إقليم درجة كثافة المسـافات القليلة في العراق
الأستاذ المتمرس الدكتور
علي محمد المياح
م.م. زامل ليلي
Prof . Dr . Ali . M . Al – Maiyah
Zamil . L . Timman Assist lecturer
الجامعة المستنصرية / كلية التربية / قسم الجغرافية
مجلة كلية التربية - الجامعة المستنصرية - العدد الرابع - 2015
الخلاصـة
تناول هذا البحث دراسة جغرافية مواقع بعض مدن العراق في ضوء درجة كثافة المسافة القليلة التي تفصل بين مراكز السكن في العراق. والمسافة في حدّ ذاتها هي الجغرافيا فكلما زاد مقدار المسافة قلت درجة كثافة المسافة. وعليه فإن هذا النهج يحاول إبراز متغيرات مواقع المدن اعتماداً على جغرافية المسافة الفاصلة بينها. وكانت الخطوة الأولى هي العمل على حساب مسافات هذه الفواصل ووضعها موضع التطبيق . ولإبراز صورة توزيعها الجغرافي تم استخدام خرائط القيم المتساوية (Isopleth Maps) وخلاصة القول أن طول المسافات وتباعد مراكز السكن عند نهايتها يكشف عن حقيقية مهمة لها صلة بتخطيط الزراعة والتوسع في بناء مراكز سكنية جديدة.
Abstract
The purpose of this paper is to study the areal variation of degree of low distance density of urban centers in Iraq and to explain their location variables .
المقدمــة
لا يمكن فهم المدينة فهماً تاماً بمجرد الإشارة إلى مساحتها الإدارية لأنها عبارة عن جزء عضوي يشغل مكانة في مجموعة اجتماعية . وهذا يتطلب تحليل وظائفها الحضرية الرئيسة . وهذه الوظائف تنحصر بالسكن والعمل والنقل وأماكن الراحة والترفيه . والضرورة تحتم أن نتذكر أن كل مدينة تحتل جزءاً من ظاهرة اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية . وهذه عوامل يعتمد عليها تطور المدينة ، ولذلك فأن مشكلة التفسير الإقليمي لموقع المدينة يتطلب تفكيك مكوناتها الإقليمية ، وفحص مجموع مايرفد المدينة وتلك التي تخدمها المدينة . أن كل مجموعة من هذه الوظائف لها امتداد وخصائص معينة . وأن الكثير من المناطق الوظيفية ليس لها علاقات وثيقة مع بعضها البعض في امتدادها الجغرافي ، ولا بأسبابها وخصائصها لكنها جميعاً تشترك بقاسم مشترك عام عماده المدينة . وتبعاً لذلك يمكن القول ، بالمعنى العلمي ، أنها تعتمد وظيفياً على المدينة كإقليم لها .
إن تفسير الوظيفة الإقليمية للمدينة يعتمد على نهجين :
1- تقييم آثار خصائص مدن الإقليم ، مواردها وإنتاجها الاقتصادي ، وخصائص نشاطها .
2- اختيار آثار المدينة كقاعدة للتنظيم البشري يعتمد على خصائص الإقليم . ويشمل ذلك أيضا حدود المدينة ومجال تأثيرها أو المناطق التابعة لها (1) .
____________________
(1) Robert.E. DicKinson, City region and Regionalism, Routledge and Kegan Paul Ltd., 1956 , PP 167-168.
في ضوء ما سلف تظهر الأهمية الجغرافية للمسافة الفاصلة بين مدينة وأخرى . وقد أسلفنا إن المسافة هي الجغرافية بحد ذاتها وأن قصر المسافة أو طولها يعكس مقومات ووظائف تسبغ على المدينة وظائفها وليس الموقع الذي تشغله المدينة يقوم بهذه الوظيفة . ويرد ذكر المسافة ووظيفتها في كتب التأريخ العربي والمصادر العربية الجغرافية . إذ يذكر البكري إن الحجاج بن يوسف الثقفي بنى واسطاً من الربع الأخير من القرن الأول الهجري (2) . ويذكر ياقوت الحموي قصة اختيار مدينة واسط قائلاً ، أن الحجاج قال لرجل ممن يثق بعقله : امضِ وابتغِ لي موضعاً في كرش الأرض (مرتفع) ابني فيه مدينة ليكن على نهر جارٍ . فأقبل متلمساً ذلك حتى صار الى قريةٍ فوق واسط بيسير يقال لها (واسط القصب) فبات فيها واستطابها ليلها واستعذب أنهارها واستمرأ طعامها وشرابها فقال : كم بين هذا الموضع والكوفة ؟ فقيل 40 فرسخاً ( الفرسخ = 3 أميال )(*) قال : فإلى المدائن ؟ قالوا 40 فرسخاً ، فإلى البصرة 40 فرسخاً ، قال هذا موضع متوسط فكتب إلى الحجاج بالخبر ومدح له الموضع (3) .
وتأخذ المدينة على ما يبدو ، موقعها الهندسي المركزي بين عدة مدن مهمة . وهي عاصمة إقليمية إدارية ليس بين المسافات التي ورد ذكرها مدينة أخرى تضاهيها في وظيفتها الإدارية . ولا يعني هذا أنها أكثر من البصرة أو الكوفة في عدد سكانها ولا أهميتها الاقتصادية والاجتماعية .
وينقل صاحب كتاب تأريخ الموصل عن الأصمعي ، قُريبْ بن عبد الملك قوله : كانت قريش تسأل في الجاهلية عن خِصْبِ (باعربايا) (بيت العرب) وهي الموصل وتقع في ملتقى عدة طرق تجارية (4) .
_________________
(2) أبو عبيد البكري ( ت / 487 هـ ) معجم ما استعجم من اسماء المواضع والبلاد ، حققه وضبطه مصطفى السقّا ، ج1 ، مطبعة لجنة التأليف والنشر ، القاهرة ، 1963 ، ص274 .
(3) ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، ج4 ، دار صادر للطباعة والنشر ، بيروت ، ص890-891 .
(4) سعيد الديوه جي ، تأريخ الموصل ، مطبوعات المجمع العلمي العراقي ، بغداد ، 1983 ، ص 11 .
(*) الفرسخ يساوي ستة كيلومتر تقريباً .
وكانت الموصل تسمى (خَوْلان) ، وسميت الموصل لأنها وصلت بين الجزيرة والعراق وقيل وصلت بين دجلة والفرات ، وقيل وصلت بين بلد سنجار والحديثة (5) . وهنا اشارة غير مباشرة الى وظيفة المسافات التي تفصل الموصل عن جوارها ولم يذكر اطوال هذه المسافات .
وفي ضوء هذه الحقيقة سوف تنهج هذه الدراسة كاشفةً عن وظيفة درجة كثافة المسافة التي هي الجغرافيا بحد ذاتها لموقع المدينة لا الحديث عن خصائص الموقع ذاته .
ننصرف من هذا الى مناقشة اطوال المسافات التي تفصل بين مدن الربع الأعلى لنتعرف على مواردها ووظيفتها وعلاقاتها بين المدن التي تفصل بينها . ويعيننا على ذلك أن هذه المسافات غير متساوية في اطوالها ومواردها . إذ يبلغ المدى بين اطول مسافة وأقلها في هذا الربع 149 كيلومتراً . وهذا المدى يقع بين مدينتي شقلاوة والعمارة كما مبين في جدول (1) .
ويحمل هذا المدى في طياته موارد طبيعية وبشرية حيث حدد مواقع مدن هذا الربع . وهذا يتطلب مناقشة تفاصيل جغرافية هذه المسافات . وحتى تتضح لنا وظائف هذه المسافات الفاصلة علينا أن نذهب إلى دراسة وظائفها وتحليل مقومات جغرافيتها الطبيعية .
__________________
(5) ياقوت الحموي ، المصدر سابق ، ص 655-683 .
جدول (1) درجة كثافة المسافة القليلة بين مدن العراق (كم) الربع الأعلى(*)
|
المصدر : جمهورية العراق ، وزارة الأعمار والأسكان ، الهيئة العامة للطرق والجسور ، قسم التصميم ، شعبة الطرق .
ن + 1
(*) موقع الربع الاعلى = ــــــــــــــــــــــ
4
حيث أن ( ن ) = عدد المتغيرات .
1
قيمة الربع الأعلى = القيمة العاشرة + ــــــــــ ( القيمة الحادي عشر ــ القيمة العاشرة )
4
_______________________________
(6) سامي عزيز عباس العتبي و اياد عاشور الطائي ، الأحصاء والنمذجة الجغرافية ، مطبعة اكرم ، بغداد ، 2012 ، ص 110 .
وصف توزيع درجة كثافة المسافات
أولاً : المتغيرات الطبيعية :
1- تضاريس السطح :
تتوزع مجموعات درجة كثافة مسافات هذا الربع بين غرب العراق وشماله ووسطه وجنوبه . وتباعد مدن هذا الربع يعكس قلة في الموارد الطبيعية وان اختلفت جغرافية موارد هذه المسافات . وتقسم تضاريس السطح الى ثلاث مناطق هي :
1- المرتفعات
تقع هذه المجموعة في شمال العراق تحتل مكانها في إقليم الجبال ، وتشغل مساحة هذا الإقليم 92000 كيلومتراً مربعاً أو حوالي 21 % من مجموع مساحة البلاد وتمتد هذه على نحو رئيس في شمال العراق وشمال شرقه وهو جزء من امتداد الجبال الألبية العامة . ولذلك تتصف هذه المنطقة بصفات النطاق الجبلي الألبي . حيث انها تتكون من سلاسل جبلية تمتد امتداداً طولياً يوازي بعضها البعض وتفصل بينها أودية طولية . ولكن هذه السلاسل ، رغم ذلك لا تبقى بمعزل عن بعضها إذ تخترقها فجاج ضيقة كونتها انهار الأحواض الداخلية (7) . وتتكون هذه السلاسل من طبقات صخور كلسية تتباين التواءاتها من بسيطة في الجنوب الى التواءات معقدة في الشمال . وتفصل بين هذه السلاسل احواض مثل سهل السندي والزاب وراوندوز . ويتراوح ارتفاع المنطقة الأولى بين 5000 الى 6000 قدم فوق سطح البحر بينما يتراوح الإرتفاع في منطقة الإرتفاعات المعقدة بين 7000 الى 10000 قدم . ويكسو جهاتها العالية غطاء جليد دائم . وتصل هذه الجبال الى اقصى ارتفاعاتها عند قمة جبل هلكرد في سلاسل حصاروست التي ترتفع 3607 متراً عن مستوى سطح البحر . وتفصل بين هاتين المنطقتين الجبليتين سهول كثيرة مثل سهلي رانية وشهرزور . ويقع الأول في منطقة نهر الزاب الصغير ويتراوح ارتفاعه بين 1600 الى 2000 قدم ، ويمتد مسافة 30 كيلومتر . أما اتســــــاعه
__________________________________
(7) A.K.Lobeck,Geomorphology,McGraw-Hill Book,Co.Inc.London,1939,P.583.
فيتراوح بين 20 الى 30 كيلومتر . أما شهرزور فهو سهل حوضِ الشكل يتراوح ارتفاعه بين 1500 الى 2000 قدم فوق مستوى سطح البحر . ويمتد من الشرق الى الغرب مسافة 45 كيلومتر . ولكن اتساعه يضيق من الشمال الى الجنوب حتى يبلغ 15 كيلومتر .
وتسود الزراعة الواسعة سهول هذا الإقليم حيث تستغل أراضي سهلي رانية وراوندوز شتاءً في زراعة القمح والشعير أما في بقية فصول السنة فتزرع بعض المناطق زراعة كثيفة . وهذا النوع من الزراعة لا يتطلب يداً عاملة كثيرة وقد زادت من قلة هؤلاء استخدام الآلة . وعليه فأن فصلية مايزرع من محاصيل وقلة الموارد التي تجود بها السفوح المنحدرة عملت على قلة السكان في هذا الإقليم عموماً وقلة المدن التي يزدحمون فيها . فلا غروَ ان تباعدت المسافة بين مدينة واخرى كما هي الحال بين مدينتي شقلاوة وسليمانية حيث يبلغ عدد سكان الأولى 22779 نسمة والثانية 606687 نسمة (8) .
2- الهـضـبة الغـربية
تقل درجة كثافة المسافات بين مدن هذه المنطقة من العراق حيث تصل المسافة الفاصلة بين مدينتي الرطبة والقائم 236 كيلومتراً . ومجموع هذه المدن يقع في منطقة الهضبة الغربية ، ويعد هذا الإقليم أكبر الأقاليم التضاريسية في العراق . إذ يشغل مساحة قدرها 171817 كيلومتراً مربعاً أو حوالي 2,39 % من مجموع مساحة العراق . ويرتفع سطح الهضبة الغربية من مستوى 400 قدم فوق سطح البحر في الشرق الى 3000 قـــدم في الغرب . ويساير تصريف مياهها السطحية علـى العمـوم اتجـاه السطــح العـــام الــذي يتجــه مــن الغـرب الـى الـشـرق . وتوجد ضمن هذا الإقليم الواسع مجموعة من السهول منها :
1- سهل الـوديان ، وتظهر في هذا السهل بعض المنخفضات منها منخفض (الجعارة) الواقع شمال مدينة الرطبة .
_______________________
(8) جمهورية العراق ، وزارة التخطيط ، الجهاز المركزي للإحصاء ، مديرية إحصاءات السكان والقوى العاملة ، تقديرات سكان العراق ، 2012 .
2- سهل الجـزيرة ، وتخترق هذا السهل مجموعة من الأنهار تجري في أودية واضحة المعالم بعد سقوط المطر .
ج- سهل الحجارة ، وهو سهل صغير منبسط تخترقه بعض الأودية الضحلة .
د- سهل الحـماد ، ويقع هذا السهل في الزاوية الغربية القصوى من العراق ويتميز باستواء سطحه وخلوِه من ظاهرة تضاريسية ملموسة .
وليس في هذه السهول على العموم من الموارد الأقتصادية التي تشجع الى سكن عدد كبير من السكان في منطقة معينة ولذلك عملت التضاريس وقلة مواردها على تباعد المسافة بين مدينة وأخرى كما هي الحال بين مدينة الرطبة والقائم . إذ تبلغ المسافة 236 كيلومتراً (9) . وتقع ضمن هذا الإقليم مجموعة من المدن الفلوجة وهيت والقائم والرطبة . و لكل مدينة منها ظهير واسع من أجزاء الهضبة الغربية إلا أن جريان نهر الفرات عند الأطراف الشرقية لهذه الهضبة ساعد على تكتل سكاني اعتمدت الزراعة وسيــلة للعيش . إلا أن ضـــيق مجــــرى الفـــــــــرات وعمق مجراه عمل من جديد على ضيق مساحة الأرض الزراعية وتباعد المسافة بين هذه المدن .
وتتغير ظروف السطح في المناطق التي تشغلها مدينة بدره والكوت والحي . وهذه المدن تقع في منطقة سهلة كونتها مجموعة من الدالات المروحية اتصلت بعضـها ببعض (Peidmont Plain) . وتــخــتلــف مـــوارد مثـــل هـــذا الســـهــــل بيـن وفـرة الماء عند رؤوس هذه الدالات وسهـول غرينيـة عنـد حافاتـها . وينحـدر سطح هذا السهل عموماً من الشرق الى الغرب حيث يحدد اتجاه جريان الماء ويوفر وسيلة طريقـة ري سيـحي .
_____________________
(9) علي محمد المياح ، العراق : الأرض والسكان ، الكتاب السنوي للجمهورية العراقية ، دار المأمون ، بغداد ، 1988 ، ص ص 67- 75 .
ج- الأهــوار
تعمل تضاريس الأرض مرة أخرى على قلة درجة كثافة المسافة وان اختلفت طبيعتها . ففي هذا الجزء من التوزيع الجغرافي لهذه المسافات المتباعدة تغطي مساحات واسعة من الأرض مياه ضحلة ، على الأكثر ، مكونة منطقة الأهوار . وقد حظيت منطقة الأهوار بدراسة كثير من الجغرافيين في السابق والحاضر . فمن السابقين كتب (بن رسته) قائلاً وهي بطائح متصلة تتجمع فيها مياه دجلة والفرات . وهي ثلاثون فرسخاً في ثلاثين فرسخاً ، حدٌ منها جزيرة العرب ، وحدٌ منها أرض ميسان ، وحدٌ منها دجلة بغداد وحدٌ منها مصب الفرات و النهروان . وهي خزانة أهل البصرة تجمع فيها المياه وينبت فيها القصب لمنافعهم ومنها سمكهم الطري والمالح وفي نواحيها مزارع طعامهم (10) . وتتخلل هذه البطائح مساحات واسعة من اليابسة حتى أصبحت كأنها أرخبيل داخلي .
ويختلف الباحثون في تقدير مساحات الأهوار فهي (8000 - 30000) كيلومتراً مربعاً . إذ يقدر بعضهم مساحة الأهوار الدائمة في محافظات (البصرة و ميسان وذي قار) بحوالي8780 كـيلومـتراً مربـعاً (11) . ويذهـب باحث آخر إلى أن مســـــــاحة هـذه الأهـوار تقدر بحوالي 187,14 كيلومتراً مربعاً (12) . وهذه التقديرات لا تذهب بعيداً عما ذكره إبن رسته . ولا تشغل هذه الأهوار الا حوالي 7% من مساحة العـراق الكليـة . وهـي بيـن أهـوار دائـمة وأخـرى مؤقـته أو فصلية . وتستـقـر مـياه الأهوار الدائمة في مناطق منخفضة طـول السـنة . وهـذه الأهـوار تمـتد في نطـاقـين أحدهما يقع شرق نهر دجلة وتشمل هور الحويزة و هور الجكة و هور السناف . أما أهوار الفرات فأهمها هور (الحمّار) الذي يأخذ مياهه من الفرات ودجلة (13) . وتتوزع مساحة الأهوار في هذه المحافظات على النحو الآتي :
_____________________________
(10) ابو علي ، أحمد بن رسته (ت/ 310هـ) ، كتاب الأعلاق النفيسة ، مطبعة بريل ، ليدن ، 1967 ، ص182.
(11) أحمد سوسة ، أطلس العراق الحديث ، مطبعة مديرية المساحة العامة ، بغداد ، 1953، ص بلا .
(12) وزارة الموارد المائية ، الهيأة العامة للمساحة ، بغداد ، 1989 .
(13) حسن الخياط ، جغرافية أهوار ومستنقعات جنوب العراق ، المطبعة العالمية ، القاهرة ، 1975 ، ص32 -33 .
جدول (2) مسـاحة الأهـوار
|
المصدر : وزارة الموارد المائية ، الهيأة العامة للمساحة ، أهوار بلاد الرافدين ، بغداد ، 2004 ، ص بلا .
والنشاط الأقتصادي لسكان هذه الأهوار ينحصر بشقيها النباتي والحيواني . ويعمل السكان هنا في زراعة الرز والذرة البيضاء . كما تسود زراعة البستنة وأهمها النخيل في مختلف انحاء هذه المجموعة كما موضح في جدول (3) .
جدول (3) مساحة البساتين وعدد الأشجار
|
المصدر : 1- جمهورية العراق ، وزارة التخطيط ، الجهاز المركزي للإحصاء ، مديرية الإحصاء الزراعي ، تقرير أنتاج التمور ، بغداد ، 2012 ، جدول 2 ، ص6 .
2-جمهورية العراق ، وزارة الزراعة ، دائرة التخطيط والمتابعة ، قسم الإحصاء ، البيانات الإحصائية السنوية للنشاط الزراعي ، تقرير إحصائي رقم 23 ، بغداد ، 2012 ، ص5 .
أما تربية الحيوان فتختصر على الجاموس لأنه لا يعيش الاّ في بيئة يسود سطحها الماء وما ينبت من نباتات تكون علفاً لهذا الحيوان . ويضاف الى ذلك أنواع مختلفة من أسماك تعيش في مياه هذه الأهوار . وهي وسيلة عيش للكثير من السكان طول العام . كما تكون هذه البيئة المائية مهبطاً للكثير من الطيور المهاجرة شتاءً بعضها يأتي من أقاليم باردة بعيدة مثل سيبيريا في فصل الشتاء ولذلك فأن صيد هذه الطيور يتميز بفصلية محددة خلافاً لعملية صيد الأسماك . وهكذا فأن النشاط البشري في هذا الربع حيث تتباعد المسافات ، ينحصر بنشاط زراعي كثيف وان اختلفت موارد المسافات الفاصلة بين مدنه . ففي البادية يجتمع السكان حول موارد المياه الجوفية وهي موارد قليلة لا تعيل سوى عدد قليل من السكان احترفوا زراعة النخيل وبعض أنواع الحبوب . أمـا فـي المنطـقة الجـبليـة فيعمل السكان بزراعة أشجار الفاكهة والرز أحياناً في بطون بعض الأودية (عقرة) . أما في السهول التي تقع بين هذه المرتفعات فالناس يعملون فــي زراعــــة القمح والشعير (جدول 4) .
جدول (4) مساحة المحاصيل الزراعية
|
المصدر :
1- جمهورية العراق ، وزارة الزراعة ، دائرة التخطيط والمتابعة ، قسم الأحصاء ، مصدر سابق .
- 2- جمهورية العراق ، هيئة إحصاء إقليم كوردستان ، الإحصاء الزراعي ، 2012 .
وهكذا فإن شحة الماء أحياناً وصغر المساحة الصالحة للزراعة فـي المناطق الجبلية أو في منطقة الأهوار عملت على تماثل نشاط زراعي كثيف وان اختلفت مقومات هذا النشاط بين الغرب والشمال والجنوب . وبعبارة أخرى فإن ضغط السكان على الأرض Land – man ratio عمل على ظهور زراعة كثيفة وان اختلفت نوعية ما يزرع السكان وما يربّى من حيوان .
2- المـناخ
يمكن تصنيف مناخ العراق ، في ضوء درجات الحرارة وكميات الأمطار الساقطة الى ثلاثة أنواع رئيسة :
1- مـناخ البـحر المتوسـط
يتصف هذا النوع بشتاء بارد نسبياً (Cool) وبصيفٍ حار جاف . ويظهر هذا المناخ على نحو ظاهر متميز في المناطق الجبلية . وتتراوح كمية الأمطار الساقطة بين (400 ملم) في المناطق الواطئة و (1000ملم) في المناطق العالية . أما درجات الحرارة صيفاً فلا يزيد معدلها عن 35 مْ في مناطق السفوح الدنيا ويقل كثيراً على السفوح العالية الضليلة .
2- مـناخ السـهـوب
يمثل مناخ السهوب مناخاً انتقالياً بين مناخ البحر المتوسط في الشمال والمناخ الصحراوي في الجنوب . وتتراوح كمية الأمطار الساقطة فيه (200 - 400 ملم) ويسقط معظمها في الفصل البارد من السنة حيث تنخفض درجة التبخر الى حدها الأدنى وتزيد من فعالية الأمطار .
3- المـناخ الصحـراوي الحـار
تسود سهول العراق ظروف مناخ صحراوي حار تتراوح درجاته بين 45 – 50 مْ . كما يزداد معدل درجات الحرارة اليومي ازدياداً كبيراً جداً . أما الليالي فطقسها منعش بارد نسبياً . ويسود طقس دافئ مشمس في فصل الشتاء . ويندر ان تهبط درجة الحرارة الى أقل من درجة التجمد (14) . والقاعدة العامة ان تذبذب الأمطار يزداد كلما قلت كمية الأمــــــطار الساقطة . ويمكن ان نبيّن ذلك من خلال الجدول الآتي :
_____________________________
(14) علي محمد المياح ، : العراق ، الأرض والسكان ، مصدر سابق ، ص65 – 66 .
جدول (5) أمطار مدن الربع الأعلى في سنة الذروة والقلة
|
المصدر : طالب حسن إسماعيل ، الأمطار في العراق ، وزارة الزراعة والري ، 1989 ، غير منشور .
ويرتبط خير الناس وتزداد ارزاق منافعهم في السنوات الرطبة حيث تتسع مساحة المناطق التي ينبت فيها ما ترعاه الأغنام . وعلى العكس من ذلك تتقلص هذه المساحة في سنوات شحة المطر . ولا تظهر مثل هذه العلاقة بين درجات الحرارة والنشاط الزراعي في العراق . إذ ان فصل النمو الذي تزيد فيه درجات الحرارة على 5 مْ يكاد يمتد في مختلف انحاء البلاد طول السنة . إذ ليس هناك تباين في درجة الحرارة يعيق الزراعة في فصل من فصول السنة .
التربة :
تعد التربة مصدراً رئيساً من مصادر الثروة الطبيعية وليس لها بديل لإنتاج ما يحتاجه الإنسان من طعام و ألياف وكثير من المواد العضوية الأخرى . وعلى هذا الأساس يحدد استثمار التربة والعناية بها أمن البلاد . وقد علمتنا التجربة بأن زراعة الأرض زراعة جيدة لا يتم بمجرد النظر الى سطحها بل لا بد من النظر الى التربة ذاتها .
والترب أنواع كثيرة ، بعضها يلائم نمو أي محصول كان في حين لا ينمو في بعضها الآخر نمواً جيداً إلا القليل منها . وفي هذا المعنى تبرز التربة كعامل من عوامل البيئة يعمل على تباين النشاط الزراعي من مكان الى آخر (15) .
وتبعاً لذلك تعمل التربة على تقليص المسافات بين مدينة وأخرى أو إتساعها . واختلف الباحثون في تعريف التربة فقد ذهب احد الباحثين من علماء التربة على انها (جسم طبيعي موحد في شكل مِقَدْ (Profile) يتكون من خليط متباين من معادن مفتتة ومواد عضوية متحللة . واذا احتوت هذه المواد كمية مناسبة من الماء والهواء فأنها تدعم النبات وتزوده بالغذاء (16) ) . أن تكوّن التربة يرتبط بعدة حقائق هي : المواد الحية (النباتات ، الكائنات الصغيرة والمــكروبات) ، المـناخ (الأمـطار ، درجات الحــرارة والرياح ......) ، نوعية الصـخور الأم (ParentMaterial) ، التضاريس والوقت . ومعظم ترب العـراق ثانوية ، أي هـي ترب انتقلت من مكان وتجمعت في مكـان آخر . وهناك حقيقة أخــرى لا بد من اضـافتها لها أثر
_____________________________
(15) علي محمد المياح ، الجغرافية الزراعية ، مطبعة الإرشاد ، بغداد ، 1976 ، ص 77 .
(16) ,London,Collins – clear Type – Press , 1971 , P.15(E.J.Russel,The world of soil,(5th ed
واضح على التربة في العراق . آلا وهي الري والبزل والتسوية وعمليات الحراثة منذ آلاف السنين (17) . ولسنا هنا بصدد دراسة تفاصيل التربة وإنما نحاول ان نلقي بعض الضوء على جانب مهم يضفي على التربة في العراق أهمية وله علاقة بالأنتاج الزراعي ومن ثم درجة كثافة المسافة بين مدينة وأخرى .
ومن خصائص التربة لونها ونسيجها و حامضية محلولها . والطريقة المعتادة للأفادة عن حامضية محلول التربة مايعرف بقيمة (pH) . وهي القيمة التي تمثل لوغارتم مقلوب (السالب) تركيز آيون الهيدروجين (18) .
جدول (6) تحليل قيم pH للتربة في محافظات العراق
|
المصدر : وزارة الزراعة ، قسم التربة ، مختبر تحليلات التربة ، بغداد ، 2013 .
______________________
(17) P.Buring,Soil and Soil Conditions in Iraq,H.Vennman and Zonen,N.V.Nether land, 1960 ,p.76.
(18) S.R.Eyre,Vegetation and soil,(2nd ed.)London,Edward Arnold,Ltd.,1968,p.35.
وهذا يعني ان هذه الترب المالحة التي تسود في محافظات العراق تقل فيها انتاجية الأرض ويقل السكان وتتباعد فيها مراكز السكن . وهذه آفة عرفها سكان العراق منذ أزمنة بعيدة : حتى ان الدولة العباسية اضطرت الى جلب أيدي عاملة لكشطِ ملح الأرض وسباخها . ويضطر المزارعون الى غمر مزارع الرز بالماء قبل زراعته للتخلص من بعض ملح التربة . وهي عملية تعرف محلياً بأسم (التطياب) .
وينقل بيورنك عما ذكره (المصرف الدولي للأعمار) عن حال الأرض الزراعية والأنتاج الزراعي في العراق بعد منتصف القرن الماضـي (القرن العشرين) وما جـــاء في التقارير الرسمـــــية بأن حوالي (20 - 30%) من الأراضي الزراعية قد هجرها سكانها بسبب تجمع الأملاح في التربة ، وإن إنتاج الأرض قد تناقص من (20 - 50%) نتيجة ملوحة التربة (19) . وقد ترتب على ذلك نزوح سكان هذه الأراضي بالتالي قلة كثافة المسافة بين مواطن سكانهم . وهكذا عملت الظروف الطبيعية من تضاريس سطح الأرض ، من مرتفعات وأهوار، ومناخ وتربة على قلة كثافة المسافة بين مجموعة مدن الربع الأعلى . وهذه الحقيقة تحمل في طياتها أبعاد التنمية الأقتصادية .
ثانياً : المتغيرات البشرية
ورد فيما سبق أن المسافة هي الجغرافية بحد ذاتها لما تحتوي من مقومات طبيعية وبشرية . وان ظواهر سطح الأرض هي حصيلة ارتباط مكاني بين هذه المقومات بدرجات مختلفة . وان المدينتين اللتان تقعان عند طرف المسافة هما في الواقع عواصم إقليمية تستمدان خواصهما الإقليمية من خصائص الإقليم ومجمل موارده .
الســكـان :
تقل أعداد السكان في هذا الربع على العموم فإذا تركنا جانباً عددهم في مركز محافظة السليمانية وميسان نجد ان اعدادهم تبلغ الذروة في سوق الشيوخ (367613) نسمة في حين تصل الى اقلها في بدرة (7173) نسمة (جدول 8) . أي ان المدى الحسابي بين مدن هذا الربع (360440) نسمة .
_____________________
(19) P.Buring,Soil and Soil Conditions In Iraq,op.Cit.,p.76.
جدول (7) عدد سكان مدن الربع الأعلى
|
المصدر : جمهورية العراق ، وزارة التخطيط ، الجهاز المركزي للإحصاء ، مديرية إحصاءات السكان والقوى العاملة ، مصدر سابق .
هذا المدى الحسابي الكبير يعكس قلة الموارد الأقتصادية التي تدفع الناس من مكان ما طلباً للرزق . إلا أن توزيع مراكز السكن هنا لا تأتي على صورة واحدة . إذ يلاحظ أن هذه المراكز في البادية الغربية تأخذ توزيعاً جغرافياً معيناً فهي تمتد امتداداً جغرافياً طولياً من الجنوب الى الشمال غرب العراق ، ومعظم هذه عبارة عن منازل أو محط رِحال ترسم طريق الحج سابقاً من البصرة الى المدينة المنورة . وتأخذ هذه المنازل من ناحية أخرى تدرجاً وظيفياً من الغرب الى الشرق . أي من حافات الهضبة الغربية الى نهر الفرات . وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر (أرضمة (*) والرطبة وطليحة والرمادي ) (20) . وتتكرر نفس الصورة من كبيسة الى هيت . ويرتبط عدد سكان هذه المنازل وتزداد فعاليتهم الإقتصادية مع كمية المياه التي تتدفق في آبارهم ، فأهل كبيسة مثلاً يستقون من (العذي) . والعذي هو سقي السماء . أما الجناح الشمالي من هذا الربع فتأخذ اعداد السكان ومنازلهم صورة جغرافية تتحكم بها تضاريس الأرض . فالسفوح المنحدرة والتضاريس الوعرة تدفع الناس الى البحث عن أسباب رزقهم في بطون الأودية أو في المساحات المنبسطة الضيقة . في حين تظهر في الطرف الجنوبي اعداد السكان متباعدة . حيث تُباعِد الأهوار والمسطحات المائية بين مراكز السكن في قلعة صالح وعلي الغربي ومركز قضاء العمارة .
ويعتمد سكان هذه المنازل والقرى على الزراعة الكثيفة بشكل رئيس في مختلف جهات هذا الربع . ويرتبط ذلك بشحة الماء في الغرب ، ووعورة الأرض في الشمال وندرة اليابسة من الجنوب . ففي البادية الغربية تظهر زراعة النخيل حتى ان كبيســـة تشتهر بنوع من التمر (الخُلوقي) اصفر اللون شفاف (21) . والى جانب ذلك تسود رعاية الأغنام والجمال في المنازل الغربية . أما في قرى المرتفعات فتظهر زراعة كثيفة يعمل سكانها في زراعة محاصيل تجود بها الأرض مثل أشجار الفاكهة وزراعة التبوغ . و زراعة الرز في بطون بعض الأودية كما هي الحال في عقرة . حيث توجد ترب طينية ومساحات منبسطة من الأرض يتوفر لها ري سيحي ينحدر الماء فيها من المرتفعات التي تطل عليها . وتظهر مرة أخرى حرفة زراعة كثيفة يزاولها سكان أطراف الأهوار . إذ يزرع الرز عند حافات الأهوار بعد ان تنحسر المياه عنها تاركةً تربة غرينية قليلة الملوحة نسبياً . ولكن نظراً لقلة أيدي المزارعين فأن الرز لا يزرع شتالاً وإنما بطريقة (النثار) . ولذلك فإن انتاج الرز هنا لا يوازي نظيره الذي يزرع شتالاً في محافظتي النجف والديوانية . والى جانب ذلك يعمل سكان هذه المناطق لاسيما الذين اتخذوا من الأهوار مقراً لهم في صيد الأسماك طوال العام وصيد الطيور المهاجرة شتاءً
____________________
(*) الرضمة وجمعها رضام (boulders) ، صخور عظام .
(20) علي محمد المياح ، محاضرات طلبة الدراسات العليا ، الجامعة المستنصرية ، كلية التربية ، قسم الجغرافية ، 2008 .
(21) عبد الجبار البكر ، نخلة التمر ماضيها وحاضرها ، ط 2 ، الدار العربية للمطبوعات ، 2002 ، ص 614
وخلاصة القول ان طول المسافات وتباعد مراكز السكن عند نهايتها يكشف عن حقيقة مهمة لها صلة بتخطيط الزراعة والتوسع في بناء مراكز سكنية جديدة . وقد شهدت محافظة كربلاء والنجف والأنبار توسعاً في زراعة الخضراوات في المناطق الصحراوية الغربية منها ولاسيما الطماطم . كما بدأت زراعة بعض الأشجار المثمرة مثل الزيتون والفستق في محافظة الأنبار . ولقد كشفت دراسات الهجرة عن مقدار عظيم من آثار متباينة ترتبط بطول المسافة وتظهر أبعاد هذا الأثر بشكل جلي على النشاط الاجتماعي والاقتصادي وحركة السكان من مركز إلى آخر . إلاّ أن طبيعة وظيفة المسافة قد تتغير بمرور الوقت بين مدينة وأخرى . وهذا التغيير قد يرتبط بسهولة الحركة وقلة كلفتها من مكان إلى آخر .
هذه المتغيرات الطبيعية والبشرية تعكس درجة كثافة المسافات بين مدن الربع الأول وتسبغ عليها توزيعاً جغرافياً واضحاً ، بعضها يحتل جزءاً من شمال شرق العراق والآخر يأخذ بجزء من غربه . أما بقية درجة كثافة المسافات في هذا الربع فتتوزع بين وسط العراق مكونة نطاقاً يمتد امتداداً عرضياً من الشرق الى الغرب . بينما تظهر درجة كثافة المسافات بين مــــــدن هذا الربع في صورة جغرافية متغايرة تأخذ امتداداً طولياً من الشمال الى الجنوب (خريطة 1 - أ ، ب) . المجموعة الأولى تعكس ارتباطها بمنطقة المرتفعات والأخرى بمنابع المياه الباطنية أما البقية الباقية فيظهر توزيعها الجغرافي مرتبطاً بتوزيع الأهوار والمستنقعات . وفي جميع هذه المسافات تظهر شحة الموارد وقلة السكان وتباعد مراكزهم وارتفاع كلفة الأنتقال من مكان إلى آخر . وهذا البعد وارتفاع كلفة الحركة ترك آثاراً اجتماعية وجعل كل من مدنها مركزاً إقليمياً له خصائص اجتماعية معينة حتى ضمن منطقة معينة . ولذلك فإن تغيير العلاقات بين هذه المراكز يتطلب خطة تنموية تنهض بتوثيق العلاقات الاجتماعية بين مراكز السكن في هذا الإقليم وتزيد من ظهور عدد من مراكز السكن مما يختزل هذه المسافات المتباعدة . ولا يتأتى ذلك إلا بتطوير موارد المسافات التي باعدت بين هذه المراكز .
وتزيد أعداد السكان في بعض نواحي هذا الإقليم على أعدادهم في بعض أقضيته فعلى سبيل المثال ، لا الحصر أن عدد سكان ناحية حمام العليل البالغ (21532) نسمة يزيد على عدد سكان قضاء علي الغربي البالغ (15487) نسمة . وقضاء عين تمر البالغ عددهم (8906) نسمة ، وقضاء بدره البالغ عددهم (7173) نسمة . وهذا يدل على أن أساليب كسب العيش في حمام العليل تفوق ما يتوفر منها في مراكز الأقضية المذكورة . ودراسة تفاصيل هذه الموارد يعين على وضع خطط التنمية اللازمة للنهوض بأعداد سكان هذه الأقضية .
خريطة (1 - أ) توزيع درجة كثافة المسافة بين مدن الربع الأعلى (كم)
المصدر : جدول (1) .
خريطة (1- ب ) توزيع درجة كثافة المسافة بين مدن الربع الأعلى (كم)
المصدر : جدول (1) .
الخاتمــــة :
ظهر من هذا البحث أن كثافة المسافات القليلة التي تفصل بين المراكز الحضرية في العراق ترتبط بأمرين أساسين :
1- قلة الأمطار كما هي الحال في غرب العراق حيث تصل المسافة الفاصلة بين القائم والرطبة (236 ) كيلومتر . وتتكرر هذه الظاهرة في مناطق المرتفعات التي يغزر سقوط المطر عليها ولكن شدة انحدار التضاريس تقوم مقام الجفاف في تباعد مراكز السكن كما هي الحال بين شقلاوة والسليمانية حيث تصل المسافة الفاصلة بينهما الى (249) كيلومتر .
2- أن المدن وعدد سكانها يرتبط بغنى درجة كثافة مسافة الإقليم الذي تحتل فيه مركز النواة.
ودرجة كثافة المسافة تكشف عن منهج جديد كشف نوعية المتغيرات التي تصل بين مركز حضري وآخر وهو منهج لم يسبق أن طرقه باحث من قبل .
أولاً المصادر العربية :
1- أبو عبيد البكري ( ت / 487 هـ ) معجم ما استعجم من اسماء المواضع والبلاد ، حققه وضبطه مصطفى السقّا ، مطبعة لجنة التأليف والنشر ، القاهرة ، 1963 ، ج1 ، ص274 .
2- أبو علي ، أحمد بن رسته (ت/ 310هـ) ، كتاب الأعلاق النفيسة ، مطبعة بريل ، ليدن ، 1967 ، ص182.
3- أحمد سوسة ، أطلس العراق الحديث ، مطبعة مديرية المساحة العامة ، بغداد ، 1953، ص بلا .
4- حسن الخياط ، جغرافية أهوار ومستنقعات جنوب العراق ، المطبعة العالمية ، القاهرة ، 1975 ، ص32 -33 .
5- سعيد الديوه جي ، تأريخ الموصل ، مطبوعات المجمع العلمي العراقي ، بغداد ، 1983 ، ص 11 .
6- طالب حسن إسماعيل ، الأمطار في العراق ، وزارة الزراعة والري ، 1989 ، غير منشور .
7- عبد الجبار البكر ، نخلة التمر ماضيها وحاضرها ، ط 2 ، الدار العربية للمطبوعات ، 2002 ، ص 614 .
8- علي محمد المياح ، الجغرافية الزراعية ، مطبعة الإرشاد ، بغداد ، 1976 ، ص 77 .
9- _________ ، العراق : الأرض والسكان ، الكتاب السنوي للجمهورية العراقية ، دار المأمون ، بغداد ، 1988 ، ص ص 67- 75 .
10- _________ ، محاضرات طلبة الدراسات العليا ، الجامعة المستنصرية ، كلية التربية ، قسم الجغرافية ، 2008 .
11- ياقوت الحموي ، معجم البلدان ، ج4 ، دار صادر للطباعة والنشر ، بيروت ، ص890-891 .
ثانياً الوثائق الحكومية :
1- جمهورية العراق ، هيئة إحصاء إقليم كوردستان ، الإحصاء الزراعي ، 2012 .
2- جمهورية العراق ، وزارة الأعمار والأسكان ، الهيئة العامة للطرق والجسور ، قسم التصميم ، شعبة الطرق .
3- جمهورية العراق ، وزارة التخطيط ، الجهاز المركزي للإحصاء ، مديرية إحصاءات السكان والقوى العاملة ، تقديرات سكان العراق ، 2012 .
4- جمهورية العراق ، وزارة التخطيط ، الجهاز المركزي للإحصاء ، مديرية الإحصاء الزراعي ، تقرير أنتاج التمور ، بغداد ، 2012 ، جدول 2 ، ص6 .
5- جمهورية العراق ، وزارة التخطيط ، الجهاز المركزي للإحصاء ، مديرية إحصاءات السكان والقوى العاملة ، مصدر سابق .
6- جمهورية العراق ، وزارة الزراعة ، دائرة التخطيط والمتابعة ، قسم الإحصاء ، البيانات الإحصائية السنوية للنشاط الزراعي ، تقرير إحصائي رقم 23 ، بغداد ، 2012 ، ص5 .
7- وزارة الزراعة ، قسم التربة ، مختبر تحليلات التربة ، بغداد ، 2013 .
8- وزارة الموارد المائية، الهيأة العامة للمساحة، أهوار بلاد الرافدين، بغداد، 2004، ص بلا .
9- وزارة الموارد المائية ، الهيأة العامة للمساحة ، بغداد ، 1989 .
ثالثاً المصادر الأجنبية :
1- A.K.Lobeck,Geomorphology,McGraw-Hill Book , Co. Inc . London , 1939 , P.583
2- ,London,Collins – clear Type – Press , 1971 , P.15 (E.J.Russel,The world of soil,(5thed
3- P.Buring,Soil and Soil Conditions in Iraq,H.Vennman and Zonen,N.V.Nether land, 1960 ,p.76.
4- Robert.E. DicKinson, City region and Regionalism, Routledge and Kegan Paul Ltd., 1956 , PP 167-168.
5- S.R.Eyre,Vegetation and soil,(2nd ed.)London,Edward Arnold,Ltd.,1968,p.35
حمله من هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق