الصفحات

الاثنين، 30 يناير 2017

التحليل الطبيعي للخريطة الطبوغرافية نموذج الخريطة الطبوغرافية لشيشاوة ذات مقياس 10000/1 ...


التحليل الطبيعي للخريطة الطبوغرافية

نموذج الخريطة الطبوغرافية لشيشاوة

ذات مقياس 10000/1


التحليل الطبيعي للخريطة الطبوغرافية  شيشاوة ذات مقياس 10000/1.
    
مجلة الجغرافيين الشباب : 

    تنتمي خريطة شيشاوة إلى الهضاب الداخلية ضمن المسيطا الغربية (هضاب وسهول وأحواض المغرب الاطلنتي). وتضم جزءا من الجبيلات وتلال الميسات، خصوصا في الشمال والشمال الشرقي. وتقع هذه الخريطة بين خطي طول 30°8 و°9، وبين خطي عرض 30°31 و°32. يحدها من الشمال الجبيلات وتلال الميسات، ومن الشرق والجنوب سهل الحوز، ومن الغرب هضاب الشياضمة وامتداد تلال الميسات. يضم هذا المجال وحدة هضبية وجبال الجبيلات الوسطى إضافة إلى تلال الميسات. ويصل الارتفاع المطلق بالخريطة إلى 661م (خ ط174,5، خ ع158,6كلم ) بدراع الطويل. والارتفاع الأدنى إلى 225م (خ ط182,1، خ ع 147,9كلم).
    بالنسبة للجبيلات فتضم جبال وتلال متناثرة، والتي تتواجد بالشمال والشمال الشرقي وبمحاذاة تلال الميسا ت (الشمال الغربي)، هذه الوحدة تميزها مجموعة من القمم البارزة، من بينها جبل ايغود، ويمكن دراسته على الشكل التالي:
يقع هذا الجبل عند خط طول 172 كلم وخط عرض 148,5 كلم، وهو عبارة عن قمة نقطية، يصل ارتفاعه المطلق إلى 592م. له سفحان متظاهران يمكن دراستهما على الشكل التالي:
ü  سفح ذو نظرة شرقية يصل مداه 355م، بنسبة انحدار تصل الى 50,71%، وهو ذو انحدار منتظم.
ü  سفح ذو نظرة شمالية غربية يبلغ مداه 325م، ونسبة انحداره 65%، وهو أيضا منتظم. وبالتالي فهذا الجبل يتميز بسفوح طويلة ويغلب عليها طابع الانتظام.
    هذه الوحدة تتميز بتقطع شديد بسبب الشبكة الهيدروغرافية الكثيفة، مما يدل على أن هذا المجال يعرف تعرية مهمة، علما ان هذه الوحدة (الجبيلات) تضم صخورا تنتمي للقاعدة القديمة وصخورا متحولة أهمها الشيست.
    أما بالنسبة للوحدة الهضبية فهي كذلك متقطعة، يصل ارتفاعها المطلق إلى 661م (خ ط 174,5كلم، خ ع 158,6كلم)، وارتفاعها الادنى225م (خ ط182,1 كلم، خ ع147,9 كلم). وهي ذات اتجاه عام من الجنوب إلى الشمال. أما هضاب الميسات فتتجه من الشرق إلى الغرب. والتي تتميز هي الأخرى بالتقطع، حيث تطبعها شبكة هيدروغرافية موسمية كثيفة. وبالتالي فهذا الوسط يتعرض لتعرية مهمة خصوصا وانه يضم صخارة كاربوناتية أساسها الجبس. ونظرا لكثافة المسيلات وتواجد الصخور الكلسية فان الفرشة المائية متوفرة لكنه تتأثر بالملوحة الناتجة عن الجبس.
   وفيما يتعلق بالموارد المائية، فان المجال يتوفر أودية ومسيلات مهمة، حيث يجري واد تانسيفت، وهو دائم الجريان ، هذا الواد ينطلق من الشرق في اتجاه الغرب، يصل طوله في هذا المجال حوالي 76كلم ويرسم منعطفات طليقة، كما يصل تعمقه إلى 65 م قرب "كدية بردز" ( خ ط167كلم، خ ع136كلم)، ويتسع قعره إلى حوالي 400م. وله سفحان يمكن دراستهما على الشكل التالي:
- سفح ذو نظرة شمالية يصل مداه 65 مترا، بنسبة انحدار تصل إلى 2,1%، وهو محدب.
-  سفح ذو نظرة جنوبية يبلغ مداه 100م، ونسبة انحداره 7,14% وهو أيضا محدب. وبالتالي فسفح الواد غير متماثلين لا من حيث الطول  أو نسبة الانحدار.
     ولكثافة المسيلات فالسطوح الهضبية والتلال وكذا القمم الجبلية تتعرض لتعرية مهمة، والناتجة عن دينامية السيل و الدينامية النهرية. معظم هذه المسيلات ترفد واد تانسيفت مم يزيد من ميزانيته المائية.  والظاهر أن الآبار تنتشر بشكل لافت خصوصا في الشمال الشرقي للخريطة وعلى طول واد تانسيفت مما يدل على توفر فرشة مائية غنية والمتمثلة أساسا في فرشة البحيرة( جماعة راس العين) ونظرا لانتماء المجال إلى منطقة شبه جافة فهذه الفرشة تتعرض لتبخر مهم. وهذا يحيل كذلك على نفاذية الصخور الكلسية المشكلة لهذه السطوح. في حين نجد أبارا قليلة بمنطقة الميسات، والتي تعاني من ضعف الفرشة المائية وعمقها المهم إضافة إلى الملوحة الناتجة عن الصخور الجبسية. والملاحظ أن معظم الآبار تتواجد بالقرب من التجمعات السكانية، ادن فهي موجهة للاستعمال المنزلي وتورد المواشي إضافة إلى بعض المغروسات ذات الاستهلاك المحلي. لكن مع تطور تقنيات الري في الوقت الحالي فقد لجا العديد من الملاك إلى تجهيز ضيعاتهم بالسقي العصري والمتمثل في الري بالتقطير وأصبحت منتجاتهم الفلاحية موجهة للتسويق.
    وفيما يخص الغطاء النباتي ، فهو شبه منعدم إلا بعض الأدغال المتناثرة في المجال، بالمقابل هناك بعض المغروسات المتواجدة بالخصوص قرب الأودية ( تانسيفت، شيشاوة...)، لكن يبق استغلالا ضعيفا. ويمكن إرجاع هذا إلى العامل المناخي حيث يتواجد هذا الوسط ضمن المجالات شبه الجافة والتي تعاني من التبخر المهم.
     إن توفر فرشة مائية مهمة وقريبة من السطح، يستدعي استغلالها في السقي العصري لإقامة فلاحة عصرية وتسويقية تعود بالنفع على المنطقة من حيث توفير فرص الشغل ومن حيث تنظيم المجال، وكذا تزويد المراكز والتجمعات السكانية بالماء الشروب. إلا أن هذا المجال يعرف تناقضات كبيرة ، فهناك مجاري مائية مهمة نالا أن الآبار تتركز في مجالات دون أخرى، وخصوصا قرب مدينة شيشاوة حيث ضعف استغلال الفرشة المائية أو انه غير متوفرة. ولهذا فالمنطقة حاليا تواجه خصاصا في الموارد المائية وكذا تردي جودتها.وبالتالي تطرح العديد من التساؤلات: لماذا لا تستغل فرشة البحيرة بالشكل المطلوب علما أن المنطقة تتوفر على أراضي شاسعة؟والى أي حد ساهمت الصخارة في إغناء الفرشة المائية؟ أم كان لها تأثير قوي على جودتها؟.

    تعتبر منطقة بزو كمجال اتصال بين الأطلس المتوسط الهضبي وسهل تادلا(جزء منه) وهضبة الفوسفاط. وتقع الخريطة بين خطي طول °7 و'15°7 وخطي عرض °32 و'15°32. يحدها من الشمال سهل تادلا وهضبة الفوسفاط، ومن الشرق الأطلس المتوسط الهضبي، ومن الجنوب الجبيلات والحوز، ومن الغرب هضبة الفوسفاط ومرتفعات الرحامنة. وتضم وحدة هضبية تنتمي للأطلس المتوسط الهضبي(الغربي)، ووحدة سهلية تنتمي إلى سهل تادلا. ويصل الارتفاع المطلق بالخريطة الى903م (خ ط345,5، خ ع 185كلم)، وأدنى ارتفاع يبلغ 333م (خ ط347,2، خ ع183,3كلم).وهي ذات اتجاه عام من الجنوب الشرقي نحو الشمال الغربي.
   وتتميز منطقة بزو بصخارة كلسية باليوفلافرانشية، وكذا توضعات نهرية نظرا لتوفر أودية ومسيلات مهمة.
الوحدة الهضبية:
        تشغل الجزء الجنوبي الشرقي من الخريطة، وهي امتداد للأطلس المتوسط الهضبي. هذه الوحدة يطبعها التقطع؛حيث كثافة الشبكة الهيدروغرافية. يصل بها الارتفاع المطلق إلى 903م (خ ط345,5،خ ع185كلم)، والارتفاع الأدنى فيبلغ 377م (خ ط344,4، خ ع168,3 كلم)، بنسبة انحدار تصل إلى 50%. وهي ذات اتجاه عام من الجنوب نحو الشمال.هذه الوحدة عملت المسيلات على تقطيعا إلى مجموعة من المتون والتلال.
   دراسة تل (خ ط343، خ ع167,9 كلم): يصل ارتفاعه الى533م،وهو عبارة عن قمة نقطية، يتواجد قرب مدينة بزو وبجوار واد العبيد. ويتوفر على أربعة سفوح، يمكن دراستها على الشكل الأتي:
ü سفح ذو نظرة شمالية يصل مداه 150 مترا، بنسبة انحدار تبلغ 30%، وهو منتظم.
ü سفح ذو نظرة غربية يصل مداه إلى حوالي 100م، ونسبة انحداره28%، وهو منتظم.
ü سفح ذو نظرة جنوبية- شرقية يبلغ مداه 110م، ونسبة انحداره 22%، ويتميز بانحدار منتظم.
ü  سفح ذو نظرة شرقية يبلغ مداه حوالي 140م، بنسبة انحدار تصل الى20%، وهو أيضا منتظم.
وبالتالي فهذه السفوح غير متماثلة لا من حيث الطول أو نسبة الانحدار، لكن تتميز بالانتظام على العموم.
دراسة متن (خ ط346,4، خ ع159كلم) قرب فم "ازرزكة": يمكن دراسته من خلال سفوحه الثلاثة حيث نجد:
ü سفح ذو نظرة شمالية غربية يبلغ مداه90مترا، بنسبة انحدار تصل إلى 25%، وهو منتظم.
ü سفح ذو نظرة جنوبية غربية يصل مداه 90مترا، ونسبة انحداره 60%، وهو مقعر.
ü سفح ذو نظرة جنوبية يبلغ مداه 90مترا، وبسبة انحداره 60%،وهو أيضا مقعر.
وبالتالي فهذه السفوح ذات انحدارات قوية، ومختلفة من حيث طابع الانحدار.
     وعلى العموم تتميز هذه الوحدة بسفوح طويلة وقوية الانحدار، والتي تحد من استغلالها من طرف الساكنة خصوصا وأنها تتواجد في مجال شبه جاف. كما تتميز دينامية جريان وسيل مهمتين، مما يساهم في تعرية السطح ونقل المواد إلى المجالات المنخفضة (سهل تادلا).وبتوفر المنطقة على صخور كلسية نافذة تجعل منها خزانا للمياه، وبالتالي توفر جريان باطني مهم(الكارست) وفرشة غنية.
الوحدة السهلية:
     تعتبر كامتداد لسهل تادلا وسهل قدم الجبل،فسهل تادلا مجال شاسع وغني بتربته وأهمية فرشته المائية. ويصل الارتفاع المطلق بهذه الوحدة إلى 510م (خ ط 336، خ ع161 كلم)قرب شعبة "مونترار".في حين يبلغ ارتفاعها الأدنى إلى 333م (خ ط 347,2 وخ ع 183,3 كلم). وهي ذات اتجاه عام من الجنوب الشرقي نحو الشمال الغربي. هذا السهل يتوفر على تربة غنية، كونه يستقبل مواد منقولة من مرتفعات الأطلس المتوسط المجاورة (عاليته) وذلك بفعل الجريان النهري هذه المميزات تجعل منه مجالا قابلا للاستغلال وبشكل مكثف، والذي أصبح حاليا أول السهول في المغرب من حيث الاستغلال ومن حيث إنتاج المواد الفلاحية.
      تتميز منطقة بزو بتوفرها على موارد مائية مهمة والممثلة في الأودية والفرشة الباطنية، والتي يتم استغلالها بواسطة الآبار. وبالتالي فالمجال يطبعه مناخ رطب نسبيا خصوص في الأطلس المتوسط الهضبي، ومناخ شبه جاف بالمجالات المجاورة (منطقة بزو). وكذا لكون الأطلس المتوسط يستقبل مؤثرات غربية رطبة؛ أي توفر تساقطات مهمة سواء مطرية أو ثلجية، والتي سرعان ما تجري فوق السطح أو تتسرب عبر الصخور لتخرج على شكل عيون. ومن أهم الأودية بالمنطقة نجد واد العبيد (رافد لواد أم الربيع) وواد تساوت الذي ينطلق من الأطلس الكبير ليرفد هو الأخر واد أم الربيع.
الشبكة الهيدروغرافية:
تتوفر منطقة بزو على شبكة هيدروغرافية كثيفة وهي في الغالب عبارة عن مسيلات موسمية باستثناء وادين مهمين هما: واد العبيد وواد تساوت. هذين الأخيرين ينطلقان من عاليتين مختلفتين، ويعتبران من أهم روافد واد أم الربيع. ويمكن دراستهما على الشكل التالي:
- واد العبيد: يتجه من الشرق نحو الشمال الغربي، إذ ينطلق من الأطلس المتوسط (جنوب افورير)، يتعمق داخل الهضاب بحوالي 330م قرب منطقة "زيكور" (خ ط 347,9، خ ع 167 كلم)، ويرسم منعطفات حبيسة حيث يتميز بالخوانق (خوانق واد العبيد). ويمكن دراسة سفوحه كالتالي:
·  سفح شمالي ذو نظرة جنوبية: يصل مداه إلى 260م ، ونسبة انحداره 52%،وهو منتظم الانحدار.
·  سفح دو نظرة شمالية: مداه يصل إلى حوالي 330م، بنسبة انحدار تبلغ 31,42%، وهو محدب. وبالتالي فهذا المجرى يتميز بسفوح وعرة ومتباينة من حيث طولها.
   ويتوفر هذا الأخير على قعر يتسع إلى حوالي 100م (داخل الهضاب)، ويبدأ في الاتساع اكتر كلما اتجه نحو السافلة، حيث يصل إلى حوالي 140م عند دوار أولاد الرز (خ ط183، خ ع347 كلم).
- واد تساوت: يتواجد بالجزء الجنوبي الغربي من الخريطة، ويتجه من الجنوب نحو الشمال الغربي،هذا الواد يرسم منعطفات طليقة ويتفرع إلى مجموعة من المجاري ، والتي تجري في نفس الاتجاه، إضافة إلى ذلك تتشكل مجموعة من الضايات الممتدة عند ضفافه. ويتعمق بحوالي 40م عند دوار الگراگرة ( خ ط 327,2، خ ع159,1 كلم)، ويتوفر على سفوح غير واضحة الانحدار. هذا الواد يأتي بواردات مائية مهمة، كونه ينطلق من الأطلس الكبير الأوسط الكلسي (جبل مگون). وتنطلق منه مجموعة من السواقي الموجهة بالخصوص للسقي ومن بينها: ساقية اليعقوبية، تاوزينت، تابوعسيت، الفكرونية، المسعودية، شارليفة وساقية رگراگة...
     وبالاضافة إلى هذه المسيلات والأودية، هناك استغلال مهم للمياه الجوفية  والمتمثل في الآبار، والتي تنتشر خاصة بشمال الخريطة ( أولاد موسى وأولاد رگراگة). هذا الاستغلال المكثف يدل على توفر فرشة مائية مهمة (فرشة رباعية)ن والتي تستفيد من المياه المتسربة  والتي تأتي من العاليات المجاورة (الأطلس المتوسط بالخصوص)، خاصة وان المنطقة تتوفر على صخور كلسية نافذة إضافة إلى التوضعات الرباعية التي تتسرب عبرها المياه بسرعة.ومعظم هذه الآبار والسواقي موجهة للسقي والاستغلال الفلاحي.
الغطاء النباتي:
    يتميز بالندرة في هذه المنطقة والمتمثلة أساسا في بعض الأدغال، أما المغروسات فهي متنوعة وتتمثل بالخصوص في الزياتين، والتي تتركز قرب الأودية ( العبيد و تساوت) ومنطقة بني عامر، والمنتشرة كذلك على طول السواقي. هذا إضافة إلى بعض الأشجار المتناثرة داخل المنطقة كالنخيل والصبار مع تواجد بعض المراعي قرب الأودية. وتبقى المغروسات والمزروعات هي المتوفرة والمرتبطة أساسا بالسواقي والآبار.

     وفي الأخير يمكن القول أن منطقة بزو تتميز بوفرة المياه سواء السطحية منها أو الباطنية، والتي مكنت من استغلال المجال بشكل مكثف  زراعيا بالخصوص، حيث تم مد العديد من السواقي  وكذا حفر العديد من الآبار وذالك لإقامة زراعة مسقية متطورة وعصرية تتطلع للتسويق  وليست زراعة معاشية. هذا وتتوفر المنطقة على تربة غنية وخصبة مصدرها العاليات المجاورة (الأطلس المتوسط) والتي تم نقلها بفعل الأودية وترسبت في المجالات المنخفضة. لكن يكفي استغلال هذه الموارد الهائلة بشكل معقلن وهادف يرمي إلى تنمية المنطقة وتثمين منتوجاتها المحلية، باعتبارها كمحور وصل بين الشمال والجنوب.و في    هذا السياق تطرح عدة تساؤلات: إلى أي حد تفاعلت الساكنة المحلية مع وفرة المياه؟ ولماذا لم يتم توسيع الاستغلال الزراعي على المنطقة ككل؟ في حين انه ظل مسايرا للأودية فقط؟ وما هي الوسائل والتدخلات الكفيلة لتنمية المنطقة في ظل توفر أهم عنصر وهو الماء؟.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق