الفكر الجغرافي المعاصر وإشكالية المعالجة الديداكتيكية
شبكة الألوكة - مولاي المصطفى البرجاوي - 25/8/2013 ميلادي - 19/10/1434 هجري :
تتبلور إستراتيجية الفكر الجغرافي المعاصر في ثلاث رؤى، تتفاعل في منظومة واحدة لبلورة القرار السليم في أي قضية جغرافية؛ وتتمثل هذه الرؤى في كلٍّ من[1]:
أ- الرؤية التحليلية - التقويمية:
هي أُولَى رؤى منظومة الفكر الجغرافي المعاصر، ويقصد بها: عملية إجراء تحليل وتقويم شامل لمفردات ومكونات بِنْيَة المشروعات، ضمن خطة تبرز الإيجابيات والسلبيات والفرص والتحديات.
ب- الرؤية الجغرافية الشمولية:
وهي الرؤية التي تعطي للجغرافي المعاصر فكرًا شموليًّا متعدِّد الرؤى عند معالجته لأي قضية من القضايا الجغرافية، في عَلاقة مع قضايا اجتماعية واقتصادية وثقافية ونفسية... مع الأخذ في الاعتبار بكل العوامل المؤثرة، سواء كانت طبيعية وبشرية.
هذه الرؤية الشمولية "البانورامية" تستنفر - بلا شكٍّ - قدرات العقل الجغرافي، وتفجر فيه طاقة التفكير الواعي والشامل، بما يفضي إلى حتمية التمعن، وتقصّي الحقائق، وسَبْر أغوارها بما يخدم عملية إنجاح التنمية.
ج- الرؤية الجغرافية - الاستشرافية:
تعد الرؤية الجغرافية الاستشرافية "التنبؤية" - التي تعد دعامة ما يعرف "جغرافية المستقبل" - من أهمِّ مقوِّمات الجغرافي المعاصر في مجال التخطيط التنموي الراشد، من منطلق أن عالَمنا المعاصِر الذي يوصف الآن "بعالم الندرة"، بات يَئِنُّ تحت وَطْأَة مشكلات التنمية غير المرشدة، والتي باتتْ بدورها تهدِّد مستقبل الأجيال القادمة.
تطور الفكر الجغرافي وأثره على ديداكتيك الجغرافيا (الجغرافية المدرسية):
الفكر الجغرافي من خلال الإحساس
|
الفكر الجغرافي من خلال التوصيف
|
الفكر الجغرافي الموسع من خلال الرحلة
|
الفكر الجغرافي من خلال الوصف التفسيري والربط والتعليل
|
الفكر الجغرافي والانفتاح على التطبيق العملي
| |||
الإنسان ولد جغرافيًّا بطبعه وتحذوه الرغبة في التعرف على ما يحيط به.
|
- استهدف الإنسان أن يتلمس المعرفة بالأرض، وأن يسجل الخصائص التي تميزها.
- التباين بين الأوطان دفع الإنسان للوصف.
- جمع المعلومات عن جغرافية الإقليم.
|
- الرحلة من أجل الكشف الجغرافي بدأتْ بعد قيام دولة الإسلام في إطار دعوة عالمية إلى دين الله (رحلة ابن بطوطة، ابن جُبَير، وابن ماجد...).
|
- ظهور مبدأ البحث عن الأسباب من خلال إبراز العَلاقات الواقعية بين الظواهر البشرية.
- ارتكزت الدراسة الجغرافية على ثلاث قواعد أساسية:
1- التوزيع: يمثل نقطة البداية في الدراسة الجغرافية، يستهدف:
*تسجيل احتمالات التكرار أو الاختلاف على المستوى الأفقي في المساحة المعينة.
1- التعليل: يستهدف التفسير الكاشف لهذا التوزيع.
2- الربط: تحديد العلاقة أو العلاقات بين ظاهرة جغرافية وأخرى.
|
من خلال تحول البحث الجغرافي إلى أسلوب المنطق والمجال التطبيقي.
من شأنه أن يهيِّئ الجغرافيا لكي تتماشى وتستجيب لحاجة النمو الحضاري، والنمو الاقتصادي، والنمو الاجتماعي
|
محاولة تركيبية لتطور الفكر الجغرافي من مرحلة الإحساس إلى مرحلة التطبيق العملي (تم بناؤها من كتاب التنمية... الجغرافية دعامة التخطيط) للدكتور صلاح الدين على الشامي، منشأة المعارف، ط2، 2000.
وعمومًا، ينبغي في الفصول الدراسية، ترسيخ هذه المراحل المشكِّلة للفكر الجغرافي، وذلك في أفق ربطِ المتعلِّم بمحيطه (السوسيو - اقتصادي)، ومن ثَمَّ يساهم في اتخاذ القرار من خلال اقتراحاته وآرائه، وهذا ما يسعى إليه التوجه التربوي المبني على التعلم الذاتي والبنائية.
[1] زين الدين عبدالمقصود غنيمي، 2007، الجغرافي المعاصر والتنمية، مجلة الجمعية الجغرافية الكويتية، العدد 331، ص بتصرف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق