الصفحات

الخميس، 27 أكتوبر 2016

التنوع الحيوي: أهميته ودوره في تشجيع الاستثمارفي البادية السورية ...


التنوع الحيوي : أهميته ودوره في تشجيع الاستثمارفي البادية السورية 

صحيفة الفرات - يومية سياسية تصدرعن مؤسسة الوحدة للصحافة والطبع والنشر والتوزيع - دير الزور - العدد: 1590 - 2011م:

  يطلق اسم البادية السورية على المنطقة التي تقع في كل من سورية والعراق والأردن وتقل أمطارها عن (200) ملم/سنة، وتنبت فيها النباتات بصورة طبيعية ولكنها لا تصلح للزراعة الاقتصادية دون ري بسبب قلة الأمطار وعدم استقرار معدلاتها بين سنة وأخرى، لذلك تستخدم بالدرجة الأولى كمناطق رعي للحيوانات. تبلغ مساحة البادية في سورية حسب التعريف السابق 10.809.000 هكتار بما في ذلك الأراضي المروية والتجمعات السكانية التي تقع على ضفاف الفرات ودجلة والبليخ والتي تقدر مساحتها بحوالي 500000 هكتار وكذلك الأراضي الهامشية التي تزيد أمطارها عن 200 مم/سنة والتي تزرع بالشعير وخاصة في السنوات الماطرة والتي تقدر مساحتها 2.05 مليون هكتار و .تسمى البادية باسم المحافظة التابعة لها حسب إحصائيات وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي وبالتالي هناك تسعة أجزاء للبادية وهي:

بادية دمشق، بادية درعا، بادية حماة ، بادية ديرالزور، بادية الحسكة، بادية الرقة، بادية السويداء، بادية حمص ويقع الجزء الأكبر من البادية في محافظة حمص ويشكل 35.5% من مجموع البادية السورية، يليه الجزء المسمى بادية ديرالزور ويشكل 29.49% من مجمل مساحة البادية والبادية في الأصل ملك للدولة، إلا أن الأعراف والتقاليد رتبت حقوق الانتفاع للقرى والعشائر التي تسكن البادية وقد أدى حديثاً إلى ملكية جزء منها، تشكل البادية 55% من مساحة القطر و يقدر عدد سكان البادية من البدو الرحل ومربي الماشية بحدود 650 ألف نسمة ولقد اعتاد مربي الأغنام على الرعي الشائع في البادية دون أي إدارة أو حماية للغطاء النباتي التي ترعاه وتنتقل من مكان إلى آخر طلباً للكلأ مستغلة كل ما ينبت من نباتات المراعي دون أي محدد أو منظم لأعدادها مما عرض هذه النباتات للرعي الجائر والمبكر وبالتالي انقراض الكثير منها، والحد من انتشار الشجيرات والنباتات المستساغة وسيادة النباتات الأقل استساغة والسامة والشوكية وبالتالي أصبحت هذه المراعي عاجزة عن تغطية حاجة الأغنام من الأعلاف و قدرة إنتاجية البادية من الأعلاف بحوالي 15% من احتياجات الأغنام، ويعزى هذا الانخفاض في الإنتاجية إلى عوامل التدهور المختلفة ومن أهم مؤشرات ذلك حدوث الانجراف المائي والريحي وكلاهما يهددان أغلب مناطق البادية وذلك نتيجة الزراعة البعلية التي انتشرت في مختلف أجزاءها، حيث قدرت نسبة المناطق المتأثرة بهذه الظاهرة بحوالي 75% من مجموع أراضي البادية السورية وهذا يعني خسارة سنوية مقدارها 25-37.5 مليون دولار لمساحة تقدر بحوالي 2.5 مليون هكتار ومعرضة لتدهور خفيف و 37.5-75 مليون دولار أمريكي لمساحة تقدر بحوالي 2.5 مليون هكتار ومعرضة لتدهور متوسط و 100-150 مليون دولار لأراضي شديدة التدهور ولمساحة مقدارها 2.5 مليون هكتار.‏

التنوع الحيوي في البادية السورية:‏

  استناداً إلى الدراسة الوطنية للتنوع الحيوي في القطر العربي السورية تبين أن هناك 3150 نوعاً نباتياً مرتبة في حوالي 90 جنس و 130 فصيلة.‏

   كما أشارات إلى أن عدد الطيور يبلغ 360 نوعاً موزعة في (18) رتبة تضم 57 فصيلة طيرية وهي تشكل 3.5 من عدد الطيور في العالم. إضافة إلى 125 نوعاً من الثدييات التي تنتشر في البيئات المختلفة.‏

   إن التنوع الحيوي لا يخص فقط النباتات والطيور والثدييات ولكن كافة الأحياء المنتشرة في القطر ومنطقة البادية السورية تشكل ركيزة أساسية للتنوع الحيوي لما تتميز به من خصائص وأهمها وجود بيئات مختلفة (الجبال والسهول والوديان).‏

   وتشير دراسة لمنطقة جبل عبد العزيز أن هناك حوالي 250 نوعاً نباتياً تعود إلى فصائل مختلفة. كما أشارت دراسة لمنطقة جبل أبو رجمين إلى وجود 91% نوعاً نباتياً وتنتمي إلى فصائل مختلفة.‏

   إن التنوع النباتي يترافق عادة بتنوع في الأحياء حيث تم رصد حوالي 40 نوعاً من الطيور في منطقة جبل البشري وحوالي 25 نوعاً من الثدييات.‏

   كما تشكل بعض المواقع مثل سبخة الجبول وسبخة الموح والمستنقعات المنتشرة في مختلف مناطق البادية خاصة تلك الواقعة على أطراف الفرات والخابور والبليخ مناطق وتوقف الكثير من الطيور المهاجرة وتم رصد ما يزيد عن 75 نوعاً من الطيور في منطقة سبخة الجبول.‏

  إن ما ينطبق على النباتات والحيوانات ينطبق على الحشرات والأحياء الدقيقة، إن غنى التنوع الحيوي في منطقة البادية تهدد مجموعة من الأخطار أهمها: ظاهرة التصحر والتي لا تهدد التنوع الحيوي وإنما الإنسان الذي سيهاجر من مناطق استقراره الأصلية مما سيؤدي إلى خلق أزمات اقتصادية واجتماعية وأهمها أزمات السكن والتعليم والعمل والصحة والمواصلات في المناطق الحضرية.‏

   التحول إلى الزراعة البعلية والمروية، الصيد العشوائي، التلوث البيئي، الجفاف، الاستغلال العشوائي والغير منظم لبعض الأنواع النباتية والحيوانية (صناعة التحنيط، أدوية العشبية)، الطرق العشوائية والتجمعات السكنية العشوائية.‏

  إن عوامل التدهور المختلفة أدت إلى انقراض أنواع مثل: الفيل السوري، الأسد السوري، الفهد، الحمار البري، الحصان البري، النعامة، الغزال.‏

  أما الأنواع المهددة بالانقراض فأهمها: الحباري، الصقر، الحجل، الدراج، الفري، القط البري، الثعلب، الهاستر الذهبي.‏

معيقات الاستثمار للتنوع الحيوي في البادية السورية:‏

- الكادر الفني الذي يفتقر إلى قدرة على الترويج لمفهوم التنوع الحيوي وبيان أهميته البيئية والاقتصادية.‏

- عدم وضوح مفهوم المحميات الطبيعية لدى المجتمعات المحلية.‏

- عدم وجود تنسيق منظم ما بين الجهات المهمة بالسياحة البيئية.‏

- عدم توفر المعلومات الكافية حول الأهمية الاقتصادية والبيئية للكثير من الأنواع النباتية والحيوانية نظراً لمحدودية الدراسات والأبحاث المحلية في مجال التنوع الحيوي.‏

- عدم وجود برامج واضحة بخصوص الاستثمار في مجال التنوع الحيوي في البادية السورية.‏

الحلول:‏

- تأهيل كادر فني قادر على الاتصال مع المجتمع المحلي لتوضيح مفهوم التنوع الحيوي وأهميته البيئية والاقتصادية وكذلك مفهوم المحميات الطبيعية.‏

- التنسيق ما بين الجهات المختلفة في مجال الساحة البيئية.‏

- إجراء الدراسات والأبحاث في مجال التنوع الحيوي.‏

المقترحات والتوصيات:‏

1- تشجيع الاستثمار في مجال صناعة البذور من خلال إكثار بذور الأنواع النباتية ذات القيمة الطبية والعطرية والغذائية والصناعية...الخ.‏

2- العناية بالأصول الوراثية النباتية التي تزخر بها البادية السورية وذلك لتحقيق استثمار في المجالات التالية:‏

- إنتاج المستخلصات النباتية المستخدمة في مجال المكافحة الحيوية.‏

- صناعة عسل النحل.‏

- الأدوية العشبية.‏

- إنتاج أصول نباتات الزينة والأشجار المثمرة.‏

- إنتاج النباتات والفطور المستخدمة في تغذية الإنسان.‏

- الصناعات التقليدية (حصائر، سجاد ، مهباج.....) (زيوت طبية ،.....).‏

3- الاستثمار في مجال السياحة البيئة وذلك من خلال إنشاء بنية تحتية تسهل ذلك وخاصة بالقرب من المناطق ذات الأهمية للسياحة الثقافية والسياحة الدينية.‏

4- إنشاء محميات طبيعية وبنماذج مختلفة تدار من قبل القطاعات المختلفة.‏

5- العمل على رفع إنتاجية المراعي في البادية السورية من خلال خطة متكاملة تعتمد على مفهوم التنمية المستدامة وتطبيق النهج التشاركي. وزيادة إنتاجية مراعي البادية سيؤدي إلى تشجيع الاستثمار في المجالات المختلفة وخاصة تربية الحيوان وإنتاج النباتات الطبية والعطرية، الصيد،...الخ. وهذا ما يشجع على قيام صناعة محلية متطورة تعتمد على البادية في إنتاج المادة الخام (منتجات حيوانية، نباتات طبية وعطرية، طرائد، تنزه...الخ).‏

6- إنشاء مناطق خاصة بالصيد، عبر إدخال أنواع مميزة ومرغوبة من قبل الصيادين وفي مناطق مختلفة من البادية.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق