أفريقيا ومزاعم ثقافة العولمة : قراءة جغرافية في آلية الانتشار الثقافي
|
المجلة الأفريقية للعلوم السياسية - الكاتب د. حسن الياس محمد / النيلين الخرطوم – السودان : |
أفريقيا والعولمة :
قد يبدو من الوهلة الاولي أن تأثير العولمة علي القارة الإفريقية سيكون فاعلا ومتعاظما وأن تيارات اندياح هذه الظاهرة سوف تتسارع ، وذلك لعدة أسباب :أولا : سيادة اللغات الأوربية - الانجليزية والفرنسية والبرتغالية – علي معظم دول القارة ، كلغات رسمية ولغات للتعليم ، بل ولغات للوحدة الوطنية في تلك الدول ، مما ييسر اتصال المجتمعات الإفريقية بمنابع ثقافة العولمة .ثانيا : التحديث الذي بدأه الاستعمار القديم في إفريقيا في بؤر حضرية منعزلة عن الأقاليم والارياف النائية ، كانت تعيقه من الإنتشار صعوبات الظروف الطبيعية وقلة وسائل النقل والاتصال وقتذاك ، أما العولمة الراهنة فقد جعلتها ثورة الانتقال والاتصالات الحديثة قادرة علي الوصول والاتصال إلي أقصي أنحاء القارة .ثالثا : لاتزال إفريقيا غير قادرة علي علاج قضايا التخلف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتكنولوجية مما يجعلها ايضا سهلة الاختراق أمام تيارات العولمة التي تدعو للتطوير السريع .رابعا : لاتزال إفريقيا موطنا للعديد من الموارد الخام الطبيعية للشركات المتعدية الجنسية وسوقا لمنتجاتها ، وأن هذا الهدف الاقتصادي هو الهدف الأعظم للعولمة الراهنة ، مثلما كان هو الهدف الأول للغزو الاستعماري الأوربي للقارة البكر في القرن التاسع عشر .غير إن هذه الأسباب ، وعلي الرغم من أهميتها وفاعليتها ، وقدرة العولمة علي استخدامها في اختراق الواقع الراهن ، إلا أن تأثيراتها تبدو أكثر وضوحا في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والإعلامية ، اما الجوانب الثقافية – المحلية والوطنية ، فلها من المكونات البيئية والاجتماعية ما يهييء لها درجة عالية من الحماية عبر خصائصها وخصوصيتها . إن الحديث عن ظاهرة العولمة يتطلب النظر إليها بمنظارين : إيجابي موضوعي كان ينبغي أن يقوم علي التعاون الإنساني ، ثم سلبي استغلالي يقوم بالفعل علي مبدأ الهيمنة .وقد تحدث عن العولمة بوجهيها الإيجابي والسلبي العديد من المفكرين والكتاب ، والذين كان في مقدمتهم المؤرخ الأمريكي ( بول كينيدي ) الذي ظل ينتقد سياسات بلاده ، الولايات المتحدة الأمريكية ، في شتي المجالات ، اشار ( كينيدي ) في أحدي أشهر أعماله الإبداعية ، وهو كتابه ( الإعداد للقرن الحادي والعشرين ) ( Preparimng for the 21 st Century ) إلي إن العولمة ، من المفترض إن تكون ظاهرة إنسانية وحضارية وعادلة ، وأن تتسم بالحس الإنساني التعاوني ، وأن تنتشر بين البشر معطيات الثورات الزراعية والصناعية والتكنلولوجية والالكترونية والمعلوماتية والاتصالاتية باعتبارها نتاج التطور العام للبشرية الذي ساهمت فيه مختلف شعوب وحضارات العالم عبر التاريخ ، كما يري ( كينيدي) إن تيسير نقل الأموال والسلع والتكنولوجيا والتجارب والأفكار عبر الدول ، ينبغي أن يكون هدفه سد فجوات الخلافات والتخلف الاقتصادي في الدول النامية وليس الهيمنة السياسية والاقتصادية والتجارية والإعلامية من جانب والتدهور البيئي من جانب آخر ، وهكذا يصل المؤرخ الأمريكي الشهير إلي نقد ونقض العولمة الاستغلالية الراهنة ، الواقعة تحت الهيمنة الغربية بعامة والأمريكية بخاصة ، ثم يختتم ( كنيدي ) دراسته الرصينة تلك بحقيقة جوهرية يقول فيها إن العولمة الإيجابية الموضوعية رغم تقهقرها أمام العولمة الأمريكية ، فإنها ستبقي في المستقبل كونها حلقة من حلقات تاريخ الإنسان والبشرية وأن ما سيجعل علاقات البشر تسير نحو التميز وليس التمايز بين الأمم والشعوب والحضارات هو إن الفكر والثقافة في كل مكان من العالم سيبقي لهما بريقهما وعطاؤهما (1).وبما أن جوهر عملية العولمة هو تيسير حركة وانتقال وتبادل السلع والمعلومات والافراد علي النطاق العالمي بدون قيود ، فقد بات متوقعا نشأة الصراع بين الأاقوياء من الدول المتقدمة الذين يمتلكون رؤوس الأموال وانتاج السلع الحديثة والتقنية والتسويق وثورة الاتصالات والمعلوماتية ، وبين الضعفاء من الدول النامية الذين يدخلون تنافسا غير متكافيء ، إن الصراع بين الأقوياء والضعفاء لايقف عند الأبعاد السياسية والاقتصادية والتجارية والإعلامية للعولمة بل يتعداها إلي المجال الثقافي حيث الصراع بين هيمنة ثقافة العولمة وبين خصوصية الثقافة المحلية ، لذلك يبدو من الصعوبة بمكان الحديث عن تقييم اثر الجانب الثقافي للعولمة في إفريقيا ، يمعزل عن كل أبعاد العولمة وبخاصة السياسية والاقتصادية منها ، غير إن التفسير الجغرافي لعلاقة الثقافة بالعولمة عبر المنظورين العالمي والمحلي ، قد ييسر ذلك التقييم ، لأن مثل هذا التفسير الجغرافي ينظر للإنسان والبيئة وللثقافة وللعالم ، من عل ، فيستطيع إن يفرق بين مكونات الثقافات العالمية وخصوصية الثقافة المحلية .التفسير الجغرافي للثقافة :علي الرغم من أن المعني السائد للثقافة بين كثير من الناس لايخرج عن المفاهيم والممارسات المرتبطة بالفكر واللغة والدين والأدب والفن ، إلا أن المعني الواسع للثقافة من منظور التعريفات العلمية لها في العلوم الإنسانية والاجتماعية ، يجعلها ذلك الكل المترابط لتلاقي افة الطرائق البانية للحياة بجوانبها المادية والمعنوية ، ويشمل ذلك في نظر مفكري العلوم الاجتماعية اساليب العمل والمخترعات والإنتاج المعيشي ونمط العمران من جانب ، والدين واللغة التقاليد والأعراف والفنون والآداب من جانب آخر ، ثم يشير هؤلاء المفكرون إلي تفاصيل جقيقة للثقافة يفصلون فيها بين ثقافة الواقع البيئي البيولوجي التي اعتمدت علي جسم الإنسان وعضلاته وحواسه ، وربما حيواناته في مواجهة خصائص البيئة الطبيعية وهو مايعرف بالثقافة البدائية ، وبين الثقافة المكتسبة التي يوفر الإنسان من خلالها الأساليب والأادوات التي تطور حياته وتخرج بها من هيمنة البيئة الطبيعية ومعطياتها ومتغيراتها ، وبهذا فهم يفرقون بين الثقافة البدائية وبين درجات مفتاوتة من الثقافات المتحضرة ، حتي أن عالم النفس الشهير(فرويد) كان يشبه أدوات الثقافة المكتسبة في المجتمع بالاطراف الصناعية والنظارة الطبية التي تعين الإنسان ليتعدي ظروفا طبيعية تتحكم في جسده ، وهي تمثل علي سبيل المثال انتقال الإنسان من مرحلة الجري والمشي علي قدميه إلي مرحلة ترويض واستخدام الخصان ، ثم مرحلة اختراع السيارة في الانتقال (2).كما أن علماء الانثروبولوجيا يضيفون لتعريف الثقافة أنها تلك القدرات التي يكتسبها الإنسان اكتسابا في مجالات المعرفة والعقيدة والأخلاق والعادات والتقاليد والآداب والفنون والقانون ، الامر الذي يجعل اكتساب الثقافة يقوم علي التنشئة والانتماء الاجتاعي ، مما يجعل لكل مجتمع نمطه الثقافي وسماته الثقافية المحلية الخاصة به حتي وأن تطابقت في بعض المجتمعات العديد من المجالات المشتركة في تكوينها الثقافي ، لذلك نجد انه من اللافت للنظر ، أن مفهوم ومصطلح " الثقافة المحلية " بجانب " الثقافة العالمية " كان قد بدأ استخدامها من جانب علماء العلوم الاجتماعية قبل ظاهرة العولمة الراهنة بعقود طويلة من الزمن ، وتداوله أولئك العلماء خلال النصف الأول من القرن العشرين ، منذ إن نقل الاستعمار للدول المستعمرة مظاهر وآثار التعليم النظامي الحديث والعلم الحديث والطب الحديث والصناعة ووسائل الاتصال والتبادل الرياضي والادبي والفني ، فقد أصبحت جميع تلك الظواهر سمات ثقافية تشابهت في كل أرجاء العالم علي الرغم من تفاوت البيئات الطبيعية والحضارية فيه ، مكونة" الثقافة العالمية " التي تعيش بجوارها في كل مجتمع علي الأرض " ثقافة محلية " خاصة بذلك المجتمع .إن التفسير الجغرافي للمكونات الثقافية في المجتمع تتضح لكل من يتابع الجهود العلمية التي قام بها العلماء والباحثون في ميادين علم الجغرافية وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا وهم يكشفون عن أسس البنية الاجتماعية والقاعدة الحضارية لكل مجتمع .فقد ربطت جميع تلك الابحاث والدراسات ربطا واضحا بين المنظومة الاجتماعية وفق نمطها الثقافي ونموها الحضاري وخصائصها الاجتماعية من جانب وبين خصائص البيئة الطبيعية الجغرافية من الجانب الآخر . علما بأن أولئك العلماء والباحثين لم يكونوا جميعا بالضرورة من مؤيدي الحتمية الجغرافية التي تري أن الإنسان ما هو إلا وليد بئيته الطبيعية الجغرافية وأن خصائص المناخ والتربة والسطح وموارد المياه والغطاء النباتي هي التي تكون شخصيته وتبني مكونات ثقافته ، وتحدد له الموارد الطبيعية التي توجه إمكانياته الاقتصادية ، بل ترسم حالته النفسية وقدراته العقلية وصفاته الأخلاقية ، وعلي الرغم من ذلك فإنهم يتفقون مع الجغرافيين حول أثر البيئة الحيوية الجغرافية في خصائص الافراد والجماعات في ثكير من النواحي النفسية والجسدية والمعيشية (3) . لذلك فإن الوصول لجذور التركيبة الثقافية في كل مجتمع من حيث النمو الحضاري الذي تدرجت فيه المجتمعات الإنسانية من الثقافات البدائية إلي الثقافات الحديثة ، كان قد دفع أولئك العلماء والباحثين لدراسة مجتمعات ظلت تمارس ثقافاتها البدائية حتي القرن العشرين في غابات إفريقيا وغابات الأمازون في البرازيل وفي وصحاري استراليا وكلهاري ، وفي جزر المحيط الهادي ، ثم تابعت تلك الدراسات والأبحاث الانثروبولوجية والاجتماعية والجغرافية التغير الاجتماعي الدراسات والابحاث الأنثروبولوجية والاجتماعية والجغرافية التغير الاجتماعي والثقافي في مجتمعات تعدت تلك المرحلة البدائية ومارست الحياة التقليدية كمرحلة انتقالية نحو الحياة الحديثة ، وقد نالت الدراسات الجغرافية الواسعة والمتجذرة في هذا المجال اهتمامات المعنيين في كافة الدراسات الاستراتيجية والسياسية والاجتماعية والثقافية في العالم (4).وقد اثبتت جميع تلك الدراسات إن اساسيات الثقافة وليس مكوناتها تعد مؤشرا للنمط الحضاري في كل مجتمع ومعيارات لذلك المستوي الحضاري في المجتمع ، وهي توجد في أربعة أسس : اختراع الأدوات والآلات ومستوي تطورها من تقليدية إلي حديثة ، توطين الزراعة واساليب تطويرها وعلاقاتها بالمهن لأخري ، والتطور العلمي والتعليمي ، ثم نشأة ونمو المدن ودرجة التحضر (5).وبما إن الثقافة هي نتاج تلاقي المنظومتين لحياة الفرد والمجتمع وهما المنظومة المكانية البيئية الطبيعية والمنظومة الإنسانية الاجتماعية والاقتصادية ،فإن التفسير الجغرافي للثقافة وسماتها يقوم علي تحديد مدي التفاعل والتاثر والتاثير بين هاتين المنظومتين ، حيث يستحيل الفصل بين شقي الثقافة المادي والمعنوي باعتبار إن الجانب المعنوي للثقافة ماهو إلا معطيات ذلك الجانب المادي لتلك الثقافة الذي يحدده نمط العيش واساليب كسبه ، والمتاثرة بدورها بمعطيات البيئة الطبيعية الجغرافية ، التي يقوم المجتمع بالانتفاع بها وفقا لقدراته العلمية والتقنية والفكرية .إن الدراسات الجغرافية الحديثة المعنية بتفسير العلاقة بين خصائص البيئة من جانب والمنظومة الثقافية والسمات الاجتماعية والاقتصادية في كل مجتمع من جانب آخر ، اصبحت تخصصا دقيقا في علم الجغرافية تختلف مسمايته وفقا لنمط التقدم التاريخي الاجتماعي الذي اثر في تطور الفكر الجغرافي بمدارسه المختلفة ، ففي أوربا شاع استخدام مسمي " الجغرافيا الاجتماعية " لتحليل العلاقات الدقيقة بين طبيعة البيئة الجغرافية وخصائص المنظومة الثقافية والاقتصادية المرتبطة بوضع العادات واللغات والمهن ، أما في الولايات المتحدة الامريكية التي يختلف تاريخها السياسي والاقتصادي والاجتماعي عن اوربا ، فقد استخدم الجغرافيون مصطلح الجغرافية الأخري في الولايات المتحدة وغيرها مصطلح " الجغرافيا الحضارية " لذات المعني الذي يفسر الظواهر الاجتماعية من خلال التكوين الثقافي المرتبط بخصائص المنظومتين البيئية والاجتماعية ، ولكن وعلي الرغم من ثوابت المكونات البيئية والاجتماعية في تكوين الثقافة المحلية إلا أن الغلاة من دعاة العولمة ومفكريها يرون إن الثقافات المحلية والوطنية لن تقف في وجه الثقافة العالمية ، اي ثقافة العولمة ، باعتبار أن الثقافة المحلية والوطنية تحمل الفكر والدين واللغة والأدب وهي شئون اصبحت تعمل في هامش حياة الناس ، في حين اصبحت شئون الحياة المباشرة والمعاصرة تخضع في حياة الناس ، لرجال الاعمال والتجارة ، مبرمجي الحاسوب ، ومديري المصارف ، واختصاصيي الإعلام والترفيه ، وشركات النفط ، واصحاب المصانع ، وخبراء البيئة ، وصناع القرار السياسي، والأداريين ، واختصاصيي الإحصاء والمحاسبين ، والأساتذة الجامعيين ، والاكاديميين ، وإن هذه الفئات ذات التاثير المباشر في حياة الناس قد بدأت تتعامل وتندمج في ثقافة العولمة (6).الآلية الجغرافية للانتشار الثقافي :عندما تعرضت القارة الإفريقية الي التغيير الثقافي الكبير عند دخول الاستعمار الأوربي في نهاية القرن التاسع عشر ، ارتبط ذلك بادماج القارة في الثقافة العالمية عبر إدخال الأنظمة الحديثة في الأعلام والإدارة والنقل والطب والتعليم ، وهذا مالا يعد تبديلا ثقافيا في جوهر مكونات الثقافة المحلية ، بقدر ما هي مظاهر لعناصر التحديث ذات الطابع العالمي والتي تنتشر جغرافيا في كل ارجاء العالم ، وينبغي إن نتوقف هنا عند الفرق بين آلية الانتشار المكاني لعناصر التحديث في الثقافة الاوربية الوافدة والتي تمت في العهد الاستعماري ، وبين آلية الانتشاري لثقافة العولمة الراهنة ، إن من أهم العناصر المؤثرة في قياس المدي الإنتشاري لهذه الثقافات الوافدة إلي افريقيا في العصر الحديث ، إن ثقافة العولمة الراهنة هي اختيارية علي مستوي الفرد والأسرة ، عبر وسائل تقنية حديثة قد لا يتيسر للكثيرين خارج المراكز الحضرية مجرد الاطلاع عليها ناهيك عن اقتناء تقنياتها ، في حين أن الانتشار الثقافي لللاستعمار التقليدي الأوربي السابق لم يكن تقنياتها ، في حين أن الانتشار الثقافي للاستعمار التقليدي الأوربي السابق لم يكن اختياريا ، بل كان أمرا مفروضا علي أرض الواقع ، وهكذا ، وبحسب التعبير الجغرافي الدقيق للانتشار الجغرافي للظواهر البشرية ، يعد ذلك الانتشار الثقافي ( للعولمة الاستعمارية القديمة ) من أنماط الانتشار .. المكاني .. المادي .. الواقعي .. في حين يبقي الإنتشار الثقافي للعولمة الراهنة عبارة عن انتشار لا مكاني .. وصفوي .. واختياري ..لقد تابعت الدراسات المختلفة في الجغرافيا السياسية والجغرافيا التاريخية والجغرافيا الحضارية آلية الإنتشار المكاني في القارة الإفريقية للحراك البشري والهجرات القبلية وانتقال الثقافات واللغات والأديان والأفكار والتقنيات وذلك من خلال دراسة وضع المتلقي وفوارق الحضارة والتحضر بين صاحب الرسالة الثقافية الوافدة والمتلقين لها وقد اثبتت تلك الدراسات أن الانتشار الثقافي في القارة الإفريقية خلال التاريخ القديم والوسيط والحديث كان يتم عبر مراحل مهمة منذ إن كانت تلك العملية تعود إلي نبع أحادي النواة ، حتي تطورت عبر الزمان والأمكنة منابع ومراكز متعددة النويات ، وقد حدد الجغرافيون بريادة الجغرافي السويدي Hagerstrand تلك المراحل التي تعبر من خلالها امواج واشعاعات الظواهر الثقافية إلي الواقع المكاني ، باربع مراحل ، يمكن أيجازها بصورة نظرية كما يلي :1- المرحلة الاولية : حيث تكون المراكز الحضرية الأولية في الدول المعنية قد انشئت كمراكز للاشعاع الثقافي أو التحديث المنعزلة ويبدو في هذه المرحلة التناقض حادا بين هذه المراكز وبين المناطق الخارجية والنائية .2- مرحلة الانتشار الأساسي : وهي مرحلة حساسة تتوقف علي سياسات واساليب تقصير المسافات والتناقضات خارج المراكز الحضرية الأولية ، وعلي كيفية اختراق الاقاليم .3- مرحلة التكثف : ويبدو واضحا في هذه المرحلة تزايد القبول لما هو مستحدث حتي بدون ارتباط مباشر بالمراكز الأولية وذلك بسبب الجاذبية والفوائد الملموسة للظواهر الحضارية للثقافة الوافدة .4- مرحلة التشبع : وهي مرحلة الهدوء في العملية الانتقالية والانتشارية للظواهر الثقافية او التحديثية استنادا علي تقبل العامة لتلك الظواهر (7).وكانت القارة الإفريقية قد عرفت الانتشار الثقافي في أراضيها عبر التاريخ بصورة مجزأة ومتدرجة حيث لم يتعد أثر ذلك الإنتشار في العصور القديمة ، اليونانية والمصرية ، أطراف القارة الشمالية والشمالية الشرقية ثم امتد ذلك الاثر في العصور الوسطي بانتشار الإسلام من شمال القارة إلي غربها واقاليمها السودانية الداخلية ومن الجزيرة العربية إلي سواحلها الشرقية ، بعد ذلك جاء الاتصال الاوربي في العصر الحديث عبر سواحل المحيط الأطلسي ، إن كل هذه الأنماط من الاتصالات الحضارية والثقافية كانت قد اتخذت ثلاثة إشكال من الانتشار :- الاتصال المباشر حيث تنتقل اللغة والدين بجانب السلع التجارية .- الاتصال عبر الوسائط وذلك بانتقال الأفراد والجماعات الوافدة المؤثرة علي سلوكيات الجماعات المحلية .- اتصال الآثار المحفزة لمظاهر الحضارة المادية أو المعنوية الجاذبة بفوائدها الشخصية والاجتماعية .لقد كان انتشار الظواهر الثقافية عبر تلك الإشكال المباشرة والوسيطة والمحفزة للاتصال يتم من خلال اساليب محددة وفق المعايير المكانية الجغرافية وهي :1- اسلوب الانتشار السريع : وهو الذي يحدث أثناء الاتصال المباشر كعدوي الأمراض – بين المتلقي ومراكز الانتشار الثقافي واشعاع التحديث في المدن والمراكز الحضرية ويتأثر هذا الاسلوب ببعد المسافة أو قرقبها وبقوة الطرد المركزية لتلك المراكز .2- اسلوب التمدد الجغرافي : وهو الأسلوب الذي يعتمد علي مواقع مراكز التحديث والانتشار من حيث الخصائص الطبيعية الجغرافية للمنطقة المعنية وبخاصة عندما تتميز المنطقة بسهولة الاتصال في مسيرة ذلك الانتشار الثقافي او التحديثي .3- أسلوب الانتشار التراتبي : وهو الانتشار المتدرج بصورة منظمة من المراكز الكبري إلي المتوسطة فالصغيرة ويتضح هذا النمط – كما في توزيع الصحف – في الدول الصغيرة المساحة .4- اسلوب الاندفاعات العكسية الاتجاه: ويتمثل في العودة الهادئة للمتعلمين من المراكز الحضرية إلي قراهم .5- اسلوب الحراك الجماعي : متمثلا في انتقال تيارات حضارية وثقافية كاملة من مكان إلي آخر ، كالهجرات الجماعية المتتالية من قرية إلي مدينة أو من إقليم إلي إقليم أو من قارة إلي قارة (8).يتضح من هذا العرض النظري الموجز للآليات المكانية التي انتظمت الانتشار الثقافي في القارة الإفريقية في العصر الوسيط والعصر الحديث ، قبل تنامي ظاهرة العولمة في العقدين الأخيرين ، أن اشكال واساليب تلك الىليات تختلف جوهريا من حيث انتشار الظواهر الثقافية عن الآليات والتقنيات الحديثة التي تستخدمها العولمة الراهنة من أجل نشر ثقافتها .. ليس ذلك فحسب ، بل إن أهداف نشر ثقافة العولمة – إذا ما افترضنا إمكانية تحقيقها – تختلف أيضا عن أهداف الإنتشار الثقافي السابق لها .هل تتعولم الثقافة ؟علي الرغم من أن جذور العولمة وبداياتها بدت مرتبطة بالمصالح الاقتصادية ، ومتصلة بالتوجيهات السياسية والاعلامية ، إلا أن البعد الثقافي للعولمة هو الذي اصبحت معالمه تبرز كظاهرة عالمية متعاظمة ، حيث يقول أحد منظري العولمة والمختص في الشئون الثقافية ( جون توملنسن ) في كتابه العولمة والثقافة إن عمليات التحول الضخمة في زماننا هذا ، والتي تتبناها العولمة ، لايمكن فهمها فهما صحيحا ، إلا من خلال المفردات المتعلقة بالمفاهيم الثقافية لكل مجتمع ، لأن تلك التحولات إنما تنسج خيوطها بالمعني الحقيقي للثقافة المحلية في كل مكان من عالمنا الحديث ( 9).فهل سيتحقق العالم المعولم ثقافيا علي الرغم من ارتباطات الثقافة المحلية في كل مجتمع ودولة في العالم بخصائصهما البيئية والاجتماعية ؟يعد حفظ التنوع الثقافي في العالم من المباديء التي اقرتها هيئة الأمم المتحدة عبر منظماتها ومواثيقها . وقد جمعت اليونسكو خبراء يمثلون الأديان والثقافات والحضارات العالمية وصاغت من خلالهم وثيقة الاعلان العالمي للتنوع الثقافي وكذلك اتفافية التراث الثقافي ، وذلك بغرض حفظ التراث الإنساني والتنوع الثقافي فيه ، وصون كل ما هو غير مادي في العالم ، بعيدا عن الخلافات السياسية والعسكرية وغيرها من الخلافات ( 10). إن معاني هذا الاتفاق العالمي تبدو حاضرة بصورة غير مباشرة في كتابات دعاة العولمة ومفكريها الذين باتوا مقتنعين بان كيان الدولة الوطنية وبقاء الثقافة المحلية لايتعارضان مع اهداف العولمة وانتشارها ، وبذلك اصبحوا يفرقون بين " ثقافة العولمة " وعولمة الثقافة ويعتبرون ان التعددية الثقافية والاجتماعية في العالم والتي هي سمة يستحيل تغييرها ، تعد في حد ذاتها لبنة تقوم عليها سياسات العولمة التي تكمن في فتح ابواب حرية الخيارات الاقتصادية والاعلامية (11) غير أن هذا المنطق لايقنع منتقدي العولمة باعتبار أن تلك الخيارات غير قائمة بالفعل وان النظام الليبرالي – الراسمالي – العلماني السائد عبر الحضارة الأوربية الحديثة المسيطرة يغلق تلك الأبواب امام أي خيارات أخري بفعل الهيمنة .وعلي الرغم من اتفاق بعض مفكري العولمة حول عدم الغاء سيادة الدولة الوطنية والثقافة المحلية إلا ان منهم من يثير حول هذه الخصوصية الثقافية والوطنية موضوعين ، الأول عن ضرورة أن نفرق بين الثقافة الجوهرية لكل مجتمع أو دولة وبين الثقافة الظاهرية له ، باعتبار ان الثقافة الجوهرية للفرد والمجتمع هي لغته وفكره ودينه وهي أسس لا تتبدل كالثقافة الظاهرية الاستهلاكية الشعبية التي تتكون من الازياء والاطعمة والموسيقي ووسائل الترفيه وغيرها ، اما الموضوع الثاني الذي يدعو له بعض مفكري العولمة الأمريكيين امثال ( ديفيد رو تكويف ) فهو مدح الثقافة الامريكية والدعوة لاتخاذها انموذجا في العالم لما تتمتع به دون غيرها من الثقافات والحضارات من الانفتاح واستيعاب الحضارات الاخري ومن الاخذ بأسس واساليب العلم والحرية والقوة الاقتصادية .ويعقد ( روثوكوبف ) تشبيها بين السيطرة التي تسعي إليها أمريكا علي عالم الاتصالات والمعلومات والاقتصاد والسياسة في العالم ، وبين سيطرة بريطانيا علي البحار في الماضي القريب الذي جعلها الامبراطورية إلي لاتغيب عنها الشمس والتي فرضت عبر سيطرتها علي العالم ، كافة مظاهر الحضارة الحديثة ، دون إن يقودها ذلك لإلغاء الشخصية الوطنية أو لإلغاء العناصر الجوهرية للثقافات المحلية في الدول التي سيطرت عليها (12).وعلي الرغم من استخدام علوم الجغرافيا والاجتماع والإنثروبولوجي لمصطلح الثقافة العالمية ، قبل العولمة الراهنة بعقود من الزمن ، إلا أن المفهوم المعاصر لذات المصطلح ، اصبح يدل علي الانتشار الجغرافي للثقافة الامريكية الشعبية المرتبطة بظاهرة العولمة ، بعد إن غزت هذه الثقافة مختلفة دول العالم بما فيها الدول المتقدمة سياسيا واقتصاديا وصناعيا ، كما حدث في اليابان التي احتفظت بجوهر شخصيتها الثقافية ، لكنها تأثرت بالثقافة الظاهرية الأمريكية في الأزياء والموسيقي والسينما والاطعمة والترفيه .وقد اهتم الدارسون والمختصون بالشئون الثقافية والاجتماعية في شتي انحاء العالم بهذا القبول الواسع الذي لقيته هذه الثقافة الأمريكية الشعبية بدءا بالدول الأوربية المتقدمة وانتهاء بادول الفقيرة النامية ، كدول إفريقيا والعالم العربي ، في الوقت الذي لايوجد فيه حتي من بين المثقفين في هذه الدول النامية من يهتم بجوهر الثقافة الأمريكية أو يعرف شيئا عن تفاصيل التاريخ الأمريكي أو يتابع جذور الفكر السياسي والقانوني الامريكي ، أو يلتفت لاصول الفلسفة والأدب والمسرح أو العلم والتكنولوجيا في الولايات المتحدة . فقد تعدت الدراسات المعنية بهذه الظاهرة الحديث عن السيطرة الأمريكية علي الاقتصاد العالمي والنظام السياسي العالمي الجديد ، وأشارت غلي بعض مكونات المجتمع والثقافة الامريكية التي هيأت لهذه الثقافة الأمريكية الشعبية هذا القبول والانتشار الجغرافي الواسع . فهي تتحدث عن التجربة الأمريكية في مجال اتساع الطبقة الوسطي وفي ملء ثقافة الشباب كقطاع واسع ومؤثر في المجتمع والسوق والاقتصاد ، بتلك الاهتمامات الشعبية الترفيهية كما تتحدث تلك الدراسات عن مجال التعليم العالي والبحث العلمي والثقافات الجوهرية في الجامعات الأمريكية التي نافست الجامعات الاوربية وتفوقت عليها في جذب المتعلمين والمختصين في مختلف التخصصات ومن مختلف أنحاء العالم ، لقد عاد هؤلاء المتعلمون والمختصون لبلدانهم في مواقع قيادية ومؤثرة جعلت من انتشار الثقافة الأمريكية أمرا يسيرا ومقبولا ، وتضيف هذه الدراسات إلي ذلك ، أن قبول الثقافة الأمريكية الظاهرية الشعبية علي المستوي العالمي يستند أيضا علي عدم بروز هوية تاريخية أو دينية أو إثنية صارمة في الولايات المتحدة التي اصبحت تضم في جوفها المهاجرين من ذوي الأصول المختلفة أوربيا في البداية ، ثم إفريقيا في فترة الاسترقاق ، ثم عالميا بعد ذلك حينما امتصت الولايات المتحدة الوافدين إليها من الأديان والبلدان واللغات والثقافات من مختلف أرجاء العالم ، وصهرتهم في بوتقة واحدة لم يحدث لها مثيل في التاريخ(13).أما وجهة النظر الأمريكية حول انتشار الثقافة الأمريكية الشعبية ، فإنها تضيف لكل ماسبق ، سيطرة الولايات المتحدة علي وسائل الاتصال المسموع والمرئي وهي وسائل اعلامية تصل في مختلف بلدان العالم للقواعد الشعبية من المواطنين الذين تعجز كثيرا وسائل لأعلام المحلية في مخاطبتهم ، كما أن القائمين علي الثقافة الظاهرية الأمريكية افلحوا في تلبية حاجات وحريات الأفراد والجماعات في مجالات التسلية والرياضة والموسيقي والأفلاح بل ووصلت مهاراتهم إلي مرحلة التثقيف والتنوير العام عبر تلك الثقافة الظاهرية ، كذلك فإن دور اللغة الانجليزية في انتشار هذه الثقافة الأمريكية يعود إلي انتشار هذه عالميا منذ زمن الاستعمار البريطاني في معظم انحاء العالم، بخصائصها التي لا تختلف فيها كثيرا لغة الكتابة عن التحدث ، أو لغة الخاصة عن العامة كما في معظم اللغات الاخري ، إلا إن كل هذه الدراسات المتضمنة وجهات نظر تسير في خطي ثقافة العولمة ، تبقي زغما عنها علي فكرة التعامل مع الثقافات المحلية وليس علي مبدأ إلغائها أو تغييرها(14) . لذلك استخدم بعض المختصين في أدبيات العولمة مفاهيم ومصطلحات عن ربط السياق المحلي والقومي للثقافة مع السياق العالمي الذي تسعي العولمة من خلاله للتواصل الثقافي عبر الحيز الجغرافي العالمي من دون حواجز ، فابتدع هؤلاء مصطلحا يجمع بين كلمة ( عالمي Globalوكلمة محلي Localبعبارة Glocalizationلتشير إلي مفهوم وضرورة التواصل والتمازج الثقافي بمعني " العالمية المحلية " (15)إن التمازج الثقافي ضمن تيار عولمة الثقافة – وليس ثقافة العولمة – يبدو لنا واضحا في اختلاط وتلاقح الثقافات الإفريقية المحلية مغ غيرها من الثقافات عبر التاريخ ، من غير محوها أو الغائها ، يظهر لنا ذلك في آثار العصور التاريخية القديمة حيث آثار البحر الأبيض المتوسط في شمال إفريقيا ، والمؤثرات الحضارية الثقافية الإسلامية في الشمال الإفريقي وإقليم الساحل وغرب إفريقيا وشرقها ، بل إن تأثير إقليم جنوب إفريقية بالهجرة الاستيطانية للأوربيين في العصر الحديث لم يلغ الثقافة الإسلامية للآسيويين والثقافة المحلية للأفارقة.كم هو شاسع الفرق بين أهداف واساليب الانتشار الثقافي الذي اراده الغرب عبر(العولمة ) الاستعمارية القديمة ، ولايزال يسعي إليه عبر العولمة الراهنة رغم تترس المكونات الثقافية المحلية – الدينية وغير الدينية – بخصائص البيئة وخصوصية المجتمعات ، وبين الانتشار الثقافي الذي حققه الإسلام قبل أربعة عشر قرنا ، فانطلاقة الإسلام الثقافة نحو" العالمية " استندت علي مبدأ أن الرسول صلي الله عليه وسلم بعثه الله للناس كافة وليس لأمة بعينها كما في الرسالات السابقة . كما ان ذلك الانتشار الإسلامي الثقافي العقائدي كان قد اكتمل عبر آلية غير مسبوقة في نشر الحضارات والعقائد والثقافات علي مستوي العالم. إنها الآلية التي تجاوزت الجزيرة العربية وأقاليمها المجاورة ، في طريقها نحو العالمية ، من غير معارك حربية أو أطماع سياسية واقتصادية ، أو دعوات دينية تبشيرية منتظمة ، بل تحقق ذلك الإنتشار من خلال نهج القدوة والقناعة والمنافع المتبادلة، وعبر أسلوب الحكمة الهاديء الذي تبعه العلماء والتجار والرحالين .__________________المراجع :1) السعيد البدوي ، ( العولمة وأثرها علي إفريقيا ) ( حلقة نقاشية – معهد البحوث والدراسات الإفريقية ، القاهرة 1999 ) المجلة الجغرافية العربية ، العدد 34 ، السنة 31 ، 1999م ( ص 378 )2) الموسوعة العربية العالمية ، مؤسسة أعمال الموسوعة للطباعة والنشر ، الرياض ، المملكة العربية السعودية 1996م ، ص 42 – 443) كرستين نصار ، الإنسان والجغرافيا ، جروس برس ، طرابلس ، لبنان ، 1991م ، الفصل الاول .4) الدراسات الجغرافية التي أثرت الفكر الجغرافي والمعرفة الإنسانية حول مراحل التطور الثقافي لمختلف المجتمعات والبيئات العالمية واسعة وثرة ، ونشير هنا إلي بعض منها:- Sjoberg, G, The Preindustrial City: Past and Present , The Free Press , New York , 1960.- Mead , M. Continuities in Cultural Evolution , New Harven, Yale University Press , 1964- Redfield , R, The Folk Culture of Yucatan , Chicago University Press 1941- Foster , G, Traditional Culture and the Iapact of Technology , New York Harper 1962.- Garn , S, (ed) Cultures and the Direction of Human Evolution ,W,S. University Press 1964.- Spencer J ,. And Thomas W.L. Cultural Geography , L. A. H. California 1968.5) الموسوعة العربية العالمية ، مرجع سابق ، ص 40 – 416) بنيامين باربر ، عندما تأكل العولمة الدولة الوطنية من فوق ، ترجمة أحمد مغربي ، بيروت 1998م ، ضمن عزت السيد أحمد ، انهيار مزاعم العولمة الفصل الثاني ( العولمة والغزو الثقافي) دمشق 2000م7)T, Hagerstrand , Innvation Diffusion as a Spatial Process, Translated by: A. Pred , Chicago University Press , 1967 , in Fatin Al – Banna , the Diffusion Process ; Theory , and practice with special reference to the African continent , Bulletin of the Egyptian Georaphical society , V. No. LXXV , 2002 , pp,. 159- 184.8)Alber R. Adams j ,Gould P,. Spatial Organization : the Geographers View of the World , prentice – tall , New York , 1971 , p,. 390.9)Tomlinson John , Globalization and Culture , University of Chicago Press 1999 P,.10) الموسوعة العربية ، مرجع سابق ، ص ( 402)11) من الكتب المهمة والشهيرة التي تحمل فكرة إن الدولة الوطنية والثقافة المحلية لاتتعارضان مع أهداف وسياسات العولمة .Micklethwait J., And Wooldridge A, A future Perfect: The challenge and Hidden Promise of Globalization , William Hinnman , London , 200012) ديفيد روثكويف ، في مديح الأمبريالية الثقافية ، ضمن عزت السيد احمد ، مرجع سابق ، ( الفصل الثاني ، العولمة والغزو الثقافي )13) بول سالم: الولايات المتحدة والعولمة : معالم الهيمنة في مطلع القرن الحادي والعشرون ، ورقة قدمت الي ندوة العرب والعولمة ": في مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت 1997م ، ونشرت في مجلة المستقبل العربي 229 – 1998م14)Hall .,s. The Local and the Global : Globalixaion and Ethnicities in A,.D, King , Culture , Globalization and the World System , London , Macmillan , 1991 ,.15) جوزيف ناي وجون دوناهيو ، الحكم في عالم يتجه نحو العولمةن ترجمة محمد شريف الطرح ، مكتبة العبيكان ، الرياض المملكة العربية السعودية ، 2002م ( ص 165) |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق