اﻟﺘﻨﻮع اﻟﺤﻴﻮي ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺔ
د. ﻋﺮوب اﻟﻤﺼﺮي
اﻟﻤﺮكز اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺟﺪﻳﺪة ﻋﺮﻃﻮز 9-1- 2013
• ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺳﻮرﻳﺔ ﻣﻬﺪاً ﻟﺤﻀﺎرات ﻋﺪﻳﺪة ﺗﻮاﻟﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﺗﺎرﻳﺦ ﻳﺮﺟﻊ إﻟﻰ ﺁﻻف اﻟﺴﻨﻴﻦ . ﻟﻘﺪ ﺳﻜﻦ اﻹﻧﺴﺎن هذﻩ اﻟﺒﻘﻌﺔ اﻟﺨﺼﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻨﺬ اﻟﻘﺪم واﺳﺘﻔﺎد ﻣﻦ ﺧﻴﺮاﺗﻬﺎ إﻻ أن هذا اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻗﺪ أدى إﻟﻰ ﺗﺒﺪﻻت ﻓﻲ اﻟﻨﺒﺎت اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ وﺗﺮاﺟﻊ اﻟﺤﻴﻮان اﻟﺒﺮي ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﺟﺰاء ﺳﻮرﻳﺔ ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﻞ أم ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ، ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺎﻃﻖ اﻟﺠﺒﻠﻴﺔ أم ﻓﻲ اﻟﺒﺎدﻳﺔ .
• ﺑﺪأ ﺗﺪﺟﻴﻦ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت وزراﻋﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻏﺮب ﺁﺳﻴﺎ ﻣﻨﺬ أكثر ﻣﻦ ﻋﺸﺮة ﺁﻻف ﺳﻨﺔ، كما اكتشفت ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻋﺸﺮات اﻷﻧﻮاع اﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻤﻔﻴﺪة ﻟﻺﻧﺴﺎن وﺣﻴﻮاﻧﺎﺗﻪ اﻟﻤﺪﺟﻨﺔ . وﻧﻘﻞ اﻹﻧﺴﺎن هذﻩ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﻤﺰروﻋﺔ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻣﺤﺎﺻﻴﻞ ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ ذات أهمية اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ إﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ .
• ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺳﻮرﻳﺔ ﻣﺮكز ﺗﻨﻮع ﺣﻴﻮي زراﻋﻲ هام ﻟﻠﻤﺤﺎﺻﻴﻞ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ واﻟﻌﻠﻔﻴﺔ واﻷﺷﺠﺎر المثمرة . من أهم هذه اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟمزروﻋﺔ اﻟﻘمح والشعير واﻟﻌﺪس واﻟﺤﻤﺺ واﻟﺠﻠﺒﺎﻧﺔ واﻟﺰﻳﺘﻮن واﻟﻠﻮز واﻷﺟﺎص واﻟﺨﻮخ واﻟﻨﻔﻞ واﻟﺒﺮﺳﻴﻢ واﻟﻨﺒﺎﺗﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ واﻟﻌﻄﺮﻳﺔ وﻧﺒﺎﺗﺎت اﻟﺰﻳﻨﺔ . وﺗﻌﺪ هذﻩ اﻟﻨﺒﺎﺗﺎت ﺗﺮاﺛﺎً وأﺳﺎﺳﺎً ﻟﻠﻤﺰروﻋﺎت ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺔ واﻟﻌﺎﻟﻢ .
• وﻗﻌﺖ ﺳﻮرﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺘﻨﻮع اﻟﺤﻴﻮي ﺑﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ أﻳﺎر ﻋﺎم 1993 وﺻﺎدﻗﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ كاﻧﻮن اﻷول ﻋﺎم 1995 . وﺑﻤﺼﺎدﻗﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ هذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﻃﺮﻓﺎً ﻣﻦ أﻃﺮاف هذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﺗﻘﻮم ﺑﺎﺗﺨﺎذ إﺟﺮاءات ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ وﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ وﻗﻒ ﻓﻘﺪان اﻟﺘﻨﻮع اﻟﺤﻴﻮي ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﻨﻈﻢ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق