مدن المملكة العربية السعودية: دراسة في إمكانيات الموقع
أ. د. فتحي محمد مصلحي
مقدمة:
رغم أن الموضوع يعد من الموضوعات المدخلية في جغرافية المدن، لأنه من أكثر الموضوعات أهمية. إذ يتعلق على الموقع أهمية حيوية خطيرة بالنسبة لنشأة ونمو المدن، فيمكن أن تنمو المدن وتزدهر سكانياً وعمرانياً واقتصادياً نتيجة وقوعها في مواقع خاصة ومتميزة، ويمكن أن تتضاءل أو تفنى مدن كانت قائمة أو مزدهرة في وقت مضى لتضاؤل أهمية مواقعها.
ولقد ظلت نظرة الجغرافيين إلى المواقع نظرة " استاتيكية " ووصفية في نفس الوقت، وقد حان الوقت لمعالجته معالجة كمية وديناميكية استجابة لاعتبارين هامين:
أولهما: النمو العمراني والتنمية السريعة في المملكة، وضرورة مسايرة البحث العلمي لهذه التنمية الاجتماعية، وكفاية متطلباتها.
وثانيهما: ضرورة أن ينعكس التطبيق العلمي في جغرافية الحضر الاتجاه الذي سلكته الجغرافية في العقد الأخير من نحو تنظير الظاهرات الجغرافية وتقنيتها بهدف التنبؤ بمستقبلها.
ويمكن تحديد نوعين من المواقع: أولهما مواقع المدن بالنسبة لأقاليمها الإدارية، ومدى توسطها لإطاراتها المساحية. والنوع الثاني من المواقع يحدد بدرجة ارتباط هذه المدن بالأجزاء المعمورة ومناطق الثروة الطبيعية والاقتصادية بالإقليم الإداري بوسائل وشبكات نقلية مختلة، والنوع الأول من المواقع له أهميته في حالة تجانس الإقليم الإداري سكاناً وعمراناً وموارد، أما في حالة الأقاليم المتباينة وغير المستمرة في توزيع سكانها وعمرانها ومواردها الطبيعية والاقتصادية، فإن النوع الأول يفقد أهميته، وتزداد فعالية النوع الثاني.
وفضلا عن تباين ظروف السطح والطقس بأنحاء المملكة العربية السعودية، ويتفاوت توزيع السكان والعمران والموارد تفاوتا واضحا، يجعل معه قياس مواقع المدن السعودية بالنسبة لإطاراتها المساحية والإدارية أقل فاعلية في التعبير عن إمكانيات هذه المواقع، ويجعل إمكانيات مواقع هذه المدن من خلال ارتباطها بالأجزاء الأخرى المحيطة بخطوط حركة ووسائل نقل واتصالات أمراً ضرورياً.
منهج وأسلوب البحث:
"رغم أنه من الصعب – قبل ذلك – تحديد تعريف مختصر لموقع المدينة في معادلة أو رقم " (1)، لكن سنحاول هنا قياس أهمية مواقع المدن السعودية في معامل يمكن أن نطلق عليها " معامل أهمية الموقع "أو" معامل بؤرية المكان "، ويقوم حسابه على عدة متغيرات.
1- عدد الطرق الداخلة والخارجة من المدينة الى المناطق المحيطة، أي عدد الطرق المتشعبة من موقع المدينة إلى خارجها، ويرصد لكل طريق درجة أو نقطة (2).
2- المطارات والنقل الجوي، يحسب للمدينة التي توجد بها مطار للنقل الجوي الداخلي نقطة، ويضاف إليها مثلها إذا تواجد بمطارها تسهيلات للنقل الجوي الدولي.
3- المواني والنقل البحري، يمكن تمييز نوعين من المواني البحرية: الميناء البحري ذو التسهيلات المحدودة يرصد له نقطة، بينما ترصد نقطتان للميناء الرئيسي ذي التسهيلات الكبيرة في مجال شحن البضائع والخامات ونقل الركاب.
4- المعابر البرية الدولية، إذ تحسب نقطة للمدينة الواقعة على الحدود أو القريبة منها وتقوم فيها عمليات التفتيش والاجراءات الجمركية، ويمكن أن نطلق عليها مجازا بالمواني البرية الدولية (3).
5- الخدمة الهاتفية، إذ تعبر كثافة التليفونات عن أهمية المركز العمراني (4) ولصعوبة التعامل مع البيانات المحدودة غير المتوافرة، اقترح رصد نقطة للمدينة التي يوجد بها خدمة هاتفية آلية، ولا اعتبار للمدن ذات الخدمة الهاتفية المحدودة غير الآلية (5).
6- ادخل فيف الاعتبار الطرق في دور التنفيذ حالياً في الخطة الخمسية الثالثة 1400 – 1405هـ، وكذلك الخدمة الهاتفية الآلية المنفذة قريباً، والطرق المقرر تنفيذها في الخطة التالية ولكن تحت التصميم حالياً.
ويتجميع النقاط المرصودة للمتغيرات العشرة لكل مدينة، ينتج ثلاثة أنواع من المعاملات لبؤرة المكان، المعامل الأول لبؤرة المدينة أو أهمية موقعها في الوقت الحالي، والمعامل الثاني يعبر عن أهمية موقع المدينة بعد نهاية الخطة الخمسية التالية (الخطة الخمسية الرابعة) 1405 – 1410هـ.
وقد تم مسح وحساب هذه المتغيرات للمدن الرئيسية والثانوية في المملكة العربية السعودية، والتي تبلغ 147 مدينة (6)، هذا فضلاً عن مسح وحساب هذه المتغيرات لثلاثين موقعاً لمراكز عمرانية ريفية مرشحة لتكون مدناً صغيرة طبقاً لإمكانيات مواقعها، وكان نتيجة ذلك الجدول التفصيلي رقم (1) والجداول المتفرعة عنه، ولم يخل هذا العمل من مشكلات مثل قلة البيانات وعدم توافرها للمدن الصغيرة وصحة توقيعها بالنسبة للشبكات النقلية على الخرائط وتشابه وتكرار أسماء المراكز العمرانية، وكلها مشكلات أمكن التغلب عليها في معظم الأحوال.
مواقع المدن في الشبكات النقلية
أولا – شبكة النقل البري:
تبلغ أطوال الشبكة الطرقية الرئيسية الرئيسية في المملكة العربية السعودية في 1981 (11394) كيلو مترا، وتبلغ أطوال الطرق الثانوية 10053 كيلو مترا، والطرق الزراعية 2380 كيلو مترا. كما تبلغ أطوال شبكة النقل الحديدي 562 كيلو مترا (7) ويمكن تقسيم الشبكة الطرقية والحديدية بالمملكة إلى أربعة أقسام متميزة حسب كثافتها.
(أ) القسم الشرقي من الشبكة في المنطقة الشرقية، وتمتد فيه محاور الشبكة الرئيسية في امتداد شمالي – جنوبي يتفق مع ساحق الخليج العربي.
(ب) القسم الأوسط من شبكة النقل البري والتي يتفق مع إقليم نجد، وتمتد محاور الطرق النقلية الرئيسية من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي.
(ج) القسم الغربي يتفق مع المنطقة الغربية والجنوبية الغربية، وتمتد محاورها في اتجاه شمال الشمال الغربي إلى شرق الجنوب الشرقي بموازاة ساحل البحر الأحمر.
(د) الوصلات والطرق العريضة الرابطة التي تربط الاقسام الثلاثة من الشبكة النقلية البرية.
وتتقاطع خطوط الشبكة الترقية في نويات أو عقد بؤرية تتفق مع مواقع كثير من مراكز العمران الحضرية والريفية، وتختلف أوزان هذه النويات أو العقد البؤرية في الشبكة النقلية باختلاف عدد الطرق المتفرعة منها. ويمكن تقسيم مدن المملكة طبقا لدرجة بؤريتها بالشبكة النقلية إلى الفئات التالية:
(1) مدن يزيد عدد خطوط الشبكة الطرقية والحديدية المتفرعة منها على ستة خطوط نقلية، وتقع مدينة الرياض على قمة هذه النويات البؤرية، إذ يخرج منها سبعة خطوط، يليها نويات بؤرية من ستة خطوط نقلية مثل مدينة ابقيق وبريدة والدمام والهفوف.
(ب) مدن تمثيل نويات بؤرية يخرج منها خمسة خطوط نقلية برية مثل مدينة الظهران ومكة المكرمة.
(ج) مدن تمثل نويات بؤرية يخرج منها أربعة خطوط نقلية برية، وتضم هذه المجموعة مدينة حفر الباطن والقيصومة والقطيف والنعيرية في المنطقة الشرقية وتشمل من القسم الغربي من الشبكة النقلية البرية مدن أبها والطائف، كما تضم أيضا مدينة عنيزة والمجمعة والمزاحمية وشقراء أو الجو بالقسم الأوسط، هذا فضلاً عن مدينة عرعر في المنطقة الشمالية.
(د) مدن تمثل نويات بؤرية يخرج منها ثلاث خطوط نقلية برية فقط، وتضم هذه المجموعة كثير من المذنب، مثل الجوف والمدينة المنورة ونجران من حواضر المناطق، هذا فضلا عن مدن الارطاوية وبدر والبدع والجموم والحناكية وحوطة بني تميم والحوية والخبراء وخميس مشيط والدرب والدلم والدوادمي والزلفى وسيهات والشقيق وظهران الجنوب وعين بن فهيد وليلى والنماص وينبع البحر.
(هـ) مدن تقع على امتداد طريق، وتشمل هذه المجموعة أكثر من ثلث عدد المدن (46 مدينة). انظر الخريطة شكل رقم (1).
(و) مدن تقع في نهايات طريق واحد، وتبلغ عدة المدن في هذه الفئة عشر مدن.
ثانيا – مواقع المدن البؤرية لشبكة النقل الجوي:
تمتلك المملكة شبكة نقلية جوية جيدة تربط المملكة بدول العالم، كما تمتلك شبكة مماثلة داخلية تربط أجزاء المملكة. كما ترتبط الشبكة النقلية الجوية بواسطة عشرين مطارا داخل المملكة، ويمكن تقسيمها إلى الفئات التالية:
أ – مطارات دولية تخدم النقل الدولي والداخلي معا مثل مطار مدينة جدة والظهران والرياض.
ب – مطارات عواصم المناطق مثل تبوك وعرعر والمدينة المنورة وحائل وبريدة والقريات وأبها وجيزان ونجران والجوف، وفي نهاية الخطة الخمسية الثالثة سيتم إنشاء مطار بمدينة الباحة (8).
ج – مدن إقليمية بها مطارات تخدم النقل الداخلي والمحلي وتضم هذه المجموعة الهفوف – الطائف – بيشة – شرورة – عرعر – الوجه – طريف – القيصوة – رفحا. وفي نهاية الخطة الخمسية الثالثة يتم الانتهاء من مطار مدينة الجبيل.
ثالثا – مواقع مدن الانقطاع الحركي:
يعني الانقطاع الحركي بتبدل وسائل النقل وأنواعه، ويحدث في مواقع حدد أنواعها (كولي) بثلاثة، أولها الانقطاع الطبيعي الناتج عن تبدل في مظهر سطح الأرض مثل مواقع التقاء اليابس والماء (المواني)، ثانيهما الانقطاع التجاري الناجم عن تبدل في ملكية البضائع مثل مدن تجمع المحاصيل والخامات من أجل التصدير، أما ثالث هذه الأنواع فهو الانقطاع السياسي الذي يحدث نتيجة توقف حركة النقل على حدود الدول لأغراض جمركية وأمنية (9).
وتمثل المواني مواقع الانقطاع الحركي التجاري والطبيعي، فهي تقع عند التقاء اليابس والماء، وتتجمع فيها الواردات من السلع والبضائع والخامات وتنقل وتوزع إلى المناطق الداخلية، كما تتجمع فيها الصادرات من الداخل لتشحن إلى خارج البلاد. أما النوع الأخير (الانقطاع السياسي) فيمثله مدن المعابر البرية على حدود المملكة مع الدول المجاورة.
وتنتهي إلى مواقع المواني الطرق النقلية البرية ووسائلها (طرقية – حديدية – أنابيب) من الداخل، ويبدأ نوع نقلي أخر هو النقل البحري بواسطة السفن. ويخلق هذتا التغير في الأنواع النقلية ووسائلها وظائف متعددة كالشحن والتفريغ وأعمال الصيانة ووسائل النقل والضرائب والتحويل والتخزين والمستودعات والجمارك.
ويمكن تحديد مستويين لاحجام مواقع الانقطاع الحركي والتجاري:
(أ) مواقع الانقطاع الحركي الكبيرة، وتتمثل في مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر، إذ توضح إحصائيات تبادل البضائع والركاب بين ظهير مدينة جدة ومينائها أهمية موقع مدينة جدة الحركي، إذ يبلغ عدد البضائع التي تمت مناولتها (صادرات – واردات) 14175 مليون طن وزني، تشكل نصف (50.6%) جملة البضائع التي تمت مناولتها في مواني المملكة الخمسة الرئيسيـة فـي عـام 1400هـ (10).
وتمثل مدينة الدمام هذا النوع من مواقع الانقطاع الحركي الطبيعي والتجاري على ساحل الخليج العربي، وتلتقي وتتجمع فيها الطرق النقلية الطرقية والحديدية من داخل المملكة.ويتميز ميناء الدمام مثل نظيره في جدة بكبر حجم البضائع المصدرة والمستوردة من خلاله، حيث تبلغ نسبة البضائع التي تمت مناولتها ثلث (34.4%) جملة البضائع التي تمت مناولتها في المواني الخمسة الرئيسية في نفس العام (1400هـ).
وتبلغ نسبة البضائع التي تمت مناولتها في بقية المواني الرئيسية الثلاث (الجبيل التجاري – جيزان – ينبع البحر) 5.2 – 5.09 – 4.8% على التوالي.
(أ) مواني ومرافئ طبيعية، تستخدم في شحن أو استقبال بعض الخامات والسلع المختلفة مثل حقل والليث والقنفذة ورابغ وأم لج والوجه وضبا على ساحل البحر الأحمر، ومواي الخبر والقطيف ورأس تنورة ودارين وسعود على الخليج العربي. هذا فضلا عن مراكز المرافئ غير الحضرية مثل الخريبة والقحمة على ساحل البحر الأحمر والعير على ساحل الخليج العربي.
رابعا – مدن المعابر البرية الدولية:
ومدن المعابر البرية الدولية وليدة مواقع الانقطاع الحركي السياسي، إذ تتوقف عند الحدود السياسية البضائع والركاب للتفتيش والاجراءات الجمركية والأمنية مما تخلق بهذه المواقع وظائف أخرى تساعد على تنميتها.
ومن أمثلة مدن المعابر الدولية البرية أو مواقع الانقطاع الحركي السياسي مدينة الخفجي على الحدود السعودية مع الكويت، ومدينة القيصومة ورفحه بالقرب من حدود المملكة مع العراق، والحديثة وطريف وعرعر وحالة عمالة بالقرب من الحدود الأردنية، وهذا فضلا عن قرية العويقلية بالقرب من الحدود المشتركة بين المملكة والعراق والأردن.
أما على الحدود السعودية مع قطر والإمارات المتحدة فتعد مدينة سلوى مدينة العبور الوحيدة للدولتين، بينما تتعدد المعابر والمنافذ قرب الحدود مع اليمن الشمالي، مثل مدن جيزان وظهران الجنوب، هذا فضلا عن القرى المعبرية مثل الموسم والطوال والخضراء والحماطيات والرقعي والدرة والخوية .. الخ.
ولا يمكن التقليل من شأن الحركة عبر هذه المعابر البرية الدولية، إذ تمثل نسبة كبيرة من عدد المغادرين الأجانب من المملكة. مثلا عبرها ثلث المليون أجنبي عابر (328.296) تشكل ما يزيد عن خمس (043.6%) جملة الأجانب المغادرين للمملكة (عن طريق المواني والمطارات والمعابر البرية) البالغين 776096 مسافراً.
وتناولت أهمية هذه المعابر، فأكثرها أهمية مدينة الخفجي التي تأتى بعد مطار جدة والظهران الدوليين، إذ عبرها ما يزيد على عشرة جملة الأجانب المغادرين للملكة وما يقرب من ربع العابرين للحدود البرية للمملكة. يلي مدينة الخفجي مدينة حالة عمار الواقعة قرب الحدود الأردنية السعودية، والتي تعد المنفذ الرابع بعد مطار جده والظهران ومعبر الخفجي، إذ مر بها ما يقرب من عشر المغادرين الأجانب وما يزيد عن خمس العابرين للحدود السياسية البرية.وتأتي مدينة سلوى ثالثة المعابر البرية وخامسة المنافذ الدولية للمملكة، إذ عبرها 8% و18.3% من جملة الأجانب المغادرين والعابرين على التوالي.
وتستحوذ مدينة طريف بالقرب من الحدود الأردنية على 5% و11.4% من جملة الأجانب المغادرين والعابرين على التوالي. وتقل أهمية بقية المعابر، أو يقل حجم حركة الأجانب العابرين لكل منها عن 2.57% من جملة المغادرين للمملكة. ويوضح الجدول التالي رقم (1) عدد ونسبة الأجانب المغادرين للمملكة في عام 1394هـ من المنافذ الدولية للمملكة (مطارات – مواني – معابر برية).
جدول رقم (1)
عدد ونسبة الأجانب المغادرين للمملكة ومن المنافذ الدولية للمملكة
المصدر: وزارة المالية والاقتصاد الوطني، الكتاب الإحصائي السنوي، 1395 ص 368 (الجدول من حساب الباحث).
خامسا – شبكة الاتصالات الهاتفية:
استخدم (كريستالر) كثافة التليفونات في قياس وتحديد معامل مركزية المراكز العمرانية، وتدخل هنا بيانات الخدمة الهاتفية في قياس معامل بؤرية الموقع. ونكتفي هنا بنوعية الخدمة الهاتفية، فالخدمة الهاتفية الآلية تعبر عن اتصالات هاتفية ذات حجم كبير، وتعبر عن تركيز الأنشطة الحضرية، بينما عبر الخدمة الهاتفية اليدوية عن قلتها وتدنيها.
وتوجد الخدمة الهاتفية الآلية في 92 مدينة هي ابحر – ابقيق – أبها – أبو عريش – املج – الباحة – البدائع – بدر حنين – بريدة – بغلف – البكيرية – بلجرشي – بيش – بيشه –تاروت – تبوك – تربة – الجبيل – جدة – الجوف – جيزان – حائل – حفر الباطن – حوطة بني تميم – حوطة سدير – الحوية – الخبر – الخبراء – الخرج – الخرمة – الخفجي – الخماسين –خميس مشيط – خيبر – الدرب – الدرعية – الدمام – الدوادمي – دومة الجندل – رابغ – راس تنورة – رحيمة – الرس – رماح – رنية – الرياض – رياض الخبراء – الزلفى – ساجر – سكاكا –السليل – سيهات – شرورة – شقراء – الشقيق – صامتة – صبيا – صفوي – ضباء – ضرما – الطائف – طريف – الظهران – عرعر – عفيف – عنك – عنيزه – عين ابن فهيد – عيون الجوى – الغاط – الفيصلية – القريات – القطيف – القنفذة – القويعية – الليث – ليلى – المجمعة – مدينة الملك خالد – المدينة المنورة – المذنب – مرات – المزاحمية – المطلق – مكة المكرمة– المندق – نجران – الهدا – الهفوف – الوجه – ينبع البحر.
أما باقي المدن (55 مدينة) فسوف تحصل على الخدمة الهاتفية الآلية في الفترة القريبة ( نهاية الخطة الخمسية الثالثة).
معامل بؤرية مواقع المدن السعودية
بعد أن استعرضنا مواقع المدن السعودية بالنسبة لشبكات النقل والاتصالات، التي تمثل معامل بؤرية مواقع المدن، والتي تعتبر حصيلة دمج هذه المتغيرات في رقم أو معامل واحد يعبر عن أهمية أو إمكانية هذه المواقع.
والجدول رقم (2) يوضح معامل بؤرية المدن السعودية في الوقت الحالي وتغيره، نخلص منه بمجموعة من الحقائق:
جدول رقم (2)
(1) اضيفت إلى مدينة جدة درجة مضافة لأن ميناء جدة البحري الجوي تستقبل أكثر من نصف المسافرين والبضائع من وإلى المملكة، إذا قورنت بالنافذ الأخرى.
أولا – أكثر المواقع أهمية:
توجد تسع مدن حصلت على معامل بؤري 8، وتشمل مدينة بريدة والهفوف والمبرز والجبيل والظهران وجدة والدمام، وتأتي الرياض على رأس هذه المجموعة. فقد سجلت العاصمة أعلى معامل لبؤرة الموقع 10، إذ تقع الرياض في القلب المعمور وسط شبه الجزيرة بين معمور المنطقة الشرقية على الخليج ومعمور المنطقة الغربية على البحر الأحمر، وهذا جعلها نقطة تجمع وتشعع سبعة طرق برية وحديدية، كما تملك العاصمة مطارا يخدم النقل الداخلي والدولي، كما تبلغ عدد الخطوط الهاتفية العاملة في شبكة هاتفها 170393 خطا، تشكل 21% من جملة الهواتف العاملة بشبكة هاتف المملكة العربية السعودية وذلك في نهاية (ذو القعدة) 1482هـ (11).
كما تدخل أربع مدن في المنطقة الشرقية في عداد أكثر المواقع أهمية، وهي مدن الهفوف والجبيل والظهران وعلى رأسها الدمام – حاضرة المنطقة الشرقية. وتعد مدينة الدمام المركز الإداري لإقليم الموارد الطبيعية والاقتصادية الأول بالمملكة، كما يمثل ميناء المملكة الأول على الخليج العربي ( المنفذ الشرقي للمملكة).
أما مدينة الظهران فتمثل المركز الثقافي لمنطقة الدمام الحضرية ومقر إدارة شركات البترول ويقع في شرقها مطارها الدولي. ويعد مجمع الاحساء الحضري – الهفوف والمبرز – قاعدة إقليم الاحساء الزراعي، وبوابة المنطقة الشرقية إلى الرياض.
ومدينة الجبيل تعد القاعدة الصناعية الرئيسية ومن المواني الرئيسية. انظر الخريطة شكل رقم (1).
أما مدينة بريدة – حاضرة إمارة منطقة القصيم – فتعد مركزاً كبيراً لتجمع الطرق وتشعها في أكثر المناطق كثافة في الشبكة الطرقية في القسم الشمالي من المعمور النجدي.
كما تضم مدينة جدة – الميناء الأول للمملكة العربية السعودية – كما تملك ميناء جويا يعتبر أهم منافذ الدولة (12).
ثانيا – مدن ذات مواقع هامة:
والمدن ذات المواقع الهامة هي التي سجلت معاملاً بؤرياً يتراوح بين 6 و8، وتضم هذه المجموعة ثماني مدن هي الطائف والقطيف ومكة المكرمة وينبع البحر 6 أبقيق – الخرج – عرعر– جيزان.
وتضم هذه المجموعة من حواضر مناطق الإمارات مدينة جيزان (إمارة جيزان) ومدينة عرعر حاضرة منطقة الحدود الشمالية ومدينة مكة المكرمة (إمارة مكة المكرمة). كما تضم من مدن المنطقة الغربية الرئيسية ينبع البحر من المواني الرئيسية على البحر الأحمر ومدينة الطائف بإمارة مكة المكرمة. ومن هذه الفئة تضم مدينة أبقيق والمبرز والقطيف بإمارة المنطقة الشرقية.كما تنتمي لهذه الفئة مدينة الخرج بإمارة منقطة الرياض.
وتقع مدينة مكة المكرمة في مركز أو قلب المنطقة الغربية ، بينما تقع مدينة عرعر حاضرة إمارة منطقة الحدود الشمالية ومركز تجمع الطرق في المنطقة الشمالية وبها مطار للنقل الداخلي. وتعد مدينة الطائف – المقر الصيفي للحكومة ومن أهم المصايف المحلية – ثالثة مدن إمارة مكة المكرمة وهمزة وصل القسم الغربي بالأوسط من الشبكة النقلية.
ثالثا – مدن ذات مواقع لها أهمية نسبية:
وسجلت مدن هذه الفئة معاملاً بؤرياً 5، وبلغت خمس عشرة مدينة، وتضمنت ثلاث حواضر إقليمية هي مدينة أبها (منطقة عسير) والمدينة المنورة (إمارة منطقة المدينة المنورة) ومدينة نجران (إمارة منطقة نجران) ومدينة الباحة (إمارة منطقة الباحة)، وهذه الحواضر الأربع تمثل نقطا لتجمع ثلاث طرق ومطار للنقل الداخلي.
كما ضمت هذه الفئة مدينة الوجه إحدى مرافئ البحر الأحمر، وتضم أيضاً من المدن الإقليمية بإمارة القصيم ومدينة عنيزة وحفر الباطن بالمنطقة الشرقية ومدينة خميس مشيط بإمارة منطقة عسير، ومدينة المزاحمية والمجمعة وشقرا وجوى بمنطقة الرياض، ومدينة صبيا بإمارة جيزان، ومن مدن منطقة مكة المكرمة بحرة، وطريق بإمارة منطقة الحدود الشمالية.
رابعا – مواقع مدن قليلة الأهمية:
سجلت هذه المدن في هذه الفئة معاملاً بؤرياً 4، ويبلغ عدد من هذه الفئة 27 مدينة، تضمنت اثنتان من حواضر الأقاليم الإدارية الشمالية وهما مدينة الجوف والقريات وتضم أيضاً مدن املج وبدر حنين بإمارة منطقة المدينة المنورة، ومدينة الليث ورابغ والحوية والقنفذة بإمارة منطقة مكة المكرمة. ومن مدن إمارة منطقة الرياض أزلفى والدوادمي والسليل وحوطة بني تميم وليلى ومدينة رياض الخبراء والخبراء بإمارة منطقة القصم. ومن المنطقة الشمالية نجد مدينة رنجة بالحدود الشمالية وضبا بإمارة منطقة تبوك، أما في المنطقة الجنوبية فضمت الفئة مدينة الظهران الجنوب والدرب ويمش بإمارة تجيزان، أما مدن المنطقة الشرقية الواقعة في هذه الفئة هي مدينة الخبر (13) والخفجي من المواني والمعابر ومدينة النعيرية والقيصومة والشقيق.
خامسا – مواقع مدن قليلة الإمكانيات:
وهي المدن التي استحوذت مواقعها على معامل بؤري 3، ويبلغ عدد مدن هذه الفئة 46 مدينة، تتضمن حاضرة إقليمية، هي الباحة ومدينة حائل حاضرة إمارة منطقة حائل.
ومن مدن هذه الفئة بإمارة الرياض الخماسين وحوطة وسدير والغاط وضرمة ومرات، والدرعية ورماح والدلم وعفيف وساجر، وشمال إمارة الرياض ضمت مدن البدائع والبكيرية والمذنب والرس بإمارة منطقة القصيم.
وبالمنطقة الغربية ضمت الفئة مدينة الحمدا – رنية – الخرمة – ابحر بإمارة مكة المكرمة، ومدن حناكية وخيبر بإمارة المدينة المنورة، وتضم مدينة البدع بإمارة منطقة الباحة، ومدين تنومك وبيشة(14) والنماص بإمارة عسير، ومدن أبو عريش وضمد بإمارة جيزان ومدينة شرورة بإمارة نجران.
أما المنطقة الشرقية فضمت من مدن هذه الفئة مدينة تاروت ورأس تنورة ورحيمة وصفوي وعنك وسلوى، ومن مدن المنطقة الشمالية توجد مدينة رفحة.
سادسا – مواقع مدن ضئيلة الامكانيات:
تضم هذه المجموعة أربعاً وثلاثين مدنية بالمملكة، حصلت مجموعة على معامل بؤري أقل من 2، ويبلغ عدد أربعاً وعشرين مدينة. وتضم معن، العيون والجفرة والسفلى من المنطقة الشرقية، وخمس مدن منطقة الرياض هي بيار تبارك الارطاوي والبجادية وحريملاء والعينية والنويعمة، كما تضم أربع مدن بإمارة القصيم هي عقلة الصقور – الديليمية – الشامسية – عيون الجوى.
ومدينة تيماء بمنطقة حائل. تضم من المدن المنطقة الغربية مدينة تربة وشرائع المجاهدين بإمارة مكة المكرمة، ومدينة باللسمر وأحد رفيدة وسبت العلايا في إمارة منطقة عسير، ومدينة صامتة بإمارة جيزان ومدينة الفيصلية بإمارة نجران.
أما الفئة الثانية من المواقع الحضرية فهي التي حصلت على معامل بؤري 1 وتضم تسع مدن هي عين دار والقارة بالمنطقة الشرقية ومدينة العلا وينبع النخيل بإمارة منطقة المدينة المنورة، ومدينة ثادق والحائر الرين بمنطقة الرياض، ومدينة الخريبة بإمارة تبوك، ومدينة الشفا بإمارة منطقة مكة المكرمة.
أما الفئة الأخيرة للمواقع الحضرية، والتي لا تملك شيئاً من امكانيات الموقع، ولم تحصل على أي معامل يذكر لبؤرتها، وتضم مدينتين هما مدينة الحريق بمنطقة الرياض، والموية بمنطقة مكة المكرمة .
هيراركية المواقع الحضرية والتنمية العمرانية
أولا – هيراركية المواقع الحضرية:
تنظم المواقع الحضرية في المملكة – وأي دولة في العالم – نظاماً هرمياً لامكانيات مواقعها، قاعدته تتألف من عدد كبير من المدن الصغيرة في إمكانيات مواقعها، يعلوها مجموعة أقل فأقل من لمدن متنامية في إمكانية مواقعها الحضرية.
والجدول التالي رقم (2) يوضح هذه الهيراركية في المواقع الحضرية الحالية وفي نهاية الخطة الخمسية الثالثة (1405هـ) وفي الخطة الخمسية الرابعة (1405 /1410هـ)، ومنه نخلص بالحقائق التالية:
قاعدة هذا النظام الهيراكي يجب أن تكون من مجموعة المواقع الحضرية التي حصلت على معامل بؤري 3، ويبلغ عددها 45 مدينة تشكل ثلث (32%) جملة عدد المدن في المملكة، واغلب هذه المدن صغيرة. ومما يلفت النظر أن هذه الفئة من المدن الصغيرة تضم إحدى حواضر إمارات المناطق وهي مدينة حائل، ويرجع هذا الى تطرفها في أقصى شمال المعمور النجدي وفقر ظهيرها الشمالي وصعوبة سطحه، مما يستلزم تنميتها وربطها أجزاء المعمور النجدي والسعودي عامة لتتبوأ مكانتها في هرمية المواقع الحضرية بما يتناسب مع موقعها في الهيراركية الإدارية. انظر شكل رقم (2).
جدول رقم (3)
هيراركية المواقع الحضرية الحالية
وفي نهاية الخطة الخمسية الثالثة (1405هـ) والرابعة (1410هـ)
- توجد ثلاث وثلاثون مدينة تشكل ما يقرب من ربع جملة عدد المدن (23.9%) استحوذت مواقعها على أقل من معامل بؤري 3، ثلثا هذه المجموعة (24 مدينة) حصلت على معامل بؤري 2 وتسع مدن حصلت على معامل بؤري 1 و(صفر) ولم تسجل مواقع مدينتين على أي شيء يذكر لأهمية مواقعها.
- وهذه المدن ربما ضمت حديثا الى قائمة المدن، ولكنها لم ترق بعد إلى الحد الأدنى من إمكانية مواقع المدن الصغرى، وتعد المدن التي حصلت مواقعها على معامل بؤري 1 و(صفر) أبعد من أن تحسب في عداد المدن إلا إذا تمت تنميتها.
- وهذه المدن ربما ضمت حديثا الى قائمة المدن، ولكنها لم ترق بعد إلى الحد الأدنى من إمكانية مواقع المدن الصغرى، وتعد المدن التي حصلت مواقعها على معامل بؤري 1 و(صفر) أبعد من أن تحسب في عداد المدن إلا إذا تمت تنميتها.
- حصلت خمس جملة إعداد المدن (19.6%) على معامل بؤري 4، تضمنت الجوف وتبوك من حواضر مناطق الإمارات الرئيسية، وعددا من المواني والمرافئ مثل رابغ والخبر والقنفذة والليث وضبا واملج وبعض المعابر البرية الدولية مثل الخفجي وظهران الجنوب، ومجموعة من المدن توجد بها مطارات تخدم النقل الداخلي مثل السليل والقيصومة.
- توجد خمس عشرة (10.9%) مدينة حصلت مواقعها على معامل بؤري 5، ضمت هذه المجموعة مدينة أبها ونجران والمدينة المنورة والباحه من حواضر مناطق الإمارات وبعض المدن الإقليمية.
- يليها أربع مدن استحوذت مواقعها الى معامل بؤري 6، ضمت مدينة مكة المكرمة من حواضر المناطق الإدارية، ومن المدن الرئيسية الطائف بإمارة مكة المكرمة، وتضم مدن ينبع البحر والقطيف من المواني والمرافي.
- وفي أعلى هرم المواقع الحضرية توجد أربع فئات من معامع بؤرية المواقع 7، 8، 9 10، وينتمي إلى هذا الجزء العلوي من هرم المواقع الحضرية أربع من حواضر المناطق الإدارية مثل عرعر – جيزان – بريدة -لدمام، ومن المواني الرئيسية ضمت فضلا عن مدينة الدمام وجيزان – الجبيل وجدة، ومن المدن الإقليمية الرئيسية أبقيق – الهفوف والمبرز – الظهران بالمنطقة الشرقية، ومدينة الخرج بمنطقة الرياض. وتأتي العاصمة (الرياض) على قمة هرم المواقع الحضرية.
التغيرات في هيراركية المواقع الحضرية:
تقوم الدولة في خططها الخمسية للتنمية المتتابعة بتنمية الشبكات النقلية بقطاعاتها المختلفة الطرقية والحديدية والجوية والبحرية، هذا فضلا عن شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية والبريد، ولا شك أن هذا سينعكس على إمكانيات المواقع الحضرية الواقعة في نفوذ امتداد هذه الشبكات. وقد حاول البحث تتبع التغيرات التي بمكن أن تطرأ على إمكانيات هذه المواقع الحضرية في فترتين، الأولى بعد تنفيذ الخطة الخمسية الثالثة 1405هـ والثانية بعد تنفيذ الطرق – التي تصمم حاليا فقط – في الخطة الخمسية الرابعة.
ومن الجدول السابق رقم (3) الذي يوضع التغيرات التي يمكن أن تطرأ على المواقع الحضرية، يمكن أن نخلص من هذا الجدول بالحقائق التالية:
ستبقى المدن المعزولة الصغرى ( معامل بؤري صفر) في نهاية الخطة الثالثة (1405هـ)، كما ستنخفض عدد المدن التي حصلت على معامل بؤري 1، 2 إلى أقل من النصف تقريباً، وبذا ستبلغ نسبة عدد المدن التي حصلت على معامل بؤري أقل من 3 على أقل من عشر جملة عدد المدن الحالية بعد أن كانت تشكل ربعها.
إن الاتجاه نحو تنمية هذه المسميات من المدن سليم لترقى إلى مستوى المدن الصغرى (ذات المعامل البؤري 3)، ويجب ترشيد اختيار المراكز العمرانية المراد تحويلها الى مراكز حضرية تبعاً لأسس علمية سليمة تتضمن إمكانيات مواقعها، لأن مواقع المدن تهب استمرار الحياة، بمواضعها.
ومن أمثلة هذه المدن ينظر أن تتعاظم إمكانيات مواقعها مدينة العلا والخريبة بإمارة المدينة المنورة وتبوك على التوالي وذلك بمعدلات سريعة.
وفي مقابل ذلك سيتزايد عدد المدن الصغرى (معامل + 3) من ثلث إلى ما يقرب من ثلثي عدد المدن بالمملكة، وتصبح قاعدة هرم المواقع الحضرية أكثر رسوخاً.
ومن المنتظر أن تتنامى إمكانيات مواقع ثلاثة عشر مدينة صغيرة تحصل مواقعها على معامل بؤري أكبر من 4 في عام 1405هـ مثل الارطاوية والبدع وتنومة والجموم وحالة عمار وحقل وحناكية والدلم وسلوى وسوق الاحد ومرات والنماص والقويعة.
ولكن ينتظر تنامي موقع كل من مدينة رماح وبيشة وحائل بسرعة، فستتحول الأولى إلى فئة معامل بؤري 5 والثانية إلى معامل بؤري 6 والثالثة إلى معامل بؤري 7، وسينعكس هذا على التنمية الاقتصادية والعمرانية لهذه المواقع الحضرية في السنوات الخمس المقبلة، وستصبح في مستوى المدن المتوسطة والكبيرة في إمكانيات مواقعها.
ستتزايد نسبة عدد المدن التي حصلت مواقعها على معامل بؤري 4 من خمس (19.6%) إلى ما يقرب من ربع جملة عدد المدن. ويلاحظ أن سبع مدن من تلك المجموعة ستتنامى أهمية مواقعها وتنتقل إلى درجة أعلى، مثل مدن كل من املج وتبوك وضباء والقيصومة ورفحة والنعيرية وظهران الجنوب، والأخيرة أكثر المدن في معدلات تنامي مواقعها.
ستتزايد أعداد المدن التي حصلت مواقعها على معامل بؤري 5، 6، وبالتالي ستتحول نسبة أعداد الأولى من 11% إلى 15%، وستتضاعف الفئة الثانية (من 3% إلى 6% تقريباً). ومن أبرز هذه المدن المتنامية المواقع خميس مشيط والمدينة المنورة والوجه في الفئة الأولى، ولكن لن يطرأ على مدن الفئة الثانية (معامل بؤري 6) أي تغيير وهن مدن الطائف والقطيف ومكة المكرمة وينبع البحر.
أما المدن الكبيرة والكبرى التي حصلت مواقعها على معامل بؤري 7 فأكثر فلن يطرأ على أعدادها تغيير يذكر، ويلاحظ تنامي موقع مدينة جيزان جنوب غرب المملكة كذلك الظهران التي سيقل فاعلية موقعها بعد نقل مطارها الدولي إلى غرب مدينة الدمام، كما ستقل أيضاً الفاعلية لموقع جيزان بعد افتقاد أهميتها كمعبر بري دولي إلى اليمن إلى معابر جديدة بديلة مثل الخضراء والموسم وغيرها.
وأبرز الحالات التي يلاحظ تنامي مواقعها مدينة الدمام التي ستعادل مع مدينة الرياض في إمكانيات موقعها بعد تنفيذ طريق الدمام – الرياض، كما سيزيد من أهميتها المطار الجديد ومعبر جسر البحرين البري الدولي (الخبر).
هيراركية المواقع الحضرية في أقاليم المملكة:
تعكس هيراركية المواقع الحضرية في مناطق المملكة العربية السعودية الظروف الجغرافية لهذه المناطق وإمكانيات تنمية مواقعها الحضرية. والجدول التالي رقم (4) والشكل رقم (3) يوضحان الاختلافات الإقليمية لنسبة عدد المدن في كل فئة من فئات معامل بؤرية الموقع، ونخلص منها بالحقائق التالية:
تتميز قاعدة أهرام هيراركية المواقع الحضرية باتساعها، إذ يزيد عدد المدن الصغيرة في إمكانيات مواقعها والتي سجلت معاملا بؤريا 3 في المملكة على ثلث (33.3%) عدد المدن، ولكنها أكثر ارتفاعاً في المنطقة الجنوبية (47.6%) والمنطقة الشمالية (44.4%) ثم المنطقة الوسطى (38.6%) ولكنها أكثر انخفاضاً في المنطقة الشرقية والغربية إذ تبلغ النسبة في كلتيهما 26.1% - 25% على التوالي.
بعد التنفيذ للمشروعات الشبكات النقلية وشبكة الاتصالات السلكية في السنوات الخمس المقبلة، ستتزايد نسبة إعداد المدن ذات معامل بؤري 3 في المملكة إلى 38.5%، ولكنها ستكون أكثر ارتفاعاً في المنطقة الوسطى والجنوبية (45.4% - 42.9% على التوالي)، وأقل ارتفاعاً في المنطقة الشمالية (38.9%)، وستنخفض النسبة في المنطقة الشرقية (34.8%)، وستكون أكثر انخفاضاً في المنطقة الوسطى.
والعلاقة الارتباطية عكسية وقوية بين نسبة عدد المدن الصغيرة في إمكانيات مواقعها ونسبة الحضرية، فالمناطق التي ترتفع فيها نسبة الحضرية ارتفاعاً كبيراً تنخفض فيها نسبة عدد المدن ذات معامل بؤري صغير 3، وترتفع نسبة هذه المدن في المناطق الجنوبية والشمالية، بينما تنخفض نسبة الحضرية فيها.
ترتفع نسبة عدد المدن – حديثة الضم – والتي بلغ معامل أهمية مواقعها أقل من 3، إذ تشكل في المملكة ربع جملة عدد المدن (24.5%)، وهي أكثر ارتفاعاً في المنطقة الوسطى، التي تبلغ النسبة فيها (27.4%)، بينما تنخفض نسبة عدد هذه المسميات من المدن في المنطقة الشرقية (17.3%) فالوسطى (16.7%) والمنطقة الشمالية (16.65%) واخيراً الجنوبية (14.3%).
أكبر المواقع الحضرية في المنطقة الشمالية والجنوبية لم يتجاوز المعامل البؤري 5 بينما سجلت أهم المواقع الحضرية في المنطقة الغربية معاملا بؤريا 7 وفي المنطقة الشرقية 9 والمنطقة الوسطى 10. ولن يحدث تغير في السنوات الخمس التالية إلا في المنطقة الشرقية التي ستسجل أكبر مدنها معامل 10، والمنطقة الشمالية التي تسجل بعض مدنها معامل بؤري 7.
وبالنسبة للمواقع الحضرية ذات الإمكانيات الكبيرة والتي سجلت معاملاً بؤرياً يزيد عن 7، تبلغ نسبتها في المنطقة الشرقية ربع جملة عدد مدنها، تليها المنطقة الوسطى (6.8%) ثم المنطقة الغربية (4.17%). ولن تتغير هذه النسبة في السنوات الخمس المقبلة في المناطق الثلاث، ولكن هذه الفئة من المدن في المنطقة الشمالية ستبلغ عشر جملة عدد المدن فيها.
يتضح التباين فيف إمكانيات المواقع الحضرية في المنطقة الوسطى، إذ تخلو هيراركية المواقع الحضرية فيها من المدن ذات معامل بؤري 6.9، رغم أن أهم ،مواقعها (الرياض) سجلت أعلى معامل بؤري وسجلت باقي المدن معاملات بؤرية دنيا ومتوسطة.
ثانيا – مراكز عمرانية متنامية المواقع ومدن مقترحة:
وإذا كانت هناك بعض المعايير لتحديد المدينة ومتى تتحول إلى المستوى الحضري، فإن هناك بعض المتغيرات الهامة التي تدفع هذه المراكز الحضرية الوليدة إلى التدهور أو التقدم مثل إمكانيات الموقع.
ومن خلال مسح إمكانيات مواقع المدن القائمة تم تسجيل بيانات مماثلة لمجموعة من المراكز العمرانية غير الحضرية، وتقترح إمكانيات مواقعها أن تكون مدناً صغرى، ويمكن تقسيمها إلى عدة مجموعات.
(1) المجموعة الأولى لقرى سجلت مواقعها معاملاً بؤرياً 4، 5، وتضم أبو حدرية العثمانية – حرض – عرعر 4 وأخيراً السلمية 5.
(2) المجموعة الثانية لقرى سجلت مواقعها معاملا بؤريا 3 وتشمل المويلع – ظلم – كمدة – الجفارة – القليبية – أضاخ أو الأثلة – بريكة – النبك – أوكاف – الحناكية أو الجيف – خف – مخواة – الظفير – ربيع – الحديثة– الرقعي .
(ج) أما المجموعة المتبقية لقرى سجلت كلها معاملاً بؤرياً 2.
(د) يلاحظ تنامي مواقع بعض المراكز العمرانية الريفية في السنوات الخمس المقبلة مثل الرويضة 3 الجفارة 4 أو الكاف 5 العثمانية 5 سنام 4 الرقعي 4 الشعاب 4 الشريف 3 رزوقة 4 المخواة أو بني شرفا 3.
جدول رقم (4)
الاختلافات الإقليمية لنسبة عدد المدن في كل فئة من فئات معامل بؤرية المواقع
(1) جمال حمدان ، جغرافية المدن، عالم الكتب – القاهرة ، الطبقة الثانية، بدون تاريخ، ص 280.
(2) (أ) ارامكو، خريطة الطرق المملكة العربية السعودية، 1982.
(ب) ملخص الخطة الخمسية الثالثة 1400 – 1405هـ، مؤسسة تهامة، جدة 1401هـ.
(3) الكتاب الإحصائي السنوي، جدول 3 – 51 ص 268.
(4) وزارة البرق والهاتف، دليل الهاتف، ص 5.
(5) استخدام كريستالر كثافة التليفونات في قياس مركزية مراكز العمران في جنوب ألمانيا عند تطبيق نظرية الأماكن المركزية.
(6) المعترف بها على المستوى الرسمي من خلال تداول دواوين الدولة – انظر جدول رقم (1) والملحق.
(7) غير الخطوط الفرعية.
(8) ملخص الخطة الخمسية الثالثة، والمرجع السابق، ص 263 ص 265.
(9) Cooley, C. , theory of Transportation, Baltimors amer. Econ. Assoc. 2954.
(10) المؤسسة العامة للمواني، التقرير الثالث، 1400هـ 1800م، ص 16.
(11) وزارة البرق والهاتف، خطة العمل _ 1402هـ - 1403هـ) تشغيل وصيانة الخدمة الهاتفية ذو القعدة 1402هـ.
(12) لو وضع في الاعتبار حجم الحركة المرورية على الطرق الداخلية الى مدينة جدة وكذلك كمية الشحن الجوي والمناولة والتفريغ في ميناء جدة لارتفعت قيمة أهمية موقع مدينة جدة عن المعامل الحالي.
(13) تعد مدينة الخبر أحد مكونات منطقة الدمام الكبرى والتي تتألف من مدينة الدمام والخبر والظهران، وقد استفادت من مقومات أهمية موقع مدينة الدمام (الميناء مثلا) والظهران (المطار) بحكم العلاقات الوظيفية المكانية من المدن الثلاث، ويتوقع زيادة أهمية موقعها باستكمال جسر البحرين – السعودية.
(14) من أهم مداخل إقليم عسير، ولكن الطرق المتفرعة منها غير مرصوفة، وبالتالي تدنى قيمة معامل أهمية موقعها، ولكن سيتعاظم أهمية موقعها بنهاية عام 1405هـ، برصف هذه الطرق وبالتالي سيبلغ معامل أهمية موقعها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق