تنتشر في المناطق الشرقية والشمالية للإمارات
المراوح الفيضية تشكيلات بريشة الماء
المصدر : (تحقيق: إيمان عبدالله)
جريدة الخليج - منوعات - علوم بيئة - 01/05/2013
توجد المراوح الفيضية في الأغلب في المناطق الشمالية والشرقية من الدولة مثل حتا ومصفوت ورأس الخيمة، وهي عبارة عن رواسب فيضية من الحصى والرمل والطين مخروطية الشكل ترسبت عند مخارج الأودية نتيجة للانخفاض المفاجئ في سرعة الجريان وانخفاض شدة الانحدار عند أقدام الجبال . وللمراوح الفيضية دور بيئي وسياحي يمكن استغلاله، فهي توفر بيئة مناسبة للزراعة نتيجة وجود ترسبات الطين، ويمكن أيضاً استخدامها للاستجمام السياحي الموسمي .
د . أسماء محمد الكتبي، رئيسة الجمعية الجغرافية الإماراتية، تشير إلى أن المراوح الفيضية هي أشكال مخروطية تتراكم عند مخارج الأودية، وتتكون من الحصاة والحصباة التي تنقلها مياه الأودية، ويرجع اسمها إلى أنها تشبه المراوح الصينية، ولفظ فيضي ينسب إلى كل الرواسب التي تتراكم بفعل الأنهار أو الأودية . وتوضح أن المراوح توجد عند أقدام الجبال، سواء لروافد الأودية أو الأودية الرئيسة، لافتة إلى أن لها دوراً سياحياً وبيئياً إذا ظلت محتفظة بشكلها، ولم تشوه، وأنه في بعض الأماكن محيت المراواح الفيضية ذات الأشكال المميزة .
وتضيف: المراوح الفيضية في الإمارات مشابهة لهذه المراوح في مناطق أخرى في العالم، إذ هناك عوامل عدة تؤثر في أشكالها منها الحركات الأرضية الرأسية، والحركات الرأسية في الإمارات بطيئة جداً مقارنة بمناطق أخرى مثل البحر الميت في الأردن والديث فالي بأمريكا . وتعتبر المراوح الفيضية وسيلة لقراءة التغيرات المناخية حالياً ومستقبلاً، فهي تحتفظ بين رواسبها المتسعة بالعرض بعدد مرات سقوط الأمطار، وليس المرات الرئيسة فقط، وهذا يحدد بكمية المياه والمطر، ومن خلال حجم رواسبها يمكن العلم بتفاوت درجات الحرارة، فوجود الحصيات (الحصى) الصغيرة الحجم يعني أن درجات الحرارة كانت منخفضة، ما أدى إلى تفشي الصقيع وبالتالي التفتت السريع للصخور، أما كبر حجمها فيعني أن درجات الحرارة ليست تحت الصفر، وتصلح المناطق القريبة من المراوح الفيضية للزراعة، في حالة المراوح الفيضية الكبيرة الحجم، مثل مروحة وادي البيح . وتتميز ارسابات المروحة بخصوبة التربة .
وعن مروحة وادي البيح، تقول: المروحة عند مقدمات الجبال لذلك هي كبيرة، إضافة إى كبر حجم وادي البيح، فكلما زادت مساحة الحوض النهري (الوادي) زادت مساحة المروحة، وهناك عوامل أخرى تؤثر على حجم المراوح مثل حجم الرواسب، ونوعية الصخور التي تنحدر منها المراوح، فلو كانت الصخور سهلة التفتيت كانت المراوح أكبر حجماً والعكس صحيح، بالإضافة إلي الحركات الأرضية، فلو كانت الحركات الأرضية رأسية فأن حجم المراوح يظل ثابتاً تقريباً مثل مروحة وادي البيح، لكن لو كانت الحركات الأرضية أفقية يزيد هذا من حجم المراوح مثل المراوح الفيضية الموجودة في الوسط الغربي الأمريكي .
د . شهرزاد أبوغزالة أستاذ مساعد الجيومرفولوجيا، جامعة الإمارات تشير إلى أن المراوح توجد في شمالي الإمارات وعلى وجه الخصوص في وادي البيح والأودية المتجهة شرقاً من شعم حتى العين أو تلك المتجهة غرباً من دبى حتى كلباء .
وعن أهميتها السياحية، تقول: تعتبر المراوح الفيضية من أجمل الأشكال الأرضية التي تجذب السياح، لاسيما هواة السياحة البيئية، علاوة على جذب العلماء والباحثين من شتى البقاع . وهي غنية بالمياه الجوفية نظراً لوجودها عند مصبات الأودية من ناحية وخشونة رواسبها من ناحية أخرى، لأن رواسب المروحة المكونة من خليط من الحصى والرمل والطين والصلصال تعتبر تربة نموذجيه للزراعة ومصدراً لمواد البناء . إضافة إلى ذلك فإن المراوح الفيضيه تعتبر بيئة طبيعية مناسبة لكثير من النباتات والحيوانات البرية، ويمكن أن تستغل في إنشاء محميات طبيعية تحمي البيئة وتشجع على السياحة البيئية .
وتلفت إلى أن المراوح الفيضية في الإمارات لم تستغل بعد، وأنها بحاجة إلى دراسات عديدة بهدف إنشاء مشاريع اقتصادية وتنموية للاستفادة من الموارد الطبيعية المتوافرة فيها .
وتشير إلى أن المراوح الفيضية تعتبر أرشيفاً تفصيلياً للتغيرات المناخية في الماضي والحاضر، يمكن أن تسهم في فهم أفضل لمناخ الإمارات لفترة زمنية طويلة والتنبؤ بالظروف المناخية المقبلة . ويشير د . عثمان عبد الغني، أستاذ مشارك في قسم الجيولوجيا بجامعة الإمارات، إلى أن المراوح الفضية توجد في رأس الخيمة حيث تحوي مروحة فيضية هائلة الاتساع . موضحاً أن مصطلح فيضية يعود إلى طريقة تكوين المروحة بسبب جريان المياه في الأودية العميقة الضيقة (أخاديد) من أعلى الجبال إلى أسفلها وهذا الفيض الهائل من المياه يحمل معه حبيبات متعددة الأحجام وعند وصولها لأسفل الجبل تهدأ سرعة المياه وتلقى بحمولتها من الحبيبات والتي تقل في حجمها كلما ابتعدنا عن الجبل .
د . رياض حامد الدباغ المستشار في جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، يقول: المروحة الفيضية، وتسمى أيضاً مروحة الطمي، تتكون عندما يخرج المجرى المائي من قناته ويفقد سرعته وقدرته بسرعة، ما يؤدي إلى تفرع قناته الرئيسة إلى العديد من القنوات الفرعية . ويحدث ذلك في المناطق الجبلية في شمال شرقي الإمارات . والعديد من المناطق الجبلية المرتفعة في العالم .
ويضيف: مصطلح فيضية يرمز إلى أن هذه الحالة لا تحدث إلا بعد الأمطار الغزيرة والفيضانات التي تحدث عندما تكون كمية المياه أكبر فلا تستطيع القناة المائية استيعابها . لذا تبدأ المياه في العبور فوق ضفاف القناة نحو السهل الفيضي المحيط . وتعتبر الفيضانات أكثر المخاطر الجيولوجية وأشدها تدميراً، ولكنها مع ذلك جزء من السلوك الطبيعي للأنهار، وهناك الفيضانات الفجائية أو السيول الفجائية وهي محل اهتمام من الإمارات والمنطقة، وتحدث من دون سابق إنذار ويمكن أن تكون مميتة لأنها تسبب ارتفاعاً سريعاً في منسوب الماء ذي السرعة الهائلة المدمرة . وتحدث السيول الفجائية في المناطق
الشرقية والشمالية في الإمارات عقب عواصف
الأمطار الشديدة، لذا قامت الدولة ممثلة بوزارة البيئة ببناء عدد كبير من السدود بهدف تغذية المياه الجوفية، وحماية الطرق والمنشآت، والوقاية من الفيضان، وعندما يغادر المجرى المائي المنطقة الجبلية إلى سهل فسيج تتجمع الرواسب في شكل سهول فيضية تُسمى المراوح الفيضية .
د . أحمد علي مراد: لم تستغل زراعياً وسياحياً
د . أحمد علي مراد العميد المشارك لكلية العلوم بجامعة الإمارات، الأستاذ المشارك لجيولوجيا المياه، يقول: توجد المرواح الفيضية في الإمارات في الأغلب في المناطق الشمالية والشرقية من الدولة مثل حتا ومصفوت ورأس الخيمة . وهي توفر بيئة مناسبة للزراعة نتيجة وجود ترسبات الطين، ولأنها تؤدي إلى وجود المياه بصورة مؤقتة يمكن استخدامها للاستجمام السياحي الموسمي، لكنها لم تستغل بعد . وتعتبر المراوح الفيضية وسيلة لقراءة التغيرات المناخية وذلك بإعداد التتابع الطبقي للرواسب، وبالتالي إمكان استنتاج بعض المعلومات عن كمية وطبيعة الأمطار المتساقطة في تلك الفترة من العمر الجيولوجي .
ويضيف: تصلح المناطق القريبة من المراوح الفيضية للزراعة وخاصة تلك التي توجد فيها الترسبات الطينية والرملية مثل وادي البيح جعيدة برأس الخيمة .
وبعد فصل معادن الطين الموجودة في الجزء الشمالي من مروحة رأس الخيمة، وجد أنها غنية بالعناصر المهمة والمفيدة للتربة . وتوجد أعداد كبيرة من المزارع في هذه المنطقة نظراً للخصوبة الشديدة للتربة، وحالياً تجرى الدراسات المختبرية لمعرفة المحاصيل المناسبة للزراعة في هذه المنطقة . ويؤكد استمرار الدراسات، وينفذ إحداها قسم الجيولوجيا بجامعة الإمارات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق