التسميات

آخر المواضيع

الخميس، 11 يوليو 2013

سكان السودان .. تحدي الأوضاع والخصائص ...




سكان السودان .. تحدي الأوضاع والخصائص 


الكاتب/ محمد الشيخ حسين-حنان كشة 


Thursday, 18 December 2008 

   يرسم تقرير خصائص وديناميكية السكان في السودان للعام 2007م، صورة مثيرة للجدل عن أوضاع السكان في البلاد من حيث التعامل مع المؤشرات الديموغرافية.

  ولعل العنصر الأول لإثارة الجدل أن التقرير حسب البروفيسور ست النفر محجوب بادي الأمين العام للمجلس القومي للسكان يصدر تنفيذا لأحد أهم اختصاصات المجلس المتمثلة في إصدار تقرير يعنى بأوضاع السكان في السودان بصورة دورية، لكن الحاصل أن التقرير الصادر أصبح أقرب إلى العمل الروتيني الديواني أو أداء الواجب.

   أما العنصر الثاني فإن التقرير الذي يعد الأول بعد آخر تقرير صدر في العام 1994 اعتمد على بيانات المسوحات والتعدادات السابقة، إضافة إلى بيانات المسح السوداني لصحة الأسرة 2006، اعترف بأن هذه المسوحات أقل دقة من التعدادات السكانية.

   وكان الأجدر هنا أن يؤجل إصدار التقرير إلى حين صدور نتائج التعداد السكاني الخامس، لأنها ستكون أكثر دقة من بيانات المسح السوداني لصحة الأسرة.

  وتتلخص النقطة الأخيرة في أن التقرير لم يهتم بتحليل أن تخلف الوضع الاقتصادي هو المسؤول الأول عن تردي الأوضاع السكانية، إضافة الى اتساع الفجوة بين مخرجات التعليم واحتياجات سوق العمل. 

  يقدر العدد الكلي لسكان السودان بنحو 38.3 مليون 2006 وينمو سنوياً بمعدل نمو يبلغ 2.53 بالمائة.

  ويعتبر هذا المعدل أحد أعلى معدلات النمو مقارنة بدول العالم المتقدمة والنامية في أفريقيا، العالم العربي والإسلامي. طبقاً لإسقاطات الجهاز المركزي للإحصاء، من المتوقع أن يصل عدد السكان الكلي للسودان 48.1 مليون بحلول عام 2018م.

الخصائص السكانية

  فيما يلي بعض من الخصائص الرئيسية للسكان في السودان:

× عدد الولادات الخام 37.8 لكل 1000 من السكان، من المتوقع أن تنجب المرأة في المتوسط 5.9 طفل.

× عدد الوفيات الخام 11.5 لكل 1000 من السكان، يموت 68 طفلا من كل 1000 ولادة حية قبل وصول السنة الأولى من العمر؛ العمر المتوقع عند الولادة 54 سنة. من المتوقع أن تعيش الإناث في السودان، أكثر من الذكور بحوالي 3.3 سنة. في المتوسط أعلى عمر متوقع عند الولادة في ولاية الخرطوم (56.1 و57.8 سنة للذكور والإناث على التوالي) والأقل في ولاية الاستوائية (43.1 و45.6 سنة للذكور والإناث على التوالي).

× طبقاً للمسح السوداني لصحة الأسرة 2006م, 1.107 امرأة من كل 100.000 امرأة حامل تموت أثناء الولادة أو خلال الستة أسابيع بعد الولادة.

× طبقاً للمسح السوداني لصحة الأسرة أن حوالي 90 بالمائة من النساء في الفئة العمرية 15 الى 50 سنة مخفوضات، وحوالي النصف (48 بالمائة) من النساء ارضعن أطفالهن رضاعة طبيعية حتى 20 إلى 23 شهراً- وكما هو معلوم تعتبر الرضاعة الطبيعية أفضل حماية ونمو صحي للأطفال.

× السودان بلد غير مكتظ بالسكان، إذ تبلغ الكثافة السكانية في المتوسط 13.4 شخص لكل كيلومتر مربع، يتركز السكان على طول شريط النيل وروافده ومناطق السافنا الغنية من الشرق الى غرب البلاد. طبقاً للتعداد الرابع للسكان 1993م, أعلى كثافة للسكان في ولايات الخرطوم 238 شخص للكيلومتر المربع والجزيرة 163, وأقلها في ولايات الشمالية 2 و4 في ولايات البحر الأحمر وغرب بحر الغزال.

× في 2006، 45 بالمائة من مجموع السكان الكلي أقل من 15 سنة و52 و3 بالمائة في الفئة العمرية من 15- 64 سنة و65 سنة أو أكثر على التوالي. ظلت نسبة السكان تحت 15 سنة في حوالى 45 بالمائة من مجموع السكان الكلي منذ التعداد الأول للسكان 56 - 1955.

× في 2006, 63.6 بالمائة من السكان يعيشون في المناطق الحضرية و62.4 بالمائة في المناطق الريفية تتفاوت نسبة سكان الريف والحضر بشكل ملحوظ بين شمال وجنوب السودان بينما في الجنوب 81.4 بالمائة و18.6 بالمائة من السكان يعيشون في مناطق الحضر والريف على التوالي نجدها في الشمال 59.8 بالمائة و40.1 بالمائة. نسبة التحضر أعلى في ولايات الخرطوم 87.9 بالمائة, والبحر الأحمر 74 بالمائة؛ وأقل في ولايات غرب دارفور 14.5 بالمائة والشمالية 16.5 بالمائة.

× العمر عند الزواج الأول منخفض ولكنه يتزايد بمرور الوقت- ازداد بين العقد 1973 الى 1993 من 18.8 إلى 22.7 سنة للإناث ومن 22.9 إلي 29.3 سنة للذكور.

× طبقاًً لتعداد السكان 1993، عدد المهاجرين الداخليين (الذين انتقلوا من ولاية لأخرى) 3.4 مليون شخص، في الغالب ذكور (85.1 بالمائة) وحوالي النصف منهم (1.5 مليون) هاجروا إلى الخرطوم و48 بالمائة هاجروا من المناطق الحضرية في الولايات الأخرى و46.1 بالمائة من المناطق الريفية. النمط المهيمن للهجرة الداخلية من حضر الى حضر (37.5 بالمائة من مجموع المهاجرين) ثم من ريف إلى حضر بنسبة 30.5 بالمائة. أيضاً هناك نسبة مقدرة للهجرة من الريف إلى الريف. النسبة الأقل (9.1 بالمائة) من المهاجرين الداخليين من حضر إلى الريف.

× في 2006، هناك 698.521 سوداني هاجروا خارج السودان، الأغلبية (696.055) هاجروا إلى البلدان العربية و955 إلى البلدان الأفريقية. في نفس السنة 585 هاجروا إلى آسيا، 2016 إلى أوروبا و898 إلى الأمريكيتين.

× المسح العالمي للنازحين (2003) قدر عدد النازحين في السودان بحوالى 4.5 مليون نازح، عدد مقدر منهم (1.3 مليون) يعيش في معسكرات حول العاصمة.

× في يونيو 2007، العدد الكلي للاجئين السودانيين في الدول المجاورة قدر بـ585.272, أعلى عدد للاجئين في تشاد (200.000) تليها أوغندا (196.514)، كينيا (65.288) وأثيوبيا (57.473).

× بين 2005 و2006، 96.508 لاجئ سوداني عادوا طوعياً إلى السودان من الدول المجاورة. 39.915 من أوغندا و22.249 من جمهورية الكنغو الديمقراطية.

× السودان به عدد كبير من اللاجئين وطالبي اللجوء من الدول المجاورة. سجلت الفترة ما بين يناير ويوليو 2007, 4.029 لاجئ بمعدل 19 لاجئاً يومياً.

× في يونيو 2007 كان هناك ما مجموعه 723.794 لاجئ في السودان - 127.481 (أو 17.6 بالمائة) كانوا في مخيمات اللاجئين في شرق السودان، وسط السودان, غرب دارفور، الاستوائية والخرطوم، و596.313 (82.4 بالمائة) خارج المعسكرات. مخيم اللاجئين الأكبر (99.648) في شرق السودان والعدد الأكبر للاجئين خارج المعسكرات (500.000) استقروا في الخرطوم.

× بتنسيق بين وزارات الخارجية والشؤون الإنسانية تقوم الإدارة العامة للجوازات والهجرة بضبط وتنظيم دخول وإقامة الأجانب. على سبيل المثال هنالك مكتب خاص يتولى الإجراءات التي تتعلق بموظفي الأمم المتحدة في السودان- هناك 8.722 موظف للأمم المتحدة في مكتب مقر الأمم المتحدة في الخرطوم، بالإضافة إلى وحداته الإدارية في الأبيض والقطاعات الأخرى الستة في جوبا، واو، ملكال، كادوقلي، الدمازين وأبيي، أيضاً هناك مكتب يتولى الإجراءات فيما يتعلق بقوات الهجين الذي يحتشد بعدد 9.267 متضمنة قوات الاتحاد الأفريقي.

× تنسق الإدارة العامة للجوازات والهجرة مع وزارات العمل والاستثمار والتعليم العام والتعليم العالي والطاقة, تنظم دخول وإقامة الأجانب في السودان لأغراض العمل، الاستثمار أو الدراسة. العدد الكلي للأجانب من هذه الفئات حالياً في السودان 121.742 شخص من دول مختلفة, يشمل 7.544 طالب يدرسون في الجامعات السودانية، مدارس ومعاهد التعليم العالي.

إجمالاً وفي عام 2007م:

× عدد الأجانب الموجودين في السودان يقدر بـ1.3 مليون شخص أي 2.7 بالمائة من العدد الكلي للسكان.

× عدد السودانيين الموجودين في مختلف أقطار العالم يقدر، بصورة فضفاضة وغير موثقة ما بين 2 إلى 5 ملايين.

  المعرفة الدقيقة والدراسة والتحليل التفصيلي لأعداد الأجانب بالسودان والسودانيين بالخارج فيما يخص الأعمار، النوع، المستوى التعليمي ومجال التخصص وخصائص حراكهم ومدة بقائهم في السودان وبدول المهجر معلومات مهمة للغاية لتطوير السياسات والبرامج التي تمكن، وبفعالية، من الاستفادة القصوى وتقليل المخاطر والسلبيات لأدني حد فيما يخص آثار الهجرة الوافدة إلى أو الخارجة من السودان، اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وسياسياً وأمنياً.

   هنالك أعداد ضخمة من النازحين (بسبب الاضطرابات الإقليمية كالجنوب ودارفور وشرق السودان) بالإضافة إلى الهجرة من الريف إلى المدن لعبت دوراً كبيراً في تغيير التوزيع والكثافة السكانية. حسب التقديرات فإن 12بالمائة من سكان السودان غيروا مناطق سكنهم خلال العشر سنوات الماضية، هذه نسبة حراك سكاني كبيرة ولها تأثير مباشر فيما يخص التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتقديم الخدمات الأساسية للمواطن.

القضايا والتحديات

  يستعرض الجدول أدناه بعض من المؤشرات الديموغرافية الرئيسية للسودان مقارنة مع مجموعة مختارة من دول متقدمة ونامية بغرض تسهيل تفسير التبعات الاقتصادية والاجتماعية المستقبلية المحتملة لخصائص السكان الحالية، والتدخلات الضرورية في السياسة والتي تضمن عدم عرقلة التنمية وترقية نوعية الحياة في السودان بسبب العوامل السكانية.

ومن الجدول المرفق يمكن أن تستنج الملاحظات التالية: 

× العدد الكلي للمواليد لكل 1000 من السكان في السودان (37.8) أكثر من ضعف النسبة في تونس 17 وأعلى من مصر بنسبة 40 بالمائة, أكثر من أربعة أضعاف من النسبة في ألمانيا واليابان. على أية حال الحالة في السودان أفضل بعض الشيء من كينيا وأثيوبيا بخصوص عدد الوفيات لكل 1000 من السكان. العمر المتوقع عند الولادة في السودان 20 سنة أقل من تونس؛ و25.17 و28 سنة أقل من مصر وألمانيا واليابان على التوالي.

× من كل 1000 طفل رضيع في السودان، 68 منهم يموت قبل إكمال السنة الأولى من الحياة مقارنة بـ20 طفلاً في تونس، 33 في مصر، حوالي 3 في اليابان وحوالي 4 في ألمانيا.

   مقارنة مؤشرات الوفاة في السودان بالبلدان الأخرى تشير إلى أن السودان يتخلف وراء بعض الدول النامية وبشكل ملحوظ مقارنة بالبلدان المتقدمة. التدخل الرئيسي والمطلوب باستمرار, يتعلق بالاستثمار في قطاع الصحة لضمان خفض معدلات المرض والوفيات العالية؛ بالتركيز على الرضع وصحة الأطفال والأمهات.

× يواجه السودان معدل نمو سنوي سكاني عالي 2.53 بالمائة مقارنة مع كل الأقطار المختارة في الجدول أعلاه؛ في ظل هذه النسبة, العدد الكلي للسكان 38.6 مليون في 2006 سيتضاعف إلى 76.2 مليون في أقل من 28 سنة، وبمعنى آخر بحلول عام 2038.

× معدل النمو العالي للسكان في السودان ناتج عن الانخفاض المتسارع لمعدلات الوفيات والمستوى العالي لمعدل الخصوبة وأن كانت تتجه إلى الانخفاض ببطء. معدل الخصوبة الكلي في السودان 5.9 طفل أكثر من ضعف نسبة الإحلال للسكان 2.1 طفل.

× المجتمع السكاني في السوداني فتى- كل إحصاءات السكان تشير إلى أن عدد السكان الذين أعمارهم أقل من 15 سنة يشكل 45 بالمائة من مجموع السكان الكلي. وهذا يعني بأن السكان لديهم طاقة نمو مرتفع ويمكن أن نتوقع أن يبقى مثل هذا الزخم لعقود في المستقبل. أيضاً، تشير تجارب الدول المتقدمة والنامية التي مرت بمرحلة التحول الديموغرافي (من الخصوبة العالية والوفيات العالية إلى حالة الخصوبة المنخفضة والوفيات المنخفضة) إلى أن الانخفاض في الوفيات يحدث بصورة أسرع من الانخفاض في الخصوبة قبل أن يستقرا. ليس هناك سبب واضح لنتوقع أن التجربة في السودان سوف تكون مختلفة. وفقاً لذلك ومع معدلات الخصوبة العالية والمتجهة للانخفاض البطيء جداً، وفي ظل التناول المحدود لوسائل تنظيم النسل (استعمال موانع للحمل حالياً 7.6 بالمائة) من المحتمل جداً أن نتوقع (هبة سكانية) من ناحية النمو في أعداد السكان. إن المجتمع السكاني الشاب في السودان ينعكس في الهرم السكاني عريض القاعدة، والذي يوضح التوزيع العمري والنوعي للسكان في 2005م في السودان أفواج الأعمار الصغيرة لكلا النوعين أكبر من أفواج الأعمار الكبيرة عبر التقسيم العمري، لكن العكس هو الصحيح للمجتمع السكاني الأكبر سناً لليابان وألمانيا. لهذا تشهد هذه البلدان معدلات سالبة في الوقت الحاضر من الزيادة الطبيعية (وفيات ناقص ولادات)، بالإضافة إلى المعدلات السالبة من النمو السكاني وإذا استمر الوضع كما هو، من المحتمل أن يحدث في هذين البلدين والعديد من البلدان المتقدمة الأخرى ازدياد في الشيخوخة، بالإضافة إلى الانخفاض السريع في الأعداد المطلقة للسكان.

  إن القضية الرئيسية والتحدي الرئيسي للسودان ليس في حجم السكان بحد ذاته ولا القدرة الاستيعابية لمساحة أرضه. إن القضية والتحدي في نوعية الحياة للسكان والتحسين المستمر في رفاه السكان، بصرف النظر عن حجم السكان.

   التنمية الاجتماعية والاقتصادية, الإنتاجية ونمو معدل دخل الفرد والناتج المحلي الإجمالي يرتبطان بشكل مباشر ومعقد بحجم السكان ومعدلات النمو وتوزيع حركة السكان. التحسين في نوعية الحياة وحالة السكان يتطلبان: معدلات نمو اقتصادية عالية، إنصاف في توزيع الدخل واستثمارات هائلة في التعليم والتدريب، والخدمات الصحية الأولية، ماء نظيف وصالح للشرب, مأوى, بنى تحتية للتخلص من النفايات ومياه المجاري وتوفير الخدمات الاجتماعية للمجموعات الضعيفة. مثل هذه المتطلبات لم تقابل بشكل مرضٍ للسكان الحاليين 38.6 مليون، لذا فإن استمرار معدلات النمو السكاني المرتفعة إلى المستقبل البعيد يعتبر تحدياً وطنياً صعباً حقاً. لذلك يكون التحدي متضاعفاً- تحسين المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية المتدنية لمجموع السكان الحالي, بالإضافة إلى تقديم مستوى أفضل للأعداد الإضافية المتوقعة من السكان على سبيل المثال:

× يشير المسح السوداني لصحة الأسرة 2006م بأن 23 بالمائة فقط من الأسر في السودان تحصل على ماء نظيف صالح للشرب بالإضافة إلى وسائل مناسبة للتخلص من النفايات والصرف الصحي.

× تقريباً 350.000 طفل سنوياً بعمر التعليم الأساسي لا يلتحقون بالمدارس الأساسية بسبب قلة المدارس/ الفصول. هناك أيضاً نسبة كبيرة من الفاقد التربوي ترتفع في بعض الولايات إلى أكثر من 30 بالمائة.

× هناك معدل بطالة عالٍ جداً، بطالة الشباب بشكل خاص تصل أكثر من 20 بالمائة بين خريجي الجامعة.

× في الوقت الحاضر، مستوى الفقر في السودان عالٍ جداً بتقديرات تتراوح من 55 إلى 95 بالمائة للسكان تحت حد الفقر.

× في ديسمبر 2005 قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقريراً تقييمياً مفصلاً لموقف تنفيذ أهداف الألفية للتنمية في السودان مستنداً على المؤشرات والأداء الحالي، يشير التقرير إلى أنه من المستبعد جداً الوصول إلى تحقيق أي من أهداف الألفية الإنمائية بحلول عام 2015م.

× إن مجال ومستوى التهديد للنظام البيئي يرتبط مباشرة بحجم السكان والموارد المستخدمة لكل فرد. استخدام الموارد، إنتاج النفايات والتدهور البيئي تتسارع بنمو السكان. أيضاً، الزيادة في السكان تؤدي في الغالب إلى انخفاض دخل الفرد ومن الممكن أيضاً أن تؤدي إلى خفض الدخل الكلي للدولة.

  بسبب قلة البيانات والمعلومات، لا يمكن حالياً تحليل أو فهم واضح لمستوى وحجم وأنماط واتجاهات الهجرة (الهجرة الخارجة، الهجرة الوافدة والهجرة الداخلية) في السودان. هناك حاجة ماسة لملء فجوة المعلومات والمعرفة. لأن الهجرة باعتبارها أحد أهم ديناميكيات السكان لها تأثيرات مهمة جداً وآثار مباشرة على:

× استراتيجيات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، السياسات، تصميم البرامج وتقديم الخدمات.

× حجم السكان، معدل النمو، وأكثر أهمية توزيع السكان.

× سياسات الأجور وسوق العمل بالإضافة إلى التعليم/ التدريب وإعادة التدريب.

× معرفة مدى وإمكانية الاستغلال الأمثل للطاقة الكامنة لرأس المال البشري.

   مدى كسب العقول أو فقدان العقول. واكتساب المعرفة والاستفادة من التجارب والفرص التي يمكن أن توفرها الهجرة الوافدة لذوي المهارات والمقدرات العالية.

× وكما هو معلوم, للسودان حدود مشتركة مع 9 دول هناك أيضا أعداد متزايدة جداً وملحوظة من الأجانب يدخلون ويبقون لفترات طويلة داخل السودان (مثال ذلك: موظفو الأمم المتحدة واللاجئون وطالبو اللجوء، عمال، طلاب، سياح، مستثمرون والأجانب العاملون بالمنظمات الأجنبية غير الحكومية), لذلك تظل السيطرة الفعالة والكفؤة على دخول وإقامة الأجانب طبقاً للقانون السوداني، وحماية وسلامة حدودنا الوطنية، وتقوية قدرات وموارد مؤسسات تطبيق قانون الهجرة لتمكينهم من المتابعة، والتصدي للوافدين غير الشرعيين والمقيمين بعد انتهاء مدة التأشيرة مسألة ذات بعد استراتيجي فيما يخص الأمن القومي والاقتصادي والاجتماعي بل الثقافي أيضاً.

السياسة القومية للسكان

   التطبيق الفعال للسياسة القومية للسكان 2002 في السودان يعتبر فرصة مهمة لمجابهة القضايا والتحديات السكانية المذكورة سابقاً.

   حالياً هناك مسودة نهائية لبرنامج عمل شامل تم إعداده لتنفيذ السياسة القومية للسكان. يتبنى البرنامج إطار أهداف الألفية التنموية. نسق المجلس القومي للسكان, تطوير برنامج العمل التنفيذي للسياسة القومية للسكان بشراكة وتعاون لصيق مع المؤسسات والجهات الحكومية ذات الصلة.

  من المهم ملاحظة أن إطار برنامج العمل التنفيذي للسياسة القومية للسكان (أهداف الألفية للتنمية) له صلة وثيقة ومباشرة بأحد المحاور السبعة للخطة الإستراتيجية الخمسية (2007-2011) وهو تخفيف حدة الفقر وتحقيق تقدم ملموس لإنجاز أهداف الألفية للتنمية.

× التطبيق الفعال للسياسة القومية للسكان يعتمد أيضاً على إنشاء وبناء قدرات وتوفير مصادر الدعم للمجالس الولائية للسكان لتعمل بكفاءة.

  إن الهدف الإستراتيجي للسياسة القومية للسكان على أية حال هو الحفاظ على معدل النمو السكاني السنوي 2.6 بالمائة مما يعني مضاعفة حجم السكان كل 27 سنة. إنجاز هذا الهدف يحتاج منا الأخذ في الحسبان والتصدي بفعالية للآتي:

× النتائج والتحديات المشار إليها سابقاً والمتعلقة بمعدلات نمو السكان العالية, بالإضافة إلى:

× ما يتطلب عمله عن طريق السياسات والتدخلات البرامجية لكي نحقق معدل نمو سكاني سنوي 2.6 بالمائة. مما ذكر أعلاه, إنه من المحتمل جداً أن يتم حدوث معدل نمو سكاني سنوي أعلى من 2.6 بالمائة إذا بقيت الخصوبة عالية ومتجهة للانخفاض ببطء شديد ومصحوبة بهبوط متسارع في معدلات الوفيات (مما يعني حدوث هبة سكانية) مثل هذا التوقع يطرح تساؤلاً عما إذا كان النمو السكاني بمعدل أعلى من الهدف الإستراتيجي للسياسة القومية للسكان نتيجة مقبولة أو مرغوباً فيها..

بعض المؤشرات السكانية المختارة في السودان وبلدان أخرى
القطر
معدل المواليد الخام
معدل الوفيات الخام
معدل وفيات الرضع
معدل الخصوبة الكلي
توقع الحياة عند الميلاد
معدل النمو
إجمالي السكان
مدة التضاعف
السودان *
37.8
11.5
68
5.9
54
2.53
38.6
27.7
مصر
27
6
33
3.1
71
1.9
73.4
36.8
تونس
17
6
20
2
74
1.1
10.2
63.6
كينيا
40
12
77
4.9
53
2.2
36.9
31.8
أثيوبيا
40
15
77
5.4
49
2.4
77.1
29.2
اليابان
9
9
2.8
1.3
82
0.14-
127.7
NA
ألمانيا
8
10
3.8
1.3
79
0.4-
82.3
NA
المصدر: * السودان في أرقام - الجهاز المركزي للإحصاء 2006
نشرة بيانات السكان - المكتب المرجعي للسكان,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا