الصفحات

الأحد، 21 أغسطس 2016

اﻟﺗرﮐﯾب اﻟﻣﮐﺎﻧﻲ و تأثيره ﻋﻟﯽ اﻟﺗﺑﺎﯾن اﻟﺣراري ﺑﻣدﯾﻧﺔ ﺑﻧﻐﺎزي ﺳﻧﺗﻲ 1984-2012: دراﺳﺔ ﺗﺣﻟﯾﻟﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺗﻘﻧﯾﺔ اﻻﺳﺗﺷﻌﺎر ﻋن ﺑﻌد وﻧظم اﻟﻣﻌﻟوﻣﺎت اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ...


اﻟﺗرﮐﯾب اﻟﻣﮐﺎﻧﻲ و تأثيره ﻋﻟﯽ اﻟﺗﺑﺎﯾن اﻟﺣراري ﺑﻣدﯾﻧﺔ ﺑﻧﻐﺎزي ﺳﻧﺗﻲ 1984-2012

" دراﺳﺔ ﺗﺣﻟﯾﻟﯾﺔ ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺗﻘﻧﯾﺔ اﻻﺳﺗﺷﻌﺎر ﻋن ﺑﻌد وﻧظم اﻟﻣﻌﻟوﻣﺎت اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ "

د. ﺳﯾف اﻟدﯾن ﻣﺣﻣد اﻻوﺟﻟﻲ - عضو هيأة التدريس

بقسم الجغرافيا - جامعة بنغازي - ليبيا

ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻧﻐﺎزي - ﮐﻟﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﻣرج University of Benghazi

Faculty of Education Al marj Global Libyan Journal

اﻟﻣﺟﻟﺔ اﻟﻟﯾﺑﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ - العدد الرابع - ديسمبر 2015

ﻣﻟﺧص اﻟدراﺳﺔ

  يعرف التباين الحراري داخل المدينة بالجزر الحرارية والذي يعرف بأنه ارتفاع درجة الحرارة في المدن الكبيرة والصناعية مقارنة بالمناطق الريفية المحيطة بها . تعتبر دراسة الجزر الحرارية من الدراسات المناخية الحديثة والهامة لأنها توضح اثر هذه الظاهرة على الموازنات المالية للمدن ، والتي قد يرتبط بها انتشار ملوثات الهواء والماء وتغير المناخ وتدهور الصحة العامة للسكان . كما تعتبر هذه الدراسة من الدراسات ذات الأثر النفعي في مجال التنمية والتخطيط المحلي والإقليمي لذلك اتجه الباحث لدراسة هذه الظاهرة حيث اعتمد المشروع البحثي على الدراسة الميدانية والمكتبية لتتبع التباين الحراري داخل مدينة بنغازي ، فبالنسبة للعمل الميداني فقد قام الباحث بزيارة محطة الإرصاد الجوية للتعرف على درجة حرارة المدينة في نفس يوم التقاط الصورة الفضائية ، أما العمل المكتبي فيشمل جمع الكتب والمقالات والتقارير والبحوث التي تتحدث على ظاهرة الجزر الحرارية وكيفية استخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في دراستها ، كما شملت الدراسة المكتبية الحصول على صورة القمر الصناعي LANDSAT(TM) الملتقطة بتاريخ 16 -8 - 1984 و LANDSAT ETM الملتقطة بتاريخ 16 – 8 – 2012 من موقع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا (USGS) ، والتي يعتمد عليها في عملية التحليل وإنشاء الخريطة الحرارية لمدينة بنغازي .

ﻣﻘدﻣﺔ :

  تمثل درجة حرارة سطح الأرض المحصلة النهائية لتأثير وتأثر المناخ بعدد المتناهي من العوامل الطبيعية والبشرية " حيث أن درجة حرارة أي بقعة على الأرض ما هي إلا درجة حياتية لإقليم مناخي أصغر له خصائصه المميزة من حيث مدخلاته ومخرجاته الخاصة من الطاقة الرطوبة " 1، فعلى مستوى المدينة تتوزع مجموعة من الأنماط الحرارية في كل حي من أحيائها بل إن داخل الحي الواحد تتداخل مجموعة من الأنماط الحرارية المتباينة والتي تتحكم فيها مجموعة من العوامل المتداخلة والمتفاعلة مع بعضها ، فدرجة الحرارية في ظل مبنى تختلف عن درجة الحرارة عند المبنى نفسه في الجهة المواجهة للشمس يتبعه اختلاف في مستوى الرطوبة ومعدل سرعة الرياح وعدد ساعات السطوع .

   يعرف التباين الحراري داخل المدينة بالجزر الحرارية والذي يعرف بأنه ارتفاع درجة الحرارة في المدن الكبيرة والصناعية مقارنة بالمناطق الريفية المحيطة بها ، وتنقسم الجزر الحرارية إلى ثالثة أقسام هي "طبقة المظلة CLHI وهي القمة العليا للجزر الحرارية ، وطبقة الحدود BLHI وهي تأتي تحت الطبقة السابقة ويبلغ ارتفاعها واحد كيلو متر في النهار وبضعة مئات من الأمتار بالليل ، ثم طبقة السطح SLHI الملامسة للأرض والتي تكون أكثر دفئاً" 2.

 حيث تعتبر دراسة الجزر الحرارية للمدن من الدراسات المناخية الحديثة والهامة ألنها توضح اثر هذه الظاهرة على الموازنات المالية للمدن الكبيرة والصناعية والتي قد يرتبط بها انتشار ملوثات الهواء والماء وتغير المناخ وتدهور الصحة العامة للسكان ، " ففي الواليات المتحدة الأمريكية يموت أكثر من 1000 شخص سنوياً بسبب الحرارة الشديدة داخل المدن " 3 ، كما تسبب التعرض للحرارة الشديدة إلى "وفاة أكثر من 8000 شخص في الفترة من 1973 - 2003 ، حيث تجاوز هذا الرقم العدد الذي مات من الأعاصير والزلازل والفيضانات" 4 وبالتالي فإن لظاهرة الجزر الحرارية قدر كبير من التأثير على صحة ورفاهية سكان الحضر .

أھﻣﯾﺔ اﻟدراﺳﺔ : 

  تعتبر هذه الدراسة من الدراسات ذات الأثر النفعي في مجال التنمية والتخطيط المحلي والإقليمي إذ إن استخدام التقنية في كشف التغيرات البيئية ورصدها أمر غاية في الأهمية كونه يسرع في اتخاذ الحلول للمشاكل التي تعترض بيئة الإنسان ، كما يساعد فهم الجزر الحرارية وسلوكها في المدينة على اتخاذ التدابير التي من شأنها أن تقلل من حجم المال المهدور بسبب الاستهلاك المتزايد للطاقة الناتج من تفاقم ظاهرة الجزر الحرارية ، كما يمكن من خلالها تحديد أساليب الاستخدام الأمثل لموارد البيئة والنطاقات المثلى للسكن والترفيه في المدن في ظل خصائصها الحرارية .

أھداف اﻟدراﺳﺔ :

   تهدف هذه الدراسة إلى تحقيق الأتي :

1- التعرف على التوزيع المكاني لدرجات الحرارة بمدينة بنغازي .

2- إبراز العلاقة بين الجزر الحرارية وأنماط استخدام الأرض بالمدينة .

3- التعرف على أحجامها داخل المدينة والتغير الذي حصل عبر الزمن . 

ﺗﺳﺎؤﻻت اﻟدراﺳﺔ :

1- كيف تتوزع درجات الحرارة داخل مدينة بنغازي ؟ .

2- ما هي العالقة بين التوزيع المكاني لدرجات الحرار ة واستخدامات الأرض بالمدينة ؟.

3- ما هي التغيرات التي طرأت على توزيع درجات الحرارة بالمدينة عبر الزمن ؟ 

ﻣوﻗﻊ اﻟﻣدﯾﻧﺔ :

  تقع مدينة بنغازي في شمال شرق ليبيا في السهل الساحلي الذي يعرف باسم سهل بنغازي وتعتبر المدينة الثانية بعد مدينة طرابلس ومركزاً إدارياً مهما يقدم خدماته لشرق وجنوب شرق ووسط البلاد .

تمتد المدينة شمالاً من الطريق الدائري الخامس متقاطعاً مع طريق العروبة وجنوباً إلى الطريق الدائري الرابع والطريق المحاذي لوادي القطارة وشرقاً الطريق الدائري الخامس متقاطعاً مع طريق الجماهيرية ، أما من الغرب والشمال الغربي فيحدها البحر المتوسط موازيا لشارع أحمد رفيق المهدوي ، وتندرج المدينة فلكيا بين دائرتي عرض 3ْ2.0َ3 - 3ْ2.1َ0  شمالاً ، وخطي طول 20.0َ1 ْ – 2ْ0.0َ9 شرقاً ، كما تقسم إدارياً إلى 61 حي هي البيان – الثورة الشعبية – الجزيرة – السلماني الغربي – الصابري الشرقي الصابري الغربي الفويهات الغربية – المختار – برنيق – بنغازي الجديدة – خالد بن الوليد داوود البحري – داوود القبلي داوود الغربي – سيدي حسين – قاريونس )انظر الخريطة (2).

   أعطى هذا الموقع للمدينة تميزا وزاد من أهميتها فارتبطت بها طرق المواصلات البرية والبحرية والجوية ، حيث يمر بها الطريق الساحلي الذي 

طرﯾﻘﺔ اﻟدراﺳﺔ: 

  اعتمد المشروع البحثي على الدراسة الميدانية والمكتبية لتتبع التباين الحراري داخل مدينة بنغازي فبالنسبة للعمل الميداني فقد قام الباحث بزيارة محطة الإرصاد الجوية للتعرف على درجة حرارة المدينة في نفس يوم التقاط الصورة الفضائية ، أما العمل المكت بي في شمل جمع الكتب والمقالات والتقارير والبحوث التي تتحدث على ظاهرة الجزر الحرارية وكيفية استخدام تقنية نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في دراستها ، كما شملت الدراسة المكتبية الحصول على صورة القمر الصناعي (LANDSAT(TM-ETM لسنتي 1984 - 2012 من موقع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا (USGS) ، والتي يعتمد عليها في عملية التحليل وإنشاء الخريطة الحرارية لمدينة بنغازي . 

ﺧرﯾطﺔ ( 1 ) ﻣوﻗﻊ ﻣدﯾﻧﺔ ﺑﻧﻐﺎزي . 



2- أمانة اللجنة الشعبية لإلسكان والمرافق ، بنغازي ، 2118 .

ﻣﻧﮭﺞ وأﺳﻟوب اﻟدراﺳﺔ :

   استخدم في هذه الدراسة أكثر من منهج يمكن توضيحها في األتي : -

1- المنهج التاريخي :

  استخدم لتتبع تطور الظاهرة عبر الزمن ، إلبراز تباين الظاهرة زمانياً حيث إن دراسة الظاهرة في مكان واحد يجل للمقارنة وجه واحد وهو المقارنة عبر الزمن .

2- المنهج الوصفي :

   إن من بين تعريفات علم الجغرافيا أنه علم وصف الأرض ، لذلك يستخدم الجغرافي هذا المنهج لإبراز شكل الظاهرة وخصائصها وتوزيعها على الأرض. أما بالنسبة لأسلوب الدراسة فقد اعتمد على التحليل الكمي باستخدام بعض الأساليب الإحصائية والتحليل المكاني بالاعتماد على برنامج نظم المعلومات الجغرافية ARC GIS 9.3 وبرنامج ERDASIMAGINE 9.2 وبرنامج ENVI 5.0 ، حيث ساعدت هذه البرامج في عرض الظاهرة في صورة خرائط وإجراء التحليلات المكانية التي سوف يتم توضيحها لاحقاً.

اﻟدراﺳﺎت اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ :

   تعتبر دراسة الجزر الحرارية هي الدراسة الأولى في مدينة بنغازي ولكنها ليست الأولى على المستوى العربي والعالمي ، حيث تبين هذه الدراسات الاتجاه الحديث في الجغرافيا المناخية وهو دراسة المناخ التفصيلي للمدينة ومدى تأثره بالاندسكيب بها ، وما نتج عن العلاقة بينهما من ظهور مساحات يمكن أن تطلق عليها مناطق الحرارة المثلى داخل المدينة ومن هذه الدراسات التي تركز على هذا الاتجاه على سبيل المثال لا الحصر الأتي :

1- يوسف عبد اللطيف 2000 ، مناطق الحرارة المثلى في مدينة القاهرة : دراسة في جغرافية المناخ الحضري ، المجلة الجغرافية العربية ، العدد السادس والثلاثون ، الجزء الثاني .

2- أمل عبد العظي ممعتوق 2006 ، العلاقة بين المناخ والعمران في غرب الدلتا - دراسة في جغرافية المناخ التطبيقي على مدينة دمنهور ، مجلة الإرصاد الجوية ، العدد 84 .

3- yang Henqun ( 2004) ,A satellite Remote Sensing ,Based Assessment of Urban Neat Island in Lanzhou City North West China , Key Laboratory of Western Chinas. 

ﻣﺣﺗوﯾﺎت اﻟدراﺳﺔ :
  قسمت الدراسة إلى ثلاثة محاور ومقدمة وخاتمة كانت كالتالي :

- وضحت المقدمة الخطوات العلمية التي اتبعها الباحث في مناقش ته لموضوع الدراسة .

- المحور الأول  :  ركز على الكيفية التي يتم بموجبها تجهيز الخريطة الحرارية لمدينة بنغازي .

- المحور الثاني : اهتم بمناقشة التباين الحراري في مدينة بنغازي سنة 6881 . 

- المحور الثالث : ناقش التباين الحراري بمدينة بنغازي سنة 2162 .

  أما الخاتمة فركزت على عرض أهم النتائج التي توصلت لها الدراسة وانتهت بطرح مجموعة من التوصيات التي يجب أن تراعى بالنسبة لمخططي المدن . 

ﺛﺎﻧﯾﺎ . ﺗﺟﮭﯾز اﻟﺧرﯾطﺔ اﻟﺣرارﯾﺔ ﻟﻣدﯾﻧﺔ ﺑﻧﻐﺎزي

   تعتمد الدراسات الحديثة في رصدها لظاهرة الجزر الحرارية على صورة الأقمار الصناعية والتي تتميز على طرق الرصد الأرضي التقليدية بعدة مميزات يمكن إجمالها في الأتي : 

1- يضطر الباحث الذي يعتمد على الرصد الأرضي في جمع بياناته لتعميم بعض قراءته لتشمل الأماكن البعيدة عن محطات الرصد الأرضي ، بينما لا يضطر مستخدمي البيانات الرقمية لهذ ا التعميم ، إذ توفر الصورة الرقمية بيانات لكل الأماكن وفي وقت واحد .

2- لا يستطيع الباحث الذي يعتمد في جمع بياناته على الرصد الأرضي التحلي بالآنية في جمع بياناته الإشعاعية والحرارية وبنفس الدقة التي يمتاز بها القمر الصناعي في جمع البيانات لمناطق متفرقة وفي أن واحد وهو شرط أساسي لدراسة التباينات بين الجزر الحرارية وأنماطها .

3- تساعد على فهم الكثير من العلاقات بين إشعاع السطح الحضري وأنماط استخدام الأرض وتكشف عن التغيرات البيئية بشكل واضح وسريع .

4- يمكن من خلال صورة الأقمار الصناعية مراقبة الجزر الحرارية من حيث تطورها وحركتها واختلاف أحجامها وموسميتها ونطاقات تركزها .

  يحتاج الباحث في طريقه لإنتاج خريطة توضح التباين الحراري إلي مجموعة من الخطوات الضرورية والمهمة والتي يمكن تلخيصها في الأتي :

1- الحصول على صورة قمر صناعي للمكان المراد دراسته في موسمين مختلفين في سنة واحدة أو في موسم واحد لسنتين مختلفتين ، وفي دراسة التباين الحراري لمدينة بنغازي تم العمل على صورة القمر الصناعي Land sat TM الملتقطة بتاريخ 16-8 - 1984 و Landsat ETM الملتقطة بتاريخ 16 – 8 – 2012 ، وبنظام إسقاط المجسم الكروي (WGS) للإحداثيات .

2- يقوم الباحث بعملية التصحيح الهندسي Geometric Correction ، لصورة القمر الصناعي عن طريق الاستعانة بالخرائط الطبوغرافية للمنطقة بإحداثيات مصححة واستخدام برنامج ERDAS IMAGIN 9.2 ، والذي يحتوي على خاصية تمكنه من القيام بهذه العملية .

3- بعد الخطوتين السابقتين يقوم الباحث باستخراج النطاق الحراري رقم 1 THERMAL BAND 6 بواسطة عملية LAYER STACK ، من خلال نفس البرنامج السابق (ERDAS IMAGIN 9.2 ) ثم يذهب إلى برنامج ENVI 5.0 وعن طريق خاصية BASIC TOOLS ، يختار BAND MATH ، ومنها يستطيع أن يستخدم المعادلات التي تحول قيم الصورة الرقمية إلى إشعاع طيفي CONVERSION OF THE DIGITAL NUMBER (DN) TO SPECTRAL RADIANCE ، ثم إلى درجة حرارة كالفن CONVERSION OF THE DIGITAL NUMBER (DN) TO TEMPERATURE .

 ﺛﺎﻟﺛﺎ : اﻟﺗﺑﺎﯾن اﻟﺣراري ﺑﻣدﯾﻧﺔ ﺑﻧﻐﺎزي ﺳﻧﺔ 1984:

يلاحظ من خلال تحليل الخريطة (3) التي توضح التباين الحراري بمدينة بنغازي يوم 16  -8- 1984 ، أن اقل درجة حرارة بلغت 27مْ وأن أعلى درجة حرارة بلغت 46 مْ ، وبذلك بلغ متوسط درجة الحرارة 37.5مْ ونتيجة للتباين الكبير بين أقل وأعلى درجة حرارة فقد بلغ المدى الحراري 19مْ ، حيث يعكس هذا التباين التنوع في خصائص المحيط الذي توجد فيه مدينة بنغازي سواء هذه الخصائص طبيعية أم بشرية ، فبين موقع وموضع ظهر التنوع في البيئة الطبيعية للمدينة وبرزت الأهمية الاقتصادية والتي ساعدت في خلق قطب ينمو ويتركز فيه السكان وينشئون عمراناً حضرياً أثر بدوره على توزيع درجات الحرارة فيها .

 المصدر : - من عمل الباحث اعتمادا على صورة القمر الصناعي ، Land Sat TM ،وتطبيق برنامج ENVI 5.0 .

  إن الناظر لخريطة بنغازي الحرارية يستطيع أن يتبين تأثير ما تطل عليه المدينة وما يشمله إطارها الداخلي من مكونات على التوزيع المكاني واتجاه ومساحة درجات الحرارة بها ، حيث تختلف درجة الحرارة وفق موقع المكان ، ونوعيته (هل هو حضر أم ريف ؟) ، وكذلك الحال وفق التركيب الداخلي للمكان ، وهذا ما يؤكده الشكل (1) والذي يوضح انخفاض درجات الحرارة في المناطق الريفية التي تتصف بضيق شوارعها وكثرة الخضرة فيها ، بينما نجدها ترتفع وبالأخص في النهار في المناطق الصناعية بسبب حرق الوقود الذي يولد الطاقة اللازمة لتحريك الآلات وتنخفض أثناء الليل في حالة توقف المصانع عن العمل ، ثم ترتفع في وسط المدينة نظراً للكثافة السكانية والتي تؤدي إلى كثرة استخدام الطاقة واستخدام وسائل النقل المختلفة والتي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الهواء ، ثم نجدها تنخفض من جديد في المناطق التي تشغلها الحدائق ذات الأشجار والبحيرات . 

ﺷﮐل ( 1 ) اﻟﺗرﮐﯾب اﻟداﺧﻟﻲ ﻟﻟﻣﮐﺎن وأﺛره ﻓﻲ اﺧﺗﻼف درﺟﺎت اﻟﺣرارة .

المصدر : - www.EPA Quality Benefits Energy Saving Potentials and Air

اﻟـﺧـﺎﺗـﻣـﺔ

   توصلت الدراسة للعديد من النتائج والتوصيات نوردها كالتالي -: 

أوﻻ: - اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ:

أ- ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺳﻧﺔ 1984 :

1- شغلت اقل درجة حرارة ( 27مْ – 31مْ)،أقل مساحة بالمدينة والتي بلغت 52.504 هكتار بنسبة 0.5 % من إجمالي مساحة المدينة .

2- ارتبط تواجد أقل درجة حرارة بأماكن تواجد المسطحات المائية سواء كانت بحيرات أو سبخات .

3- توجد علاقة ارتباط قوية في الاتجاه الموجب بين المساحة التي تشغلها أقل درجة حرارة بمدينة بنغازي والمساحة التي تشغلها المسطحات المائية بلغت + 0.997 ، وهذا يعني أنه كلما زادت مساحة المسطحات المائية ، كلما زادت المساحة التي تشغلها أقل درجة حرارة بالمدينة .

4- توجد علاقة ارتباط قوية في الاتجا ه الموجب بلغت + 0.939 ، بين المسافة من البحر ودرجات الحرارة ، أي أنه كلما ابتعدنا عن البحر كلما ارتفعت درجة الحرارة . 

5- يميل توزيع أقل درجة حرارة (27مْ – 31مْ) ، حيث يبعد المتوسط المكاني عن وسط المدينة بمسافة تبلغ 2.5 كلم باتجاه الجنوب الغربي ، وهذا يعود إلى عدم تأثر باقي أجزاء المدينة بنفس الظروف التي تركزت فيها درجة الحرارة السابق ذكرها .

6-  يلاحظ ابتعاد الوسيط المكاني عن المتوسط المكاني لتوزيع درجة الحرارة بين 27مْ- 31مْ ، وهذا يشير إلى أنه لا يوجد تساوي في توزيع الظاهرة في المكان الذي تنتشر فيه ، فالمسافة التي تمتد فيها الظاهرة في الجنوب الغربي أكبر من المسافة التي تمتد فيها في الشمال الشرقي .

7- تنتشر درجة الحرارة بين 34مْ - 38مْ في مساحة تبلغ 1495 هكتار ، بنسبة 15.9 % من إجمالي مساحة المدينة .

8- تنتشر درجة الحرارة السابقة في مناطق متفرقة بالمدينة ابتداء من شمالها الشرقي مروراً بغربها ووسطها .

9- ارتبط تواجد درجة الحرارة السابقة بمناطق الكثافة السكانية العالية والتي تتراوح بين 187 - 430 نسمة كم2 ، والمناطق المتوسطة والتي تراوحت بين 64 - 186 نسمة كم2 .

10- من خلال المقارنة بين المتوسط المكاني لدرجتي الحرارة بين (27مْ – 31مْ) و (34 مْ- 38مْ ) نلاحظ اقتراب المتوسط المكاني لدرجة الحرارة بين (27مْ – 31مْمن محيط الشكل البيضاوي بمسافة تبلغ 900 م ، فيما نجد أن المسافة تبتعد بالنسبة لدرجة الحرارة  بين (31مْ - 38مْ ) لتبلغ 2.5 كم وهذا يشير إلى أن انتشارها أكثر من انتشار درجة الحرارة السابقة لها .

11 - يتزحزح الوسيط المكاني لدرجة الحرارة بين (34 مْ- 38مْ ) نحو النصف الغربي للمدينة وهذا يشير إلى أن المساحة التي تشغلها درجة الحرارة السابقة أكبر في النصف الغربي من النصف الشرقي .

12-  تحتل درجة الحرارة بين ( 39مْ- 40مْ ) المرتبة الأولى من حيث مساحة الانتشار في مدينة بنغازي والتي بلغت 3648 هكتار ، بنسبة 38.5 % من إجمالي مساحة المدينة .

13 - ارتبط توزيع درجة الحرارة بين ( 39مْ- 40مْ )  بمناطق التخلخل السكني ، كما إن المتوسط المكاني ال يبعد سوى 1 كلم عن مركز المدينة ، وهذا مؤشر يدل على انتشار الظاهرة وعدم تركزها ، كما إن تزحزح الوسيط المكاني باتجاه الجنوب يدل على انتشار الظاهرة في جنوب المدينة أكثر من شمالها .

14- تنتشر درجة الحرارة بين ( 41مْ- 46مْ ) على شكل قوس يبدأ من شرق المدينة مارا بجنوبها حتى يصل إلى غربها ، وبذلك بلغت المساحة 1696 هكتار ، بنسبة 19.7 % من إجمالي مساحة المدينة .

15 - ارتبط توزيع درجة الحرارة السابقة بتوزيع الأراضي الفضاء داخل المدينة . 

16 - ابتعاد المتوسط المكاني من مركز المدينة بمسافة 3 كلم يدل على تركز توزيع الظاهرة وعدم انتشارها ، كما إن تزحزح الوسيط المكاني نحو الجنوب الشرقي للمدينة يدل على انتشارها في شرق وجنوب شرق المدينة أكثر من غربها .

ب- ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺳﻧﺔ 2012 :

1- زادت المساحة التي تشغلها اقل درجة حرارة ( 34مْ- 38مْ )  لتبلغ 194 هكتار وبذلك زادت عن سنة 1984 بنسبة 283 % ، أي قرابة الثالثة أضعاف .

2- أثر امتداد المسطحات المائية على شكل شريط غير متصل من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي محاذيا لخط الساحل على شكل توزيع أقل درجة حرارة بالمدينة.

3- يشير ابتعاد المتوسط المكاني لأقل درجة حرارة عن مركز المدينة بمسافة 2.5 كلم ، إلى تركز التوزيع وعدم انتشاره ، كما أن تقلص مساحة المسطحات المائية في حي قاريونس من 27 هكتار إلى 12 هكتار أدى إلى تزحزح المتوسط المكاني إلى الشمال من مكانه السابق في سنة 1984 بمسافة تبلغ 2 كلم ، ليستقر عند حي سيدي حسين .

4-  يشير تحرك الوسيط المكاني نحو الشمال إلى انحسار أقل درجة حرارة )( 34مْ- 38مْ )  في جنوب المدينة ، وزيادتها في شمالها ، وذلك مرتبط بزيادة مساحة المسطحات المائية في الشمال وانكماشها في الجنوب.

5- تشغل درجة الحرارة بين (40مْ- 44مْ )  الجزء الأكبر من مساحة مدينة بنغازي والتي تبلغ 4974 هكتار بنسبة 52.6 % من إجمالي مساحة المدينة .

 6- أدى انتشار درجة الحرارة بين (40مْ- 44مْ )  في أغلب أرجاء المدينة إلى اقتراب المتوسط المكاني لدرجة الحرارة السابقة من مركز المدينة ، كما أشار تطابق الوسيط المكاني مع المتوسط المكاني إلى التوازن في التوزيع وانتشار وعدم التركز لهذه الظاهرة في جزء معين من المدينة أكثر من األخر .

7- تنتشر درجة الحرارة بين (45مْ- 48مْ )  في مساحة تبلغ 2953 هكتار ، بنسبة 31.35 % من إجمالي مساحة المدينة ، حيث ارتبط تواجدها بالمناطق التي توجد بها النباتات والشجيرات المتناثرة والمساكن المتباعدة والشوارع المتسعة كما هو الحال في الأطراف الجنوبية لمدينة بنغازي .

8- يقترب المتوسط المكاني لدرجة الحرارة بين (45مْ - 48مْ ) من وسط مدينة بنغازي 3 كم وهو بذلك يشير إلى الانتشار وعدم التركز ، كما إن تزحزح الوسيط نحو الجنوب يعطي مؤشرا على إن المساحات الأوسع التي تغطيها درجة الحرارة السابقة هي الجزء الجنوبي من المدينة .

9- تشغل درجة الحرارة الأعلى والتي تصل إلى 50مْ مساحة تبلغ 72 هكتار ، حيث إن تواجدها مرتبط بالأراضي الفضاء .

10- يبتعد المتوسط المكاني لدرجة الحرارة السابقة من مركز المدينة مسافة 3 كلم ، وهذا يؤشر على عدم انتشار الظاهرة في كل أرجاء المدينة ، حيث أن الجزء الأكبر منها يمتد على شكل قوس يمتد من جنوبها الشرقي حتى جنوبها الغربي .

11- أظهر النموذج الذي تم تطبيقه باستخدام برنامج المناطق األقل درجة حرارة والتي تتراوح بين ( 34مْ- 44مْ ) وهي مناطق قريبة من البحر وكثافة سكانها ومساكنها عالية وتغطي بعض أحيائها الأشجار والمساحات الخضراء ، أما المناطق الأخرى وهي الأعلى حرارة والتي تتراوح بين ( 45مْ- 50مْ )، فهي عبارة عن مناطق فضاء على شكل قطع أراضي غير مستغلة ومعسكرات وأراضي سبخية جافة . 

ﺛﺎﻧﯾﺎ: - اﻟﺗوﺻﯾﺎت:

1- الاستعانة بتقنية نظم المعلومات الجغرافية في رصد ظاهرة الجزر الحرارية وتحديد أنماطها وأحجامها وتوزيعيها .

2- عمل بنك للمعلومات يحتوي على بيانات عن كل العوامل الطبيعية والبشرية التي من شأنها أن تؤثر في ظاهرة الجزر الحرارية .

3- التركيز على دراسة النماذج التي تقدمها برامج نظم المعلومات الجغرافية ، والتي تعتمد صحة نتائجها على كمية المعلومات ودقتها ، ومدى ارتباطها وتأثيرها على ظاهرة الجزر الحرارية ، والتي نستطيع من خلالها تحديد العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض الحرارة ، ومن تم نستطيع أن نضع إستراتيجية فعالة تزيد من مساحة الأراضي الملائمة من الناحية المناخية لعيش السكان .

 4- زيادة المساحات الخضراء والمنزهات التي على الأشجار والمسطحات المائية والتي تساعد في تخفيض درجة الحرارة المرتفعة .

5- تخصيص مناطق في أطراف المدينة للورش والمصانع التي تساهم في ارتفاع درجات الحرارة وعدم السماح بتواجدها داخل المدينة .

اﻟﻣراﺟﻊ

1- بدرية بنت محمد ، الجزر الحرارية لمدينة الدمام – دراسة باستخدام تقنية الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية ، كلية الآداب للبنات ، الدمام ، دراسة غير منشورة ، 2112 ، ص .1

2- Voogt, J.A (2004.) Urban Heat Islands: Hotter cities .www.actionbioscience.org/environment/voogt/htm

3- Changnon, S.A JR, K. Ekunkel and B.C Reinke (1996).”Impairs and responses to the 1995 heat wave .A call to action”. Bulletin of the American meteorological Society 77.1497-1506.p.3.

4- Ezenwanyi Onwuchekwa (2007) "A Look into the Urban Heat Island henomenon of Austin, Texas". Department of Earth and Environmental Science University of Texas at San Antonio .p.3 .

5- اللجنة الشعبية للمرافق والأشغال العامة ببلدية بنغازي ، مشروع المناطق المخالفة – التقرير النهائي ، المكتب الاستشاري الهندسي للمرافق ، غير مؤرخ ، ص 61 .

6-International Conference on Urban Climates .( 2012). “litigation of the urban heat island effect using vegetation and water bodies”, Wageningen University, Wageningen, The Netherlands, August, P.3.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق