التغيرات المناخية وآثارها على مصر
د. ندى عاشور عبد الظاھر
مركز دكتوراه فلسفة العلوم البيولوجية (علم الحيوان)
إدارة شئون البيئة – محافظة المنيا
مجلة أسيوط للدراسات البيئية – العدد الحادي و الأربعون (يناير ٢٠١٥)
تعد قضية تغير المناخ Climate Change هي القضية الأكثر سخونة والأكثر إلحاحاً على المجتمع الدولي حالياً، وذلك نظراً لما قد يسببه تغير المناخ من تأثيرات وتداعيات مستقبلية خطيرة، ليس أقلها جفاف بعض الأنهار وغرق أجزاء شاسعة من المناطق الساحلية، وتبدل خريطة مناطق الإنتاج الزراعي في العالم، وغير ذلك مما لا طاقة لنا به أو مقدرة . ومن ثم فقد أطلقت منظمات البيئة العالمية صيحة مدوية تحذر من تدهور المناخ العالمي، وتدق أجراس الخطر لتنبيه الغافلين بأن هذا التدهور يمكن أن تكون له تداعيات مروعة نتيجة تزايد الغازات الكربونية .
وقد أكد التقرير الأخير الذي نشرت ه اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغيرات المناخ (١) التابعة للأمم المتحدة في نهاية عام (٢٠٠٧) أن التغير في المناخ العالمي – الناتج عن النشاط الإنساني قد بدأ فعلاً و أن استمرار هذا التغير و احتمالات استجابة المجتمع الدولي له لن تكون سريعة ، كما يعتبر حجة قوية للتوقع بان تغير المناخ سوف يكون أكثر خطورة في المستقبل عما هو مقدر فى الوقت الحالى. وتوقعت دراسات اللجنة الحكومية مزيداً من الفيضانات والأعاصير القوية وارتفاع منسوب مياه البحار بما يصل إلى ٥٩ سنتيمتراً خلال (١) القرن الحالي .
ويتوقع "معهد مراقبة العالم"(٢) - أنه بحلول عام ٢٠١٥ سوف يزيد ارتفاع مستويات البحار بما يهدد ٣٣ مدينة حول العالم ذات معدلات سكانية تصل إلى ٨ مليون نسمة، على الأقل، من بينها ٢١ مدينة هي الأكثر عرضة لخطر ارتفاع سطح البحر و . من بين تلك المدن الإسكندرية في مصر، وداكا في بنغلاديش، وبونس آيرس في الأرجنتين، وريو دي جانيرو في البرازيل، وشنغهاي وتيانجين في الصين، ومومباي وكلكتا في الهند، وجاكارتا في إندونيسيا، وطوكيو وأوساكا في اليابان، ولاجوس في نيجيريا، وكراتشي في باكستان، وبانكوك في تايلاند، ونيويورك و فلوريدا في الولايات المتحدة. وبالرغم أن مصر تم تصنيفها على إنها واحدة من خمس دول على مستوى العالم هي أكثر تعرضا للآثار السلبية للتغيرات المناخية سواء بارتفاع سطح البحر أو غرق أجزاء من الدلتا وما يسببه ذلك من أضرار اجتماعية واقتصادية ، فإن قضية تغير المناخ لم تؤخذ بجدية بعد في مصر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق