الصفحات

الأحد، 8 أبريل 2018

محاضرة 15:انسيابية المرور في شوارع المدن ...

محاضرة 15: انسيابية المرور في شوارع المدن
  تمثل حركة المرور في الشارع الوجه الثاني في استعمالات أرض النقل داخل المدن فان أي تلكؤ في هذه الحركة ينجم عنه خسائر اقتصادية واجتماعية كبيرة لمؤسسات النقل والمجتمع، ويعكس في الوقت ذاته سوء استخدام هذا الاستعمال .وعلى أساسه علاقة النقل بالمرور يصبح لانسيابية المرور ارتباط بطبيعة استعمالات الأرض في المدينة من حيث مواقع أماكن العمل والسكن والمشاريع الأخرى، تلك المواقع التي تبعث على الحركة .

   ولحجم المرور في الشارع والناتج من عدد المركبات أثره الكبير في تلكؤ انسيابية المرور، ففي مدينة بغداد يبلغ عدد السيارات المسجلة لدى دوائر المرور عام 1993 408293 سيارة وبزيادة قدرها142592 سيارة عن عددها عام 1983 البالغ 265701 سيارة وبمعدل زيادة سنوية قدرها(14259) سيارة خلال المدة ذاتهاويشكل هذا العدد 40%من عدد السيارات الموجودة في القطر البالغ 1020846 سيارة لعام 1993. في ما بلغ عدد السيارات في مدينة بغداد مليون ونصف المليون سنة 2016 ويشكل هذا العدد نسبة 42% من عدد السيارات على مستوى البلاد لنفس السنة البالغ3571428 سيارة.
  وينتج عن ازدحام المرور في المدن حوادث كثيرة (اصطدام ودهس وانقلابأما نتائجها فتصنف إلى حادث مميت وحادث غير مميت .آذ تشير الإحصائيات الدولية إلى أن حوادث المرور تؤدي إلى موت حوالي ربع مليون شخص سنويا وتعطيل حوالي مليون شخص أخر في العالم ،وجاءت حوادث المرور في العراق بالمرتبة الثانية بعد أمراض القلب وضغط الدم والسكر للمدة 1985-1992 .فقد بلغ عدد الحوادث المرورية في مدينة بغداد (4707)حوادث وبنسبة 38%من مجموع الحوادث المرورية في القطر البالغة (12381) حادثة لعام 1993،أي بمعدل (10)حوادث لكل 10000 نسمة في مدينة بغداد.

طرق تحديد حركة المرور في شوارع المدن
1- طريقة تعداد المرور
  تعتمد هذه الطريقة على خرائط انسيابية المرورTraffic flow maps ويقوم بهذه الطريقة دوائر مختصة تدعى استطلاع منشأ المرور واتجاهاته ، وتجمع معلومات الاستطلاع بطريقتين الأولى بواسطة مقابلة عينة من الناس تختار من حي معين أو عدة أحياء أو المدينة بكاملها ،وتنظم لهذا الغرض استمارة استبانه خاصة تحتوي على أسئلة تخص أفراد الأسرة ،عنالعمر والعمل ومكانه وواسطة النقل المستخدمة) .أما الطريقة الثانية فيتم حساب عدد السيارات المارة بالشارع من حيث جهة قدومها وجهة ذهابها وتكون أيضا بطريقتين :الأولى من خلال وضع مجسات الكترونية لحساب عدد السيارات المارة ،أو تشكيل فريق عمل لهذا الغرض .ومن مساوئ الطريقة الالكترونية انه لا يعطي نوع المركبة سواء كانت أجرة أم خاصة أم حمل ولا عدد مقاعدها وركابها، لذلك يعمد الباحث المتخصص إلى فرق العمل التي تشكل لهذا الغرض.
  وبعد جمع المعلومات على كل طريقة تستخدم يتم إسقاطها على الخارطة ، ولهذه الخرائط أهمية كبيرة في تخطيط الشوارع وحل مشاكل الازدحام داخل المدن ،إذ أنها تعطي فكرة عن معرفة الشوارع التي تعاني من الازدحام والتي تستخدمها السيارات أكثر من غيرها .

2- طريقة الخطوط المرغوبة Desire Lines
   هي عبارة عن خطوط بيانية ترسم على خارطة المنطقة الحضرية اعتمادا على المعلومات التي تشتق من استطلاع المرور الأنفة الذكر ،وهذه الخطوط تكون مستقيمة وكل خط يوصل بين نقطتين ويشير إلى كمية المرور بين النقطتين .
وتفيد هذه الخطوط في أرشاد المهتمين بتتبع حركة المرور في المدينة ،على مناطق المرور الرئيسية فيها ،وتساعد على توجيه انتباههم لاتخاذ الإجراءات الضرورية لتسهيل حركة المرور فيها كتعبيدها وإدامتها ومراقبتها أو فتح شوارع جديدة سريعة موازية للشوارع المزدحمة الموجودة ومساندة لها .

3- خرائط خطوط الوقت أو المرور المتساوي   Isochronai map
  يتم التوصل إلى هذه الخرائط من خلال وضع نقاط على شوارع المرور الرئيسة التي تتفرع من مركز المنطقة التجارية المركزية في المدينة .وكل نقطة تمثل المسافة التي تقطعها سيارة نقل الركاب خلال عشر دقائق أو خمس عشرة دقيقة من نقطة تحركها من قلب المدينة .وتوضع نقاط للمسافة التي تقطعها السيارة خلال 20 دقيقة أو 30 دقيقة ,وهكذا على جميع الشوارع الرئيسة التي تتفرع من نقطة السير من قلب المدينة .وبعد ذلك توصل الخطوط بين نقاط العشرة دقائق أو الخمسة عشرة دقيقة وتوصل النقاط التي تمثل العشرين دقيقة أو الثلاثين دقيقة وهكذا مع بقية النقاط الأخرى ،فتكون النتيجة خارطة مكونة من خطوط وقت متساوية لاحظ الشكل( 30) لمدينة دكا في بنغلادش وإقليمها .
    تفيد هذه الخرائط للإشارة إلى الشوارع المزدحمة والتي تتعرض فيها حركة المرور والنقل للتعطيل والعرقلة وبالتالي اختناق السير ,ويمكن رسم هذه الخطوط باختيار أوقات مختلفة من النهار ولكنها ترسم عادة لتمثل الساعات التي يشتد فيها الازدحام مثل أوقات الذروة الصباحية أو المسائية.
دوافع الحركة داخل المدن
  للنقل داخل المدن متغيرات كثيرة لعل أهمها ثلاث متغيرات أساسية هي:الشوارع والسيارات والناس الذين يستخدمونها لتنقلاتهم داخل المدينة وان معرفة طبيعة حركة الناس وأوقات تنقلاتهم والواسطة التي يستخدمونها يصبح عندئذ من السهل حل كثير من مشاكل النقل الحضري.
   تتعدد إغراض الرحلات بتعدد فعاليات الفرد في المدينة وحاجاته المختلفة وارتباطاته الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .وهناك علاقة طردية بين الفعاليات الوظيفية وبين حركة الأفراد ،فكلما زادت كثافة هذه الفعاليات ازدادت حركة الأفراد إليها ورجوعهم منها .ويمكن تحديد خمس مناطق وظيفية رئيسة داخل المدن يتحرك السكان فيما بينها  هي :

1-المناطق السكنية (انطلاق الرحلات Trips starting).
2- المناطق الصناعية .
3- المناطق التجارية.
4- الأماكن المفتوحة والخضراء.
5- المؤسسات التعليمية والتربوية والخدمية .
وعلى أساسه هذه المناطق يمكن تحديد أغراض الرحلات منها واليها والتي هي دوافع فردية اقتصادية واجتماعية وخاصة وبما يأتي :
1  الرحلة إلى العمل .
2  الرحلة إلى التسوق .
3 الرحلة لأغراض تجارية.
4 الرحلة الترفيهية والتنزه .
5 الرحلة التربوية والثقافية .
6 التزاور الاجتماعي .

  ووجد الدكتور محمد صالح ربيع في بحثه لمدينة بغداد أربعة أغراض للرحلات هي:العمل، والتسوق، والترفيهية والاجتماعية، والتربوية والثقافية، انظر الجدول( 10). وجاء تسلسل الرحلات في مدينة بغداد مطابقا نوعا ما حول ما جاء في تسلسل مثيلتها في مدينة أوتاوا الكندية  الشكل( 31).
  أما Berry و  Hoston   فقد توصلا في دراستهما لمدينة شيكاغو ذات الخمسة ملايين نسمة عام 1956 معتمدين في تقريرهما على دراسة 10.500.000 رحلة قام بها أشخاص من المدينة،وكانت أغراض رحلاتهم موزعة بالشكل الآتي:

أغراض الرحلة

عدد الرحلات

النسبة المئوية








العمل
التسوق
ترفيهية واجتماعية
تربوية وثقافية

10619
5969
5665
4876


39.1
22.0
20.9
18.0

المجموع

27139

100.00

                   

1- رحلة العودة إلى البيت وتشكل نسبة 43.5%.
-2     الرحلة إلى العمل وتشكل نسبة 24% .
3- الرحلة الاجتماعية وتشكل نسبة 10% .
4- رحلات شخصية بنسبة 10% .
5- رحلات أخرى وتشمل التسوق والرحلة إلى المدرسة وغيرها وتمثل نسبة 12.5%.

توزيع الرحلات على ساعات اليوم
   يركز المهتمون بشؤون النقل على أوقات بداية الرحلات ووقت العودة إلى مكان انطلاقها الذي غالبا ما يتمثل بمحل السكن .ويبغون من وراء ذلك لوضع اليد على احد أسباب ازدحام المرور في الشوارع والذي يعد التزامن في بدء الرحلات القدح المعلى فيه.
  عموما تتزامن الرحلات في موعد انطلاقها أكثر من تزامنها في وقت العودة، فرحلات العمل اليومية Daily Home Base work Trips(H.B.W.)  تبدأ عادة من محل السكن في الساعات الأولى من النهار وكذلك الرحلات التربوية وقسما من رحلات التسوق، ويكون العودة من العمل في الدوائر الرسمية محددا في الساعة (2.30- 3.0) ظهرا .في حين تختلف بقية الرحلات كالتربوية التي تتصف بفصليتها أو رحلات التسوق التي تمتاز بعدم انتظامها في حين يغلب على رحلات الترفيه نشاطها مساء.
  وقد أظهرت الدراسة الخاصة بمدينة بغداد أن 63.1% من مجموع الرحلات تبدأ بين الساعة (7-8)  صباحا فيما ينحصر عودة (63.9)%من الرحلات بين الساعة (2-4) مساء .وهذه الساعات تمثل اشد ساعات الازدحام المروري في المدينة .ويعود ذلك إلى تزامن بدء رحلتي العمل والتربية صباحا فيما يتزامن 63.9% من الرحلات في وقت العودة مساءا .
  وقد وجد في دراسة للنقل في ولاية تورنتو ولمدينة أوتاوا في كندا ،أن 40% من رحلات نهاية الأسبوع تتم خلال ساعات في اليوم أي من الساعة السابعة إلى التاسعة صباحا وبين الرابعة والسادسة مساء (الشكل 32) ويمكن أن ينطبق هذا الوقت في أغلب مدن العالم كما هو الحال في مدينة شيكاغو وطوكيو والقاهرة على سبيل المثال لا الحصر 

 حمله 







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق