الصفحات

الأربعاء، 18 أبريل 2018

AGR 451- Range Ecology زرع 451 بيئة المراعي (1)



   AGR 451- Range Ecology

  زرع 451 بيئة المراعي


المقدمة والمصطلحات

أولا: المقدمة:
من الممكن اعتبار جميع الأراضي في العالم والتي ليست صحاري جرداء ولا أراضي مزروعة ولا مغطاة بالصخور أو الجليد أو المنشآت مراعي. فمن ذلك فأن المراعي تشمل الصحاري والغابات وأراضي الأعشاب.
بالرغم من أن العديد من المختصين في مجالات المراعي قد اختلفوا في تعار يف لأراضي المراعي اختلافاً بسيطاً إلا أنهم اتفقوا على اعتبار المراعي أراضي غير مزروعة وقادرة على توفير مواطن بيئية للحيوانات البرية والمستأنسة . وعلى هذا فإنه يمكن تعريف :
 المراعي ( أراضي المراعي ) : ( Range ) Rangeland  
         هي أراضي غير مزروعة تفي بمتطلبات حياة الحيوانات الرعويةgrazing animals والقاضمة browsing animals   وهي تلك الأراضي ذات الغطاء النباتي الأصلي أو المحلي.
ويمكن تعريفها أيضاً بأنها تلك الأراضي التي يكون عليها غطاء ( كساء ) نباتي  Vegetation Cover)) طبيعي فطري يسوده الحشائش (grasses) وأشباه الحشائش       grasses – like plants)) وعشبيات عريضة الأوراق (forbs  ) أو الشجيرات  shrubs) وتكون جميعها مناسبة للرعي grazing)) أو القضم (browsing) ويدخل من ضمنها الأراضي المعاد تكسيتها بغطاء نباتي طبيعي أو صناعي وذلك لإمداد وتوفير غطاء نباتي من الممكن إدارته كغطاء نباتي طبيعي وفطري.
       وتشتمل أراضي المراعيRangelands) ) على أراضي الحشائش الطبيعية(natural grasslands) وأراضي السافانا(Savannahs) وأراضي الشجيرات (الأحراج) (Shrub lands) ومعظم الصحاري والتندرا (Tundra) ومجتمعات الألب النباتية (alpine communities) وأراضي السباخات والمستنقعات الساحلية (coastal marshes) والمروج الرطبة(Wet meadows).
وتشتمل أراضي المراعي أيضاً العديد من أراضي الغابات (forest lands) والتي تعيل غطاء نباتي تحتي ( تحت الأشجار ) (under story) أو غطاء عشبي فصلي أو غطاء نباتي شجيري من الممكن تطبيق قواعد وأسس وممارسات إدارة المراعي عليه بصورة محددة (مثل: أراضي الأحراج الممكن رعيها (grazable woodland). معظم المراعي في العالم لا تناسب الزراعة المستدامة بسبب انخفاض كمية الأمطار ، أو ضحالة التربة ، أو وعورة التضاريس أو الانخفاض في درجة الحرارة أو لبعض الأسباب أو جميعها.

و يقصد بالرعي (Gazing) استهلاك الحيوانات المستأنسة والبرية للوزن القائم للكلأ(Forage؛ الأعشاب النجيلية وعريضة الأوراق الصالحة للاستهلاك) أوهي العملية التي بواسطتها تستهلك الحيوانات النباتات للحصول على الطاقة والغذاء ( عملية الرعي) ( (Grazing or herbivores
 في حين يقصد بالقضم (browsingاستهلاك الحيوانات تلك الأجزاء من أوراق والأغصان الغمضة أو غصينات أو فروع ونموات الشجيرات الصالحة والمتيسرة للاستهلاك.( العملية التي تقوم بها الحيوانات مثل الجمل والماعز ، بقضم الأوراق والأغصان الغضة من ونموات الشجيرات وفروع الأشجار).
       الكلأ ( العشب): ( Forage  )
   هو كل الغذاء العشبي (herbaceous) والأجزاء المتوفرة للقضم (brows) والتي تعتبر متيسرة للحيوانات الرعوية ومن الممكن رعيه أو حصاده لتغذية الحيوانات. يعتبر الكلأ مصدراً رئيساً تساهم به أراضي المراعي في تغذية الماشية في الدول النامية ويبدو هذا الأمر واضحاً في معظم أنحاء إفريقيا وأمريكا الجنوبية. أما في المجتمعات الغنية كالولايات المتحدة الأمريكية حيث أصبحت قضايا فائض الإنتاج الغذائي مشكلة في السنوات الأخيرة، فإن الاستمرار في هذا الاتجاه سيجعل مردود منتجات أراضي المراعي الأخرى كالماء والحيوانات البرية والتنزه أكثر اقتصادياً من إنتاج الكلأ للثروة الحيوانية.
1.المراعي الاصطناعية الأليفة: Artificial Pasture
     هي تلك المراعي التي يقوم الإنسان بإنشائها وزراعتها تحت نظام ري ثابت وتسمى حينها باسم المراعي المروية   ((irrigated pastures ويتم إنشائها تحت نظام الأمطار السائدة بالمنطقة ، وتختلف أنواعها حسب نوع ومدة أو دورة حياة النبات أو النباتات المزروعة فيها . وتميز المراعي الاصطناعية (Pasturelands) عن المراعي,بالزراعة الدورية للإبقاء على أنواع الأعلاف المستوردة (غير الأصلية / غير محلية) وبإضافة بعض المتدخلات الزراعية كالري والتسميد سنوياً وتعني كلمةPasture  (مرعى أو كلأ أو عشب) ، (1) مساحة رعوية مقفلة ومعزولة عن المساحات الأخرى بواسطة أسوار (أسيجة) ، (2) نباتات علفية تستخدم كغذاء بواسطة حيوانات رعوية مستأنسة أو مزرعية.


2.إدارة المراعي: Rang Management
فرع متميز وواضح من فروع المعرفة ، أسس على أسس بيئية ويعالج مسائل العناية العلمية بحيوانات ومصادر المراعي وتعتبر إدارة المراعي بأنها عملية تحوير وتطويع مكونات  لمراعي للحصول على أفضل مجموعة من المنتجات والخدمات وفق أسس مستدامة لنفع المجتمع الإنساني.ولإدارة المراعي عنصران أساسيان هما : (1) حماية مركب التربة والغطاء النباتي وتعزيزهما و (2) المحافظة على منتجات المراعي الاستهلاكية كاللحوم الحمراء والألياف والأخشاب والماء والحيوانات البرية ، أو تنميتها.
تنفرد إدارة المراعي عن سائر المهن الزراعية بأنها تتعامل مع النبات والحيوان معاً بدلاً من التعامل مع أي منهما على انفراد ومن أبرز معالم إدارة المراعي أنها تجور أنشطة الرعي عن طريق الحيوانات العاشبة الكبيرة ( خاصة الحيوانات الرعوية ) بما يكفل الحفاظ على إنتاج النبات والحيوان أو تحسينه.

تبني إدارة المراعي على المفاهيم الأساسية التالية :
1. أن المراعي مورد طبيعي متجدد.
2. أن الطاقة الشمسية يمكن أن تخزنها نباتات المراعي الخضرة ولا يمكن استخلاصها إلا برعي الحيوان.
3. أن المراعي تمد الإنسان بالغذاء والألياف باستغلال طاقة منخفضة التكلفة مقارنة بالأراضي الزراعية وتعتبر المجترات أفضل الحيوانات ملاءمة للتغذية على نباتات المرعى وتختلف المجترات عن الإنسان في أن جهازها الهضمي يحتوي على أحياء دقيقة ( ميكروبات ) تقوم بكفاءة بهدم ( هضم ) الألياف التي توجد بكميات عالية في معظم نباتات المراعي.
4. أن إنتاجية المراعي تتحدد بخصائص التربة والطوبراغرافية والمناخ.
5. أن هناك عدداً من نواتج المراعي يستفيد منها الإنسان تشتمل على الغذاء والألياف والماء والتنزه والحيوانات البرية والمعادن والأخشاب.

3) علم المراعي:Range Science 
   هو مجموعة المعارف التي تبنى عليها إدارة المراعي.وقد تراكمت خلال العشرين عاماً الماضية مجموعة هائلة من المعارف العلمية التي يمكن تطبيقها في إدارة المراعي وعلى أي حال فإن إدارة المراعي تظل فناً كما هي علم ، لأن لكل قطعة من المراعي صفات طبيعية وأحيائياة مميزة وهذا يملي على مدير المراعي صياغة مجموعة من المعلومات جمعت من مناطق مختلفة من المراعي  ثم تطبيقها على الحالة المعنية.وإن اقتران الخبرة والمعرفة العلمية أفضل من توافر أيهما على إنفراد.ولقد ظلت مقولة ستودارت وآخرين (Stoddart et al.1975)  بأن الإحساس تجاه الموارد هو سمة رجل المرعى" قائمة إلى اليوم وربما تبقى كذلك إلى 100 عام قادمة.

4) النظام البيئي:Ecosystem
   يشار إلى النظام البيئي في المراعي بأنه مساحة من  أرض ذات خصائص بيئية متماثلة جعل لها الإنسان حدوداً واضحة لأغراض إدارية.ويشتمل النظام البيئي على مكونات حية (النبات والحيوان) ومكونات غير حية (التربة والطبوغرافية والمناخ) لمساحة محدودة.وينتمي اى مجتمع نباتي أو حيواني إلى نظام بيئي معين. يوضح الشكل التالي مكونات النظم البيئية الرعوية و منتجاتها الصالحة للاستغلال البشري:
* وباختصار تشكل الكائنات الحية مع محيطها البيئي غير الحيوي نظاماً متداخلاً وتسكن (أو تعيش) في منطقة قابلة للتعريف.
* علم البيئة ( Ecology ): هو دراسة العلاقة بين الكائن الحي أو الكائنات الحية مع بيئتها الطبيعية أو الوسط ((Environment الذي تعيش فيه.

    انصب تدريب المنشغلين بالمراعي وإدارتها في بادئ الأمر على البيئة النباتية. و لكن أصبح علم البيئة الحيوانية جزءاً مهماً في برامج ودراسات علم المراعي. حيث أن مدير المراعي يتعامل مع عدد من المصادر (الموارد) في آن واحد في منطقة معينة ، فإن عليه أن يكون ملماً بالمعارف الأساسية عن مساقط الماء والغابات و الحيوانات البرية وإدارة المتنزهات.
قواعد وأسس مهمة في إدارة المراعي :
1. أن المراعي أحد الموارد الطبيعية المتجددة.
2. أن المراعي توفر للإنسان الغذاء والكساء باستخدام طاقة منخفضة التكلفة مقارنة بالأراضي الزراعية.
3. أن إنتاجية المراعي تحددها خواص التربة والطبوغرافية والمناخ.
4. أن المراعي توفر للمجتمع منتجات مختلفة تشمل الغذاء والكساء والحياة الفطرية والتنزه والمعادن والخشب والأماكن المفتوحة.
5. أن الاعتبارات الاجتماعية والاقتصادية والتقنية تدخل جميعها في عملية اتخاذ القرار في إدارة المراعي.
6. أن كثير من أراضي المراعي تتصف بوجود مساحات شاسعة من الأماكن المفتوحة يسودها الغطاء النباتي الطبيعي وستصبح قيمة هذه الأراضي الجمالية والحفاظ على التنوع الإحيائي فيها أنفس من قيمة ما تنتجه من السلع في المستقبل لو تم الحفاظ عليها وحمايتها من التدهور.




شكل النظام البيئي الرعوي ومكوناته ( نقلاً عن Blaisdell et 1970 )


جدول:النسبة المئوية لأراضي المحاصيل الزراعية ومراعي الأعشاب النجيلية و أراضي الغابات ، وأراضي المراعي في بعض الدول والمناطق المختارة في عام 1994م.

الأراضي الزراعية
حقول المراعي الدائمة
الغابات والحرج
المراعي ( مجموع الأراضي الصالحة للرعي )
العالم
11
25
29
70
إفريقيا
6
30
23
69
كينيا
4
7
4
91
السودان
5
24
20
87
الصين
10
42
13
77
الهند
52
4
20
33
أوروبا
28
17
32
53
أمريكا الشمالية
13
17
32
66
كندا
5
3
35
64
المكسيك
13
38
21
70
الولايات المتحدة الأمريكية
20
26
31
61
دول المحيط
5
56
18
66
استراليا
6
60
14
69
نيوزيلاندا
2
53
26
90
أمريكا الجنوبية
6
28
46
74
الأرجنتين
10
51
21
75
البرازيل
7
22
58
77
دول الاتحاد السوفيتي
10
17
41
62
       المصدر : استناداً إلى بيانات منظمة الأغذية والزراعة ( FAO,1995).

الصفات الطبيعية لأراضي المراعي:Rangeland Physical characteristic
-     إن الفهم العميق للصفات الطبيعية للمراعي ضرورة لفهم المشكلات في إدارة المراعي.
-     تشمل الصفات الطبيعية لأراضي المراعي ، المناخ ، والتربة والطبوغرافية.
-      تحدد الصفات الطبيعية للمراعي طرز الغطاء النباتي و إنتاجيتها لأي منطقة.
-    وبالمثل تحدد طرز الغطاء النباتي والتضاريس لأي مرعى أنواع الحيوانات الرعوية   المستأنسة أو البرية التي تناسبه.

أولاً: العوامل المناخية:Climatic Factors  
             تشمل العوامل المناخية الأمطار والرياح والحرارة والصقيع والرطوبة
1)    الأمطار:Precipitation
·     تعتبر الأمطار أهم عامل محدد لنوع طراز الغطاء النباتي وإنتاجيته في مكان ما.
·   يزداد إنتاج الكلأ بزيادة معدل الأمطار السنوي.
·    عند زيادة الأمطار عن 500مم، فإن تأثير صفات التربة يبدأ في الظهور بشكل أكبر أهمية من تأثير الأمطار في إنتاج الكلأ.
·    أهم خواص الأمطار ذات التأثير في الغطاء النباتي هي كميتها ، وتوزيعها والرطوبة النسبية والصورة التي تتخذها والتغير السنوي لكمياتها.
·    تتصف معظم أراضي المراعي بهطول أمطار قليلة.
·     يتأثر توزيع الأمطار بالطبوغرافية والبعد عن المحيطات والبحار.
·     تتلقى المناطق الداخلية كميات من الأمطار أقل من المناطق الساحلية، وذلك لأن الكتل الهوائية المحملة ببخار الماء من المحيطات أو البحار تفقد الماء كلما اتجهت إلى الداخل.
·   تؤثر الطبوغرافية أيضاً في كميات الأمطار لأن الكتل الهوائية تنخفض حرارتها كلما ارتفعت فوق أعلى الجبال ويبدأ بخار الماء بالتكثف ومن ثم الهطول ، لأن الكتلة الهوائية الباردة تصبح أقل قدرة على حمل الماء من الكتلة الساخنة.
·    عادة ما تكون المناطق غير المواجهة لحركة الرياح من سلسلة الجبال جافة وذلك لأن الكتل الهوائية الهابطة من أعالي الجبال قد فقدت رطوبتها عند ارتفاعها إلى أعالي الجبال و لأنها أيضاً تستطيع حمل قدر أكبر من الرطوبة عند هبوطها واكتسابها الحرارة عند هبوطها إلى مستويات أقل من ارتفاعها.
·  تتفاوت كمية الأمطار من سنة لأخرى وقد يؤدي الانخفاض في كمية الأمطار عن معدلها السنوي في المراعي إلى انخفاض في إنتاج الكلأ.
·   التباين في توقيت الأمطار قد يكون أكثر أهمية من التباين في كمية الأمطار فلو سقطت أمطار بكمية جيدة ولكن في أوقات غير الأوقات المناسبة للنمو للأنواع النباتية المعمرة فإن ذلك يؤدي إلى عدم الاستفادة منها وبالتالي إلى انخفاض في إنتاجية الكلأ إذا لم تسقط أمطار في موسم النمو.

2) الرياح :Wind 
·    تنشأ الرياح عن الاختلاف في اكتساب الحرارة بين المساحات الأرضية والمائية عند دوران الأرض حول محورها.
·    تعمل الرياح على تقليل فعالية الأمطار بزيادة فقد الرطوبة بالتبخر من سطح التربة و النتح من النبات.
·   للرياح تأثير محدود في رطوبة التربة تحت عمق 20-30سم.
·  تحدث أشد الرياح سرعة في المناطق المستوية قليلة الأشجار.
·   تعمل الرياح الحارة صيفاً على زيادة حدة الجفاف بزيادة فقد الرطوبة من التربة و النتح من النبات.
3) الحرارة:Temperature 
·    تتفاوت درجات الحرارة تفاوتاً عظيماً من سنة لأخرى ومن موسم لآخر.
·   قد يؤدي الانخفاض في درجات الحرارة إلى ما دون التجمد إلي الانخفاض في كمية إنتاج الكلأ بغض النظر عن كمية الأمطار الساقطة.
·  غالباً ما تتزامن الحرارة الأعلى من المتوسط مع حدوث الجدب مما يزيد من تبخر الرطوبة المحدودة ويضاعف تأثير الجدب.
4) الفترة الخالية من الصقيع:Frost free Period  
                     وهي الفترة الزمنية التي تخلو من درجات الحرارة المنخفضة ( فترة الصقيع) والتي يتاح فيها للنباتات فترة لإكمال دورة حياتها. وكلما قلت فترات حدوث الصقيع كلما زادت الفترة الخالية من الصقيع و أصبح للنبات فترة أطول لإتمام دورة نموه. وتعتبر درجات الحرارة المنخفضة
(الصقيع) في المراعي عائقاً أكبر من عامل الأمطار في عملية إنتاج الكلأ.    
5) الرطوبة Humidity:
·    يشار إلى الرطوبة بأنها كمية الماء في الهواء.
·   عادة ما يعبر عنها بالرطوبة النسبية، وهي النسبة المئوية لأقصى كمية رطوبة يمكن للهواء    حملها تحت درجة الحرارة السائدة.
·    يستوعب الهواء البارد كمية رطوبة أقل من الهواء الساخن.
·   يزداد التبخر من التربة وفقد الرطوبة بالنتح من النباتات بانخفاض الرطوبة النسبية.
·    المناطق ذات الرطوبة النسبية العالية تعطي نمو نبات أعلى لوحدة الأمطار من تلك المناطق ذات الرطوبة النسبية المنخفضة.
·   تنخفض الرطوبة النسبية في الصيف وبعيداً عن الشواطئ إلى الداخل, وتزداد كلما اقتربنا من السواحل.
ثانياً : عوامل الطبوغرافية:Topographic Factors  
- توضح الاختلافات في الطبوغرافية مدى الاختلاف في المناخ والغطاء النباتي.
- ربط هوبكنز ( Hopkins,1938 ) بين الارتفاع عن سطح البحر وخطوط الطول والعرض وبين الغطاء النباتي في قانون يعرف بقانون هوبكنز للمناخ الجوي والذي يفسر بأن الارتفاع بمقدار 305م يحدث تغيراً مظهرياً  حيوياً ( العلاقة بين المناخ والظواهر الإحيائية ) مماثلاً لما يمكن ملاحظته من التغير عند الاتجاه شمالاً لمسافة 107كم دون زيادة الارتفاع.




      يوضح الشكل توزيع الأقاليم النباتية في العالم على أساس الارتفاع و خطوط العرض:
1.الواجهة: Aspect
·       يقصد بالواجهة، الناحية التي يتجه إليها المنحدر.
·       تزداد درجة الحرارة في المنحدرات من الشمال إلى الشرق إلى الغرب إلى الجنوب.
·       لواجهة المنحدر أثر بالغ في الغطاء النباتي الذي يحتضنه المنحدر وفي استغلاله في المراعي.
·     ففي فصل الربيع تحتضن المنحدرات الدافئة المواجهة للناحية الجنوبية أو الغربية أنواع نباتية تتقدم في نموها عن تلك الموجودة في المنحدرات الباردة المواجهة للشمال أو الشرق.
·       تفضل الحيوانات الرعي أثناء الشتاء في المنحدرات الجنوبية والغربية بسبب الارتفاع في درجة حرارتها.
·     أما في فصل الصيف فإنها تفضل الرعي في المنحدرات الشمالية والشرقية لأن درجات الحرارة باردة ولكون النباتات في مراحل نموها الأولى ولتوافر الظل بدرجة أكبر.
2.درجة الانحدار: Degree of Slope
·     تعتبر درجة الانحدار ذات أهمية كبيرة في إدارة المراعي لأنها تؤثر في كل من إنتاجية الغطاء النباتي واستغلاله بحيوانات المرعى.
·       يعبر عن درجة الانحدار في عمليات مسح المراعي كنسبة مئوية (%)
·     كلما زادت درجة الانحدار انخفضت إنتاجية المراعي لكل وحدة هطول ، لانخفاض كمية الماء النافذ في التربة وزيادة الجريان السطحي.
·     ينخفض استغلال المرعي بالماشية ( خاصة الأبقار ) بزيادة درجة الانحدار و ذلك للصعوبة التي تواجهها    الحيوانات في تسلق المنحدر.
                                يوضح الشكل تأثير الواجهة على توزيع الغطاء النباتي    

ثالثاً : عوامل التربة:Soil Factors   
-      تعرف التربة بأنها المركب الديناميكي الطبيعي لسطح الأرض الذي تنمو فيه النباتات.
-    إن أشد ضرر يترتب على سوء إدارة المراعي أو الرعي الجائر هو فقدان قطاع التربة وذلك لأن التربة هي العامل المحدد لإنتاج الكلأ الممكن في مساحة من الأرض تحت ظروف مناخية معينة.
-    يعتبر تكون التربة عملية بطيئة جداً، فقد يلزم ألف سنة أو أكثر لبناء بوصة واحدة من التربة. ومع ذلك فإنه تحت الإدارة الضعيفة للرعي يمكن أن تفقد هذه الكمية من التربة خلال بضع سنين عن طريق انجرافها.
-    ولذا يعد أهم جزء في خطط إدارة المراعي هو المحافظة على كمية التغطية النباتية لحماية التربة من الانجراف.
-      تعتبر المعرفة بخواص التربة وتصنيفها ضرورة لمدير المراعي.
-      تتألف التربة من عناصر معدنية ومواد عضوية وأشكال حية.
-    وتميز التربة بارتفاع محتواها من المادة العضوية وبحدوث درجة عالية من التعرية وبوجود طبقات أفقية الترتيب وبوجود كائنات حية.
-    من خصائص التربة المهمة لمدير المراعي قوامها وبناؤها وعمقها ورقم الأس الهيدروجيني لها (pH) ومادتها العضوية ووضع المعادن فيها(الخصوبة).
-    يجدد التفاعل بين تلك العوامل (الخصائص) السبعة والمناخ والطبوغرافية ، نوع الغطاء النباتي وكميته التي يمكن لمنطقة ما أن تنتجها.

تأثير الخواص الطبيعية للمراعي في حيوانات المرعى:
-      يحدد التداخل بين المناخ والتربة والطبوغرافية قدرة المراعي على إعاشة الحيوانات البرية والمستأنسة.
-      تنتج المراعي الرطبة الدافئة كمية كبيرة من الكلأ إلا أن الطفيليات والأمراض تشكل فيها عائقاً كبيراً
-      في المراعي المعتدلة الجافة يكون إنتاج الكلأ أقل
-    تعتبر الأعلاف الناتجة في المراعي غزيرة الأمطار فقيرة في عدد من العناصر المعدنية الضرورية للحيوانات مثل ,Cu, K,K, P  Cb (الكوبلت ) , Zn , Na, Mg.
·       بسبب الغسيل الشديد الذي تتعرض له التربة بفعل الأمطار.
·       في المقابل فإن هذه العناصر تتوافر بصورة كافية أو قريبة منها في الكلأ المنتج في مراعي المناطق الجافة.
-    في المناطق المعتدلة البرودة يمكن أن يكون لدرجات الحرارة المنخفضة والثلوج الكثيفة انعكاسات سلبية على كل من حيوانات المرعى المستأنسة والبرية نتيجة لاحتمالية حدوث حالات نفوق في الحيوانات المستأنسة والبرية نتيجة لنقص الغذاء وأحياناً نتيجة للأمراض ذات العلاقة بالبرد الشديد.
·       لذلك يصبح استخدام الأعلاف الإضافية ضرورة في مثل هذه المناطق أو الحالات مما يزيد من تكلفة الإنتاج.
-      تؤثر التغيرات السنوية في الطقس كثيراً في إنتاجية الحيوانات الرعوية ( الراعية ).
-    المناخ والطبوغرافية عاملان يؤخذان في الاعتبار عند اختيار نوع أو أنواع الحيوانات الرعوية في مرعى معين.
·       تستغل الإبل المراعي الصحراوية بكفاءة بسبب احتياجاتها المائية المحدودة وقدرتها على قضم النباتات الشجرية.
·       تستغل الأغنام والماعز المنحدرات الصحراوية بشكل أفضل من الأبقار.
·       تعتبر الأبقار أكثر تكيفاً للرعي في المراعي المنبسطة والمفتوحة.
-    تتغير الظروف المناخية وعلى الأخص الأمطار بشكل كبير من سنة لأخرى وخلال السنة الواحدة في معظم أراضي المراعي.
·       أن التفاوت في الصفات الطبيعية للمراعي يستلزم تغيراً كبيراً في العمليات الإدارية من منطقة لأخرى.
·       تعتمد الإدارة الناجحة للمراعي على الإحاطة بالتفاعل بين العوامل الطبيعية والنبات والحيوان.
قواعد وأسس مهمة في إدارة المراعي:
1. الأمطار هي أهم عامل محدد لنوع الغطاء النباتي وإنتاجيته لمنطقة معينة وتستلزم الاختلافات في كمية الأمطار وموعد هطولها وتوزيعها أثناء الموسم بين أنماط المراعي المختلفة خططاً مختلفة لإدارتها.

2. التربة هي العامل الرئيسي المحدد لإنتاج الكلأ في مناخ معين ويحتاج بناء بوصة من التربة ألف سنة أو أكثر من ذلك والأهم في إدارة المراعي هو المحافظة على كمية كافية من الغطاء النباتي لحماية التربة.

طرز المراعي :Rangeland Types   
·       تعتبر أراضي الأعشاب ( الحشائش ) والشجيرات الصحراوية والسفانا والغابات والتندرا الطرز الرئيسة لمراعي العالم.
·     يتكون كل طراز من تلك الطرز من عدد من المجتمعات النباتية التي تختلف قليلاً في مكوناتها الحيوية تبعاً للاختلاف في الظروف المناخية والتربة وتأثير الإنسان عليها.
·     أحدثت أنشطة الإنسان كقطع الأخشاب والزراعة والرعي والتنمية الصناعية تأثيرات كبيرة في تغير المكونات الحيوية الطبيعية في جميع طرز المراعي.
تعريف:
طرز ( نوع ) المرعى: Range Type  :  هو عبارة عن مجتمع نباتي متميز الصفات.
* طراز ( نوع ) الغطاء النباتي Vegetation type (Vegetation ) عامة هو عبارة عن النباتات أو المجموع الكلي للحياة النباتية فوق وتحت سطح الأرض (التربة) في منطقة ما.
الطرز النباتية الكبرى في العالم (طرز المراعي الرئيسية):
1) مراعي الأعشاب (الحشائش) :Grasslands
-    يعتبر هذا النوع من أراضي المراعي من أكثر مراعي العالم إنتاجاً عندما يكون الاعتبار الأساسي هو إنتاج الكلأ للحيوانات البرية والمستأنسة.
-   تختلف هذه الأراضي في صورتها النموذجية في صورتها من النباتات الخشبية (الأشجار والشجيرات).
-    يسودها نباتات العائلة النجيلية (الحشائش الأعشاب النجيلية).
-   غالباً ما توجد في الأراضي الداخلية المستوية وعلى ارتفاع ما بين 1000- 2000م عن سطح البحر.
تعار يف:
      أ) أراضي الأعشاب (الحشائش): Grassland  
         هي الأراضي التي يكون فيها الغطاء النباتي المسيطر هو الأعشاب أو الحشائش النجيلية.
ب) الأعشاب (الحشائش) :Grasses   
·    نباتات تتبع العائلة النجيليةGraminea ( Poacea):.
· تمتاز الأعشاب الحشائش النجيلية Grasses  بسوق مفصلية مجوفة وأوراق ضيقة النصل ذات تعرق متوازي ومجموع جذري ليفي.
ج) أشباه الحشائش :Grass-like plants  
     نباتات تتبع للعائلة السعدية Cyperaceous  مثل نبات العندب (السعد) أو العائلة الأسلية Juncacea  والتي تشبه نباتياً بالشكل الحشائش الحقيقية التي تتبع العائلة النجيلية ولأشباه النيجيليات أوراق وجذور ليفية شبيه بتلك الموجودة في النيجيليات إلا أنها تختلف عنها بوجود ساق مصمته وغير مفصلية.
د) الأعشاب عريضة الأوراق: (Forbs)
     أي نباتات عشبية غير تلك التي تتبع العائلة النجيلية أو السعدية أو الأسلية وهي مكون رئيسي أخر في كثير من أراضي الحشائش ( الأعشاب ) لا تشبه النيجيليات وذات جذور وتدية وعادة ما تكون عريضة الأوراق وذات تعرق شبكي وسوقها مصمته غير مفصلية.
هـ) الشجيرات:Shrubs
      نباتات لها سيقان خشبية معمرة ذات نمو منخفض نسبياً وتنتج من الأغصان أو السوق القاعدية ( متفرعة قرب القاعدة ) بدلاً من ساق واحدة وتمتاز بجذور غليظة وطويلة وتختلف عن الأشجار بقوامها المنخفض والنمو غير الشجري تركيباً ومظهريا وتمتاز الشجيرات مثلها مثل الأشجار في أن سوقها تبقى حية خلال فترة السكون.

* الأجزاء الهوائية لمعظم النيجيليات والنباتات عريضة الأوراق ( المعمرة ) تجف حتى مستوى التاج وتموت خلال فصل الشتاء في المناطق المعتدلة أو خلال موسم الجفاف في المناطق المدارية.

2) أراضي ( مراعي الشجيرات الصحراوية ):Desert Shrub lands  
·       تعتبر مراعي الشجيرات الصحراوية أشد مراعي العالم جفافاً وأكثرها مساحة.
·     يتميز هذا الطراز من المراعي بوجود النباتات الخشبية التي لا يزيد ارتفاعها عن ثلاث أمتار مع وجود نباتات عشبية متفرقة في الطبقة تحت الهامية.
·       تعرضت مراعي الشجيرات الصحراوية إلى أشد حالات التدهور قسوة نتيجة الرعي  الجائر
·       تعتبر أبطأ طرز المراعي الحيوية في استعادة نموها بعد التدهور.
·     نشأت مراعي الشجيرات الصحراوية في بعض الحالات نتيجة تدهور مراعي الأعشاب (الحشائش) نتيجة الرعي الجائر للحيوانات المستأنسة.  
** تعريف :
أراضي الشجيرات:Shrub lands  
     هي الأراضي التي يكون فيها الغطاء النباتي المسيطر هو الشجيرات.(Shrubs)  
3. أراضي مراعي أحراج السفانا:Savanna Wood lands  
-   تسود أحراج السفانا أشجار متفرقة وقصيرة النمو (أقل من 12م).
-  تضم الطبقة تحت الهامية طبقة عشبية منتجة وخاصة إذا لم تتعرض للرعي الشديد.
- ينتج عن شدة الرعي في الغالب انحسارا للغطاء النباتي العشبي وزيادة في كثافة الأشجار والشجيرات فيها.
-  عادة ما توجد أحراج السفانا في المنطقة الانتقالية بين أراضي الأعشاب والغابات.
- يستمر التذبذب في سيادة الأعشاب أو الغابات في الطراز الحيوي اعتماداً على شدة الرعي ومكافحة الحرائق وقطع الأخشاب والجفاف. وقد زادت كثافة الأشجار والشجيرات بشكل كبير في العديد من مناطق أحراج السفانا نتيجة منع الحرائق وازدياد شدة رعي الأعشاب النجيلية النامية تحت الغطاء الشجري.

* تعريف السفانا Savannah  
       هي أراضي حشائش مع وجود أشجار متناثرة إما منفردة أو في مجموعات (أجمات) وعادة ما تكون أراضي السفانا نوعاً انتقالياً بين أراضي الحشائش الحقيقية grasslands  والغابات.(Forest)  
4. أراضي الغابات:Forest lands   
- تتميز الغابات عن أشجار السفانا بوجود أشجار متقاربة (أقل من 10م بين الأشجار) يزيد ارتفاعها عن 12م.
-  تدار الغابات أساساً قي مناطق كثيرة لإنتاج الأخشاب إذا كان كثافتها العالية قد تصل إلى درجة تنعدم معها قيمتها الرعوية.
-  قد تنتج بعض أراضي الغابات كميات كبيرة من الكلأ لرعي الحيوانات المستأنسة والبرية عند خف الأشجار لإنتاج الأخشاب أو عند حدوث حرائق أو في الأماكن المفتوحة قليلة الأشجار.

5.أراضي التندرا:Tundra  
- يقصد بالتندرا الأراضي المستوية الخالية من الأشجار في المناطق القطبية أو المرتفعات العالية (الباردة).
-   يسود هذا الطراز نباتات معمرة تنمو في خصل أو شنات.
- تعتبر الشجيرات التابعة لجنس ( Salix  ) أهم الطرز النباتية الخشبية فيها.
-  توجد التندرا الألبية (الجبلية) في الارتفاعات العالية (أعلى من 2800م) فوق خط الأشجار (timberline).
قواعد وأسس مهمة في إدارة المراعي:
1. نظراً للتباين الشديد بين طرز المراعي المختلفة من حيث كمية الأمطار والتربة والطبوغرافية فإن التطبيقات الإدارية (لإدارة المراعي) التي تنسجم تماماً مع واحد من هذه الطرز عادة ما تكون غير مناسبة للطرز الأخرى.
2. يعتبر التداخل بين عوامل المناخ والتربة والطبوغرافية هو المحدد الرئيسي للغطاء النباتي الذي يوجد طبيعياً في منطقة معينة.
3. تحتاج محاولات تحويل أراضي الشجيرات أو الغابات إلى مراعي للحشائش (الأعشاب) النجيلية بصورة دائمة إلى مدخلات إدارية لمنعها من العودة إلى غطائها النباتي الأصلي.




الشكل يوضح صفات أهم المجموعات النباتية الرعوية ( نقلاً عن Gay 1965)


شكل ( المجموعة النباتية الرعوية التي يتم دراستها في المرعى ( الحقل )

أسس و قواعد إدارة المراعي الطبيعية:
تتوقف الإدارة السليمة للمراعي الطبيعية على إدارة الكساء الخضري بصورة تعمل على مراعاة الجانب البيئي بهدف تطوره دائماً في اتجاه الذروة Climax stage وذلك من خلال استخدام هذا الكساء الخضري بواسطة الحيوانات أولا، وكذا استخداماتها الأخرى المختلفة والمتعددة بهدف الحصول على أكبر عائد اقتصادي من الكساء الخضري مع عدم تدهوره.
أهم القواعد المتبعة في إدارة المراعي الطبيعية:
أولا ) اختيار نوع الحيوان الملائم للمراعي: Correct kind of livestock
·    عادة تختلف أنواع الحيوانات من حيث نوع العلف أو الكلأ المناسب لها.
·    لذلك يجب أن يتم التعرف على طبيعة الأنواع المتباينة المختلفة الموجودة بالمرعى والمكونة للغطاء النباتي بهدف التعرف على النوع أو الأنواع الحيوانية الملائمة لاستخدام الغطاء النباتي الموجود.
·  إن اختيار النوع الحيواني الملائم للغطاء النباتي الموجود في المرعى يتوقف على عوامل كثيرة أهمها:

أ) نوع الغطاء النباتي:
-      أهم العوامل المحددة لنوع الحيوان الملائم لاستعمال نباتات نوع الغطاء النباتي في مرعى ما. 
-    يرجع ذلك أساساً لطبيعة تفضيل الأنواع الحيوانية المختلفة للرعي على أنواع معينة خاصة من الغطاء النباتي.
v   تفضيل الأبقار دائماً الرعي على الحشائش الطويلة Tall grasses.
v  تفضيل الأغنام الرعي على الحشائش القصيرة short grasses والنباتات البقولية وأيضاً النباتات عريضة الأوراق Forbs.
v   تفضيل الماعز الرعي على النباتات الشجرية والشجيرية والأغصان الغضة والأجزاء الجافة من الشجيرات والأجزاء الخشبية وقد تلجأ إلى قلع الجذور لتتغذى عليها مما قد يؤدي إلى حدوث تدهور بالمرعى.
v    تفضل الجمال عادة الرعي على النباتات الشجيرية والنباتات الملحية والنباتات الشوكية.

تعريف:
* درجة التفضيل: Degree of preferability
مقياس لدرجة إقبال الحيوان في تغذيته على نوعا نباتيا أو أنواع نباتية معينة بالمقارنة للأنواع الأخرى.
وعادة تتغذى أنواع الحيوانات المختلفة يومياً على عليقه تحتوي على نسب معينة من أنواع نباتية مفضلة لديها، ويوضح الجدول التالي العلاقة بين درجة تفضيل الأنواع الحيوانية المختلفة للأنواع النباتية التي يمكن أن تتغذى عليها: *مع ملاحظة أن نسبة الكربوهيدرات في الحشائش أكثر من الأنواع الأخرى، أما نسبة البروتينات في الأوراق العريضة والشجيرات أكثر.
        ب) طبوغرافية الموقع:
* تعبر عن درجة استواء الأراضي (أراضي المراعي).
v تفضل الأبقار الرعي في المساحات أو المناطق المستوية والسهول المتموجة ولا تميل إلى الرعي في الأراضي الجبلية المرتفعة أو المناطق الصخرية.
v  تفضل الأغنام الرعي في المناطق الرملية المتموجة والسفوح ولا تميل للرعي في المناطق الصخرية كثيرة الشجيرات.
v تفضل الماعز الرعي في المناطق الصخرية وأراضي المرتفعات المليئة بالشجيرات.
v  تفضل الجمال الرعي في السفوح والأراضي المنحدرة.
v  تفضل الخيول الأراضي السهلية المتموجة وتبتعد عن المناطق الصخرية.
          ج) وفرة مياه الشرب:
·       تحتاج الحيوانات الرعوية عادة أثناء رعيها إلى شرب كميات مختلفة من المياه.
·       تتأثر هذه الكميات بالمناخ والموسم وطبيعة العلف السائد بالمراعي والنوع الحيواني.
v  تحتاج البقرة البالغة إلى شرب 45 لتر ماء في اليوم.
v  تحتاج الأغنام والماعز لشرب 3-5 لترات ماء في اليوم.
v تستطيع الجمال أن تمكث لفترات طويلة ترعى دون أن تحتاج لشرب الماء (قد تشرب في المرة الواحدة إلى 50 لتر).
·       تختلف الحيوانات الرعوية فيما بينها من حيث قدرتها على السير للوصول إلى مصادر المياه فمثلاً:
v  الأبقار لا تستطيع أن تسير لأكثر من 5 أميال (حوالي 8كم).
v  تستطيع الأغنام أن تسير إلى مسافة 30 كم للوصول إلى مشارب المياه.
·     مما سبق يمكن تحديد نوع الحيوان أو الحيوانات الملائمة لمرعى معين حسب أماكن تواجد مصادر أو مشارب المياه فيه.
         د) وجود الأنواع النباتية السامة:
·    تتواجد في المراعي الطبيعية بعض الأنواع النباتية التي تعتبر سامة لبعض الأنواع الحيوانية وغير سامة للبعض الآخر.
·    قد تكون هذه الأنواع النباتية سامة في أعمار معين.
·  تختلف درجة السمية للنوع النباتي بالنسبة للنوع الحيواني الواحد فقد تكون سامة خلال مرحلة فسيولوجية معينة دون المراحل الأخرى.
·   قد توجد نباتات تحتوي مواد تحدث إجهاض للنعاج الحوامل ولا تؤثر على النعاج الأخرى أو الجمال.
·   لذلك، يجب أن يتم تحديد الأنواع النباتية المكونة للغطاء النباتي في المرعى ومعرفة مدى سميتها في مراحل نموها المختلفة بالنسبة للأنواع الحيوانية المختلفة.
·    يجب أن لا ترعي الأغنام الصوف في مراعي بها نباتات ذات أشواك حتى لا تعلق الأشواك بالصوف والذي قد يؤدي إلى الإقلال من القيمة الاقتصادية للصوف.
·  يجب أن لا تطلق الحيوانات الجديدة أو الصغيرة في العمر في مراعي موبوءة بالنباتات السامة وذلك لقلة خبرتها بالمنطقة (خاصة الأغنام).
           هـ) الحشرات و الحيوانات الأخرى:
·  وجود الحشرات والديدان والطفيليات والحشرات الماصة للدم من العوامل المؤثرة في اختيار النوع الحيواني.
· وجود الحيوانات المفترسة في المراعي من العوامل الحيوية المؤثرة في اختيار الحيوان الرعوي للمرعى.

          و ) العوامل المحلية والاجتماعية:
·    درجة تفضيل الناس القاطنين (السكان) لنوع خاص من الحيوانات دون الأنواع الأخرى
·     نوع الاستخدام لحيوانات المرعى مثل، الصوف، اللحوم، الألبان..الخ.
·     ظروف العرض والطلب في الأسواق
·    تقاليد اجتماعية مثل تربية الجمال لبعض القبائل.
ثانيا) الرعي في الوقت المناسب Correct season of grazing :
·     عند استخدام المرعى الطبيعي يجب تجنب رعي الغطاء النباتي الرعوي خلال الفترة أو الفترات من السنة التي لا يكون فيها جاهزاً للرعي.
* تعريف:
فترة جهوزية أو صلاحية المرعى للرعي: Range Readiness:  الفترة من السنة التي يكون فيها المرعى قد وصل لقمة إنتاجية العلف المرتفع في قيمته الغذائية بحيث يمكن أن يُرعى دون حدوث تدهور لنمو وتكاثر نباتاته وعدم حدوث تدهور لتربته.
·       قد يكون لموسم الرعي تأثير كبير على تدهور أو تحسين المرعى.
·     من المعروف أنه توجد فترتين حرجتين للنمو خلال الموسم:
= الفترة الأولى:
• بداية النمو حيث لو تم رعي النباتات خلالها فإن ذلك يؤدي إلى استهلاك الغذاء المخزن للنبات (أي جزء مخزن للغذاء – بذرة أو أجزاء خضرية).
• إن الغذاء الناتج خلال هذه الفترة من حياة النبات لا يكفي لاستعادة النبات لنموه إذا ما تم رعيه.
• تكون المحصلة للرعي في هذه الفترة عدم مقدرة النباتات على استعادة النمو مرة أخرى بعد الرعي وتموت وإذا ما استعادت نموها فإنه يكون ضعيف غير قادراً على استكمال دورة حياته.
= الفترة الثانية :
• هذه الفترة تبدأ عند بداية التزهير وتكوين البذور.
• خلال هذه الفترة يحدث انتقال لمعظم المواد الغذائية المخزنة أو المصنعة في جسم النبات لأماكن تكوين البذور.
• عند رعي النباتات في هذه الفترة فأنها تفقد البذور التي تتكاثر بها، من خلال تغذية الحيوان عليها وكذلك فإن ما تبقى من  غذاء مخزن بقواعد النباتات لا يكفي لاستعادتها للنمو مرة أخرى لاستكمال دورة حياتها.

v يجب رعي النباتات بعيداً عن تلك الفترتين وإما أن يكون ذلك في الفترة التي تبدأ النباتات فيها بالاستطالة وهو تعبير عن زيادة في نمو النبات وكمية الغذاء المخزن بما يسمح بالاستطالة.
v  يفضل أن ترعى النباتات بعد تمام الإزهار والإثمار لضمان تكاثر الأنواع النباتية في الأجيال التالية.
v يراعي أن ترعى النباتات النجيلية عندما تصل لمرحلة قبل طرد السنابل Booting stage  وهي المرحلة من النمو التي تكون فيها سنبلة الساق الرئيسي بغمد ورقة العلم Flag leaf   حيث من المعروف أنه عند حش أو رعي النباتات النجيلية في هذه المرحلة من النمو فإنه يمكن الحصول على أكبر كمية علف منتجة تتميز بارتفاع قيمتها الغذائية وفي نفس الوقت يكون بقواعد النباتات كمية من المخزن تكفي للسماح لهذه النباتات لاستعادة النمو بصورة جيدة.
v أما بالنسبة للنباتات البقولية فهي تعتبر جاهزة للرعي أو الحش عندما تكون 10% من نباتاتها قد أزهرت في الحقل.
أهمية المراعي ومشكلاتها:
تشكل المراعي مورداً اقتصادياً مهماً في كثير من دول العالم. ويبني اقتصاد نحو 30 إل 40 مليون نسمة من الناس في المناطق الجافة وشبه الجافة على أساس اقتصاديات الإنتاج الحيواني (Sandford 1983) . و يوجد أكثر من 50% من هؤلاء السكان في إفريقيا، ويشار إليهم عادة "بالرعاة الرُّحل". ويستمد هؤلاء دخلهم وقوتهم من الرعي في الأراضي الجافة، وشبه الجافة. و يعتمد هؤلاء الرعاة في الدول النامية على المراعي أكثر من غيرهم في الدول الأخرى، لأنه يندر وجود فرص وظيفية أخرى كما في الصناعة مثلاً. و لهذا فإن المراعي في كثير من الدول النامية مجهدة نظراً لازدياد أعداد الحيوانات لسد احتياج التزايد في السكان المعتمدين على هذا المورد الذي أخذ في التناقص والانكماش.
تواجه الدول النامية مشكلات متعددة المظاهر في إدارة الموارد الرعوية. و تنفرد الدول النامية ببعضها، في حين أن البعض الآخر، يعتبر مشكلات عامة في الغالب وتنطبق على المراعي في أي مكان. وفيما يلي أهم هذه المشاكل.

1) المشكلات المرتبطة بأعداد الماشية:
تعود المشكلات المرتبطة بالماشية والمراعي الكافية للرعي إلى عصور قديمة عندما اضطر إبراهيم ولوط عليهما السلام إلى فصل قطعانها للحصول على كمية كافية من الكلأ. وبالرغم من الطبيعة الأزلية لمشكلات أعداد الماشية ، إلا أن حلولها بقيت محيرة مثلما كانت من قبل . و في بعض الحالات تتعلق هذه المشكلات بتوزيع الماشية، في حين أن البعض الآخر مشكلات عامة.
يتسم تحديد معدل التحميل المثالي بالتعقيد بسب التباين الزماني والمكاني في إنتاج الأعشاب والشجيرات في المراعي. ويعد التعايش مع هذه التغيرات في المراعي تحدياً يواجهه مربوا الماشية المتطورون والبدو الرحل في الدول النامية على حد سواء.
في بعض الأحيان يحدث تباين في إنتاج العشب في المراعي مما يؤدي إلى انخفاض من سنة إلى أخرى، وتكون الأعلاف الإضافية وحقول إنتاج الأعلاف المكملة ومصادر الأعلاف البديلة محدودة جداً في بعض مناطق من الدول النامية أو على المستوى العالمي، ولذلك فإن الرعاة في تلك المناطق يواجهوا نقص في مصدر(مصادر) الكلأ من سنة إلى أخرى و قد يمثل هذا التذبذب حالة طبيعية بالرغم من أنه يمكن اعتبار سنة واحدة سنة مجدبة. كذلك فإن التباين المكاني في الإنتاج العشبي متباين من منطقة إلى أخرى.
إن الوصول إلى قدر من المرونة في إنتاج الماشية لمقابلة هذه التغيرات أمر صعب في أفضل الظروف، وقد تكون هناك حوافز لزيادة حجم القطيع من حيث الوجاهة والغنى، والضمان العالي للأمن العائلي. ويتعامل الرعاة أو مربوا الماشية مع هذه التغيرات السنوية بانتهاج واحدة من خطط التحميل المتعددة.
واجهت معظم الدول النامية أضراراً لحقت بالمراعي بدرجات متفاوتة. و في كثير من الحالات كان تدهور المراعي واضحاً حول المشارب وأراضي المراعي الأخرى التي تتركز فيها الماشية. و للقطعان المختلطة من الجمال والأبقار والأغنام والماعز كفاءة في استثمار مصادر المراعي.
إن الأمل في تقليل الرعي المدمر قريباً في الدول النامية بصورة خاصة، غير مبشر، والأسباب وراء معدلات التحميل العالية كثيرة ومعقدة. ومع ذلك تبقى معدلات التحميل العالية وتدهور المصادر الأساسية أشد المشكلات التي تواجه قطاع الثروة الحيوانية في المراعي خطراً على مستوى العالم، وقد بدأت دورة التدمير منذ زمن قديم، إلا أنه في السنوات القليلة الماضية ، عملت الزيادة في السكان على الإسراع في الدوامة التي يعد الإنسان أحد أطرافها.
ويعد النمو السكاني الأعلى بين الدول النامية. ولكثير من هذه الدول صناعات محدودة جداً وسبل أخرى محدودة للعمل خارج نطاق الزراعة. ففي منطقة الساحل الأفريقي, على سبيل المثال، هناك قطاع كبيرة من السكان يعتمد مباشرة على ما يمتلكه من الماشية في غذائه وفي الحصول على مبالغ نقدية يشتري بها أغذية بديلة وضروراته الأخرى (Simpson & Evangelou 1984) وسنضرب مثلين يوضحان أبعاد المشكلة. في عام 1970م  كان هناك نحو 261 مليون نسمة في منطقة تحت الصحراء الإفريقية. وقد ازداد هذا العدد إلى 347 مليون عام 1980م، ومن المتوقع أن يصل إلى نحو الضعف أو 639 مليوناً بحلول عام 2000م(Simpson 1984) . ويجب أن تزداد أعداد الأبقار من 147 مليون رأس عام 1980م إلى 280 مليون رأس بحلول عام 2000م، وتزداد أعداد الأغنام والماعز من 230 مليون رأس إلى 410 ملايين رأس لإعاشة هؤلاء السكان. فإذا كان كما يرى كثير من علماء البيئة أن الساحل قد وصل إلى قمة التشبع بأعداد الحيوانات الراعية أو زاد عن ذلك فإن هذه الزيادة في أعداد الحيوانات ستحدث كارثة. وفي النيجر ، كان عدد وحدات الماشية الاستوائية (وحدة الماشية الاستوائية = 250 كجم من الوزن الحي) لكل فرد في العائلة 4-5 وحدات قبل الجدب الذي ألم بالبلاد أواخر الستينات من القرن العشرين. وكان هذا العدد كافياً لمقابلة الحد الأدنى لاحتياجات الإنسان. وخلال فترة الجدب نفق نحو 50% من القطعان في البلاد،ولكن بحلول عام 1983م أعيد بناء القطعان من جديد ، إلا أنه بسبب معدل الزيادة السنوية للسكان (2.5%) فقد كان نصيب الفرد في العائلة 3.5 وحدة ماشية استوائية كمستوى لمعيشته (Pase et al. 1985) ، وفي المقابل كان الجدب عام 1984م أشد من سابقه وأقسى.

 يستمر التدهور في صورة من خروط من الأثر والمؤثر
حودث تراجع دون- ذروي والوصول في النهاية إلى حالة جديدة من الاتزان في حضيض التدهور



الدوامة المتردية في المراعي تحت الرعي الشديد ( نقلاً عن Strange1980 (
من كتاب : السعيد (2001) [ص546]

يتكون الغطاء النباتي في الساحل الأفريقي حالياً، بشكل رئيس، من أشجار السفانا مع النيجيليات الحولية في الطبقة السفلى أو من الأعشاب النجيلية الحولية مع وجود شجيرات متفرقة. وقد لا يكون للمفاهيم المبنية على المتطلبات الفسيولوجية للنجيليات المعمرة صلة كبيرة في تحديد الاستغلال الأمثل لهذه الحوليات حيث يبدو أن هناك فرصة ضئيلة لإحياء النيجيليات المعمرة تحت الظروف الحالية لأعداد الماشية. و في الواقع، إن الرعي الشديد خلال فترات معينة قد يزيد من الإنتاج الأولى (Wylie et al. 1983) إلا أن الرعي عندما يبلغ حداً يعوق استهلاك الحيوان للكلأ ويسمح بالتعرية المتسارعة للتربة فإنه يعد رعياً مفرطاً.
قد يشكل الرعي الشديد عبئاً على موارد رئيسية أخرى في كثير من المراعي. فالغطاء النباتي الشجيري يلعب دوراً مهماً في الرعي في الموسم الجاف. وغالباً ما يستنفذ الغطاء النباتي النجيلي في الساحل بعد 5-6 أشهر من السكون ، ولذا توفر الشجيرات مصدراً مهماً للبروتين وفيتامين (أ) وعناصر معينة وغير ذلك. و قد يصبح الاستغلال الشديد مضراً بهذه الشجيرات (Bille 1978) وتشير نتائج بل (Bille 1978) إلى أن الأمر يحتاج إلى 30 عاماً من الحماية الكاملة لهذه الشجيرات لتستعيد إنتاجها. وتتلاشى الثروة الحيوانية في عدد من مناطق الرعي لو فقدت هذه المصادر (Le Houerou 1980).
وعلاج المشكلات المتعلقة بالزيادة المفرطة لأعداد الحيوانات في الدول النامية أمر معقد وليس من السهل تحقيقه. وعادة ما تتضاعف هذه المشكلات نتيجة غياب الأنظمة التي تحدد ملكية الأراضي وازدياد أعداد السكان. وللرعاة بدائل قليلة من حيث فرص العمل في قطاعات الزراعة الأخرى أو الصناعة. و من ناحية أخرى، فإن استمرار استنزاف موارد المراعي الرئيسية قد يقود في النهاية إلى استئصال إنتاج الثروة الحيوانية لآلاف من البدو الرحل وشبه الرحل.

(2) ملكية الأراضي والرعي المشاع:  Land Tenure And Communal Grazing
إن النمط الرئيس الذي يغلب على ملكية الأرض في أراضي المراعي الشاسعة في العالم هو الرعي المفتوح. ويمكن أحياناً تقسيم الرعاة الذين يستخدمون هذه المراعي دون قيود إلى ثلاثة أقسام:
1-   البدو الرحل Nomadic . وهم الرعاة الذين ليس لهم مُقام دائم، ويأخذون أمتعتهم معهم أينما شدوا رحالهم مع ماشيتهم.
2-   البدو شبه الرحل Transhumance . وهم الرعاة الذين لهم مكان ثابت يعودون إليه كل عام. ويرتحلون مع ماشيتهم خلال فترات محددة من السنة.
3-   المقيمون Sedentary. وهؤلاء غالباً من الفلاحين الذين يربون الماشية كذلك. و هم مقيمون في مساكن ثابتة ويرعون ماشيتهم في نطاق إقامتهم الدائمة.

وتكثر أمثلة الرعاة الرحل وشبه الرحل في الدول النامية. فمعظم القبائل في إفريقيا، إلى حد ما من البدو الرحل (Abercrombie 1974; Breman et al. 1978; El-Hassan 1978; Thomas 1980). ويشتهر انتشار البدو في الشرق الأوسط (Noy- Meir & Seligman 1979) ، في حين أن المغول يرعون البقر والغنم والماعز والخيل والجمال في مناطق معينة في آسيا.
من السهل أن نتصور أنظمة رعي البادية في الأراضي الجافة وشبه الجافة كآلية ذات مرونة تمكن الرعاة من توفير الماء والكلأ لماشيتهم. و عادة ما تكون هذه النماذج ذات طابع موسمي تتميز بالترحال بعيداً عن مصادر الماء الدائمة في موسم الأمطار وتعود في الاتجاه المعاكس خلال موسم الجفاف. ويمكن تقليل وطأة الجدب على نطاق محلي بتغيير مسارات الترحال إلى مناطق أقل تأثراً بالجدب. و إذا ما امتد الموسم الجاف عن طوله المعتاد، فيمكن أن يرحلوا إلى مناطق أخرى طالباً للكلأ.
ضرب بريمان وآخرون (Breman et al. 1978) مثلاً لنماذج حركة البدو الرحل الذين يستوطنون في مالي غالباً. إذ تتغذى أبقار الزيبو على النيجيليات المعمرة التي يغمرها ماء فيضان نهر النيجر خلال الموسم الجاف الطويل (8-9) شهور. وفي بداية موسم الجفاف ترعى الأبقار حقول المراعي التي يمتلكها أهالي قرية ديافراب ، ثم ترعى في المراعي المشاعة وسط الدلتا الوسطى . وخلال فصل الأمطار تغمر الفيضانات منطقة الدلتا فترحل الأبقار إلى المراعي المحلية المكونة أساساً من النيجيليات وعريضات الأوراق الحولية جنوب شرقي موريتانيا. وفي نهاية موسم الأمطار، تعود إلى النيجر قرب ديافراب.
كانت أنظمة البدو الرحل وشبه الرحل ملائمة لكثير من المراعي في العالم عندما كانت أعداد السكان منخفضة نسبياً والماء والكلأ متوافرين بما يكفي للماشية التي يعتمد عليها السكان. ومع تزايد السكان ازدادت كذلك أعداد الماشية لمواجهة هذه الزيادة. و قد ألقت هذه الزيادة في أعداد الماشية جهداً إضافيا على الغطاء النباتي الهش ونتج عنها تدهور شديد في المراعي.
يعتقد كثير من علماء المراعي الغربيين أن الرعي المشاع واحد من أهم العوامل المسئولة عن الرعي المدمر باستخدام أعداد كثيفة من الماشية. وقد أثارت مناقشة هاردون (Hardin 1968) حول "مأساة الأراضي المشاعة" الجدل حول هذا الموضوع . واستناداً لتحليل هاردن لهذه القضية، فإن من مصلحة الراعي أن يزيد في حجم قطيعه؛ لأنه سيجني كل المنافع بحصوله عل قطيع أكبر بينما يشاطره في الشدائد كل الرعاة المستخدمون للمراعي المشاعة. وقد ضرب هاردون المثل التالي: ينوي أحد الرعاة زيادة حيوان واحد إلى قطيعة. وهذه الخطوات ذات عنصرين؛ أحدهما إيجابي والآخر سلبي. فالعنصر الإيجابي يتمثل في مقدار الزيادة في الحيوان وزيادة في الوجاهة أمام الرعاة الآخرين وغير ذلك. أما العنصر السلبي لزيادة حيوان إضافي إلى القطيع فيأتي من زيادة الضغط والجهد الإضافي على الموارد الرئيسية في المرعى. إلا أن هذه الدرجة من الاستنزاف،  يجب أن يشارك في تحملها جميع الرعاة المستغلون للمرعى ولا تمثل إلا جزءاً يسيراً بالنسبة للراعي الذي ضمها إلى قطيعه. وبالتالي فإن من مصلحة جميع الرعاة أن يزيدوا في قطعانهم مما يؤدي إلى تدهور المراعي . وقد قادت هذه المناقشة وأمثالها المستشارين في مراعي الولايات المتحدة إلى التوصية بنبذ الرعي المشاع وأيدوا المزيد من التحكم في حركة الماشية وأعدادها.
من ناحية أخرى، لا يتفق جميع الكتاب كلية مع الطرح الذي يتبناه هاردون. إذ يرى آرتز (Artz 1985) على سبيل المثال أنه توجد في معظم نظم الرعي المشاع تنظيمات لدى المجموعة من الرعاة تمنع الإساءة إلى المرعى. ولا يتخذ جميع الرعاة قراراً من فراغ ، فهم يضعون مصلحة الآخرين الذين يستفيدون من المراعي بعين الاعتبار . ويعتقد ساندفورد (Sandford 1983) كذلك أن هذا الطرح الضيق الأفق ولا يبني على فرضيات سليمة. ولم يؤد التحول من الرعي المشاع إلى الملكية الخاصة إلى تخفيف جميع مشكلات تدهور المراعي (Runge 1981; Sanford 1983) . ومن ناحية أخرى ، سرد غيلز وجامتغارد (Gilles& Jamtgaard 1982) أمثلة من بيروا وإفريقيا لمراعي مشاعة ظلت ترعى بهذا النظام لسنوات طويلة دون أن تتعرض لتدهور شديد. فبعض الموارد المهمة الأخرى التي تقع تحت إدارة مجموعة من العائلات وجمعية الرعاة تمنع بطريقة غير مباشرة الضغوط على المراعي (Gilles & Jamtgaard 1982)  , ويرى إلس وسويفت (Ellis & Swift 1988) في كينيا أن سياسات التطوير يجب أن تعين وتبنى نظم الرعي التقليدية بدلاً من وضع القيود عليها.

3) المشكلات المتصلة بالرعي في موسم الجفاف:
Problems Relating To Dry-Season Grazing
تعتبر أنماط الأمطار في معظم المراعي أحادية المظهر، وتتسم بفترة معتدلة القصر من الأمطار يتلوها فترة طويلة من الجفاف مع فرصة محدودة لنمو النبات. وهذا النموذج المتبادل بين نمو النبات وسكونه يفرز مشكلتين تتعلقان بحيوان المرعى:
1-   انخفاض كمية الكلأ.
2-   انخفاض جودة الكلأ.
في بداية موسم الأمطار يكون الكلأ المتاح للماشية في المراعي عند أدنى المستويات. و حين تبدأ النباتات في تجديد النمو، يزداد الكلأ ويصبح وافراً، حتى يصل إلى ذروته. وحتى دون وجود العاشبات الكبيرة في المرعى (الماشية وحيوانات الصيد الكبيرة) ، فإن هناك انخفاضاً حاداً في كمية العشب المتاح (Pieper et al. 1974). أما في ظل الرعي بالماشية فإن الانخفاض أكثر حدة ، وفي المناطق الاستوائية في الهند، يصل الانخفاض في الكلأ المتاح إلى نحو 64% دون وجود حيوانات المرعى (Singh & Yadava 1974). و في كثير من المراعي يعتبر الانخفاض ما بين 25% - 35% أمراً عادياً
(Brockington 1960; Ratliff & Heady 1962 ; Pieper et al. 1974) .
هناك توثيق جيد للانخفاض في جودة الكلأ أثناء موسم السكون ، فعلى سبيل المثال، تفقد النيجيليات الحولية في النيجر نحو 70% من محتواها من البروتين الخام خلال موسم الجفاف.  وقد يصعب الكشف عن البروتين المهضوم وفيتامين "أ" في النباتات القائمة الجافة خلال فترة السكون هذه (Louis et al. 1983).
بناء على ذلك، تقع الماشية تحت أعلى درجات الإجهاد في نهاية الموسم الجاف أوائل موسم الأمطار من حيث كمية الكلأ المتناولة وجودة غذائها. و في كثير من الأحيان، يكون لدى الرعاة قدر محدود من المرونة للتكيف مع ظروف الإجهاد، وعليهم أن يعانوا من النفوق الكامل لحيواناتهم وانخفاض إنتاج ما ينجو منها. و في معظم الحالات، قد لا يتمكن الرعاة أفراداً من التغيير في عمليات تربية الماشية للتكيف مع هذه المشكلات. و لذا لابد من وجود نوع من التدخل من قبل منظمات الرعاة أو الدولة للوصول إلى برامج لتخفيف المشكلات المرتبطة بالرعي في موسم الجفاف.
تمثل المقترحات التي سنعرضها جزء يسيراً فقط من إمكانيات تخفيف الإجهاد على كل من الماشية والسكان خلال موسم الجفاف في الدول النامية. وقد يكون بعضها غير عملي تحت معظم الظروف ، ولكن قليلاً منها قد يكون ذا صلة وثيقة في حالات معينة.
1. الرعي الموسمي Seasonal grazing. كان الرعي بأسلوب البدو الرحل وشبه الرحل إلى حد كبير استجابة للتغير الموسمي في الكلأ المتاح، وكان يعطي الرعاة قدراً من المرونة الضرورية للمحافظة على قطعانهم. و قد قللت الزيادة في السكان والماشية فرص الحركة في كثير من الحالات. إلا أن هذه النماذج في أنظمة الرعي نشأت عبر سنوات طويلة، ويبدو أنها أفضل الخيارات ملائمة للرعاة.
2. الأعلاف المكملةforage  Complementary في كثير من الحالات ، في كل من الدول المتقدمة والنامية، تستخدم مخلفات المحاصيل في برامج الرعي لتكمل المراعي المحلية. وقد تضيف مخلفات المحاصيل الطاقة وكذلك البروتين في بعض الحالات إلى الغذاء. كما يمكن استخدام حقول المراعي المحسنة بالتزامن مع المراعي الطبيعية للحصول على برنامج متزن للرعي طول السنة. ويستخدم البدو الرحل في دلتا نهر النيجر في مالي حقول المراعي المحسنة كجزء من برنامج للرعي كما تحدثنا عن ذلك سابقا (Breman et al. 1978).
3. الأغذية الإضافية Supplemental feed. يعد توفير الأعلاف الإضافية للماشية في مراعي الولايات المتحدة خلال فترات الإجهاد الغذائي تطبيقاً شائعاً. إلا أن الأعلاف الإضافية لا تتوافر بسهولة في الدول النامية. وكلما حظيت الأعلاف الإضافية بالاهتمام، فإن توافرها في الدول المتقدمة سيزداد. وتتوافر الآن بعض الأعلاف الإضافة البروتينية مثل جريش الفول السوداني وكسب بذور القطن في بعض الدول الإفريقية. وتقدم الأعلاف الإضافية عادة لتلبية احتياجات البروتين، والطاقة والمعادن (مثل الفوسفور والعناصر النادرة)، وفيتامين (أ) . كما يمكن أيضاً تقديم فيتامين (أ) عن طريق الحقن.

4. الأغذية المخزونة Stored feed. يعتمد نوع الأغذية المخزونة كذلك على مدى توافرها. وتشمل أمثلتها تبن الفول السوداني والسيلاج و الدر يس (تدريس البرسيم و النيجيليات) . وقد استخدم الدر يس المصنع من نباتات المراعي علفاً إضافياً في المراعي في المناطق الاستوائية في تنزانيا (Sullivan et al. 1980) ، وقد أثبت هذا النظام فائدته لكل من الماشية والسكان. وقد يكون هناك فرص كبيرة للرعاة في حصد الأعشاب يدوياً لعمل الدر يس، ولكن قد لا تتوافر إمكانات للتخزين وما يتلوه من عمليات تقديم هذه الأعلاف.
5. مدخرات الكلأ Forage reserves . يمكن أن تحتفظ هذه النباتات بقيمتها المحلية والمستوردة من الرعي حتى أواخر الموسم الجاف. ومن الناحية المثالية، يجب أن تحتفظ هذه النباتات بقيمتها الغذائية بشكل جيد حتى الموسم الجاف. ويقوم مركز الماشية الدولي لإفريقيا (The International Livestock Center for Africa) بإجراء تجارب حول ذلك في نيجيريا. ويمكن استخدام مدخرات الكلأ للماشية بأعظم قدرة من المجازفة. وللشجيرات المستساغة ذات القيمة الغذائية العالية إمكانية كبيرة لمثل هذا النوع من العمليات . ويمكن عن طريق زراعة الشجيرات مباشرة أو شتلها في مسيجات صغيرة قرب مصادر الماء الحصول على مدخرات للكلأ وكذلك زيادة كمية إنتاج الشجيرات القيّمة التي تتعرض عادة للاستنزاف . وقد وضح بل (Bille 1978) أهمية الشجيرات واستخدامها في منطقة الساحل الإفريقي.
6. الرعي باتجاه المركز Centripetal grazing في النموذج العادي للرعي حول مصادر الماء الدائمة يبدأ الرعي قرب الماء أولاً ثم يتقدم للخارج. و ينتج عن هذا النموذج تكرار الرعي قرب الماء وتكوّن ما يدعى بالأرض الضحية حول نقاط الماء مع تغطية نباتية متفرقة وجزء كبير من الأراضي الجرداء. وأثناء الرعي في موسم الجفاف الطويل، تمضي الحيوانات فترة طويلة بين الماء والكلأ في وقت تكون حالتها الفسيولوجية في أدنى مستوياتها. و كلما استنفد الكلأ على مسافات أبعد فأبعد عن الماء، فإن على الحيوانات المنهكة أن تسير مسافات أطول فأطول. ولكن بانتهاج نظام الرعي المندفع نحو المركزية، فإن الأوضاع تصبح معكوسة. فتنتقل الحيوانات إلى أبعد مكان عن الماء في أول موسم الجفاف وترعى بتقدم تدريجي نحو الماء في آخر موسم الجفاف. و لهذا عندما تكون الحيوانات في أضعف أحوالها، فإنها تقطع أقل مسافة بين الماء والكلأ. ولنجاح هذا النظام فإن توجيه الحيوانات يجب أن يكون إلزامياً، ومع هذا فإن لدى رعاة الماشية مثل هذا التوجيه في كثير من الدول. و يجب تطوير أسلوب لمنع دهس العشب القريب من الماء عند سوق الماشية بعيداً عن الماء. كما يجب أن تكون أعداد الماشية في اتزان مع كمية العشب المتاح لمنع تدمير المراعي.

(4) الجدب Drought
أدى الجدب الشديد الذي أصاب دول الساحل الإفريقي في أواخر الستينات ومطلع السبعينات والأوضاع الحديثة في كثير من الدول الإفريقية إلى لفت أنظار العالم إلى هذه المشكلة المتكررة. وقد كتب الكثير عن المجاعة والهلاك الجماعي للسكان. وقد قدمت مساعدات غذائية ضخمة. ولكن لم يُجر إلا القليل للاستعداد أو التخطيط لوضع حلول طويلة الأمد تعالج مشكلات الجدب.
أنتقد بعض الباحثين بشدة غياب التخطيط للجدب( (wallen & Gwynna 1978. إذ تعامل كل فترة جدب وكأنها حدث معزول عن غيره. ومتى ما انقضت فترة الجدب، فإن كل شيء على ما يرام ولا يجرى إلا القليل للاستعداد لفترة الجدب القادمة . ولعل إحدى المشكلات المتصلة بالجدب أنه لا يمكن توقع حدوثه ، في حين أن الرعي في موسم الجفاف يتم كل عام.
يجب التفريق بين الجدب والجفاف حيث يلتبسان على المرء أحياناً. فالجفاف يعني الافتقار العام للأمطار، وهو حالة مزمنة أو مستمرة. أما الجدب فهو في المقابل ، انحراف عن المعدل أو الظروف الطبيعية. ولذا يجب تقييم الجدب بالمقارنة بمعدل الظروف الطبيعية التي تقلل نمو الغطاء النباتي الرعوي. وقد تكون فترات الجدب قصيرة (Pieper & Donart 1973) أو طويلة كما في الجدب الذي لحق بالساحل الإفريقي في مطلع السبعينات (Wallen & Gwynne 1978) وما أصاب الجنوب الغربي للولايات المتحدة إبان الخمسينات (Herbel et al. 1972). إن أول تأثير للجدب هو خفض كمية الكلأ المتاحة للماشية ((Pieper & Donart 1975;. Swanson & Sellars 1978). وقد يظهر الانخفاض في أداء الماشية من خلال الأوزان المكتسبة، وإنتاج الحليب والتكاثر (Wallce & Foster1975). وأخيراً تموت النيجيليات المعمرة والشجيرات اعتماداً على وقت حدوث الجدب وشدته (Chamrad & Box 1965; Pieper & Donart 1973) . وعادة ما يقع نفوق الماشية نتيجة الجدب بعد استنفاد جميع الخيارات الممكنة. و قد كان نفوق الماشية  خلال الجدب الذي ألم بدول الساحل الإفريقي عظيماً في جميع تلك الدول. ويعتقد الكثير من الرعاة أن الاحتفاظ بقطيع كبيرة وقاية من آثار الجدب.
إن تطوير نظام للإنذار المبكر لمساحات لتحديد الأراضي التي تفتقر إلى الكلأ والأراضي المحتملة لتوفير الكلأ بكميات كبيرة نسبياً سيساعد الحكومة والمخططين على الاستعداد لنقص الكلأ آخر الموسم الجاف. وتعتبر صور الأقمار الصناعية إحدى التقنيات الواعدة في المنطقة (Tucker et al. 1985). كما يمكن استخدام شبكة من مقاييس الأمطار بالتزامن مع هذه التقنية شريطة أن تقرأ هذه المقاييس في الأوقات المناسبة. ولا تقدم مثل هذه المعلومات الفرج عند الجدب ولكنها تعطي وقتاً للتخطيط لعمليات الطوارئ.

هناك في الأساس مدخلان لمواجهة الجدب:
1-   خفض أعداد الماشية.
2-   تقديم أعلاف إضافية.
إن خفض أعداد الماشية ليس محبذاً ولا مجدياً اقتصادياً في معظم الحالات. فالرعاة عادة ما يعتمدون مباشرة على ماشيتهم لمعيشتهم ولا يستطيعون خفض أعدادها دون أن تنعكس آثار ذلك فوراً على غوائلهم.
اقترح والن وغوين (Wallen & Gwynne1978) استخدام الأراضي الواقعة بين أراضي الزراعة المطرية والمراعي في إنتاج الأعلاف للماشية. ويمكن أن تكون هذه المنطقة خياراً متبادلاً بين الرعي وزراعة المحاصيل اعتماداً على تقلبات الظروف المناخية.
إن كثيراً من الممارسات التي نوقشت عن الرعي في الموسم الجاف يمكن تطبيقها على ظروف الجدب . وتعتبر إدارة الأغذية أو الأعلاف الإضافية أكثر تعقيداً في حالة الجدب، لأن هذه الأغذية قابلة للنفاد ولا يمكن خزنها انتظاراً لحدوث الجدب . ويصعب التخطيط للجدب، لأنه لا يمكن التنبؤ بطوله ولا شدته.
تلخص الفقرة التالية المقتبسة في غلانتس وكاتس (Glantz & Katz 1977) كثيراً من مشكلات الجدب في المراعي:
كثيراً ما استخدمت الفكرة المغلوطة التي تقول أن الجدب في دول الساحل حدث غير متوقع لتبرير إخفاق التخطيط طويل المدى في أخذ التقلب في كمية الأمطار بعين الاعتبار. و يعزوا الناس فشل الزراعة في المناطق شبه الجافة إلى ظروف المناخ متخذين منه كبش الفداء لسياستهم السكانية والزراعية. ولذا فسيكون من العصيب على صانعي القرار أن يعوا حقيقة ما تعنيه المقاييس الإحصائية وشبه الإحصائية : لا يستطيع رقم واحد أن يصف على نحو كاف نظام المناخ في المناطق الجافة وشبه الجافة. وإن على صانعي القرار أن يتبعوا بعض المصطلحات "كالمتوسط" بمقاييس إحصائية أكثر إثراء لتصف تقلب المناخ بشكل كاف. و إن فهم التقلبات العالية في المناخ سيزيح أهم العوائق نحو حل المعضلات في دول الساحل وغيرها من المناطق الجافة وشبه الجافة.

5) تحسين مصادر الماء للماشية Development of Livestock water
عادة ما تفتقر المراعي الجافة وشبه الجافة إلى الماء اللازم للماشية والأحياء البرية مما يوجد مناطق يقل فيها الاستغلال. وقد شملت تحسين المراعي المبكرة تطوير موارد الماء لتوفير مزيد من الأراضي المتاحة للرعي ( (Sandford 1983; Child et al 1984. وقد شملت هذه التحسينات ، في الغالب ، إقامة خزانات ترابية للتخزين المؤقت لماء الأمطار أو حفر الآبار التي تصل إلى مصادر الماء الجوفية. و قد كانت هذه المشاريع واضحة للعيان ومفضلة لدى الرعاة والحكومات المحلية. إلا أن هذه المشاريع كانت تقام دون وضع أي خطة لرعي الماشية في الأراضي الجديدة التي أصبحت متاحة بفعل تحسين ماء الشرب.
أصبحت الأراضي حول نقاط الماء ملتقى تتركز فيه الماشية والحيوانات الفطرية. وقد أصبح الرعي المدمر شائعاً في هذه "المناطق الضحية" . و يعتمد حجم هذه الأراضي على معدل التحميل وفترة الرعي. و قد نجم عن تطوير مصادر الماء دون إدارة للرعي، في الغالب، استنزاف للأراضي الجديدة وزيادة في تدهور المراعي. فالرعي الشديد يؤدي إلى استنزاف المنطقة المحيطة بآبار الماء. ولهذا لم يكتسب تحسين مصادر الماء ما يؤهله للنجاح حتى وإن كان كثير من الأراضي مجهزاً تجهيزاً جديداً بماء الشرب.
من المشكلات الأخرى في تطوير مصادر الماء في الدول النامية مشكلة الصيانة. فالغالب أن لا تتوافر صيانة للمشروع بعد إتمامه ولا يدرب السكان المحليون على ذلك.
ولهذا يبدو أن تطوير مصادر الماء في الدول النامية يجب تقييمه بعناية. ويستلزم وجود إدارة كافية للرعي وتوفير الصيانة لمشاريع تطوير مصادر الماء.

6) حرق المراعي Range Burning
يمكن استخدام الحرق المواجه أو المنضبط كأداة لتحقيق عدة أهداف في إدارة الأراضي. إلا أن الحرق غير المقيد في الدول النامية قد يدمر الكلأ ذا القيمة العالية ويترك الأرض جرداء عرضة للانجراف. ويستخدم الحرق لأسباب مختلفة ولكن في حالات كثيرة لا توجد خطة لحصر الحريق في مكان معين.
و يمكن تصور حجم مشكلة الحرق في كثير من البلدان بتوضيح ما يجري في السودان. حيث قدر عبيد (Obeid 1978) أن 34% من محصول العشب في السودان يهدر من خلال الحرق غير المقيد. و في بعض الأقاليم يحرق ما يصل إلى 45% من العشب سنوياً. و كان يمكن لأعداد كبيرة من الماشية أن ترعى هذا العشب لتساهم في سد حاجات السكان الغذائية.

7) التنمية الزراعية مقابل التنمية الصناعية
Agricultural Versus Industrial Development
هناك جدل كبير في الوقت الراهن حول مدى حدوث تحسن في الأوضاع المعيشية في البلدان النامية دون توافر سبعة عوامل اجتماعية وسياسية. وقد ناقش الشروط أو العوامل كل من ميلر (Miller 1990) وفوستر (Foster 1992) وشيلر (Schiller 1994) وهي تشمل:
1-   الوحدة الوطنية.
2-   اقتصاد السوق الحر.
3-   الشكل الديمقراطي للحكم.
4-   نظام تعليم جيد.
5-   حماية حقوق الملكية الخاصة.
6-   وجود فرص للتحرك الاجتماعي والاقتصادي.
7-   مستوى النمو الاقتصادي يفوق مستوى النمو السكاني.

اختارت المنظمات التي تدير المساعدات للدول النامية التركيز بشكل متنام على الدول التي تحقق الشروط السابقة. و متى ما استقرت الأسس الدستورية للتنمية الاقتصادية، فإنه يلزم مناقشة ما إذا كان التركيز سينصب على الإنتاج الزراعي أو الصناعي. وقد قدم نرجسي (Narjisse 1995) تقييماً عن دور المراعي في تنمية الدول الإفريقية. وناقش كلاً من المعضلات والتطلعات بصورة مستفيضة . وقد أكد أن تنمية المراعي يجب أن لا تتم بمعزل عن بقية النواحي الزراعية والاقتصاد الوطني. و اعتبر أن سياسات التبادل التجاري العادلة من جانب الدول الصناعية مهمة بصفة غير مباشرة لاستمرار عطاء المراعي في الدول الإفريقية. كما شجع على البحث عن طرق جديدة للتنمية تبني على اللامركزية والنظرة الشاملة للمعارف المتعددة. وعلى ضوء خطته المقترحة ينحصر دور الحكومة المركزية في وضع الأهداف طويلة الأجل حول الأمن الغذائي، وتحديد صلاحية الأراضي حسب إنتاجيتها في القطاعات البيئية المختلفة للدولة، والبحث عن الآليات المحققة للاستغلال المناسب للأراضي. وتشمل هذه الآليات القروض والحوافز الأخرى.

قواعد أساسية:
·     إن الدراسة الدقيقة لنجاح وفشل سياسات إدارة المراعي وبرامجها في الدول المتقدمة والنامية سيسمح لمديري المراعي بالتعرف على السبل والعمليات الممكن نجاحها في الدول النامية.
·     إن البرامج التي لا تأخذ في اعتبارها تقاليد الشعوب وثقافاتها، ولا تسعى لتبصير الرعاة وقبائل البادية بأهداف البرنامج قد يكون مآلها الفشل.
·     إن المناطق التي يزداد فيها النمو السكاني، يصعب فيها تحسين المراعي في كثير من الحالات ما لم يكن النمو الاقتصادي فيها سريعاً.
·     إن التخطيط والاستعداد للجدب يعد أحد المفاهيم المهمة في إدارة المراعي في كل من الدول المتقدمة والنامية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق