الجغرافيا وعلاقتها بالعلوم الأخرى وأهميتها في الحياة
الأستاذ الدكتور
خلف حسين علي الدليمي
عميد كلية التربية للعلوم الإنسانية
جامعة الأنبار
المبحث الأول- تعريف الجغرافيا وعلاقتها بالعلوم الأخرى
أولا- تعريف الجغرافيا- علم يهتم بدراسة سطح الأرض من حيث الشكل والتكوين, والإنسان ونشاطاته,والتفاعل بين البيئة والإنسان, حيث يؤثر ويتأثر كل منهما بالآخر, ونتائج تلك التفاعلات.
وعند تحليل هذا التعريف يتضح ما يأتي:
1- الجزء الأول من التعريف دراسة سطح الأرض من حيث الشكل والتكوين ،ويعني الجانب الطبيعي في الجغرافيا,حيث تتم دراسة مظاهر سطح الأرض من حيث الشكل والتكوين والتوزيع, و مظاهر السطح الطبيعية هي نتاج تفاعل الغلاف الصخري مع الأغلفة الأخرى والعمليات الباطنية وفعل الإنسان,مخطط رقم (1) يبين العوامل التي تسهم في تكون مظاهر سطح الأرض،فكل ظاهرة تتكون بتأثير عمليات التعرية أو الارساب أو كليهما,وتأثير العمليات الباطنية من زلازل وبراكين وحركات التوائية وتكتونية رافعة أو هابطة, فالمناخ له تأثير بكل عناصره من حرارة وتساقط ورياح,والمياه الجارية والجوفية والبحار والمحيطات, والثلوج, كما أن للحياة البايلوجية من نبات وحيوان دور في تشكيل بعض مظاهر سطح الأرض,وكذلك الإنسان فقد شارك في تغير مظهر سطح الأرض بشكل مباشر وغير مباشر.
مخطط رقم (1)
يبين العوامل التي تسهم في تكون مظاهر سطح الأرض
2- الجزء الثاني من التعريف,الإنسان ونشاطاته,تهتم الجغرافيا بحياة الإنسان ونشاطاته وما شهدته الحياة من تطورات,حيث مارس الكثير من الأنشطة واستخدم ما أتيح له من إمكانات وقدرات وأفكار حتى توصل إلى ما نحن عليه ألان,وكل نشاط يمارسه الإنسان هو نتاج تفاعل النظم البشرية مع النظم الطبيعية,مخطط رقم(2) يبين أنواع النظم الطبيعية والبشرية التي تسهم في تكون الظواهر البشرية.
مخطط رقم(2)
يبين أنواع النظم الطبيعية والبشرية التي تسهم في تكون الظواهر البشرية
3- التفاعل بين البيئة والإنسان:حيث يؤثر ويتأثر كل منهما بالأخر,الإنسان منذ ان خلقه الله سبحانه وتعالى كيف نفسه للعيش في البيئة التي ولد فيها,ورغم اختلاف البيئات سواء كانت مناخية(حارة-باردة- معتدلة- متجمدة,رطبة-جافة)او بيئات تضاريسية(جبال-هضاب –سهول-وديان-صحارى)ففي كل تلك البيئات يعيش الإنسان,وقد عمل على استغلال الموارد الطبيعية بأنواعها للتغلب على بعض الصعاب والمشاكل التي يتعرض لها,وقد استمر الإنسان في التحدي حتى توصل الى أعلى التقنيات في مواجهة معظم التحديات البيئية والتأثير عليها,رغم ان هذا التأثير زاد عن حده فانقلب ضده,على سبيل المثال التطور الصناعي وما خلفه من تلوث والذي أدى الى ارتفاع حرارة الأرض والتي أثرت على النظم البيئية وطبيعة حياة الإنسان.
4- نتائج تلك التفاعلات: أن التفاعل بين الإنسان والبيئة والتأثير المتبادل لابد أن يتمخض عنه الكثير من النتائج والمتمثلة بما يحصل عليه الإنسان من مكاسب مادية ملموسة صناعية وزراعية وعمرانية وتكنولوجية,وقد ادى استغلال الإنسان للإمكانات المتاحة في الطبيعية الى التأثير سلبا عليها,حيث نتج عن التلوث الذي سببه الإنسان وذلك للتوسع في المجال الصناعي,وإزالة مساحات واسعة من الغطاء النباتي الى أحداث خلل في مكونات الغلاف الجوي,اذ زادت نسبة ثاني اوكسيد الكربون في الجو مما خلق ظاهرة الانحباس الحراري,والتي تسببت في أحداث تغير مناخي,والذي نتج عنه تغير في البيئات المناخية ومن ثم البيئات البايلوجية, وزيادة نسبة الكوارث الطبيعية.
ثانيا- فروع الجغرافيا
تتميز الجغرافيا عن غيرها من العلوم انها تدرس البعدين المكاني والزماني،فكل ظاهرة طبيعية او بشرية يتم دراستها من خلال هذين البعدين،على سبيل المثال المدينة مكانيا تحتل مساحة من الارض،زمانيا تمر بتطورات منذ نشأتها،وكذلك الحال بعض المظاهر الطبيعية،تحتل مكانا وتتطور زمانيا،مثل مجاري الانهار وشواطيء البحار وغيرهما.
كما تتميز الجغرافيا عن غيرها بأنها تدرس الجانبين الطبيعي والبشري،ويضم كل جانب تخصصات فرعية دقيقة،رغم التداخل بين الجانبين من حيث الواقع العملي والتطبيقي،كما توجد تخصصات تعد مشتركة بين الجانبين،مخطط رقم(3 )
ثالثا- علاقة الجغرافيا بالعلوم الأخرى:
تنفرد الجغرافيا عن غيرها من العلوم الأخرى بدراسة الأرض والإنسان،في حين تختص العلوم الأخرى اما بدراسة الإنسان او الأرض، وعليه ترتبط الجغرافيا بغيرها من العلوم الأخرى من خلال العناصر الأساسية التي تتشكل منها الجغرافيا،مخطط رقم(4) يوضح عناصر الجغرافيا وعلاقتها بالعلوم الأخرى،حيث تتكون من العناصر الآتية:
1- الأرض 5- الحقل
2-الإنسان 6- التحليل
3-المكان 7- التطبيق
4-الزمان 8-الاستشراف والتنبؤ
مخطط رقم(4)
يوضح عناصر الجغرافيا وعلاقتها بالعلوم الأخرى
المبحث الثاني- دور الجغرافيا في الحياة العملية
أولا-تخطيط المدن
المفهوم الأساسي الذي يجب معرفته هو الهندسة شيء والتخطيط شيء آخر، ليس كل مهندس مخطط ولا كل مخطط مهندس،ومن حيث ينتهي التخطيط يبدأ التصميم،ويعد الجغرافي أكثر التخصصات مساهمة في عملية التخطيط،مخطط رقم(5) يبين التخصصات التي تشترك في التخطيط.
ثانيا- تخطيط الخدمات المجتمعية والبنى التحتية
1- معايير تخطيط الخدمات(مسافية- مساحية-وزنية اوكمية)
2- تقييم كفاءة الخدمات
ثالثا- دور الجغرافيا في التنمية المستدامة
التنمية المستدامة (Sustainable Development) تعرف بأنها عملية تنظيم استغلال الموارد المتاحة بما يلبي احتياجات الانسان في الوقت الحاضر دون التأثير على متطلبات حياة الأجيال القادمة،ويكون ذلك من خلال تحقيق التوازن بين تفاعل مجموعة من العناصر الأساسية المتمثلة بالبيئة والمجتمع والاقتصاد والتكنولوجيا.
1- العناصر الأساسية للاستدامة
أ- البيئة:
تهدف التنمية المستدامة إلى تحقيق العديد من الأهداف البيئية، وتتمثل فيما يلي:
- الاستخدام الرشيد للموارد الناضبة، بمعنى حفظ الأصول الطبيعية بحيث نترك للأجيال القادمة بيئة مماثلة، حيث لا توجد بدائل لتلك الموارد الناضبة.
- مراعاة القدرة المحدودة للبيئة على استيعاب النفايات.
- ضرورة التحديد الدقيق للكمية التي ينبغي استخدامها من كل مورد من الموارد الناضبة، ويعتمد ذلك على تحديد قيمتها الاقتصادية الحقيقية، وتحديد سعر مناسب لها بناءً على تلك القيمة.
الهدف الأمثل للتنمية المستدامة هو التوفيق بين التنمية الاقتصادية والمحافظة على البيئة مع مراعاة حقوق الأجيال القادمة في الموارد الطبيعية خاصة الناضبة منها.
ب- الاقتصادي:
تهدف التنمية المستدامة بالنسبة للبلدان الغنية إلى إجراء تخفيضات متواصلة في مستويات استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية والتي تصل إلى أضعاف أضعافها في الدول الغنية مقارنة بالدول الفقيرة، من ذلك مثلاً يصل استهلاك الطاقة الناجمة عن النفط والغاز والفحم في الولايات المتحدة إلى مستوى أعلى منه في الهند بـ 33 مرة.
ت- الاجتماعي:
إنّ عملية التنمية المستدامة تتضمن تنمية بشرية تهدف إلى تحسين مستوى الرعاية الصحية والتعليم، فضلاً عن عنصر المشاركة حيثُ تؤكّد تعريفات التنمية المستدامة على أنّ التنمية ينبغي أن تكون بالمشاركة بحيث يشارك الناس في صنع القرارات التنموية التي تؤثر في حياتهم، حيث يشكل الإنسان محور التعريفات المقدمة حول التنمية المستدامة، والعنصر الهام الذي تشير إليه تعريفات التنمية المستدامة - أيضاً - هو عنصر العدالة أو الإنصاف والمساواة، وهناك نوعان من الإنصاف هما إنصاف الأجيال المقبلة والتي يجب أخذ مصالحها في الاعتبار وفقاً لتعريفات التنمية المستدامة، والنوع الثاني هو إنصاف من يعيشون اليوم من البشر ولا يجدون فرصا متساوية مع غيرهم في الحصول على الموارد الطبيعية والخدمات الاجتماعية، والتنمية المستدامة تهدف إلى القضاء على ذلك التفاوت الصارخ بين الشمال والجنوب.
كما تهدف التنمية المستدامة أيضاً – في بعدها الاجتماعي- إلى تقديم القروض للقطاعات الاقتصادية غير الرسمية، وتحسين فرص التعليم، والرعاية الصحية بالنسبة للمرأة.
ث- التكنولوجيا:
تستهدفُ التنمية المستدامة تحقيق تحولاً سريعاً في القاعدة التكنولوجية للمجتمعات الصناعية، إلى تكنولوجيا جديدة أنظف، وأكفأ وأقدر على الحد من تلوث البيئة، كذلك تهدف إلى تحولا تكنولوجيا في البلدان النامية الآخذة في التصنيع، لتفادي تكرار أخطاء التنمية، وتفادي التلوث البيئي الذي تسببت فيه الدول الصناعية، ويشكل التحسن التكنولوجي الذي تستهدفه التنمية المستدامة، وسيلة هامة للتوفيق بين أهداف التنمية والقيود التي تفرضها البيئة، بحيث لا تتحقق التنمية على حساب البيئة.
2-أهداف التنمية توفير مقومات الحياة
إن من أهم الأهداف الأساسية للتنمية المستدامة هي كيفية الحد من الفقر، ومن خلال التشجيع على أتباع أنماط إنتاج واستهلاك متوازنة، دون الإفراط في الاعتماد على الموارد الطبيعية المتاحة،حيث يتم توفير مقومات الحياة الاساسية المتمثلة بمايلي:
أ- الماء
تهدف الاستدامة الاقتصادية فيها إلى ضمان إمداد كافٍ من المياه ورفع كفاءة استخدام المياه في التنمية الزراعية والصناعية والحضرية والريفية. وتهدف الاستدامة الاجتماعية إلى تأمين الحصول على المياه في المنطقة الكافية للاستعمال المنزلي والزراعة الصغيرة للأغلبية الفقيرة. وتهدف الاستدامة البيئية إلى ضمان الحماية الكافية للمستجمعات المائية والمياه الجوفية وموارد المياه العذبة وأنظمتها الإيكولوجي.
ب- الغذاء
تهدف الاستدامة الاقتصادية فيه إلى رفع الإنتاجية الزراعية والإنتاج من أجل تحقيق الأمن الغذائي في الإقليمي والتصديري. وتهدف الاستدامة الاجتماعية إلى تحسين الإنتاجية وأرباح الزراعة الصغيرة وضمن الأمن الغذائي المنزلي. وتهدف الاستدامة البيئية إلى ضمان الاستخدام المستدام والحفاظ على الأراضي والغابات والمياه والحياة البرية والأسماك وموارد المياه.
ت- الصحة
تهدف الاستدامة الاقتصادية فيها إلى زيادة الإنتاجية من خلال الرعاية الصحية والوقائية وتحسين الصحة والأمان في أماكن العمل. وتهدف الاستدامة الاجتماعية فرض معايير للهواء والمياه والضوضاء لحماية صحة البشر وضمان الرعاية الصحية الأولية للأغلبية الفقيرة. وتهدف الاستدامة البيئية إلى ضمان الحماية الكافية للموارد البيولوجية والأنظمة الإيكولوجية والأنظمة الداعمة للحياة.
ث- السكن والخدمات
تهدف الاستدامة الاقتصادية فيها إلى ضمان الإمداد الكافي والاستعمال الكفء لموارد البناء ونظم المواصلات. وتهدف الاستدامة الاجتماعية ضمان الحصول على السكن المناسب بالسعر المناسب بالإضافة إلى الصرف الصحي والمواصلات للأغلبية الفقيرة. وتهدف الاستدامة البيئية إلى ضمان الاستخدام المستدام أو المثالي للأراضي والغابات والطاقة والموارد المعدنية.
ج- فرصة عمل
تهدف الاستدامة الاقتصادية إلى زيادة الكفاءة الاقتصادية والنمو وفرص العمل في القطاع الرسمي. وتهدف الاستدامة الاجتماعية إلى دعم المشاريع الصغيرة وخلق الوظائف للأغلبية الفقيرة في القطاع غير الرسمي. وتهدف الاستدامة البيئية إلى ضمان الاستعمال المستدام للموارد الطبيعية الضرورية للنمو الاقتصادي في القطاعين العام والخاص.
رابعا- البيئة وحياة الإنسان
تنفرد الجغرافيا في دراسة تطور حياة الإنسان منذ ان خلقه الله سبحانه وتعالى، حيث عاش في العراء دون استقرار،وبعدها حياة الكهوف،وتلاها حياة السهول غير المستقرة،ومن بعدها حياة تدجين الحيوان،والزراعة والصناعة،ومن حياة التجمعات الصغيرة الى القرى وتلاها المدن الصغيرة ثم الكبيرة والعواصم
خامسا- المخاطر الطبيعية
يتعرض الإنسان إلى المخاطر الطبيعية بكل أنواعها من زلازل وبراكين وأعاصير وفيضانات وجفاف،ان كل ذلك لم يتطرق له علم اخر غير الجغرافيا،وان تطرقت له علوم أخرى فلم يكن لغرض التوضيح أو بيان ما يصاحبها من خراب وتدمير وإنما لأغراض التقييم المادي في أغلب الأحيان
المبحث الثالث- الثورة الكمية والتكنولوجية في الجغرافيا
أ- نظم المعلومات الجغرافية GIS
ب- الاستشعار عن بعد Remote Sensing
ت- نظام المواقع العالمي GPS
ث- Google Earth
ج- برامج حاسوبية متنوعة
ح- الأجهزة والمعدات
شعار الساميين العرب في العراق
للتحميل اضغط هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق