الصفحات

الخميس، 11 يوليو 2019

التوزيع و الكثافة السكانية لإقليم خليج السدرة - محمد إبراهيم الهمالي


التوزيع و الكثافة السكانية لإقليم خليج السدرة


محمد إبراهيم الهمالي 


   تعد دراسة التوزيع والكثافة السكانية من أهم الموضوعات التي يتم تناولها في دراسات جغرافية السكان، فهو يتم بدراسة العلاقة بين السكان والمساحة التي يعيشون عليها ويتم تمثيل هذه العلاقة عن طريق خرائط تعرف بخرائط توزيع السكان، فهي ذات أهمية حيوية في الدراسة الجغرافية ومرتبطة بالتنمية والتخطيط الإقليمي .

  ويعد إقليم خليج السدرة منطقة ذات فراغ سكاني تفصل بين المدينيتن الأكبر في ليبيا ، وبالرغم من العيب الجيوبوليتكي في الخريطة الليبية والمتمثلة في توغل مياه خليج السدرة داخل الأراضي الليبية بمقدار درجتين من درجات العرض، إلا أن هذه المنطقة تعد من أهم المناطق الليبية فهي وظهيرها تساهم بأكثر من 90% من الدخل القومي . 

  وبحسب تعداد 2006 فإن سكان الإقليم بلغ حوالي "311087 " نسمة ومساحتة 247540 ألف كم2 وهذا يجعل الكثافة في هذا الإقليم تكون 1.7 نسمة في الكيلومترالمربع الواحد وهومعدل ضعيف جدا جدا مقارنة بطرابلس الكبرى الذي بلغ فيها المعدل في نفس السنة حوالي 474 نسمة في الكيلومتر المربع الواحد، وبنغازي التي بلغ فيها المعدل كذلك في نفس السنة حوالي 46 نسمة في الكيلو متر المربع الواحد .

   مع أن الإقليم يضم ثلاث بلديات وفق تقسيم الدولة الليبية سنة 1973 وهي (بلدية اجدابيا -الواحات - سرت ) يحوي إقليم خليج السدرة على مدينتين رئيستين هما مدينة إجدابيا وسرت بالإضافة إلى مدن صغيرة مثل البريقة- جالو- وبن جواد - أوجلة وكما يوجد في المنطقة أربعة مواني من أصل خمسة يصدر منها النفط الليبي وهي ميناء السدرة ، ميناء رأس لانوف ، ميناء البريقة ، ميناء الزويتينة ، كما تنتشر في هذه المنطقة العديد من الحقول النفطية أهمها حقل زلطن - النافورة - الواحة - 59 جالو - 103 - أبو الطفل ، وغيرها من الحقول الأخرى ، بمعنى أن منطقة خليج السدرة هي القلب النابض للدولة الليبية ..

   أن إقليم خليج السدرة لازال يوصف بإنه منطقة فراغ سكاني تفصل ما بين أكبر مدينتي في الدولة الليبية ، وهذا جعل من النظام السابق التفكير في تنمية هذه المنطقة التى تمتد على الساحل الليبي لمسافة 590 كم وذلك بعد الإعتداء الأمريكي في سنة 1986 لأن دخول أي بارجة حربية في مياه هذا الخليج فأنها تفصل شرق البلاد عن غربها ، حيث قام النظام السابق بتحديد خط عرض 32 خطاً لحدود المياه الأقليمية الليبية وأعتبر ان مياه هذا الخليج هى جزء من الأراضى الليبية .

  حيث قامت ما تعرف سابقاً اللجنة الشعبية للتخطيط بتكليف شركة أيتالكونسلت وهى شركة أستشارية إيطالية ووضعت عدد بدائل للتنمية المكانية وهى ست بدائل والتى من ضمنها البديل الثالث نموذج الشريط الساحلي والذى يهدف إلى تنمية المدن الواقعة في الأجزاء الوسطى من ليبيا .

   ولقد بدأ فعلا في تنفيذ هذه الأستراتيجية منذ من نهاية الثمانيات والتى منها تنمية محور ( إجدابيا – مصراتة ) ذلك بخلق أقطاب نمو في كل من البريقة ورأس لأنوف وتنمية أحد المدينتين الرئيسيتين في المنطقة وجعلها مركز إدارى رئيسي، هذا وساعد على إعادة توزيع السكان في الإقليم مع كل هذا فأن هذا الإقليم لازال يعاني من قله عدد السكان مقارنة بطرابلس وبنغازي .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق