحث الميداني كأحد اهم أساليبها ومناهجها في البحث العلمي.
3-التداخل  العلمي الموضوعي بين العلوم  الطبيعية والعلوم الإنسانية،  فقد تطورت العلوم الإنسانية  وكافة فروعها وموضوعاتها ومناهجها  لتؤكد وتكشف التفاعل والتداخل  المشروع مع عدد من موضوعات  وفروع العلوم الطبيعية. بل واصبح هذا التداخل والتفاعل سمة من سمات التطور العلمي والبحثي وخاصة في الدول المتقدمة علمياً وبحثياً .
4- استخدام  الأساليب الإحصائية والتقنيات  الحديثة ( كبرامج وتقنيات الاستشعار  عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية)،  فلقد تطورت أساليب البحث في  مجال العلوم الإنسانية بالنسبة  إلى استخدام الحاسب الألى وبرامجها وتقنياتها 

المحاضرة الخامسة  

استكمالا لموضوع  

البحث والباحث

                     البحث والباحث
وتتعدد الأخطاء في البحوث العلمية، وعلى الباحث أن يكون يقظا دائماً، لكى لا يقع في أي من هذه الأخطاء التي نوجزها فيما يلى:
1- أخطاء  في تسجيل الملاحظات، كان تكون  ملاحظاته غير كاملة، أو غير  دقيقة.
2- أخطاء  في تصنيف المعاملات أو البيانات  المتحصل عليها، كأن يكون التصنيف  غير كامل أو غير دقيق أو  يوجد فيه تداخل.
3- أخطاء  عقلانية أو منطقية Rational Errors، وترجع هذه الأخطاء إلى عدم وضوح الرؤية لدى الباحث، ومن أهمها ما يلى:
الأخطاء البحثية
  • أخطاء في وضوح مضمون أو معنى احدى الحقائق العلمية التي يرتكز عليها البحث لدى الباحث Error in concept.
  • أخطاء منطقية في تفسير الأمور المشاهدة وربطها ببعضها البعض Error in Reasoning. ومن أمثلتها ما يلى:
  1. ربط كمظاهر خادعة أو أحداث عرضية – لا علاقة لها موضوع الدراسة بالنتائج المتحصل عليها وإرجاعها إليها.
  1. عدم إجراء دراسة كافية أو تحليل كاف لتلك الأحداث العارضة.
  2. عدم التمييز بين تلك الأحداث وبعضها، من حيث علاقتها بالنتائج المتحصل عليها.
  3. وجود أساس مشترك لعاملين مختلفين.
  • وجود مظاهر خادعة أو أخطاء في النظرية hypothesis، كأن تكون مخالقة للقوانين المعروفة. 
  • أخطاء تعود إلى الجهل بالموضوع.
    4- أخطاء  تقنية Technical Errors ومن أمثلتها ما يلى:
  • استخدام تقنيات غير مناسبة لموضوع الدراسة.
  • عدم توفر الهدوء، والنظافة، والجو المريح للعمل وخاصة في المراسم الجغرافية أو في المعامل الخاصة بالتقنيات الحديثة.
  • أخطاء في تسجيل النتائج.
  • أخطاء رياضية في تلخيص النتائج.
    5- استخدامات خاطئة أو خادعة للإحصاء، ومن أمثلتها ما يلى:
  • استعمال عينات غير ممثلة للمجتمع أو الظاهرة محل الدراسة تمثيلا جيدا .
  • عدم إعطاء بيان بمدى الثقة بالنتائج.
  • الاختلافات العشوائية.
  • الارتباطات العشوائية.
  • حساب المتوسطات من افضل التجارب فقط، فلا تكون ممثلة للحقيقة.
  • الأخطاء الإحصائية في الجداول والأشكال، والخطأ في التحليل الإحصائي ذاته.
  • وجود مصادر غير معروفة للاختلافات.
  • عدم التحكم الجيد في
  • استخدام مجموعات غير متشابهة للدراسة.
    6- أخطاء  في توصيل المعلومات إلى القارئ،  مثل الأخطاء الطبيعية، والغموض  واللبس Ambiguity، وعدم الوضوح Obscurity، وعدم شرح الموضوع بشكل ملائم أو كاف Inadequacy.  
     
ويقسم العالم Wilson, 1952 الأخطاء التي قد تقع في البحوث العلمية – حسب نوعياتها – إلى خمسة أقسام هي:
1- أخطاء  منتظمة systematic errors:
وهى الأخطاء التي تتكرر دائما عند إجراء القياس بنفس الجهاز، فقد يكون الخطأ ناتجاً لعدم دقة الجهاز، أو المقياس المستخدم، أو ناتجاً عن المعادلة المستخدمة في الحسابات.
2- أخطاء  شخصية personal Errors:
يختلف الباحثين غيما بينهم في طريقة القياس ودقته، ومن ثم وجب قيام مجموعة من الأفراد بنفس العمل ثم يتم الاعتماد على المتوسط.
3- الأخطاء  غير المقبولة Mistakes:
ومن أمثلتها الأخطاء الرياضية، وأخطاء قراءة المقاييس وقراءات الأجهزة المستخدمة في القياس، وجميعها أخطاء غير مقبولة في البحث العلمي.
4- أخطاء  تعرف مسبباتها Assignable Causes.
وهى الأخطاء التي تحدث نتيجة لعدم القدرة على التحكم في جميع العوامل المؤثرة في الصفة المقاسة، بخلاف العامل الذى تُراد دراسته، ويتم علاج هذه النوعية من الأخطاء بإجراء الدراسة في مواسم متعددة، حتى يمكن تأثير المعاملة في وجود مختلف العوامل التي يمكن أن تؤثر في الصفة المقيسة.
5- الأخطاء  العشوائية random errors:
وهى الأخطاء التي  يكون مردها إلى ودود عدد كبير من العوامل غير المتحكم فيها، والتي يكون تأثير كل منها صغيرا، وتلك هي النوعية الوحيدة من الأخطاء التي تتم معالجتها بالطرق الإحصائية.
وعلى الباحث أن يبتعد عن استخدام مصطلحات
صفات الباحث الجيد
يتضمن استعداد الباحث القدرات والمنح التي فطر عليها، والتي ينبغي تنميتها على الدام، ومن أهمها ما يلى:
1- حب  العلم والاطلاع.. فهما القوة الدافعة  لاستمرار البحث والدراسة للكشف  عن غير المعلوم.
2- صفاء  الذهن.... وهى خاصية تؤدى إلى  قوة الملاحظة، وصدق التصور،  والتحرر من التحيز الشعوري Emotional Bias. فمطلوب من الباحث قبل أن يبدأ في كتابة بحثه أن يهيئ لنفسه الظروف المناسبة التي تساعده على التفرغ الذهني، وعلى الكتابة في جو علمي وصحى سليم، سواء من حيث الهدوء أو من حيث الهدوء، أو من حيث توفر العناصر الصحية كالتهوية والإضاءة الكافية، أو خلو ذهن الباحث بقدر الإمكان من التفكير في مشكلات الحياة اليومية أو الانشغال بحلها، والا يكون في حالة ضيق نفسى لأى سبب من الأسباب وان يكون منتبهاً ومتيقظاً لكل حرف يكتبه، وياحبذا  لو قام بمهمته العلمية في احدى المكتبات الغنية بالمراجع، حيث سستوفر له كل تلك العناصر، بالإضافة إلى توفر المراجع اللازمة تحت يده طول فترة الكتابة، فقد ثبت أن الراحة النفسية والهدوء لهما دور أساسي في كتابة بحث جيد.
3- الصبر  والمثابرة والإصرار على بلوغ  الهدف.... وهما ضرورة لكى لا يتوقف الباحث عن البحث اذا ما اعترضته بعض المشاكل، وهى كثيرة، مهما كلفه ذلك من جهد أو وقت أو نفقات.
فلاشك أن إعداد أي بحث علمي في أي من مجالات العلم، هو عمل شاق يتطلب الكثير من القراءة والاطلاع على عشرات – أن لم يكن مئات – من المراجع العملية بمختلف أنواعها من كتب ودوريات ورسائل علمية وأبحاث  سابقة وقوانين وغيرها، سواء في ذلك ما كتب باللغة العربية أو بغيرها من اللغات، وقد يحتاج إلى مترجم وقد يضطر إلى السفر بعيداً لكى يبحث عن مرجع مهم، وقد يضطر إلى تمزيق ما كتبه والبدء من جديد، وقد يتكلف الكثير من المال في شراء المراجع وتصويرها، وقد يضطر إلى استشارة بعض المتخصصين في بعض نقاط البحث، أو اللجوء إلى بعض الجهات الحكومية أو العليمة لجمع بعض المعلومات، أو إلى احد أساتذة اللغة لكى يراجع البحث من الناحية اللغوية، إلى غير ذلك.
وان لم يتصف الباحث في ظل هذه الظروف بالصبر والمثابرة وقوة الإرادة والتصميم والإصرار والحماس على اجتياز العقبات في سبيل المضي قدماً في بحثه، رغم كل ما يتكلفه من وقت وجهد ومال، فإنه لا يصلح باحثاً على الإطلاق، ولن يكون ما يكتبه صالحاً لان يكون بحثاً علمياً، بكل ما يتطلبه البحث من دقة وموضوعية وصدق.
4- الأمانة  العلمية:
وهى ضرورة حتمية في البحث العلمي، وتختلف الأمانة العلمية عن التحيز اللاشعوري، فالأمانة العلمية تستقر في الضمير الحى والخلق المستقيم، وفيها إحساس واع بالنزاهة وممارسة للمسئولية. أما التحيز اللاشعوري فانه يسكن في اللاوعي، ويتأثر بطبيعة الإنسان، ويمكن التغلب عليه – إلى حد كبير بالاختيار الدقيق لطرق القياس التي تحد منه، بالاعتماد على الطرق الكمية، أو بقيام باحثين مختلفين بإجراء نفس التقييم – كل على انفراد – ثم حساب المتوسطات، وتفيد اتباع الطرق الإحصائية السليمة كثيرا في هذا المجال.
5- الحدس Intuition:
هو عملية نشأة الأفكار في الذهن، وقد يكون الخيال هو السبيل إلى خلق تلك الأفكار، ولكن الحدس بمعناه الدقيق هو ورود طارئ للأفكار – التي يمكن أن تسهم في حل مشكلة ما – دونما أسباب واضحة لذلك، تأتى الأفكار غالبا كوميض يخطر على ذهن الباحث، سواء أكان في وضع استرخاء، أم في أثناء محاولته تدبر الأمر ، أو حينما يكون الإنسان بين اليقظة والنوم، وهى ظاهرة مألوفة لدى العلماء.
وينبغي تسجيل الأفكار الطارئة بسرعة، لأنها غالبا ما تبعد الذهن بنفس السرعة التي تطرأ بها عليه، ويتعين بعد ذلك وضع تلك الأفكار موضع الاختبار، لأنها ليست وسيلة من وسائل الإثبات العلمي، فقد تكون صريحة أو غير ذلك.
6- الخيال Imagination:
تؤدى ممارسة الخيال إلى رحابة التفكير وسعة الأفق، وقد أدى ذلك بكثير من العلماء إلى اكتشافات مهمة، حيث أوصلتهم إلى أفاق جديدة من العلم لم يطرقها أحد من قبلهم، ويرى البعض أن الخيال يجب أن يكون مرشدا للبحث العلمي، وسابقا ومصاحبا له، ولكن مع شطحات الخيال في ظلمات المجهول، ينبغي للباحث التفريق بين الغث والسمين من الأفكار.
ومع ذلك، فهناك من العلماء من يرى أن التفكير لكى يكون خلاقا ينبغي أن يكون متعمدا ومنظما، مع استمرار تقليب الموضوع في الذهن والتأمل فيه، وعدم قبوا أية فكرة دون أسباب كافية، لاشك أن لكل طريقة تفكير مجالها.
تعليم وتدريب الباحث على البحث العلمي
لإن اهم ما يلزم الباحث تعلمه والتدرب عليه ما يلى:
1- القراءة  الواعية:
أن على الباحث أن يكون قارئا من الطراز الأول، فعليه أن يقرأ لا في مجال البحث والجغرافيا فحسب، وإنما في المجالات المرتبطة بها، وفى مجالات العلوم البحتة             (الأساسية) التي تقوم عليها كل مجالات اهتماماته البحثية وما يرتبط بها، وعلى الباحث أن يكون واعيا لما يقرأ ومتفحصاً له، وأن يكون قادراً على الربط بين ما يقرأه من مصادر مختلفة، وقادراً على اكتشاف أوجه النقص فيها، وأوجه الاختلاف فيما بينها، وان تمكنه قراءاته من تفسير تلك الاختلافات.
لقد مضى العصر الذى كان بإمكان ذوى الخبرة والعلماء البارزين إضافة كثير من الاكتشافات المهمة، لعدد متنوع من العلوم في أن واحد، وعلى الباحث الآن أن يكون متعمقاً في موضوع دراساته، وذا خلفية علمية عريضة فيما يتصل بها من علوم، بما في ذلك العلوم الأساسية.
ونظرا لكثرة ما تخرجه المطابع من بحوث ومقالات علمية وكتب، فان عملية الإلمام بكل ذلك من قبل الباحث تعد مستحيلة، ولن يتوفر الوقت للباحث لكى يلم بكل ما كتب في مجال تخصصه، ولذلك فالأمر يحتاج إلى تنظيم وتخطيط جيد من قبل الباحث لكى يحقق التوازن المطلوب.
ولعل من المفيد أن يمارس الباحث بصورة منتظمة ودائمة قراءة عدد محدود من الدوريات العلمية، المتميزة في مجال تخصصه، على أن يلم بأهم ما ينشر في هذا المجال في الدوريات الأخرى، من خلال شبكة المعلومات التي توفرها المكتبات، ومن دوريات المستخلصات العلمية Abstracting Journal المتخصصة، مع الرجوع إلى أصول البحوث المهمة في الدوريات العلمية التي نشرت فيها، بعد إجراء تقييم سريع لمستخلصات تلك البحوث.
كذلك تفيد المراجعة الدورية لعدد محدود من دوريات المراجعات العلمية Reviewing Periodicals، في امرين هما:
أ- الإلمام بدراسات أجريت في مجال تخصص الباحث، ولم تسبق له الإحاطة بها،
ب- الإلمام بالدراسات التي تجرى في المجالات المرتبطة بمجال اهتمام الباحث، والتعرف على اتجاهاتها السائدة ومدى التقدم فيها.
أما العلوم الأساسية التي تعمد عليها مجالات الباحث، والمجالات المرتبطة بها، فانه يلزم أن يخصص الباحث من حين لآخر، جانبا من وقته لقراءة عدد محود من الكتب المهمة، في تلك العلوم، هذا إلى جانب ما يتعين قراءته من كتب حديثة في مجال تخصصه.
وعلى الباحث أن يعي أن قصر قراءاته على الموضوعات المتعلقة ببحثه فقط، يجعل معلوماته تنحسر، ويضيق افقه تدريجيا إلى أن يصبح غير قادر على مجرد فهم ما يقرأه في مجال تخصصه، ذلك لان تقدم العلوم يتواكب مع التقدم في العوم الأخرى المرتبطة بها.
فلا يكفى أن يكون الباحث متخصصاُ – بقدر أو أخر من التخصص – في نفس المجال الذى يكتب فيه بحثه، بل يجب أن تتوفر أيضاً لديه قدر كاف من الثقافة العامة في المجالات المختلفة، وادراك ذاتي لنطاق تخصصه، ومدى اشتراكه أو تداخله مع التخصصات الأخرى القريبة منه، ذلك أن الثقافة العامة تساعد الباحث على التمييز بين الصواب والخطأ في العم، وتوسع من افقه ومداركه ونشاطه الذهني، وتساعده في تكوين آرائه المختلفة على قاعدة علمية راسخة، كما تربى لديه القدرة على أيضاً على النقد الموضوعي وإظهار الجوانب الشخصية في تقدير المشكلات والمسائل والحلول المقترحة لها، وخاصة ونحن في عصر امتزجت فيه العلوم ببعضها، ويخدم بعضها بعضاً ولا يمكن الفصل بينها فصلاً محدداً أو مطلقاً.
ولو راجعنا أي بحث علمي في أي مجال، لوجدنا الحقيقة نفسها، وهى أن الباحث لن يستطيع الاستغناء عن بعض المعلومات المهمة في المجالات العلمية الأخرى.
2- الإلمام  بقواعد العلم:
ينبغي على الباحث أن تكون لديه قاعدة علمية متينة، يعتمد عليها في دراساته وأبحاثه الخاصة، وهى القاعدة التي تُنمى دائما بالقراءة الواعية المستمرة.
3- الإلمام  بقواعد اللغة:
أن اللغة هي الوسيلة التي يتم عن طريقها توصيل المعلومات والأفكار من ذهن إلى أخر، ولا يتحقق ذلك «التوصيل» بطريقة علمية سليمة إلا عن الإلمام التام بقواعد اللغة المستخدمة. وبرغم أن التعامل باللغة الأم يكون اسهل من التعامل باللغات الأخرى، إلا أن إتقان الكتابة العلمية باللغة الأم يتطلب جهدا من جانب الباحث في إتقان تلك اللغة،( اللغة العربية)، وممارسة الكتابة العلمية بها بأسلوب سلس رصين.
ولابد للباحث العربي من أن يكون ملما كذلك، بإحدى اللغات الأجنبية ليمكنه استيعاب ما يقرأه، وليمكنه التعامل بها بصورة مشرفة فيما ينشره من بحوث أو يدلى به من أراء.
ومن المؤسف أن يكون ذلك متفشياً في العديد من الباحثين، رغم أن يكتبون البحث بلغتهم الأصلية (( اللغة الأم)) التي ولدوا ونشأوا وتعلموا في ظلها فكيف يكون الحال فيما لو كتبوا بلغة أجنبية؟.
ذلك أن مثل هذا البحث يمكن أن يكون بعد ذلك مرجعاً أساسياً يلجا إليه الباحثون سنوات عديدة للاستفادة مما به من معلومات وآراء.. بل ومن الجائز أيضاً أن ينشر في عدة دول اذا وصل إلى درجة الجودة التي تجعله يستحق التوزيع خارج الحدود، أو تم تبادله مع الهيئات العلمية المختلفة ومراكز الأبحاث والجامعات.
واذا احس الباحث أنه ليس ممكناً من اللغة التي سوف يكتب بها بحثه، فليس أقل من أن يسعى – بعد الانتهاء من كتابه بحثه – إلى من يثق في إجادته لتلك اللغة، لكى يراجع البحث من الناحية اللغوية، ويصحح ما به من أخطاء لغوية وهذا أضعف الإيمان.
وتعد اللغة الإنجليزية في عصرنا الحاضر هي لغة العلم الأولى، من حيث عدد وأنواع المقالات العلمية التي تنشر بها، ولذا يتعين على الباحثين إعطاء أولوية مطلقة لإتقان اللغة الإنجليزية كلغة أولى.
4- التنقيب  الدائم في العلاقات البحثية:
على الباحث أن يمارس عملية التنقيب الدائم عن العلاقات، والظاهرات ، والمسببات في كل ما يقرأه، أو يسمعه أو يكتبه أو يشاهده، ويتم ذلك بالتدريب على تقليب الأمور وتدبرها، وتنمية الفضول العلمي، وإذكاء روح المناقشة سواء على المستوى الشخصي، أم من خلال اللقاءات العلمية، مع مداومة حضور تلك اللقاءات وإثرائها بإلقاء البحوث أو بالمناقشات العلمية البناءة.
5- التدرب  على تجنب الأخطاء.
على الباحث التدرب على تجنب الأخطاء، والاستخدام السليم للإحصاء والتقنيات الحديثة كنظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد، وتطويعها لخدمة البحث العلمي في مجال الجغرافيا.
مما سبق نجد أنه ليس كل من يكتب بحثاُ بعد باحثاً، ذلك أن الباحث يجب أن تتوفر فيه الصفات السابق ذكرها، والتي بدونها لا يمكن أن يتحقق له النجاح في مجال البحث العلمي.
ولاشك أن الموهبة تلعب دوراً أساسياً في اكتساب الشخص القدرة على البحث العلمي، فالبحث العلمي يعد فنا إلى جانب كونه علماً، ولا يمكن لشخص أن يجيد ممارسة ذلك الفن ما لم يكن متمتعاً بموهبة من الله سبحانه وتعالى، تميزه عن الآخرين من حيث القدرة على البحث والقدرة على التعبير والتوصيف والتصنيف وادراك العلاقات المحورية بين الأفكار والأشياء، ثم يأتي بعده صقل تلك الموهبة وتنميتها وتهذيبها عن طريق الاطلاع والتدريب والممارسة.
ويجب أن تتوفر لدى الباحث خلفية جيدة من المعلومات حول الفرع العلمي الذى سيخوض فيه بأبحاثه العلمية فضلاً عن قدرته على تتبع مصادر المعلومات وسردها بأسلوب منظم ومتسلسل يربط بين الأفكار والبواعث علاوة على قدرة الباحث أيضاً على ابتداع الفرضيات وسلسلتها، فالبحث بدون خلفية علمية لا يكون بحثاً.
أن تتوافر لدى الباحث قناعة كاملة بأهمية الموضوع الذى ينوى الكتابة فيه، وأن يكون لديه الجدية من الأفكار والآراء، التي يريد طرقها في بحثه، وان يكون لديه الحماس لتلك الأفكار والقدرة على رفض الأفكار السائدة ومحاولة التحقق منها والتثبت من صحتها ثم إقرارها أو إنكارها مع ادراك الأسباب التي توصل إليها بنفسه في هذا المجال.  

المحاضرة السادسة 

مراحل البحث الجغرافي


مراحل البحث الجغرافي
تتمثل مراحل البحث الجغرافي في:
أولا: مرحلة اختيار الموضوع.
ثانياً: إعداد خطة البحث:
ثالثاً: جمع المعلومات:
1- الدور  المكتبي.
2- الدور  الميداني.
رابعاً: كتابة البحث.
مراحل البحث الجغرافي ( مرحلة اختيار الموضوع)
يتوقف موضوع البحث على المرحلة الجامعية التي يمر بها الباحث، فلا يعقل أن يختار موضوع جغرافي واحد لطالب في السنة الأولى أو الثانية من قسم الجغرافيا، ونفس الموضوع لطالب الماجستير أو الدكتوراه. واذا جاز فعل ذلك فان المنهج المتبع في الدراسة سوف يختلف، والا كان الثاني في مرتبة الأول من حيث التفكير والقدرة الجغرافية.
أن ما يكلف به الطالب في المرحلة الجامعية الأولى هو مجرد إعداد بحث يحقق الأغراض التالية:
  1. تعويد الطالب على التفكير الجغرافي والنقد الحر.
  2. تدريب الطالب على حسن التعبير عن أفكاره وأفكار الآخرين بطريقة منتظمة واضحة وصحيحة.
  3. إظهار قدرة الطالب في موضوع ما لم يتناوله الأستاذ بالشرح والتفصيل.
  4. التعرف على كيفية استخدام المكتبة سواء من ناحية التصنيف أو الفهارس أو المراجع ومصادر المعلومات العامة أو المتخصصة.
  5. الإفادة من جميع مصادر المعلومات بالمكتبة أو خارجها في تجميع المواد المتعلقة بموضوع معين واكتشاف حقائق إضافية عنه.
  6. تنمية قدرات الطالب ومهاراته في اختيار الحقائق والأفكار المتعلقة مباشرة بموضوع معين وذلك من بين المواد المكتبية المتوفرة.
  7. تنظيم المواد المجمعة وتوثيقها وحسن صياغتها ثم تقديمها بلغة سليمة وبطريقة واضحة منطقية مؤثرة.
  8. محاولة التعرف على مصادر البيانات والمعلومات في المصالح الحكومية المختلفة ومن ميدان الدراسة حينما يقوم بدراسة ميدانية على منطقة ما مثل منطقة الإحساء دراسة جغرافية.
  9. التدريب على استخدام الخريطة أثناء الدراسة الميدانية وكيفية توجيهها وتوقيع الظاهرات الطبيعية والبشرية عليها.
  10. التدريب على عمل استبيان لمنطقة البحث ويقوم بتطبيقه الطالب ميدانيا وذلك من خلال قيامه بتحديد من سيجرى عليهم تطبيق هذا الاستبيان وما هو الغرض من تطبيقه، وكيف سيكون أسلوب التعامل والتفاهم بينه وبين من سيطبق عليهم الاستبيان.
أما طالب الدراسات العليا في الماجستير والدكتوراه، فانه يحقق إلى جانب الأهداف السابقة نتيجة نهائية لمشكلة ما وضعها في اعتباره حينما اختار الموضوع. مثل أثار البترول على العمران بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية وغيرها من الموضوعات.
وهنا لابد وان يتميز المنهج الذى يتبعه الباحث بالأصالة والعمق، وليس بالسطحية والعمومية، ويتميز كذلك بالجدة والحداثة، واذا كان لابد للماجستير أن تضيف جديد للثقافة، فان الدكتوراه لابد وان تهدف إلى إبراز فكرة وشرحها وتوضيحها وتنظيمها، وتهدف كذلك إلى التعمق في رأى ما والتطور به وتفريعه ويكون كل ذلك موضوعا في مستوى عال  يتناسب مع الدرجة العلمية التي يسير بها الطالب.
وتعتمد رسالة الدكتوراه على مراجع اكثر من الماجستير، والماجستير اكثر كذلك من أي بحث جامعي، كما أنها تحتاج إلى براعة وقدرة فائقة على التحليل وتنظيم المادة، ويجب أن تعطى فكرة عن أن مقدم الرسالة يستطيع الاستقلال بعدها في البحث لأنه قد نمت لديه القدرة على أن يخرج أعمالا علمية صحيحة دون أن يحتاج إلى من يشرف عليه ويوجهه.
أسس اختيار الموضوع:
الاختيار أمر صعب، وليس من السهل على الباحث أن يختار موضوعا لبحثه في وقت قصير كما يعتقد، بل عليه أن يتروى في اختيار الموضوع ويراعى الأسس اللازمة في اختياره حتى لا يختار بحثاُ لنفسه ويسير فيه شوطا ثم يتراجع عنه ويعدله بموضوع أخر، وبذلك قد يكون أضاع الكثير من الوقت والجهد الذى هو في أمس الحاجة اليه، وقد تؤدى العشوائية في الاختيار إلى تغيير الموضوع اكثر من مرة مما يكلف الطالب وقتا وجهدا.
كما انه على الطالب حينما يختار موضوع بحث أن يناقش نفسه عن الأفكار التي تتردد بفكره، ويريد إيضاح واحدة منها وأن يستزيد منها، وبالتالي فلابد وأن يكون في ذهن الطالب موضوع معين يتطلب الحل أو فرض يحتاج إلى تمحيص أو نظرية نجحت في علوم أخرى، ويريد تطبيقها وتجربتها على بحث جغرافي عله يخرج منها بقواعد عامة يضيفها إلى علمه.
وبالطبع لا يمكن للباحث القيام بهذا الأمر إلا من خلال حصيلة قراءات في كتب مختلفة المواضيع والتخصصات، فممثلا وهو يقرأ عن منطقة الإحساء بشرق المملكة العربية السعودية، وكونها من المناطق الصحراوية، وعن مساحتها وسكانها والاستغلال الاقتصادي بها، فربما استهوته نقطة أراد البحث فيها إلا وهى كيف يمكن توسيع رقعة الأراضي الزراعية المنزرعة في الصحراء مختار بحثا على سبيل المثال بعنوان         ( إمكانات الاستغلال الزراعي بالإحساء) ، أو  كيفية تنشيط السياحة في المنطقة الشرقية من المملكة.
وقد يأتي اختيار الطالب لموضوع ما من خلال المشاهدة أو الملاحظة، لجزء من أجزاء المملكة، وذلك قد يكون في أثناء رحلاته الأسرية فينا يعرف بالسياحة الداخلية، أو من خلال رحلات الدراسة الميدانية الخاصة بقسم الجغرافيا ( فعلى سبيل المثال عندما يقوم طلاب القسم بزيارة ميدانية إلى ساحل الخليج العربي بالمنطقة الشرقية يمكنهم أن يلاحظوا مدى الدور الذى من الممكن أن تقوم به موانئ المنطقة الشرقية لخدمة سكان الإحساء وبقية مدن المملكة، ومدى إمكانية الربط بين الموانئ وموانئ الدول المطلة على الخليج العربي) وهنا من الممكن أن تتولد فكرة البحث في اختيار ميناء العقير على سبيل المثال موضوعا للبحث. كما انه من الممكن أن تتولد فكرة لدى الطالب أو الباحث باختيار موضوع العمران الصحراوي كونه لم يحظ بدراسات كثيرة مثل العمران الريفي والعمران الحضري، وهنا سيدرس الطالب شكل الاستيطان البشرى قديمه وحديثه، وبنفس الأسلوب يمكنه دراسة العمران الجبلي الذى ينتشر بين ربوع المناطق الجبلية.
ولا يكفى أن يختار الطالب موضوعا لبحثه لمجرد أن يميل إلى دراسة هذا الموضوع، لان تعلق الطالب بموضوع معين وحبه ليس كافيا ليكون صالحا لموضوع رسالة، وإنما هناك عدة أسس يجب أن يراعيها الطالب حينما يختار موضوعا معينا لبحثه، هذه الأسس هي،
1- ليس كل موضوع  يستحق المجهود  الذى سيبذل فيه:
فهناك من الموضوعات تتطلب جهدا كبيرا ووقتا طويلا، ولكن الفائدة المجتمعية منها تكاد تكون محدودة . وأفضل الأبحاث ما يرتبط بالبيئة أو البلد الذى يعيش فيه الباحث، بحيث يمكنه خدمة مجتمعه وتحقيق النفع لبلده ووطنه وامته، كأن يعالج الباحث مسألة مهمة بالنسبة لبلده تتطلب منه بحثها ودراستها وتحليلها والتعرف على إمكانية الحلول المناسبة لها. وفى الدول المتقدمة، كثيرا ما تلجا الهيئات والمؤسسات والشركات  إلى الجامعات التي تقع في منطقتها لبحث أمور حيوية لها، وتقوم الجامعات بكلياتها وأقسامها المختلفة بتكليف طلاب الدراسات العليا بمثل هذه الأبحاث وتمنحهم الدرجات العلمية التي تتفق مع البحث والجهد المبذول والنتائج المتحققة، كما توفر لهم التكاليف المالية والأدوات البحثية اللازمة ( تمويل بحثى) في الغالب تكون قد استلمتها الجامعة من الجهة طالبة البحث.
ولدينا أمثلة عالمية عديدة في هذا المجال (التعاون فيما بين الجهات والمؤسسات وحكومات الدول وجامعاتها )، لعل اشهرها ما تم في بريطانيا من إيجاد لحلول ومشكلات كانت تعانى منها بريطانيا، واستطاعت الأبحاث العلمية التي تمت من خلال الجامعات والمراكز البحثية في التوصل إلى حلول لها، مثال ذلك»
 قامت  بريطانيا في دراسة مشكلة التناقص  السكاني في شمال شرق إنجلترا،  والهجرة من جنوب شرق إنجلترا  إلى العاصمة لندن، ومناطق الكساد  في بريطانيا، وهجرة المراكز  الصناعية إلى جنوب إنجلترا،  وتدهور الصناعات الصوفية في  يوركشير والقطنية في لانكشير.
وهذا الاتجاه البحثي الذى هو تعاوني بين الحكومات والمؤسسات والمراكز البحثية والجامعات، إنما يركز على أبحاث البيئة، وقد اصبح منتشرا اليوم في كثير من دول العالم ومنها المملكة العربية السعودية، فمثل هذه الأبحاث مفيدة وهادفة وتعطى للبحث العلمي أهمية وقيمة ترفع كذلك من شأن الجغرافي، وذلك لان اللوم أصبحت تقاس اليوم بمقدار فائدتها للوطن، وعليه تطور كل علم إلى اتجاه نظري وآخر تطبيقي والجغرافيا التطبيقية Applied Geography، لها اليوم مكانتها وأهميتها في إلقاء الضوء على أمور مهمة ومشكلات بيئية في حاجة ماسة إلى إلقاء الضوء عليها بحثياً.
وفى وطننا العربي مسائل كثيرة تدخل ضمن هذا النطاق وتستحق من الجغرافيين أن يسهموا في حلها، مثل ما يتعلق بمشكلات التصحر، والموارد المائية، وأخطار السيول والفيضانات، ومصادر الطاقة ، والتكامل الاقتصادي بين الدول العربية، والحدود الإدارية والدولية، وغيرها من الموضوعات التي تعطى الجغرافي مجالا واسعا وخصبا كي يبحث ويفيد أمته ووطنه الكبير في الوطن العربي، خصوصا مع التطور الهائل في استخدام التقنيات الحديثة في مجال الدراسات الجغرافية مثال ذلك نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد.
2- إمكانية كتابة  بحث أو رسالة  عن الموضوع الذى تم اختياره :
فقد يميل الطالب إلى موضوع معين، لأنه يجتذبه ويستهويه، وبعد فحصه جيدا يتبن أن هذا الموضع ضيق ومحدود ويصلح لكتابة مقال في مجلة وليس للكتابة عنه في رسالة، فيضطر الطالب إلى تغييره بعد أن يكون قد قطع شوطا في الدراسة. وعلى الطالب أن يستشير أستاذه عن ما يميل اليه من موضوعات، للاستفادة بخبراته البحثية وتوجيهاته العلمية.
ويجب أن نلاحظ، أن موضوع الرسالة نفسه قد يختلف باختلاف نوع الدرجة العلمية التي يتقدم لها الطالب، فالفرق واضح بين موضوع يختار لرسالة ماجستير وآخر لرسالة دكتوراه، فالأول يجب أن يكون محددا يتسم بالأصالة والجدة والوضوح لا غموض فيه حتى يجد الطالب مجالا رحبا للبحث والكتابة، والثاني أي الدكتوراه يجب أن يكون شديد التحديد بعيدا عن الشمولية والعموميات، ويؤكد على الأصالة والتجديد، وفى هذه الحالة يختار الطالب موضوعا دقيقا ويعالجه معالجة تحليلية علمية.
وقد يتردد الطالب في اختيار الموضوع، لاعتقاده انه محدود للغاية، ولن يستطيع عمل بحث عنه       ( بحث مطول) يتفق والدرجة العلمية التي يريد أن يحصل عليها، وقد تكون الحقيقة عكس ذلك لان الطالب في المراحل الأولى للبحث يكون غريبا على موضوعه، والموضوع أيضا غريبا على الطالب لم يتعرف عليه بعد من حيث الأبعاد والأعماق البحثة، وقد يجهل الطالب ما هو مطلوب منه في البحث، ولكنه حينما يندمج في موضوعه ويقرأ عنه عدة مراجع سيكتشف مزيدا من النقاط التي كانت تغيب عنه وتحتاج إلى بحث وتنقيب، ومن ثم يكون العمل ناجحا والرسالة
3- مدى توفر المادة  العلمية التي ستعين  الباحث على كتابة  البحث:
وهذا امر يخشاه معظم الباحثين، ونجدهم يبحثون عن الموضوعات التي تتميز بغنى مادتها العلمية، حتى يعدو الباحث للسطو على ما كتبه غيره في هذا الموضوع وينقله في بحث، ومن هنا يخرج البحث هزيلا ضعيفاً وقد يكون مسروقاً في بعض الأحيان.
والمادة العلمية بمثابة المادة الخام بالنسبة للباحث تساعده على مزيد من البحث والتقصي، وفى نفس الوقت تفتح له المجالات وتنير له الطريق وتوضح أبعاد البحث، وقد تهدى الباحث إلى المنهج أو الوسيلة التي يسلكها، وهى بلا شك في حاجة إلى الربط والتحليل والتوزيع والمعالجة الإحصائية.
وقد لا تكون البيانات مكتملة لدى الباحث، لذا يقوم باستكمالها من خلال الاستبيانات والدراسات الحقلية بما تضمه من قياسات ميدانية وتصوير فوتوغرافي.
4- قدرات الطالب علميا  ولغويا والتي تعينه  على القيام ببحثه:
على الطالب  أن يختار الموضوع الذى يناسبه، من حيث اللغة، فلا يجوز أبدا أن يختار الطالب بحثا في الجغرافيا التاريخية وهو يعلم انه سيجد أثارا مكتوبا عليها باللغات القديمة التي تحتاج تفسير وترجمة ومتخصص، أو أن يختار بحثا في دولة أو إقليم ما على سبيل المثال في فرنسا أو المانيا وهو لا يجيد أي من اللغتين.
وتجدر الإشارة، إلى انه اذا استعان الباحث بمترجم  - رغم أن ذلك سيمثل عبئا ماليا على الباحث -  فعليه أن يراجع ما قام بترجمته ذلك المترجم، فهو في الغالب غير متخصص، ولا يعرف المصطلحات الجغرافية.
كما لابد وان يعمل الطالب على إتقان المواد أو البرامج الحاسوبية أو التقنيات التي تخدم موضوع بحثه، مثال ذلك الرياضيات والإحصاء وبرامج SPSS ونظم المعلومات والاستشعار عن بعد، والا جاء بحثه إنشائيا خاليا من التحليل العلمي المنطقي السليم.
5- اطمئنان الباحث  إلى أن الموضوع  الذى اختاره لبحثه لم يدرس من قبل:
على الطالب  أن يختار الموضوع الجديد، لان الغرض من الدراسات العلمية والمقالات أن يكون البحث العلمي ذا فائدة مجتمعية، يأتي بجديد أو يفصح عما هو غير معروف، لذا على الباحث أن يتأكد من أن موضوع البحث لم يدرس من قبل في أي من الجامعات أو المعاهد ذات الصلة بموضوع دراسته.
ورغم أن عملية التأكد من عدم تسجيل موضوع البحث مسبقاً، إلا أن بعض الجامعات والمؤسسات العلمية في كثير من دول العالم، بدأت في نشر فهارس لموضوعات الرسائل المقدمة إلى الجامعات في أقطارها، ففي الولايات المتحدة يصدر دليل بعنوان American Doctoral Dissentions وكذلك الحال في بريطانيا، وفى الكويت يصدر مجلد يسمى دليل الرسائل العربية، وفيه أدرجت جميع الرسائل التي تقدم بها أصحابها إلى الجامعات العربية ومنحوا بموجبها درجات الماجستير أو الدكتوراه، وفى مصر أيضا يصدر دليلا مشابهاً بعنوان دليل الرسائل الجامعية  والذى صدر عن جامعة أسيوط لأول مرة عام 1974، وتبنت جامعة القاهرة هذا العمل بان أصدرت الدليل الببليوجرافى للرسائل الجامعية .
6- تحقيق هدف معين  من البحث:
كأن يعالج فكرة أو مشكلة أو يسد حلقة أو يكمل حلقة في سلسلة من الدراسات التي سبق الكتابة فيها.
7- تحقيق دوافع معينة  من البحث:
وقد يكون الدافع شخصي للباحث نفسه، إذ يولى الجغرافيون اهتمامهم بالبحث الجغرافي لان أعمالهم وتخصصهم يقتضى ذلك، وذلك مثل جغرافي يعمل بهيئات التخطيط، والبعض الأخر يتابعون دراسة الجغرافيا لأنها تستهويهم وهؤلاء هم الجغرافيون بالفطرة.
ولابد وأن تفوق الدوافع الرئيسية للباحث الجغرافي والتي تحث على الدراسة الجغرافية الميدانية ، الدوافع الشخصية. أما الدوافع الجماعية، فمن المعروف أن الإنسان كان يقوم بكافة الأعمال والمشروعات الضرورية لبقائه وتحسين أحوال حياته، ويمكن تقسيم الجماعات المنظمة التي تقوم بالبحث الجغرافي:
الأول: جماعات محترفة أو هاوية يجمعها الاهتمام الجغرافي، وتضم الجمعيات الجغرافية والمهتمين بالجغرافيا، مثل الرحالة والمكتشفين، أو من يقومون بتدريس الجغرافيا في الجامعات والمعاهد والمراكز . وعلى الرغم من أن الهدف من نشاط هذه الجمعيات هو خدمة أعضائها، إلا أن هذه الجماعات تهتم بأغراض اجتماعية أوسع مدى، وعادة ما نجد الجماعات التي تنتمى لهذا القسم تقوم بالبحث لمصلحة الهيئات والجماعات التي تنتمى اليها.
والثاني: جماعات متحدة أو تربطها أغراض ومصالح خاصة أخرى تعتمد بالضرورة على المعرفة الجغرافية.  وتنقسم هي الأخرى إلى مجموعات ثلاث:
  1. جماعات دينية: ونقصد بها العلماء المسلمين الذين كان لهم الفضل في تقدم علم الجغرافيا وازدهار الخرائط في العصور الوسطى.
  2. جماعات اقتصادية: مثل الشركات الاقتصادية ، إذ تحتاج الهيئات والشركات الحديثة إلى أبحاث ودراسات مستفيضة عن أحوال المجتمعات من حيث عدد السكان وأنشطتهم الاقتصادية والاجتماعية، رغبة منها في تحديد حجم الإنتاج وأماكن التسويق.
  3. جماعات سياسية: وتمثلها الحكومات التقدمية وحكومات المستعمرات والدول والمحافظات والمراكز والبلديات وغيرها، والتي تعمل اكثر من غيرها على تقدم الجغرافيا والبحث الجغرافي، إذ تقوم بأبحاث بغرض المسح الجغرافي لأملاكها ومناطق نفوذها ومواردها الطبيعية والبشرية، وتصدر بذلك نشرات وإحصاءات شاملة عن كافة الأنشطة البشرية بمنطقة نفوذها.
ولعل أسس الدوافع التي تعمل على زيادة الأبحاث الجغرافية وغيرها من الأبحاث العلمية في الوقت الحالي، هي تلك التي تخدم الإنسانية بصفة عامة، وهدفها تحرى اللائق دون النظر إلى تلك الدراسات التي تضيع الوقت والجهد والخبرات التي تحقق فائدة شخصية، ولكن لا تضيف جديدا إلى العلم. كما انها تهدف إلى القضاء على التخبط بين المعلوم التي قد تؤدى إلى نتائج خاطئة، ولذا فانه يمكن القول انه ليس هناك معيار ثابت دقيق لبيان أهمية البحث الجغرافي، ولكن يجب على الباحث أن يكون منطقيا في بحثه علميا في منهجه متأثر بنزاعات أو أهواء خارجية تغير من طبيعة منهج دراساته.
8- تمويل البحث:
يحتاج الباحث إلى المال للإنفاق على البحث أثناء التفرغ وشراء الأدوات اللزمة للبحث أو شراء مراجع، وقد تكون التكاليف فوق طاقته اذا كان البحث يتطلب الكثير من الجهد والمال والوقت، وكثيرا ما يسبق اختيار الموضوع عملية تقويم وموازنة لما يمكن أن يتطلبه البحث من جهد ومال.
9- مدى توفر الإمكانات  العلمية للبحث:
وهذا العامل في منتهى الأهمية، حيث تؤثر الإمكانات العلمية على تفكير الباحث، وهى تشمل كل ما يمكن للباحث أن يعتمد عليه في بحثه سواء أكانت على شكل كتب وتقارير وإحصاءات ومصادر مختلفة أو أجهزة ومعدات يستخدمها الباحث في عمليات البحث، كما تشمل استعدادات الجامعة أو القسم أو الشعبة لتخصيص غرف خاصة للأبحاث وتهيئة الجو العلمي للباحثين من طلاب الدراسات العليا وتزويد تلك الحجرات بما يلزم من أجهزة حاسوبية ومكتبية.
وتسهيلا لطلبة الأبحاث تلجا الجامعات في البلدان المتقدمة إلى نظام التعاون فيما بينها، وبموجب هذا التعاون يحق للطالب أن يطلع على كل كتاب أو مجلة أو بحث يحتاج اليه عن طريق جامعته التي تقوم من جانبها باستعارة ما هو مطلوب ووضعه بين يدى الطالب.
كما تلجا بعض الجامعات إلى نظام الإشراف المشترك على الرسائل العلمية، وفيه يوجد مشرفان على الرسالة الواحدة احدهما محلى والأخر من بلد اجنبي، ويمكث الباحث في بلده بعض الوقت ليجمع مادته العلمية ويتناقش مع مشرفه المحلى فيما جمع من مادة، ثم يسافر إلى البلد الأخر ويمكث بها بعض الوقت ويطلع على احدث المراجع في ميدان تخصصه ويجمع منها بقدر ما يستطيع ويتناقش مع مشرفه الأجنبي في خطة بحثه والمادة العلمية التي جمعها والطرق الفنية التي سيتبعها في إعداد بحثه، وذلك حتى تخرج الرسالة في ثوب علمي قشيب.
10- العوامل الشخصية:
ويقصد هنا ما يتعلق بالبحث ذاته وميوله واتجاهاته والظروف المحيطة به، لما لها من اثر كبير على اختيار الموضوع، فالبعض يميل إلى الدراسات الطبيعية ويحب أن يتخصص فيها، والبعض الأخر يميل إلى الدراسات البشرية أو إلى فرع منها، ولذلك فهو يختار الفرع الذى يميل اليه.
وهنا الفارق بين موضوع الماجستير وآخر للدكتوراه، فالأخير هو مجال التخصص الدقيق، ولذلك فانه حينما يريد أن يتخصص في فرع معين فانه في مرحلة الدكتوراه يختار موضوعا يتفق مع هذا الفرع الذى يميل اليه، إما في مرحلة الماجستير وبما انها ليست درجة تخصصية فانه يختار أي موضوع، ويفضل أن يكون قريبا من المجال الذى يريد أن يتخصص فيها في مرحلة الدكتوراه..
11 – خصائص وسمات  منطقة البحث ذاتها:
من حيث:
  • توفر وسائل المواصلات التي تنقل الباحث من مقر إقامته إلى منطقة الدراسة.
  • قرب المنطقة أو بعدها عن محل الإقامة، مما سيحدد تكاليف الانتقال والمبيت، والوقت اللازم لإعداد الدراسة الميدانية.
  • مدى صلته بالمجتمع في منطقة الدراسة، ومن ثم  هل يستطيع التعرف على المختصين والمسؤولين أم لا، ومن ثم قدرته على الحصول على البيانات.
12–  عمق الباحث في  ميدان تخصصه:
من خلال ذلك يمكن للباحث الاطلاع على كل ما هو جديد في ميدان التخصص الذى يريد التسجيل فيه، ومن ثم يمكنه الاطلاع على الأبحاث الجديدة والمقالات العلمية، ويقوم كذلك بعملية مسح مكتبي لجميع الأبحاث التي أجريت في نفس تخصصه لمناطق أخرى غير منطقة دراسته،   أو دراسات أجريت في تخصصات اجرى لنفس منطقته . كما على الباحث أن يكون ملما بالفروع العلمية الأخرى وخاصة في مجال الجغرافيا.
إن الأسس السابقة وعددها (12) ذات أهمية بالغة، ويجب مراعاتها عند اختيار موضوع البحث، إذ أن عملية الاختيار لا تأتى بعشوائية بمحض الصدفة، أو تأتى على عجل دون دراسة متأنية وفق هذه الأسس.
ويمكن القول بوجه عام، أن الموضوع الذى يتم اختياره لبحث ما وروعيت فيه جميع هذه الأسس يكون افضل من الموضوع الذى لم تراع فيه، وكلما كان معظمها متوفرا كما كان ذلك اجدى وانفع للطالب.
وفيما يلى بيان ببعض الرسائل العلمية ( دكتوراه – ماجستير)
 
المحاضرة السابعة 
مراحل البحث الجغرافي 
ثانياً: إعداد خطة البحث

مراحل البحث الجغرافي ( إعداد خطة البحث)
يقصد بخطة البحث أو هيكل الرسالة، مجموعة العناصر أو الأبواب أو الفصول التي سوف يتناولها الباحث بالحديث في بحثه.
وتعتبر خطة البحث أو الرسالة من المراحل الأولى في عمل البحث، يضعها الباحث بعد أن يكون قد اختار موضوع البحث، وليست هذه العناصر عفوية دائما وإنما تخضع لأسس ومعايير محددة منها.
1- اتفاق العناصر  التي وضعها الباحث  مع طبيعة المشكلة  التي يبحث فيها:
فالباحث اختار موضوعا في مشكلة معينة ويبحث عن حلول لها، لذا فانه على الباحث أن يقسم عناصر البحث إلى عدد من العناصر الأصغر، بحيث يمثل مجموعها طريقة الوصول إلى حل لهذه المشكلة، وبنفس الأسلوب اذا ما كان الباحث يبحث في موضوع ما تناولته الأبحاث السابقة بصورة عامة ينقصها الوضوح، عليه أن يخطط لعناصر بحثه بحيث تزيد الموضوع وضوحاً.
2- أن تحقق عناصر  الرسالة الهدف  الذى من أجله يقوم الطالب بالبحث:
3- أن تمثل عناصر  الخطة خلاصة القراءات  والاطلاعات والاستطلاعات التي قام بها الباحث.
4- أن تطابق عناصر  الخطة الموضوع  الذى اختاره الباحث وتعبر عنه، بحيث لا يكون هناك فصل بين عنوان الرسالة وعناصر الخطة ومحتوياتها من  أبواب وفصول وأقسام.
5- أن تفي خطة البحث  بما تضمه من  عناصر حق البحث  ولا ينقصها عنصر  أخر.
6- أن تتميز الخطة  بالترابط، بحيث  يعد كل فصل مقدمة  لما يليه، حتى  لا نشعر أثناء  قراءة الرسالة  بالملل أو وجود  ثغرات في الرسالة،  وإنما نشعر بوحدة  الرسالة وتكاملها  وانها تدور حول محور فكرى. واحد وواضح ومحدد.
7- في حالة ما اذا كانت عناصر الخطة عديدة، وجب على الباحث تقسيمها إلى أبواب، واللجوء إلى تقسيمها لفصول في حالة ما اذا كانت العناصر قليلة، على أن يختار الباحث لكل باب أو فصل عنوان يتناسب مع ما سيتم ذكره من تفاصيل تحت هذا العنوان، وعلى أن يكون الترابط كاملا بين الفصول والأبواب.
8- يبدأ كل باب  أو فصل بعبارة  يهدف الفصل إلى  تحقيق بيان ...............كذا،  ويختتم الفصل بكلمة  الخلاصة. وهى النتيجة  التي يهدف إليها  الباحث وتتفق مع  ما أعلنه الباحث  في مقدمة الفصل،  وان تنتهى الأبواب والفصول بخاتمة، وهى اهم جزء في الرسالة لأنها تضم الأفكار الجديدة التي أوردتها الرسالة وخرج بها الباحث من بحث، وتتضح قيمة الرسالة من الجديد الذى أضافته من خلال الخاتمة.
9- التوازن بين الفصول  والأبواب امر ضروري وحتمي، ويقصد به أن يكون عدد صفحات كل باب أو كل فصل متساو، فلا يعقل أن يكون هناك فصل 100 صفحة وآخر 20 صفحة، إذ يدل عدم توازن أبواب وفصول الرسالة على وجود خلل بها، إذ كان من الممكن تقسيم الفصل الكبير إلى عدة فصول أو ضم الفصل الصغير إلى فصل أخر بحيث يعتبر عنصرا منها.
أن خطة البحث تعد بمثابة صورة مرآوية تعكس قدرة الطالب ومدى تعمقه في مادته، وتعبر عن شخصيته العميقة، ولذلك فإننا ننصح طالب البحث أن يتروى في كتابة هذه العناصر حتى تخرج محققة لكل الأهداف التي يهدف إليها.
وقد يرى الطالب انه عندما اطلع على عدد من المراجع والرسائل العلمية، ووضع خطة بحثه، قد انتهى منها وأصبحت خطته التي وضعها خطة نهائية، ولكن الحقيقة أن الطالب توجب عليه أن يعاود الاطلاع على خطته بعد أن يجمع مادته العلمية، وبياناته من المراجع والميدان. 
إذ قد يجد أنه في حاجة إلى تعديل الخطة، في ضوء ما عثر عليه من مادة علمية، وقد يكون التعديل كبيرا بان يشمل تغييرا في العنوان، تبعا لتغير الهدف الأساسي الذى كان قد حدده الباحث، وذلك اذا ما كانت المادة العلمية التي جمعها توحى بذلك.
مثل هذا التغيير يجب أن يتم بصفة رسمية أي أن الباحث أو طالب الدراسات العليا عليه أن يخطر كليته بصيغة العنوان الجديد والخطة وذلك بعد موافقة الأستاذ المشرف، وقد ينطوي هذا التعديل على إضافة فصول جديدة أو حذف فصول، وقد يشمل تغييرا في ترتيب عناصر الخطة من تقديم وتأخير لبعضها، وذلك موافقة الأستاذ المشرف أيضا، وفى هذه الحالة لا تخطر الكلية ولا إدارة القسم ، لان ذلك شان داخلي يخص البحث والطالب والمشرف.
  وبشكل عام، يحاول  الطالب بمساعدة  المشرف تنسيق عناصر  الموضوع، حتى تخرج  الرسالة في النهاية  في صورة لائقة،  تحوز رضا المشرف  والممتحنين.
محتوى الخطة:
تحتوى خطة البحث على الموضوعات التالية:
1- التقديم:
وفيه يذكر الطالب الأسباب التي دفعته إلى اختيار الموضوع، وأهميته والطريقة التي سار بها عند معالجة موضوعه، ثم العقبات التي صادفته، وكيف تغلب عليها، وأخيرا توجيه الشكر مختصر كلك من ساعده في إخراج البحث.
2- المقدمة: وفيها يتناول  الطالب ذكر بعض  الحقائق الأولية  التي تمس موضوعه،  وتعتبر مدخلا له  منها ينتقل إلى  صلب العناصر الأساسية  التي سترد فيما  بعد، كما انه  يذكر بعض المعلومات  التي تعتبر أساسية  لموضوعه، كذكر  الحدود الخاصة  بمنطقة الدراسة  والتطور الذى تم لها ( أن كان قد حدث)، وتطور الدراسات التي تنتمى إليها دراسته، أي أنها تعد مقدمة لموضوع البحث قبل أن يبدأ الباحث في سرد التفاصيل.
3- الأبواب والفصول:
تمثل صلب الرسالة أو متنها، وهى عبارة عن نقاط مرتبة ترتيبا منطقيا كما سبق الذكر.
4- خاتمة الرسالة:
وفيها توضح النتائج التي توصل إليها الباحث.
5- الملاحق: وتضم الوثائق  والجداول التي  تخدم البحث، وكذلك  أسماء المراجع  التي اعتمد عليها  الباحث.
وتعتبر كل العناصر السابقة محتويات الجزء الأول من الرسالة، أما الجزء الثاني فهو الأطلس وهو يضم الخرائط والرسوم والأشكال البيانية التي توضح المعلومات التي أوردها الباحث، وكذلك الصور الفوتوغرافية التي التقطها الباحث لمنطقة بحثه، وتوضح المعالم الطبيعية أو البشرية التي ينوى الباحث إيضاحها.
ويمكن للباحث أن يضع الخرائط والرسوم، وكذلك الصور الفوتوغرافية التي توضح الحقائق الجغرافية التي أوردها وذلك ضمن متن الرسالة بدلا من أن يفرد لها مجلدا خاصاً، وهنا ينصح بأن تكون الخرائط والأشكال مرسومة على ورق مساو للورق الذى كتبت عليه الرسالة، وأن توضع الخرائط والأشكال والصور في المواضع المحددة لها بحسب تتابع ذكرها في الرسالة.
وفيما يلى مثال لخطة موضوع جغرافي في مجال الجغرافيا الطبيعية     (الجيومورفولوجيا) لعلها تعين الطالب على تصور ماذا تعنيه خطة البحث من أهمية للباحث والبحث.
عنوان الرسالة: جيومورفولوجية جزر مضايق جوبال
  " دراسة باستخدام تقنيات الاستشعار من البعد ونظم المعلومات الجغرافية ".
وهى دراسة في الجغرافيا الطبيعية ( جيومورفولوجيا ) ، أي أن الأساس في الدراسة هو  تحقيقَ مجموعةٍ من الأهداف تتمثّل في:
* إعداد  خرائط كنتورية تفصيلية حديثة.
 * إعداد خريطة جيومورفولوجية لجزر مضايق جوبال.
 * رسم خريطة أعماق حديثة للممرات، وتحديد مناطق الأخطار الملاحية وكيفية تلافيها.
 * تصنيف الرواسب السطحية التي تنتشر على أسطح الجزر وتسهم في تشكيل الظاهرات الجيومورفولوجية بالمنطقة، وتحديد مصدر هذه الرواسب وعمرها الزمنى إن أمكن، ورسم خريطة توضح التوزيع الجغرافي للرواسب السطحية.
 * إيضاح دور العوامل الجيومورفولوجية المختلفة التي تؤثر في منطقة الدراسة، وتحديد مناطق النحر والإرساب على طول شواطئ الجزر، ووضع الحلول المناسبة للتقليل من تأثيراتها البيئية، وهو ما يندرج تحت مسمى الجيومورفولوجيا التطبيقية.
* إبراز  دور الإنسان كعامل جيومورفولوجى مؤثر في منطقة الجزر، سواء أكان هذا الدور إيجابياً أم سلبياً، مع محاولة وضع تصور لعملية الاستغلال الأمثل لمنطقة الجزر.
* استكمال ومقارنة نتائج الدراسة بنتائج دراسات أخرى سابقة لموضوعات ومناطق مشابهة، وذلك بهدف تأسيس وتأصيل دور العوامل الجيومورفولوجية في تشكيل وتوزيع الجزر.
في مثل هذا الموضوع تقترح الخطة التالية:
1- تمهيد (تقديم):
تشكل جزر مضايق جوبال Gubal Straits (جزر مدخل خليج السويس) مظهراً جيومورفولوجياً تتميز به منطقة المدخل الجنوبي لخليج السويس. ورغم اختلاف الجزّر فيما بينها من حيث الأبعاد والخصائص الجيومورفولوجية والهيدرولوجية والبيئية، وكذلك في ظروف نشأتها والعوامل المؤثرة في تلك النشأة، إلا أنها تتفق في كونها تمتد في موازاة ساحل البحر في شكل ثلاثة صفوف طولية، متخذة في ذلك أشكالاً أقرب إلى الاستطالة، يفصلها عن بعضها البعض ممرات مائية تختلف فيما بينها أيضاً من حيث الطول والاتساع والعمق، بل ومن حيث درجة خطورة ارتيادها. ويبلغ عدد الجزّر بمنطقة مضايق جوبال مائة واثنتين جزيرة منها تسع عشرة جزيرة رئيسة كبيرة ومتوسطة المساحة تحدد المعالم الرئيسة لحدود المجرى الملاحي الرئيسي لخليج السويس، وبقية عبارة جزر فرعية صغيرة المساحة تكونت إما بانفصالها عن الجزر الرئيسة أو نتيجة نمو والتحام الشعاب والأطر المرجانية وظهورها فوق مستوى سطح الماء.
موقع منطقة الدراسة وامتدادها.
تمتد جزر مضايق جوبال في مواجهة الساحل الغربي لخليج السويس من الشمال إلى الجنوب لمسافة تربو على 56 كيلو متراً، فيما بين أرخبيل جزر أشرفي ومكورات والذى يمثل البداية الشمالية لمضايق جوبال.
وتتمثل حدود منطقة الدراسة فيما يلى:
* الحد الشمالي: يتمثل في مجموعة من الجزّر الشريطية منخفضة المنسوب تقع في مواجهة رأس الزيت، هي من الشرق إلى الغرب مجموعة جزر أشرفي ومكورات وغانم، ويفصل بينها ممرات مائية ضحلة هي أشرفي ومكورات والزيت. ويكاد يتفق الحد الشمالي لمنطقة الدراسة مع دائرة عرض..........شمالاً.
* الحد الجنوبي: يتمثل في النهاية الجنوبية لجزيرة شدوان، والتي تقع في مواجهة جبل أبو شعر القبلي وإلى الشمال الشرقي من منطقة الغردقة بنحو 25 كيلو متراً. ويكاد يتفق الحد الجنوبي لمنطقة الدراسة مع دائرة عرض ..... شمالاً.
* الحد الشرقي: يتمثل في المجرى الملاحي الدولي (جوبال)، الذى يعد أهم وأطول الممرات المائية بالمنطقة وأكثرها استقامة - والممتد ما بين شعب على المواجه للجانب الشرقي لخليج السويس، والجانب الشرقي لأرخبيل أشرفي ومكورات وجزيرة أبو نحس والساحل الشرقي لجزيرة شدوان - وهو المستخدم في الملاحة البحرية، وتسلكه السفن قادمة إلى خليج وقنال السويس أو مغادرة إلى البحر الأحمر ومضيق باب المندب. ويبلغ طول مضيق جوبال – والتي سميت المنطقة باسمه - 43 كيلو متراً، ومتوسط عرضه 30 كيلو متراً، واتساعه العرضي في أضيق أجزاءه 11.5 كيلو متراً.
  • الحد الغربي: يتمثل الحد الغربي لمنطقة الدراسة في الجوانب الغربية لجزر المضايق، وهو عبارة عن الخط الواصل بين السواحل الغربية لجزيرة غانم مرورا بمثيلتها في جزر أرخبيل جمشة، وبمعنى آخر يتمثل في الساحل الغربي لخليج السويس في المنطقة المحصورة بين رأس الزيت شمالاً وجبل أبو شعر القبلي ومنطقة الغردقة جنوباً.
  • وهنا لابد من وجود خريطة توضح موقع منطقة منطقة الدراسة وامتدادها.
  • الدراسات السابقة.
  • لم تلق جزر مضايق جوبال اهتماماً كبيراً من قبل العديد من الباحثين عامةً، والجيولوجيين منهم خاصةً، وذلك على الرغم من مواقعها المتميزة على الساحل الغربي لخليج السويس، بالإضافة إلى أهميتها الاستراتيجية والاقتصادية. وتجدر الإشارة إلى كون جزر مدخل خليج السويس لم تلق اهتماماً من قبل الباحثين مثل ما لقيته جزر مضيق تيران وجزر المملكة العربية السعودية وبخاصة جزر فرسان، وذلك لبعدها النسبي عن مناطق العمران في الوادي والدلتا وصعوبة الوصول إليها، وارتفاع تكلفة استئجار القوارب السياحية التي ولابد أن تتميز بمواصفات خاصة تمكنها من ارتياد مناطق الممرات دون التعرض لخطــر التدمير بالشعـاب المرجانية، بالإضافة إلى ما شهدته منطقة خليج السويس من صراعات وحروب واعتبارها مناطق عسكرية ممنوع الاقتراب منها أو ارتيادها، لذلك فإن الأبحاث التي تناولت منطقة الجزر قليلة، لذا فالمنطقة في حاجة إلى دراسات جغرافية تفصيلية تعنى برصد وتحليل جميع الظاهرات الجيومورفولوجية وتفسير نشأتها وتوضيح مراحل تطورها، بالإضافة إلى دراسة المنطقة من الناحية التطبيقية ووضع الأساليب والطرق المثلى التي تمكن من استغلال الجزر بشكل جيد ومنظم. وتنقسم الدراسات السابقة التي تناولت الجزّر المصرية بصفة عامة وجزر مضايق جوبال بصفة خاصة إلى نوعين رئيسيين هما: الدراسات الجيولوجية والدراسات الجغرافية.
  • 1 - الدراسات الجيولوجية.
  • * دراسةShukri عام 1954: عن جيولوجية جزيرة شدوان، وفيها أشار إلى وجود العديد من خطوط الصدوع التي ترجع إلى الاوليجوسين، واعتبرها كذلك بمثابة هورست هبطت المناطق على جانبيه، وأشار كذلك إلى وجود تداخلات نارية بازلتية على سطح الجزيرة.
  • 2 - الدراسات الجغرافية.
  • عبارة عن الدراسات السابقة التي شملت منطقة الدراسة أو جزءاً منها أو منطقة مشابهة، وقد استفاد الطالب من هذه الدراسات فيما عرضته من أساليب معالجة وطرق بحث وخرائط، ومن هذه الدراسات:
  • * دراسة محمد صبري محسوب(1994): وهى دراسة جيومورفولوجية للجزر المصرية في البحر الأحمر، وفيها تناول الباحث بالدراسة والتحليل كيفية نشأة الجزر والظاهرات الجيومورفولوجية التي تنتشر على أسطح تلك الجزر. وقد أفادت تلك الدراسة الطالب واعتبرها بمثابة منهج بحث لدراسة جزر مضايق جوبال تفصيلياً.
  • دراسة عبد الله علام (2001): وهى دراسة بعنوان جانبا مدخل خليج العقبة "دراسة جيومورفولوجية“، وتناولت دراسة الخصائص الجيولوجية والجيومورفولوجية والجوانب التطبيقية لتلك الخصائص، وانتهت الدراسة برسم خريطة جيومورفولوجية تفصيلية لجانبي الخليج وكذلك جزيرتا تيران وصنافير.
  • أسباب اختيار الموضوع.
  • هناك عدة أسباب دفعت الطالب إلى الاهتمام بدراسة جزر مدخل خليج السويس جيومورفولوجياً أهمها:
  • 1- رغبة الطالب في دراسة إحدى المناطق الساحلية جيومورفولوجياً.
  • 2- قلة الدراسات الجيومورفولوجية المتخصصة التي تناولت منطقة الدراسة، دفعت الطالب قدماً نحو دراسة المنطقة كوحدة جيومورفولوجية، معتمدا في دراستها على الدراسة الميدانية وتحليل الصور الجوية والمرئيات الفضائية، حتى يمكن تقديم صورة واضحة عن طبيعة الملامح الجغرافية لمنطقة الجزر.
  • 3- توفر المرئيات الفضائية والخرائط الطبوغرافية والجيولوجية بمقاييس وفترات زمنية مختلفة، وكذلك الصور الجوية التي تغطى منطقة البحث.
  • 4- تنوع الظاهرات الجيومورفولوجية بمنطقة الدراسة، حيث تضم ظاهرات ناشئة عن فعل النحت والإرساب البحري وتذبذب مستوى سطح البحر، مما أدى إلى إثراء منطقة الدراسة جيومورفولوجياً.
  • 5- اختلاف جزر مضايق جوبال عن بقية جزر البحر الأحمر من حيث النشأة، وانعكاس هذا الاختلاف على خصائصها الجيومورفولوجية والهيدرولوجية والبيئية.
  • 6- الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية والسياحية للجزر، حيث تتحكم في الملاحة عبر خليج وقناة السويس، بالإضافة إلى احتواء بعض الممرات على حقول البترول مثال ذلك ممر قيسوم.
  • أهداف البحث.
  • تتعدد الأهداف التي يرجو الطالب الوصول إلى تحقيقها من خلال دراسته للمنطقة، هذه الأهداف يمكن إجمالها فيما يلى:
  • * إعداد خرائط كنتورية تفصيلية لأكبر عدد ممكن من الجزر.
  • * إعداد خريطة جيومورفولوجية لجزر مضايق جوبال.
  • * رسم خريطة أعماق حديثة للممرات، وتحديد مناطق الأخطار الملاحية وكيفية تلافيها.
  • * تصنيف الرواسب السطحية التي تنتشر على أسطح الجزر وتسهم في تشكيل الظاهرات الجيومورفولوجية بالمنطقة، وتحديد مصدر هذه الرواسب وعمرها الزمنى إن أمكن، ورسم خريطة توضح التوزيع الجغرافي للرواسب السطحية.
  • * إيضاح دور العوامل الجيومورفولوجية المختلفة التي تؤثر في منطقة الدراسة، وتحديد مناطق النحر والإرساب على طول شواطئ الجزر، ووضع الحلول المناسبة للتقليل من تأثيراتها البيئية، وهو ما يندرج تحت مسمى الجيومورفولوجيا التطبيقية.
  • * إبراز دور الإنسان كعامل جيومورفولوجى مؤثر في منطقة الجزر، سواء أكان هذا الدور إيجابياً أم سلبياً، مع محاولة وضع تصور لعملية الاستغلال الأمثل لمنطقة الجزر.
  • * استكمال ومقارنة نتائج الدراسة بنتائج دراسات أخرى سابقة لموضوعات ومناطق مشابهة، وذلك بهدف تأسيس وتأصيل دور العوامل الجيومورفولوجية في تشكيل وتوزيع الجزر.
  • الصعوبات التي واجهت البحث.
  •  اقتصرت الصعوبات التي واجهت الطالب أثناء مراحل البحث، على صعوبة إجراء الدراسة الميدانية، لكون منطقة الدراسة إحدى المناطق العسكرية الاستراتيجية الممنوع ارتيادها، مما تطلب معه الحصول على موافقات العديد من الجهات الأمنية والعسكرية لإجراء الدراسة الميدانية، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المراكب السياحية والقوارب، وعدم توفر المناسب منها، وبعد الجزر عن ميناء الغردقة.
  • مناهج الدراسة وأساليبها.
  • اتبع الطالب في دراسته مجموعة من المناهج الجغرافية التي تتمثل في:
  • 1- المنهج الإقليمي: واستخدمه الطالب في أثناء الدراسة للتعرف على الظاهرات الجيومورفولوجية المختلفة التي تتكون منها المنطقة، وتفسير التوزيع الجغرافي لتلك الظاهرات وتصنيفها في وحدات جيومورفولوجية ثانوية تبعا لخصائصها وسماتها الجيومورفولوجية.
  • 2- المنهج الأصولي: واستخدم في دراسة الظاهرات الجيومورفولوجية، والعوامل التي تحكمت في نشأتها، وكذلك العمليات الجيومورفولوجية التي أثرت في تشكيلها.
  • 3- المنهج الموضوعي: والذى يتضمن تناول الظاهرات الجيومورفولوجية من حيث العوامل التي أدت إلى نشأتها وتطورها وتوزيعها.
  •  وقد استخدم الطالب الأسلوب الوصفي التحليلي في وصف رواسب الشواطئ والسبخات وتحليل الظاهرات الجيومورفولوجية، كذلك استخدم تقنيات نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار من البعد في دراسة الظاهرات الجيومورفولوجية بمنطقة الدراسة، ومستعيناً بها في دراسة الخصائص المورفولوجية والمورفومترية لأحواض وشبكات التصريف وغيرها من الظاهرات الجيومورفولوجية، بالإضافة إلى إعداد الخرائط الجيولوجية والطبوغرافية والجيومورفولوجية لمنطقة الدراسة. كما اعتمد الطالب على أسلوب التمثيل الكارتوجرافى لنتائج التحليل الإحصائي، لتمثيل العديد من العلاقات الداخلية للخصائص المورفومترية للظاهرات الجيومورفولوجية.
  • مصادر الدراسة:
  • اعتمد الطالب في دراسته على عدة مصادر تتمثل فيما يلى:
  • 1ـ المراجع والرسائل والدوريات.
  • أما المراجع، فقد استقى منها الطالب مادته العلمية الخاصة بمنطقة الدراسة، سواءً أكانت هذه المراجع جغرافية أم جيولوجية أم بيئية. كما استفاد الطالب من الرسائل العلمية سواء الماجستير أو الدكتوراه التي تخص منطقة الدراسة أو منطقة مشابهة، حيث أفادت الطالب بما قدمته من أساليب ومناهج بحث، فضلاً عن العديد من المجلات والدوريات العلمية.
  • 2ـ المصادر والنشرات.
  • وتتمثل في المادة الخام التي اعتمد عليها الطالب والصادرة عن الجهات والهيئات الحكومية مثال ذلك إحصاءات هيئة الأرصاد الجوية.
  • 3 ـ الخرائط والصور الجوية والفضائية:
  • تنقسم الخرائط التي اعتمد عليها الطالب إلى ثلاثة أقسام هي:
    أ ـ الخرائط الطبوغرافية: تمثل الخرائط الطبوغرافية الأساس لمعظم الدراسات الجغرافية، فهي عدة الجغرافي إذ تحتوى على أكثر من آلة بارعة، وإذا ما استخدمت استخداماً جيداً حلت الكثير من المشاكل التي تواجه الجغرافي Monkhouse& Wilkinson, 1976, p.86) ) وقد استعان الطالب بالخرائط الطبوغرافية ذات المقاييس ( يتم سردها ):
    ب ـ الخرائط الجيولوجية: وقد أفادت الطالب في التعرف على التكوينات الظاهرة على سطح الأرض، بالإضافة إلى ما يمكن أن تبينه من علاقات تركيبية ترتبط بظاهرات التصدع والالتواء. وقد استخدم الطالب الخرائط الجيولوجية التالية ( يتم سردها ):
    - ج ـ الخرائط  البحرية: وهى خرائط معتمدة من الأدميرالية البحرية البريطانية، واستفاد منها الطالب مع الصور الفضائية في رسم خريطة أعماق لمنطقة الدراسة، وكذلك تحديد الظاهرات المورفولوجية على القاع وهى:
    وقد استعان الطالب في دراسته بالعديد من الصور الجوية والمرئيات الفضائية كالتالي:
5 ـ الدراسة الميدانية.
استفاد الطالب من الدراسة الميدانية إفادة كبيرة، واستطاع من خلالها تحقيق ما يلى:
* التعرف  على منطقة الدراسة من خلال  المشاهدات الحقلية لكافة الظاهرات  الطبيعية والبشرية، وتوقيع ما  لم يوقع منها على الخرائط  الطبوغرافية.
* التحقق  من البيانات التي قام الطالب  بجمعها من المصادر المختلفة.
* جمع  بعض العينات، وقد أفادت نتائجها  في تفسير العديد من نقاط  البحث.
* عمل  قياسات مورفومترية لبعض الظاهرات الجيومورفولوجية.
* التقاط  مجموعة من الصور الفوتوغرافية  لبعض الظاهرات التي يصعب التعرف  عليها من الخرائط الطبوغرافية  والصور الجوية.
خطة الدراسة.
      تنقسم الدراسة إلى سبعة فصول بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة كما يلى: تناول الفصل الأول جيولوجية جزر جوبال وتطورها. وتُعنى الدراسة في هذا الفصل بتوزيع التكوينات والتراكيب الجيولوجية السطحية، وذلك عن طريق رسم خرائط جيولوجية وتكتونية تفصيلية للجزر، وذلك بالاعتماد على تحليل المرئيات الفضائية التي توضح المنطقة، وباستخدام تقنيات الاستشعار من البعد ونظم المعلومات الجغرافية، ثم التأكد من التوزيع بالدراسة الميدانية. وتُعنى الدراسة في الفصل الثاني بالتعرض لكيفية نشأة الجزر، وذلك بمحاولة وضع تصوّر مقبول لتلك النشأة، وإبراز المراحل التي مرت بها الجزر في أثناء النشأة. ويتناول الفصل الثالث دراسة أبعاد ومساحات الجزر وخصائصها التضاريسية العامة، وذلك من حيث التوزيع الجغرافي للجزر وأعدادها وخصائصها الشكلية، ثم الملامح التضاريسية العامة للجزر، وأخيرا تصنيف الجزر من حيث امتداد محاورها وأشكالها وطبيعة السطح، بالإضافة إلى نسبة إحاطتها بالشعاب المرجانية.
وتناول الفصل الرابع دراسةَ العمليات الجيومورفولوجية السائدة بمنطقة الجزر، والتي تمثلت في العمليات المرتبطة بالأمواج والمد والجزر والتيارات الشاطئية والرياح.  أما الفصل الخامس فقد تناول دراسةَ أنماط التصريف المائي وأشكال السطح بجزر جوبال، وذلك من حيث دراسة نظم التصريف المائي         (الأودية والمراوح الفيضية)، وما يرتبط بها من أشكال جيومورفولوجية، ثم دراسة أشكال السطح المورفوتكتونية (التلال والحافات الصدعية) وأشكال السطح الإرسابية (السبخات والنباك). أما الفصل السادس فقد تناول دراسة الأشكال الجيومورفولوجية الساحلية بجزر جوبال، حيث درست أشكال السطح التحاتية (الجروف البحرية)، والأشكال الساحلية الإرسابية (المصاطب البحرية، والشواطئ، والألسنة الشاطئية، ومسطحات المد، ومستنقعات المانجروف الساحلية، بالإضافة إلى الشروم والشعاب المرجانية. وقد تناول الطالب موضوع الجيومورفولوجيا التطبيقية في جزر جوبال في الفصل السابع، وذلك من خلال دراسةِ آثارِ الأخطار الجيومورفولوجية ودور الإنسان كعامل جيومورفولوجى مؤثر في منطقة الجزر، وكذلك الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية والبيئية لمنطقة الجزر.
ثم تأتى خاتمة الرسالة وتحتوى على النتائج  والتوصيات، وتتبعها قائمة بالمراجع والمصادر، ثم الملاحق 

المحاضرة الثامنة 

مراحل البحث الجغرافي 

ثالثاً: جمع المعلومات

مراحل البحث الجغرافي ( جمع المعلومات)
يستقى الطالب معلوماته من مصدرين:
الأول: المكتبات المختلفة التي تحتوى على الكتب والمراجع الجغرافية وفيها يجد ضالته، وهذا هو الدور النظري، أو المكتبي في مجال البحث العلمي.
الثاني: هو النزول إلى منطقة البحث ذاتها ليقابل المسئولين وسكان المنطقة، وكبار السن ليحصل منهم على المعلومات التي تخدم بحثه، وأيضا يشاهد الظواهر الجغرافية ويسجلها على خريطته، وهذا هو الدور الميداني أو الدراسة الميدانية أو الحقلية Field Work.
والسؤال الذى لابد له من إجابة: ايهما يأتي أولا الدور المكتبي أم الدور الميداني؟ أم يمكن أن يسير الباحث في المجالين معا وفى آن واحد.
فبعض الباحثين يميل إلى السير في الدور المكتبي أولا حتى ينتهى من جمع معلوماته أولا من الكتب والمراجع المختلفة، وتكون صورة البحث قد اكتملت في ذهنه، ومن ثم يستطيع بناء الاستبيان أو وضع خطة الدراسة الميدانية على بينه، محددا البيانات التي يريد استكمالها.
والبعض الآخر يفضل الدور الميداني أولا، والبعض الثالث يفضل أن يسير في الاتجاهين معاً. وبشكل عام يقوم الباحث بجمع مادته العلمية من خلال مصدرين هما:
الدور المكتبي
ويقصد به أن يقوم الطالب بجمع بياناته أو مادته العلمية من المصادر والمراجع العلمية من المكتبات، وهى مكتبات ذات طابع علمي ومتخصصة، وعليه في هذه الحالة أن يتبع الخطوات التالية:
1- يبدأ الطالب بقراءة كل ما يتصل بموضوعه بدوائر المعارف العالمية مثل دائرة المعارف البريطانية Encyclopedia Britannica وغيرها، وعلى الطالب أن يبحث في كل الدوائر المعرفية خاصة وانها أصبحت متاحة مجانية أو عبر الاشتراك بشبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت). مع الإشارة إلى أن الطالب لا يستفيد فقط من المعلومات التي توردها دوائر المعارف، بل ومن المراجع أيضا، وعلى الطالب أن يدون تلك المراجع ويستعين بما يراه منها يخص بحثه سواء من حيث الموضوع أو منطقة الدراسة
2- أن يطلع الباحث على المقالات المنشورة في المجلات الجغرافية العالمية وتخص موضوعه مثل الجمعية الجغرافية السعودية والجمعية الجغرافية المصرية وغيرها. لما تحمله تلك المقالات من مادة علمية تخدم بحثه، وكذلك المراجع التي اعتمدت عليها هذه المقالات، وما تحيل اليه من مراجع أخرى ليستزيد الباحث بعدد من المراجع المختلفة.
3- أن يستعين الباحث بالكتب القيمة الحديثة التي بها ثبت للمراجع التي احتوتها في اسفل الصفحات أو في نهاية الكتاب، ومنها سيحصل الطالب على كثير من المراجع الأصلية يضيفها إلى قوائم مراجعه.
4- أن يرجع إلى أساتذته وخاصة المتخصصين، منهم في مجال تخصصه، ويناقش معهم ويسالهم النصح والإرشاد، وسيجد من بينهم من يعينه ويدله على أسماء المراجع الأصيلة وأماكن تواجدها، ومنهم من سيمده بالمراجع من مكتبته الخاصة.
5 - أن يتصادق مع المشرفين على المكتبات المتخصصة، والتي يتردد عليها، ويسألهم المساعدة، وهنا سوف يستفيد الطالب حينما يهديه أمين المكتبة إلى الكتب التي تهم بحثه.
6- أن يراجع الطالب فهارس المكتبات في المادة التي يبحث فيها كمكتبة الجمعية الجغرافية السعودية ومكتبة الجمعية الجغرافية المصرية وهى من اعرق المكتبات في العالم، في كل المجالات، وعليه في هذه الحالة أن يرجع إلى الفهارس المصنفة بحسب الموضوع، ويبحث فيها وسوف يجد عددا من المراجع التي تهم بحثه.
7- أن يستعين الطالب بالببليوجرافيا الجغرافية، وخاصة المحلى منها اذا ما كان يبحث في إقليم من الأقاليم السعودية، ويبحث عن منطقة بحثه والمراجع التي وردت فيها وتهمه.
والببليوجرافيا علم وفن مقدمة الببليوجرافيا (Bibliography ) ومرادفها الورقيات وهو مصطلح من أصل يوناني ظهر في القرن الخامس ق .م ويتكون من مقطعين أساسيين " Biblio " ومعناها كتاب ، و " graph " وتعني نسخ ، لذا فإن الببليوجرافيا كانت تعني قديماً " نسخ الكتب" وهذا المصطلح انتقل فيما بعد إلى اللغات الأوربية واللاتينية وارتبط بمصطلحات أخرى مثل التأريخ الفكري والورقي.
والببليوجرافيا تعني بمفاهيمها الحديثة الإعداد الفني للمواد والوصف المادي للكتب والمصادر الأخرى والنشر وتنظيم البيانات الببليوجرافية ...الخ ، وقد اعتبر كل من شوزر ومارشند أنها " قائمة للوثائق والكتب والخرائط والتسجيلات الصوتية والمخطوطات والمصادر الأخرى وهى فن تقديم المعلومات عن الكتب والمصادر والطرائق المناسبة لتنظيمها في المكتبات أو خلال الفهارس"
أشهر الببليوجرافيات :
  • الفهرست / تأليف محمد بن إسحاق المعروف بابن النديم .
- مفتاح  السعادة ومصباح السيادة في  موضوعات العلوم / تأليف عصام الدين  احمد مصطفى المشهور بطاش كبرى زادة .
- إيضاح  المكنون في الذيل على كشف  الظنون في أسامي الكتب والفنون / إسماعيل البغدادي .
- هدية  العارفين : أسماء المؤلفين وآثار  المصنفين / إسماعيل البغدادي .
- صبح  الأعشى في صناعة الإنشا / القلقشندي .
- النشرة  العربية للمطبوعات / المنظمة العربية  للتربية والثقافة والعلوم .
- جامع  التصانيف الحديثة التي طبعت في البلاد الشرقية والغربية والأمريكية / يوسف إليان سركيس .
- النشرة  المصرية للمطبوعات .
- الببليوجرافية  الوطنية السعودية التي تصدرها  مكتبة الملك فهد الوطنية بالتعاون  مع شركة النظم العربية المتطورة .
- كشف  الظنون عن أسماء الكتب والفنون  لحاجى خليفة ومصطفى بن عبد  الله .
- معجم  المطبوعات العربية والمعربة / يوسف  سركيس .
- فهرس  المخطوطات المصورة / معهد المخطوطات  العربية بالقاهرة 1960 .
- الببليوجرافيات  الوطنية الصادرة في الدول العربية  مثل ليبيا وتونس والمغرب والجزائر  ولبنان وقطر والبحرين .
- الببليوجرافية  الوطنية التي تصدر في بريطانيا  والولايات المتحدة وكندا وأستراليا  وفرنسا وألمانيا.
وهناك أدوات أخرى لا تقل أهمية وتستخدم في الضبط الببليوجرافي مثل الكشافات والفهارس الموحدة وملفات الضبط الاستناديAuthority Files والتي تهدف إلى توحيد الأسماء والمصطلحات الموضوعية والمواقع الجغرافية وأسماء المنظمات والهيئات من خلال الإحالات والروابط التي تحيل من والى المداخل المستخدمة وغير المستخدمة والشائعة وغير المعروفة . وينبغي الإشارة إلى ضرورة الاعتماد على مجموعة قواعد البيانات في عمليات الضبط الببليوجرافي لاستيراد التسجيلات الببليوجرافية وتقديم خدمة الفهرس الآلي العام المباشر OPAC، ومن اشهر هذه المصادر الإلكترونية ما يلي :
· ديالوج DIALOGالذي أعتبر من اكبر قواعد البيانات الدولية .  
· مركز مكتبات جامعة أوهايو OCLC.  
· نظام معلومات جامعة نورثوسترن نوتيس NOTIS . 
· نظام معلومات جامعة ستانفورد BALLOTS.

· شبكة معلومات الميدلاين الطبية. 
· شبكة المعلومات التربوية ERIC

.قاعدة  البيانات الهندسية INSPEC 
· شبكة المعلومات الكندية UTLAS 
· شبكة المعلومات البحثية الأمريكية RLIN 
· نظام معلومات NTIS 
· مؤسسة خدمة الاسترجاع الوراقى BRS 
· مؤسسة تطوير النظم SDC 
· قاعدة بيانات المستخلصات الكيميائية Chemical Abstract .  
· نظام Dimidi الألماني للبحث في المجالات الطبية .  
· نظام كندا للبحث المباشر Canine 
· نظام الشبكة الأسترالية Audient

وفى كل الخطوات السابقة على الطالب أن يجمع أسماء المراجع التي تتناول موضوع بحثه، ويسجلها في دفتر خاص مبينا اسم المؤلف واسم الكتاب أو المقالة والمجلة التي نشرت بها، ومكان النشر وتاريخ، ويضيف إلى ذلك كله أن امكنه مكان وجود هذا المرجع، ويثبت أمامه مكانه ورقمه والرمز الدال عليه، مثل مكتبة الجمعية الجغرافية السعودية تحت رقم......دولاب ......... رف رقم ........حتى يسهل على الطالب الرجوع اليه والاطلاع على ما جاء به.
والمراجع الأخرى التي اهتدى اليها، ولم يعرف مكانها بعد عليه أن يبحث عنها في المكتبات العلمية المتخصصة، سواء في مجال الجغرافيا أو في مجال العلم البحت الذى يدرس مجال تخصصه( الطبيعية والجيولوجيا). وقد يجد في طريق بحثه مراجع أخرى لم يسبق أن عرفها ويسجلها هي الأخرى برمزها، وعلى هذا النحو يستطيع الطالب أن يجمع المراجع التي تخص موضوعه في قائمة موحدة، وقد يعمد الطالب إلى تسجيل أسماء هذه المراجع في بطاقات صغيرة ثم يرتبها حسب الحروف الهجائية ليسهل عليه استخراج اسم أي مرجع منها.
ويقوم الباحث بعد ذلك بالاطلاع على هذه المراجع حتى يقتبس منها ما ورد بها يخص موضوعه اذا كانت المراجع بلغة البحث، أو يترجم النص الأجنبي إلى لغة البحث وهى هنا اللغة العربية، وقد يتبع في جمع مادته العلمية من المراجع المختلفة احدى الطريقتين التاليتين:
  • طريقة البطاقات: وهى بطاقات من الورق المقوى مساحتها 10 X 14 سم، تقريبا، وقد يصنعها الباحث بنفسه، وقد يشتريها جاهزة. ويدون على وجه واحد منها، ويستحسن أن يضع عنوانا لكل اقتباس ويكتب كذلك في أعلاها  اسم المؤلف والكتاب ورقم الصفحة، ولا يكتب في كل بطاقة إلا اقتباسا واحدا فقط.
  • طريقة الدوسيه المقسم: وهو دوسيه مألوف لنا جميعا، به حلقتان معدنيتان في منتصفه يمكن فتحهما ووضع ما نريد من أوراق مثقوبة بينهما، وهو قابل للزيادة أو النقصان. ويقسم الدوسيه داخليا إلى أجزاء تبعا لفصول وأبواب البحث، وبأغلفة ملونة ( فواصل كرتونية) لها أجزاء بارزة ( لسان تبويب) يمكن أن نكتب عليه عنوان الفصل أو اسم الباب.
وعلى ايهما استقر الباحث لا خلاف، فهو صاحب القرار وصاحب البحث، وتبعا لميوله يختار الطريقة، والاهم أن يراعى الطالب الملاحظات التالية
1- أن يكون ماهرا في تقويم الكتاب الذى يقرأه ليعرف أين المهم بالنسبة للبحث.
2-أإلا يقرأ وهو مجهد ذهنيا أو جسمانيا.
3- ألا يقرا أجزاء لا تتصل بموضوعه فيضيع بذلك الوقت والجهد.
4- سرعة نقل ما يجده من نقاط ومعلومات تتعلق بموضوع بحثه، بالطريقة التي سبق ذكرها   (اسم الكتاب والمؤلف والصفحة والسنة ) وان يكون النقل حرفيا بدون تعليق شخصي على الأقل في هذه المرحلة.
5- أن يفرق بين المرجع والمصدر، فالأول هو مرجع صدر عن مصادره الأصلية مثل إحصاء السكان والصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ومن ثم يكون الإحصاء مرجعا وليس مصدرا، فالمصدر مرجع وليس العكس.
وكلما زاد الطالب من الاعتماد على المصادر الأصيلة كلما كان البحث أقيم وأجود، وتميز بالدقة والأصالة العلمية.
وعلى الباحث الابتعاد عن الكتب الثانوية، أو الهامشية التي توضع للعامة من غير المتخصصين، كما لا يعتمد على كتب الطلاب ( المرحلة الجامعية
6- اذا ما وجد كتابا ذكر مؤلفه عن مؤلف أخر عليه أن يرجع إلى المؤلف الأصلي، ليتحقق من رايه في مؤلفه، وهذه هي الأمانة العلمية المطلوبة في البحث العلمي.
وبشكل عام لا يمكن الاستغناء عن المكتبة حتى في المراحل الأخيرة من البحث، أي في مرحلة استخلاص النتائج، حيث يجب على الباحث الاطلاع على نتائج الأبحاث الأخرى وعمل مقارنات وموازنات بين نتائجه ونتائج غيره، أو بين النتائج المحلية والعالمية، ويستفيد من ذلك في تدعيم بحثه.
وقد يجد في الكتب الكثير من التفسيرات والتعديلات لما توصل اليه من نتائج مما يقوى بحثه وحجته ويسند منطقه، وهنا على الطالب أن يلم بكافة الكتب والمقالات والنشرات والدراسات التي تخدم موضوع بحثه
أنواع المصادر والمراجع التي تخدم الباحث في مجال الجغرافيا.
1- دوائر المعارف Encyclopedia .
ويستفيد منها الطالب منذ البداية بتحديد أبعاد موضوعه وعمومياته، وتلقى الضوء على عناصر رسالته، واهمها الآن على المستوى العالمي موسوعة الويكيبيديا على شبكة المعلومات الدولية الإنترنت، فهي الأكثر انتشارا وشمولية.
2- الببليوجرافيات bibliographies.
وهى تهتم بتسجيل الموضوعات والكتب التي تنشر عن بلد من البلدان أن كانت محلية، أو تتابع ذكر ما كتب عن موضوع معين على المستوى العالمي. ولذلك يستفيد الباحث الجغرافي لينقل أسماء المراجع التي تناولت موضوعه............وقد تناولناها بالشرح سابقا.
3- الكتب السنوية Year Book.
وهى كتب تنشر الأحداث الرئيسة في العالم في السنة السابقة لصدور الكتاب، كما تنشر إحصاءات ومعلومات مهمة عن العالم يحتاجها الجغرافي، ومنها ما تصدره الدول كبريطانيا واليابان والولايات المتحدة ، ومنها ما تنشره المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة
أنواع المصادر والمراجع التي تخدم الباحث في مجال الجغرافيا.
4- المستخلصات والمراجعات :
لكل علم مستخلصاتAbstracts، تدون فيها موضوعات الدوريات ومن أمثلتها
Economic Abstracts, History Abstracts, social Abstracts)
أما المراجعات Reviews فهي عبارة عن عرض سريع وتقويم لمحتويات الكتب يعدها المتخصصون في العلوم المختلفة، وهى في العادة تتناول الكتب التي صدرت حديثاً، وتحرص بعض الصحف والمجلات العلمية على عمل المراجعات مثل مجلة الجمعية الجغرافية المصرية الأجنبية التي تخصص القسم الأخير منها لعرض الكتب التي وردت لها بحسب الموضوعات التي تناولتها.
5- فهارس الدوريات:
تعتبر الدوريات والمجلات العلمية التي تصدر على شكل سلاسل أو حوليات من اهم المراجع التي لا غنى عنها للباحث، ذلك لأنها تحوى معلومات احدث مما تحويه الكتب، مثال ذلك حولية كلية الآداب جامعة الإسكندرية، وجامعة المنيا.
أنواع المصادر والمراجع التي تخدم الباحث في مجال الجغرافيا.
6- الأطالس:
وهى ذات أهمية بالغة للجغرافي، لأنها تبين المواقع والأماكن والتوزيعات وأشكالها وأنماطها، وهى على أنواع منها العالمي ومنها المحلى، ومنها أيضا ما هو متخصص في احد فروع الجغرافيا، ومنها ما هو شامل.
وهنا لابد وان نشير إلى الثورة التي أحدثتها شبكة المعلومات الدولية في عالم الأطالس، فبإمكان الباحث الآن الاطلاع على أي خريطة أو مكان على مستوى العالم وهو جالس في مكتبه أو في بيته، بل ويستطيع تنزيل الخرائط وتحميلها مجانا من بعض المواقع وشراء ما هو حديث منها من مواقع أخرى الكترونيا، بل ويجب أيضا أن نشير إلى أن التطبيق جوجل ايرث الذى أصبح يمثل ملاذا آمنا لمعظم الجغرافيين وخاصة الباحثين في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، فهو يوفر لهم خرائط تفصيلية يستطيعون الاعتماد عليها لحداثتها ودقتها.
أنواع المصادر والمراجع التي تخدم الباحث في مجال الجغرافيا.
7- الرسائل الجامعية:
على الباحث أن يقرا جميع ما ورد في الرسائل الجامعية عن منطقة بحثه أو موضوع تخصصه، ولكن عليه أن يكون حذرا حينما يريد الاقتباس، فهو لم يحضر مناقشة وتحكيم هذه الرسالة، ومن ثم لا يستطيع أن يثق أبدا في دقة البيانات. وتقوم الجامعات بعمل فهارس لرسائل الماجستير والدكتوراه، بل وتسجل الكترونيا في المراكز البحثية ووزارة البحث العلمي، لكى يستطيع الباحث من أي مكان في أي جامعة الاطلاع على تلك الرسائل الكترونيا ولو مقابل اشتراك.
8- المطبوعات والنشرات  الحكومية:
تقوم بعض الدول بتخصيص دار لنشر مطبوعاتها الحكومية، والتي تصدر بعض الوثائق المهمة أو التقارير التي تكتبها لجان حكومية عن الصناعة أو التجارة أو السكان. ففي مصر على سبيل المثال هناك مطبوعات مجلس الشعب، والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، والغرفة التجارية بالإسكندرية....وغيرها.
أنواع المصادر والمراجع التي تخدم الباحث في مجال الجغرافيا.
9- مطبوعات ونشرات  الأمم المتحدة.
تقوم الأمم المتحدة عن طريق أجهزتها الاجتماعية والاقتصادية بإصدار كتب مهمة عن بلدان العلام، وهى تهم الباحث كثيرا ، وتباع هذه النشرات أو التقارير في مكاتب الأمم المتحدة المنتشرة في كل دول العالم، وعلى المستوى العربي هناك كتاب منظمة الأغذية والزراعة FAO.
10- المعاجم الجغرافية:
وهى إما موضوعية، أي تسير على نهج دوائر المعارف، أو أن تكون قواميس لغوية، ولعل اشهرها يوسف التونى ( معجم المصلحات الجغرافية).
11- الدوريات:
وهى عبارة عن مجلات علمية متخصصة تعبر عن الجهة التي تصدر عنها، وذلك بصفة دورية بعضها سنوي، وبعضها ربع سنوي وبعضها الآخر شهري.
ومنها مجلة الجمعية الجغرافية السعودية، ومجللة الجمعية الجغرافية المصرية، ومجلة الجمعية الجغرافية الكويتية. 
المحاضرة التاسعة 
مراحل البحث الجغرافي 
الدور الميداني 
(الدراسة الميدانية)

مراحل البحث الجغرافي ( الدور الميداني – الدراسة الميدانية)
تابعنا فيما سبق، مصادر المعلومات التي يمكن للجغرافي أن يرجع اليها ليجمع مادته العلمية عن الموضوع الذى يدرس فيه، وعليه أن يثابر في البحث والتنقيب خلال هذه المصادر العديدة حتى يحصل على ما يريد، وان يلاحظ أن مرجعات من هذه المراجع قد يقوده إلى مراجع أخرى عليه أن يرجع اليها، وان يتحرى الدقة في كل اقتباس وأن ينسبه إلى من اقتبس منه، فالأمانة العلمية مطلب أساسي في البحث العلمي، وان يكون الباحث على مستوى من العمق والفهم العلمي كي يتحقق من أصالة المرجع الذى يعتمد عليه، وبالتالي عليه أن يبعد عن المصادر الثانوية، وأن يعتمد على المراجع الأصلية والعلمية المتخصصة حتى يخرج بحثه في صورة يرضى عنها الباحث وكذلك القارئ.
أن جمع المعلومات من المصادر العديدة السابقة وهى:
1- دوائر المعارف Encyclopedia .               2- الببليوجرافيات bibliographies.
3- الكتب السنوية Year Book.                     4- المستخلصات والمراجعات .
5- فهارس الدوريات.                                 6- الأطالس.
7- الرسائل الجامعية.                                      8- المطبوعات والنشرات  الحكومية.
9- مطبوعات ونشرات  الأمم المتحدة.                    10- المعاجم الجغرافية.
11- الدوريات.
تمثل المرحلة الأولى في بيانات موضوع البحث، يجمع الطالب معلوماته ويدونها على البطاقات الخاصة بذلك أو في الدوسيه المقسم، أما المرحلة الثانية في جمع المعلومات فهي من منطقة البحث ذاتها، وهى التي يطلق عليها الدور الميداني أو الدراسة الميدانية.
الدور الميداني أو جمع المعلومات من الميدان أو الدراسة الحقلية Field Work أو الدراسة الميدانية، تعنى انتقال الباحث إلى منطقة بحثه ليجمع البيانات والمعلومات عن منطقة دراسته، وهى في الواقع من الدراسة الأصولية لعلم الجغرافيا، كما أنها تمثل الأساس في كل الدراسات العلمية .
والجغرافيا علم لا يعنى قراءة الكتب والمراجع، أو أنها دراسة نظرية مجردة، فالجغرافيا يجب أن تكون شيئا اكثر من مجرد ترتيب جديد للحقائق إلى يستمدها الجغرافيون من الأبحاث التي يقومون بها.
ولما كان ميدان علم الجغرافيا  هو سطح الأرض والظاهرات الطبيعية والبشرية، التي على هذا السطح، لذا كان على الجغرافي أن ينتقل إلى مناطق الظاهرات في منطقة بحثه كي يشاهدها ويسجلها وأخيرا يحللها.
ومن المراحل الثلاث ( المشاهدة والتسجيل ثم التحليل) تكونت جغرافية المناطق المختلفة، ولا يعقل أن تأتى الكتابات الجغرافية من فراغ أو خيال، وإنما جاءت بالانتقال إلى البيئة أو المكان أو الطبيعة وملاحظة ظاهراتها وتسجيلها ثم تحليلها، ومن هنا كان الجانب الميداني لعلم الجغرافيا أمراً حتمياً.
أهمية الدراسة الميدانية:
أن الدراسة الميدانية هامة وحيوية في الدراسات الجغرافية بصفة خاصة فهي:
1- ترجمة حقيقة للواقع البيئي الطبيعي إلى منظور مقروء يتناقله جيل بعد أخر، ولا يستطيع جيل الحاضر معرفة جغرافية منطقة ما في الماضي إلا من خلال كتابات جغرافية نقلت من مصدرها ومنبعها الأساسي هو البيئة. أي أنها أساس كل المراجع والمصادر التي يتناولها الجغرافيون بالدراسة والتحليل.
2- توضح الدراسة الميدانية للباحث كل الجوانب التي كانت خافية عليه والتي لم تكن ظاهرة واضحة في الكتب والتقارير والإحصاءات أو الخرائط.
3- تكشف  الدراسة الميدانية للباحث عن  طبيعة المشكلة التي يبحث عن  حل لها ليفهم مكامنها وخفاياها  ويستطيع بمجابهته لها أن يجد  الحل أو التفسير المناسب لها.
تابع أهمية الدراسة الميدانية
4- تمكن الباحث من أن يتأكد من صحة المعلومات التي في حوزته عن المنطقة المراد دراستها وتجعله يقدم اصدق المعلومات الواقعية.
5- أن كل المراجع المنشورة تحتوى على  بيانات عن منطقة بحثه، ولكن في سنوات ماضية، وبانتقال الباحث إلى الميدان يستطيع أن يجمع أحدث المعلومات ليضيفها إلى ما قراه في المراجع المنشورة قبلاً.
6- بانتقال الباحث إلى منطقة الدراسة، يستطيع أن يضيف معلومات جديدة لم تكن متوفرة أو موجودة من قبل، فهو بمقارنته لخريطته ومنطقة الدراسة قد يجد بعض الظاهرات غير المسجلة على الخريطة فيضيفها، وبهذا تأتى خريطته مطابقة لواقع.
7- تمكن الباحث من أن يتصور أفضل تخطيط إقليمي لمنطقة الدراسة على ضوء الظروف السائدة بالمنطقة نفسها وليس نقلاً عن منطقة أخرى.
التطور التاريخي للدراسة الميدانية
الدراسة الميدانية ليست حديثة العهد، وإنما هي قديمة قدم الإنسان نفسه، نشأت معه حيث كان الإنسان فضوليا ومحبا للاستطلاع حتى يشبع غريزته الطبيعية، فقد أخذ بكشف أسرار بيئته المحلية، ويتجول فيها ويعرف كنه هذه البيئة، وما هي المظاهر التي تنشر فيها، ويمكن أن يشبع حاجاته الأساسية كالطعام والشراب.
فالإنسان البدائي، كان جغرافيا بطبعه، وهو يحقق غريزته من حب للاستطلاع، وقيامه برحلات يومية وفصلية، ولما كانت الجغرافيا كما عرفوها من قبل علما وصفيا فانه يمكن القول بأن الوصف يعتمد في أولى مراحله على الملاحظة ولا تأتى الملاحظة إلا في الميدان نفسه، ومن هنا كانت أهمية الدراسة الميدانية للجغرافيا.
التطور التاريخي للدراسة الميدانية
وفى العصور القديمة عرف الجغرافيون الإغريق أهمية الملاحظة والمشاهدة على الطبيعة، فانتقل الكثير منهم إلى أوطان جديدة غير أوطانهم، واستمعوا إلى البحارة وأصحاب الشأن والخبرة قبل أن يكتبوا عن أحوال الشعوب والبلاد التي يودون الحديث عنها.
وفى العصر الإسلامي، نرى الجغرافيين العرب يدركون حقيقة أهمية الملاحظة والاستفسار والاطلاع المسبق بالنسبة لعلم الجغرافيا، فعلى سبيل المثال شرح المقديسى ما فعله وما تعرض له حتى يكتب كتابه المعروف أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، وما فعله المقديسى فعله غيره من العلماء العرب أمثال ابن حوقل وابن بطوطة وغيرهما كثيرون.
التطور التاريخي للدراسة الميدانية
وفى العصور الوسطى، ازدهرت الجغرافيا في أوروبا المسيحية نظراً للإقبال الشديد من قبل الأوربيين على ترجمة الأعمال العربية، وتطور أجهزة القياس والخرائط وقيام البعثات التبشيرية والدبلوماسية وقواد الجيوش بجمع مزيد من الحقائق الجغرافية، ثم أخيرا زيادة الاتصال بين الأمم عن طريق التجارة.
وفى هذا الصدد قامت الجغرافيا وزاد ازدهارها، لاعتمادها على النقل من الطبيعة، وكانت البعثات وقواد الجيوش بمثابة أسلوب من أساليب الدراسة الميدانية لجمع المعلومات عن مناطق شتى من العالم.
التطور التاريخي للدراسة الميدانية
وفى العصور الحديثة، يرجع الفضل إلى كارل ريتر والكسندر فون همبولت في إرساء قواعد الجغرافيا الحديثة حتى  استطاعت أن تأخذ مكانها المرموق بين العلوم المختلفة في أوائل القرن السابق. وقد جاء ذلك لان الجغرافيا هي اقدر العلوم على شرح وتفسير العلاقة بين الإنسان والبيئة وذلك بطريقة كلية تستوعب الزمان والمكان معاً، فالنظرة الكلية من اهم سمات الجغرافيا الحديثة.
وعلى الجغرافي أن يقوم بنفسه باستقصاء أولى عن طريق المسح الميداني، وعليه أن يجمع الحقائق بطريقة منتظمة هادفة، وأخيرا عليه أن يستأنس بالنتائج التي توصل اليها المتخصصون في علوم أخرى قريبة، أو ذات صلة بعلم الجغرافيا. تلك هي طريقة المسح والتحليل الجغرافي، ولسوف يؤتى العمل الميداني والتحليل الجغرافي ثمارها ويتحقق الهدف من ورائهما في النهاية عندما تمثل هذه النتائج والأرقام على الخرائط.
التطور التاريخي للدراسة الميدانية
ويبدو أن الجيولوجيين هم رواد العمل الحقلي، ومن ثم قلدهم الجغرافيون في هذا يوم أن كانت دراسة الظواهر الطبيعية على سطح الأرض مثار اهتمامهم، وكان التركيز على عناصر المظهر الطبيعي دون غيرها، ولكن في أعقاب الحرب العالمية الثانية، زاد الاهتمام بالعمل الميداني في الجغرافيا الطبيعية والبشرية على السواء.
وقد اصبح العمل الحقلي هاما بالنسبة للدراسات الجغرافية البشرية، بعد أن تأثر المشتغلون بالعلوم الإنسانية في بريطانيا بآراء فريدريك لابلاى Frederic Le Play وبنظريته الثلاثية: المكان، والعمل ، والناس. ونجد أن باتريك جيدز Patrick Geddes يركز على ضرورة العمل الحقلي والملاحظة والتسجيل أثناء عملية المسح الميداني، ومن هنا خرج جيدز بفكرة المسح الإقليمي الذى يشمل المكان والعمل والناس والتي وصفت على التوالي بالجغرافيا والأنثروبولوجيا والاقتصاد، أو البيئة والوظيفة والعصبية
التطور التاريخي للدراسة الميدانية
وليست كل الأعمال الميدانية في الجغرافيا من النوع التدريبي، فقد ابتكر بعض الجغرافيين الأمريكيين نوعا من الدراسة الميدانية يمكن أن نسميه البحث الميداني Field Research تمييزا له عن التدريب أو التعليم الميداني Field Training الذى تميزت بعه أقسام الجغرافيا في الجامعات البريطانية في أوائل هذا القرن.
والفرق بين التدريب الميداني والبحث الميداني واضح، فالأول مقدمة للثاني وأساس له، فلا يستطيع أي باحث في الميدان أن يقوم بإجراء بحوثه على منطقة ما قبل أن يسبق ذلك تدريب هذا الباحث على فن البحث الميداني وخطواته، أي تعليمه أسس التدريب الميداني. وعليه يجب أن يعلم الباحث أن مقولة العالم ولدرج:
((( حتى تجعل الشيء  حقيقيا يجب أن  تجعله محليا)))
  أي أن الجغرافيا  الحقيقة تفهم خارج  قاعات الدرس.
التطور التاريخي للدراسة الميدانية
وافضل طريقة للتدريب على العمل الميداني، هي تلك التي تهدف إلى تنمية قوة الملاحظة عند الطالب تدريجيا، وذلك بواسطة مناطق متدرجة في التعقيد خلال سنوات الدراسة، وسوف تكون هناك مظاهر يصعب تفسيرها على المبتدئ في العمل الميداني، وهنا يجب على المشرف ألا يطلب منه أن يحاول تفسيرها ولن يجد المبتدئ الطريق واضحا عند تحليل الأدلة التي جمعت من الحقل، فالشرح والتفسير قل أن تضبطه مقاييس، كما انه مرهون بحقائق معينة، لذلك يجب تدريب الطالب على كيفية الملاحظة وكيف يخرج باستنتاجاته الخاصة، أي يتعلم ويتدرب على أساليب البحث الميداني.
الإعداد للدراسة الميدانية
على الطالب أن يعد نفسه للدراسة الميدانية، ويراعى الاعتبارات التالية قبل أن يبدأ في أبحاثه الميدانية ويتخذ العدة لإعدادها وهى:
1- أن يكون مفهوم طبيعة الظاهرة المراد دراستها واضحا في ذهن الطالب، ويوفر لها الوقت الكافي ا لمناسب لدراستها ميدانياً.
2- حجم الإمكانات المتاحة للدراسة، سواء كانت خرائط بمقاييس مناسبة للدراسة أو سيارة ذات طبيعة خاصة تستطيع تحمل الظروف القاسية في منطقة البحث، كالسير في مناطق وعرة أو رملية، أو توفر خيام للمبيت اذا كانت المنطقة بعيدة عن العمران.
3- حجم القوة البشرية اللازمة للاشتراك في عملية الدراسة الميدانية.
4- تخصص مجموعة العمل، فقد لا تكون من الجغرافيين، فهذا ليس شرطا أساسيا في بعض عمليات جمع البيانات الإحصائية في تعداد عام الدولة، شرط أن نعلم أن الفرد غير الجغرافي تعوزه فرصة التفكير والعمل كجغرافي.
5- التكلفة المالية  أو النفقات، وهى ترتبط بالإقامة في المنطقة أو الانتقال اليها، وثمن الخرائط المشتراه وإيجار بعض الأجهزة ووسائل الانتقال الداخلية إلى غير ذلك من النفقات.
6- إمكانية  تصوير بعض ظاهرات المنطقة،  وعلى الطالب أن يستفسر من  ذوى الاختصاص عما اذا كانت المنطقة محظور التصوير فيها لدواعي أمنية، ومن ثم تتطلب إذنا مسبقا بعملية التصوير.
أدوات الدراسة الميدانية
على طالب البحث الميداني، أن يحمل معه الأدوات والمعدات التالية كي يستعين بها في جمع بياناته من الطبيعة وهى:
1- كراسة أو مجموعة  من الكراسات ( الدفاتر) أو الأوراق المسطرة  والبيضاء بمقاييس  مختلفة لتدوين  الملاحظات التي  تتعلق بموضوعه.
2- خريطة البحث أو  خريطة منطقة البحث،  أو مجموعة خرائط  لها مقاييس مختلفة  حتى تكون مرجعا  للطالب، يتحقق  من وجود الظاهرات  الطبيعية أو البشرية،  وما لا يوجد  منها يقوم بتوقيعه،  ويفضل أن يحمل  الباحث معه خريطة  جيولوجية وأخرى  طبوغرافية لمنطقة  بحثه، تهديه وترشده.
3- آلة تصوير فوتوغرافي  أو فيديو، أو  كليهما أن كان  ممكنا، لتصوير  بعض الظاهرات.
4 – الآلات والأدوات  المساحية، وأجهزة  الرصد والقياس  التي يستعين بها الطالب في عمليات الرصد والتوقيع على خريطته.
5- استمارات الاستبيان  التي سيقوم بملئها عن المنطقة بالأعداد الكافية.
6- خطابات من الجهة  الحكومية أو المؤسسة  الوافد منها الباحث          (الجامعات والمعاهد  والمراكز البحثية) موجهة لذوى الاختصاص  في منطقة البحث،  تفيد اسم الباحث  وموضوع البحث والهدف  منه، وهدف الباحث  من الزيارة الميدانية،  وأوجه التعاون  بين الباحث والمسؤولين، وعن الدور المنوط بهم وعليهم أن يساعدوه به.
7- سيارة خاصة للانتقالات  الداخلية مزودة  بالمؤن للأفراد  الباحثين، وبالوقود  وبالمياه وخاصة  اذا كانت منطقة البحث نائية بعيدة عن العمران.
8- وسائل المبيت لأفراد  البحث خاصة اذا كانت منطقة البحث تخلو من أماكن للمبيت.
9- سجل به أسماء الأماكن التي على الطالب أن يرتادها والظاهرات التي سيتحقق منها، والمسؤولين الذين عليه مقابلتهم، وكل الاستفسارات التي تنقص بحثه ويود الإجابة عنها.  

المحاضرة العاشرة 

مراحل البحث الجغرافي 
استكمال  
الدور الميداني 
(الدراسة الميدانية)

مراحل البحث الجغرافي ( الدور الميداني- الدراسة الميدانية)
توجيهات عامة للباحث الميداني
على طالب البحث الميداني أن يراعى التوجيهات التالية، حينما يقوم بأبحاثه الميدانية:
1- ربط  ما يشاهده الباحث بالتقسيمات  الإقليمية الممكنة في منطقة  البحث.
2- انتهاز  أي فرصة قد تتاح للباحث،  حتى ولو كانت خارج برنامجه  اليومي.
3- أن  يحمل الباحث معه عند خروجه  من مقر مبيته برنامجا محددا  للمناطق أو الجهات التي سيزورها،  خلال اليوم حتى لا يسير طوال  يومه متخبطا لا يعرف لماذا  خرج وماذا يريد؟
4- أن  يقوم بدراسة عنصر تلو الآخر،  على أن يستوفى دراسة كل عنصر  قبل أن ينتقل إلى العنصر  التالي.
5- من  الأفضل أن يغطى الباحث مساحة  كبيرة من الأرض في كل رحلة  أو أن يجرى عدد كبيرا من  استمارات الاستبيان، أو أن  يقابل اكبر عدد ممكن من ذوى  الاختصاص حتى يستطيع أن ينجز  اكبر قدر ممكن من المعلومات  في اقصر وقت ممكن وبذلك تقل  تكلفة نفقات بحثه.
6- في  حالة تقسيم العمل بين الباحث  وبين مرافقيه أو مساعديه، يفضل  أن يقوم الباحث بتنظيم العمل  وتوزيع المرافقين، وتحديد مجال  عملهم، ومن ثم لا يحدث إرباك  للبرنامج أو ارتباك في طريقة  العمل، أو تكرار.
7- أن  يتعامل الباحث مع ذوى الاختصاص  بأسلوب لائق ومناسب لنوعية  الشخصية التي يقابلها.
8-الا يبدى الباحث أي نوع من التعالي على من سيقابله من ذوى الاختصاص، حتى ولو كان دونه مرتبة علمية أو أدبية، حتى لا يؤدى ذلك إلى حجب المعلومات عنها وتعقيد مهمته بل وإفشالها.
9- أن  يحاول الباحث قدر ما يستطيع  إقامة علاقات اجتماعية ودية  ومصادقة مع ذوى الاختصاص، مما  سيمكنه من الحصول على ما  يريده من معلومات، دون أن  يصطدم بعقبة الروتين الوظيفي.
10- قبل  أن يتوجه الباحث إلى الميدان،  عليه أن يكون في تصوره صورة  كاملة للعمل الذى سيقوم به في دراسته الميدانية.
11- أن  يضع الباحث في اعتباره أن  زيارة واحدة لا تكفى أن يقوم  بجمع ما يريد من معلومات  واخذ ما يلزمه من قياسات،  لذا عليه جمع اكبر قدر من  المعلومات والبيانات والصور والخرائط  على أن يقوم باستكمال الدراسة  لاحقاً.
12- ألا  يعتمد الباحث على الذاكرة في  تدوين الملاحظات، لان كثرتها  قد تنسيه بعضها، ومن ثم عليه  أن يدون في مذكراته كل ما  يراه من ملاحظات، حتى ولو  شعر بان ما راه غير هام، فعليه أن يترك التقرير بما هو مهم وما هو غير مهم لمرحلة لاحقة عندما يعود ويبدا في تحليل دراسته.
المصادر الرئيسة لجمع البيانات الميدانية
تتعدد المصادر التي يمكن للباحث أن يحصل منها على بياناته وهو في الميدان، وذلك تبعا لنوعية الدراسة التي يقوم لبها الباحث، وأهدافه والغرض الذى يرمى إلى تحقيقه في يحثه، ويمكن ذكر بعض المصادر الرئيسة للبيانات الميدانية بصفة عامة قد يلجأ إلى بعض منها، وقد لا يلجأ تبعا لنوعية البحث وهى:
1- محطات  الأرصاد الجوية وهى تنتشر في  كل أنحاء البلدان، وتنقسم إلى  أقسام تبعا لأهمية المدينة  التي توجد بها ونوعية الأجهزة والمراصد، وعلى الباحث هنا أن يتأكد من أن هذه المراصد مستمرة في عملها ومنتظمة في عمليات الرصد الجوي وتسجيل البيانات.
2- الجهاز  المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ( أو ما يقابلها من مؤسسات  وهيئات تؤدى نفس الغرض) وهنا  نجد بيانات السكان حيث تسجل  أعداد السكان في تعدادات وتصدر  بياناتها في مجلدات خاصة، كما  تصدر نشرات بها إحصاءات اقتصادية وخدمية. وقد يجد الباحث نفسه مضطرا للحصول على موافقات مسبقة من جهات سيادية بالدولة نظرا لسرية البيانات التي يريد الحصول عليها، لما لهذه البيانات من أهمية استراتيجية.
3- مراكز  التسجيل ( للمواليد والوفيات) وهى  تابعة لوزارة الصحة.
4- وزارة  الداخلية التي تحصر الهجرات  عبر الموانئ البحرية والجوية  وتلك البيانات تفيد في دراسات  حركة السكان والهجرة.
5- كافة  الأقسام العلمية بالجامعات والمراكز  البحثية أو الإقليمية التي  تعطى الباحث دراسات تفصيلية  عادة عن المناطق التي توجد  بها.
6- وزارات  الدولة للتخطيط والإحصاء.
7- مديرية  المساحة ( هيئة المساحة – إدارة  المساحة) وهى الجهة المختصة في  الدولة بإنتاج الخرائط الطبوغرافية  ، وهى تمد الباحث بما يحتاجه  من خرائط بمقاييس متعددة قد  تكون مجانية أو مدفوعة الثمن،  كما يمكن للباحث الحصول على  الخرائط  الجيولوجية من هيئة  المساحة الجيولوجية أو من وزارة  البترول أو الثروة المعدنية  والطاقة، وعلى الطالب أن يستفيد  من مكتبات تلك الهيئات لما  تحويه من أبحاث متخصصة.
8- نشرات  ومطبوعات وزارية الزراعة ( مديرية  الزراعة) المساحات المنزرعة وأنواع  المحاصيل وكميات إنتاجها ومتوسط  إنتاجية الفدان، وتحليلات نوعية  التربة. وأيضاً نشرات وزارة الصناعة  عن أنواع الصناعات وكمياتها  وقيمتها المضافة وأعداد العمال  بكل صناعة ومقدار راس المال المستثمر، بالإضافة إلى التقارير السنوية التي تصدرها الشركات الصناعية التابعة للوزارة.
9- الجمعيات  الجغرافية والتاريخية.
10- هيئات  النقل البرى والبحري والجوي.
11- العائلات  العريقة في المنطقة ذات الجاه  والعمر، والمشايخ وكبار السن  في منطقة البحث، وكذلك شيوخ  القبائل وزعمائها.
12- دور  نشر الصحف المحلية ودار الكتب  والمخطوطات والمحفوظات، والآثار.
13 - هيئات  المياه والكهرباء والغاز، التي  تزود الباحث ببيانات عن تواريخ  الإنشاءات والطاقة المستهلك منها،  وبيانات مصادر المياه من حيث  المستهلك والفاقد.
أهمية الخريطة في الدراسة الميدانية
الخريطة ضرورة حتمية في العمل الميداني، ويجب أن تلازم الباحث في كل مراحل العمل الميداني، بل وفى كل مراحل البحث، وعلى الباحث أن يقوم بإعداد خريطة تخطيطية أولية لمنطقة البحث، مبينا عليها كافة الظاهرات الطبيعية والبشرية بمنطقة دراسته، ومحددا مناطق العمل الميداني بها. وعليه، كذلك أن يقوم بإضافة ما يشاهده ميدانيا  أو يجده غير مدرج بخريطته.
والخريطة تساعد الباحث على تنسيق العمل وتتابعه وتنظيمه ، كما يمكنه ترتيب الخطوات التي عليه أن يتبعها في البحث الميداني.
واهم أنواع الخرائط التي تلزم الباحث الميداني هي الخرائط الكنتورية والمناخية والطبوغرافية بمقاييسها التفصيلية، وكذلك الخرائط التي توضح استخدام الأرض في الأغراض المختلفة ( سكان ، بنية ، جيولوجية).
وبشكل عام، يتوقف نوع الخرائط المستخدمة في الدراسة الميدانية على نوعية البحث، فعلى سبيل المثال حينما يقوم الباحث بدراسة ميدانية في تخصص الجيومورفولوجيا فانه لا تلزمه الخرائط التي توضح استخدام الأرض أو خرائط السكان.
والخريطة تساعد الباحث على أن يقوم بعمليات التفسير والتحليل أثناء تعرضه للمظاهر التي تنتشر في منطقة البحث، وقد يلجأ الباحث إلى تصحيح أمور كثيرة على الخرائط أو إضافة أشياء جديدة، نظراً لتقادم الزمن على صدور بعضا منها، أو لوجود أخطاء في البعض الآخر.
وتبدو أهمية الخريطة من قول H.R.Mill بأن الجغرافيا يمكن أن تأخذ كقضية مسلم بها هي أنها مالا يمكن إثباته على خريطة لا يمكن وصفه، وهذا امر طبيعي طالما أن الجغرافيا كعلم يهتم بوصف سطح الأرض وإبراز الفوارق الإقليمية منها، ومن هنا كانت الخريطة أداة الجغرافي الأساسية سواء في تحقيق مشكلاته أو في عرض نتائجه.
هدف الباحث هو جمع البيانات التي تهمه من الميدان حتى يستطيع تفسيرها وتحليلها، ومن ثم فهو لكى يحقق ذلك عليه أن يتبع الخطوات التالية:
1- تسجيل بعض الظاهرات.
أن تسجيل الظاهرات في الميدان وتوضيح حدودها على الخرائط هو أول خطوة نحو تطبيق الطريقة الإقليمية، فالجغرافي هو الذى يختار الأسس التي يحدد في ضوئها أنواع الظاهرات التي ستسجل على الخريطة، وهنا يجب ملاحظة أن الجغرافي في الميدان لن يستطيع توقيع الأشياء الصغيرة كالمنازل والطرق ألا على خرائط ذات مقياس كبير جدا، أما المعالم الأكبر حجما فيمكن أن توقع على خرائط اصغر مقياساً. فلاشك أن مقياس رسك الخريطة التي تستخدم في الحقل عظيم الأهمية، فاختيار المقياس المناسب هو الذى يسمح بتوقيع رموز كتابية أو رقمية في شكل كسور اعتيادية بشرط أن يكون لتلتك الرموز والأرقام مدلولاها لدى الباحث ومسجلة لديه...............مثال ذلك يعطى رقم 1 للمساجد الجديدة، رقم 2 للمساجد القديمة .....رقم 3 للمساجد الأثرية والمزارات......وهكذا.
وربما كانت الصور الجوية والمرئيات الفضائية اكثر أهمية من الخريطة في الميدان، إذ تمكن الجغرافي من أن يرى بنظرة واحدة أنماطا توزيعية كان يسعى جاهدا لتحديدها بالدراسة التقليدية على الأرض، وبذلك توفر للباحث في الميدان الوقت والجهد، هذا إلى جانب احتوائها على الكثير من المعالم الأساسية يمكن التعرف عليها وتحديدها في الطبيعة بالملاحظة المباشرة، نظرا لوضوحها في الصور والمرئيات وبيان كافة تفاصيلها وحدودها ع الظاهرات المجاورة.
ويختلف الجغرافيون فينا بينهم حول الطريقة المثلى لتوقيع الظاهرات الجغرافية، على الخريطة أو الصور الجوية والمرئيات الفضائية، فمنهم من يفضل رفع المعالم المرئية على اختلافها على لوحة واحدة، ومنهم من يفضل تخصيص لوحة لكل ظاهرة، ولكل من الطريقتين ومميزاتها.
على أنه ينبغي على الجغرافي، ألا يقصر اهتمامه على الظاهرات المرئية وأنماطها التوزيعية، وإنما يتسع ليشمل العلاقات المكانية والوظيفية، فان توقيع هذه العلاقات على الخريطة لا يتيسر عادة في الميدان، إذ هو يعتمد على إحصاءات تقوم بجمعها هيئات متخصصة، واذا كان اللجوء للاستبيان هو في حد ذاته محاولة لسد النقص في الإحصاءات أو للتأكد من صحتها.
2- تدوين الملاحظات  الوصفية.
على الباحث أن يقوم بتسجيل الملاحظات الوصفية والاستنتاجات التي  يراها أولا بأول في الميدان، أو بعد تركه مباشرة خشية أن تخونه ذاكرته في حفظ تفاصيل الحقائق المرئية أو الاستنتاجات التي توصل اليها في الميدان.
ولا تقتصر فائدة تسجيل الملاحظات والاستنتاجات على حفظها لوقت التحليل إذ يسمح تدوينها أيضا بالانتقال بها من مكان لآخر، مما يسهل عمل مقارنات بين السابق منها واللاحق.
والملاحظات ليست كلها كتابية، بل منها الرسوم الكروكية والقطاعات والرسوم البيانية الأولية.، وكما أن رسم الخريطة في الحقل له قيمته ويسهم في مد الجغرافي بحقائق لا يمكن الاستغناء عنه في التعرف على بعض الحقائق الجغرافية التي تعجز عن تسجيلها الخريطة مثل التغيرات الفصلية أو المؤقتة بين الظاهرات في منطقة معينة مثل التغيرات الفصلية في الأراضي المنزرعة أو حركة المشاة في شوارع المدن................إلى غير ذلك.
وليست هناك طريقة معينة في تسجيل الملاحظات الوصفية وإنما يمكن القول بانه على الباحث أن يسجلها بالطريقة التي يراها مناسبة له بحيث يستطيع أن يسترجعها وتاريخ تسجيلها ليربط بين كل الملاحظات التي شاهدها ويخرج من ذلك بنتائج جديدة.
3- الصور الفوتوغرافية.
أن الصور الفوتوغرافية وسيلة من وسائل تسجيل الحقائق الجغرافية، وهى وسيلة مفيدة يمكن الاعتماد عليها في التحقق مما ظهر على خريطة الميدان من معلومات رمزية، كما أنها تظل تحتفظ بما احتوته شهورا بل سنوات طويلة، وتنقل المنظر المرئي إلى مخيلة شخص أخر بكل وضوح. وتعد الصور الجيدة افضل من ملء صفحات بالوصف الجغرافي.
ويحتاج التقاط الصور الفوتوغرافية إلى خبرة بأعمال التصوير، ولعل افضل الصور ذات المغزى الجغرافي هي تلك التي تؤخذ من مسافة وسطى حتى يمكن أن تتضح فيها العلاقات فيها العلاقات المتبادلة بين الظاهرات المختلفة، ذلك لان الصور التي تلتقط عن قرب أو بعد تطمس هذه العلاقات وتفقد قيمتها.
ولابد عند التقاط الصورة أن تسجل عليها الظاهرة وتاريخ التقاطها والاتجاه بالنسبة للشمال الجغرافي والهدف من التقاطها.
ولقد تقدم فن التصوير بعد استخدام كاميرات الديجيتال والموبايلات الحديثة، التي تحوى كاميرات بدقة عالية، وبنسب تقريبية كبيرة، بالإضافة إلى التوسع في استخدام التصوير من الطائرات الصغيرة ومن ارتفاعات منخفضة.
4- الزيارات وجمع  النشرات.
وهى أن يقوم الباحث بزيارة الجهات المعنية بأمر موضوع البحث الذى يقوم بإجرائه. وعند زيارة الباحث لمثل هذه الجهات عليه أن يجمع النشرات والتقارير والإحصاءات والوثائق منها والتي تخدم موضوعه، على أن يقوم الباحث بفحص كل هذه التقارير والإحصاءات والوثائق منها ، والتي تخدم موضوع بحثه، ثم يقوم بفحصها لاحقا للتأكد مما جاء فيها، ويتأكد من سلامتها علمياً، وعليه أن يناقش المسؤولين المختصين في أي استفسار بشأنها، كما يراعى عدم التسليم بكل ما جاء فيها، لأنها قد تكون أعدت لإخفاء حقيقة معينة، أو تكون بها نسبة مبالغة عالية.
5- العينة ( العينة العشوائية ).
يقوم الباحث بجمع بياناته من عدد كبير من الأفراد الذين يمثلون سكان حي أو منطقة أو عمال مصنع ما .......الخ، وهؤلاء قد يصل عددهم إلى بضعة الأف، مما يصعب على الباحث أن يجرى لقاءا منفردا مع كل واحد منهم لما في ذلك مضيعة للوقت وكثرة في التكاليف. وقد تزيد المعلومات والبيانات ولا تساعد بكثرتها على حل المشكلة التي يبحث عنها الطالب، ولذلك يضطر الباحث إلى اختيار عينة من السكان أو العمال، لتكون بمثابة نموذج لكل أفراد العينة يجرى عليها المقابلات أو الاستبيان حتى يحقق أهداف بحثه.
وعلى الباحث أن يلم بأصول وسائل اختيار العينة، لأنها أصبحت جزء لا يتجزأ من عملية البحث الميداني، وينبغي أن تكن هذه العينة ممثلة تمثيلا جيدا للمجموع الكلى للسكان أو لأفراد المصنع، وهذا يتم اذا كان الاختيار قائما على أسس علمية منهجية ومستندا على طريقة إحصائية دقيقة، وهى التي يطلق عليها وسيلة العينة العشوائية والتي ينبغي تطبيقها بدقة، كما ينبغي ألا تقل نسبة العينة عن 5% من المجموع الكلى.
وتعبر نسبة 5% من الجموع الكلى أدنى مقياس للعينة بحيث ألا تقل العينة عن هذه النسبة، وتختار هذه النسبة اذا ما كان المجموع الكلى كبيرا ويصعب معه إجراء الاستبيان على المجموع الكلى أو حتى على نصفه أو نسبة اقل من هذا، فنختار نسبة 5% لتمثل المجموع الكلى، ومن الممكن أن ترتفع النسبة إلى 10% أو 20% اذا كان العدد صغير شرط أن تكون لنسبة في مقدور الطالب. 

المحاضرة الحادية عشرة 

مراحل البحث الجغرافي 
استكمال  
الدور الميداني 
(الدراسة الميدانية)

مراحل البحث الجغرافي ( الدور الميداني- الدراسة الميدانية)
وبشكل عام عندما يعتزم الباحث جمع بيانات بقصد دراسة ظاهرة معينة يلجأ إلى احد الأسلوبين التاليين:
1- أسلوب الحصر الشامل للظاهرة المدروسة: وفيه تدرس كل وحدات المجتمع، بمعنى أن الباحث سيجمع بيانات عن جميع مفردات هذا المجتمع وهذا الأسلوب دقيق جدا، ونسبة الخطأ فيه ضئيلة للغاية، غير انه يحتاج إلى عمليات حسابية مرهقة، كما يحتاج إلى أموال كثيرة وجهد كبير.
2- أسلوب العينات: وفيه تقتصر عملية جمع البيانات على دراسة جزء من المجتمع الأصلي، يختار بطريقة معينة تضمن تمثيل المجتمع بجميع وحداته تمثيلاً صادقاً، ثم يستخلص منها نتائج وحقائق تعمم على المجتمع الأصلي. وهذا الأسلوب اقل دقة من سابقه، ألا اذا تم استخدامه على أسس علمية سليمة، وحينئذ لن تختلف نتائج الدراسة بهذا الأسلوب عن نتائج الدراسة بأسلوب الحصر الشامل.
وبشكل عام، فإن الجغرافيين لا يستطيعون استخدام أسلوب الحصر الشامل ألا في حالات محدودة جداً تحددها طبيعة المجتمع موضوع الدراسة، وطبيعة الظاهرة المدروسة، ثم طبيعة البيانات التي يتعين جمعها، وأخيرا الإمكانيات المادية والفنية والوقت المتاح للدراسة.
المجتمع والعينة Population and Sample:
يعرف المجتمع بأنه تجمع لأفراد أو أشياء تشترك في صفة أو صفات معينة تهم الباحث، وبعبارة أخرى هو مجموع وحدات البحث التي نريد الحصول على بيانات منها أو عنها.
فقد يكون المجتمع هو الوحدات الإدارية، أو المناطق الصناعية، اذا كان موضوع البحث هو دراسة حجم الوحدات الإدارية أو مواقع الصناعات الثقيلة، وقد يكون المجتمع مجموعة من البشر ......وهكذا يتحدد تعريف المجتمع بموضوع الدراسة.
وتعرف العينة بانها جزء من ذلك المجتمع يختار بطريقة أو بأخرى بقصد دراسة المجتمع الأصلي من خلال خصائص تلك العينة.
وحدة المعاينة Sampling Unit:
هي الوحدات التي يقسم المجتمع على أساسها بغرض اختيار العينة، وعند اختيار العينة تعامل كل وحدة وكأنها مفردة واحدة غير قابلة للتقسيم. فعلى سبيل المثال نجد انه على خريطة للتضاريس تكون قمم المرتفعات هي وحدات المعاينة في دراسة لتحديد منسوب منطقة ما من سطح الأرض بالنسبة لمتوسط منسوب سطح البحر.
الاطار  Frame:
هو قائمة تحتوى على جميع وحدات البحث الموجودة في المجتمع المعنى بالدراسة، ويتخذ الاطار أشكالا عديدة، فقد يكون على شكل خريطة تضم جميع المواقع المطلوب بحثها، أو يكون بشكل قائمة أسماء وعناوين جميع الأسر المطلوب جمع بيانات عنها، أما اذا كانت العينة هي المنزل فإن الاطار يصبح قائمة بأرقام وعناوين المنازل محل الدراسة.
ويجب أن يكون الاطار شاملا لجميع وحدات المعاينة، كما أن تكرار بعض المفردات في الاطار يعطى فرصا غير متساوية في الاختيار بين المفردات، وهذا بدوره قد يؤدى إلى تحيز التقديرات.
الاختيار العشوائي Random Selection:
هي طريقة لاختيار وحدات العينة من الاطار الخاص بها، على أساس يهيئ فرص انتقاء متكافئة لجميع وحدات الظاهرة المدروسة. والعشوائية هنا لا تعنى أن الاختيار يتم على غير هدى أو حيثما اتفق وذلك حسب المعنى العام للعشوائية، ولكنه يتم باستخدام أساليب معينة تحقق الاحتمال الثابت والمحدد لجميع وحدات الظاهرة المدروسة.
ويتم عادة الاختيار العشوائي بواسطة جداول الأعداد العشوائية، وهى عبارة عن مجموعات من الأعمدة كل منها مكون من عدد معين من الأرقام قد يكون ( رقم واحد أو رقمين أو ثلاثة أرقام أو أربعة أرقام ........................................وهكذا).
تابع الاختيار العشوائي Random Selection:
ويتحدد عدد الأرقام على أساس الحجم الكلى للمجتمع الذى سنختار العينة، فاذا كان عدد مفردات المجتمع 200 على سبيل المثال فان ذلك يعنى أن أعمدة الجداول ستكون مكونة من أعداد كل منها مكون من 3 أرقام................وهكذا، مع ملاحظة أن الرقم 1000 لمفردات العينة سيندرج ضمن الجدول المكونة من 3 أرقام لأن 999 من الحالات التي تحتاج إلى 3 أعمدة فقط.
  • تؤخذ الأعداد العشوائية بان نبدأ وبطريقة عشوائية من أي مكان في الجداول عند تقاطع أي سطر مع أي عمود بالجدول، والسير في اتجاه رأسي أو أفقي أو هندسي منتظم، وليس من الضروري أن نبدأ بالعدد الواقع على راس عمود بالذات. ونستمر في اخذ الأعداد متجهين إما لأسفل أو لأعلى، وقد يكون الاختيار أفقيا ثم نستمر في اخذ الأعداد المتتالية حتى ينتهى العمود أو السطر المختار ونبدأ بسطر جديد و عمود جديد وهكذا.
  • وعند اخذ الأعداد العشوائية من الجداول، فإننا نستبعد الأعداد التي تم أخذها قبل ذلك، كما نستبعد الأعداد التي تزيد عن حجم المجتمع.
  • أنواع العينات :
  • للعينة أنواع عديدة، منها ما هو وثيق الصلة بالدراسات والأبحاث الجغرافية، وستقتصر دراستنا على الأنواع التالية من العينات:
  • ( العينات العشوائية ، العينات المنتظمة ، العينات الطبقية، العينات الطبقية غير المنتظمة غير الخطية)
  • 1- العينات العشوائية Random Samples:
  • وهى التي تختار وحداتها من الاطار الخاص بها على أساس يهيئ فرص انتقاء متكافئة لجميع وحدات الظاهرة محل الدراسة بالمفهوم العشوائي،  وتمثل نسبة الخمس حجم العينة من مفردات الدراسة، وهناك العديد من العينات العشوائية البسيطة أهمها:
  • أ- عينات القوائم List Samples: وهى التي تؤخذ من قوائم موضوعة سلفاً أو تعد لها كشوفات أو جداول خاصة تحتوى على أسماء وحدات الظاهرة محل الدراسة، وذلك لتهيئة فرص الاختيار العشوائي. وعن الاختيار العشوائي للأعداد نبدأ من أي رقم في الكشف أو الجدول ونختار أرقام العينة في أي اتجاه.
  • تابع العينات العشوائية Random Samples:
  • ب- العينات المكانية Areal or Spatial Samples: وتسمى أيضا العينة الحقلية، وهي التي ترتبط ارتباطا وثيقاً بالموقع، بحث يلعب الموقع دوراً أساسيا في تعيين أفراد الظاهرة المدروسة، لذلك يجب أن تكون العينة ممثلة لكافة التغيرات المكانية التي تطرا على الظاهرة المدروسة نتيجة اختلاف  موقعها. فتوزيع الظاهرة المكاني جزء لا يتجزأ من دراسة الخصائص العامة للظاهرة في كثير من المشكلات الجغرافية. وقبل البدء في اخذ العينة المكانية لابد من تحديد إطارها بدقة، أي تحديد المكان المراد اخذ العينة منه، وتحديد المكان يتم في الغالب على خرائط منطقة الدراسة، يكون عادة بواسطة رسم شبكة من الخطوط الطولية والعرضية التي تقسم منطقة الدراسة إلى عدد من الوحدات الصغيرة التي  تساعد على تحديد موقع مفردات العينة.  وللعينة المكانية عدة صور نجملها فيما يلى:
  • *- عينة النقاط Point Samples: ونلجأ إليها على سبيل المثال عندما نريد تحديد مواقع نقاط لأخذ عينات من التربة، وهنا نقوم بتقسيم المنطقة طوليا وعرضيا بواسطة شبكة من الخطوط التي تحصر فيما بينها مسافات متساوية، ويعطى لكل خط رقم على أن يبدأ الترقيم من الصفر في الركن الجنوبي الغربي للخريطة التي توضح منطقة الدراسة، ومن ثم يكون لكل نقطة ما يشبه الإحداثيات ( أفقي، رأسي أو س، ص ) ثم نقوم بالاختيار من الجداول العشوائية لأرقام تمثل المحور الأفقي وأخرى تمثل المحور الراسي، ومن ثم نستطيع تحديد مكان العينات على الخريطة، وتكون الموقع على تقاطعات شبكة الخطوط الطولية والعرضية.
ارجع الى البلاك بورد ***
*- عينة  الخطوط Line Samples: وفيها يكون المطلوب الحصول على عدد من الخطوط العشوائية بدلاً من النقاط. فعلى سبيل المثال اذا اردنا الحصول على معلومات عن ظاهرة خطية مثل نظام الري، فإننا نعمد إلى توصيل نقاط الإحداثيات مع بعضها البعض بدلاً من توقعيها على هيئة إحداثيات ( س، ص) كما سبق الذكر. وفى النهاية يكون لدينا خطوط تمثل العينة الخطية الطولية والعرضية.
*- عينة  المساحة Areal Samples: وفيها يكون المطلوب الحصول على مساحات معينة بقصد دراستها، فاذا فرضنا أننا نريد دراسة نمط استغلال لأرض في منطقة ما، فإننا نلجأ إلى أسلوب لعينة المساحية المختارة بطريقة عشوائية، ويتم اختيار النقاط بنفس الأسلوب المتبع في النوعين السابقين، ألا أننا نقوم بترقيم المسافات بين الخطوط وليس الخطوط نفسها ثم نقوم باختيار العينة بنفس الأسلوب المتبع سابقاً.
العينات المنتظمة Systematic Samples:
وهى التي تختار وحداتها من بين الاطار الخاص بها، بحيث تكون المسافات بين جميع وحداتها ثابتة، وهى كسابقتها العينات العشوائية تأخذ صورتين هما: عينات القوائم، والعينات المكانية.
  1. عينات القوائم: وهى التي تؤخذ من قوائم موضوعة سلفا، أو تعد لها كشوفات خاصة تحتوى على أسماء الظاهرات المدروسة. ويتم اختيار العينة الأولى عشوائيا، ثم يتم الاختيار بطريقة منتظمة على أن تحدد المسافات بين العينات تبعا لطول الفئات، أو تبعا لنسبة حجم العينة المراد اختيارها.
فعلى سبيل المثال ذا كان لدينا إجمالي عمالة 60 شخص، وكانت حجم العينة 5 أشخاص فقط، فهذا يعنى أننا سنختار فرد من كل 12 فرد من إجمالي العمالة، وذلك يعنى أن المسافة المنتظمة بين العينات = 12، فاذا ما كان الاختيار العشوائي كانت 7 فان ذلك يعنى أن العينة المنتظمة ستصبح ( 7 ، 19، 31، 43، 55).
تابع العينات المنتظمة Systematic Samples:
ب- العينات المكانية: وتأخذ ثلاث صور كما سبق وان بينا في العينة العشوائية (النقاط، الخطية، المساحية). فذا كان المطلوب على سبيل المثال إيجاد عدد من النقاط بطريقة العينة المنتظمة، على أن تكون المسافة المنتظمة بين العينات 10، فان نقاط العينة ستتوزع على الخطوط الطولية والعرضية، فان كان عدد الخطوط العرضية 60 ، والخطوط الطولية 80 فان ذلك يعنى أن العينة ستتوزع على 6 خطوط عرضية و 8 خطوط طولية. مع الوضع في الاعتبار أن نقطة البدء تختار بطريقة عشوائية، ولما كان طول الفترة 10، فان الرقم العشوائي يجب ألا يزيد عن 10 ، فان كان على سبيل المثال 4 فان ذلك يعنى أن الخطوط العرضية ستكون ( 4، 14، 24، 34، 44، 54)، والخطوط الطولية ستكون ( 4، 14، 24، 34، 44، 54، 64، 74).
3- العينات الطبقيةStratified Samples:
وتستخدم للحصول على تقديرات اكثر دقة من التقديرات التي يحصل عليها الباحث باستخدام الطريقتين العشوائية والمنتظمة، في محاولة لجعل العينة ممثلة بقدر الإمكان للمجتمع الأصلي  سيما اذا كانت هناك اختلافات في الظاهرة قيد الدراسة. وتستخدم هذه الطريقة اذا امكن تقسيم المجتمع إلى مجموعات أو طبقات متجانسة من حيث الظاهرة موضوع الدراسة، ثم يتم اختيار مفردات العينة من كل مجموعة بإحدى الطريقتين السابقتين. ويتم تحديد عدد المفردات بأسلوب التساوي على جميع طبقات المجتمع، أو بنسبة حجم الطبقة
4- العينات الطبقية  المنتظمة غير الخطية Stratified Systematic Unaligned Samples:
وهى عبارة عن أسلوب يجمع مميزات العينة العشوائية والعينة المنتظمة والعينة الطبقية، وخاصة فيما يتعلق بالبينات المساحية. والتي يكون فيها البعد المكاني ذات تأثير كبير في الظاهرة التي يراد دراستها. ويتم اختيار مفردات العينة عن طريق تقسيم المنطقة إلى مربعات صغيرة بواسطة خطوط طولية وعرضية، ثم نختار احد المربعات على احد اطراف منطقة الدراسة، ثم نحدد عدد مفردات العينة التي يجب أخذها من منطقة الدراسة ( عينة واحدة من كل مربع )
اعتماد أنماط متباينة لجمع العينات :
من الممكن أن يلجأ الباحث إلى اختيار أحجام متباينة للعينات عند إجراء دراسته، وخاصة اذا ما كان هناك تباين في كمية المعلومات المطلوبة أو نوعيتها، فعلى سبيل المثال تعتمد الولايات المتحدة في إحصاءاتها الرسمية على مسح كامل للسكان بنسبة 100%، بينما تقتصر على 10% للمساكن.
العينة المتعددة المراحل Multi-Stage Sampling:
قد يحتاج الباحث عند دراسته منطقة واسعة أو ذات حجم سكنى كبير، إلى تجزئة عملية اختيار العينات، بحيث يتم تقسيم الظاهرة محل الدراسة إلى مجموعات رئيسية ( طبقات)، وفى بعض الأحيان يلجأ الباحث أيضا إلى تقسيم المجموعات الرئيسية إلى مجموعات فرعية.
العينة والتدرج الزمنى:
قد يحتاج الباحث إلى تكرار الاستبيان لعينات من السكان نفسهم وبفترات زمنية متباعدة، ومن ثم يجب عليه تثبيت طريقة اختيار العينة وان يختار الوقت المناسب لإجراء الدراسة.
حالات الدراسة Case Study:
يعتمد الجغرافيون في اجرء بحوثهم حالات دراسية محددة ( مثل المدينة أو الوادي، أو الجبل) وهنا تكون الدراسة شمولية، لكنها لا تقبل التعميم ألا اذا تكررت النتائج في اكثر من بحث.
اختيار الطريقة المناسبة لجمع البيانات :
على الباحث أن يعتمد أسلوب المقارنة بين التكلفة والمنفعة Cost-Benefit Analysis، ليصل إلى القرار الصحيح بشأن اختيار طريقة جمع العينات.
مزايا وعيوب العينات:
تمتاز العينات العشوائية ببساطتها، وبإمكانية استخدامها في جميع مراحل البحث غير انه من اهم عيوبها أنها قد لا تمثل المجتمع تمثيلا صحيحاً.
أما العينة المنتظمة، فهي اسهل في الاختيار كما أنها تمثل المجتمع بشكل أدق، ولكن يعاب عليها أن اطار المجتمع الأصلي قد يكون متأثرا عند مسافة معينة بمؤثرات خارجية يجعل اختيار المفردات عندها متحيزا .
والعينات الطبقية أدق تمثيلا للمجتمع من العينات العشوائية والمنتظمة، لأنها تحتوى على كافة التغيرات الموجودة في المجتمع الأصلي، ومن ثم فان أخطاء الصدفة تكون اقل من سابقتيها
أخطاء الدراسة بالعينة
1- الفشل  أو القصور في تحديد مجتمع  الدراسة.
2- اختيار  أسلوب العينة غير المناسب .
3- عدم  التزام أسلوب العينة بدقة.
4- الإحلال  الخاطئ لبعض الوحدات التي تعذر  الاتصال بها.
5- استعمال  معادلات خاطئة لحساب التقديرات  في العينة يترتب عليه أخطاء  حسابية يمكن أن تؤثر على  صحة النتائج 
6- الاستبيان Questionnaire
يعد أحد الطرق الهامة في الحصول على البيانات من الميدان،  ويتميز بأنه اقل تكلفة وبخاصة اذا ما ارسل بالايميل ( البريد الإلكتروني) كما يوفر الوقت والجهد، وهو عبارة عن عدد من الأسئلة يضعها الباحث وتحقق الإجابة عليها جميع الأهداف التي يرمى اليها الباحث
ويقوم الباحث بكتابة الأسئلة بنفسه كما يقوم بطباعتها ونسخها بالعدد المناسب لعينة الدراسة، ثم يقوم بتوزيع الاستبيان على أفراد العينة بنفسه، بمعنى انه يقوم بمقابلة كل فرد من أفراد العينة ويقوم بتوجيه الأسئلة والتأشير على الإجابات، بعد أن يكون قد شرح لفرد العينة ما هية الاستبيان وما المقصود منه. وقد يضطر الباحث إلى إرسال الاستبيان بالبريد العادي أو الإليكتروني وانتظار الرد، وأيضا قد يستعين بأفراد متخصصين أو غير متخصصين يساعدونه في الاستبيان وذلك لكثرة عدد العينة، وتوفيرا للوقت والجهد.
ولكى تتحقق الفائدة المطلوبة من الاستبيان على الوجه الأكمل، يجب أن يكون بسيطا واستفساراته واضحة لا غموض فيها ، والا تكون طويلة وشاملة والأفضل اتباع الأسلوب المنهجي الموضوعي الذى يبتعد عن الأمور الشخصية والذاتية، بحيث يبتعد عن الانحياز سواء في صياغة الأسلوب أو في الطريقة التي تؤثر على الإجابة
ويجب أن يعلم الباحث أن الإجابة لا تعبر عن رأى الشخص الذى اجرى معه الاستبيان والا  يحاول تعديل الإجابة والا فقد الاستبيان قيمته ولم يعد معبرا عن حقيقة الوضع، وعلى الباحث أن يركز على الحقائق التي يستخلصها من اغلبيه الآراء الواردة في استمارات الاستبيان وليس على أفكار الناس وآرائهم الشخصية، وعلى البيانات وليس على التجارب.
هذا، ويجب أن يكون الاستبيان قصيرا غير ممل، ويصاغ بأسلوب شيق ويتفادى التكرار، وطبيعي أن الاستجابة للاستبيان لن تكون كاملة ولهذا لابد من استكمال هذا النقص بالمقابلات الشخصية التي تتم بين الباحث وبين المسئولين أو ذوى الاختصاص.
وينبغي أن تكون أسئلة الاستبيان متكاملة أي تغطى الموضوع بأكمله وبنوده تفسر نفسها، أي لا تحتاج إلى تفسير من شخص أخر، ولهذا يجب استبعاد الكلمات المبهمة غير الواضحة. كما يجب أن تصاغ الأسئلة بشكل مختصر، وعلى شكل حوار طبيعي غير متكلف. وان تكون الأسئلة محددة ودقيقة حتى نحصل على المعلومات المطلوبة. وان نبتعد عن الأسئلة الحرجة وان نتحايل عليها وخاصة عند السؤال عن الدخل .
وبشكل عام، هناك نوعان من الأسئلة: الأسئلة المفتوحة ( والتي تكون إجاباتها متباينة تباينا كبيرا وهى صعبة التسجيل أحيانا : مثال ذلك . أي الخضروات تزرع؟) والأسئلة المغلقة أو المقفلة والتي يكون مداها معروفا ومن أمثلتها . أي رأى من الآراء التالية اقرب اليك؟ وتعطى   له أراء محددة.
ويعد طالب البحث أسئلة الاستبيان في أثناء الدور المكتبي، ويقوم بتنفيذها في الدور الميداني، ثم يعود مرة أخرى إلى الدور المكتبي كي يقوم بتفريغ استمارات الاستبيان ومن ثم يستطيع استخلاص النتائج.
7- المقابلات الشخصية:
وهى أن يقوم الباحث بالانتقال إلى الميدان ومقابلة المسئولين من ذوى الاختصاص في الموضوع الذى يبحثه، أو مقابلة كبار السن وذوى الجاه في منطقة البحث وشيوخ القبائل والعشائر، يقابلهم بنفسه ويسألهم عددا من الأسئلة تخدم موضوعه وتكون الإجابات عليها هي ما يريد الوصول اليه.
وقد تستبدل المقابلة الشخصية بمكاملة تليفونية، أو بمراسلات عبر الايميل أو بالشات الصوتي أو عبر الفيديو.
وعلى الباحث قبل أن يتوجه إلى الدراسة الميدانية، أن يحدد الأشخاص الين سيقابهم، وذبك بالطبع تبعا لطبيعة الموضوع ومدى الاستفادة من هؤلاء الأشخاص، وعليه أن يحدد الأسئلة التي ستوجه اليهم، كما لا يجب أن يفوت الباحث أن يتصل تليفونيا أو بأي وسيلة اتصال بهؤلاء الأفراد ومن ثم يتفق معهم على الميعاد وان يلتزم به دون تأخير، ويفضل أن يكون في مقار عملهم.
وعلى الرغم من أن للمقابلة الشخصية مزايا منها أن الباحث يستطيع بإجرائها أن يستوضح الغموض الذى يعترض بحثه في  موضوع ما، بل وتتضح أمامه نقاط جديدة من خلال المناقشات الجانبية مع المسؤولين، وقد تكون تلك النقاط غائبة عن ذهن الباحث، ألا أن من عيوبها تكاليفها الباهظة، وصعوبة تحديد المواعيد مع المسؤولين.
وقد تكون المقابلة منهجية أي تتخذ أسلوبا ومنهجا منتظما، وفى هذه الحالة توجه نفس الأسئلة لجميع الأشخاص وبدون أن نغير في أسلوبها أو شكل صياغتها، وعكس ذلك المقابلة غير المنهجية، وهى التي لا تلتزم باستخدام صياغة الأسئلة وأسلوبها، ولا يشترط في الشخص الذى ستجرى معه المقابلة أن يكون ماهرا ومدربا، فان نجاح المقابلة يتوقف على الباحث وليس على الضيف أو المسؤول، ومن ثم لابد وان يكون الباحث على مستوى عال من الكفاءة كي يستطيع التعمق في مختلف الآراء والاتجاهات وسبر أغوار الشخص المطلوب مقابلته. 

المحاضرة الثانية عشرة 

مراحل البحث الجغرافي 
(كتابة البحث)

مراحل البحث الجغرافي ( كتابة البحث)
مرحلة كتابة البحث هي نهاية المطاف وأخر مراحل البحث، وفيها تتألق شخصية الباحث وتبدو لقارئ بحثه بوضوح.
ومن ثم يمكن الحكم على صاحب البحث من خلال الصورة العامة لبحثه وهو مكتوب، وعلى ذلك فالباحث في هذه المرحلة يستخدم كل قدراته ومهاراته الفنية والعلمية حتى يخرج بحثه في ثوب قشيب يسر الناظرين ويبهر القارئين، ومن ثم يستطيع أن يحصل على الدرجة المرموقة والتقدير المناسب الذى يهدف الباحث اليه، وفى هذه الحالة يسير الباحث وفق الخطوات التالية:
أ- الإعداد للكتابة:
على الباحث مراجعة المعلومات التي جمعها سواء تلك التي جمعها في الميدان أو من المراجع المكتبية. وعليه أن يطابقها على قائمة المراجع التي استطاع الحصول عليها من الببليوجرافيات المختلفة والتي امكنه الاطلاع عليها.
وعليه كذلك، أن يتحقق في المقام الأول من أنه اطلع على كل المراجع المستطاعة في جميع المكتبات التي في متناوله أن يزورها. وان يتأكد أنه لم تعد هناك مراجع تتناول موضوعه إلا وقد اطلع عليها. أما اذا أحس أن الببليوجرافيات المختلفة أو عدد من المراجع قد قادته إلى قائمة من المراجع أخذ يبحث عنها ولم يجدها فإنه يتركها ما دام قد بذل الجهد في البحث عنها،،،،، المهم أن يطمئن الباحث أنه لم تعد هناك مراجع أخرى تمس موضوعه ولم يطلع عليها بعد.
وعلى الطالب أن يعيد مطابقة قائمة المراجع التي اطلع عليها، واقتبس منها على، ليرى مقدار ما تفي به المراجع من الخطة التي وضعها. فإن تأكد من أنه  قرأ كل ما يختص بعناصر الخطة فإنه يبدأ في الخطوة التالية، وان وجد أن عنصرا من عناصر البحث لم يقرأ فيه، فعليه في هذه الحالة أن يعود إلى المكتبة أو مجموعة المكتبات المتاحة له ليبحث في ذلك العنصر الذى لم ينل حقه بعد.
وعلى الطالب أيضاً أن يراجع ما جمعه في الدراسات الميدانية، ومجموعة الخرائط أو الكروكيات والصور والرسوم البيانية وكذلك الاستبيانات التي ملأها الناس الذين قابلهم في الميدان، ويراجع كذلك الملاحظات التي دونها بمذكرته، والاستنتاجات الأولية التي سجلها خلال دراسته الميدانية، وذلك من أجل أن يطابقها هي الأخرى على عناصر خطته، فان وجدها كافية فليبدأ الخطوة التالية، وان وجد قصورا أو ضعفا في بعضها فعليه أن يعود مرة ثانية وثالثة إلى الميدان كي يستكمل هذه النقاط.
وبعد أن يطمئن الباحث إلى كل المادة الخام، التي أصبحت بين يديه، ولا يحتاج أي شيء أخر، فليستعد للكتابة في مجال بحثه وفق عناصر الخطة في صورتها النهائية، التي تبلورت وتعدلت مرارا وتكرارا وفق لسير عملية البحث، ووفقا للمناقشات الجادة بين الباحث ومشرفه، وبين الباحث والأساتذة في تخصصه.
وعلى الطالب أن يقرا المادة الخام التي جمعها سواء من المراجع أو من الميدان، ويبدأ في تقسيم المادة العلمية والبيانات الخام إلى مجموعة أقسام كل منها يتفق مع عنصر من عناصر الخطة.
وإن اتبع الباحث طريقة الدوسية المجزأ فليضع فاصلا بين كل قسم وأخر، ويعنون أول كل قسم باسم العنصر الذى يتبعه من عناصر الخطة.
وإن اتبع طريقة الكروت أو الفيشات فليصنف كل مجموعة فيشات تتفق مع طبيعة العنصر الواحد مع بعضها، وان كان يكتب في ورق فلوسكاب عادى فعليه أيضاً أن يجمع ورق العنصر الواحد مع بعضه. المهم أن تكون المادة الخام من المعلومات والبيانات وغيرها الخاصة بالعنصر الواحد من عناصر الخطة مجمعة بعضها مع بعض.
مرة أخرى، يعود الباحث إلى قراءة كل البيانات في كل عنصر، وعليه أن يتأكد من فهمها جيدا واستيعابها، وعليه أن يكون ماهرا في وضع توليفة لهذه المادة حتى تخرج المادة المكتوبة بشكل جيد تنم عن شخصية الباحث. فالباحث يبدو في هذه المرحلة وكأنه صانع ماهر يجلب له المادة الخام، وعليه أن يصنعها في ذوق ومتانة، وبمهارة وأن يخرجها في شكل جذاب وبأقل تكلفة ممكنة.
فاذا انتهى الطالب من قراءة المراجع ومن جمع المادة العلمية وفرز البطاقات على ما سبق وأوضحنا، فعليه أن يدرك انه انتهى من مرحلة يستطيع الكثيرون من أن يقوموا بها حتى لو كانوا غير متخصصين، وان يدرك أيضا أنه بدأ مرحلة جديدة يبرز فيها التفاوت بروزا واضحا، وفيها تظهر ذاتية الباحث وشخصيته، وتلك هي مرحلة الاختيار من المادة المجموعة وترتيب وتنسيق ما اختاره منها ليكتبه، وتلك مرحلة شاقة، إذ أن الطالب سوف يجد من الصعب ومن غير المرغوب فيه إثبات جميع ما جمعه وبخاصة اذا كان موضوعه مطروقا كثرت الأبحاث فيه.
فعلى الطالب حينئذ أن يظهر مقدرته على تقدير المادة التي جمعها، ليتمكن من الاختيار منها، فعملية الاختيار أو تصفية المعلومات التي جمعها وانتقاء ما يصلح منها تتوقف على مقدرة الطالب على تقويم بضاعته ومادته ليأخذ بعضها ويترك بعضها الآخر، وليضع في اعتباره أن المادة التي سيأخذها في بحثه لابد وان تكون جديدة لم يسبقه احد في ذلك، وانه اعتمد على مراجع علمية أصيلة ذات فائدة للبحث ذاته، وتمس صميمه، وعليه أن يترك كل ما يتصف بغير هذه الصفات.
وليس من الحكمة أن نتجاهل صعوبة طرح بعض المادة، وعدم الانتفاع بها في البحث، فالطالب كثيرا ما يتأثر بما بذله من جهد وما لاقاه من عناء في سبيل جمع هذه المادة، وهو بهذا يعز عليه أن يتركها، وقد يعتقد الطالب أن كثرة الحشو والإطناب تعطى بحثه قوة، هذا صحيح اذا كان كل ما أضافه من معلومات يتسم بالجدة والأصالة العلمية، وغير صحيح اذا اتسم كل ما أضافه بالتكرار وعدم الأصالة العلمية، وليعلم الباحث أن حشو مادة غير ضرورية يشين جمال بحثه ويقلل من قيمته.
وعلى الطالب أن يبدا دراسته لأى عنصر وفى ذهنه فكرة غير نهائية عن الموضوع، وهو في ضوء هذا يجمع مادته العلمية من هنا وهناك، وفى ضوء معلوماته التي تتطور وتتعمق يحدث تغييرا في الخطة التي كان قد رسمها عند بدئه العمل، وإحداث هذا التغيير يقتضى أن يصرف الطالب النظر عن نقطة ما والاهتمام بنقاط أخرى وضعها من قبل أو يضعها أثناء البحث.
وعملية الاختيار أو التصفية تستلزم أن يضع الباحث أمامه كل البطاقات التي بها المادة العلمية عن الموضوع أو العنصر الذى يريد تناوله، أو اذا كان استعمل الدوسيه فانه يضع أمامه الأوراق التي بها المادة العلمية، ويقوم بقراءتها ثانية، وبالتفكير فيما احتوته، ثم يختار منها ما يناسبه، ويكون رأيا ينساب في تسطيره تبعا لخطة ارتسمها ولترتيب اقترحه.
ويجب أن يلاحظ الترتيب الزمنى بملاحظة دقيقة، فيما للزمن دخل فيه، مثال ذلك بيانات تطور الإنتاج الزراعي أو بيانات تطور إنتاج البترول أو الطاقة عبر سنوات.
كما يجب أن تبرز شخصية الباحث في مقارنة النصوص والآراء التي يذكرها العلماء ويبدى رأيه بين الحين والأخر، ليدل على حسن تفهمه لما أمامه من معلومات وعلى انه مؤثر فيها ومتأثر بها، ويحذر الباحث من أن يتأثر بهذه المعلومات فقط، وهو بهذا يعتبر ناقلا للمعلومات وليس ناقدا لها أو محللا وبالتالي لا يمكن أن يكون باحثا علميا أصيلا.
والطالب مسئول عن كل ما يرد في بحثه، ولا يعفيه من المسؤولية أن يكون ما ذكره منقولا عن شخص أخر برغم المكانة العلمية المرموقة لهذا الشخص، فعليه أن يفهم ما ينقله عن الغير وينقله بصورة مفهومة لقارئ بحثه، وان يتأكد من صدق المعلومة اذا ما أراد تأييدها، أو ينقدها مفندا أسباب نقده لها.
وعلى الطالب أن يبدأ العنصر الذى سيكتبه بمقدمة صغيرة لا تتجاوز العشرة أسطر، يبين فيها المنهج الذى سيتبعه، والهدف الذى يسعى اليه من كتابة هذا العنصر، وفى خاتمة العنصر نفسه يذكر النتائج التي توصل اليها وهى تلك التي تحقق الأهداف التي ذكرها في مقدمة نفس العنصر، وعليه أن يكون صريحا في نتائجه ويعرضها على أنها نهائية، اذا ما اعتقد هو ذلك، أو أنها تحتاج إلى المناقشة والحسم، أن هو رأى غير ذلك، ويذكر أن ذلك هو ما استطاع الوصول اليه.
واذا كان الطالب يريد أن يورد أدلة ليدعم رأيا معينا، فإن عليه أن يبدأ بأبسط هذه الأدلة، ثم يتبعه بآخر أقوى منه، وهكذا يتدرج في إبراز فكرته، حتى اذا ما نقل السامع أو القارئ من جانب المعارضة إلى جانب التشكك القى بأقوى أدلته فتصادف عقلا مترددا فتجذبه وتنال تأييده.
ويحظر على الباحث الاستطراد، فذلك يفكك موضوعه ويذهب وحدته فلا يضيف للرسالة أو لبحثه فصلا ليس وثيق الصلة بباقي الفصول، أو أن يضع في فصل ما شيئا ليس واضح العلاقة بغيره من الأقسام أو ما يزيد فقرة أو فقرات لا يتطلبها الهدف الذى يحاول الوصول اليه، أن ذلك يحدث قلقا وارتباكا للقارئ ويقطع عليه سلسلة تفكيره المتوالية بإسفين زائد متداخل لا داعى له.
وليضع الطالب في اعتباره انه سيكتب بحثه على ورق ذات هامش كبير في الجهة اليمنى، ويكتب على وجه واحد عادة هو الوجه الأيسر، ويترك الوجه الأيمن بدون كتابة، كما انه عليه أن يترك بنهاية الصفحة فراغا لكتابة الحاشية.
وعلى الطالب أن ينتقد عمله بلا هوادة كلما سار فيه، وان يدرك أن خبرته بموضوعه واسعة تؤهله أن يتعرف على مواطن الضعف عنده، وان يحاول دائما أن يكمل نفسه، وينبغي أن يترك ما كتبه لبضعة أيام، ثم يعود اليه مرة أخرى ويتأمله، لا بفكره وهو كاتب وإنما بفكره وهو ناقد، ليبحث عن اسمى الطرق التي يرفع بها مستوى بحثه، ويجعله أقرب إلى الكمال، سواء في خطته أو في معلوماته أو في أسلوبه.
تلك هي الأسس التي يجب على الباحث أن يضعها في اعتباره كطريق يسير عليه وهو يكتب بحثه حتى يخرج بصورة مرضية. 
ب - الإخراج الفني للبحث:
هي عملية مهمة، وعليها يتوقف قبول القراء على قراءة البحث، والاستمتاع به، أن كان ذا إخراج فنى جيد، ويبعدون عنه أن كان غير ذلك ، ويتوقف الإخراج الفني للبحث على السمات الفنية والذوق والدقة العلمية التي يتمتع بها الباحث، ولذلك عليه أن يراعى الأسس التالية في كل ناحية من هذه النواحي:
1- حجم البحث:
ويقصد به عدد الصفحات التي يتألف منها البحث، والمفروض أن يتألف البحث من 30-50 صفحة فقط، وذلك على مستوى أبحاث الليسانس أو البكالوريوس، أما اذا كان بحثا للماجستير فانه يكون في المتوسط 200 صفحة، ويصل حجمه إلى 300 صفحة اذا كان بحثا للدكتوراه.
ومن ثم، فالطالب يلجا إلى التركيز الشديد، بحيث أنه لو حاول أن ينتزع مما كتبه فقرة ضمن الفقرات أو سطرا من بين السطور أو كلمة من بين الكلمات، ما استطاع ذلك، فعليه أن يكتب المعلومات الجديدة فقط، ويترك المعلومات التي يعرفها هو ويعرفها من سيناقشه بل ويعرفها الطلاب والباحثين غيره أيضا.
وعلى الباحث أن يتقبل عملية ترك التفاصيل والحشو الزائد عن الحاجة، ولا تعز عليه المعلومات التي جمعها وبذل في سبيل ذلك جهدا ووقتا ومالا ربما، طالما أنها لن تعود عليه بالفائدة، بل على العكس فكثرة الإطناب سوف تفتح عليه مجالات جديدة وثغرات كبيرة يصعب عليه سدها.
ولقد انتهى العصر الذى كان الباحث يفتخر فيه بكبر حجم بحثه أو رسالته ( من حيث عدد الصفحات ) والان نحن في عصر تقدم فيه الأبحاث ذات الـ 300 و الـ 150-200 صفحة ، المليئة بالمعلومات الجديدة والأصيلة في محتواها العلمي.
أكثر من هذا فإن تضخم الرسالة سوف يكلف الطالب فوق طاقته في كتابة البحث، وكذلك في عملية طباعة النسخ الخاصة بالمشرفين والمناقشين، وأيضا في عملية التجليد ، كما أن التضخم يشعر القارئ بالملل والضيق من كبر الحجم، ومن كثرة المعلومات الزائدة والتي ليست لها حاجة، وذلك يضر الطالب اكثر مما ينفعه. 
2- تجليد البحث:
بعد أن يكتب البحث على الحاسب الآلي، ويطبع منه النسخ بعدد المشرفين والمناقشين ( لجنة الامتحان عددها 3 في حالة ما اذا كان المشرف واحد، وتزيد إلى أربعة أو خمسة في حالة زيادة عدد المشرفين) بالإضافة إلى نسخ الجامعة والكلية وما إلى ذلك من نسخ يتم تقديمها وفقا للائحة الجامعة أو وزارة البحث العلمي بكل دولة.
والتجليد في العادة يكون بكعب من الجلد والغلاف من الورق المقوى المكسو بشمع من البلاستيك الأسود، وبداخل كل نسخة شريط من الحرير الأحمر أو الأخضر ليوضع على صفحة القراءة.
ويكتب على كعب الرسالة الجلد من اعلى إلى اسفل: عنوان الرسالة واسم مقدمها ولجنة الإشراف، وسنة التقديم. على أن تكون هذه الكتابات بورق من الذهب الأصفر.
3- صفحة العنوان:
وهى الصفحة التالية مباشرة لغلاف الرسالة، وعليها تكتب العناصر التالية:
الجامعة، الكلية، القسم التابع له الباحث أو الطالب، عنوان الرسالة، الدرجة الجامعية، أسماء المشرفين، تاريخ التقديم، وان تكون الصفحة مرتبة ومنسقة كما يبرز ذلك من النموذج التالي.
4- الفهرس:
ويلى صفحة العنوان مباشرة، ويتألف من محتويات الرسالة نفسها من أبواب وفصول، وفهرس الجداول والأشكال والصور، ويأخذ الفهرس صفحات حروف أبجدية وليست هجائية أي بحروف أبجد هوز حطي .......................... الخ، مع ملاحظة أن الفهارس تبدا ترقيمها من الحرف (ب) لان الحرف (أ) يترك لصفحة العنوان ولا يظهر عليها بالطبع، لان العنوان وأغلفة الفصول تأخذ أرقاما ولا تظهر عليها  .
ويجب مراعاة الدقة في عمل الفهرس، إذ انه أول ما سيطلع عليه القارئ، وسوف يتفحصه جيدا قبل أن يقرا البحث، ليكون فكرة عن أبعاد البحث والموضوعات التي اشتمل عليها، كما أن القارئ يستطيع أن يتلمس شخصية الباحث من النظرة الأولى لهذا الفهرس، ولذلك يجب أن يكون معبرا تعبيرا صادقا عن الباحث.
وفى هذا الفهرس، يراعى الباحث أن يكتب الفصل وعنوانه في وسط الصفحة، وأمامه أرقام الصفحات التي يقع فيها الفصل وبأسفله على بعد 2 سم تقريبا يكتب العناوين الفرعية المنبثقة من الفصل، وأمام كل منها رقم الصفحة واليكم المثال التالي:
راجع البلاك بورد للحصول على الصور 

المحاضرة الثالثة عشرة 

مراحل البحث الجغرافي 
استكمال مرحلة  
(كتابة البحث)

مراحل البحث الجغرافي ( كتابة البحث)
5- التقديم والمقدمة:
التقديم فاتحة المقدمة، الأولي تمهد للثانية، والثانية تمهد لصلب الموضوع وعناصره الرئيسة، ولا يصح أن يبدأ موضوع البحث بذكر العنصر الأول مباشرة، وإنما يجب أن يستهل ببعض المقدمات التي تعتبر المدخل إلى الموضوع.
ويأتي التقديم بعد الفهارس مباشرة، وتليه المقدمة، ويشتمل التقديم كما سبق أن أوضحنا على أهمية موضوع البحث والدوافع التي أدت بالباحث لاختياره والمنهج الذى سلكه في دراسة هذا الموضوع، والنتيجة التي يريد أن يصل اليها الباحث والميسرات التي ساعدته على إخراج بحثه، والعقبات التي صادفته، وكيف تغلب عليها.
وفى المقدمة، يذكر الباحث نبذة تاريخية عن الموضوع محل الدراسة، متى بدأت دراسته، وتطور الدراسة به، ومن أي الزوايا تمت دراسته؟ ومن درسوه سابقا؟ والى أين انتهى الباحثون فيه؟ وما النقطة التي سيبدأ منها البحث؟ لأنه لم يسبق لاحد مثل هذه الدراسة.
أي يعطى الباحث تصورا علميا دقيقا حول بحثه وما وصل اليه من تطور والفرق بين دراسته ودراسات سابقة تمت لنفس المنطقة أو الموضوع، ولكن من زوايا أخرى وبتكنيك وأدوات مختلفة، وقد يشير إلى بعض المراجع التي تناولت موضوع البحث من قبل، ويجرى لها نقدا .
6- متن البحث:
ويقصد به صلب الرسالة أو البحث، أو مجموعة الأبواب والفصول التي تنطوي عليها خطة البحث، وهى عبارة عن مجموعة العناصر التي سيتناولها الباحث بالتفصيل، عنصر تلو الآخر.
وعلى الطالب أن يراعى التوازن بين الفصول، والأبواب، بمعنى أن تكون صفحات كل فصل مساوية إلى حد كبير لعدد صفحات الفصل الآخر، والا فعلى الباحث تقسيم الفصول الكبيرة إلى فصول اصغر حجما، أو دمج الفصول الصغيرة لينتج فصلا اكبر حجما ومناسبا لبقية فصول الرسالة.
وعلى الباحث أن يوجد عنوانا لكل باب أو فصل، وان يكون العنوان متناسقا مع ما أورده الباحث تحته من عناوين، وان يكتب رقم الفصل وعنوانه ومحتوياته في غلاف خاص بلون يخالف لون ورق  الرسالة، ويوضع في بداية كل فصل ويأخذ رقما ولا يكتب على الصفحة     ( أي يعد ولا يكتب)، كما يفضل أن يوضع رقم الفصل وعنوانه فقط في أول صفحة المتن الخاصة بالفصل، أي في الصفحة التالية لصفحة عنوان الفصل.
7- المراجع وملاحق  البحث:
يقوم الباحث بتوثيق ما اعتمد عليه من مراجع في قائمة توضع في نهاية الرسالة، وهى قائمة تضم كل ما اعتمد عليه الباحث من مراجع باللغات المختلفة، بالإضافة إلى الخرائط. وتكون القائمة مرتبا ترتيبا رقميا تصاعديا لكل لغة على حدة، وان نبدأ بالمراجع باللغة العربية ( أو بلغة البحث) ثم المراجع باللغة الأجنبية.
تواجه الباحث أثناء بحثه بعض النقاط المقيدة والتي يضعها في صلب الرسالة أو البحث، وذلك حتى يتفادى عمليات الحشو والإطناب، وحتى لا يضيع تسلسل الموضوع وترابطه.
حينئذ يلجأ الباحث إلى وضع التفاصيل الزائدة في أخر الرسالة، في ملحق خاص.... وكل ملحق له رقم منفصل، ويشار اليه في متن البحث، كما تضاف الملاحق إلى قائمة الفهارس
8- الأطلس:
يتفرد الجغرافي بميزه عن بقية الباحثين، وهو انه يضيف إلى رسالته اطلسا مستقلا بذاته يمثل الجزء الثاني من الرسالة. ويضم الأطلس عددا من الخرائط والأشكال البيانية التي توضح ما أورده الباحث من أفكار.
وللأطلس عنوان مستقل، وله كذلك صفحة خاصة يوضح بها العنوان، وهى بالطبع لا تختلف كثيرا عن صفحة عنوان الرسالة، كما ترقم فيه الصفحات ترقيما خاصاً، مع ملاحظة أن الأشكال والخرائط تأخذ عناوينا وأرقاما تبعا لورودها في الرسالة.
ويجب أن يقلل الباحث من الخرائط والأشكال المنقولة عن الغير قدر المستطاع، وان يكثر من الخرائط الإنشائية، كما يتعين عليه الالتزام بحجم معين وثابت لكل خرائط الرسالة، ويفضل أن تتخذ جميع الخرائط مقياس رسم ثابت ومناسب ، بحيث تخرج جميع الخرائط متناسقة من حيث الحجم ومع حجم الرسالة. كما يجب أن يراعى الباحث كافة أسس رسم الخرائط من حيث العنوان، واتجاه الشمال، والمقياس، والإحداثيات ، والمفتاح، والأسماء والبيانات، والخرائط التوضيحية Inset Map.
9- الملخصات:
يتقدم طالب البحث برسالته وأطلسه ومعهما ملخصا لما جاء بالرسالة، على أن يكون هذا الملخص باللغة العربية وأخر باللغة الأجنبية ( وغالبا الإنجليزية) ، ولا تزيد عدد صفحاته عن 10 صفحات، ويضم كل ما جاء بالرسالة في إيجاز شديد ومفيد، ويحتوى على النقاط التي وردت في الرسالة والنتيجة النهائية التي خرج بها الطالب، وفائدة ذلك، أن هذين الملخصين يتيحان لقارئ اللغة العربية أن يلقى الضوء سريعا على ما دار بهذه الرسالة، وكذلك القارئ باللغة الأجنبية.
 ويختلف  هذا الملخص عن الملخص الذى يلقيه الطالب قبل بدء المناقشة، فالأخير علاوة على انه يلقى الضوء سريعا على ما ورد بالرسالة، فانه يجب أن يشتمل على العناصر التالية:
1- تقرير المشكلة التي هي موضوع البحث.
2- بيان موجز عن النتائج للأبحاث السابقة، ونقطة بداية الدراسة الحالية.
3- عرض لخطة الدراسة.
4- عرض للبيانات التي جمعها الطالب والنتائج التي توصل اليها.
واذا كان البحث يفتح أفاقا جديدة للبحث العلمي أمام الباحثين، فعلى الباحث الإشارة إلى ذلك، وكذلك عليه أن يشير إلى ضرورة إجراء دراسات تفصيلية أو اكثر تعمقا لإحدى نقاط البحث اذا رأى الباحث ضرورة لذلك.
ويستطيع أن يستعين الطالب في إعداد هذا الملخص الشفهي بالمقدمة ويضيف اليها خطة الدراسة، أو النتائج التي اسهم بها في النهضة العلمية والتوصيات التي يتقدم بها، فالملخص إذن هو جولة سريعة في موضوع الدراسة منذ أن كان فكرة حتى صار حقيقة مؤكدة.
ج- الإخراج العلمي للبحث.
ويقصد به اتباع الباحث المنهج العلمي في بحثه، ومراعاة أصول وقواعد البحث الجغرافي وطريقة بحثه ومعالجته للظاهرات الجغرافي في منطقة بحثه، فهو كباحث يدرس في اعلى مراحل الدراسة لابد وان يكون ملما بقواعد اللغة تماما، مثل المامه بقواعد الجغرافيا وأصولها.
إن اتباع الباحث للمنهج الجغرافي واللغوي السليم لا يقل أهمية عن أهمية المادة العلمية وحجمها التي يقدمها الطالب في بحثه، بل على العكس إن اتباع الطالب لكل من المنهجين الجغرافي واللغوي هما الوسيلة التي بواستطهما يستطيع الطالب تقديم مادته العلمية في ثوب قشيب يبهر الناظرين، ويجعله يجذب القراء في إعجاب بالغ، ومن هنا كان على الباحث أن يتبع القواعد التالية في بحثه:
1- منهج البحث الجغرافي
ويتحدد على أساس مستوى المعلومات المتوفرة لدى الباحث، وعلى أساس الهدف الرئيس للبحث، وكذلك على مقدرة الباحث. وفى الجغرافيا يوجد العديد من المناهج منها المنهج الكمي والمنهج الوصفي والاستقرائي والموضوعي وغيرها........................
وعلى كل حال، فان هناك إجماع من قبل الباحثين على أن المنهج المتبع في الدراسات الجغرافية يمكن تحديد في ضوء النقاط الثلاث الأتية:
موطن الظاهرة وتوزيعها: أن أول ما يلفت نظر الباحثين، هو موقع الظاهرة وتوزيعها بحسب المنطقة أو المناطق المختلفة. ومن الطبيعي أن يلجأ الجغرافي إلى تتبع موقع الظاهرة على الخريطة، والخريطة قد تكون معدة من قبل باحثين أو مختصين في ميادين لها اتصال بدراسة هذه الظاهرة، ولكن غالبا ما تكون مثل هذه الخريطة غير متيسرة، وهنا على الجغرافي أن يعدها بنفسه لان الخريطة أداته ووسيلته التي لا يمكن الاستغناء عنها، وهى تلزمه حين يتناول بالتحليل موضوع العلاقات والروابط المكانية التي تؤثر وتتأثر بتوزيع الظاهرة المعنية بالدراسة.
إن مبدا توزيع الظاهرة هو الأساس في مجال البحث الجغرافي، لأنه يساعد كثيرا في فهم نظرة الموقع ومدى الاستفادة منها في الدراسات الجغرافية. وكثيرا ما يستخدم في الأبحاث الجغرافية كلمة نمط Pattern ( وتستخدم لتوضيح انتشار عنصر ما على سطح الأرض، والنظام الذى يسلكه هذا الانتشار) أو نموذج Model للدلالة على التوزيع Distribution.
وفى مجال الأبحاث الجغرافية، لابد لنا من إيجاد الفروق بين منطقة Area وقطاع Zone وإقليم ، ونطاق Belt.
- خصائص الظاهرة  الجغرافية: لكل ظاهرة خصائصها التي تميزها عن غيرها من الظاهرات، وعملية تحديد خصائص الظاهرات يعد عملية تحليل للظاهرة داخل إقليمها، وتسمى بعملية التحليل الداخلي، وهى مقدمة لمرحلة متقدمة من التحليل الخارجي، وتعنى دراسة الصلات بين الظاهرة في الإقليم مع نظائرها في الأقاليم الأخرى.
والفائدة التي يجنيها الباحث من دراسته لخصائص الظاهرة في داخل إقليمها، انه يستطيع تحديد نطاقها بشكل اكثر دقة، بعد أن يقرر أي هذه الخصائص تتحكم في انتشار الظاهرة. ومن هنا نستخلص أن دراسة خصائص الظاهرة أمر وصفى، بينما معرفة التوزيع شيء  موقعي يرتبط بالموقع الجغرافي للظاهرة، والأمران معا يلزمهما اللمسة الجغرافية للبحث، وتتمثل في التحليل العميق ومن ثم تفسير هذا الموقع وعلاقته على سبيل المثال بالمسافة وخصائص الإقليم وغير ذلك من العوامل الجغرافية الأخرى.
- مدى ارتباط الظاهرة  بغيرها من الظاهرات: هناك أربع طرق تستخدم في تحليل ارتباط الظاهرات ببعضها بعض وهى:
1- طريقة تحليل السبب  والنتيجة:
أو طريقة السببية، وأول من نادى بها هما همبولت وريتر في القرن التاسع عشر، واليهما يرجع الفضل في إرساء قواعد المنهجية لعلم الجغرافيا الحديثة آنذاك، وأكدا على ربط الحقائق الجغرافية ربطا متناسقا واستخلاص القوانين التي تتحكم فيها بواسطة معرفة وتحليل العلة أو السبب والنتيجة، وهم يرون أن معرفة وتحليل السبب والنتيجة يفقد البحث العلمي أصالته ويعتبر ناقصا ولا روح فيه.
إن اتباع منهج السببية، يكون عن طريق طرح استفسارات، مثل لماذا تتركز الظاهرة في هذه المنطقة؟. 
المحاضرة الر ابعة عشرة 
مراحل البحث الجغرافي 
استكمال مرحلة  
(كتابة البحث)

مراحل البحث الجغرافي ( كتابة البحث)
وقد ابتعد الجغرافيين في دراساتهم في القرن العشرين عن طريقة السببية  في التحليل نتيجة لارتباطها بالنظرية الحتمية، فهم يرون أن استنباط الظواهر واتصالها ببعضها امر كثير الحدوث، وقد ينتج عنه أحيانا نشأة ظاهرة أخرى، غير أن هناك بعض الظواهر تبدو متلازمة دون أن نجد لتلازمها سببا ونتيجة، بمعنى أن كل ظاهرة على سطح الأرض لابد من وجودها لتؤثر في غيرها، حتى ينتج عن هذا التأثير ظاهرة أخرى.
ومما سبق، نجد أن الدراسات الجغرافية الحديثة أصبحت تعتمد على البحث والتحري عن العوامل التي تؤثر وتتحكم في التوزيعات الجغرافية، بدلا من البحث عن السبب والنتيجة لان هذا الاتجاه الجديد اهم واشمل واكثر دقة، خاصة مع التوسع في استخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية والتقدم الرهيب في مجال الحاسب الآلي والبرمجيات ، وما توفره من طرق حديثة لإيضاح العلاقات بين الظاهرات واستخلاص النتائج الدقيقة، بالإضافة إلى توفر البيانات بشكل كبير ومن مصادر مختلفة.
2- طريقة الربط بين  الظاهرات الطبيعية  والبشرية:
الظاهرة بمثابة عنصر من عناصر البيئة الطبيعية، التي يعيش عليها الإنسان، ويعمل عليها أيضا، وتتألف البيئة الطبيعية من عدة عناصر طبيعية مثل الحرارة والرطوبة ومظاهر السطح وغيرها.....
أما الإنسان ونشاطه فلا يدخل ضمن عناصر البيئة الطبيعية.
وتعد عملية الفصل بين الجانب الطبيعي والجانب البشرى امر شاق وصعب، وهو ما دعا الجغرافيين إلى عدم الاعتراف بعملية الفصل في الدراسات الجغرافية.
وعلى الجغرافي أن يضع في اعتباره أن البيئة الطبيعية ليست أمرا حتميا في كل شيء، فللإنسان قدراته على تذليل الكثير من العقبات، بحيث لم تنجح البيئة الطبيعية في فرض إرادتها عليه بشكل كامل. وبشكل عام، فإن الأبحاث الجغرافية تتصل بالجانبين الطبيعي والبشرى معا.
ويعتمد هذا النوع من التحليل على الربط بين الظاهرات الطبيعية والبشرية، وبالرغم من أهميته، إلا أن هناك من يقول أن ذلك ليس بالأمر الواقعي الفصل بينهما .
فعلى سبيل المثال يقول هارتشهورن: أن الأرض المزروعة ظاهرة بشرية وليست طبيعية لأنها تحمل طابع الإنسان وبصماته، وبالمثل يعتبر مناخ المدن ظاهرة بشرية لأنه يحمل الكثير من ذرات الغبار والغازات والحرارة والتي مصدرها جميعا المدنية بتكنولوجياتها المختلفة. 
3 – الربط بين  الظاهرة ونظيرتها  في الأقاليم المختلفة.
وهى طريقة لها قيمتها في البحث الجغرافي، وبها نستطيع أن نحلل الروابط بين المتغيرات المكانية لظواهر الإقليم الواحد واثرها في ربط هذا الإقليم بغيره من الأقاليم.
4–  طريقة تحليل مقدار  الارتباط بين مختلف  الظواهر.
أصبحت هذه الطريقة كثيرة الاستخدام في مجال البحث العلمي، وذلك لاعتمادها على الأرقام وسهولة إدراكها.
وهذه الطريقة تستخدم الأسلوب الإحصائي في قياس العناصر الجغرافية المتغيرة         ( متغيرات الدراسة، أو العوامل المؤثرة في الظاهرة )، وهنا نوجد علاقة ارتباطية بين المتغيرات سواء أكانت العلاقة إيجابية أي بتغير المتغير الأول يتغير المتغير الثاني بنفس القيمة وفى نفس الاتجاه، أو علاقة عكسية، أي بتغير المتغير الأول يتغير المتغير الثاني وبنفس المقدار ولكن في عكس الاتجاه.
وتستخدم الطريقة الكمية، في كشف ووصف الاختلافات المكانية بالنسبة لتوزيع الظاهرة على سطح الأرض، والبحث عن العوامل المكانية الأخرى ذات الارتباط والتي يمكن أن تساعد في تفسير التوزيعات التي نشاهدها.
إن ما سبق هي الطرق المستخدمة في البحث الجغرافي، وكانت تتم معالجة بعض الموضوعات الجغرافية في الماضي على الأسس السابقة، في أسلوب وصفى، ثم اخذ الرقم يزحف ليمكننا من تطبيق المعاملات الإحصائية تدريجيا إلى أن اصبح الجغرافيين يستخدمون العلاقات الرياضية والمعادلات الحسابية المعقدة والإحصاء بصورة مكثفة في أبحاثهم فيما يعرف بالمنهج الكمي ( الثورة الكمية في خمسينيات القرن الماضى ) ، خاصة مع تطور تقنية الحاسب الآلي وظهور برمجيات متخصصة مثال ذلك برنامج SPSS الذى يمكننا من تطبيق المعاملات والمعادلات الإحصائية المعقدة في سهولة ويسر.
أضف إلى ذلك، تطور برمجيات التقنيات الحديثة وبخاصة نظم المعلومات الجغرافية، وتعدد تطبيقاتها واستخداماتها، وهى بمثابة طوق النجاة للدراسات الجغرافية، إذ اصبح الاعتماد عليها يزيد بشكل مطرد كل لحظة، لما تقدمه للأبحاث الجغرافية من تحليلات ومعالجات كان من الصعب تطبيقها فيما مضى.
2- الحاشية والمراجع:
  1. الحاشية: ويقصد بها توضيح معلومات تخدم الأفكار إلى يوردها الباحث، ولكنها بعيدة عن مجال البحث، ومن ثم يضيف الباحث هذه المعلومات في نهاية الصفحة بعد رسم خط يعادل نصف عرض صفحة الكتابة ليكون فاصلا بين متن الرسالة وبين ما جاء بأسفلها، ويطلق على كل ما يكتب اسفل هذا الخط اسم الحاشية، وعادة ما يكتب فيها ثلاثة أشياء هي :
( المرجع  الذى استقى منه الباحث مادته العلمية ، إيضاحات من شأنها تفصيل مصطلح أو جملة أو كلمة أو موضوع ورد في متن الرسالة، ولا يمكن إثبات هذه الإيضاحات في متن الرسالة لأنها غير أساسية، إشارة إلى مكان أخر للاطلاع وصلته بما يكتب )
وهناك طرق ثلاثة للترقيم بالهامش أو بالحاشية:
1- وضع  أرقام مستقلة في كل صفحة،  وتبدأ من رقم (1) وهى اكثر الطرق شيوعاً.
2- إعطاء  رقم مسلسل لكل فصل، ويبدا أيضا من رقم (1).
3- إعطاء  رقم مسلسل للرسالة كلها ،  ويبدا كذلك من رقم (1)، وتوضع المراجع إما في الحاشية أو في نهاية البحث.
ب- المراجع: وهى عبارة عن المراجع والمصادر التي اعتمد عليها الباحث في بحثه مرتبة هجائيا، ومصنفة في قوائم : مثال ذلك مراجع جغرافية، مراجع غير جغرافية، خرائط، مرئيات فضائية، صور جوية......)، ويوضع لها قائمة في أخر البحث، وكذلك توضع في الحاشية أو في متن الرسالة.
وتكتب المراجع في الحاشية على النحو التالي:
1- حسن  مرزوق السيد ، أسس الاستشعار  عن بعد، دار التيسير للطباعة  والنشر، المنيا، جمهورية مصر  العربية، 2006، ص 10.
2- حسن  مرزوق السيد ، البحار والمحيطات  – دراسة جغرافية، دار التيسير  للطباعة والنشر، المنيا، جمهورية  مصر العربية، 2006، ص 59.
واذا كان الاقتباس لمؤلفين اثنين يكتب هكذا....
1- حسن  مرزوق السيد ،  بهجت عبد السلام  محمد ، جغرافية مصر الطبيعية  والبشرية، دار التيسير للطباعة  والنشر، المنيا، جمهورية مصر  العربية، 2010، ص 215.
واذا كان الاقتباس من جزء واحد لمرجع يتكون من عدة أجزاء فيكتب على النحو التالي:
1- حسن  مرزوق السيد ، أسس الاستشعار  عن بعد، الجزء الأول، دار  التيسير للطباعة والنشر، المنيا،  جمهورية مصر العربية، 2006، ص 10.
واذا كان الاقتباس لمؤلف مجهول يكتب هكذا....
1- جغرافية  مصر الطبيعية والبشرية ( مجهول  المؤلف) ص 215.
ويمكن أن يكتب المرجع في متن الرسالة ويكتب على الصورة التالية ( حسن مرزوق السيد، 2006، ص 201).
واذا كان الاقتباس من كتاب مترجم وليس من المرجع الأجنبي فانه يكتب المرجع على الشكل التالي:
1- جريفث تايلور – الجغرافيا في القرن العشرين – ترجمة محمد السيد غلاب وآخرون – الجزء الثاني – القاهرة – 1975 – ص 120.
واذا كان الاقتباس ليس من اصل الكتاب لتعذر الحصول على المصدر فان المرجع يوثق بالشكل التالي:
1- حسن  مرزوق السيد ، أسس الاستشعار  عن بعد، الجزء الأول، دار  التيسير للطباعة والنشر، المنيا،  جمهورية مصر العربية، 2006، نقلا  عن ( اسم المؤلف) - .................بقية بيانات  المرجع والصفحة المقتبس منها.
واذا كان الاقتباس من مجلة أو صحيفة فإن الإشارة يجب أن تشمل عنوان المقال واسم المؤلف واسم المجلة ورقم العدد وتاريخه مثل:
نبيل سيد امبابى – الكثبان الرملية المتحركة في المناطق الصحراوية – المجلة الجغرافية العربية – السنة الثالثة – العدد الثالث – القاهرة – 1970 – ص ص  63-73.
واذا كان الاقتباس من رسالة ماجستير أو دكتوراه، فإنها توثق كالتالي:
 حسن  مرزوق السيد : جيومورفولوجية جزر مضايق جوبال  « دراسة باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية « – رسالة دكتوراه غير منشورة – بكلية الآداب – جامعة المنيا – 2006 –ص 10.
وفى حالة ما اذا كنا نعتمد طريقة توثيق المرجع في الحاشية، وتكرر المرجع فانه يثق كالتالي:
1- أن  كان باللغة العربية يوثق كالتالي: نفس المرجع، ص 55. وان كان باللغة  الأجنبية يوثق : Ibid, p.55..
واذا وجد فاصل واحد فان التوثيق يكون كالتالي : حسن مرزوق السيد – المرجع السابق- ص 80. وفى حالة المرجع الأجنبي تكون الإشارة Op.cit, p.37.
وفى حالة الاقتباس الثاني من نفس المرجع يكون التوثيق كالتالي: اذا كان المرجع باللغة العربية يوثق: نفس المكان، واذا كان باللغة الأجنبية تكون الإشارة Loc.cit.
3- القواعد والأصول  اللغوية:
يتقدم الباحث ببحث للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه، أي ليحصل على اعلى درجة، ويجب أن تخلو الرسالة من أيه أخطاء إملائية، لان ذلك عيب كبير في أي رسالة جامعية، وكلما كانت أخطاءها أقل كلما كان ذلك في جانب الباحث، والأفضل أن تكون خالية من الأخطاء اللغوية تماما. واذا كان للطالب قدرة على ذلك قام بذلك بنفسه، وإن لم تكن له قدرة ومقدرة لغوية فلا مانع من أن يعطى البحث لمختص من أهل اللغة ، ليصحح ما جاء بها من أخطاء.
ولجمال الأسلوب ووضوحه اثره على حسن تقدير الرسالة من قارئيها، ومن هنا لابد وان تكتب الرسالة بأسلوب جميل ، و على الباحث أن يدرك تماما كيف يختار الكلمات، وكيف ينظمها في جمل، وكيف يكون من الجمل عبارات.
وعلى الباحث أن يتحاشى المبالغة، وان يقصد كل ما يكتب، وأن يتحاشى الأسلوب التهكمي وعبارات السخرية، فعليه ألا يعمد إلى إثارة المشكلات سواء لنفسه أو لمشرفه . وان يبعد الطالب عن الجدال، وان يتحلى بالأدب الجم، وان يتجنب كذلك ذكر الضمائر بكافة أنواعها، وان يبعد عن استخدام الكلمات التي تصفه ذاتيا بالباحث أو بالكاتب فهو مازال طالبا.
  • حجم الخط.
  • الحكم على البحث.
  •       القاء الملخص الشفهي.      وقت المناقشة وموضعيتها.
  • الممتحنون والحكم على الرسالة.

للتحميل اضغط   هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق