الصفحات

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

الماضي الجيولوجي للمملكة العربية السعودية ...


الماضي الجيولوجي للمملكة العربية السعودية

الجغرافيا الطبيعية
الماضي الجيولوجي

        تشغل المملكة العربية السعودية نحو ثلاثة أرباع شبه الجزيرة العربية التي كانت تمثل فيما مضى جزءا من الدرع العربي الذي كان يضم أيضا أفريقيا (نعيم1990م). ومنذ ملايين السنين انفصلت كتلة شعبة الجزيرة العربية عن أفريقيا وأخذت تنسحب نحو الشمال الشرقي مما نتج عنه تكوين الأخدود الأفقي الذي  غمرته المياه ليكون ما يعرف الآن بالبحر الأحمر والتحمت كتلة شبه الجزيرة العربية المتحركة مع الكتلة الأسيوية الثابتة وأخذ ت في الانزلاق من تحتها ونتج عن ذلك الميل التدريجي نحو الشرق.

        أدت التحركات الأرضية الناتجة عن أتساع أخدود البحر الأحمر إلى بروز الطرف الغربي لشبه الجزيرة العربية مكونة بذلك جبال الحجاز وعسير. أما الجزء الشرقي المنخفض في شبه الجزيرة العربية فقد تكون تحت تأثير المناخ المداري ومياه البحر الضحلة الغنية بالكائنات المرجانية التي غطتها فيما بعد بعض الرواسب ثم تحولت إلى صخور بفعل الضغط. و عبر ملايين السنين نتج عن تلك الكائنات تكون اكبر مخزون من البترول عرف على وجه الأرض.

الفيزيوغرافيا
نظرة عامة
        تمثل شبه الجزيرة العربية لوحا مائلا يرتفع بشدة عند ساحل البحر الأحمر في الغرب ثم ينحدر انحدارا تدريجيا نحو الخليج العربي في الشرق وتبرز المرتفعات الغربية لنحو 3015 مترا فوق سطح الأرض في الجزء الجنوبي ثم تنخفض خلال فجوه ضيقة بالغرب من مكة المكرمة، ثم تأخذ في الارتفاع مرة أخرى نحو 2393 مترا بالقرب من المدينة المنورة ثم تنخفض إلى مستوى عام للقمم يبلغ نحو 1000 مترا في الجزء الأوسط من الحجاز ثم تعود للارتفاع إلى نحو 2580 مترا عند قمة جبل اللوز.
        يتسم الجزء الشمالي الغربي بانعدام السهول الساحلية، إذ ترتفع الصخور الكثيرة والأجراف المنحدرة مباشرة على الساحل، تتخللها أحيانا المراوح الرسوبية الناتجة في بعض الوديان التي تتجه مجاريها نحو البحر. أما في لجزئيين الأوسط والجنوبي فهناك سهل تهامة الساحلي ويقف جرف عسير حائطا فاصلا بين تهامة والمرتفعات الغربية ويمتد إلى نحو 1500 كيلو مترا محاذيا البحر الأحمر.
        تتلاشى المرتفعات تدريجيا داخل شبه الجزيرة العربية لتفسح المجال لهضبة متسعة تكونت على قاعدة من الصخور المتبلورة التي تبرز تكرارا في شكل قمم صخرية معزولة وتلال منخفضة ويتميز أقصى الشرق من هذه الهضبة بتكوينات من الحواف (كويستا) ذوات جروف تتخذ أشكالا مقوسة تجاه الغرب بينما تنحدر انحدارا خفيفا نحو الشرق ويمثل جبل طويق أهم هذه الحواف إذ يرتفع من قاعدة يبلغ ارتفاعها نحو 575 مترا فوق سطح البحر إلى نحو أكثر من 1025 مترا جنوب غرب مدينة الرياض.
        يتميز الجزء الجنوبي الشرقي لشبه الجزيرة العربية بتراكمات هائلة من الرمال في الربع الخالي الذي يكون اكبر امتداد لصحراء رملية في العالم، ويتصل الربع الخالي بصحراء النفود الكبير الرملية في الشمال عبر حزم طويل من الرمال يعرف بصحراء الدهناء.
        تنحدر الهضبة تدريجيا من شرق الدهناء حتى ساحل الخليج عبر السهول الصخرية  والحقول الحصوية تتخللها التلال المعزولة والنجود والمنخفضات المغلقة وسلاسل من الحواف المنخفضة والمائلة اتجاه الشرق، وتمثل هذه الحواف المنحدرات الصخرية الساحلية للبحر في العهود القديمة، كما ينتشر غطاء من الرمال المنقولة بفعل الرياح في شتى أنحاء هذه المنطقة.

الأقاليم الفيزيوغرافية

المنخفضات الساحلية الغربية
        يعرف هذه الإقليم بتهامة، ويكون شريطا يمتد على ساحل البحر الأحمر ويكون هذا الشريط سهلا ضيقا بالقرب من مدينة الوجه في الشمال ثم يأخذ في الاتساع التدريجي ليبلغ نحو 40 كيلومترا بالقرب من مدينة جيزان في الجنوب وتمثل تهامة سطحا رسوبيا منخفضا تكون على السهل المرجاني الذي يرتفع تدريجيا نحو الشرق مكونا سفحا على الصخور المتبلورة الصلبة التي تكون القاعدة الجيولوجية.
        ويبرز جرف عسير محاذياً للبحر الأحمر في الطرف الشرقي لسهل تهامة، ويفصله عن المرتفعات الداخلية. تتكون مظاهر السطح في هذا الإقليم من ترسيبات مائية ناتجة عن مواد التربة المنقولة من المرتفعات بواسطة العديد من الأودية وقنوات الصرف التي تتخذ مجاريها نحو البحر الأحمر، وتتمثل هذه المظاهر في المراوح الرسوبية، والسهول الرسوبية، وأنماط من المنحدرات السفلى المترسبة بالجاذبية والمياه. أما بالقرب من ساحل البحر فتتكون مسطحات المد والجز والشواطئ الرملية نتيجة لنشاط حركة البحر.

مرتفعات الحجاز وعسير والحسمة
        يكون هذا الإقليم حزاما جبليا محاذياً لسهل تهامة ممثلاً العمود الفقري لشبه الجزيرة العربية ويتراوح عرضه من نحو 50 كيلومترا إلى نحو 180 كيلومترا في الجنوب. تعرف هذه المرتفعات الجبلية في شمالها الحجازي وفي وسطها عسير، تبرز هذه المرتفعات لنحو3015 مترا في الجزء الجنوبي عند ضاحية القلبة بالقرب من أبها ثم تنخفض خلال فجوة ضيقة بالقرب من مكة المكرمة،حيث ينخفض هذه الارتفاع إلى نحو 880 متر، ثم تأخذ في الارتفاع مرة أخرى إلى نحو 2393 مترا بالقرب من المدينة المنورة، ثم تنخفض تارة أخرى إلى مستوى عام لارتفاعات القمم يبلغ نحو 1000 مترا في الجزء الأوسط  من الحجاز ثم تعود للارتفاع إلى نحو 2580 مترا عند قمة جبل اللوز.
        تنتمي أغلب تكوينات الصخور في هذا الإقليم إلى المركب القعري ما قبل الكامبرى المتأثر بالتصدع المرتبط بتكوين أخدود البحر الأحمر، وفي كثير من المواقع تغطي الحمم البركانية تكوينات الصخور القديمة محدثة إضافات لارتفاعات القمم.
تتخذ الوديان وقنوات الصرف في الجزئيين الشمالي والأوسط مجار مسطحة بينما نحتت الوديان وقنوات الصرف في الجزء الجنوبي جداول منحدرة الجوانب وعميقة. يمثل وادي بيشة ووادي تربة أكبر وأهم أنظمة الصرف بهذا الإقليم حيث ينسابان شرقا ثم ينتشران ويتلاشيان تدريجيا داخل هضبة نجد.
        أما مرتفعات الحسمة فلا تكون سلسلة ممتدة إذ تتخللها بعض السهول الرملية الشاسعة إلى حد ما، وقد أدت الرياح القوية إلى تراكم طبقة من الرمال المنقولة على معظم المنحدرات السفلى ويمثل الجزء الشرقي من المرتفعات مرحلة انتقالية نحو السهول الممتدة وتنتشر في أنحائه هضاب معزولة شديدة الانحدار وهضاب مستوية السطح من بقايا مرتفعات شاسعة.
        تضم مرتفعات الحجاز وعسير أعلى سلسلة جبلية في شبه الجزيرة العربية حيث تتمركز أعلى قمم الجرف الغربي، تقع هذه القمم ضمن حزام يمتاز بأعلى معدلات للأمطار بالمملكة وبذلك تمهد مناخا ملائما لنمو غابات أشجار الصنوبر الطبيعية و الوحيدة بالمنطقة. وتستغل المنحدرات الجانبية في هذه المنطقة لزراعة المدرجات كما تستغل مياه الوديان للزراعة المروية وذلك عن طريق بناء الخزانات والحواجز لتحويل مياه الفيضانات لاستغلالها لذلك الغرض. تنحدر المرتفعات انحدارا تدريجيا نحو الشرق و الشمال حتى تتلاشى عند هضبة نجد.
        يعتبر هذه الإقليم عامة منطقة جبلية فيما عدا بعض المواقع التلالية التي تتخللها بعض تكوينات من المنحدرات التحتية والسفوح التي تغطيها طبقة من الرمال المنقولة خاصة تلك التي تقع في الجزء الشمالي مجاورة لمنطقة النفود الكبير.

الدرع العربي
        يكون هذا الإقليم الجزء الأكبر من شبه الجزيرة العربية ويعرف عامة بالدرع العربي ومحليا بنجد. تغطي بقايا الصخور و الترسيبات المائية والرمال المنقولة بالرياح الصخور النارية والصخور المتحولة في العصر ما قبل الكامبرى وتبرز القاعدة الجيولوجية في شكل هضاب وقمم صخرية تنتشر هنا وهناك.
        يمثل الإقليم هضبة يبلغ عرضها نحو 580 كيلو مترا تكونت من السفوح المتشابكة وينحدر السطح انحدار تدريجيا نحو الشرق تبعا لميل القاعدة الجيولوجية. يتراوح الارتفاع العام للهضبة من نحو 900 إلى 1200 مترا فوق سطح البحر ويصل ارتفاع التلال أحيانا إلى نحو 1600 مترا.
        تتمركز الحمم البركانية (الحرات) في الطرف الغربي من هذا الإقليم وتغطي مساحات تتراوح ما بين بضع مئات من الكيلومترات المربعة إلى ما يربو على 20000 كيلومترا مربعا وتعتبر بذلك أكبر مساحة من البراكين والحمم والفوهات البركانية الساكنة في العالم إذ أن احدث انفجار بركاني بالمملكة حدث منذ ما يقرب من 600 عام بالقرب من المدينة المنورة كما أورده (ماكينون 1990م).
        يعتبر تشكل هذه الحرات كما هو الحال في كل المرتفعات البازلتية من العصر الرباعي حيث يكون السطح مستو عامة، ويتكون من كميات من الكتل الناتجة عن التصدع الشديد، وللحرات أطراف في شكل الجروف التي قد تختلف في ارتفاعاتها مع كثافة الحمم البركانية.

        تمثل التلال سمة مميزة لهذا الإقليم بالإضافة إلى الحرات حيث توجد التلال بنمط متكرر وتنتظم في مجموعات أو توجد معزولة. تحتل السهول المتبقية الواسعة والسهول الرسوبية على أطراف الوديان والتراكمات الرملية ما بين هذه التلال من مساحات.
        يتميز الجزء الشمالي من الهضبة بنمط شجيري لأنظمة الصرف التي تنساب نحو الشمال الشرقي لتتجمع في وادي الرمة. أما في الجزء الجنوبي فان قنوات الصرف تنساب نحو الشرق والجنوب في نمط متقطع تظهر فيه تارة وتختفي تارة أخرى ثم تتحد لتصب في وادي الدواسر الذي يتخذ مجراه نحو الشرق.

هضبة نجد
        يمثل هذا الإقليم حزاما واسعا مقوسا في الطرف الشرقي للصخور المتبلورة القديمة للدرع العربي وقد تكون على قاعدة من الصخور الرسوبية التي تبرز في شكل سلاسل من الهضاب تتميز بجروف منحدرة نحو الغرب وانحدارات خفيفة نحو الشرق، كما تمثل القمم والهضاب المخروطة الشكل التي يعلوها غطاء من الحجر الجيري المقاوم أهم المظاهر في هذا الإقليم وتعتبر هذه البروزات الصخرية جزءا من سهول صخرية معراة شاسعة تتخللها العديد من الأودية التي ينبسط بعضها مكونا سهولا رسوبية واسعة.
        ويتسم هذا الإقليم بنمط متكرر من الحواف يمنحه صفة متميزة ويعتبر جبل طويق أهم هذه المظاهر، حيث توجد العديد من الحواف التي تمتد متوازية من الشمال إلى الجنوب لنحو 1600 كيلو مترا في شكل هلالي مقوس يحد كتلة الصخور المتبلورة التي تتمركز في الغرب وتتكون هذه الحواف من طبقات من الحجر الجيري المقاوم، على سلسلة من الطبقات الهشة المائلة قليلا وتتخذ شكلا مقوسا نحو الغرب حيث تنحدر انحدارا شديدا في هذا الاتجاه وتصل إلى أقصى ارتفاعها بالقرب من مدينة الرياض إذ يبلغ نحو 1052 مترا فوق سطح البحر من قاعدة يبلغ ارتفاعها نحو 775 مترا فوق سطح البحر. ينخفض هذا الارتفاع تدريجيا من الشمال إلى الجنوب ثم يتلاشى بين وادي الدواسر ونجران.
        يتدرج السطح المحاذي لجبل طويق غربا من منحدرات عليا و جلاسي تكثر فيها الأخاديد والصخور إلى منحدر سفلي خفيف جدا يعلوه غطاء من الحصى، ثم يتلاشى هذا الانحدار عند السهل الرسوبي المنبسط. تغطي الفريشات الرملية والكثبان المنخفضة – التي تجمعت محليا أو انتقلت من حزام الدهناء المجاور أجزاءً كبيرة في هذه المنطقة خاصة عند مواقع تغير الانحدار.
        لا تشكل أنظمة الصرف في الجزء الغربي لجبل طويق نمطا واضحا إذ تنحصر فقط في الشريط الموازي لأسفل الحافة حيث تتكون بعض الأودية النشطة التي تنساب من الشمال إلى الجنوب. تكون الانحدار الخلفي إلى جهة الشرق على الصخور الجيرية من العصر الجوراسي والعصر الطباشيري، ويتدرج هذا الانحدار من 4 إلى 7.5 مترا في الكيلومتر الواحد نحو الشرق، ويتسم بشبكة منظمة من جداول الصرف النشطة.
        تتخذ ثلاثة أنظمة رئيسية للصرف مجاريها عبر جبل طويق في اتجاه الشرق من خلال مجار عميقة متحدرة الجوانب. يعتبر وادي الدواسر في جنوب الإقليم أهم هذه الأنظمة. ويمثل واحد من أكبرها في شبه الجزيرة العربية خلال العصر الرباعي وقد نتج عنه نقل كميات هائلة من المواد الرسوبية من منشئه في منطقة الدرع العربي ومرتفعات عسير ليكون سهلا رسوبيا شاسعا في أدناه. كما إن شعيب نساح وروافده، ووادي حنيفة ووادي السلي، يخترق جبل طويق ليتلاشى في سهل الخرج ثم يتخذ مجراه مرة أخرى مكونا وادي السهباء في الشرق. أما وادي برك فيمثل أهم أنظمة الصرف في أواسط الهضبة ويتخذ مجراه شرقا عبر حافة جبل طويق.

حوض النفود وصحراء الدهناء
        يكون حوض النفود جزء من السهل الكبير الذي ينحدر نحو الشمال الشرقي ويحوي مساحات شاسعة من الرمال السائبة والسطوح المعراة والمنحدرات النشطة والحمم البركانية داخل الجزء الشمالي من المملكة العربية السعودية. تقع صحراء النفود في الجزء الجنوبي من الحوض في شكل مثلث وتتميز برمالها الحمراء التي تنتظم في كثبان مستطيلة تعرف بالعروق والتي يمتد كثير منها إلى بضع كيلومترات وترتفع إلى نحو 100 مترا. أما الجزء الشمالي من الحوض فيكون حزاما انتقاليا نحو بادية الشام أو صحراء الشمال التي تبلغ قمة ارتفاعها في سوريا.

        ويعتبر وادي عرعر ووادي السرحان أهم أنظمة الصرف في هذا الإقليم اللذان يعكسان شكل الطبقات الجيولوجية التحتية بهذه المنطقة.
        أما حزام الدهناء فيمثل ممرا مقوسا متفرعا من الرمال يمتد جنوبا من صحراء النفود متخللا هضبة نجد ليتصل بالربع الخالي. تتميز رمال الدهناء باللون الأحمر الناتج عن وجود أكسيد الحديد كما الحال في رمال النفود الكبير. يعتبر الجزء الجنوبي من الدهناء امتدادا للربع الخالي وتكون الرمال في الجزء الجنوبي من كثبانا مستطيلة تتخللها بعض المنخفضات المستوية التي يعلوها غطاء خفيف من الترسيبات الناعمة على صخر المهد.
        تتشكل الكثبان الرملية مع اتجاهات الرياح الشمالية والشمالية الغربية السائدة ونظرا لحركة الرياح النشطة تتحرك الرمال باستمرار وتتراكم في مجاري الوديان التي تأتي من الغرب والوسط، وبذلك تعيق انسيابها نحو مصبها في الخليج. ويمتد قوس صحراء الدهناء إلى نحو 1200 كيلو مترا ويبلغ عرضة نحو 80 كيلو مترا ويفصل بين هضبة نجد في الغرب والهضبة الشرقية




الهضبة الشرقية
        يمثل هذا الإقليم الجزء الشرقي من الجرف الصخري العربي ويتكون من طبقات حديثة التكوين إلى حد ماء من الحجر الجيري، ترسبت تحت ظروف مياه البحر الضحلة وغطت صخور الدرع العربي القديمة ويتدرج الانحدار العام للهضبة من نحو 400 متر في الغرب إلى ارتفاع ضئيل فوق سطح البحر عند ساحل الخليج وتكون هضبة الصمان الجزء الغربي من هذا الإقليم وتمتد في شريط ضيق من الشمال إلى الجنوب وتتسم ببروز نحو الشرق في الجزء الأوسط منها وتنفصل هضبة الصمان عن المناطق الساحلية المنخفضة بجروف تتراوح إرتفاعتها القصوى من نحو 20 إلى 30 مترا وتكون هذه الجروف فيما مضى الصخور الساحلية للبحر. تتجزأ الهضبة الآن إلى أنماط من الموائد الصحراوية والتلال المسطحة المنخفضة في اغلب المواقع بالقرب من هذه الصخور.
        تشتمل الهضبة الشرقية على سهلين حصويين مثلثي الشكل من بقايا الترسيبات الدلتاوية لأنهر قديمة، وتكون سهل الدبدبة في الشمال من ترسيبات وادي الباطن الذي كان فيما مضى امتدادا شماليا لوادي الرمة الذي يصرف الأجزاء الشمالية والوسطى من هضبة نجد وينشأ وادي السهباء في سهل الخرج في الجنوب وتمتد دلتاه القديمة من يبرين وحتى حرض وتنتشر بقاياها نحو ساحل الخليج.
        تقع منطقة الوديان في أقصى الشمال حيث أدت عوامل التعرية الجيولوجية إلى تشطير الطبقات الهشة وخلق أخاديد متشعبة تنصرف شمالا.
        تتسم الهضبة الشرقية بانتشار المسطحات المالحة المعروفة بالسبخات والتي إما أن تكون أصلا أحواضا رسوبية عديمة المنافذ أو مستنقعات قديمة انفصلت عن البحر، ونتيجة لتبخر المياه المالحة ترسبت بها الأملاح التي مازالت تشبع الطبقات التحتية وتبرز إلى السطح نتيجة لعملية الخاصية الشعرية. ينتشر غطاء خفيف من الرمال السائبة المنقولة بالرياح في جميع أنحاء المنطقة، وقد تجمعت هذه الرمال في بعض المواقع لتكون بعض الكثبان الرملية المتحركة، هذا وتنعدم قنوات الصرف ذات المجاري العميقة النشطة بيد أن المياه تنصرف عبر مسارات مسطحة منتشرة.
        يهبط ارتفاع الهضبة تدريجيا نحو الشرق من ارتفاع يبلغ نحو 400 مترا فوق سطح البحر في الغرب إلى نحو 245 مترا شرقا. ويتسم الجزء الشرقي من الإقليم بأنماط متداخلة من المسطحات المالحة والمنخفضات الضحلة و السبخات مما يدل على تأثر هذا الجزء بنشاطات ساحل الخليج العربي.
        يتكون هذا الإقليم من أنماط غير منتظمة وغير مستقرة من المستنقعات والمسطحات المالحة والشواطئ وخليط من السهول الرملية والكثبان الرملية و السبخات. ينحدر السطح انحدارا تدريجيا نحو الخليج ويرتفع بالكاد فوق سطح البحر تتحرك مياه الخليج مدا وجزرا عبر حزام قد يتسع في بعض المواقع إلى بضع كيلومترات في الداخل وتظل المسطحات المالحة مشبعة بمياه البحر وتغطي سطحها قشرة رقائقية من الملح.

الربع الخالي
يشغل الربع الخالي الجزء الجنوبي الشرقي من المملكة وتعادل مساحته بالتقريب مساحة فرنسا ويمثل بذلك اكبر امتداد للرمال في العالم، وتعتبر مرتفعات عسير ومنطقة الدرع العربي مصدرا لأغلب تراكمات هذه الرمال.
تشكل رياح المحيط الهندي السائدة الرمال في أشكال مختلفة جلها من الكثبان المستطيلة التي ترتفع إلى نحو 100 متر وتمتد عبر مئات الكيلومترات مكونة نمطا طبوغرافيا تلاليا. تفصل المنخفضات المسطحة الكثبان بعضها عن بعض وتتميز بترب حصوية ضحلة تغطيها طبقة متغيرة الكثافة من الرمال هذا وتظل الكثبان في حركة مستمرة بفعل الرياح.


التكوينات الأرضية

المنحدرات النشطة
        هي المنحدرات المعرضة للنحت بواسطة مجاري أو جداول الصرف حيث يفوق نشاط عامل التعرية، نشاط عامل تجوية الطبقات الأرضية وتوجد بتلك المنحدرات تراكمات من المواد المترسبة ومن فتات الصخور خلف العوائق التي قد تتواجد على السطح، مما يدل على حداثة نقل هذه الترسبات على المنحدرات.
        تمثل المنحدرات النشطة أهم المظاهر السطحية في الأجزاء الغربية والشمالية من الهضبة الشرقية حيث أدت التعرية الجيولوجية إلى تشطير الطبقات الجيولوجية الهشة محدثة أخاديد متشعبة تتخذ مجاريها نحو الشرق والشمال الشرقي. وتوجد هذه الأخاديد على المنحدرات السفحية في أشكال شبة شجيرية حالما تتلاشى داخل الترسيبات التي أحدثتها في أدنى مجاريها. ويكون هذا التكوين الأرضي سطحا منحدرا عامة إلى متوسط التحادل حيث تتراوح الانحدارات به بين 5% إلى 30% وتغطي الأخاديد نحو 20% إلى 50% من المساحة. ولا تكون هذه الأخاديد مجاري عميقة بل مجاري مستوية المهد إلى حد ما، وضيقة. و تغطي السطح كميات متوسطة من الحجارة كما تغطي شظايا الصخور نحو 10% إلى 40% من المساحة وقد ترتفع هذه النسبة إلى نحو 70% في بعض المواقع.
        تحتوي هذه المنحدرات غالبا على ترب ضحلة وضحلة جدا، هيكلية طميية، كما توجد ترب متوسطة العمق في مواقع متفرقة في أسفل المنحدرات حيث تترسب المواد المنقولة من أعلى المنحدرات، وتتميز الترب بملوحة متوسطة عامة.

المروحة الرسوبية
        تمثل المروحة الرسوبية جسما فعالا من ترسيبات المواد المتدفقة بواسطة مجاري المياه المنسابة من المرتفعات ويكون قطاعا من شكل مخروطي ينتشر نحو أسفل الانحدار من نقطة بروز المجرى من منطقة الانحدار إلى السهل، وعندما يبدأ المجرى المائي انسيابه على انحدار منخفض ويفقد على أثره سرعته، يشرع في ترسيب حمله الثقيل من مواد التربة، حيث يبدأ بترسيب الجسيمات الكبيرة. وعندما تعوق هذه الترسيبات مجرى المياه تجبره على التحول إلى مسار جديد وبالمثل يختنق المجرى الجديد بترسيبات جديدة، ويتكرر هذا التحويل المستمر للمجرى مما ينتج عنه تكوين مظهر سطحي من الترسيبات الحصوية مخروطي الشكل ويتناقص فيه حجم الجسيمات المترسبة في اتجاه أسفل الانحدار.
        تكون المراوح الرسوبية مظاهر سطحية سائدة في سهل تهامة الساحلي المحاذي لجبال عسير والحجاز كما توجد أيضا على المنحدرات السفلى لحافة جبل طويق وأطراف المنحدرات النشطة في إقليم نجد وأحيانا في بعض المواقع من إقليم الدرع العربي. تتسم المراوح الرسوبية بانحدارات خفيفة تتراوح بين 2% إلى 5% كما توجد بها أحيانا بعض الأخاديد خاصة في المراوح الرسوبية القديمة المرتفعة، وتحتوي المراوح الرسوبية على ترب عميقة عامة، هيكلية، طميية،إلا أن الأجزاء الدنيا منها تتميز بترب طميية تحتوي على كميات من الحصى الدقيق الحجم، وعامة فان ترب المراوح الرسوبية منخفضة الملوحة.

السهل الرسوبي
        ينتج السهل الرسوبي عن ترسيب مواد التربة الممزوجة بمياه الأنهر ومجاري المياه، ويكون السهل الرسوبي مستوي السطح ونادرا ما تتخلله ارتفاعات أو بروزات مؤثرة.
        توجد السهول الرسوبية بالمملكة على جوانب الوديان الرئيسية وتوجد أكثر عموما في أدنى مجاريها. ويمثل سهل تهامة واحد من اكبر السهول الرسوبية، نتج عن العديد من المجاري المائية الصغيرة المنحدرة من مرتفعات الحجاز وعسير، كما تنتشر في الجانب الأخر من هذه المرتفعات وديان كبيرة مكونة لسهول رسوبية واسعة، ويخترق قليل من هذه الأودية جبل طويق لتمد ترسيباتها في المنطقة الشرقية، غير أن كل السهول الرسوبية التي تم حصرها بالمملكة تمثل في الحقيقة مساطب رسوبية، إذ إنها ترتفع فوق مستوى الفيضان الذي تحدثه الوديان المكونة لها.
        و السهول الرسوبية مستوية أو ذات انحدار خفيف جدا وتبلغ الانحدارات السائدة بها اقل من 2% وقد يكون السطح أحيانا مغطى بالحصى، كما توجد الأخاديد على مسافات متباعدة في الأجزاء ذات الانحدارات الخفيفة.
        وتتميز السهول الرسوبية بترب عميقة، طميية أو هيكلية طميية في مساحات محدودة، كما إنها في حالتها الطبيعية متوسطة الملوحة، غير انه من الممكن وجود مواقع ذات ملوحة عالية.

الشواطئ والمنخفضات الساحلية المبتلة
        هي مواد غير متماسكة تكون ساحل البحر وتغطي نطاقا خفيف الانحدار، يمتد نحو البر من خط انخفاض الماء وحتى موقع يتغير عنده الشكل الطوبوغرافي تغيرا بائنا وذلك بوجود جرف مرتفع أو انحدار شديد، وتكون المواد المحلولة المحمولة بالماء، والمكونة من الرمال والحصى الدقيق، والمرجان والأصداف أو القواقع، إما في حالة انتقال أو ترسيب في نطاق يقع بين حد الماء المنخفض والماء المرتفع. وتعتبر هذه المظاهر خاصية مميزة في الأراضي الساحلية للبحر الأحمر والخليج العربي و تتراوح الانحدارات بها بين 1% إلى 3%، وتحتوي على ترب عميقة، رملية، ذات ملوحة عالية جدا ومستوى الماء الأرضي بها مرتفع ويتقلب مع حركة المد والجزر. وفي بعض المواقع تتكون كثبان رملية منخفضة نتيجة لسفي الرياح.

السهل الساحلي
        هو السهل المقابل لساحل البحر، ويمثل شريطا من قاع البحر برز حديثا بعد انحسار مياه البحر عنه، غير انه في هذا السياق يضم أيضا الأراضي الحدودية الداخلية المستوية التي تتأثر بالبحر ولكنها مفصولة عنه بالشواطئ ومسطحات المد والجزر، كما أنها بعيدة عن حركة المد والجزر.
        و السهول الساحلية شبه مستوية حيث تبلغ الانحدارات بها اقل من 2%، وتغطي السطح محليا طبقة رقيقة من الرمال المنقولة بالرياح. كما توجد نتيجة لذلك بعض الكثبان الرملية المنخفضة في بعض المواقع، خاصة في السهول الساحلية المحاذية للخليج العربي. تحتوي السهول الساحلية على ترب عميقة، طميية أو رملية، شديدة الملوحة.

السهل المعرى
        هو سطح من الأرض هبط مستواه نتيجة لعوامل التعرية حتى تحول إلى سهل شبه مستو إلى متموج عامة، وتسود السهول المعراة في المنطقة الشرقية وتتميز بانحدارات خفيفة إلى متموجة حيث تتراوح الانحدارات بها بين 3% إلى 8% كما تتميز بترب ضحلة أو ضحلة جدا، هيكلية طميية، ولا تشكل هذه الترب امتدادات واسعة إذ يعوقها وجود العديد من الأسطح الصخرية الجرداء والبروزات الصخرية وتتأثر أجزاء كبيرة من السطح بالعديد من الأخاديد المنحدرة الجنبات.

الكثبان الرملية
        تمثل الكثبان أكواما من الرمال التي تراكمت بفعل الرياح، وتتميز المملكة بأكبر رقعة من الكثبان على وجه الأرض في منطقة الربع الخالي والنفوذ الكبير اللذان يرتبطان ببعضهما بقوس صحراء الدهناء الذي يمتد لنحو ألف من الكيلومترات، كما توجد الكثبان في وحدات متفرقة في مناطق أخرى.
        هناك الكثير من الاختلافات بين الكثبان من حيث الشكل والحجم، فهناك تقريبا كل أنوع الكثبان المتعارف عليها في العالم مثل الكثبان الهلالية الشكل والكثبان المستطيلة والكثبان المستعرضة ....الخ. وترتفع الكثبان الصغيرة إلى بضع أمتار فقط ولكن الكبيرة ترتفع إلى بضع مئات من الأمتار وتمتد موازية لبعضها البعض إلى مئات الكيلومترات ومن الممكن أن يوصف بعضها بالتلال الرملية.
        و معظم الكثبان بالمملكة غير مستقرة ولكن ينحصر تحركها في نطاق ضيق تتحرك داخله حسبما تمليه اتجاهات الرياح السائدة.




الجرف (الحافة)
        هو منحدر صخري شديد الانحدار ممتد نسبيا، يكسر استمرارية سطح ارض خفيف الانحدار نتيجة للتصدع، وتأخذ الجروف شكل المنحدرات الشديدة التشطير.
        وتمثل الجروف مظاهر سطحية سائدة في إقليم هضبة نجد وتوجد في نمط متكرر يمنح الإقليم ذاتيته المميزة، ويمتد جرف جبل طويق، الذي يمثل أهم مظهر سطحي، إلى أكثر من ألف كيلو مترا في شكل هلالي يحد الصخور المتبلورة في الغرب، إلا أنه يوجد إلى الشرق القليل من الجروف المنخفضة المحدودة الامتداد التي تمثل بقايا الصخور الساحلية القديمة.
        تتميز الجروف بانحدار شديد يربو على ستين بالمائة، وتغطي الأخاديد نحو نصف مساحة السطح، وتمثل الترب التي توجد في رقع متفرقة، تراكمات من فتات الصخور، وهي ترب ضحلة، على صخر المهد.

المنحدر التحتي (السفلي)
        يمثل هذا المكون الجيومورفي السطح الداخلي الخفيف الميل عند قاعدة انحدار التل، ويكون قطاع السطح في الأغلب مقعرا، ويمثل قطاعا مرحليا بين مواقع الانجراف بالمنحدرات العليا ومواقع الترسيب بالمنحدرات السفلى.
        وتوجد المنحدرات التحتية حيثما وجدت الجبال والتلال ويعتمد امتدادها واستمراريتها على امتداد الجبال والتلال أذا ما كانت في شكل سلاسل أو في أشكال منفردة من التلال والهضاب، وتوجد المنحدرات التحتية بكثرة في مناطق مرتفعات الحجاز وعسير و الحسماء، كما توجد في بعض المواقع بإقليم الدرع العربي.
        والمنحدرات التحتية متموجة عامة وتتراوح الانحدارات بها بين خمسة إلى عشرة بالمائة، وتغطي السطح كميات متوسطة من الحجارة ومن قطع الصخور التي تختلف في أنواعها وأحجامها وكمياتها. والترب على هذه المنحدرات غالبا ضحلة إلى متوسطة العمق غير أنه توجد بعض الترب الضحلة جدا، وهي ترب هيكلية طميية في الطبقة السطحية والطبقة التحتية وعامة متوسطة الملوحة.


شكل رقم 6 : رسم توضيحي لسهل تهامة بجرف عسير
الجلاسي
        يستعمل هذا المصطلح عامة في منطقة الشرق الأوسط وفي البلدان الناطقة بالفرنسية، وهي سطح تآكلي تكون على صخر المهد عند أسفل الجبال أو الهضاب وفي مقدمة المرتفعات. ونسبة لصغر مقياس الرسم الذي استعمل في هذه الدراسة لتحديد الموارد الأرضية فقد استخدام هذا المصطلح ليحوي أيضا المراوح الرسوبية المنفردة وما بينها من مجاري المياه، والمراوح الرسوبية المتشابكة والمنحدرات الرسوبية غير المروحية، وتتدرج الجلاسي لتنتهي استمراريتها عادة عند وادي أو سهل رسوبي.
        ويكون سطح الجلاسي غالبا خفيف الانحدار وتتراوح الانحدارات به بين واحد بالمائة في أدنى الجلاسي إلى نحو خمسة بالمائة في أعلاها بالقرب من المرتفعات. وتحتوي على ترب عميقة، طميية وفي الأغلب حصوية، وتزيد نسبة الحصى مع الانحدار وكذلك حجمه. وتكون الترب متوسطة الملوحة إلى شديدة الملوحة وتوجد في الأجزاء العليا من الجلاسي عادة بعض الأخاديد الانجرافية الضيقة.

السهل الصخري الجبسي
        هو نوع من السهول المعراة تأثر بعوامل التعرية إلى حد بعيد برزت معه إلى السطح الطبقات التحتية ونتيجة لذلك فتوجد ترب مبرقعة بالجبس المتبلور تميز سطح السهل الجبسي عن غيره من السطوح.
        وفي المملكة تسود السهول الجبسية في هضبة الصمان حيث يوجد نوعان من هذه السهول. أولهما يمثل الدلتاوات الناتجة عن الأنهار القديمة مثل وادي نساح ووادي الباطن. ووادي السهباء حيث تسببت تلك الأنهار في ترسيب المواد المنقولة من منطقة الدرع العربي على الصخور الرسوبية القاعدية، والنوع الثاني من هذه السهول تنعدم فيه الترسيبات المائية.
        و في كل من النوعين توجد طبقة جبسيه على عمق لا يتجاوز بضع سنتيمترات من سطح الأرض. وهي سهول خفيفة التموج وتتراوح الانحدارات بها بين واحد إلى ثلاثة بالمائة. وفي السهول الجبسية ذات الغطاء الرسوبي تغطي السطح كميات من الحصباء المستديرة ناتجة عن الصخور النارية والصخور الرسوبية، وفي بعض أجزاء السهول الجبسية تغطي السطح طبقة خفيفة من الرمال التي تكون في بعض المواقع كثبانا منخفضة متنقلة.

التلال والهضاب
        تمثل التلال ارتفاعات طبيعية لسطح الأرض تصل إلى نحو 300م فوق مستوى الأرض المحيطة بها وتتميز بقمم ذات مساحة محصورة ولها أشكال محددة، وتزيد انحدارات التلال عن الخمسة عشر بالمائة،وتتأثر أشكال هذه المنحدرات ومدى درجة الانحدار بها بطبيعة وببناء الطبقات الصخرية وبنشاط عوامل التعرية. وفي هذا السياق يضم مصطلح التلال الأشكال المختلفة لمثل هذه المرتفعات مثل الموائد الصحراوية والهضاب المعزولة شديدة الانحدار...الخ و ما يرتبط بها من أشكال المنحدرات المختلفة وما بينها من المسطحات التي توجد في نمط معقد ولا يمكن فصلها على مستوى هذه الدراسة.
        وتمثل الهضاب بقايا من التلال التي تأثرت إلى حد بعيد بعوامل التعرية والتجوية والتي توجد الآن في شكل بروزات أو بعض الأحيان أسطح صخرية شبه مستوية.
        وتحتل التلال والهضاب مساحات شاسعة في منطقة الدرع العربي وفي الجزء الشمالي من حوض النفود، وتتسم التلال بشدة الانحدار كما أن ما بينها من المنحدرات السفلى تكون خفيفة الانحدار إلى خفيفة التموج وتتأثر هذه الأجزاء بأخاديد تغطي نحو 15% من مساحتها. وتوجد ترب ضحلة جدا تختلف فيها درجات الملوحة تبعا لاختلاف درجات الملوحة في التكوينات الصخرية الأم.

الحمم والتلال البركانية
        هي طبقات متراكمة من الحمم البركانية المتصلة التي تشققت إلى أشكال كتلية وحجارة وجلاميد تغطي منحدرات البراكين وسهولا متسعة من الحمم القديمة والتي تعرف محليا بالحرات. وقد تأثرت المخاريط البركانية بعوامل التعرية والتجوية التي أحدثت تغييرا كبيرا في أشكالها.
        وتكون الحمم البركانية في غرب إقليم الدرع العربي واحدا من اكبر مناطق النشاط البركاني على وجه الأرض، كما توجد الحمم البركانية في الجزء الشمالي من حوض النفود على الحدود مع الأردن.
        وتتميز الحمم البركانية بطبوغرافية متموجة إلى تلالية حيث تتراوح الانحدارات بين اثنين إلى ثمانية بالمائة، ويوجد القليل من مواد التربة بين الحجارة إلا أنه في بعض المنخفضات الموضعية الصغيرة تتجمع المواد الناتجة عن تجوية الحجارة البركانية لتكون تربا خصبة في هذه المنخفضات، وهي ترب عميقة طميية أو طميية خشنة واغلبها حصوية، وفي بعض المواقع تتجمع المواد الرملية لتكون بعض الكثبان، وتغطي التلال البركانية مساحات صغيرة من المنطقة وتحتوي على ترب محدودة وهي ترب في اغلبها ضحلة جدا وحجرية وتشطرها الأخاديد الانجرافية في بعض الأجزاء.
الجبال
        تمثل الجبال ارتفاعات طبيعية لسطح الأرض تبرز إلى نحو أكثر من 300م فوق سطح الأرض المنخفضة المحيطة بها وعادة تتميز بقمم محصورة وجوانب شديدة الانحدار من الصخور الجرداء. وتوجد الجبال في أشكال جبل منفرد أو كتل معزولة أو في مجموعة تكون سلسلة جبلية.
        ويعزي تكوين الجبال في المملكة العربي السعودية إلى التحركات الأرضية العميقة التي ساهمت إلى حد بعيد في إحداث المرتفعات الغربية وتوجد الجبال في منطقة الدرع العربي في أشكال منفردة معزولة أو في مجموعات صغيرة لا تشكل سلاسل متواصلة.وجوانب الجبال عامة منحدرة إلى شديدة الانحدار وتغطي الأخاديد العميقة نحو 10% من مساحة هذه المنحدرات.
        وتوجد ترب هيكلية طميية ضحلة جدا في مجاري المياه وفي الشقوق التي توجد بين الصخور. وفي مناطق الأمطار الغزيرة استخدمت المدرجات على المنحدرات ذات الترب الضحلة لتساعد في تكوين ترب أكثر عمقا لاستغلالها للزراعة وتكون قمم جبال عسير مهدا ملائما لنمو غابات الصنوبر التي تمثل الغابات الطبيعية الوحيدة بالمملكة.

السهل الصخري المجوى
        هو سطح متسع تكون من العديد من السفوح المتشابكة المرتبطة بعامل التعرية، وهي عامة سطوح منحدرة تتكون من أسفل المنحدرات المتقهقرة للتلال أو الجبال، وهي سطوح عارية في اغلب المواقع ويبرز فيها صخر المهد الذي يمتد تحت المرتفعات المجاورة.غير انه في بعض المواقع تغطي صخر المهد طبقة رقيقة من الترسيبات المائية أو الترسيبات بالجاذبية أو من مواد الترب التي نتجت عن التجوية الموقعية للصخور.
        وقد ميز في هذه الدراسة بين السهول الصخرية المجواة التي تغطيها طبقة سميكة من الترسيبات وتلك التي تغطيها طبقة رقيقة. وتغطي السهول الصخرية المجواة بنوعيها مساحات كبيرة من السطح في مناطق الدرع العربي والجزء الشمالي من حوض النفود. والانحدار السائد في هذه السهول يتراوح بين 2% إلى 3% ويتراوح الانحدار العام بين واحد إلى خمسة بالمائة. وفي معظم هذه السهول أدت عوامل التعرية إلى تكوين أخاديد تغطي نحو 5% إلى 15% من المساحة. وتغطي السطح كميات من الحصى وقليل من الحجارة.
وتتفاوت الترب في أعماقها إلى صخر المهد. وتتراوح من ضحلة جدا إلى عميقة اعتمادا على كثافة طبقة الترسيبات التي تعلو صخر المهد وهي ترب في اغلبها طميية وأحيانا هيكلية طميية وعامة متوسطة الملوحة غير انه في بعض المواقع توجد ترب عالية الملوحة خاصة في مواقع الترب الضحلة.

السبخة
        مصطلح محلي للمنخفضات الداخلية المغلقة التي تنعدم بها المصارف وتتعرض للغمر بمياه الصرف من المناطق المجاورة ومستوى الماء الأرضي بها قريب من السطح حتى وان لم تكن مغمورة. و السبخات نوع من برك التبخر حيث تكون الأملاح الذائبة الناتجة عن التبخر أهم مظهر لهذا التكوين الأرضي. وتكون هذه الأملاح قشرة سميكة على السطح كما تحتوي الطبقات السطحية في معظم السبخات على شرائط مسمنته من بلورات الجبس.
        وتختلف أصول السبخات بالمملكة، فبعضها أحواض رسوبية أو مستنقعات خلفية، وبعضها منخفضات نتجت عن ذوبان الترسيبات الجيولوجية مثل الجبس، والبعض الأخر بحيرات أو مستنقعات ضحلة انفصلت عن البحر.
        وتكثر السبخات في المنطقة الشرقية بالمملكة، كما توجد موقعيا في بعض أنحاء السهول الوسطى، و السبخات مستوية السطح، وتحتوي على ترب عميقة، واغلبها طميية وبعضها طينية.

الفريشات الرملية
        هي ترسيبات سميكة من الرمال انتقلت بالرياح لتغطي تكوينات أرضية أخرى وتتراوح كثافتها من نحو نصف متر إلى نحو ثلاثة أمتار، وهي غالبا رمال ذات حبيبات دقيقة تتحرك دوما بفعل الرياح، غير أن حركتها تنحصر في حيز محدد تنتقل خلاله جيئة وذهابا متأثرة باتجاه الرياح، ومن النادر أن تخرج عن نطاق ذلك الحيز.
        وتحتوي مناطق الفريشات الرملية دائما على بعض الكثبان الرملية التي تختلف نسبتها من مواقع لأخر، وتتمركز مناطق الفريشات الرملية الواسعة بالمملكة في منطقة الدهناء والمناطق المجاورة لها.كما توجد مساحات من الفريشات الرملية في أجزاء أخرى من نجد وفي الهضبة الشرقية، عادة بالقرب من الوديان الكبيرة والوديان الأخرى الرملية الكبيرة أو عند فواصل الانحدارات حيث يحدث تغيير في مستوى ارتفاعات السطح نتيجة للاختلافات الفيزيوغرافية، ولقد تم تحديد العديد من وحدات تحتوي على فريشات رملية وتلال في المنطقة الواقعة شمال النفود الكبير، وتتميز الفريشات الرملية بطوبوغرافية خفيفة التموج حيث تتراوح الانحدارات بها بين اثنين إلى خمسة بالمائة. وتحتوي الفريشات على ترب عميقة واغلبها غير مالحة.

المنحدرات شديدة التشطير
        تمثل انحدارات على سطح الأرض يحدد طبيعتها عامة ميلان الطبقات الصخرية التحتية وتعني في هذا السياق السطوح الطويلة الخفيفة الانحدار للحواف والتي يمكن الإشارة إليها أيضا بانحدارات البناء الخلفية.يوجد هذا التكوين الأرضي على وجه الخصوص في الجانب الشرقي لحافة جبل طويق حيث توجد مجاري الصرف بكثافة كبيرة على السطح وفي نمط منتظم وقد نحتت مجاري عميقة في الصخر التحتي الهش. نتج عن ذلك خلق جداول ذات جوانب شديدة الانحدار أو شبه عمودية يصل عرضها أحيانا عشرات الأمتار.

        وفي هذا التكوين الأرضي فان الجزء الذي لم يتأثر بالتشطير يكون سطحا متوسط الانحدار إلى متموج ويغطي اقل من خمس بالمائة من مساحة هذا التكوين الأرضي، وقد أدى تجمع الأخاديد في أدناها إلى تكوين بعض الوديان الواسعة إلى حد ما، التي تستخدم أجزاء منها في الزراعة. والترب غالبا ضحلة جدا، فوق صخر المهد أما جوانب الأخاديد فتنعدم فيها مواد التربة تقريبا وتبرز بها طبقات الصخور، وفي مهاد المجاري المتسعة حيث تتجمع المواد المترسبة بالمياه وبالجاذبية، توجد ترب ضحلة إلى متوسطة العمق وهي ترب هيكلية رملية، كما أن الترب عامة متوسطة الملوحة.

المنحدرات المدرجة
        تتميز المنحدرات في منطقة عسير بمدرجات ظاهرة قائمة في خطوط أفقية متساوية الارتفاع. وقد أقيمت هذه المدرجات عن طريق بناء جدران جانبية متوازية على امتداد سفوح الجبال، وكانت الرواسب التي تحملها السيول السريعة أثناء أشهر الشتاء تترسب خلف هذه الإنشاءات الاسنادية مما يكون شرائط خصبة من الأرض الزراعية على المنحدرات التي كانت طبيعيا شديدة الانحدار ولا تصلح للزراعة، كما أن هذه المدرجات تعوق الصرف السطحي وبذلك تزيد درجة تسرب الماء داخل التربة.

مسطحات المد والجزر
        هي شريط من أراضي المستنقعات أو من أراضي طينية جرداء تمتد على ساحل البحر وتغطيها مياه البحر تارة وتنحسر عنها تارة أخرى حسبما تكون عليه حالة ارتفاع وانخفاض مد البحر.
        وتمثل هذه المسطحات أجزاء من الأراضي الساحلية على البحر الأحمر والخليج العربي، وتوجد في شكل أشرطة ضيقة ومستطيلة من الأرضي التي قد تبرز إلى الداخل أحيانا وهي أراضي مستوية تبلغ نسبة الانحدار بها اقل من واحد بالمائة وتحتوي على ترب رملية عالية الملوحة، وتتميز بوجود مستوي عالي للماء الأرضي. وعند جفافها تغطي سطحها قشرة من الأملاح تمنحها لونا ابيضا.

الوادي
        مصطلح عربي الأصل يطلق على مجاري المياه الواسعة الجافة، ذات المهد المسطح التي توجد في المناطق القاحلة، وهي في الحقيقة مجاري متقطعة، وعند هطول أمطار غزيرة أحيانا تفيض هذه المجاري وتجري المياه بها لمسافات قصيرة ثم تتشتت وتنقشع داخل الصحراء، وتحدث هذه الفيضانات لفترات قصيرة فقط.
        تنشأ معظم الوديان الكبيرة بالمملكة في مرتفعات الحجاز وعسير في الغرب وفي منطقة الدرع العربي،وتنساب نحو الشرق والشمال الشرقي لتنصرف في سهول نجد الواسعة، وبعضها يخترق حافة جبل طويق.وقد كونت بعض أنظمة الأودية الكبيرة سهولا رسوبية في أدناها. وتسببت التراكمات الرملية في إعاقة انسياب الأودية الرئيسية التي كانت فيما مضى تتخذ مصباتها في الخليج العربي، ومن بين هذه الأودية، وادي الرمة، ووادي الدواسر، وتنتهي بعض الأودية الصغيرة فجأة عند وصولها بالقرب من المناطق الرملية لتفرغ حمولتها مكونة ما يعرف بالروضات التي تكون مهدا خصبا لنمو النباتات الطبيعية. والترب داخل الوديان ترب عميقة عموما وتتراوح من رملية و طميية إلى هيكلية طميية، كما أنها ترب طبقية، حيث تكون طبقة من الترسيبات عقب كل فيضان وتختلف أحجام الحبيبات في كل طبقة عن الأخرى اعتمادا على اختلافات سرعة انسياب المياه. 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق