بحر النجف: دراسة جيومورفولوجية ...

بحر النجف 

دراسة جيومورفولوجية 

بحث مقدم من قبل:

أ.م.د. سرحان نعيم الخفاجي 

جامعة المثنى ـ كلية التربية- قسم الجغرافية

2013

المستخلص: 

   يعتبر بحر النجف واحداً من أهم البحار التي تكونت بفعل الحركات التكتونية الجيولوجية خلال فترة ً من العصرين الأليرين من الزمن الجيولوجي الثالث من عمر الأرض، إذ إن تلك الفترة شهدت نشاط الحركات التكتونية التي تمخضت عنها ظواهر جيوتكتونية مختلفة في العراق منها الجبال والتلال والهضاب والمنخفضات والبحيرات، ويعتبر بحر النجف من أهم الظواهر الجيوتكتونية التي تكونت في تلك الفترة ،وقد اختلف الباحثين حول إرجاع مثل هذه البحار والمنخفضات أيما اختلاف ، فمنهم من عزاها إلى أسباب جيولوجية أو باطنية أكثر منها لعوامل ظاهرية خارجية . وهذا يبين لنا بشكل واضح إن مثار الجدل والخلاف مبعثه الخلط بين مفهومين تماماً هما الأصل والتشكيل ، فالأصل يبحث في أسباب النشأة وعوامل ضبط التوزيع الجغرافي للمنخفضات والبحار، بينما يعني التشكيل جميع العمليات التي أسهمت بدور ما في حفر البحار والمنخفضات، سواء كان ذلك بواسطة المياه الجارية أو عن طريق الإذابة أو بفعل الرياح، فالأصل هو نقطة البداية والأساس الذي منه شرعت عوامل أخرى في صياغة تلك البحار وإبرازها بأبعادها وأشكالها الراهنة.  وكان بحر النجف في يوماً من الأيام بحراً مغموراً بمياه الوديان التي أغلبها قادمة من الأراضي السعودية إضافة إلى الأراضي العراقية ومياه نهر الفرات والتي مازالت إلى الآن تغذي الزراعة فيه.

الاستنتاجات: 

1- أتضح من خلال الدراسة إن منخفضات (الحبانية ،الرزازة ،بحر النجف) كانت تمثل نهر الفرات القديم قبل حصول الحركات الجيولوجية في العصرين الأخيرين من الزمن الجيولوجي الثالث. 

2 - إن عملية الهبوط لبحر النجف ليست بواسطة عملية التعرية والإذابة فقط على امتداد نطاق الضعف تركيبي، وإنما كانت عملية هبوط تركيبي لسطح البحر بعد حدوث انكسارات محيطة به. 

3 - إن الأحواض والمنخفضات والبحار المغلقة الموجودة في صحاري الشرق الأوسط ومنها العراق تعود أسباب تكوينها إلى عدة عوامل منها التصدع نحو الأسفل (Down Faulting) و التحدب نحو الأسفل (Down Warping) .

4 - أن من أهم الأسباب التي أدت إلى تكون بحر النجف هي تأثير العوامل التكتونية المتلثمة بالحركات الأرضية التي سببت التشوه في القشرة الأرضية وكذلك إلى التجزئة والتقطيع نتيجة التصدع. 

5 - يعتبر بحر النجف من أهم الظواهر الجيوتكتونيةإذ يمثل موقعة خط انكساري حدث بحركة انكسارية في قشرة الأرض أدى إلى هبوطها مما يدل على الشكل الطولي للحافات الشرقية المرتفعة له. 

6 -إن مسئولية العمل الجيومورفولوجي بالدرجة الأساس في بحر النجف هو لفعل كل من المياه الجارية المنقولة عن طريق الوديان والأخاديد، وعمليات تفكك الصخر وتحلله، والذي يحدد الطبيعة الحقيقية للعمليات الجيومورفولوجية الفعالة في المنطقة.

7 - يشكل بحر النجف حوض ذو مساحة شاسعة من الأراضي شبه الجافة مليئة بالفتات الصخري الذي يغتزل المياه في ثناياه والذي جلبته معاً العشرات من الأودية التي تصب فيه. 

8 -أن شبكة التصريف المائي المتكونة من الوديان والتي تصب في بحر النجف ما هي إلا دليل على أنها تكونت في ظروف مناخية كانت سائدة أكثر مطراً من الآن . 

9- يتضح من خلال ما أشارت إليه الكثير من المصادر التاريخية إلى إن بحر النجف جف سنة 1293ىـ -1876م.

10- هناك ثلاثة أنهر تصب في بحر النجف في الوقت الحاضر هي (البديرية، والغازي، وأبو أجدوع) تأخذ مياهها من شط الكوفة (الفرات) من منطقة أبي صخير. 

11- أن مساحة بحر النجف تغيرت على طوال التاريخ، وكان بحر النجف في القديم أكبر مساحة بكثير مما هو عليه في أزمان متأخرة، ولذا فقد اختلفت تقديرات مساحته باختلاف أزمانها. 

12-أن أغلب الترسبات في بحر النجف هي ترسبات نهرية تكونت خلال الحقبة المطيرة من عصر البلايوستوسين، الأمر الذي أدى لإحدوث تعرية مائية شديدة في المناطق المرتفعة المحاذية للبحر، و ترسيب في المناطق المنخفضة منه. 

13- يمتاز بحر النجف باستواء سطحه المغطى بالرواسب الفتاتية المنقولة، ويعد منطقة جيدة للاستثمار الزراعي لتوفر التربة السميكة الخصبة، لذا استخدم ولسنين طويلة في النشاط الزراعي والرعوي والصناعي، فكان بذلك مركزاً أو مناطق تركز للسكان.

للقراءة و التحميل     اضغط هنا