الصفحات

الأحد، 29 مايو 2016

دروس الكوارث الطبيعية تحفز المسؤولين على التفكير في احتمالات المستقبل

مدير الدفاع المدني بمكة ل «الرياض»:

دروس الكوارث الطبيعية تحفز المسؤولين

على التفكير في احتمالات المستقبل
العميد أربعين يتحدث للزميل السويهري عدسة ـ محمد حامد

جريدة الرياض - تحقيقات وتقارير - الخميس - 28 المحرم 1431هـ - 14 يناير 2010م - العدد 15179- مكة المكرمة, حوار ـ تركي السويهري:

  أكد مدير إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة العميد جميل أربعين على أن فرق الرصد الجيولوجية بالإدارة رصدت 9 مواقع خطرة بمكة تقع في مجاري السيول كما تم إيقاف تنفيذ مخطط لوقوعه في مجرى السيول، وكذلك تم إيقاف انشاء 1300 ورشة لعدم توفير منظومة أمن وحماية لها، كما تم رصد أماكن تعديات على مجاري السيول وبطون الأودية وتم رفع ذلك إلى جهات الاختصاص، حيث تعمل التعديات على إزالتها كما نقوم أيضا بمراقبة العقوم المحدثة من قبل أصحاب المزارع في بطون الاودية. وفيما يلي نص الحوار: 

دراسات علمية 

* ماهي الآلية التنفيذية للدفاع المدني لمواجهة حالات الطوارئ بشكل عام والأمطار والسيول بشكل خاص؟ .

   التخطيط للطوارئ يقوم على دراسات علمية لتحديد المخاطر وتحليل نتائجها وماقد ينتج عنها من أضرار ووضع التدابير اللازمة للحد أو التقليل من آثار هذه المخاطر وذلك بعمل التدابير الوقائية اللازمة لذلك ثم يأتي دور وضع الآلية المناسبة للتدخل والتعامل مع آثار هذه المخاطر وماقد يتطلبه الموقف من تنفيذ أعمال الإنذار أو الإخلاء وأعمال المواجهة ثم أعمال الإيواء والاغاثة وإعادة الأوضاع لطبيعتها وذلك بتحديد المصادر والموارد الفنية والبشرية وقنوات الاتصال ومصادرها كل هذه المنظومة يتم الأخذ بها عند إعداد خطط الطوارئ التفصيلية حسب أنواع المخاطر سواء كانت طبيعية اوصناعية ويتم توزيع وتحديد المهام والواجبات المناطة بكل جهة ذات علاقة بأعمال الدفاع المدني حسب ماحدد لها من مهام في نظام ولوائح الدفاع المدني وتطالب كل جهة تقديم خطتها التفصيلية لتنفيذ المهام المطلوبة منها وتجدر الإشارة إلى أن بعض القرارات اللازمة لتنفيذ تدابير الدفاع المدني يتم إقرارها من مجلس الدفاع المدني الأعلى برئاسة صاحب السمو الملكي النائب الثاني وزيرالداخلية وتتولى لجان الدفاع المدني الرئيسية بالمناطق تفعيل خطط المواجهة لحالات الطوارئ وعقد الاجتماعات الدورية الفورية لوضع الحلول والمعالجات اللازمة لدرء المخاطر المختلفة وحسب طبيعة المنطقة كما تقوم إدارات الدفاع المدني بالعمل كسكرتارية لهذه اللجان لتحديث الخطط وعرض المواضيع الهامة على اللجنة ومتابعة بقية الجهات في إعداد خططها التفصيلية لتنفيذ ما انيط بها من مهام. 

خطة انقاذ بحرة 

* ماهي الآلية التي يتم التعامل بها مع الأمطار حين وقوعها لتجنب أخطارها؟ وكيف كان التعامل مع السيول والأمطار والتي وقعت مؤخرا وبالذات في المواقع التي كان حجم الضرر بها أكبر؟.

– في حالة حدوث الخطر وحين استقبال البلاغات التحذيرية فإننا نعمل على تمرير تلك التحذيرات فورا للجهات ذات العلاقة من خلال غرفة عمليات الطوارئ ونشر الفرق الميدانية في المواقع الخطرة والمحددة مسبقا لضمان الاستجابة الفورية في حال وقوع أي حالات احتجاز. 

  أما عن آلية التعامل مع المنطقة التي كانت حجم الأضرار بها كبيرة وهي (مركز بحرة) فقد تم وفق ما يتطلبه الحدث حيث استنفرت الطاقات البشرية والآلية للتعامل مع الموقف بمايتطلبة على الرغم اننا قد حذرنا مسبقاً من السيول المنقولة والتي قد تجتاح بحرة وعلقنا جرس الإنذار المبكر لجهات الاختصاص في هذا الشأن لأنها تقع في بطون الأودية الخطرة فهي تقع مابين أربعة أودية رئيسية (وادي كتانة – ضاف – أظم – والعكاشية) ورفعنا تقارير تحذّر من حدوث كارثة في بحرة وقت هطول الأمطار الغزيرة لهذا كانت السيول المنقولة كارثة بكل معنى الكلمة لكننا عملنا على إنقاذ بحرة من الغرق قدر المستطاع ولم تسجل حالات وفيات اثر الغرق أو جرف السيول. 

* هل تم حصر الأضرار التي خلفتها السيول والأمطار على العاصمة ألمقدسه؟ .

– حجم الأضرار تركزت على بحرة وتم حصر جميع الأضرار المترتبة على ذلك وأعلنت الحصيلة النهائية من خسائر مادية ووثقت بمنظومة معلوماتية واتخذت الإجراءات التنظيمية المخطط لها مسبقا من إيواء وحصرالأضرار والإغاثة وصرف المعونات اللازمة حيث كانت على النحو التالي: 18170 منزلا متضررا و446 نفوق مواشي و95 محلا تجاريا و365 مركبة وحالتا وفاة فقط وإنقاذ 461 حالة محتجزة بمياه السيول كما وجرى على الفور تشكيل اللجان المختصة لإيواء المتضررين وحصر الأضرار حيث تم إيواء 159 أسرة وتقديم الاعاشة النقدية حيث بلغ ماتم صرفه(380000) ثلاثمائة وثمانين ألف ريال خلال الأسبوعين الأولين وهناك لجان متابعة وإشراف لمتابعة حالاتهم ووضعهم العام. 



أماكن الخطر بمكة 

* في مكة المكرمة توجد أماكن خطرة جداً وقت هطول الأمطار ماذا اتخذتم من إجراءات حيال ذلك؟ .

– مع كل حالة أمطار نقوم بمراجعة المواقع التي سبق رصدها أيضا مع تشكيل فريق رصد جيولوجي من الدفاع المدني يعمل على مسح شامل لكل المواقع الخطرة قبل وبعد موسم الأمطار مع عمل منظومة ميدانية للمواقع التي تشكل هاجسا وعددها 9 مواقع لان مناسيب المياه بها ترتفع مع هطول الأمطار وعندما يصلنا التحذير من مصلحة الأرصاد وحماية البيئة يتم تمرير التحذير إلى جهات الاختصاص وتعطى فرق الدفاع المدني أمرالتحرك أوالانتشار السريع في تلك المواقع حيث يتم الاستعانة بالقوارب المطاطية والسيارة البرمائية بهدف الاستجابة السريعة لأي استغاثة. 

المعالجات جارية 

* هناك مخططات في مجاري السيول وبطون الأودية هل تم عمل الحماية اللازمة لها؟ .

– بعد الأمطار الأخيرة كلف فريق الرصد الجيولوجي بالوقوف على المخططات التي تقع في مجاري الأودية ومازالت أعمالها مستمرة وسترفع نتائجها وقد سبق أن رصدت مخططات تقع في مجاري الأودية وحذرت الجهات المختصة من ذلك وتلك المخططات لاسيما في شمال مكة وفي الشرق والجنوب هي أماكن معروفة ونخشى على تلك الأماكن من السيول المنقولة وتم إجراء بعض الحلول والمعالجات وبحثنا مع المختصين في أمانة العاصمة المقدسة ووزارة المياه والكهرباء وهيئة المساحة الجيولوجية والتي تقدم لنا دعما فنيا في تحديد مجاري ومصادر الأودية كما تستخدم الصور الفضائية لتحديد مسارات تلك الأودية ومن ثم محاولة إيجاد الحلول وقد أوصى بإقامة السدود في عدة أماكن ونفذ بعضها وكانت لها نتائج ايجابية فالسد المنفذ في منطقة مخطط النور ووادي جليل حمى المنطقتين من مخاطر محتملة وأوصي بعمل سدود في مواقع أخرى والجهات المختصة لديها العلم التام بها. 

* ماهي أكثر المواقع عرضة لمداهمة السيول؟ .

– السيول المنقولة عنصر مفاجأة خطر وشرق وشمال مكة من أكثر الأماكن عرضه للسيول المنقولة وعملت الدراسة الفنية من خلال فريق الرصد الجيولوجي وسيتم عرض نتائج تقرير الرصد الجيولوجي على لجنة الدفاع المدني الفرعية بالعاصمة المقدسة عاجلاً.. 

تفعيل الأمر السامي 

* بما أن هناك خطورة على بعض المخططات المعتمدة في مكة المكرمة وماهي الآلية المتخذة من قبل إدارة الدفاع المدني للحيلولة دون وقوع هذه المخاطر؟ .

- هناك متابعه مستمرة من الدفاع المدني حيال هذه المخططات وبالتنسيق مع جهات الاختصاص لوضع التدابير والمعالجات اللازمة كما أن هناك مراجعة دائمة لهذه الأحياء أثناء هطول الأمطار ومن وجهة نظرنا وحتى لايتكرر اعتماد مثل هذه المخططات نحن نتابع مع الجهات المختصة تفعيل الأمر السامي الكريم القاضي بضرورة عرض المخططات السكنية قبل اعتمادها من أمانات المدن على الدفاع المدني لموافقته على منظومة وآلية السلامة المطلوبة على الواقع من خلال ذلك ومع ذلك فقد سبق أن تم التدخل الفوري عندما استشعر الخطر على احد المخططات وأوقف لوقوعه بمجرى السيل وألزمنا مالكه بوضع المعالجات الآمنة وبعدها سمح له وايضا تم إيقاف مستثمر آخر قام بإنشاء موقع ورش يضم مايربو على 1300ورشة ولن يسمح له بإقامته الا بعد توفير منظومة امن وحماية وهذه التدخلات كانت من خلال المسح الميداني الجيولوجي. 

محاور توعوية 

* ماذا عن خطط التوعية عن مخاطر الأمطار والسيول؟ .

  للتوعية تم إتخاذ عدة محاور في هذا الجانب وهي على النحو التالي: 

- هناك مسار تدريبي لجميع القيادات بالقطاعات التعليمية البنين والبنات يتضمن طرق المواجهة في حالات الطوارئ والكوارث وأيضا من خلال المحاضرات والندوات والزيارات للمدارس والجامعات والكليات. 

- توزيع الخرائط تتضمن مواقع تجمعات مياه السيول والأمطار. 
من خلال استخدامات التقنية الحديثة عبر رسائل الجوال وأجهزة البلتوث. 

   من خلال اليوم العالمي وإعداد المعارض المحاكية لتلك المخاطر واعداد المسابقات والجوائز التقديرية من خلال البرامج الملحقة والتي تعقد على هامش الاحتفال باليوم العالمي وذلك يكون بالقرب من الأهالي والمقيمين من خلال الأماكن العامة والأسواق وهنا أيضا أود أن اذكر ببعض التعليمات التي نود من العموم التعاون التام الالتزام بها وهي على النحو التالي:
 
- عند ملاحظة تراكم السحب يجب الاجتناب والابتعاد عن مجاري الأودية وخاصة المتنزهين وأصحاب الخيام من المتنزهين، وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة أو محاولة المشي في المياه الجارية وخاصة التي تزيد على (2) أنش لعدم التعرض للدوار وفي حالة الضرورة استخدام عصى اوقطعة من حديد للتأكد من عدم وجود حفريات بالطريق وإذا لزم الأمر لقيادة السيارة فيجب عدم عبور أي مجارٍ للمياه تزيد عن قدم ارتفاعا خاصة المتحركة ومحاولة تجنبها وعدم السماح للأطفال بالسباحة أواللهو في تجمعات المياه. 

- وعند جريان السيول بالأحياء أومداهمتها يفضل عدم الخروج من المنزل وأفضل مكان آمن هو على سطح المنزل وتوجيه كافة أفراد الاسرة إلى أعلى المنزل بعد فصل التيار الكهربائي، وبعد هطول الأمطار تفقد أفراد الأسرة والممتلكات والحرص على عدم لمس الاجهزه الكهربائية أو أعمدة الإنارة المبللة وعند التنزه مراقبة الأطفال وبالذات بالقرب من التجمعات المائية التي تحدثها الأمطار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق