الصفحات

الاثنين، 23 سبتمبر 2024

جيومورفولوجية ساحل مصراته فيما بين رأس الهنشير ورأس كارة - عمر إمحمد على عنيبة - رسالة ماجستير 2007م




جيومورفولوجية ساحل مصراته 


فيما بين رأس الهنشير ورأس كارة



قدمت هذه الدراسة استكمالاً لمتطلبات الحصول  على الإجازة العالية الماجستير في الجغرافيا من قسم الجغرافيا - كلية الآداب - جامعة 7 أكتوبر - مصراته


إعداد الطالب

عمر إمحمد على عنيبة 

 Omar Emhemed Ali Eniba




إشراف


الأستاذ الدكتور

 محمد علي عبدالرحيم العرفي



العام الجامعي 2006 - 2007م


فهرس المحتويات

 

الرقم

الموضوع .........................................................................

الصفحة

ــ

الآية القرآنية ......................................................................

أ

ــ

الإهداء ...................................................................... ......

ب

ــ

شكر وتقدير .............................................................

ج

ــ

فهرس المحتويات .......................................................

د ـ هـ

ــ

فهرس الجداول ...................................................................

و ـ ز

ــ

فهرس الأشكال ...................................................................

ح ـ ط

ــ

فهرس الصور ....................................................................

ك

ـ

المقدمة

 1 ـ 21

ــ

المقدمة .............................................................................

2 ـ 3

ــ

مشكلة الدراسة..............................................................

3

ــ

فرضيات الدراسة ...............................................................

3 ـ 4

ــ

أهداف الدراسة ...................................................................

4

ــ

أهمية الدراسة ....................................................................

4

ــ

أسباب اختيار الموضوع ....................................................

4

ــ

موقع وحدود منطقة الدراسة .................................................

5 ــ 6

ــ

منهجية الدراسة .................................................................

7 ـ 8

ــ

أسلوب الدراسة .................................................................

9 ـ 12

ــ

أسلوب جمع العينات ...........................................................

12 ـ 14

ــ

المفاهيم والمصطلحات ........................................................

15 ـ 16

ــ

الدراسات السابقة ...............................................................

16ـ 21

ــ

محتويات الدراسة ...............................................................

21

1

الفصل الأول : الجغرافية الطبيعية لمنطقة   الدراسة

 

22 ـ 74

1 ـ 1

الخصائص الجيولوجية العامة لمنطقة الدراسة ........................

23 ـ 31

1 ـ 2

 الخصائص المورفولوجية لمنطقة الدراسة ............................

31 ـ 53

1 ـ 3

الخصائص المناخية العامة لمنطقة الدراسة ............................

54 ـ 73

1 ـ 4

التربة بمنطقة الدراسة ......................................................

73 ـ 74

1 ـ 5

النبات الطبيعي بمنطقة الدراسة ..........................................

74

2

الفصل الثاني : عوامل تشكيل منطقة الدراسة

75 ـ 126

2 ـ 1

توطئة .............................................................................

76

 2ـ 2

العوامل الجيولوجية ...........................................................

76 ـ 77

2 ـ 3

العوامل المناخية ..............................................................

77 ـ 88

2 ـ 4

عوامل التعرية البحرية .......................................................

89 ـ 126

3

الفصل الثالث : ظاهرات النحت البحري بمنطقة الدراسة

127 ـ 180

4

الفصل الرابع : ظاهرات الإرساب البحري بمنطقة الدراسة

181 ـ 201

ــ

الخاتمة  ...........................................................

202 ـ 210

ــ

الملاحق ...................................................................

211 ـ 221

ــ

قائمة المصادر والمراجع ..............................................

222 ـ 229

ــ

الملخص باللغة الإنجليزية ...........................................

230 ـ 231 

  ـ المقدمة :

     الجيومورفولوجيا هي علم أشكال قشرة الأرض , والعوامل الطبيعية المنشئة لتلك الأشكال , وتتضمن بمعناها الواسع دراسة جميع أشكال الأرض كبيرها وصغيرها , كما تشمل دراسة مختلف العوامل الباطنية والخارجية المنشئة والمشكِّلة لتلك   الأشكال . ( جودة , 1979 م , ص 2 ) .

     وتهتم  الجيومورفولوجيا بدراسة أشكال سطح الأرض التفصيلية , كالأنهار    وأحواضها , وظاهراتها المختلفة , والسواحل وأشكالها ، والهضاب والصحارى ، والمناطق الجليدية وظاهراتها الجيومورفولوجية, من خلال دراسة نشأتها وتطورها وأبعادها والصور التوزيعية لها .( سليم , 1992 م ،ص 3 ) .

     وتشمل العوامل الخارجية المشكلة لأشكال سطح الأرض المختلفة , عامل التجوية سواء ً أكانت تجوية ميكانيكية , أو كيميائية , أو حيوية , و عامل التعرية بمختلف أنواعها ,المتمثلة في فعل المياه الجارية السطحية ، والمياه الجوفية , وفعل الرياح في الصحارى الحارة الجافة , وفعل الجليد , وفعل البحر , وهو ما يعرف بالتعرية البحرية التي تتميز عن غيرها من أشكال التعرية بمجموعة من الخصائص من بينها :

1 ـ تركز فعل البحر في نطاقات محددة أفقيا ً ورأسيا ً , حيث يحدد طول الساحل المنطقة التي يمكن أن تتعرض للأمواج , وهذا يعني أنه كلما زاد تعرج الساحل، زادت المسافة المعرَّضة لفعل الأمواج .

2 ـ سرعة تغير الأشكال الناتجة عن التعرية البحرية , مقارنة ً بالأشكال الناتجة عن غيرها من عوامل التعرية الأخرى , ذلك لأن حركة الرياح والأمواج والمد والجزر المسؤولة عن تشكيل السواحل , وظاهراتها الجيومورفولوجية , غالبا ً ما تؤدي إلى تهديم تلك الظاهرات , أو التعديل في شكلها . ( جودة , 1979 م , ص 395 ) .

3 ـ بعض الظاهرات الجيومورفولوجية الساحلية قد لا تكون من نتاج التعرية البحرية  وحدها , بل هي نتاج لاشتراك أكثر من عامل من عوامل التعرية .

4 ـ هناك توازن بين أشكال النحت والإرساب في النطاقات الساحلية , وهذا يفتقد في النطاقات القارية التي تتأثر بعوامل تعرية أخرى . (سباركس , 1978 م , 276 ) .

     تدخل دراسة فعل البحر والأشكال الجيومورفولوجية الساحلية الناتجة عن ذلك    الفعل , ضمن اختصاصات جيومورفولوجية السواحل ,وتهتم جيومورفولوجية السواحل أساسا ً بدراسة أشكال الأرض الساحلية وتطورها , مع دراسة العمليات التي تشكلها ، والتغيرات التي تصيبها في الوقت الحاضر ، حيث تتأثر تلك     العمليات بمجموعة من العوامل البحرية والجيولوجية والمناخية وغيرها.( سليم , 1991 م , ص 8 ) .   

ـ مشكلة الدراسة :

     هناك مجموعة من العوامل الطبيعية المتمثلة في العوامل الجيولوجية     والمناخية , وعوامل التعرية البحرية , تعمل مجتمعة لكن بدرجات متفاوتة على تحديد أشكال السواحل البحرية , والظاهرات الجيومورفولوجية بها ، وتجعل هذه السواحل تختلف في طبيعتها وخصائصها عن بعضها البعض في شتى أنحاء سطح الأرض , حيث قد يبرز أثر أحد هذه العوامل في تشكيل الساحل وظاهراته الجيومورفولوجية بشكل أكثر من غيره من العوامل الطبيعية الأخرى , وعلى هذا الأساس تم تحديد مشكلة الدراسة في السؤالين الآتيين :

1 ـ ما دور  كل ٍ من العوامل الجيولوجية والمناخية في جيومورفولوجية منطقة الدراسة ؟

2 ـ ما مدى تأثير عوامل التعرية البحرية في تشكيل الساحل , ونشأة وتطور الظاهرات الجيومورفولوجية في منطقة الدراسة ؟

ـ فرضيات الدراسة :     

1 ـ تعمل العوامل الجيولوجية والمناخية على نشأة وتطور الظاهرات الجيومورفولوجية بمنطقة الدراسة .

2 ـ إن لعوامل التعرية البحرية الدور الرئيسي في تشكيل الساحل , وتطور الظاهرات الجيومورفولوجية في منطقة الدراسة .

3 ـ هناك اختلاف بين العوامل السالفة الذكر في التأثير على نشأة وتطور الظاهرات الجيومورفولوجية بمنطقة الدراسة .

ـ أهداف الدراسة :

      تهدف الدراسة إلى تحقيق الآتي :  

1 ـ التعرف على الخصائص الطبيعية لمنطقة الدراسة .

2 ـ التعرف على عوامل تشكيل منطقة الدراسة .

3 ـ تحديد ودراسة أهم الظاهرات الجيومورفولوجية بمنطقة الدراسة .

4 ـ رسم خريطة جيومورفولوجية لمنطقة الدراسة .

ـ أهمية الدراسة :   

1 ـ عدم وجود دراسات جيومورفولوجية مماثلة عن ساحل مصراتة بصفة عامة , وفيما بين رأس الهنشير ورأس كارة بصفة خاصة حسب علم الطالب, مما يجعل من هذه الدراسة لبنة ً أولى لدراسات لاحقة تغطي جوانب أخرى من جوانب الجغرافية الطبيعية لهذه المنطقة .

2 ـ تسليط الضوء على منطقة الدراسة , وإمكانية استغلال ظاهراتها الجيومورفولوجية سياحيا ً .

ـ أسباب اختيار موضوع الدراسة :

1 ـ بما أن الطالب من مدينة مصراتة , وهي مسقط رأسه ومقر إقامته , جاء اختيار ساحل مصراتة فيما بين رأس الهنشير ورأس كارة كمنطقة للدراسة , وذلك لسهولة الوصول إليها , وأجراء الدراسات الميدانية اللازمة بأيسر الوسائل وأسهلها , ووفاء ً منه لمدينته بتقديم عمل متواضع قد يساهم ولو بشيء يسير في خدمتها .

2 ـ احتواء منطقة الدراسة من ظاهرات جيومورفولوجية تسترعي  الاهتمام,      خاصة وان المنطقة لم تحظ  بدراسة جيومورفولوجية بشكل تفصيلي .    

 ـ موقع وحدود منطقة الدراسة :

     تقع منطقة الدراسة  بين دائرتي عرض (   9 َ . 32 ْ ) و ( 26 َ . 32 ْ ) شمالا ً , وبين خطي طول ( 49 َ .  14 ْ ) و ( 22 َ . 15 ْ ) شرقا ً .

     وتبلغ مساحة منطقة الدراسة ( 17.5 ) كم ،وهي تمثل ساحل مصراتة المحصور فيما بين رأس الهنشير في الغرب ورأس كارة في الشرق ,و تمتد على هيأة نطاق ساحلي ضيق بمحاذاة البحر المتوسط لمسافة حوالي ( 70 ) كم  الذي يحدها من الشمال في الجزء الممتد من رأس الهنشير إلى رأس الزروق , ومن الشرق في الجزء الممتد من رأس الزروق إلى رأس كارة , شكل (  1 ) , بينما تتوغل نحو الجنوب لمسافة ( 250 ) مترا ً من خط إلتقاء اليابسة بمياه البحر .

     وتنتشر بمنطقة الدراسة الكثبان الرملية المتحجرة ( الكالكارنيت ) , التي تعود إلى رواسب الزمن الرابع عصر البلايستوسين , إذ تطل سلاسل الكالكارنيت ذات الارتفاعات المتباينة في أماكن عديدة من منطقة الدراسة على البحر  مباشرة ً , الذي عمل بالاشتراك مع عوامل التشكيل الأخرى على تحويلها إلى عدة أشكال جيومورفولوجية ساحلية , كما توجد بمنطقة الدراسة الكثبان الرملية الساحلية, وتتنوع شواطئ منطقة الدراسة ما بين الشواطئ الصخرية , والشواطئ الرملية المختلفة الاتساع , التي تظهر في العديد من أجزاء منطقة الدراسة .

ـ منهجية الدراسة :

     يعرف المنهج بأنه المراحل التي يسير خلالها الباحث , بهدف بلوغ الحقيقة المأمولة . ( أبو عيانة , الزوكة , أبو راضي , 2005 م , ص 11 ) , ونتيجة لطبيعة موضوع الدراسة استخدم الباحث المنهجين الآتيين :

1 ـ المنهج الموضوعي  : Topical Method

     وتم من خلاله تحديد الظاهرات الجيومورفولوجية بمنطقة الدراسة ووصفها ، وتحديد كافة العوامل التي تؤثر في تشكيلها وتطورها , مع إيجاد العلاقات بين هذه الظاهرات وعوامل تشكيلها من جهة ، وإيجاد العلاقات المتبادلة بين هذه العوامل,  وتحديد دور كل عامل في نشأة وتطور الظاهرات الجيومورفولوجية من جهة أخرى,  ومن ثم تحليل المعلومات التي تم الوصول إليها , بقصد التوصل إلى صورة متكاملة عن هذه الظاهرات .     

2 ـ المنهج الكمي :

     وذلك بتحليل البيانات الرقمية المناخية , وغيرها من البيانات للوصول إلى نتائج صحيحة , ومن المعادلات المستخدمة في هذه الدراسة ما يلي :  

ـ المتوسط الحسابي : وهو حاصل جمع أي  عدد من القيم مقسوما ً على عددها . ( فياض ، 1983 م , ص 216 ) . ويتم الحصول عليه باستخدام القانون التالي : ـ

X = EX

N          

 حيث X  المتوسط  EX مجموع القيم , N  عدد القيم .

ـ المدى : ـ وهو الفرق بين أعلى قيمة وأصغر قيمة من مفردات العينة  . ( الطبولــي ،  أبو سدرة ، 1988 م , ص 67 ) .

ـ الارتباط التربيعي ويمكن الحصول عليه بالمعادلة التالية :ـ

 r2 =   N( EX.Y ) – ( EX ) ( EY ) 2

N ( EX2 ) – ( EX2 ) N ( EY2 ) – ( EY2 )             

حيث أن r  = معامل الارتباط التربيعي بين المتغيرين ( Y ) , ( X ) .

X  = المتغير المستقل ,  Y  = المتغير التابع , N  = عدد المفردات ,

E = المجموع

     وتنحصر قيمة الارتباط بين ( - 1 ) و ( + 1 ) , وكلما قربت القيمة المطلقة من الواحد الصحيح ؛ كلما كانت قوة الارتباط  قوية بين المتغيرين , أما الإشارة فهي توضح طبيعة العلاقة موجبة أو سالبة , ولا تدل على قوة الارتباط . ( الطبولــي ،  أبو سدرة ، 1988م , ص 126 ) .

ـ الإنحراف المعياري ويمكن الحصول عليه بالمعادلة التالية :

Q = EX2( EX)2

N           N                                             

 

ـ معامل الاختلاف : ويمكن الحصول عليه بالمعادلة التالية :

معامل الاختلاف = الإنحراف المعياري  × 100

              المتوسط الحسابي

. ( الطبولــي ،  أبو سدرة ، 1988 م , ص 67 ) .

     كما قام الطالب بالتعبير عن العديد من الظاهرات الجيومورفولوجية بالوسائل الكورتوغرافية , و الصور الثابتة ( الفوتوغرافية )  لمزيد من الإيضاح .

ـ أسلوب الدراسة ( طرق جمع البيانات) :        

     اعتمد الطالب في جمع بيانات هذه الدراسة على الآتي :ـ 

1 ـ المصادر المكتبية :

      وتشمل ما يلي :ـ

ـ الكتب التي تناولت الجيومورفولوجيا بشكل عام , وجيومورفولوجية السواحل بشكل خاص .

ـ رسائل الماجستير والدكتوراه التي تناولت جيومورفولوجية السواحل والظاهرات الجيومورفولوجية الساحلية .

ـ التقارير الرسمية , والبحوث , والدوريات ذات العلاقة بالموضوع .

ـ البيانات الإحصائية مثل , الإحصاءات المناخية الخاصة بعناصر المناخ , التي تهم الموضوع  بمنطقة الدراسة .

ـ الخرائط الجيولوجية مقياس  ( 1 : 250000 ) ,والخرائط الطبوغرافية مقياس ( 1 : 50000 ) ،والخرائط الصادرة عن البحرية البريطانية الملكية  مقياس ( 1 :500000 ) .

ـ الصور الجوية الخاصة بمنطقة الدراسة مقياس ( 1 : 40000 ) .

ـ شبكة المعلومات الدولية ( الإنترنت ) وذلك بالإطلاع والبحث على ما يفيد الدراسة من بيانات في مواقع الشبكة المتعددة .        

2 ـ الدراسة الميدانية :  

     تعد الدراسة الميدانية من الوسائل المهمة في جمع البيانات ، حيث يستطيع الطالب من خلال الدراسة الميدانية التعرف على العديد من الجوانب التي كانت  خافية ً عليه , كما يمكن من خلالها التأكد من صحة المعلومات المتوفرة لديه .

     لذلك قام الطالب بتحديد منطقة الدراسة ميدانيا ً, وقسمت منطقة الدراسة من الغرب إلى الشرق إلى خمس قطاعات شكل ( 1 ) على هذا النحو :

ـ القطاع الأول من رأس الهنشير إلى أبو فاطمة  , ويمتد من تقاطع دائرة عرض      26 َ. 32 ْ شمالا ً مع خط طول 49 َ . 14 ْ شرقا ً ، إلى تقاطع دائرة عرض         25 َ . 32 ْ شمالا ً مع خط طول 57 َ . 14 ْ شرقا ً.

ـ القطاع الثاني من أبو فاطمة إلى رأس مصراتة , ويمتد من تقاطع دائرة عرض      25 َ. 32 ْ شمالا ً مع خط طول 57 َ . 14 ْ شرقا ً ، إلى تقاطع دائرة عرض          24 َ . 32 ْ شمالا ً مع خط طول 07 َ . 15 ْ شرقا ً. 

ـ القطاع الثالث من رأس مصراتة إلى رأس الزروق , ويمتد من تقاطع دائرة عرض      24 َ. 32 ْ شمالا ً مع خط طول 07 َ . 15 ْ شرقا ً ، إلى تقاطع دائرة عرض             22  َ . 32 ْ شمالا ً مع خط طول 13 َ . 15 ْ شرقا ً.

ـ القطاع الرابع من رأس الزروق إلى رأس الرومية , ويمتد من تقاطع دائرة عرض 22 َ. 32 ْ شمالا ً مع خط طول 13 َ . 15 ْ شرقا ً ، إلى تقاطع دائرة عرض 16 َ . 32 ْ شمالا ً مع خط طول 19 َ . 15 ْ شرقا ً.

ـ القطاع الخامس الممتد من رأس الزروق إلى رأس كارة , ويمتد من تقاطع دائرة عرض 16 َ. 32 ْ شمالا ً مع خط طول 19 َ . 15 ْ شرقا ً ، إلى تقاطع دائرة عرض 09 َ . 32 ْ شمالا ً مع خط طول 22 َ . 15 ْ شرقا ً.

     وقام بالعديد من الزيارات الميدانية لمنطقة الدراسة لأجل تغطية العديد من الجوانب الأساسية للدراسة مثل :  

أـ  تحديد خصائص  خط الساحل ، إتجاه خط الساحل وتعرجه وتقوسه  .

ب ـ دراسة الخصائص الطبيعية للشواطيء بمنطقة الدراسة سواء أكانت شواطيء رملية أو صخرية ، من خلال تحديد أنواع التكوينات الجيولوجية السطحية بمنطقة الدراسة بواسطة الخرائط الجيولوجية مقياس ( 1 : 25000 ) ومطابقتها بأرض الواقع عن طريق الدراسة الميدانية .

جـ ـ تحديد الظاهرات الجيومورفولوجية بمنطقة الدراسة والتعرف على خصائصها وأشكالها والعوامل المؤثرة فيها وإجراء القياسات اللازمة عليها .

د ـ دراسة الخصائص الطبيعية للأمواج بمنطقة الدراسة , حيث درس الطالب  خصائص الأمواج بنقاط القياس المحددة خلال فصل الصيف شهر هانيبال سنة 2005 م , وخلال فصل الشتاء شهر أي النار سنة 2006 م ، ومن أهم خصائص الأمواج التي تم دراستها الآتي :    

1 ـ ارتفاع الموجة : وتم قياسها باستخدام شاخص مدرج تبث في المياه الشاطئية .

2 ـ فترة الموجة : لتحديد فترة الموجة ثبت شاخص داخل المياه الشاطئية , وتم بواسطة الساعة حساب الزمن الذي تستغرقه مجموعة من القمم الموجية عند مرورها بهذا الشاخص الثابت , وبقسمة الزمن المستغرق لمرور القمم الموجية بالشاخص  على عدد هذه القمم نحصل على  فترة الموجة في نقطة القياس .

3 ـ طول الموجة : وتم حسابه بالمعادلة الآتية :

     طول الموجة = 1.56 × مربع متوسط فترة الموجة

حيث إن ( 1.56 ) ثابت الجاذبية .

4 ـ طاقة الموجة :  واستخدمت في قياسها المعادلة التالية :

     طاقة الموجة = 64  × طول الموجة × مربع ارتفاع الموجة

8

                        ( 64 )  هي وزن قدم مكعب من ماء البحر .

 ( 8 )  رقم ثابت . ( سليم , 1991 م ، ص 26 ) .                              

 5 ـ سرعة الموجة : وحسبت بالمعادلة الآتية :

     سرعة الموجة =  طول الموجة   

     فترة الموجة  ( فايد ، سليم , 1993 م , 105 ) .

هـ ــ القيام بالقياسات اللازمة لأبعاد الظواهر الجيومورفولوجية الساحلية بمنطقة الدراسة  .

3ـ التحليل المعملي :

     وتم فيه تحليل جميع العينات التي  جمعها الطالب من منطقة الدراسة , ومنها   عينات من رواسب الكالكارنيت ،تم تحليلها بمختبرات مصانع الحديد والصلب ،وذلك لتحديد أصل هذه الرواسب ، كذلك تم تحليل عينات أخرى من الصخور بمكتب الرباط للإختبارات والأعمال الهندسية , لمعرفة مدى صلابتها ، وتحديد درجة مساميتها ، وعينات من  رواسب الكثبان الرملية , والشواطيء الرملية ،التي تم تحليلها بمختبر أمانة الزراعة بشعبية مصراتة , للوقوف على الخصائص الحجمية لهذه الرواسب .  

ـ أسلوب جمع العينات :  

1ـ اختيار مواقع نقاط قياس الأمواج :

    تم قياس أبعاد الأمواج المتمثلة في ارتفاع وطول الموجة , إضافة إلى حساب فترة الموجة , بواقع نقطتي قياس في كل قطاع من قطاعات منطقة الدراسة        جدول( 1 ) .          

     ولكي تكون نتائج هذه القياسات ممثلة لخصائص الأمواج بمنطقة الدراسة , روعي عند اختيار مواقع نقاط القياس الآتي :  

أ ـ اختلاف عمق القاع البحري القريب من خط الساحل من نقطة قياس إلى أخرى  .

ب ـ اختلاف خصائص خط الساحل فيها من حيث التعرج والتقوس  والاتجاه .

جـ ـ  أن تختلف فيها خصائص وأشكال الظاهرات الجيومورفولوجية .

د ـ اختيرت نقاط القياس بعيدا ًعن الأماكن التي تعرضت للتغير بفعل تدخلات  الإنسان .

جد ول ( 1 )

مواقع نقاط قياس الأمواج على خط ساحل منطقة الدراسة مرتبة من الغرب إلى الشرق

رقم نقطة القياس

القطاع

درجة العرض

خط الطول

1

 

من رأس الهنشير إلى أبو فاطمة

38 . 26 َ. 32 ْ شمالا ً

81 . 49 َ. 14 ْ شرقا

2

 13 . 26 َ . 32 ْ شمالا ً

12 .55 َ.14 ْ شرقا ً

1

 

من أبو فاطمة إلى رأس مصراتة

10 . 25 َ . 32 ْ شمالا ً

00 . 58 َ . 14 ْ

2

65 . 24 َ . 32 ْ شمالا ً

29 . 05 َ . 15 ْ

1

من رأس مصراتة إلى رأس الزروق

12 . 23 َ . 32 ْ

47 . 09 َ . 15 ْ

2

82 . 22 َ . 32 ْ

21 . 12 َ . 15 ْ

1

 

من رأس الزروق إلى رأس الرومية

58 . 21 َ . 32 ْ

50 . 19 َ . 15 ْ

2

10 . 18 َ . 32 ْ

21 . 19 َ . 15 ْ

1

 

من رأس الرومية إلى رأس كارة

56 . 13 َ . 32 ْ

12 . 20 َ . 15 ْ

2

70 . 10 َ . 32 ْ

10 . 21 َ . 15 ْ

المصدر : الدراسة الميدانية ، حددت مواقع  نقاط  قياس الأمواج  بواسطة جهاز ( G.P.S ) .

 2 ـ اختيار عينات الرواسب المفككة :

أ ـ اختيار عينات رواسب الكثبان الرملية:

     جمعت هذه العينات من الكثبان الرملية الأولية , والكثبان الرملية الطولية بمنطقة الدراسة , وذلك للوقوف على الخصائص الحجمية للحبيبات الرملية بهذه الكثبان , ومن أهم النقاط التي تم مراعاتها عند جمع العينات ما يلي :

1 ـ الابتعاد عن أطراف الكثيب الرملي , وانتقاء العينة من وسطه , حتى تكون ممثلة له تمثيلا ً كاملا ً .

2 ـ خلط العينة خلطا ً جيدا ً , لكي يحدث التجانس بين أحجام الحبيبات الرملية .

3 ـ حُدِّدَ وزن كيلوجرام واحد لكل عينة من العينات المنتقاة , لإجراء التحاليل الحجمية عليها بواسطة جهاز المناخل .

ب ـ اختيار عينات رواسب الشواطيء :

     تم اختيار مجموعة من العينات من رواسب الشواطيء الأمامية والشواطيء الخلفية بمنطقة الدراسة , لتحديد الخصائص الحجمية للحبيبات الرملية بها , وعند جمع العينات روعي الآتي :

1 ـ أخذ العينات الرملية من منتصف الشواطيء الأمامية والخلفية ,  لتعطي صورة ً واضحة عن الخصائص الحجمية لرواسب هذه الشواطيء .

2 ـ خلط العينة جيدا ً قبل وضعها بالمناخل .

3 ـ  حُدِّدَ وزن كيلوجرام واحد لكل عينة من العينات المنتقاة ,لإجراء التحاليل الحجمية عليها .    

3 ـ اختيار العينات الصخرية :

      الغرض من جمع العينات الصخرية هو تحديد أصل تكوين  رواسب الكالكارنيت ،هل هي رواسب بحرية أم قارية ؟ حيث جمعت العينات الصخرية من جميع قطاعات منطقة الدراسة ، ومن ارتفاعات مختلفة تراوحت مابين ( 2 ـ 18 م ) فوق مستوى سطح البحر ، وعلى مسافات مختلفة من خط الساحل , تراوحت ما بين ( 15 ــ 150 م ) . إضافة إلى تحديد أصل رواسب الكالكارنيت ؛ كان الغرض من جمع العينات الصخرية أيضا ً , تحديد مسامية صخور خط الساحل بمنطقة الدراسة ، وذلك للحصول على مؤشر ٍ عن صلابتها ، وأخذت هذه العينات من خط الساحل مباشرة ً ,  بواقع عينتين من كل قطاع من قطاعات منطقة الدراسة .

     كذلك اتبع أسلوب العينات في قياس أبعاد الظاهرات الجيومورفولوجية المختلفة,     وذلك بإجراء هذه القياسات على عينة من الظاهرة قيد الدراسة  ، مع مراعاة أن تكون هذه العينة ممثلة قدر الامكان لمختلف أحجام الظاهرة، ومن ثم يستخرج متوسط هذه القياسات ليتم دراسة أبعاد هذه الظاهرة من خلاله .  

ـ المفاهيم والمصطلحات :ـ

1 ـ الساحل : Coast

     يعني الساحل الشريط الذي تتقابل على امتداده اليابسة بالمسطح المائي المجاور لها . ( شرف ، 1993 م , ص  145 ) , ويقصد به في هذه الدراسة المنطقة الممتدة من نقطة التقاء مياه البحر باليابسة إلى مسافة ( 250 ) مترا ً نحو الداخل .

2 ـ خط الساحل : Coastline

     هو الخط الذي تصل إليه أعلى أمواج العواصف . ( جودة ، 1981 م , ص 347 )   

3 ـ الشاطيء  : Shore  

     يقصد بالشاطيء المساحة الواقعة  بين أدنى الجزر والحوائط , أو الحواف الصخرية المشرفة على البحر , وإذا كان الساحل يخلو من الحواف فإن تعبير الشاطيء يطلق على أعلى ما تصله أمواج العواصف وأدنى الجزر. ( أبو لقمة, العور , 1999 م , ص 59 )  

4 ـ الشاطيء الأمامي : Fore shore

     ويعني المساحة المحصورة بين أدنى منسوب لمياه الجزر وأعلى منسوب تصله أمواج  المد . ( جودة ، 1981 م , ص 347 )   

5 ـ الشاطيء الخلفي : Back shore  

     وهو المساحة الممتدة مابين أعلى منسوب تصله أمواج المد وخط الساحل الذي تصله أعلى أمواج العواصف . ( أبو لقمة , الأعور , 1999 م , ص 59 )   

6 ـ عوامل التعرية البحرية :   

     وتشمل التيارات البحرية والأمواج ، المد والجزر ، خصائص خط الساحل ، طبيعة القاع البحري القريب من الساحل .

7 ـ العوامل الجيولوجية :  

     وتشمل التطور الجيولوجي لمنطقة الدراسة والتكوينات الجيولوجية بها , والبنية الجيولوجية .

8 ـ  العوامل المناخية :ـ

     ويقصد بها دور عناصر المناخ في تشكيل منطقة الدراسة وهذه العناصر هي: الحرارة , الأمطار , التبخر , الرطوبة النسبية ، الرياح .

 9 ـ طاقة الأمواج :

     ويقصد بها مقدار الضغط التي تحدثه الأمواج على صخور الشاطيء ، مقاسا ً بالكيلوجرام على كل متر مربع . ( أبو لقمة , الأعور , 1999 م , ص 97 )   

10 ـ الرف القاري الضحل :

 وهو جزء من الرف القاري يمتد من خط الساحل إلى عمق ( 130 م ) . ( جودة ، 1981م , ص 270 )  

11 ـ الجروف البحرية النشطة :

     وهي تلك الجروف التي مازالت تخضع للتشكيل المباشر بفعل الأمواج , وتتعرض للنحت البحري  . ( تراب ,1997 م , ص 65 )   

12 ـ الجروف البحرية الساكنة :

     وهي تلك الجروف التي تكونت أمامها شواطيء شبه كاملة , الأمر الذي أبعدها نسبيا ً عن التشكيل المباشر بفعل الأمواج  . ( تراب ,1997 م , ص 65 )    

13 ـ  وجه الجرف البحري : Coastal Cliff

     ويقصد به الجهة المواجهة للبحر من الجرف .

14 ـ الرؤوس البحرية :

     يطلق مصطلح الرأس البحري على كل امتداد مرتفع لليابسة داخل البحر . 

ـ الدراسات السابقة :

أولا ً: دراسات تناولت الموضوع بشكل عام :

     وتتمثل في تلك الدراسات التي تحدثت عن التعرية البحرية ، ودور البحر كعامل نحت وإرساب , والأشكال الجيومورفولوجية الساحلية الناتجة عن ذلك ، ونذكر من هذه الدراسات على سبيل المثال لا الحصر , دراسة محمد صبري محسوب بعنوان (جيومورفولوجية السواحل ) التي صدرت في سنة 1991 م , حيث تناولت هذه الدراسة كل الجوانب المتعلقة بجيومورفولوجية السواحل والعمليات الجيومورفولوجية , وأثرها في الأشكال الأرضية الساحلية .

ثانيا ً الدراسات الإقليمية :

     وهذه الدراسات يمكن أن نستعرض منها الآتي :

1 ـ دراسة حسن سيد أحمد أبو العينين بعنوان ( منطقة مرسى مطروح وما جاورها دراسة جيومورفولوجية ) وضمن هذه الدراسة درس التكوينات الجيولوجية لهذه المنطقة , والمظهر الجيومورفولوجي العام لها , بالإضافة إلى دراسة تطورها الجيومورفولوجي ، وتوصل إلى أن ظواهر السطح بمنطقة مرسى مطروح وما جاورها ما هي في الحقيقة إلا نتاج كل من التغيرات التي طرأت على مستوى سطح البحر , وما ترتب عن هذه التغيرات من تقدم البحر على الأراضي المجاورة تارة, وتراجعه عن هذه الأراضي تارة ً أخرى . ( أبو العينين ،   1975 م ، ص 7 ـ 48 )

2 ـ دراسة قام بها محمد صبر ي محسوب بعنوان ( السمات الجيومورفولوجية للساحل السعودي على الخليج العربي ) ، حيث بدأ بدراسة الخصائص الجيولوجية لهذا الساحل , ثم درس أهم السمات المورفولوجية والأشكال والملامح الأرضية التي تميز هذا الساحل , والعوامل المشكلة لها , وذلك بعد أن قسَّم الساحل إلى أربعة قطاعات رئيسية , وتوصلت هذه الدراسة إلى وجود اختلافات بين الأشكال الميورفولوجية الموجودة في هذه القطاعات ، تبعا ً لاختلاف الخصائص الطبيعية لعوامل التشكيل . (سليم ، 1991 م , ص 272 ــ 303 ).  

3 ـ دراسة عاطف معتمد عبد الحميد بعنوان ( النطاق الساحلي لخليج العرب غرب الإسكندرية دراسة جيومورفولوجية ) , وهي رسالة ماجستير غير منشورة مقدمة إلى قسم الجغرافيا كلية الآداب جامعة القاهرة 1996 م , وفي هذه الرسالة درس الباحث عوامل تشكيل منطقة دراسته , والتي حددها بالعوامل الجيولوجية ، والعوامل المناخية , والعوامل البحرية , كذلك درس ظاهرات التعرية الساحلية الناتجة عن النحت والإرساب بفعل البحر , وخصص الفصل الأخير من هذه الدراسة لدراسة دور العوامل البشرية في جيومورفولوجية النطاق الساحلي لخليج العرب غرب الإسكندرية , وتوصل في هذه الدراسة إلى أن تنوع الظاهرات الجيومورفولوجية  في هذا النطاق يعود إلى دور كل من العوامل الجيولوجية والمناخية والبحرية على حد سواء .

4 ـ دراسة محمد مجدي تراب سنة  1998 م لشاطئ رأس  سدر على الجانب الشرقي لخليج السويس بمصر , حيث قام بدراسة الأشكال الجيومورفولوجية المؤقتة بالنطاق المحصور بين أعلى مد وأدنى جزر بهذا الشاطيء , وخلصت الدراسة إلى رسم خريطة جيومورفولوجية مؤقتة لشاطيء رأس سدر , موضحا ً عليها أهم خصائص الظاهرات الجيومورفولوجية بهذا الشاطيء الناتجة عن المد والجزر . ( تراب , 2003م , ص 11 ــ 13 )   

ثالثا ً الدراسات المحلية :

     وهي تلك الدراسات التي أجريت على مستوى الساحل الليبي , والتي قد تدخل منطقة الدراسة من ضمن  بعض تلك الدراسات , ومن هذه الدراسات الآتي :

1 ـ يمكن اعتبار أول دراسة علمية عن الساحل الليبي تلك الدراسة التي قام بها الأخوان ( بتشي ) عام 1828 م لصالح البحرية الملكية البريطانية ، وشملت هذه الدراسة الساحل الممتد من ميناء طرابلس إلى ميناء درنة , وورد في هذه الدراسة وصف عام لمنطقة الدراسة ( ساحل مصراتة فيما بين رأس الهنشير ورأس كارة) حيث وصف هذا الساحل بأنه ساحل صخري , يتخذ مظهر الأجراف الواضحة في المنطقة الممتدة من رأس الهنشير حتى رأس الزروق , وتفصل بين هذه الجروف في بعض المناطق الكثبان الرملية التي تطل على البحر مباشرة ً ، أما الجزء الممتد من رأس الرومية إلى رأس كارة فهو يتميز بأنه ساحل رملي في معظمه . ( أبو لقمة , 1997 م، ص 25 ــ 30 )  

2 ـ  دراسة ( مكبورني ، وهي ) ( C.B. Mcburney and R . W .Hey ) عام 1955 م ، بعنوان ( التاريخ الجيولوجي البلايستوسيني في برقة ) , والهدف من هذه الدراسة الوصول إلى أدلة يمكن عن طريقها تحديد خطوط الشواطيء القديمة ببرقة , وقد توصلت هذه الدراسة إلى أدلة تم على أساسها تحديد سبع خطوط لشواطيء قديمة تتراوح ارتفاعاتها على مستوى سطح البحر الحالي من 6 ــ 200  متر . ( الجيلاني ، 2001 م , ص 14 ـ 15 ) . وتعكس هذه الشواطيء تغير مستوى سطح البحر في عصر البلايستوسين ، وما لهذا التغير من أهمية في تكوين الرواسب البحرية ، والمدرجات والمصاطب البحرية بعيدا ً عن خط الشاطيء الحالي .

3 ـ دراسة مركز البحوث الصناعية عام 1975 م ( لوحة مصراتة, لوحة الخمس , خريطة ليبيا الجيولوجية ) حيث تحتل منطقة الدراسة  التي تمتد على هيأة شريط بمحاذاة البحر المتوسط , الجزء الشمالي الشرقي من لوحة الخمس , والجزء الشمالي والشمالي الشرقي من لوحة مصراتة ، وبينت هذه الدراسة أن التكوينات الجيولوجية السطحية بمختلف أنواعها بمنطقة الدراسة تعود إلى إرسابات الزمن الرابع بعصريه, البلايستوسين والهلوسين .              

4 ـ دراسة البحرية البريطانية عام 1988 م في دليلها للبحر المتوسط , حيث ورد في هذا الدليل دراسة للساحل الليبي , ووصف ساحل منطقة الدراسة بأنه ساحل صخري في الجزء الممتد من رأس الهنشير حتى رأس الزروق , تتخلله بعض الكثبان  الرملية , متفقة في هذا مع الأخوين ( بتشي) . كما ورد في هذا الدليل أن التيارات البحرية في منطقة الدراسة تتحرك من الغرب إلى الشرق .(British admiralty , Mediterranean pilot , _   1988 , p 69 )

5 ـ  دراسة محمد علي عبد الرحيم العرفي بعنوان ( توزيع المدرجات الساحلية وأصلها في المنطقة الممتدة بين سوسة وكرسة بالجبل الأخضر ) وهي رسالة ماجستير غير منشورة تقدم بها إلى قسم الجغرافيا , كلية الآداب , جامعة قاريونس سنة 1990 م , حيث قام الباحث بتحديد مواقع المدرجات الساحلية وارتفاعاتها فوق مستوى سطح البحر ، وقد توصل الباحث من خلال الدراسات الميدانية والمعرفة الكاملة بجيولوجية المنطقة إلى دلائل تشير إلى الأصل البحري للمدرجات الساحلية , عن طريق دراسة الكالكارنيت إحد ى إرسابات الزمن الرابع , وإجراء العديد من الاختبارات المعملية لهذه الإرسابات التي توصل من خلالها إلى وجود أصل بحري في المادة اللاحمة لهذه الإرسابات .

6 ـ دراسة فتحي الهرام  بعنوان ( جيومورفولوجية الساحل الليبي ), وتناولت هذه الدراسة الساحل الليبي من ثلاثة جوانب ؛عالج الجانب الأول الخصائص الجيولوجية لهذا الساحل , وخصص الجانب الثاني لدراسة السهول الساحلية وأهم المظاهر الجيومورفولوجية بها , فيما أهتم الجانب الثالث بدراسة الظواهر الجيومورفولوجية لخط الشاطيء , حيث قسم خط الشاطيء إلى ستة قطاعات , تمثل منطقة الدراسة الجزء الغربي من القطاع الممتد من المقرون حتى مصراتة , والجزء الشرقي من القطاع الممتد من مصراتة حتى طرابلس , ومن خلال هذه الدراسة يتضح أن التكوينات الجيولوجية بمنطقة الدراسة تتكون من إرسابات الزمن الرابع , كما أكدت أن انتشار السباخ في بعض أجزاء منطقة الدراسة والمناطق المحاذية لها ، يعد دليلا ً كافيا ًعلى ارتفاع مستوى سطح البحر في عصر البلايستوسين , وغمره لمساحات كبيرة من الساحل المجاور ,كما تطرقت الدراسة إلى أهمية الكثبان الرملية المتحجرة بمنطقة الدراسة في تطور شكل الساحل بها حيث يقوم البحر بتحويلها إلى جروف بحرية ومظاهر شاطئية مختلفة . ( الهرام ، 1997 م , ص 85 ــ 106) 

7 ـ دراسة الصيد صالح الجيلاني ,  بعنوان ( خط الساحل بين سوسة ودرنة بالجبل الأخضر دراسة لأثر الأمواج على الأشكال الجيومورفولوجية والمنشآت الساحلية ), وهي رسالة ماجستير غير منشورة تقدم بها إلى قسم الجغرافيا , كلية الآداب , جامعة قاريونس سنة 2001 م , وقد قام الباحث بدراسة الخصائص الجيولوجية والمناخية  والجيومورفولوجية بمنطقة دراسته ،كما درس الباحث خصائص الأمـواج في المياه الشاطئية الضحلة , وتوصلت هذه الدراسة إلى أن أثر الأمواج على الأشكال الجيومورفولوجية والمنشآت الساحلية , يختلف باختلاف الزمان , وذلك تبعا ً لاختلاف الظروف المناخية من فصل إلى آخر , واختلاف المكان تبعا ً لاختلاف الخصائص التركيبية للشواطئ الصخرية , واختلاف مواقع المنشآت الساحلية .             

8 ـ دراسة سليمان الخوجة , بعنوان ( نشأة وتطور الكثبان الرملية , وأثرها على النشاط البشري بالمنطقة الساحلية الممتدة بين مصب وادي كعام في الغرب , وسبخة تاورغاء في الشرق , دراسة في الجيومورفولوجية التطبيقية ) وهي رسالة ماجستير غير منشورة ، تقدم بها  إلى قسم الجغرافيا , كلية الآداب,جامعة قاريونس سنة 2002 م ، حيث  قام الباحث بدراسة الخصائص الجيولوجية الجيومورفولوجية والمناخية لهذه المنطقة الساحلية , والتي تقع من ضمنها منطقة الدراسة , كما قام الباحث بدراسة مفصلة للكثبان الرملية , ومن أهم نتائج هذه الدراسة تأكيدها على الأصل البحري لرواسب هذه الكثبان الرملية .

محتويات الدراسة :      

          تتألف هذه الدراسة من اربعة فصول تسبقها مقدمة وتعقبها خاتمة , وجاءت المقدمة لغرض تحديد مشكلة الدراسة وفرضياتها ، وأهداف الدراسة ، وأهميتها ,  وأسباب اختيار الموضوع , كذلك تحديد موقع وحدود منطقة الدراسة ، ومنهجية الدراسة وأسلوبها، كذلك توضيح المفاهيم والمصطلحات المستخدمة فيها,  والدراسات السابقة ، إضافة إلى محتويات الدراسة .

     وخصص الفصل الأول لدراسة الخصائص الطبيعية لمنطقة الدراسة , وهي الخصائص الجيولوجية ، والخصائص المورفولوجية , والخصائص المناخية , إضافة إلى خصائص التربة والنبات الطبيعي . أما الفصل الثاني فيعرض عوامل تشكيل منطقة الدراسة ، وتشمل العوامل الجيولوجية ، والعوامل المناخية , وعوامل التعرية البحرية .

     ويدرس الفصل الثالث ظاهرات النحت البحري بمنطقة الدراسة, وخصص الفصل الرابع لدراسة ظاهرات الإرساب البحري بمنطقة الدراسة .

 أما الخاتمة فقد ثم فيها استعراض أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة إضافة إلى التوصيات . 

الخاتمة

أولا ً : النتائج :

    من خلال الدراسة السابقة يمكن الخروج بمجموعة من النتائج وهي كالآتي :

1ـ الخصائص الطبيعية لمنطقة الدراسة :

أـ  الخصائص الجيولوجية :   

     تعرضت منطقة الدراسة خلال الأزمنة الجيولوجية المختلفة لسلسلة متتابعة من الغمر والانحسار البحري ، إلى أن انحسر البحر عنها بشكل كامل مع نهاية الزمن الثالث وبدية الزمن الرابع ، وأصبحت جزءا ً من اليابسة أخذت شكلا ً مقاربا ً من شكلها الحالي ، بإستثناء ما تعرضت له من غمر وإنحسار بحري بسبب تغير مستوى سطح البحر ارتفاعا ً وانخفاضا ً ، نتيجة ً للتغيرات المناخية التي سادت خلال عصر البلايستوسين من الزمن الجيولوجي الرابع ، وبخصوص التكوينات الجيولوجية السطحية بمنطقة الدراسة فإنها تنتمي إلى تكوينات الزمن الرابع حيث تتمثل تكوينات الهولوسين في الرواسب الهوائية والرواسب السبخية ، بينما تتمثل تكوينات البلايستوسين في تكوين قرقارش الكالكارنيت التي تغطي معظم أجزاء منطقة الدراسة ، وبخصوص البنية الجيولوجية فإن هذه المنطقة تخلو من أي صدوع أو فواصل يمكن أن يكون لها تأثير مستقبلا ً .

ب ـ الخصائص المورفولوجية  :

     تنحدر منطقة الدراسة بشكل عام نحو البحر ، ويتراوح ارتفاعها مابين  ( 0 ـ 20 م ) ومن أهم المظاهر المورفولوجية أو التضاريسية بها ، سلال الكالكارنيت التي تمتد موازية ً لخط الساحل وبشكل متواصل لمسافة طويلة في كثير من قطاعات منطقة الدراسة ,  وتشرف على البحر في مواضع كثيرة , ويتراوح ارتفاعها مابين ( 1 ـ 20 م ) ، ويصل ارتفاع بعضها إلى ( 40 م ) و (63 م ).

      ومن خلال الدراسة والتحاليل المعملية للرواسب المكونة لسلاسل الكالكارنيت تبين أنها رواسب من أصل بحري , تماسكت بفعل عمليات التجوية الكيميائية التي تعمل في فترات متعاقبة من الرطوبة والجفاف ، أي بفعل التغيرات المناخية التي سادت خلال عصر البلايستوسين , المتمثلة في تعاقب الفترات الجليدية مع الفترات الدفيئة , التي يقابلها في الشمال الليبي تعاقب الفترات المطيرة مع الفترات الجافة .

     إضافة إلى سلاسل الكالكارنيت تضم منطقة الدراسة الكثبان الرملية المتحركة , وهي الكثبان الرملية الأولية التي تتكون عند الشاطيء ، والكثبان الرملية الطولية التي تتكون خلف سلاسل الكالكارنيت ، ومن خلال الدراسة تبن أن الرواسب المكونة لهذه الكثبان ما هي إلا رواسب نقلت من الشاطيء بواسطة الرياح ، ودليل ذلك احتوائها على نسبة كبيرة من بقايا الأصداف البحرية ، إضافة إلى كبر حجم الحبيبات الرملية المكونة لهذه الكثبان ، حيث أن النسبة الكبرى من حبيباتها هي من فئة الرمل الخشن والرمل المتوسط ، التي من الصعوبة بمكان نقلها بواسطة الرياح من المناطق الداخلية البعيدة ، كما تظهر في الجزء الشرقي من منطقة الدراسة السباخ وهي امتداد لسبخة قصر أحمد .

جـ ـ الخصائص المناخية :

     من خلال دراسة الخصائص المناخية للمنطقة الدراسة يتبين الآتي :

1ـ يعتبر شهر أي النار من أبرد شهور السنة بينما يمثل شهر هانيبال أحر شهور السنة .

2 ـ تعتبر أمطار منطقة الدراسة أمطارا ً إعصارية في معظمها , ناتجة عن المنخفضات الجوية , التي تتكون على البحر المتوسط أو تلك القادمة من الغرب من المحيط الأطلسي ، وتبدأ الأمطار في العادة خلال شهر الفاتح ، وتأخذ كمياتها في الزيادة بنهاية فصل الخريف ، وبداية فصل الشتاء ، حيث تشكل كمية الأمطار التي تسقط خلال أشهر الحرث والكانون وأي النار ( 60.10 % ) من إجمالي المتوسط السنوي لكمية الأمطار بمنطقة الدراسة .

3 ـ تمتاز منطقة الدراسة عامة بارتفاع معدلات التبخر , وسَجلت شهور فصل الصيف وفصل الربيع أعلى متوسطات التبخر ، بينما كانت أدنى المتوسطات خلال شهور الشتاء .

4 ـ بلغ المعدل السنوي للرطوبة النسبية بمنطقة الدراسة ( 69.75 % ) وتسجل الرطوبة النسبية أعلى مستوى لها خلال فصل الصيف ( 71.81 % ) بسبب موقع المنطقة الساحلي ، بينما كان أقل مستوى للرطوبة النسبية  خلال فصل الربيع ( 68.60 % ) .

5 ـ تسود بمنطقة الدراسة الرياح الشمالية الغربية ، والرياح الشمالية ، يليها الرياح الغربية , ثم الرياح الجنوبية ، أما باقي الاتجاهات فهي قليلة وتتراوح نسبتها مابين    ( 4.61 ـ 10.27 % ) من مجموع الرياح الهابة على منطقة الدراسة ، وبخصوص سرعة الرياح فقد بلغ المعدل السنوي لسرعة الرياح ( 15.66 كم / ساعة ) ،  وسُجلت أعلى سرعة للرياح خلال فصلي الشتاء والربيع ، بينما كانت أقل سرعة لها خلال فصل الصيف ، كما تتعرض منطقة الدراسة كجزء من الساحل الليبي لرياح ذات سرعات عالية , تكون على هيأة عواصف يهب أغلبها في فصل الشتاء , ومعظم  اتجاهاتها شمالية غربية .

د ـ التربة والنبات الطبيعي :

     تنحصر التربة بمنطقة الدراسة في نوعين أساسيين ، هما التربة الرملية , والتربة الملحية السبخية , أما النبات الطبيعي  فيكاد يكون معدوما ً بسبب طبيعة تكوينات المنطقة ، ويقتصر وجود ه على الكثبان الرملية , متمثلا ً في نبات الرتم ، وبعض الحشائش الفصلية التي تنمو عقب سقوط الأمطار .

2 ـ عوامل تشكيل منطقة الدراسة :

أ ـ العوامل الجيولوجية :

     ويظهر دورها من خلال التكوينات الجيولوجية والبنية الجيولوجية ، وبالنسبة للتكوينات الجيولوجية فمنطقة الدراسة تتكون من إرسابات حديثة التكوين      هولوسينية ، وبلايستوسينية , إذ تماسكت الرواسب البلايستوسينية وأصبحت تشكل   سلاسل الكالكارنيت التي تطل على البحر مباشرة ً في كثير ٍ من أجزاء منطقة الدراسة  , مُكونة جروف بحرية حائطية شديدة الانحدار ، عملت الخصائص الليثولوجية لهذه الصخور المتمثلة في قلة صلابتها بشكل عام , فهي رواسب متلاحمة يسهل تعديلها , والخصائص التركيبية المتمثلة في كثرة الشقوق والفواصل وأسطح الطبقات ، التي تعد مناطق ضعف جيولوجي ، على إفساح المجال أمام  عوامل التعرية , العوامل المناخية ، وبشكل خاص أمام عوامل التعرية البحرية, لتشكيل العديد من الظاهرات الجيومورفولوجية بمنطقة الدراسة ، أما البنية الجيولوجية للمنطقة  فهي تخلو من أي مظاهر حركية , ولا يوجد بها أي صدوع , وهذا ما أعطى المظاهر الرئيسية بها صفة التجانس .

ب ـ العوامل المناخية :                                                  

    من خلال الدراسة تبين أن للمناخ دورا ً حيويا ً في تشكيل العديد من الظاهرات الجيومورفولوجية بمنطقة الدراسة ، سواءً أكان ذلك في تأثير درجات الحرارة والتبخر والأمطار والرطوبة ( التجوية الميكانيكية , والتجوية الكيميائية ) , وما نتج عنها من ظاهرات جيومورفولوجية ، مثل ظاهرة التشظي الصخري ، أو الانقسام الصخري الناتجة عن التجوية الميكانيكية , وظاهرة تجاويف التجوية ( أقراص العسل ) الناتجة عن التجوية الكيميائية , أو في تأثير الأمطار الهاطلة في تكوين بعض المسيلات المائية الصغيرة .

غير أن أهم دور للمناخ بمنطقة الدراسة مارسه عن طريق التجوية الكيميائية ، هو ذلك العمل الذي تتعاون فيه والأمطار ، و الحرارة , والتبخر ، على تكوين القشور الجيرية الصلبة الكالكارنيت ، التي تحتاج كي تتكون إلى فترات متعاقبة من الأمطار والجفاف ، كما أنها تحتاج إلى معدل من الأمطار يتراوح مابين ( 400 ـ 600 ملم )،  وهذا يؤكد أهمية المناخ القديم في تكوين هذه القشور الجيرية ، وذلك من خلال التغيرات المناخية التي سادت في عصر البلايستوسين ، المتمثلة في الشمال الليبي في  تعاقب الفترات المطيرة مع الفترات الجافة ، إلا أنه يجب أَلاَّ نغفل دور المناخ الحالي في زيادة سمك القشور الجيرية ، أو إعادة تشكيلها , أو تكوين قشور جيرية جديدة أثناء السنوات التي يتوفر فيها معدل الأمطار المطلوب لتكوينها .

     كما أن للرياح دورا ً بارزا ً في تشكيل الكثبان الرملية بمنطقة الدراسة ، إضافة إلى تأثيرها النحتي على سفوح الكالكارنيت المتمثل في ظاهرة ثقوب أو كهوف الرياح ، وظاهرة حزازات الرياح , غير أن أهم دور للرياح في تشكيل الظاهرات الجيومورفولوجية بمنطقة الدراسة ؛ هو ذلك الدور غير المباشر المتمثل في كونها الدافع الرئيسي , بل المحرك الأساسي للأمواج , أهم عوامل التعرية البحرية بالمنطقة.  

جـ ـ عوامل التعرية البحرية :

     تشمل عوامل التعرية البحرية التيارات البحرية ، والمد والجزر ، والأمواج , وخصائص خط الساحل ، وخصائص القاع البحري القريب من الشاطيء ، ومن خلال دراسة هذه العوامل تبين قلة إن لم يكن انعدام تأثير التيارات البحرية , تيارات البحر المتوسط المتحركة من الغرب إلى الشرق  في تشكيل الظاهرات الجيومورفولوجية الساحلية بمنطقة الدراسة ، وذلك لبعد خط مسار هذه التيارات عن خط الساحل , إضافة إلى قلة ما تحمله هذه التيارات من رواسب عالقة بسبب قلة الأودية التي تنتهي إلى البحر في المناطق الواقعة إلى الغرب من منطقة الدراسة ، كما أن هذه الرواسب العالقة تعتبر مجهرية  دقيقة جدا ً يصعب إرسابها  .

    وبالنسبة للمد والجزر تتأثر منطقة الدراسة بالمد والجزر النصف يومي , ولا يتعدى ارتفاع المد ( 30 سم ) وبذلك كان تأثيره محدودا ً في تشكيل الظاهرات الجيومورفولوجية الساحلية .

    وتعتبر الأمواج من أهم عوامل التعرية البحرية ، بل من أهم عوامل تشكيل منطقة الدراسة جميعا ً؛ المسؤولة على تشكيل الظاهرات الجيومورفولوجية الساحلية ، سواء أكانت ظاهرات نحت أو إرساب ، حيث انعكست خصائص الأمواج أمام قطاعات منطقة الدراسة على طبيعة وشكل الظاهرات الجيومورفولوجية بها ، وتنقسم الأمواج بهذه المنطقة إلى أمواج متدفقة ؛ وهي أمواج بانية تسود في فصل الصيف وإليها تعود ظاهرات الإرساب البحري ، وأمواج منحدرة تسود في فصل الشتاء وهي أمواج ذات طاقة مرتفعة ، أمواج مدمرة , وبالتالي فهي مسؤولة عن تكوين ظاهرات النحت البحري ،  أما خصائص خط الساحل وهي اتجاه خط الساحل وتعرجه   وتقوسه , وصلابة صخوره ، وخصائص القاع البحري القريب من الشاطيء ، فيبرز دورها في تشكيل الظاهرات الجيومورفولوجية بمنطقة الدراسة , من خلال   ما تبديه صخور خط الساحل من صلابة أو ضعف أمام الأمواج ، و في التأثير على خصائص الأمواج بالقرب من الشاطيء ,وبالتالي التأثير على عمليات التعرية  البحرية .

     يتضح مما تقدم اشتراك العوامل الجيولوجية , والعوامل المناخية , وعوامل التعرية البحرية , في تشكيل وتطور الظاهرات الجيومورفولوجية بمنطقة الدراسة ، مع بروز دور عوامل التعرية البحرية ، خاصة الأمواج في نشأة وتشكيل وتطور هذه   الظاهرات الجيومورفولوجية .

3 ـ ظاهرات التعرية البحرية بمنطقة الدراسة :

    من خلال الدراسة تبين تنوع ظاهرات التعرية البحرية بين ظاهرات النحت البحري , وظاهرات الإرساب البحري , وتشمل الظاهرات الجيومورفولوجية الناتجة عن النحت البحري الأكثر انتشارا ً بمنطقة الدراسة ؛ الجروف البحرية التي تعد من أهم هذه الظاهرات وأكثرها انتشارا ً بالمنطقة ، وما يرتبط بها من ظاهرات كالأرصفة الشاطئية , والكهوف البحرية , والأقواس والأنفاق البحرية , والمسلات البحرية ، والشروم الصخرية ، والحفر الوعائية والخلجان البحرية .

     أما ظاهرات الإرساب البحري فهي أقل انتشارا ً من ظاهرات النحت       البحري ، وتتمثل ظاهرات الإرساب البحري في الضروس الشاطئية ، والحافات الشاطئية , وجاءت هذه الظاهرات انعكاسا ً لتأثير الأبعاد المورفومترية للشواطيء الخلفية التي يبلغ متوسط اتساعها بمنطقة الدراسة ( 14.83 م ) ومرفومترية الشواطيء الأمامية التي يبلغ متوسط اتساعها ( 7.10 م ) , وقد سجلت الشواطيء الخلفية والأمامية أعلى متوسط اتساع لها في القطاع الممتد من رأس الرومية إلى رأس كارة حيث بلغ ( 14 م ) و ( 13.33 ) على التوالي ، وكذلك انعكاسا ً لتأثير الخصائص الحجمية لرواسب الشواطيء الخلفية التي تركز حجم حبيبات الرواسب بها في فئتي الرمل المتوسط والخشن بمتوسط بلغ ( 85.85  % ) ، وتأثير الخصائص الحجمية لرواسب الشواطيء الأمامية التي تركز حجم حبيباتها في فئتي الرمل المتوسط والناعم بمتوسط بلغ ( 86.21 % ) .

      ومن خلال دراسة ظاهرات التعرية البحرية بمنطقة الدراسة اتضح تركز ظاهرات النحت البحري بالقطاعات الممتدة من رأس الهنشير إلى رأس الزروق ، وهي القطاع الممتد من رأس الهنشير إلى أبو فاطمة , والقطاع الممتد من أبو فاطمة إلى رأس مصراتة , والقطاع الممتد من رأس مصراتة إلى رأس الزروق ، وسيادة ظاهرات النحت البحري بهذه القطاعات ما هي في الواقع إلا انعكاسا ً لخصائص الأمواج أمام خط ساحل هذه القطاعات ، التي تتميز بارتفاع طاقتها ،خاصة في فصل الشتاء ، وسيادة الأمواج المنحدرة بهذه القطاعات في هذا الفصل ، وانعكاسا ً كذلك لاتجاه خط الساحل بهذه القطاعات والذي يكون في أماكن عديدة منه في مواجهة الرياح السائدة وبالتالي في مواجهة الأمواج . كما أن تركز ظاهرات النحت في هذه القطاعات تعد أيضا ً انعكاسا ً للخصائص التركيبية لصخور واجهات الجروف البحرية ، التي ساعدت على تشكيل وتطور ظاهرات النحت البحري بها .

     أما ظاهرات الإرساب البحري فقد تركزت في القطاع الممتد من رأس الرومية إلى رأس كارة ، التي تتمثل في اتساع الشواطيء الخلفية والأمامية ، إضافة إلى وضوح الحافات الشاطئية بهذا القطاع ، حيث يتراوح طولها ما بين ( 362 ـ 550 م ), وتعود سيادة ظاهرات الإرساب البحري بهذا القطاع إلى خصائص الأمواج التي تتميز أمام خط ساحل هذا القطاع بانخفاض طاقتها ، وهي من النوع المتدفق , أمواج بانية ، إضافة إلى أن خط الساحل ذو اتجاه جنوبي      شرقي , وهو بذلك في مأمن من الرياح السائدة على منطقة الدراسة ، وعلى رأسها الرياح الشمالية الغربية ،وما تسببه من أمواج مدمرة , خاصة أثناء هبوب رياح العواصف ، هذا بالإضافة إلى قلة عمق المياه , وقلة انحدار القاع البحري .

     أما القطاع الممتد من رأس الزروق إلى رأس الرومية ؛ فتسود فيه ظاهرة الجروف البحرية ، وهي من ظاهرات النحت البحري ، وتمد هذه الجروف على معظم أجزاء خط ساحل هذا القطاع ، دون أي وجود يذكر لظاهرات النحت البحري المرتبطة بتطور الجروف كالأرصفة الشاطئية ، والكهوف البحرية ، والمسلات البحرية ... الخ , وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على وجود نوع من التوازن بين خصائص الأمواج ، وبين الخصائص الليثولوجية والتركيبية للصخور المكونة لواجهات الجروف البحرية  في هذا القطاع  . 

ثانيا ً : التوصيات :

1ـ ضرورة تطبيق التشريعات والقوانين الليبية الخاصة بحماية البيئة الشاطئية من تدخلات الإنسان السلبية ، وذلك لأجل الحفاظ على البيئة الطبيعية بمنطقة الدراسة .

2 ـ ضرورة إيقاف عملية إزالة الكثبان الرملية المتحجرة  الكالكارنيت , لما لهذه العملية من إخلال بالمظهر الطبيعي لمنطقة الدراسة ، إضافة إلى ما قد يترتب عليها من أضرار بيئية غير منظورة في الوقت الحالي .

3 ـ الاهتمام  بمكتب التفتيش البحري بميناء مصراتة البحري وزيادة إمكانياته ، كي يتمكن من أداء دوره على الوجه الأكمل ، لمنع السفن النفطية من تفريغ مياه الصابورات بالقرب من الساحل ، كذلك ضرورة الزام هذه السفن بمعالجة وتنقية هذه المياه قبل إعادتها إلى البحر .

4 ـ من خلال الدراسة الميدانية لمنطقة الدراسة , أوصي الجهات المعنية بإنشاء المصائف والقرى السياحية البحرية بالتوقف على  بناء هذه المصائف والقرى السياحية  بالقطاعات الممتدة من رأس الهنشير إلى رأس الزروق , ذلك لما يتطلبه إنشاء مثل هذه المصائف والقرى من إزالة للكالكارنيت وما يترتب على ذلك من ضرر بالبيئة الشاطئية ، ناهيك عن ارتفاع تكلفة البناء بسبب أعمال الإزالة للكالكارنيت .

5ـ أوصي الاتجاه نحو القطاع الممتد من رأس الرومية إلى رأس كارة في بناء المصائف والقرى السياحية البحرية ،و ذلك بعد إنشاء طريق معبد يربط  هذا القطاع بمدينة مصراته , حيث يتوفر بهذا القطاع شواطئ رملية واسعة ،مع قلة عمق المياه أمام الشاطئ ، إضافة إلى أن تكلفة البناء سوف تكون أقل نتيجة لعدم وجود الكالكارنيت خاصة ًفي الجزء المحصور مابين بئر قلمام ورأس كارة .            


 
تحميل الرسالة 

 





تحميل الرسالة من قناة التيلغرام

⇓ 




 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق