قراءة مختصرة لمناخ المغرب
د. محمد الصباحي
كلية الآداب - جامعة تطوان
كلية الآداب والعلوم الإنسانية ( شعبة الجغرافيا )
2009 م
يحدد الأخصائيون نوع المناخ السائد في أي منطقة من سطح الأرض عن طريق دراسة عناصر المناخ والتي ترتبط ببعضها البعض. ويشكل التساقط والحرارة العنصران الأكثر فعالية، نظرا لتداخلهما وترابطهما وتأثيرهما الكبير على كل عناصر * المناخ. ويؤدي تفاعل هذه العناصر في إطار الدورة المائية إلى تواجد الماء فوق السطح وفي باطن الأرض.
ويجب أن نفرق بين العناصر (الحرارة والرطوبة والتكاثف والتساقطات والضغط الجوي والرياح، ...) التي يتألف منها المناخ، وبين العوامل (الموقع بالنسبة لخطوط العرض ودرجة الارتفاع عن سطح البحر والتيارات البحرية، ...) التي تؤثر فيه. " فالعناصر تتغير تغيرا دائما حسب العوامل التي تؤثر في المناخ، أما هذه الأخيرة فهي ثابتة لا تتغير "1.
يتميز المغرب بسياق مناخي يطبعه غياب الانتظام على مستوى الزمان والمكان. فعناصر المناخ غير ثابتة، بل متغيرة زمنيا حسب الفصول والسنوات، وخاصة بالنسبة للتساقطات المطرية والثلجية. أما مكانيا، فالتنوع الطبيعي يؤثر بشكل أو بآخر في تباين مفعول عناصر المناخ.
إن موقع المغرب في العروض شبه المدارية الانتقالية يجعله أكثر عرضة للتغايرية المناخية ولظاهرة الجفاف. فهو يقع عند ملتقى تأثيرات ثلاثة مختلفة الأصول، تجمع بين البحر المتوسط شمالا والمحيط الأطلنتي غربا والصحراء جنوبا وبالجنوب الشرقي. وتتولى السلاسل الجبلية بالريف والأطلس والسهول الغربية دور توزيع هذه التأثيرات، كما أن هذه الأخيرة تسود تارة وتمتزج أو تتعارض تارة أخرى لتولد تنوعا في المناخ بمختلف جهات البلاد.
ويمكن تصنيف مناخ المغرب ضمن المناخ الجاف والشبه الجاف، حيث تطغى عليه سمات الجفاف أكثر من الرطوبة، ظاهرة تبدو مألوفة في الوضعية الهيدرومناخية." … يشكل الجفاف مظهرا طبيعيا مألوفا في مناخ المغرب، نظرا لكون التساقطات السنوية تكون في الغالب أقل من المعدل، بحكم أن تردد سنوات الجفاف يفوق بمرة ونصف تردد السنوات الممطرة … " 1.
I- العوامل المؤثرة في المناخ :
يشكل الموقع العرضي* والكتل الهوائية عاملين رئيسيين يفسران التباين المناخي القائم بين المنطقتين الشمالية والجنوبية من المغرب، كما يساهم في تنوع الخصائص المناخية عاملان آخران هما: علو التضاريس والقرب أو البعد من البحر.
1- تأثير الموقع العرضي :
إن الامتداد العرضي الشاسع يؤثر في تحديد خصائص مناخ** المغرب، سواء من حيث توزيع كمية الأمطار أو درجة الحرارة. فبحكم موقعه بين خطي عرض °21 و °36 شمالا، فإنه ينتمي إلى العروض الشبه المدارية. وأيضا تواجده في منطقة انتقالية بين نطاقين مناخيين كبيرين: النطاق المعتدل في الشمال والنطاق المداري الحار في الجنوب.
في الفترة الرطبة، يتلقى المغرب كتلا* هوائية باردة و رطبة مصدرها المنطقة المعتدلة شمالا. وفي السنة العادية يمر على البلاد من 15 إلى 20 اضطرابا جويا رطبا. في معظم الحالات لا تمس هذه الاضطرابات كل التراب الوطني، بل تقتصر أكثر على المناطق الشمالية والشمالية الغربية والوسطى، ونادرا ما تهم المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية.
وفي الفترة الجافة، يتعرض المغرب لتأثير كتل هوائية حارة وجافة أو رطبة قادمة من المنطقة المدارية جنوبا. و يتمخض عن تمركز المرتفع الأصوري قبالة السواحل المغربية، طقس مستقر معتدل في المناطق الساحلية وحار داخل البلاد. أما الكتل الصحراوية الجافة فإنها تكتسح الشرق و الجنوب، بل وفي حالات متعددة تتوغل نحو الشمال الغربي متجاوزة حاجز سلسلة الأطلس.
عامة، ينتج عن الموقع العرضي للمغرب انتشار المناخ المتوسطي في الشمال و الشمال الغربي، وسيادة المناخ الصحراوي في الجنوب والجنوب الشرقي. فما هي إذن، خصائص المناخ المتوسطي والصحراوي؟
- المناخ المتوسطي :
يتميز المناخ المتوسطي بشتاء بارد معتدل نسبيا، وصيف حار وجاف، يفصلهما فصلان انتقاليان هما الربيع والخريف. إلا أن هذا التصنيف، عرف خلال الثلاثة عقود الأخيرة تغيرات سببها تردد فترات الجفاف على المغرب منذ بداية الثمانينات من القرن العشرين. " فالمناخ المتوسطي متقلب، وهذا التقلب يزيد في المناطق الجافة من هذا المجال. كما يقوى كذلك خلال الفترة الطويلة التي تشكو من وطأة الجفاف. ضعف التهاطلات وعدم انتظامها عنصران مترابطان إذن. ولا شك أن هذه حالة المناطق الصحراوية والساحلية كذلك "1.
- المناخ الصحراوي:
يتسم المناخ الصحراوي* بالجفاف وندرة التساقطات المطرية، وبقوة الإشعاع الشمسي مع فترة تشميس طويلة خلال السنة. علاوة على قوة التبخر وقلة الرطوبة. يتصف فصل الصيف بارتفاع شديد في درجات الحرارة (هبوب رياح حارة وجافة) أثناء النهار وانخفاضها ليلا. أما في فصل الشتاء تكونالتساقطات نادرة إلى شبه منعدمة. في نظر ريمون فيرون 1 : " أن مناخ الصحراء يتميز بانعدام التساقطات المطرية لسنين متتالية، لكنها قد تحدث وبشكل مفاجئ خلال أية فترة زمنية".
إن الميزة الوحيدة للمناخ الصحراوي هو الجفاف، ولكن الجفاف بدوره له صلة بعدد من الصفات الصحراوية، كقوة ضوء الشمس وارتفاع درجة الحرارة والتفاوت الحراري ونوع التضاريس والتربة. " إن كل هذه الصفات تساعد على إدماج الصحاري في مجموعة مناخية واحدة، حيثما كانت هذه الصحاري ومهما كانت الظروف التي تسببها "2.
2- تأثير عامل التضاريس:
يتدخل عامل التضاريس بواسطة عنصري الارتفاع الطبوغرافي والتوجيه، فكلما زاد الارتفاع تزايدت كمية الأمطار. لكن هذه الزيادة تتوقف عند علو يتراوح ما بين 500 2 م و 000 3 م، وذلك نظرا لقلة الرطوبة في طبقات الجو العليا. أما التوجيه، فهو الآخر يؤثر على كمية الأمطار داخل السفوح الجبلية. فالسفوح المواجهة للرياح الرطبة تكون محظوظة من حيث كمية الأمطار، بخلاف السفوح التي تقع في ظل المطر.
وتلعب التضاريس* دورا رئيسيا في تحديد خصائص مناخ المغرب وتباينه الجهوي من منطقة لأخرى، فانتصاب السلاسل الجبلية وسط البلاد، أدى إلى خلق مجالين مختلفين : المغرب الشمالي الغربي المنفتح على الرياح الممطرة، والمغرب الشرقي والجنوبي الخاضعين للتأثيرات الصحراوية. فالجبال تشكل حاجزا طبيعيا رئيسيا يحد من تسرب الكتل الهوائية الباردة والرطبة الآتية من المحيط في اتجاه شرق وجنوب السلسلة الأطلسية، كما تحد من توغل الكتل الهوائية الحارة والجافة نحو الشمال الغربي.
أما على مستوى التوجيه، فإن السفوح الشمالية و الشمالية الغربية المواجهة للرياح الرطبة المحيطية، تستفيد شتاء من كميات مطرية و ثلجية مهمة. وقد مكن انفتاح سلسلة الأطلس غربا على واجهة بحرية محيطية من امتصاص قسط وافر من الرطوبة الجوية، عكس السفوح الجنوبية والجنوبية الشرقية المنفتحة على المجال الصحراوي.
3- تأثير عاملي البحر و القارية:
تعتبر البحار **والمحيطات المصدر الرئيسي لبخار الماء المحمل في الهواء، فمنها يستمد الغلاف الجوي الجزء الأكبر من رطوبته، كما يمكن اعتبارها خزانا للحرارة، بحيث تساهم في اعتدال الجو بالمناطق الساحلية.
وبحكم الموقع الجغرافي للمغرب، فإنه ينفتح بشكل واسع على المؤثرات البحرية المتوسطية في الشمال، والمحيطية الأطلنتية في الغرب. هذه المؤثرات تساعد على اعتدال المناخ بالمناطق الساحلية، حيث تقوم بتلطيف درجة حرارة فصل الصيف، والتخفيف من قساوة برودة الشتاء. لكن كلما ابتعدنا عن السواحل وتوغلنا شيئا فشيئا داخل البلاد تضعف التأثيرات البحرية، حيث تزداد ظاهرة القارية. وهكذا يكون المدى الحراري السنوي منخفضا بالمناطق الساحلية ومرتفعا بالداخلية.
II- تعدد النطاقات المناخية:
تبعا للعوامل الجغرافية المؤثرة في مناخ المغرب، يمكن تقسيم التراب الوطني من حيث التفاوت المناخي إلى أربعة نطاقات مناخية. ففي الشمال والشمال الغربي، نجد النطاق الرطب والشبه رطب. وفي الشرق والجنوب الشرقي، يمتد النطاق النصف القاحل والقاحل ثم الصحراوي. ويتميز كل واحد من هذه النطاقات بخصائص مناخية معينة. الجدول التالي يمدنا بفكرة حول توزيع النطاقات المناخية .
جدول (1)
توزيع النطاقات المناخية بالمغرب
نوع المناخ
قراءة مختصرة لمناخ المغرب
المصدر: بوشتي الفلاح: المقومات الطبيعية بالمغرب.
مجلة المناهل، العدد: 46 / مارس 1995/ ص: 193.
(بتصرف/ هناك بعض التعديلات طرأت على المعطيات الأصلية للجدول)
يستنتج من المعلومات الواردة في الجدول أعلاه، أن النطاق القاحل والصحراوي يمتد على مساحة تقدر نسبتها بحوالي 80 % (850 560 كلم2) من مجموع مساحة التراب الوطني. أما النطاق الرطب و الشبه رطب فلا تزيد نسبته عن 7 % (000 50 كلم2). وهو مايعني، بأن مناخ المغرب يصنف ضمن المناخ الجاف إلى شبه جاف.
1- النطاق الرطب والشبه رطب:
يشمل المناخ الرطب والشبه رطب تقريبا كل المناطق الواقعة أقصى شمال وغرب سلسلة الأطلس، ويتمركز المناخ الرطب بالخصوص فوق القمم العليا، وبالضبط في مناطق مختلفة من سلسلة جبال الريف (اكتامة وباب برد وزومي وشفشاون …)، إضافة إلى نقط أخرى بسلسلة الأطلس المتوسط والكبير. أما المناخ الشبه رطب، فيسود بالأخص ربع الشمال الغربي من البلاد باستثناء المرتفعات العليا.
يطبع النطاق الرطب والشبه رطب خصائص المناخ المتوسطي، إذ كلاهما ينفتح على المؤثرات البحرية المشبعة بالرطوبة المحيطية والقطبية. ويعرف المجالين خلال السنة الواحدة فصلين متباينين: فصل رطب معتدل يمتد من شهر نونبر إلى أبريل ( معدل الرطوبة النسبية للهواء يقدر بـ 85 %) وآخر جاف وحار من شهر ماي إلى أكتوبر (معدل الرطوبة النسبية للهواء يصل إلى 70 %).
ويمكن اعتبار النطاق الرطب، أكثر النطاقات حظا من حيث التساقطات المطرية والثلجية، وخاصة بقمم الريف والأطلس. إذ تتراوح التساقطات المطرية بهذا النطاق في سنة عادية ما بين 600 ملم عند السهول الساحلية وأكثر من 200 1 ملم عند القمم العليا (الميدان الريفي بالدرجة الأولى ثم الأطلسي ثانيا)، وأحيانا تشهد هذه المرتفعات زخات مطرية عنيفة تستغرق فترات زمنية قصيرة. " … فالريف يعد أكثر المناطق المغربية رطوبة وارتواء باستثناء بعض الأحواض الداخلية للساحل المتوسطي وأقصى شرق سلسلة الريف … "1.
أما تساقط الثلوج، فيهم المرتفعات التي يزيد علوها عن 500 1 م. ويتراوح سمك هذه الثلوج في فصل الشتاء ما بين نصف متر ومترين ( متوسط الأيام الثلجية يقدر بـ 20 يوما/ السنة). فيما القمم التي يزيد ارتفاعها عن 2000م تعرف مدة تثلج تدوم ما بين شهر واحد وثلاثة أشهر حسب السنوات، كما هو الشأن بالأطلس (توبقال ومكون وبوناصر) وبالريف (تدغين).
فيما يخص درجات الحرارة فهي معتدلة عموما، لكنها تنخفض بشكل ملموس في فصل الشتاء، إذ قد تنزل أحيانا عن الصفر، وترتفع في فصل الصيف (يوليوز-غشت)، بحيث تتجاوز 30° بالمناطق البعيدة عن السواحل. أما متوسط الحرارة السنوي فيتراوح ما بين 15° و20°، فيما متوسط التبخر لا يفوق 200 1 ملم/السنة.
يتلقى النطاق الشبه رطب تساقطات مطرية أقل أهمية من النطاق الرطب، بحيث تتراوح ما بين 400 و 800 ملم/السنة. وتنتمي الشهور الرطبة في السنة إلى فصل الشتاء (دجنبر ويناير وفبراير)، أما أجفها فتنتمي إلى فصل الصيف (يونيو ويوليوز وغشت). ويعرف هذا النطاق تفاوتا في التساقطات بين المناطق الساحلية والداخلية (القارية).
وتكون درجات الحرارة خلال فصل الشتاء بهذا النطاق منخفضة، أدناها يسجل في شهري دجنبر ويناير، أما أقصاها فيسجل في فصل الصيف. أحيانا تتعدى الحرارة 35 ° ، كما هو الشأن في مدن فاس ومكناس ووزان وبني ملال وغيرها. ومما يزيد في حدتها هبوب رياح الشركي الجافة والحارة. وفي بعض الفترات من الفصل الحار تجتاز رياح الشركي حاجز جبال الأطلس وتصل حتى السواحل، حينها يلعب نسيم البحر دوره في تلطيف الجو.
وهكذا، يسجل التبخر في فصل الصيف أرقاما قياسية، ذلك أن 70 % من مجموع المياه المتبخرة تتم خلال فترة ماي-شتنبر. أما معدل التبخر السنوي فيتراوح بين 600 1 ملم عند الساحل وأكثر من 000 2 ملم داخل النطاق. فعلى سبيل المثال، سجل معدل التبخر بمحطة بني ملال إبان فترة 71-1982 ما يقارب 780 1 ملم، وفي فترة 61-1971 وصل المعدل بمحطة تادلة إلى 0292 ملم.
2- النطاق النصف قاحل :
يهم المناخ النصف قاحل المناطق التي تقع شرق الريف والأطلس وجنوبه، أي المنطقة التي تربط الخط الرابط من وجدة إلى سيدي إفني. هذا النوع من المناخ يمتد تأثيره على مساحة تقدر بـ 000 100 كلم2 ، وهو ما يمثل نسبة 14 % من مجموع مساحة التراب الوطني.
ويتشكل هذا النطاق من وحدة جغرافية يغلب عليها طابع القحولة، ما عدا الواجهة الساحلية التي تتعرض لمؤثرات متوسطية. لكن كلما توجهنا نحو الجنوب يزداد المناخ جفافا حيث التساقطات المطرية لا تتجاوز 400 ملم، وذلك لكون هذه المنطقة الشرقية تقع في الجهة المحمية من المؤثرات الأطلنتية الرطبة. "... متوسط التساقطات لا يتعدى 300 ملم بسبب وقوف جبال الريف حاجزا في وجه مرور التيارات المحيطية المحملة بالأمطار ... "1.
في بعض الحالات، يتعرض هذا النطاق لحالات جوية نادرة تتسبب فيها كتل هوائية باردة والتي تعطي زخات مطرية تمس خصوصا المرتفعات والسفوح والنجود العليا. وتعتبر سنوات 1963 (ماي) و 1975 (أبريل) و 1993 (نونبر) خير نموذج لمثل هذه الحالات. " من المعروف أن الميزة الأساسية لمناخ المناطق القاحلة ونصف القاحلة المجاورة للصحراء هي عدم انتظام التهاطلات، بحيث كثيرا ما ينتج عن قلة الأمطار مرة أو إفراطها مرة أخرى حدوث كوارث طبيعية واقتصادية "2.
وتتميز الواجهة الغربية للأطلس الكبير هي الأخرى بتساقطات مطرية ضعيفة، اللهم المنطقة الساحلية التي تستفيد أكثر من المؤثرات البحرية الرطبة، والتي قد تتعدى بها التساقطات 500 ملم في بعض السنوات. كما أن المنطقة محمية نسبيا من المؤثرات الصحراوية الجافة بفضل حاجز الأطلس الكبير والصغير.
فيما يخص درجات الحرارة، فهي متوسطة في فصل الشتاء وجد مرتفعة في فصل الصيف، تقل عن 30° عند السواحل وتزيد عن 40° في اتجاه الجنوب الشرقي، ويزيد من حدتها هبوب رياح الشركي. وهو ما يؤدي إلى تنشيط عمليات التبخر، بحيث يتراوح ما بين 000 2 و 000 3 ملم/السنة.
3- النطاق القاحل و الصحراوي:
ينتشر المناخ الصحراوي في كل الأقاليم الصحراوية الجنوبية، حيث يغطي مساحة شاسعة تصل إلى 80 % من إجمالي مساحة البلاد. جزء من هذه المساحة يقع في أدنى الجنوب الشرقي من البلاد. أما الجزء الأكبر، فيقع في الجنوب الغربي انطلاقا من مدينة طانطان إلى لكويرة مرورا بالعيون والسمارة والداخلة.
إذا ما استثنينا، الشريط الساحلي الصحراوي الذي يتميز بمناخ مداري معتدل، فإن بقية النطاق يسوده مناخ جاف وقاحل، فكلما توغلنا في قلب النطاق إلا وزادت حدة المناخ القاري. كما يعرف هذا النطاق هبوب رياح غربية بحرية وأخرى شرقية (الشركي)، إضافة إلى الزوابع الرملية.
ويشهد هذا النطاق تساقطات مطرية جد ضعيفة، بحيث لا تزيد عن 100 ملم في سنة عادية وتقل عن 30 ملم في سنة جافة. وتفوق السنوات الجافة بكثير السنوات الممطرة، بحيث لا تتجاوز هذه الأخيرة، ثلاث سنوات متتابعة تفصل فيما بينها خمس إلى سبع سنوات جافة متتالية. ويلاحظ أنالنطاق القاحل والصحراوي ليس عديم الأمطار تماما، بل إنه يتعرض في فترات قصيرة و متباعدة جدا لسقوط الأمطار،وتكون في الغالب مصحوبة بعواصف رعدية شديدة يترتب عنها حمولات.
وتكون درجات الحرارة بهذا النطاق متوسطة شتاء، لكن في فصل الصيف ترتفع بشكل كبير لتفوق 40° في النهار وتقل عن 30° ليلا. كما تلعب رياح الشركي دورها في هذا الارتفاع.وعلى هذا الأساس، وبفعل قوة الإشعاع الشمسي من الطبيعي أن يكون التبخر جد مرتفع، إذ يتجاوز في مختلف نقط المجال ...
المصدر: الجغرافيون العرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق