الصفحات

الثلاثاء، 6 مارس 2018

حتمية استغلال الطاقة المتجددة في الجزائر ودورها في تحقيق التنمية المستدامة ...

حتمية استغلال الطاقة المتجددة في الجزائر
ودورها في تحقيق التنمية المستدامة 

من إعداد:

الأستاذ الدكتور : بعاج الهاشمي .  أستاذ مساعد – جامعة الأغواط    

الطالبة : باصور عقيلة.  طالبة : سنة ثانية دكتوراه إدارة مؤسسات     -جامعة الجزائر 03-   

Email :bassour.akila@gmail.com                        Email: baad03@yahoo.fr

الملتقى الوطني الثالث حول : مكانة صادرات الغاز الطبيعي الجزائري في ظل منافسة الطاقة البديلة والمتجددة.

جامعة الشهيد حمة لخضر الوادي

كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير

عنوان المحور :

اقتصاديات الطاقة المتجددة بين الإمكانيات والإنتاج والاستهلاك ( الفحم النظيف، الغاز الصخري، الطاقة الشمسية ، الهيدروجين الشمسي، طاقة الرياح، المياه الجوفية ...).


الملخص:

تعتبر الطاقات المتجددة أحد أهم البدائل المتاحة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، إذ تشكل امتداداتها عاملا أساسيا في دفع عجلة الانتاج  وتحقيق الاستقرار والنمو في حال نضوب نظيرتها التقليدية، مما يوفر فرص العمل الدائمة ويساهم في تحسين مستويات المعيشة والحد من الفقر عرب العام. والجزائر كغيرها من الدول تسارع في الانتقال نحو اقتصاديات الطاقات المتجددة عن طريق جملة من الاستراتجيات التي تهدف إلى تحقيق المكاسب الاقتصادية والاستقرار الاجتماعي والتوازن البيئي، من خلال آلية ترشيد استهلاك الطاقات الناضبة وتثمينها والعمل على إحلالها بمصادر الطاقات البديلة. هذا الأمر الذي أثبت نجاعته الاقتصادية لتوفر هذه المصادر محليا، و إمكانية مساهمتها في تمكين الفقراء من خلال ضمان أمن إمدادات الطاقة و المحافظة على مواد الرتبة للأجيال القادمة.

الكلمات المفتاحية: اقتصاديات الطاقات المتجددة، التنمية الاقتصادية المستدامة . 

Abstract

Renewable energies are considered as a key element, among others, in achieving sustainable economic development especially in term of production, stability and growth. This, in effect has a spin-off result on employment, increasing the wellbeing and poverty reduction all over the world. Algeria, like other countries accelerated, direct their effort to and shift toward these new sources of energy, by adopting a set of strategies that aim to obtain more economic gains as well as realising social and environmental equilibria. To do so, these economies rationalise the consumption of traditional energy by using more renewable ones

Key words: The Economics of Renewable Energy, Sustainable Economic Developmen.

مقدمة :

      لقد أصبحت الطاقة من الضروريات الأساسية في الوقت الراهن، كما أن معدل إستهلاك الطاقة مؤشر على تقدم الشعوب والأمم، وعلى إعتبار أن مصادر الطاقة التقليدية الناضبة أصبحت تتسم بنفاذها وتكلفة إستغلالها المرتفعة و التأثير السلبي لإستخدامها علي البيئة، أضحت الطاقة المتجددة والبديلة الخيار الأفضل في الوقت الحالي.

      ولأن الطاقة اليوم هي من أهم السلع الإستراتيجية، بادرت الجزائر على غرار باقي الدول في وضع إستراتيجيات طاقوية في لائحة أولوياتها بغية تأمين مصادر إضافية ودائمة للطاقة لتحقق بذلك تحدي تلبية الطلب المتزايد وكذا تحقيق تنمية مستدامة وشاملة، حيث اعتمدت بالأساس على تنمية الموارد والإمكانيات المتاحة، والبحث عن مصادر جديدة.

إن الطلب المتزايد على مصادر الطاقة المتجددة بالمقارنة بالمصادر التقليدية المتاحة ( بترول، غاز طبيعي) يشير إلى إحتمال حدوث فجوة بين الإنتاج والإستهلاك مستقبلا، وهو ما أدي إلى الإهتمام باستخدام الطاقة المتجددة أو البديلة ، وعليه تسعي الجزائر من خلال هذا إلى البحث عن أهم السياسات والتقدم في مجال الطاقة المتجددة، وكذا إستغلال الموارد المتاحة في سبيل توفير أكبر قدر من الطاقة المتجددة.

وعليه وبناءا على ذلك قمنا بطرح الإشكالية الرئيسية التالية :

ماهي إمكانيات الإنتاج المتاحة للطاقة المتجدد في الجزائر ؟و ما مدي مساهمة الإستهلاك الرشيد للطاقة المتجدد في العملية التنموية المستدامة ؟

للإجابة على هذه الإشكالية نعالج الموضوع من خلال المحاور الأساسية التالية :

  • المحور الأول : من التنمية الإقتصادية إلى التنمية المستدامة
  • المحور الثاني : الطاقة المتجددة والمفاهيم المرتبطة بها
  • المحور الثالث :مدخل لإستهلاك الطاقة المتجددة و ترشيدها
  • المحور الرابع :الإستهلاك الرشيد للطاقة المتجددة كمدخل للتنمية المستدامة .
أولا –  من التنمية الأقتصادية إلى التنمية المستدامة :
إن التنمية كانت في مفهومها الضيق تكاد تتماثل مع النمو الاقتصادي. فيما بعد إلى أن أصبح ينادي بالتنمية المستديمة، والتي تهتم بجميع جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بنفس المستوى وهذا ما سنحاول تبيينه في هذا المحور من خلال التعرض إلى مفهوم التنمية ومراحل تطورها وإنتقالها من التنمية الإقتصادية إلى التنمية المستدامة .
  1. مدخل إلى التنمية الإقتصادية :
ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺑﺼﻮﺭﺗﻬﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﻬﺪﻑ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ ﺣﻞ ﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺰﻣﻦ؛ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻬﻲ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺎﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻷﺷﻤﻞ ﻭﺍﻷﻛﻔﺄ ﻟﻠﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﳌﺘﺎﺣﺔ ﺑﻬﺪﻑ ﺍﻹﻋﻤﺎﺭ ﻭﺍﻟﻨﻬﻮﺽ ﲟﺴﺘﻮﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ؛ ﺑﻐﻴﺔ ﲢﺴﲔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﳊﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ؛ ﺃﻱ " ﺍﻟﻌﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭ ﺻﺤﻴﺔ، ﻭﺍﻛﺘﺴﺎﺏ ﺍﳌﻌﺮﻓﺔ، ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﳌﺴﺘﻮﻯ ﻣﻌﻴﺸﻲ ﻻﺋﻖ "، ﻛﻤﺎ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﳕﺎﺋﻲ ﳌﻨﻈﻤﺔ الأمم ﺍﳌﺘﺤﺪﺓ، ﺃﻭ ﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺍﳋﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻋﺮﻓﻬﺎ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﺃﻭ ﻫﻲ ﺑﺤﻖ ﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ  ﺟﻤﻴﻌﺎﹰ،ﻭﻟﻴﺴﺖﻓﻘﻂ ﻣﺠﺮﺩ ﳕﻮ ﻣﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﻣﺘﻮﺳﻂ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻔﺮد.1 وعلى الرغم من أن الهدف العام للتنمية في المرحلة التي تلت الحرب كان ولا يزال تخفيف نسبة الفقر وتحسين ظروف المعيشة لسكان العالم الأكثر فقرا إلا أن إستراتيجية ومعني التنمية الإقتصادية قد تعرضت لثلاثة تحولات رئيسية خلال فترة مابعد الحرب .2
  • النمو الإقتصادي : ﺍﳌﺮﺣﻠﺔ ﺍﳍﺎﻣﺔ ﺍﻷﻭﱃ ﺧﻼﻝ ﺍﳋﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ﻭﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺳﺎﻭﺕ ﺑﲔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺣﻴﺚ ﰎ ﺗﻌﺮﻳﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﳌﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﳊﺼﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺇﲨﺎﱄ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻮﻃﲏ ﻭ ﻗﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﰎ ﺗﺒﻨﻴﻬﺎ ﻭﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺎﺟﺤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻕ، حيث ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭﺍﳌﺪﺧﺮﺍﺕ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻹﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﰲ ﻗﺴﻢ ﻛﺒﲑ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭ ﺑﲔ ﻋﺎﻣﻲ 1950 و 1975 ﻭﺻﻞ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﰲ ﺣﺼﺔ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻣﻦ ﺇﲨﺎﱄ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﶈﻠﻲ ﺇﱃ% 4.3 سنويا ﳉﻤﻴﻊ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻨﺎﻣﻴﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺸﲑ ﺍﻟﻨﻘﺎﺩ ﺇﱃ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻻ ﻳﺼﻞ ﺇﱃ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻓﻘﺮﺍ  ﻭﰲ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺩﻻﺋﻞ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﺩﻭﻥ ﺧﻂ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﰲ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ ﺍﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻷﻏﻨﻴﺎﺀ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﺔ  ﻭﻗﺪ ﺃﺩﻯ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺇﱃ ﲢﻮﻟﲔ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻏﲑ ﺍﳌﺎﺭﻛﺴﻲ .
  • النمو مع إعادة التوزيع : ﻃﺮﺃ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻷﻭﻝ ﰲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﻭ ﺃﻭﺍﺋﻞ ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﺣﻴﺚ ﺭﻛﺰ ﻋﻠﻰ "ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻣﻊ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ"  ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﺸﻜﻞ ﺍﳍﺪﻑ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﺍﻵﻥ ﻳﻨﺼﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﳛﺴﻦ ﻇﺮﻭﻑ ﺍﳌﻌﻴﺸﺔ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻷﺩﱏ ﻭ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﻟﺬﻱ ﳛﻈﻰ ﺑﺎﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺳﻮﺀ ﺍﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻭﺍﳉﻮﻉ ﻭﺍﺳﺘﻴﻌﺎﺏ ﺍﻟﻔﺎﺋﺾ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺃﺭﺑﺎﺡ ﺍﻟﻘﻄﻊ ﺍﻷﺟﻨﱯ ﻛﻤﺎ ﰎ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﺮ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﺗﺸﺠﻴﻊ ﳕﻮ ﺍﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﺘﻮﻋﺐ ﻗﺪﺭا ﻛﺒﲑا ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻭﻳﻔﺘﺢ ﺍﻷﺳﻮﺍﻕ ﺍﳋﺎﺭﺟﻴﺔ ﻟﻠﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ.
  • الإحتياجات الأساسية : ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻷﺣﺪﺙ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﻄرفا ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﳌﻨﻈﻮﺭ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻨﻬﺞ "ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ" ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻬﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﺇﱃ  "ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ"  ﺍﻟﱵ ﻇﻬﺮﺕ ﰲ ﻋﺎﻡ  ﰲ ﻣﺆﲤﺮ ﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ 1976 ﺍﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﳌﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﱃ ﺃﻧﻪ ﻻ ﳝﻜﻦ ﲣﻔﻴﻒ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﳌﻄﻠﻖ ﺇﻻ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﻠﺘﻐﺬﻳﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﺔ ﻭﺍﳌﻴﺎﻩ ﻭﺍﳌﺄﻭﻯ ﻭﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﱃ ﺗﻐﻄﻴﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﻏﲑ ﺍﳌﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻻﻋﺘﻤﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ ﻭﺍﳍﻮﻳﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ .3 
  • الإستدامة : ﳝﺜﻞ ﻫﺪﻑ ﺍﻻﺳﺘﺪﺍﻣﺔ ﺍﻟﺘﺤﻮﻻﺕ ﺍﳊﺪﻳﺜﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﻔﻜﲑ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﺣﻴﺚ ﻳﺸﺘﺮﻙ ﻣﻊ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﲢﺴﲔ ﻇﺮﻭﻑ ﻣﻌﻴﺸﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ  ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﳌﻨﻬﺞ ﻳﺘﻀﻤﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺋﻤﺔ ﻻ ﳝﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﰲ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻻﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﺘﻢ ﺻﻴﺎﻏﺘﻬﺎ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ   ﻣﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻱ ﺃنها ﲢﺎﻓﻆ ﻭﺗﺸﺠﻊ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﻌﺘﻤﺪ ، ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﻭﱃ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﻭﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﳊﻮﺍﻓﺰ ﺍﻟﱵ ﺗﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﳌﺮﺷﺪ بيئيا ﺃﻱ ﺍﻟﱵ ﲢﻘﻖ ﺍﳌﻜﺎﺳﺐ ﺍﳌﺜﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﳌﺪﻯ ﺍﻟﻘﺼﲑ ﻭﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﳑﺎ ﳝﺘﻠﻜﻪ ﺍﻟﻌﺎﱂ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺘﺠﺪﺩ ﻭﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺍﳌﺸﺎﺭﻳﻊ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﺍﳌﻼﺋﻤﺔ ﺑﻴﺌﻴﺎ ﻭ ﺍﳌﺘﻮﺍﻓﻘﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﲢﻘﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﳍﺪﻑ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺎﺟﺔ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﶈﻠﻴﺔ ﻭﺇﳕﺎ ﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﳌﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ الكاملة في عملية التنمية 

      2. التنمية المستدامة : مع مشكلات التدهور البيئي ومحاولة الدول تحقيق أهدافها التنموية بدأ يطرأ التغيير على مفهوم التنمية السابق وأصبح مرتبطا ارتباطا وثيقا بالبيئة خصوصا بعد إقرار مؤتمر ريو دي جانيرو عام 1992 على أنه: "لكي تتحقق التنمية التنمية المستدامة ينبغي أن تمثل الحماية البيئة جزء لا يتجزأ من عملية التنمية ولا يمكن التفكير فيها بمعزل عنها".4

2 .1 مفهوم التنمية المستدامة وأبعادها :

أشارت  " اللجنة العالمية للتنمية والبيئة" والمعروفة بالاسم الشائع "لجنة بروتلاند" في تقريرها لمفهوم  التنمية المستدامة" حيث عرفتها بأنها:" التنمية التي تلبي حاجات الجيل الحالي دون استنزاف حاجات الجيل القادمة ولكي تتمكن الدول من تحقيق التنمية المستدامة فإنها لابد أن توازن بين النظام الاقتصادي والنظام البيئي دون أن يكون لذلك أثر على الموارد الطبيعية" وقد أوضح التقرير الترابط بين البيئة والتنمية حيث أن البيئة هي حيث نحيا وأن التنمية هي كل ما نفعله سعيا إلى تحسين مصيرنا في هذا المستقر والاثنان لا انفصام لهما.5

وفي عام 1992 برز مفهوم التنمية المستدامة بشكل أكبر إبان مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة والتنمية والذي تم فيه إصدار الحكومات إعلان بشأن البيئة والتنمية، واعتمدت كذلك جدول أعمال القرن

          وفي الأعوام الأخيرة انتقل مفهوم التنمية المستدامة من نهج "محوره يرتكز على البيئة"، حيث التركيز على الاعتبارات البيئة إلى نموذج يشترط تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بأنشطة غير ملوثة أو قليلة التلوث يرتكز على كفاءة استخدام الموارد لحماية التنوع البيولوجي وخدمات النظام البيئي وهذا النهج ضروري لحماية البيئة .

  ﻳﻌﺘﱪ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﺪﺍﻣﺔ من المفاهيم ﺍﳌﺴﺘﺤﺪﺛﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻹﻃﺎﺭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﺑﺎﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺘﺨﻠﻔﺔ .  ﻭ ﻳﺮﺟﻊ ﺫﻟﻚ ﺇﱃ ﺃﻥ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺼﺒﺎ ﰲ ﺑﺎﺩﺉ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﳊﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻠﻮﺙ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ  :ﺍﳍﻮﺍﺀ  , ﺍﳌﺎﺀ  ,ﺍﻟﻀﻮﺿﺎﺀ , ...ﻭ ﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺠﺪﺩﺓ ﺃﻡ ﻏﲑ ﻣﺘﺠﺪﺩﺓ ﻣﻮﺍﺭﺩﺍ ﳏﺪﻭﺩﺓ ﺣﻴﺚ ﻗﺪ ﻳﺼﻞ ﻣﻌﺪﻝ ﳕﻮ ﺍﻟﺴﻜﺎن  اكثر من معدل نمو هذه الموارد ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻌﺪﻝ ﳕﻮ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﳑﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﺳﺎﻟﻴﺐ ﺍﻟﱵ ﻣﻦ هنا ﲢﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻷﻣﺜﻞ ﺑﲔ ﳕﻮ ﻛﻞ  ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﻭ ﳕﻮ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ .

  •   ﻭ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﺎﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﲢﻘﻴﻖ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﳌﺘﺎﺣﺔ ﲟﺎ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﳕﻮ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﳑﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺇﱃ ﺗﻮﻓﲑ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﳋﺎﺻﺔ ﻟﻸﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺣﻴﺚ ﳝﻜﻦ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻟﺘﺎﱄ : 6ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻟﻠﻤﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ :· ﻳﻘﺼﺪ بها ﺗﻮﻓﲑ ﺃﺭﺻﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﰲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﻌﲔ ﻭ ﺑﺎﻟﻜﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﱵ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﻸﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺑﻌﺪ ﻧﻔﺎﺫ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﻬﻠﻜﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ
  • ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻟﻠﻨﻤﻮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ :·ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻪ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﺘﻐﲑ  ﰲ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺑﺎﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺯﻣﻨﻴﺔ ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﰲ ﻣﻌﺪﻝ ﳕﻮ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﳌﺘﺎﺣﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﳌﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﳔﻔﺎﺽ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ  .
  • ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻟﻠﻨﻤﻮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ :· ﺗﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻐﲑﺍﺕ ﻭ ﻫﻲ  :ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ  ,ﺍﻟﺼحة   ,ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﳌﻌﻴﺸﺔ ، ...ﻭ ﺗﺘﺤﻘﻖ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻮﻓﺮ ﺍﳌﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﺴﺪ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﻓﺮﺹ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻭ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﳌﺴﺘﻮﻯ ﻣﻌﻴﺸﻲ ﻭ ﺍﻟﱵ ﲡﻨﺐ ﺣﺪﻭﺩ ﻣﻌﺪﻻ ﺍلفقر.
كما أن للتنمية المستدامة ثلاثة محاور رئيسية يعتبروا الدعائم الرئيسية لها هذه المحاور هي :
  • ا. البعد الإقتصادي للتنمية المستدامة:ﺗﺪﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﱵ ﺗﺄﺧﺬ ﰲ ﺣﺴﺎبها، على المدى البعيد التوازنات،  ، ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻗﻮﺍﻋﺪ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ،ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ﻭﻗﺪ ﺳﺎﻋﺪ ﻋﻠﻢ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺮﻳﺒﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ، وذلك ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﻓﻀﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺩﺭﺍﺝ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ، ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻻﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ،  ﻭﻫﻮ ﻳﻨﻄﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﲣﻠﻴﻖ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﳌﺒﺎﺩﺉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﳊﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﻣﺘﺪﺍﺩﺍتها، ﻭﺫﻟﻚ ﲟﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﻟﻌﻮﺍﻣﻞ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ7تحقيق العدالة في إستهلاك الموارد الطبيعية .
  • عقلنة وترشيد استهلاك الموارد الطبيعية .
  • ضرورة مساهمة الدول المتقدمة في معالجة التلوث .
  • الحد من استنزاف موارد البلدان النامية.
  • ضرورة تحقيق التنمية المستدامة في البلدان الفقيرة .
  • العمل على إزالة التفاوت في توزيع الثروة والتخصيص الأمثل لها .
ب.البعد الإجتماعي للتنمية المستدامة :
ﻭﺗﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﳌﺴﺘﺪﳝﺔ بهذا ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ، وهو  ﳝﺜﻞ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﱐ ﺑﺎﳌﻌﲎ ﺍﻟﻀﻴﻖ  ﺇﺫ ﳚﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻼﻟﺘﺤﺎﻡ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ  ، ﻭﺿﺮﻭﺭﺓ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﺑﲔ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺇﺫ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ، ﳌﻬﻤﺔ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺿﺮﻭﺭتها، ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺎﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﻭﻓﻘﺎ ﻟﺮﻏﺒﺎتها ﻭﺭﻏﺒﺎﺕ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻭ  ﻫﻜﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﻛﻼ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺒﻴﺌﻲ ﻭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﲑ ﺑﺎﻟﺒﻌﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﳝﺜﻠﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺃﻫﻢ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ:  8
  • ﺍﳌﺴﺎﻭﺍﺓ ﰲ ﺍﻟﺘﻮﺯﻳﻊ .
  •   ﺍﳊﺮﺍﻙ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
  • ﺍﳌﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ.
  • ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﺜﻘﺎﰲ .
  • ﺍﺳﺘﺪﺍﻣﺔ ﺍﳌﺆﺳﺴﺎﺕ.

ﺳﺘﺤﺎﻓﻆ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﺮﺍﻫﻨﺔ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﻣﻬﺘﻤﺔ ﺑﺎﻹﻧﺼﺎﻑ، ﻋﻠﻰ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﻤﻮ ﺍﻟﱵ ﺗﺮﻏﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻷﺟﻴﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ، ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺇﱃ ﺍﳉﻨﻮﺏ، ﻭﲤﺮ ﺍﳌﺼﺎﳊﺔ ﺑﲔ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻫﺪﻩ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﳌﺰﺩﻭﺟﺔ ﻟﻺﻧﺼﺎﻑ.

ج.البعد البيئي للتنمية المستدامة :
ﻣﻊ ﺍﺿﻄﻼﻉ ﺍﻻﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﲔ ﺑﺪﻭﺭ ﺃﻛﱪ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﲣﺎﺫ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، يلاحظ أنهم يجلبون معهم
ﻣﻨﻈﻮﺭﺍ ﻳﺸﻤﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻹﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻲ ﻛﻠﻪ ﻭﻧﻈﺮﺓ ﻟﻸﺟﻞ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﳘﻴﺔ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ،  ﻭﺣﺰﻣﺔ ﺍﳌﻤﺎﺭﺳﺎﺕ  ﺍﻻﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺗﻌﺰﺯ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ، ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﺮﺍﻋﺎﺓ ﺍﳉﺎﻧﺐ ﺍﻹﻳﻜﻮﻟﻮﺟﻲ ﰲ ﺧﻀﻢ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻗﻮﻑ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻨﻘﺎﻁ ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ:
  • الحد من إتلاف التربة، إستعمال المبيدات ، وتدمير الغطاء النباتي والمصايد
  • المحافظة علة الموارد الطبيعية
  • صيانة ثراء الأرض في التنوع البيولوجي
  • مكافحة ظاهرة الإحتباس الحراري

مؤشرات قياس التنمية المستدامة و متطلباتها :

ثانيا – الطاقة المتجددة والمفاهيم المرتبطة بها :
2 .1 مفهوم الطاقة المتجددة ومصادرها : هي الطاقة المستمدة من الموارد الطبيعية التي تتحدد أو التي لا يمكن أن تنفذ ( الطاقة المستدامة). ومصادر الطاقة المتجددة، تختلف جوهريا عن الوقود الأحفوري من بترول وفحم والغاز الطبيعي، أو الوقود النووي الذي يستخدم في المفاعلات النووية. ولا تنشأ عن الطاقة المتجددة عادة مخلفات كثنائي أكسيد (co2) أو غازات ضارة أو تعمل على زيادة الإحتباس الحراري كما يحدث عند احتراق الوقود الأحفوري أو المخلفات الذرية الضارة الناتجة من مفاعلات القوي النووية .9
وتنتج الطاقة المتجددة ــــ  وتعرف بأنها طاقة نظيفة ـــ  من الرياح والمياه  والشمس، كما يمكن إنتاجها من حركة الأمواج والمد والجزر أو من طاقة حرارية أرضية وكذلك من المحاصيل الزراعية والأشجار المنتجة للزيوت. إلا أن تلك الأخيرة لها مخلفات تعمل على زيادة الإحتباس الحراري. حاليا أكثر إنتاج للطاقة المتجددة ينتج في محطات القوي الكهرمائية بواسطة السدود العظيمة أينما وجدت الأماكن المناسبة لبنائها على الأنهار ومساقط  المياه، وتستخدم الطرق التي تعتمد على الرياح والطاقة الشمسية طرق على نطاق واسع في البلدان المتقدمة وبعض البلدان النامية، لكن وسائل إنتاج الكهرباء باستخدام مصادر الطاقة المتجددة أصبح مألوفا في الأونة الأخيرة، وهناك بلدان عديدة وضعت خططا لزيادة نسبة إنتاجها للطاقة المتجددة بحيث تغطي إحتياجاتها من الطاقة بنسبة 20% من استهلاكها عام 2020. وفي مؤتمر كيوتو باليابان اتفق معظم رؤساء الدول على تخفيض إنتاج ثائي أكسيد الكربون في الأعوام القادمة وذلك لتجنب التهديدات الرئيسية لتغير المناخ بسبب التلوث واستنفاد الوقود الأحفورى، بالإضافة للمخاطر الإجتماعية والسياسية للوقود الأحفورى والطاقة النووية.
يزداد مؤخرا ما يعرف باسم تجارة الطاقة المتجددة التى هي نوع من الأعمال التى تتدخل في تحويل الطاقة المتجددة إلى مصادر  للدخل والترويج لها، التى على الرغم من وجود الكثير من العوائق غير التقنية التى تمنع إنتشار الطاقة المتجددة بشكل واسع مثل كلفة الإستثمارات العالية البدائية وغيرها إلا أن ما يقارب 65 دولة تخطط للإستثمار في الطاقات المتجددة، وعملت علي وضع السياسات الازمة لتطوير وتشجيع الإستثمار في الطاقات المتجددة .
فمصادر الطاقة المتجددة تتمثل في:
  • الطاقة الشمسية : ﺗﻌﺘﱪ اﻟﺸﻤﺲ ﻫﻲ اﳌﺼﺪر اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻜﺜﲑ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳌﻮﺟﻮدة ﰲ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﺣﱴ أن اﻟﺒﻌﺾ ﻳﻄﻠﻖ ﺷﻌﺎر "اﻟﺸﻤﺲ أم  اﻟﻄﺎﻗﺎت ."ﺗَُﺴﱢﺨـُﻦ اﻟﺸﻤﺲ ﺳﻄﺢ اﻷرض، واﻷرض ﺑﺪورﻫﺎ ﺗَُﺴﱢﺨـُﻦ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﳉﻮﻳﺔ اﻟﱵ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻮﻗﻬﺎ ﻓﺘﻨﺸﺄ اﻟﺮﻳﺎح .ﻛﻤﺎ ﺗَـﺘَﺒﱠﺨُﺮ ﻣﻴﺎﻩ البحار والأنهار بفعل ﺣﺮارة اﻟﺸﻤﺲ ﻓﺘﺘﻜﻮن اﻟﺴﺤﺐ ﻓﻨﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻄﺎر واﻟﺜﻠﻮج، وإﱄ ﺟﺎﻧﺐ ﻃﺎﻗﱵ اﻟﺸﻤﺲ واﻟﺮﻳﺎح ﺗﻮﺟﺪ ﻃﺎﻗﺔ اﳌﺪ واﳉﺰر، وﺣﺮارة ﺑﺎﻃﻦ اﻷرض،." 10
  • الطاقة الهيدروجين : ﺗﻌﺘﱪ ﺧﻼﻳﺎ اﻟﻮﻗﻮد ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ واﻋﺪة ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻛﻤﺼﺪر ﻟﻠﺤﺮارة واﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ﰲ اﳌﺒﺎﱐ واﻟﺴﻴﺎرات، ﻟﺬا ﺗﻌﻤﻞ ﺷﺮﻛﺎت ﺗﺼﻨﻴﻊ  اﻟﺴﻴﺎرات ﻋﻠﻲ ﺗﺼﻨﻴﻊ وﺳﺎﺋﻞ ﻧﻘﻞ ﺗﻌﻤﻞ ﲞﻼﻳﺎ اﻟﻮﻗﻮد واﻟﱵ ﲢﺘﻮي ﻋﻠﻲ ﺟﻬﺎز ﻛﻬﺮوﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻲ " Electrochemical "ﻳﻔﺼﻞ اﳍﻴﺪروﺟﲔ واﻷﻛﺴﺠﲔ ﻹﻧﺘﺎج ﻛﻬﺮﺑﺎء ﳝﻜﻨﻬﺎ إدارة ﻣﻮﺗﻮر ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻳﺘﻮﱃ ﺗﺴﻴﲑ اﻟﻌﺮﺑﺔ، إﻻ أن اﺳﺘﺨﺪام اﳍﻴﺪروﺟﲔ ﰲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺮاﻫﻦ ﺳﻮف ﻳﺆدي إﱄ اﺳﺘﻬﻼك ﻗﺪر ﻛﺒﲑ ﻣﻦ. اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻹﻋﺪاد ﺑﻨﻴﺔ ﲢﺘﻴﺔ " Infrastructure. "ﺗﺸﻤﻞ إﻧﺸﺎء ﳏﻄﺎت اﻟﺘﺰود ﺑﻪ وﻏﲑﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﻬﻴﺰات اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﳍﺬﻩ اﶈﻄﺎت .
  • الطاقة المائية11 : يعود تاريخ الإعتماد على المياه كمصدر للطاقة إلى ماقبل اكتشاف الطاقة البخارية في القرن الثامن عشر حتى ذلك الوقت،كان الإنسان يستخدم مياه الأنهار في تشغيل بعض النواعير التي كانت تستعمل لإدارة مطاحن الدقيق وآلات النسيج ونشر الأخشاب،أما اليوم،وبعد أن دخل الإنسان عصر الكهرباء،بدأ استعمال المياه لتوليد الطاقة الكهربائية كما نشهد في دول عديدة مثل النرويج والسويد وكندا والبرازيل،ومن أجل هذه الغاية،تقام محطات توليد الطاقة على مساقط الأنهار،وتبنى السدود والبحيرات الإصطناعية لتوفير كميات كبيرة من الماء تضمن تشغيل هذه المحطات بصورة دائمة. وتشير التوقعات المستقبلية لهذا المصدر من الطاقة إلى زيادة تقدر بخمسة أضعاف الطاقة الحالية عام 2020.
  • الطاقة الهوائية ( طاقة الرياح): الطاقة الهوائية هي الطاقة المستمدة من حركة الهواء والرياح،واستخدمت طاقة الرياح منذ أقدم العصور،سواء في تسيير السفن الشراعية،وإدارة طواحين الهواء لطحن الغلال والحبوب،أو رفع المياه من الآبار وتستخدم وحدات الرياح في تحويل طاقة الرياح إلى طاقة ميكانيكية تستخدم مباشرة أو يتم تحويلها إلى طاقة كهربائية من خلال مولدات . ويرتبط اليوم مفهوم هذه الطاقة باستعمالها في توليد الكهرباء بواسطة"طواحين هوائية" ومحطات توليد تنشأ في مكان معين ويتم تغذية المناطق المحتاجة عبر الأسلاك الكهربائية وبالإمكان حسب تقديرات منظمة المقاييس العالمية توليد 20 مليون ميغاواط من هذا المصدر على نطاق عالمي،وهو أضعاف قدرة الطاقة المائية
  • طاقة الكتلة الحيوية :  وهي الطاقة التي تستمد من المواد العضوية من " النباتات أومخلفات الحيوانات أوالنفايات أوالمخلفات الزراعية. والنباتات المستخدمة في إنتاج طاقة الكتلة الحيوية يمكن أن تكون أشجاراً سريعة النمو، أو حبوباً، أو زيوتاً نباتية، أو مخلفات زراعية، وهناك أساليب مختلفة لإنتاج أنواع الوقود الحيوي، منها ( الحرق المباشر أو غير المباشر أو طرق التخمر أو التقطير ....).
    ويعطي كل أسلوب من الأساليب السابقة منتجاته الخاصة به مثل " غاز الميثان والكحول والبخار والأسمدة الكيماوية " ويعد " غاز الإيثانول " واحداً من أفضل أنواع الوقود المستخلصة من الكتلة الحيوية وهو يستخرج بشكل رئيسي من بعض المحاصيل الزراعية .
  • الطاقة الجوفية ( طاقة حرارة الأرض الجوفية ): هي طاقة الحرارة لباطن الأرض حيث يُستفاد من ارتفاع درجة الحرارة في جوف الأرض باستخراج هذه الطاقة وتحويلها إلى أشكال أخرى، من المياه الجوفية الحارة و الينابيع الحارة حيث يتم استغلال هذه الحرارة المرتفعة للمياه و المنطلقة من الأرض في توليد الكهرباء.12
2.2  مقارنة بين  خصائص مصادر الطاقة المتجددة و الطاقة التقليدية :13
  • إن ﻣﺼﺎدر اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟمتجددة اﳌﺮﺷﺤﺔ ﻷن ﺗﻠﻌﺐ دورا ﻫﺎﻣﺎ ﰲ ﺣﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎن وأن ﺗﺴﺎﻫﻢ ﰲ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻫﻲ ﻣﺼﺎدر دائمة طويلة الأجل لأنها مرتبطة أساسا بالشمس والطاقة الصادرة عنها.
  • إن ﻣﺼﺎدر اﻟﻄﺎﻗﺔ المتجددة رﻏﻢ دﳝﻮﻣﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﳌﺪى اﻟﺒﻌﻴﺪ إﻻ أنها لا تتوفر بشكل منتظم طول الوقت وعلى مدار الساعة، فهي ليست مخزونا جاهزا ﻧﺴﺘﻌﻤﻞ ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻧﺸﺎء ﻣﱴ ﻧﺸﺎء ﻓﻤﺼﺎدر اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟمتجددة ﺗﺘﻮﻓﺮ أو ﲣﺘﻔﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎرج ﻗﺪرة اﻹﻧﺴﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ أو ﲢﺪﻳﺪ ﻣﻘﺎدﻳﺮاﳌﺘﻮﻓﺮ ﻣﻨﻬﺎ، ﻛﺎﻟﺸﻤﺲ وﺷﺪة اﻹﺷﻌﺎع.
  • إن ﺷﺪة اﻟﻄﺎﻗﺔ ﰲ اﳌﺼﺎدر اﻟمتجدة ﻟﻴﺴﺖ ﻋﺎﻟﻴﺔ اﻟﱰﻛﻴﺰ، وﺑﺎﻟﺘﺎﱄ ﻓﺈن اﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬﻩ اﳌﺼﺎدر ﻳﺘﻄﻠﺐ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﺟﻬﺰة ذات  اﳌﺴﺎﺣﺎت واﻷﺣﺠﺎم اﻟﻜﺒﲑة، واﻟﻮاﻗﻊ أن ﻫﺬا ﻫﻮ أﺣﺪ أﺳﺒﺎب ارﺗﻔﺎع اﻟﺘﻜﻠﻔﺔ الأوﻟﻴﺔ ﻷﺟﻬﺰة اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟمتجددة وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ أﺣﺪ ﻋﻮاﺋﻖ أﻣﺎم اﻧﺘﺸﺎرﻫﺎ اﻟﺴﺮﻳﻊ.
  • ﺗﺘﻮﻓﺮ أﺷﻜﺎل ﳐﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ ﰲ ﻣﺼﺎدر اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟمتجددة  اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺘﻄﻠﺐ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﻼﺋﻤﺔ ﻟﻜﻞ ﺷﻜﻞ ﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ، ﻓﺎﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﻫﻲ ﻃﺎﻗﺔ اﳌﻮﺟﺎت اﻟﻜﻬﺮوﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ اﳌﻜﻮﻧﺔ ﻷﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ وﺗﺘﺠﺴﺪ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﺑﻌﺪة أﺷﻜﺎل ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻀﻮء واﳊﺮارة، أﻣﺎ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳍﻮاﺋﻴﺔ ﻓﻔﻲ ﺣﺮﻛﺔ اﳍﻮاء ﻧﻔﺴﻪ وﻫﻲ ﺑﺪﻟﻚ ﻃﺎﻗﺔ ﻣﻴﻜﺎﻧﻴﻜﻴﺔ. إن ﺿﻌﻒ ﺗﺮﻛﻴﺰ اﻟﻄﺎﻗﺔ ﰲ ﺑﻌﺾ اﳌﺼﺎدر اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ واﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﺬات ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﻛﺜﺎﻓﺔ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ ﰲ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻧﻘﺎط اﻻﺳﺘﻬﻼك، وﺗﺘﻀﺢ ﺻﺤﺔ ﻫﺬﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ وﺗﺘﺒﻠﻮر ﺑﺸﻜﻞ أﻓﻀﻞ إذا ﻣﺎ اﺗﺒﻌﺖ اﻹﺟﺮاءات اﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﺑﺘﻘﻠﻴﻞ اﺳﺘﻬﻼكاﻟﻄﺎﻗﺔ.
يمكن تلخيص الفرق بين الطاقة المتجددة والطاقة الغير متجددة التقليدية فيما يلي:
جدول رقم:  (01)مقارنة الطاقة المتجددة بالطاقة التقليدية
    وجهة المقارنة
    الطاقة المتجددة (البديلة)الطاقة التقليدية( غير المتجددة)
    مصادر الطاقةالشمس، الرياح، المائية ( النووية بديلة )، الكتلة الحيةالفحم ، البترول ، الغاز الطبيعي
    نوع الطاقةطبيعي مرتبط بالبيئة وانسياب مستمرمخزون مركز تحت الأرض
    المدة المتاحة من الطاقةلاانهائيةمحدودة
    تكلفة تجهيز المصدرمجانيةأكثر من 1 دولار/ك وات وهي في     تزايد
    تكلفة المعداتعاليةمتوسطة
    تكلفة بعد التجهيزمجانية (إستعمال مجاني)استعمال غير مجاني في إرتفاع مستمر
    موقع الإستخداممرتبطة بضروف المناخ والتضاريسيمكن نقلها من مكان لأخر
    حجم الوحدة الازمة لإستخدامالوحدات الصغيرة إقتصاديةاستخدام الوحدات الكبيرة يحسن السعر
    المهارات الازمةمهارات بسيطة ومتنوعةمهارات عالية (كهربائية وميكانيكية)
    تلوث البيئةمنخفض جداعامل ملوث أساسي للبيئة

            المصدر :  تكواشت عماد، واقع وأفاق الطاقة المتجددة ودورها في التنمية في الجزائر، رسالة ماجستير في العلوم الإقتصادية تخصص إقتصاد التنمية ، جامعة الحاج لخضر باتنة، 2012، ص:50.

ثالثا- مدخل لإستهلاك الطاقة المتجددة و ترشيدها في الجزائر .
  1. سياسات تطوير الطاقة المتجددة وأهم إمكانياتها في الجزائر : عرف الإنسان الطاقة منذ القدم و استخدم أول مصدر للطاقة في الطهي والتدفئة والانا رة، و كان الحجر أول مصدر خارجي للطاقة ليلي الخشب وغيرها من الأدوات المستخدمة في إشعال النار والحصول على الطاقة الحراري وتطورت مصادر الطاقة مع تطور وسائل العمل التي ابتكرها الإنسان لسد حاجاته المختلفة فاستغلال حركه الرياح في تحريك السفن ، كما اعتمد على مساقط المياه في دوران الآلات، وعرف الفحم فاستخدمه كمصدر لطاقة في دوران المحركات البخارية ، لتصل القفزة النوعية باكتشاف النفط والغاز الطبيعي وغيره من مصادر الطاقة الحديثة التي انتشرت لتشمل مصادر الحياة ومنها توليد الكهرباء التي صارت ضرورة حتمية في حياة الشعوب والتي لا يمكن الاستغناء عنها، ويعد الغاز الطبيعي من اهم مصادر الطاقة في الجزائر ولانه نافذ ويكلف الكثير لإنتاج الكهرباء،كما ان طريقة استخراجه وتحويله الى كهرباء يسبب اضرار في البيئة، بدات الجزائر بالتفكير بجدية في ايجاد البدائل لانتاج الكهرباء بطرق صديقة للبيئة عوض الغاز الطبيعي المكلف والغير مضمون .

1.1.الطاقة الشمسية :  تتوفر للجزائر، جراء موقعها الجغرافي ، أعلى الحقول والمناجم الشمسية في العالم،وتعود تجربة الطاقة الشمسية في الجزائر إلى الخمسينات من القرن الماضي، حين قام الفرنسيون بضخ المياه وصهر المعادن، وتوليد الطاقة الكهربائية بواسطة الطاقة الشمسية، وفي 1982 أنشئت محافظة الطاقة المتجددة، بهدف تطبيق السياسة الوطنية، في ميدان الطاقة البديلة وقد أنشأ مركز الطاقة الشمسية، المتمثل في محطة تجارب التجهيزات الشمسية وطاقة الرياح في بوزريعة، ويقوم العاملون بهذا المركز، بأبحاث تتعلق بتحلية وضخ المياه بواسطة الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى توليد الطاقة الكهربائية بواسطة طاقة الرياح، وتجفيف المحاصيل الزراعية. إن شاسعة مساحة الجزائر واختلاف تضاريسها، وخصوصية مناخها، جعلها تتوفر على عدد كبير من الساعات المشمسة، ويصل  الإشعاع الشمسي فيها الى 3000 ساعة مشمسة في السنة، وبمعدل شدة إشعاع لأكثر من 500 واط للمتر  المربع14.





والجدول رقم : (02) يبين احتياطات الطاقة الشمسية في الجزائر.

                                الجدول رقم: (02): احتياطات الطاقة الشمسية في الجزائر 

    المنطقةالمنطقة الساحليةالهضاب العلياالمنطقة الصحراوية
    المساحة%41086
    معدل المدة الزمنية لبروز الشمس (ساعة /سنة)265030003500
    معدل الطاقة المستمدة ( كيلوواط/ ساعة / سنة).170019002650

المصدر: وزارة الطاقة والمناجم: "دليل الطاقات المتجددة"،الجزائر، طبعة 2007 ،ص:39

يتبين من خلال الجدول أن معدل المدة الزمنية لبروز الشمس،  يكون أكبر ما يكون في المناطق الصحراوية بـ3500 ساعة في السنة ، وذات المساحة الشاسعة المقدرة بـ86 % من إجمالي مساحة الجزائر، وتتجاوز فيها معدل الطاقة المستمدة المنطقتين الأخريين ، فمستقبل الطاقة الشمسية في الجزائر يكون في الصحراء أين يمكن توفير الطاقة لاستصلاح الأراضي الفلاحية ، وتوفير الكهربائية الريفية ، ويفوق هذا الكم من الطاقة الشمسية الـ5 ملايير جيغاوات ساعة من الطاقة الكهربائية . وتعتبر القدرة الشمسية الأهم في الجزائر، بل هي الأهم في منطقة حوض البحر المتوسط:  169440 تيرا واط ساعي/السنة  5000 مرة الاستهلاك الجزائري من الكهرباء 60 مرة استهلاك أوروبا الخمسة عشر (15 (المقدرة بـ 3000 تيرا واط ساعي/السنة15.

2.1 طاقة الكتلة الحيوية ) La biomasse (:

أ – احتياطي الخشب :حسب الحالة الفعلية للغابات هناك حوالي 37 مليون طن.م.ن ، من الخشب، وما يمكن استغلاله يعادل 3.7 مليون طن.م.ن ، بمعدل استرجاع فعلي يقدر 10 %، وحسب إحصائيات وزارة الطاقة والمناجم، فقد بلغ الإنتاج الوطني من الخشب عام 2003 حوالي 102 ألف ط.م.فحم16.

ب – الاحتياطي الطاقوي من نفايات المنازل والنفايات  الزراعية :إن القيمة الطاقوية للنفايات تقدر بـ8.64 مليون ط.م.ن/السنة، منها 2.26 بالنسبة لنفايات المنازل و6.38 بالنسبة للنفايات الزراعية ، والكميات التي من الممكن استرجاعها حسب الكميات المتوفرة و وفق طرق تجميع النفايات الحالية تقدر بـ1.33 مليون ط.م.ن/السنة، وفي هذا الإطار تم الانطلاق في مشروع لتوليد الطاقة الكهربائية، انطلاقا من النفايات المنزلية، بمقالب النفايات بواد السمار، بقدرة  6 ميغاوات، ليتم تعميم العملية لمقالب أخرى بقدرة 2 ميغاوات 17.

3.1 طاقة الحرارة الجوفية : إن المعلومات الجيولوجية وا لجيوكيميائية، و الجيوفيزيائية سمحت برسم خريطة جيوترمية أولية   تجمع أكثر من 200 منبع ساخن في المنطقة الشمالية للبلاد ، والتي يمكن استعمالها في التدفئة والتجفيف الزراعي، وتربية الحيوانات، وصناعة الأغذية الزراعية، ويعد ثلث هذه المنابع المعدنية، لها درجات حرارة تفوق 45 م°، كما توجد منابع ذات حرارة مرتفعة جدا تصل إلى 118م° عين أولمان و 199م° في بسكرة ، مما يدعو لإنشاء محطات لتوليد الكهرباء بها18.

4.1 فتح سوق الطاقات المتجددة للقطاع الخاص: بلغت تكاليف إنتاج الكهرباء لدى سونلغاز معدل 6 دنانير للكيلووات ، وهو يفوق الأسعار المعتمدة للاستهلاك  و التي تقدر المعدل بـ2.5 دينار للكيلووات، حيث تغطي الخزينة العمومية هذا العجز مما نتج عنه عدة أزمات ومشاكل اجتماعية تسعى السياسة الحكومية الى تجنبها، من خلال فتح المجال للمؤسسات الجزائرية بمختلف أحجامها وأصنافها،للدخول مجال الطاقة المتجددة ومنع احتكار  المؤسسات الكبيرة (سونلغاز، سونطراك) لمجال الطاقة المتجددة من خلال تكريس التحرير والانفتاح وتنوع الفاعلين في السوق، والدخول للمنافسة التامة اين يتحدد السعر من خلال قانون العرض والطلب، ويتجسد هذا الانفتاح في مشروع المحطة الهجينة بحاسي الرمل كمثال للشراكة بين القطاعين العمومي والخاص، فالمحطة الشمسية الحرارية بقدرة 150 ميغاوات نتاج لشراكة بين سونطراك و سونلغاز بنسبة 45% لكل منهما وشركة سيم ب10%. كما سيتم إنشاء شركة مختلطة جزائرية - فنلندية، التي ستجسد مشروع تقنية الجيل الثالث للوائح الشمسية لأول مرة في الجزائر مع تنافس كل من سونلغاز، كوندور، المؤسسة الوطنية للصناعات الإلكترونية أوني وشركة الكهرباء والطاقات المتجددة للظفر بالصفقة.

5.1 البحث العلمي و التكوين في الطاقات المتجددة : وفيما يتعلق بالبحث العلمي والتكوين عرفت سنة 2015 تخرج أولى دفعات الدكاترة المختصين في الطاقات المتجددة، وذلك في إطار برامج التكوين للماستر والدكتوراه على مستوى الجامعات والمدارس العليا بالإضافة إلى اطلاق شعبة الطاقات المتجددة في التكوين المهني، من جهة أخرى سمح تنفيذ البرنامج الوطني لتطوير الطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية للجزائر بالتقدم عشر مراتب في التقرير السنوي 2015 لمؤشر الفعالية حول التغيرات المناخية لتحتل الجزائر بذلك الرتبة ال39،19 وينتظر أن يتحسن ترتيب الجزائر أكثر سنة 2016 بفضل دخول طاقة شمسية إضافية تقدر ب343 ميغاواط حيز الخدمة حسب الخبراء، ويجدر التذكير بأن البرنامج الوطني لتطوير الطاقات المتجددة الذي صادق عليه مجلس الوزراء سنة 2011 يهدف لإنتاج 22 ألف ميغاواط من الطاقة الكهربائية المتجددة خاصة الشمسية والريحية منها مع افاق 2030 موجهة للسوق المحلية، إلى جانب 10 آلاف ميغاواط إضافية موجهة للتصدير، ويمثل ذلك 27 بالمائة من الإنتاج الكلي من الكهرباء إلى غاية 2030 وضعف القدرات الحالية للحظيرة الوطنية لإنتاج الكهرباء، ويستلزم تمويل هذا البرنامج الضخم استثمارات تقدر ب120 مليار دولار، من جهة أخرى ينتظر خلق نحو 300 ألف منصب شغل مباشر وغير مباشر خلال مختلف مراحل تنفيذ البرنامج20.

رابعا- الإستهلاك الرشيد للطاقة المتجددة كمدخل للتنمية المستدامة .

      أصبحت البيئة اليوم عنصرا من عناصر الإستغلال العقلاني لموارد؛ ومتغيرا  أساسيا من متغيرات التنمية المستدامة، نظرا لما يحدثه التلوث من انعكاسات سلبية على المناخ من جهة، ولكون الكثير من الموارد الطبيعية غير المتجددة من جهة أخرى، مما يحتم استغلالها وفق قواعد تحافظ على البقاء ولاتؤدي إلى الإختلال أو كبح النمو.

  1. استغلال الصخري يكلف أربعة أضعاف الاستثمار من الشمس والريح : يأكد الخبراء في هذا المجال أن الاستثمار في الطاقات النظيفة المستمدة من الشمس والرياح أقل تكلفة من خيار التوجه نحو استغلال الغاز الصخري الذي أكدت السلطات العمومية على خوض تجربته في 2015، رغم أنها أوضحت، حسب التصريحات الرسمية لمسؤولين في قطاع الطاقة، بأنها لاتزال في مرحلة التجربة لتقييم المخزون الوطني من هذا المورد غير التقليدي.كما أن الاستثمار في الغاز الصخري على المدى البعيد، أي لتلبية الاحتياجات الوطنية لـ50 سنة مقبلة، يكلف إنفاق 40 مليار دولار، بينما استخراج الطاقة في المجالات النووية يكلف أكثر من 50 مليار دولار، أما بالنسبة لاستخراج الطاقة من الموارد المتجددة فلا يكلف إلا حوالي 10 ملايير دولار، من منطلق أن إنتاج 1 كيلو واط يكلف حوالي 0.5 دولار أي ما يعادل 12 دينارا. لذلك من الضرورة أخذ جانب المردودية الاقتصادية بعين الاعتبار عند وضع الخطط  الاستراتيجية الهادفة إلى تحقيق الأمن الطاقوي الوطني، وتطبيق الحكم الراشد والاستعانة بخبرة المختصين والأشخاص المطلعين عن قرب على خفايا وتفاصيل القطاع الطاقوي، قبل رسم الخطط والبرامج الاستراتيجية الوطنية في هذا الشأن، على اعتبار أنه  من حق الحكومة التفكير في جميع الحلول المتاحة تكنولوجيا، شريطة أن توضع على قدم المساواة وأن تكون المردودية الاقتصادية الفاصل بينها.

اما على صعيد حماية البيئة و المحيط،  فتؤكد الدراسات أن عمليات استخراج  الغاز الصخري ستؤدي  إلى  تلويث مياه  الشرب مستقبلا بالأرسنيك (أو الزرنيخ) السام و اليورانيوم  المشع ومواد أخرى مضافة مثل الرصاص، وهي مواد تستعمل لاستخراج الغاز الذي يستهلك كميات هائلة من الماء (500 لتر في بضع ثواني) عبر ضخه من الوديان و المناطق الجوفية. مما يؤكد خطورة  الغاز الصخري على الصحة. وخلصت الدراسات التي أقيمت على الغاز الصخري   وآثاره السلبية،  الى أن الحفريات و الصدوع   التي تسببها الآلات المستعملة في الحفر، يصيب الصخرة الأم ويلوث المياه الجوفية في تلك المنطقة، حيث يصبح الماء بني  اللون  عكر وفيه رغوة.

  1. التخفيض من الغاز المشتعل : من أجل التخفيض من آثار الغاز المشتعل على البيئة، وما يترتب عنه من انبعاثات لغازات الصوبة الزجاجية، شرعت شركة سونطراك منذ مدة، في استثمارات ضخمة، لاسترجاع الغاز المشتعل  وسطرت برنامجا مهما، من أجل تخفيض الغاز المشتعل على مستوى الحقول النفطية، وقد تم استرجاع ما يقدر بـ133 مليار م3، في الفترة الممتدة ما بين 1980 إلى 2001  أي أن حجم الغاز المشتعل قد انخفض من 9.8 مليار م3،عام 1980 إلى 4 مليار م3 سنة 2001 فقط، ورغم ارتفاع الطاقة الإنتاجية للبترول الخام، فإن نسبة الغاز المشتعل إلى الغاز المرافق المنتج، قد تم استعادتها من 62% في 1980 إلى 12 % سنة 2001، وقد تم إنشاء وحدات لمعالجة واسترجاع  ودفع الغاز، على مستوى المواقع البترولية والغازية، وتم تدعيمها  هذه المجهودات، بغلاف مالي قدره 225 مليون دولار، للقترة الممتدة ما بين 2002 و 2005 21.
  2. مشروع عين صالح للتخلص من ثاني أوكسيد الكر بون (CO2) : مع بداية استغلال حقل غاز عين صالح، قامت شركة عين صالح غاز (فرع سونطراك) وبريتش بتروليوم (B.P)، بإنشاء هياكل مخصصة لتخزين ثاني أوكسيد الكربون، الناتج عن استخلاص الغاز المنتج على مستوى الحقل، حيث يصل تركيز ثاني أوكسيد الكربون به، من 1إلى9%  بينما المواصفات التجارية تحدد التركيز بـ0.3%، وتقرر إلقاء الفائض منه في آبار عميقة تحت الأرض وفق دراسة معمقة، وتحت إشراف دولي،  وهذا احتراما للمقاييس الدولية المتعلقة بالتخفيض من انبعاثات غازات الصوبة الزجاجية (GES)، حيث الكمية المزمع استرجاعها تقدر ب ـ1.2 مليون طن/ سنة، من أجل 20 مليون طن مقدرة لمدة استغلال الحقل .
  3.   مراقبة نشاطات الحفر البترولي وأخطارها على البيئة :  في إطار تجنب أخطار تلويث البيئة من نشاط الحفر، شُكلت لجنة قطاعية في الميدان، من قبل سونطراك وشركائها، من أجل هدف رئيسي، هو متابعة احترام القواعد، وأخذ الاحتياطات البيئية أثناء مدة عملية الحفر، هذه اللجنة مكونة من ممثلين عن سونطراك و9 شركات أجنبية  وممثل عن وزارة الطاقة ، بقيادة كل من BP-Amoco و Sonatrach forage، وانطلقت في العمل مع بداية الثلاثي الأول من 2003 .
  4. استعمال غاز البترول المميع كوقود للسيارات : بدأ استعمال غاز البترول المميع كبديل للبنزين في الجزائر منذ أكثر من خمسة عشرة سنة ، وقد شرعت مؤسسة نفطال في إطار تغيير أسلوب استهلاك الطاقة الوطني، مما يسمح بتخفيض مستوى التلوث، وما يتميز به من انخفاض سعره الذي لا يتجاوز ثلث سعر البنزين، فقد بلغ عدد السيارات المحولة إلى سيارات تسير بالغاز، إلى أكثر من 35000 سيارة وقد زاد الطلب على غاز البترول المميع من 30000 طن/سنة عام1995 إلى 250000 طن/ سنة في 2001 . فشرعت نفطال في سلسة من الإجراءات عام 2002، من تمويلها الخاص، بمبلغ قدره 800 مليون دج، لإنجاز 46 محطة جديدة، و55 جرار شاحنة و 10 صهاريج، وتحويل 2500 سيارة . وقد تم تحويل 1000 سيارة أجرة بالعاصمة، بمساهمة وزارة البيئة، ومجمع سونطراك والنقابة العامة لموصلي أجهزة (GPL)22 .
  1. استعمال الغاز الطبيعي كوقود للسيارات : شرعت شركة سونلغاز في مشروع خاص، باستخدام الغاز الطبيعي كوقود (GNC/carburant) للسيارات، ذات المحرك الذي يعمل بوقود (gasoil)، لضمان النقل الجماعي في الوسط الحضري كمرحلة أولى للمشروع، وأنجزت الشركة، محطتين للخدمات، وتحويل 50 سيارة حجم صغير من تمويلها الخاص، وتم إطلاق 6 حافلات للنقل الحضري في الجزائر، بإشراف وزارة البيئة وتهيئة الأقليم.23

الخاتمة:

 حاولت هذه الدراسة إلقاء الضوء على دور الطاقة المتجددة في تحقيق التنمية المستدامة فالجزائر على غرار باقي دول العالم مطالبة بتطوير سياسات الإستفادة من كافة أنواع الطاقة المتجددة وإستثمارها، وهذا إيمانا منها أن مصادر الطاقة الأحفورية وعلى رأسها النفط، يعتبر مادة ناضبة هذا من جهة ، كما أنها السبب الرئيس اليوم في زيادة إنبعاثات الغازات السامة في الهواء ، وعلى رأسها ثاني أكسيد الكربون من جهة أخرى،   وعليه فالإهتمام بالطاقة المتجددة  يعد هو الخيار والطريق الناجع  لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وأبعادها.

النتائج والاقتراحات:

في ضوء ما سبق يمكن عرض نتائج والإقتراحات البحث من خلال النقاط التالية :

              نتائج الدراسة :

  • مصادر الطاقة المتجددة تعد من الموارد المستدامة، ما يعني أنها لن تُستنفد أبدا أو تلحق الضرر بالبيئة.
  • إستحالة إحلال الطاقة المتجددة محل الطاقة التقليدية في الوقت الراهن .
  • لضمان نجاح عملية تطوير صناعات الطاقة المتجددة في الجزائر ، فإن تشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة يعد أمرا ضروريا من شأنه مساعدة تلك الدول على المنافسة في سوق الطاقة المتجددة وخفض التكاليف وتطوير التقنيات النظيفة.
  • إستحالة تحقيق التنمية المستدامة بدون الطاقة المتجددة .
  • تبدي الجزائر إهتماما متزايد بمجال الطاقة المتجددة وذلك لتحقيق مجموعة من الأهداف اهمها توسيع دور مصادر الطاقة المتجددة في تنويع الاقتصاد المحلي ومصادر الدخل، إضافة إلى كونها الحل الفعلي والأمثل للحد من ظاهرة تغير المناخ.

الإقترحات :

  •   العمل على تطوير مصادر الطاقة المتجددة والتي أتعم الله بها علينا وكذا ضرورة إستغلالها وذلك باستخدام تكنولوجيا حديثة التكنولوجيا الخضراء.
  • إعادة النظر في إستراتيجيات الطاقة لجعلها تعتمد على الطاقة المتجددة بشكل أكبر .
  • دعم البحث العلمي في مجالات الطاقة المختلفة وخاصة الطاقة المتجددة، وإنشاء قاعدة بيانات متخصصة بالطاقة المتجددةبالإضافة لتشجيع التعاون والتبادل العلمي مع الدول المتقدمة في هذا المجال والإستفادة من خبراتها من خلال عقد الندوات واللقاءات الدوريةلتبادل الخبرات في هذا المجال .

الهوامش:

1 - سلسة دراسات يصدرها مركز الإنتاج الإعلامي،  جامعة الملك عبد العزيز،  التنمية المستدامة في الوطن العربي ..بين الواقع والمأمول، وكالة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي ، جدة ، 2007، ص : 15.

- دوناتو رومانو، الإقتصاد البيئي  والتنمية المستدامة، المركز الوطني  للسياسات الزراعية، سوريا، 2003،  ص 151. 2

3 - شارليس كوليستاد، الإقتصاد البيئي، ترجمة أحمد يوسف، جامعة الملك سعود ، السعودية ، 2005، ص: 60.

4 - http://maspolitiques.com/ar/index.php/english/11-publicatons/126-devcont.

5سارة محسن العتيبي، الطاقة المتجددة ودورها في تحقيق التنمية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة، المؤتمر الدولي السنوي الحادي والعشرين"الطاقة بين القانون والاقتصاد"، جامعة الإمارات العربية المتحدة، كلية القانون، 20-21 ماي 2013، ص ص 93-94.


. 19ص :  ، 2007 مصر ، مركز تطوير الدراسات، أحمد فرغلي حسن ، البيئة والتنمية المستدامة الإطار المعرفي والتقييم المحاسبي -6

7- موهان مانسينغ، نهج الباحث الإقتصادي إزاء التنمية المستدامة، مجلة التمويل والتنمية، صندوق النقد الدولي، ديسمبر، 2003، المجلد 30، العدد 04 ، ص: 16.

8-  سالمي رشيد،  أثر تلوث البيئة في التنمية الإقتصادية في الجزائر، أطروحة دكتوراه في العلوم الإقتصادية، جامعة الجزائر، 2006،ص: 113.

9 -  عماد معوشي، حتمية ترشيد إستهلاك الطاقة لتحقيق التنمية المستدامة، المجلة الجزائرية للإقتصاد والمالية، جامعة المدية العدد01 أفريل  ص : 2014 ، ص: 155.

  10 - راتول محمد ، مداحي محمد، ﺻﻨﺎﻋﺔ اﻟﻄﺎﻗﺎت اﻟﻤﺘﺠﺪدة ﺑﺄﻟﻤﺎﻧﻴﺎ وﺗﻮﺟﻪ اﻟﺠﺰاﺋﺮ ﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻤﺘﺠﺪدة ﻛﻤﺮﺣﻠﺔ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ إﻣﺪادات اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻷﺣﻔﻮرﻳﺔ وﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺒﻴﺌﺔ "ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺸﺮوع دﻳﺰرﺗﺎك"، الملتقي العلمي الدولي حول سلوك المؤسسة الإقتصادية في ظل رهانات التنمية المستدامة والعدالة - الإجتماعية يومي 20و 21 نوفمبر2012، ص : 141.

11 - محمد طالبي ، محمد ساحل، أهمية الطاقة المتجددة في حماية البيئة لأجل التنمية المستدامة - عرض تجربة ألمانيا- مجلة الباحث، عدد 06  سنة 2008 ص: 205.

http://www.nouhworld.com/article/ html - مجد جرعتلي    12

13 - راتول محمد ، مداحي محمد، مرجع سبق ذكره، ص: 140
14 - رضوان سردوك، الطاقة الكهربائية، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، الجزائر (2009) 37.
15 - وزارة الطاقة والمناجم: "دليل الطاقات المتجددة"، طبعة 2007 ،ص:13

16 - Ministère de L'énergie et des Mines, bilan énergétique national )2003(
17 - F. ZOHRA TIZRAOUI,  les énergies renouvelables, seule alternative à terme aux énergies fossiles, Energie & Mines revue n°2, avril 2004, 36

18 - Ministère de L'énergie et des Mines, Op.Cit 

19 - نور الدين بوطرفة، المدير العام لسونلغاز http://www.algpress.com/article-29126.htm

20 - وكالة اليوم الاخبارية    http://www.algpress.com/amp/article-29126.htm . 

21بلخضر عبد القادر، إستراتيجيات الطاقة وإمكانيات التوازن البيئي في ظل التنمية المستدامة-  حالة الجزائر، رسالة ماجستير،غير منشورة،2005
22 - Ministère de L’aménagement du territoire et de l’environnement, rapport, sur l’état et l’avenir de l’environnement, )2008(, 27-229
23 - بلخضر عبد القادر، مرجع سبق ذكره



حمله   من هنا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق