التسميات

السبت، 6 يوليو 2013

منخفض الجغبوب شمال شرق صحراء ليبيا : دراسة جيومورفومترية - أ.د. خلف حسين علي الدليمي ...


منخفض الجغبوب شمال شرق صحراء ليبيا


دراسة جيومورفومترية 



الدكتور خلف حسين علي الدليمي

أستاذ الجغرافيا المشارك

كلية التربية للبنات - قسم الجغرافيا

جامعة الأنبار

بحث منشور في مجلة الأستاذ عدد 143









Abstract

Jagbub Depression to the East north of Libya Desert, A Geomorphometric study

   Jagbub Depression iS located to the East north part of libya desert, near Egyptian borders, the depression represent an extension for a number of depressions in the African desert across Egypt and Libya, It formed by internal and external Geomorphological operations, It contains ground water near the surface, that formed many lakes in west ,center and east of the depression, In addition to this ,it includes various geomorphological forms resulting from erosion and deposition processes

  The study of the depression aim at clarifying these aspects .It includes a reference to the location and construction of the depression, as well as the geomorphological operations that happened in it and the land forms it contains. It measures some of these forms such as mesa and slope degrees of some land forms in south and north, The majority of forms in the depression had been photographed during the field visit to the depression.

The depression includes great natural potentials that can be used to develop it into an attractive tourism area.

المقدمة

  تعد المنخفضات من المظاهر الجيومورفولوجية المنتشرة في المناطق الصحراوية ومنها الصحراء الأفريقية وصحراء شبو الجزيرة العربية,وهي من الظواهر الفريدة والمتميزة عما يوجد حولها من مظاهر أخرى من حيث الشكل وعوامل النشأة, وتتباين في طبيعة سطحها وما يتضمنه من مظاهر متنوعة,ويعتبر الجغبوب من المنخفضات المتميزة في الصحراء الأفريقية الواقعة في ليبيا,لأنه يحتوي مظاهر جيومورفولوجية لا توجد في مكان آخر,حيث تجمع بين خصائص الأشكال التي توجد في المناطق الجافة و المناطق الرطبة,لذا تتطلب مثل تلك المنخفضات دراسة بشكل دقيق يضم جميع الجوانب الطبيعية والبشرية,لذا سيتم تناول دراسة الخصائص الجيومورفولوجية الأساسية لمنخفض الجغبوب وبشكل مختصر, وذلك لسعة الموضوع ولا يمكن تغطيته بمثل تلك البحوث بل يحتاج إلى دراسات معمقة من قبل المؤسسات العلمية والتنموية,وتضم الدراسة طبيعة نشأة المنخفض والعمليات الجيومورفولوجية التي أسهمت في تكون وتطور المظاهر المنتشرة فيه, والعمليات الحالية التي لازالت مستمرة,كما سيتم تناول المظاهر الجيومورفولوجية في المنخفض ,وأجراء قياسات لبعض عناصرها باستخدام أجهزة القياس المتاحة, وتصوير عدد من الأشكال والعمليات الجيومورفولوجية التي حدثت في المنخفض. 

  وقد تضمن البحث ثلاثة مباحث هي: المبحث الأول الموقع والنشأة,والمبحث الثاني العوامل التي أسهمت في تكون مظاهر السطح,أما المبحث الثالث المظاهر الجيومورفولوجية في منخفض الجغبوب.

هدف وأهمية البحث :

   يهدف البحث إلى وضع منهجية لدراسة المنخفضات الصحراوية دراسة شاملة وصفية مورفو مترية يستفاد منها الباحثون الجدد في دراساتهم المماثلة,بالاعتماد على الدراسة الحقلية باستخدام بعض أدوات القياس,وبعض الطرق الرياضية والإحصائية,والبرامج الحاسوبية في تمثيل بعض عناصر المظاهر الجيومورفولوجية,كما يبين البحث الإمكانات المتاحة التي يمكن الاستفادة منها في تنمية المنخفض, والمعوقات التي تحول دون الاستفادة من بعضها.

مشكلة البحث:

  تكمن مشكلة البحث في وجود عدد من المنخفضات في المناطق الصحراوية دون أن تطالها أقالم البحث العلمي,رغم أنها تمثل مظاهر جيومورفولوجية فريدة,وتتضمن أشكال أرضية نتيجة لتعرضها إلى عمليات جيومورفولوجية عدة,ويمثل منخفض الجغبوب أحد تلك المنخفضات الزاخر بأشكال أرضية تعروية وارسابية ولكنها لم تتم دراستها بشكل يضم جميع الجوانب. 

فرضيات البحث:

   أن ما يتم تناوله في هذا المجال معلومات وصفية وكمية والتي تتمحور في اتجاهات عدة يمكن صياغتها كفرضيات لإثباتها في هذا البحث منها:

1- منخفض الجغبوب ظاهرة جيومورفولوجية ناتجة عن عمليات باطنية وخارجية.

2- الأشكال الأرضية التي يضمها المنخفض تعود الى العمليات الجيومورفولوجية التي حدثت في الزمن الرابع (عصر الباليستوسين ).

3- تطور عدد من الأشكال الأرضية نتيجة لاستمرار العمل الجيومورفولوجي من تعرية وارساب .

4- أن لتركيب وبنية الصخور الدور الفاعل في تكون الأشكال الأرضية في المنخفض .

منهجية البحث :

اعتمد الباحث أساساً على الدراسة الحقلية ثم الاستنتاج والاستنباط والتحميل على ضوء ما تم جمعه من بيانات ومعلومات عن المنخفض وما يتضمنه من مظاهر,ومن ثم طبيعة العلاقة بين تلك الظواهر,والعمليات الجيومورفولوجية التي أسههت في تكون كل ظاهرة,حيث تم قياس انحدارات بعض المقاطع لحافة المنخفض ورسم مقاطع طولية لها,ورسم مقاطع عرضية لبعض المظاهر, والتقاط الصور الفوتوغرافية التي توضح طبيعة تلك الأشكال .



منخفض الجغبوب شمال شرق صحراء ليبيا دراسة جيومورفومترية




الدكتور خلف حسين علي الدليمي
أستاذ الجغرافيا المشارك

كلية التربية للبنات-قسم الجغرافيا

                                                                                  جامعة الانبار



Abstract

  Jagbub Depression to the   East north of Libya Desert, A Geomorphometric  study

  Jagbub Depression  iS  located to the East north part of libya desert, near Egyptian borders, the depression  represent an  extension for a number of depressions  in the African desert across Egypt and Libya, It formed by  internal and external Geomorphological  operations, It contains  ground water near the surface, that formed many lakes in west ,center  and east of the depression, In addition to this ,it includes various  geomorphological  forms resulting  from erosion and deposition processes.
 The study  of the depression   aim at clarifying these aspects .It  includes a reference to the location and construction of the depression, as well as the geomorphological operations that happened in it and the land forms it contains. It measures some of these forms such as mesa and slope degrees of some land forms  in south and north, The majority of forms in the depression had been photographed during the field visit to the depression.
The depression includes great natural potentials that can be used to develop it into an attractive  tourism area. 
المقدمة
       تعد المنخفضات من المظاهر الجيومورفولوجية المنتشرة في المناطق الصحراوية ومنها الصحراء الأفريقية وصحراء شبه الجزيرة العربية,وهي من الظواهر الفريدة والمتميزة عما يوجد حولها من مظاهر أخرى من حيث الشكل وعوامل النشأة, وتتباين في طبيعة سطحها وما تتضمنه من مظاهر متنوعة,ويعتبر الجغبوب من المنخفضات المتميزة في الصحراء الأفريقية الواقعة في ليبيا,لانه يحتوي مظاهرآ جيومورفولوجية لا توجد في مكان آخر,حيث يجمع بين خصائص الأشكال التي توجد في المناطق الجافة و المناطق الرطبة,لذا تتطلب مثل تلك المنخفضات دراسة بشكل دقيق تضم جميع الجوانب الطبيعية والبشرية,لذا سيتم تناول دراسة الخصائص الجيومورفولوجية الأساسية لمنخفض الجغبوب وبشكل مختصر, وذلك لسعة الموضوع ولايمكن تغطيته بمثل هذه البحوث بل يحتاج إلى دراسات معمقة من قبل المؤسسات العلمية والتنموية,تضم الدراسة طبيعة نشأة المنخفض والعمليات الجيومورفولوجية التي أسهمت في تكون وتطور المظاهر المنتشرة فيه, والعمليات الحالية التي مازالت مستمرة,كما سيتم تناول المظاهر الجيومورفولوجية في المنخفض ,واجراء قياسات لبعض عناصرها باستخدام أجهزة القياس المتاحة, وتصوير عدد من الأشكال والعمليات الجيومورفولوجية0 التي حدثت في المنخفض.
وقد تضمن البحث ثلاثة مباحث هي:
المبحث الأول الموقع والنشأة,والمبحث الثاني العوامل التي أسهمت في تكون مظاهر السطح,أما المبحث الثالث فكان عن المظاهر الجيومورفولوجية في منخفض الجغبوب0


هدف وأهمية البحث:يهدف البحث إلى  وضع منهجية لدراسة المنخفضات الصحراوية دراسة شاملة  وصفية مورفو مترية يستفيد منها الباحثون الجدد في دراساتهم المماثلة,بالاعتماد على الدراسة الحقلية باستخدام بعض أدوات القياس,وبعض الطرق الرياضية والإحصائية,والبرامج الحاسوبية في تمثيل بعض عناصر المظاهر الجيومورفولوجية,كما يبين البحث الإمكانات المتاحة التي يمكن الاستفادة منها في تنمية المنخفض, والمعوقات التي تحول دون الاستفادة من بعضها.

مشكلة البحث:
تكمن مشكلة البحث في وجود عدد من المنخفضات في المناطق الصحراوية دون إن تطالها أقلام البحث العلمي،رغم أنها تمثل مظاهر جيومورفولوجية فريدة،وتتضمن  أشكال أرضية نتيجة لتعرضها إلى عمليات جيومورفولوجية عدة،ويمثل منخفض الجغبوب احد تلك المنخفضات الزاخر بأشكال أرضية تعروية وارسابية ولكنها لم تتم دراستها  بشكل يضم جميع الجوانب.
فرضيات البحث:
إن ما يتم تناوله في هذا المجال معلومات وصفية وكمية والتي تتمحور في اتجاهات عدة يمكن صياغتها كفرضيات  لإثباتها في هذا البحث منها:
1-منخفض الجغبوب ظاهرة جيومورفولوجية ناتجة عن عمليات باطنية وخارجية.
2-الأشكال الأرضية التي يضمها المنخفض تعود إلى العمليات الجيومورفولوجية التي حدثت في الزمن الرابع(عصر البلايستوسين)
3-تطور عدد من الأشكال الأرضية نتيجة لاستمرار العمل الجيومورفولوجي من تعرية وإرساب.
4- إن لتركيب وبنية الصخور الدور الفاعل في تكون الإشكال الأرضية في المنخفض.
منهجية البحث:اعتمد الباحث  على الدراسة الحقلية ثم الاستنتاج والاستنباط والتحليل في  ضوء ما تم جمعه من بيانات ومعلومات عن المنخفض وما يتضمنه من مظاهر,ومن ثم طبيعة العلاقة بين تلك الظواهر,والعمليات الجيومورفولوجية التي أسهمت في تكون كل ظاهرة,حيث تم قياس انحدارات بعض المقاطع لحافة المنخفض ورسم مقاطع طولية لها,ورسم مقاطع عرضية لبعض المظاهر,والتقاط الصور الفوتوغرافية التي توضح طبيعة تلك الأشكال .

المبحث الأول- الموقع والنشأة


أولا- الموقع
      يقع منخفض الجغبوب جنوب مدينة طبرق على مسافة 280كم في أقصى شمال شرق صحراء ليبيا قرب الحدود المصرية ,ويمثل امتدادا لعدد من المنخفضات (الواحات) التي تقع على نفس الامتداد شرق غرب,مثل سيوه في مصر وجالوا و أوجلة ومراده في ليبيا, ويقع إلى الجنوب من المنخفض بحر الرمال العظيم.
أما بالنسبة للإحداثيات الجغرافية فيقع بين دائرتي عرض 40-29و50-29شمالا,وبين خطي طول 30-24و25شرقا.(1),الخريطتان (1و2) توضحان موقع منخفض  الجغبوب الإداري والفلكي.
ويشغل المنخفض مساحة تصل إلى حوالي 650كم2 ,حيث يصل امتداده شرق غرب حوالي 47كم وشمال جنوب حوالي 14كم, ويصل عمق بعض أجزاء المنخفض إلى حوالي 29 م تحت مستوى سطح البحر.(2)  


                                  خريطة رقم(1) موقع منخفض الجغبوب

خريطة 2 تبين موقع منخفض الجغبوب الفلكي


ثانيا- نشأة المنخفض:
      توجد عدة  آراء متباينة حول نشأة المنخفض, بعضها يشير إلى انه يعود إلى عمليات تكتو نية تعرضت لها المنطقة في أواسط الزمن الثالث وأوائل الزمن الرابع,عندما كانت الهضبة البرقاوية تنحدر نحو المنخفض فتنصرف المياه السطحية والباطنية نحو ما يسمى بالدرع البحري القديم، وهو عبارة عن لسان بحري طويل يمتد عبر اليابس من جنوب اجدابيا باتجاه الشرق حتى منخفض الجغبوب,ونتيجة لحدوث حركات تكتو نية أدت إلى رفع  المناطق المحيطة بخليج سرت فادى ذلك إلى انقطاع اللسان البحري عن البحر وانحسر بمرور الزمن عن منطقة الجغبوب, وفي دراسة واقع الحال الذي عليه الأن لا توجد دلائل واضحة تثبت هذا الرأي،خاصة وان المسافة بين المنخفض وخليج سرت طويلة  تصل إلى حوالي 700كم.
أما الرأي الأخر فيشير إلى أن تلك المنخفضات تكونت بفعل عوامل متشابهة باطنية وخارجية, لأنها تقع على نفس الامتداد وتحمل نفس الخصائص.
والرأي الأقرب من الواقع هو الذي يشير إلى أن تلك المنخفضات تعود إلى أحداث تكتو نية  وجيولوجية أعقبتها عمليات جيومورفولوجية,ناتجة عن التغيرات المناخية في الزمن الرابع ،عصر البلايستوسين,حيث شهدت تلك المناطق عصرآ مطيرآ استمر لفترة طويلة من الزمن وعلى شكل فترات متقطعة.(3) وقد رافق ذلك  عمليات جيومورفولوجية واسعة وحركات أرضية أدت إلى رفع مناطق وانخفاض أخرى, كما أسهمت عمليات التعرية والإرساب  في  تغيير مظهر الأرض في العديد من المناطق, وبشكل متفاوت من مكان لآخر, و يظهر ذلك  واضحا في منخفض الجغبوب أكثر من المناطق الأخرى, من خلال ما تركته عوامل التعرية والإرساب من أشكال متنوعة لا تزال قائمة, ولايمكن للعمليات الجارية في الوقت الحاضر من القيام بها,حيث يمثل المنخفض متحفا جيومورفولوجيا رائعا يضم أنواعا مختلفة من الأشكال الأرضية.
ومن دراسة طبيعة امتداد تلك المظاهر والوضع العام للمنخفض يمكن التحقق من أن المنخفض تكَون بفعل حركات تكتونية أدت إلى هبوط  المنخفض عما يحيط به, ثم تلا ذلك عمليات جيومورفولوجية على نطاق واسع عملت على تشكيل سطحه  بمظاهر متنوعة.(4)
ويتضح من المعالم العامة للمنخفض وكأنه يمثل فالقا طويلا وواسعا,حيث هبطت الأرض ضمن حدوده فتكونت حافات شديدة الانحدار في اغلب جهات المنخفض,وتوجد مياه جوفية بغزارة ,اذ  توجد عدة عيون جارية تغذي البحيرات المنتشرة في المنخفض,وهذا يعني أن تلك المياه تحركت ضمن فالق طويل نقلها إلى المنخفض من أماكن أخرى وفيرة المياه، لانحداره بهذا الاتجاه, فضلا عن انخفاضه حوالي 30م  دون مستوى سطح البحر ،فادى إلى ظهور المياه الجوفية في قاع المنخفض أو قرب السطح,وقد تم قياس منسوب تلك المياه في شمال المنخفض الذي تسود فيه ارض سبخة فكانت على عمق 50سم,حيث  ساعد ذلك على زراعة أشجار النخيل في الجزء الأوسط منه الذي تتوفر فيه  تربة صالحة للزراعة,وعلى نطاق واسع,شكل ( 1أ وب) صورتان توضحان جانب من أشجار النخيل في المنخفض,وكما هو معلوم فان المنخفض يقع ضمن الصحراء التي يقل فيها سقوط الأمطار,ومهما كانت كميتها لا يمكن أن تسهم برفع مناسيب المياه الى المستوى الذي عليه في المنخفض  .


                                    شكل ( 1أ وب)جانب من أشجار النخيل في المنخفض .                

الدراسة الميد انية 14/1/2006

 

المبحث الثاني- العوامل التي أسهمت في تكون مظاهر السطح

أولا- عمليات التجوية:
     تعد التجوية من العوامل الخارجية التي تتعرض لها التكوينات السطحية من القشرة الأرضية فتعمل على تفكيك أو تفتيت بعض الأجزاء التي تؤثر فيها دون نقلها من مكانها, وتحدث عمليات التجوية بنوعيها الفيزيائية والكيمائية في منخفض الجغبوب وذلك لتوفر الأرض الرطبة في قاعه والتعرض الى ظروف الجفاف لكونه جزءآ من الصحراء ,وفيما يلي استعراض مختصر لعمليات التجوية:
1-      التجوية الفيزيائية أو الميكانيكية:

   تعني التجوية الفيزيائية تفتيت أو تفكيك بعض أجزاء الصخور نتيجة لتعرضها إلى عمليات معينة لا علاقة لها بتركيبها الكيميائي,وتحدث هذه الظاهرة على نطاق واسع في المنخفض وتعود إلى العوامل آلاتية:


أ-  التغير الحراري:
    يقع منخفض الجغبوب في المنطقة الصحراوية والتي تشهد تغيرا كبيرا في درجة الحرارة سواء بين الليل والنهار ام الصيف والشتاء، فيكون المدى الحراري كبيرا,,فقد وصلت درجة الحرارة العظمى في أحر الشهور وهو الشهر السادس(حزيران)  44.4ْ م والصغرى 14.8 ْم,أي كان المدى الحراري بين الليل والنهار حوالي 30ْم,وقد شهدت بعض الشهور مدى حراريا اكبر من ذلك, مثل الشهر الرابع كانت العظمى 39 ْم والصغرى 7.4ْم , أي كان المدى الحراري حوالي 32ْم.
أما المدى الحراري بين ابرد الشهور واحرها فكان 23ْم,حيث بلغت الحرارة العظمى في شهر واحد 21.4ْم وفي الشهر السادس 44.4ْم, جدول (1) درجات الحرارة.(5)
ان هذا التباين الكبير في درجات الحرارة تنعكس اثاره بشكل متباين على الصخور حسب تركيبها المعدني,حيث توجد معادن ذات معامل تمدد حراري مرتفع وأخرى منخفض,والصخور بشكل عام رديئة التوصيل للحرارة لذا يتركز التأثير في الأجزاء العليا منها,ويكون واضحا في الصخور التي تتضمن معادن معامل تمددها الحراري مرتفعا,فتتمدد عند ارتفاع درجة الحرارة وتتقلص عند انخفاضها وبدرجات متفاوتة حسب معامل تمدد كل معدن,والتي تتركز في الأجزاء الخارجية من الصخور فينتج عن ذلك حدوث عمليات ضغط وتخلخل في تلك الأماكن فتسبب تشقق في أسطح تلك الكتل الصخرية, وفي منخفض الجغبوب تتعرض الصخور لهذه الظاهرة بشكل مستمر في الليل والنهار والصيف والشتاء لذا تظهر الأجزاء العليا من صخور المنخفض متكسرة، وعلى شكل قطع متباينة الأحجام مابين صغيرة لا تتجاوز بضع سنتمترات وأخرى تصل إلى أكثر من متر,وخاصة على أسطح الميسات التي تنتشر في المنخفض على نطاق واسع,وقد تظهر بعض الحفر الصغيرة واضحة على بعض المنحدرات بسبب عمليات التجوية المستمرة0،شكل(2)صور تبين اثار التجوية

جدول (1) معدلات درجات الحرارة العظمى والصغرى والمدى الحراري في منخفض الجغبوب للفترة مابين 1978و2006 .(مئوي)

      الشهر 
 الدرجة العظمى
 الدرجة الصغرى
 المدى الحراري
        1
        21.4
         1.7
        19.7
        2
        27.7
         1.8      
        25.9          
        3 
        32.1
           4
        28.1
        4  
        39.8
         7.4
        32.4
        5
        41.6
        11.3
        30.3
        6
        44.4
        14.8
        29.6
        7
        44.1
          16
        28.1
        8
        40.2
       16.7
        23.5
        9
        40.4
          16 
         24.4
       10
        36.6
          10  
         26.6
       11
        30.3
          5.4
         24.9
        12
        24.1
          1.3
         22.8
 المعدل السنوي
         35
          8.9
           
            المصدر: محطة الأرصاد الجوية في الجغبوب,بيانات غير منشورة

شكل(2)صور تبين أثار التجوية

                     الدراسة الميدانية 14/1/2006


ب- تبلور الأملاح:
من الظواهر التي تحدث في منخفض الجغبوب ظاهرة تبلور الأملاح والتي تتركز في مسامات الصخور وما تتضمنه من فواصل وشقوق،خاصة الأجزاء العليا من تلك الصخور,حيث يكبر حجم تلك البلورات فتولد ضغطا على ما يحيط بها من الصخور فتعمل على تفكيكها.
2-      التجوية الكيميائية :
       تحدث التجوية الكيميائية نتيجة لتفاعل غازات الجو مثل ألأوكسجين وثاني اوكسيد الكر بون وبخار الماء مع عناصر ومعادن الصخور, ومن أنواع التجوية الكيميائية التي تحدث في منخفض الجغبوب ما يأتي:

أ- عملية الأكسدة:
        تحدث عمليات الأكسدة نتيجة لاتحاد الأوكسجين مع بعض المعادن والعناصر,وهذا ما يظهر واضحا في منطقة الجغبوب، حيث يغلب على بعض الأجزاء العليا من الصخور اللون المائل إلى الاحمرار لحدوث عملية أكسدة للمعادن الحديدية عند توفر الرطوبة والهواء,او يميل اللون في بعض الأحيان إلى السواد لوجود عناصر عضوية تغلب على الحديدية, وهذا  النوع هو الغالب في المنخفض,اذ يظهر واضحا على أسطح الميسات العليا المعرضة للرطوبة والرياح, وينتج عن تغير التركيبة المعدنية والبنية لتلك الأجزاء عدم تجانسها وتماسكها فتتعرض إلى التفتت والتشقق بسهولة.
ب- التميؤ:
المقصود بالتميؤ اتحاد الماء مع بعض العناصر أو المعادن التي تتكون منها الصخور فيكبر حجمها وتتمدد فتولد ضغطا على الصخور التي تحيط بها فتعمل على تفككها وإضعاف تماسكها,وقد تتحول أسطح بعض الميسات إلى كتل صخرية متباينة الإحجام وتتخذ أوضاعا غير منتظمة,وتعد الصخور الطينية من أكثر أنواع الصخور تأثرا بذلك لاحتوائها معادن لها القابلية على امتصاص الماء فيكبر حجمها فتعمل على تشقق وتفكك الصخور,وهذا ما يحدث في المنخفض ,حيث تنتشر الصخور الطينية على نطاق واسع, ومنها المارل الذي يعد من الصخور الضعيفة التي تتأثر بالعمليات الخارجية من تجوية وتعرية, والتي تعمل على تشققها وتفتيتها فتتحول إلى مواد ترابية ناعمة, وقد ساعدت هذه العملية في تكون الكهوف, شكل (3 ) يوضح نماذجا من مظاهر التجوية في المنخفض,حيث ظهرت حفر مختلفة الأحجام على احد سفوح المنحدرات الشمالية من المنخفض كما في الصورة الأولى,في حين توضح الصورة الثانية تجمع المواد المجواة على شكل أكوام أسفل المنحدر مكونة ما يشبه التالوس او السكري .(6)

شكل رقم(2 ) صور توضح نماذج من مظاهر التجوية في المنخفض.
 

                    الدراسة الميدانية  20/3/2006

ثانيا – عمليات التعرية:
      يقصد بالتعرية تفتيت وتفكيك التكوينات السطحية من صخور وتربة  ونقلها إلى مكان آخر,وكشف ما يقع تحتها من تكوينات.
وتقوم بعمليات التعرية عدة قوى مثل المياه الجارية السطحية و الجوفية والرياح وأمواج البحار وفعل الجليد,وفي منخفض الجغبوب أسهمت العديد من تلك القوى في تشكيل أنواع مختلفة من مظاهر السطح, ومن أهم عمليات التعرية في المنخفض ما يأتي:
1- التعرية المائية:
تؤثر المياه الجارية في المناطق الجافة تأثيرا واضحا رغم قلة الأمطار الساقطة,إلا أنها عندما تسقط على شكل زخات مطرية شديدة ولفترة قصيرة ينتج عنها سيولا جارفة  تحمل كل ما يقع أمامها من مفتتات وأتربة وقطع صخرية صغيرة تزيد من شدة تعرية تلك المياه في المناطق التي تمر عليها وخاصة قاع الأودية وضفافها, وقد تسهم عدة عوامل في زيادة قدرة المياه الجارية على التعرية في المناطق الصحراوية منها ما يأتي:
أ-تساقط الأمطار على شكل زخات شديدة  ومركزة في مناطق معينة فتقل نسبة الضائعات المائية بالتبخر والتسرب,في حين تزداد كمية المياه الجارية وسرعتها على السطح مما يؤدي إلى رفع قدرتها على التعرية وحمل وتحريك المواد من المفتتات والكتل الصخرية الصغيرة, وتعد التعرية المائية السطحية محدودة  في منطقة الجغبوب لقلة الأمطار الساقطة والتي لا تتجاوز 3ملم شهريا خلال فترة رصدها, جدول (2).(7)

     جدول (2) متوسط الأمطار الساقطة للفترة مابين 1978-2006
الشهر
  1
   2
   3
  4
  5
6
7
8
9
 10
11
12
المطر
(ملم)
2.9
0.5
0.8
0.9
0.2
0
0
0
0
0.1
0.5
2.7
       المصدر:محطة الأرصاد الجوية في الجغبوب
ب- تعمل عمليات التجوية الواسعة في المناطق الصحراوية على تفكك الأجزاء الخارجية من الصخور والتربة ,والتي تقوم السيول بجرفها بسهولة ونقلها إلى أماكن أخرى حسب سرعة الجريان وزمن استمراره,وتتركز تلك العملية في بطون الأودية وسفوحها,وفي الكسور التي تفصل بين الكتل الصخرية,وهذا ما يحدث في الأجزاء الشمالية الغربية والغربية من المنخفض بشكل متميز.                                                                                                                       ت- قلة الغطاء النباتي في المناطق الصحراوية,لذا تكون سرعة الجريان عالية في تلك المناطق لعدم وجود عائق نباتي يحد من ذلك,ففي منخفض الجغبوب يتركز النبات الطبيعي عند ضفاف البحيرات والمناطق المحيطة بها التي ترتفع فيها مناسيب المياه الجوفية, ويقل الغطاء النباتي او ينعدم خاصة عند الحافات المحيطة بوسط المنخفض والمناطق المرتفعة من الأشكال الأرضية التي يضمها .
وعليه أسهمت التعرية المائية بشكل فاعل في تطوير مظاهر السطح في المنخفض وعلى مر العصور,وبصورة متميزة  في الزمن الرباعي عصر البلايستوسين, حيث شهدت المناطق المعتدلة والمدارية والاستوائية عصرا مطيرا استمر لفترة طويلة من الزمن وعلى شكل فترات متقطعة, أي فترة مطيرة تعقبها فترة جفاف,وقد نتج عن ذلك قدرة المياه الجارية من شق مجاريها في المناطق الصحراوية متجهة من المناطق المرتفعة نحو المناطق المنخفضة ولمسافات طويلة تصل إلى مئات الكيلومترات، وتتمثل بالأودية المنتشرة في معظم المناطق الصحراوية, والتي لا تستطيع عوامل التعرية الحالية من عملها,والسهول التحاتية  والميسات والتلال المنفردة والأحواض والأبراج، وغيرها من المظاهر التي تنتشر في المنخفض,ويبدو أن المنخفض كان يمثل حوضا لتصريف مياه المناطق المحيطة به ويظهر ذلك واضحا من طبيعة التعرية التي تعرضت لها مظاهر السطح وخاصة الميسات حيث اتخذت شكلا مغزليا او طوليا عند حافات المنخفض باتجاه قاع المنخفض,وهذا يؤكد أن المياه كانت تمر من جوانبها فعملت على تعريتها من تلك الجوانب التي تمر بها, و يوجد ذلك عند الحافة الجنوبية والغربية والشمالية من المنخفض’اذ تنتشر الميسات بكثرة في تلك الجهات وبأشكال مختلفة,فضلا عن تطور أشكال أرضية أخرى متنوعة بسبب التعرية المائية مثل الموائد الصخرية والأبراج والكهوف.

2- عمل المياه الجوفية:
      يمثل منخفض الجغبوب  حوضا لتصريف المياه نحوه من المناطق المحيطة به  ومنها المياه الجوفية,لذا ارتفعت مناسيب تلك المياه بشكل كبير في قاع المنخفض,وغطت مساحة كبيرة منه, إلا أن المياه أخذت بالانحسار عن بعض المناطق الأقل عمقا بمرور الزمن فتحولت إلى سبخات,كما تكونت بعض العيون التي  مازالت جارية وتزود البحيرات المنتشرة بالمنخفض بالمياه,وقد أسهمت المياه الجوفية عندما كانت مناسيبها  مرتفعة في العمليات الجيومورفولوجية التي تعرضت لها تلك المنطقة من خلال عمليات التعرية والإذابة التي تتعرض لها الطبقات الصخرية التي مرت عبرها تلك المياه, والمتباينة في صلابتها ومساميتها وتراكيبها, حيث ساعدت أسطح الانفصال والكسور والفوالق على جريان تلك المياه ضمن الطبقات الصخرية فعملت على إذابة التكوينات القابلة للإذابة بالماء مثل الملحية ,وتعرية التكوينات الضعيفة الصلابة والتماسك, وقد مهد ذلك لعمليات التعرية الأخرى، كالمياه الجارية والرياح والتجوية,كما ساعد على حدوث عمليات السقوط والانزلاق والزحف وخاصة على السفوح والمنحدرات, وتنتشر تلك الظواهر في بعض أجزاء منخفض الجغبوب,وخاصة الشرقية والجنوبية الشرقية, ويمكن ملاحظة العديد من المجاري المائية الباطنية عند بعض الحافات التي تعرضت إلى التراجع خاصة قرب البحيرات, ومن الجدير بالذكر أن عمل المياه الجوفية كان في العصور المطيرة  على نطاق واسع وبشكل فعال لا يمكن مقارنته بالوقت الحاضر لغزارة المياه الباطنية في ذلك الوقت.(8)

3-       التعرية الريحية:
     تعد الرياح من العوامل التي أسهمت في وجود العديد من الأشكال الأرضية في المنخفض,ويعتمد ذلك على سرعة الرياح واتجاهها,والرياح السائدة بشكل عام في المنخفض هي الرياح الشمالية الغربية والغربية,وقد سجلت أعلى سرعة للرياح هي 35عقدة /ساعة,وعلى العموم متوسط سرعة الرياح مابين  6.5 و4م/ثا, جدول (3).(9) وتظهر آثارها واضحة في المنخفض حيث عملت على تطور بعض المظاهر بشكل واضح وخاصة الموائد الصخرية  والأبراج من الميسات,والتي تتكون من طبقات صخرية متباينة الصلابة وتظهر آثار التعرية واضحة في الجهات الشمالية من تلك المظاهر,فقد عملت التعرية الريحية على تراجع الطبقات السفلى الأقل مقاومة ، وبقيت الطبقات العليا على شكل مظلة في بعض الموائد والميسات,والتي لا تزال موجودة,والبعض الأخر أدت سرعة تراجع تلك الطبقات السفلى وطول وثقل الطبقات العليا إلى انهيارها،والتي لا ترتكز على شيء يحملها،فتحولت إلى كتل صخرية تنتشر أسفل الظاهرة.
ومن الجدير بالملاحظة أن تركز التعرية الريحية في الأجزاء السفلى لا يعود إلى ضعف تلك الطبقات فقط بل بسبب قوة الرياح وما تحمله من مفتتات وحصى ورمل وكتل صخرية تقوم بدحرجتها فتصتدم بتلك الأجزاء وبشكل مستمر، وإضعاف ما تتعرض له الأجزاء العليا, لذا يكون عملها متميزا في تلك الأجزاء.
كما نتج عن التعرية الريحية أيضا تكون الأسطح المصقولة خاصة في مناطق الصخور الجيرية الممتدة على مساحة واسعة, اذ أدت الرياح الشديدة إلى تحريك مفتتات الصخور والحصى وكتل الصخر الصغيرة فعملت على تعرية الطبقات الهشة العليا من الصخور وتركت الصلبة فأصبحت على شكل أسطح ملساء خالية من الأتربة والمفتتات, وهذا ما يو جد في بعض أرجاء المنخفض وخاصة الجنوبية منها .
ومن الظواهر الأخرى المرتبطة بعمل الرياح ما يسمى صحراء السرير أو الحماد حيث تقوم الرياح بنقل الرمال والأتربة الناعمة وترك الكتل الخشنة فتظهر الأرض منبسطة الشكل يغطيها الحصى والجلاميد وبأشكال مختلفة اسود واحمر ومعظمها من صخور الصوان التي  تعرضت إلى عمليات التعرية والصقل من جميع الجهات فتحولت إلى ملساء, يوجد هذا المظهر في الجهة الجنوبية من المنخفض تحت الحافة الجنوبية,شكل (4 ) بعض مظاهر التعرية في الجغبوب.
كما يرتبط بعمل الرياح الكثبان الرملية في المنخفض التي تنتشر بأشكال مختلفة 0
           
الشهر
  1
 2
  3
  4
  5
  6
  7
  8
  9
10 
11
12
معدل
السرعة
4.6
5
6.1
5.6
6.5
5.7
6.2
5.2
4.9
4.4
4
4.2
 جدول (3) معدلات سرعة الرياح في منخفض الجغبوب للفترة مابين 1978و2006 (م/ ثا)

         المصدر: محطة الأرصاد الجوية في الجغبوب-بيانات غير منشورة
                             
شكل (3 ) بعض مظاهر التعرية في الجغبوب

  
           الدراسة الميدانية 20/3/2006

ثالثا- العمليات الجيومورفولوجية التي تحدث على السفوح والمنحدرات

 تتعرض السفوح والمنحدرات إلى عمليات مختلفة حسب شدة الانحدار ونوع التكوينات وصلابتها والمناخ السائد والقوى المؤثرة فيها, ومن تلك العمليات السائدة في الجغبوب ما يأتي:
1-       عمليات السقوط:
     تتعرض السفوح الشديدة الانحدار والتي تزيد درجة انحدارها على 70 ْو تتكون من صخور غير متماسكة,حيث تتحرك بعض الكتل المنفصلة من أعلى السفوح إلى أسفلها,وتكون تلك الحركة أما حرة دون أن تمس السفوح التي تحتها كما هو في الانحدارات الجرفية التي تكون قائمة الزاوية أو تتحرك بشكل متدحرج فوق السفوح إلى أسفلها كما في السفوح التي يقل انحدارها عن 90ْ , وفي منخفض الجغبوب يحدث النوعان,حيث تحدث عمليات السقوط في جوانب الميسات والحافات الصخرية والتي تتعرض إلى عمليات التعرية والتجوية فتعمل على تفكك الكتل الصخرية فتتحرك نحو الأسفل وتتجمع في بعض المناطق على شكل تلال صغيرة أسفل المنحدر فتسمى السكري أوالتالوس, والبعض الأخر تكون عبارة عن كتل صخرية متناثرة أسفل السفوح, وتظهر هذه العملية على نطاق واسع في الجهات الغربية والشمالية والجنوبية من المنخفض.

2-       الانزلاق:
      تحدث هذه الظاهرة في السفوح التي يقل انحدارها عن 70ْ,وتنشط في التكوينات التي تتكون من طبقات صخرية مائلة باتجاه الانحدار,وذات تراكيب مختلفة,حيث تتحرك كتل صخرية كبيرة من أعلى السفوح إلى أسفلها,وفي بعض الأحيان لاتصل إلى الأسفل بل تستقر وسط السفح ,وتنتشر هذه الظاهرة في أماكن عدة من منخفض الجغبوب وخاصة السفوح الشمالية والغربية منه,شكل (5) بعض مظاهر سقوط وانزلاق الكتل الصخرية في منخفض الجغبوب.(10) 
   

شكل (5) بعض مظاهر سقوط وانزلاق الكتل الصخرية في منخفض الجغبوب

                               الدراسة الميدانية 14/1/2006
رابعا- الوضع الجيولوجي:
   أظهرت عوامل التعرية التي تعرض لها المنخفض منذ الأزمنة الجيولوجية القديمة العديد من المكاشف الصخرية التي توضح طبيعة الصخور التي يتكون منها المنخفض,كما هو الحال بالنسبة للحافات وخاصة الجنوبية التي تعد أعلى حافة في المنخفض والتي تعرضت إلى عمليات تعرية أظهرت كل أنواع الصخور في هذا المكان وعلى ارتفاع يصل إلى حوالي 100م, وكذلك الميسات المنتشرة في المنطقة تعد من المكاشف الصخرية الجيدة,وعلى العموم تنتشر في المنخفض الصخور الرسوبية بأنواعها المختلفة,وقد أجرى مركز البحوث الصناعية دراسة لجيولوجية المنخفض وتم تصنيف الصخور إلى تكوينين هما:
1- تكوين الجغبوب:
    يعود هذا التكوين إلى الميوسين الأوسط والمتأخر, ويضم تكوينات الميسات والتلال المنتشرة في المنخفض,ويكون لونها بين الأبيض والمائل إلى الاصفرار,ويتكون من طبقات متعاقبة مختلفة السمك تتراوح مابين بضع سنتمترات إلى عدة أمتار,وتضم الصخور الجيرية الطباشيرية والجيرية العضوية والجيرية الدلومايتية,مع الصخور الطينية مثل المارل والرمل.
2- تكوين مارمريكا:
يظهر هذا التكوين بشكل واضح شمال المنخفض في الجزء العلوي من حافاته,ويتألف من صخور جيرية طباشيرية بيضاء اللون,وصخور المارل والرمل.(11) شكل (6) جيولوجية منخفض الجغبوب.

                شكل (6) جيولوجية منخفض الجغبوب

المصدر: الإدارة العامة للبحوث الجيولوجية والتعدين الليبية عام1984

 

خامسا- التراكيب الأولية والثانوية في الصخور:

     تضم صخور المنخفض تراكيب أولية تعود إلى طبيعة تكوينها وتراكيب ثانوية مكتسبة تعود إلى تأثيرات بيئية خارجية وباطنية من مناخ وحركات تكتو نية  والتوائية,وفيما يأتي استعراض لتلك التراكيب في منطقة الدراسة:
1-       التراكيب الأولية:
 توجد في منخفض الجغبوب التراكيب الأولية بأنواعها ومنها ما يأتي:
أ- التطبيق المتقطع:
     يوجد هذا النوع من التراكيب في الطبقات الصخرية التي تتخذ وضعا مائلا في امتدادها او على شكل كتل صغيرة غير متماسكة رغم أن مظهرها العام يبدو طبقة واحدة,لذا يسمى هذا النوع في بعض الأحيان التطبيق الكاذب, ويحدث هذا النوع من التراكيب في المناطق التي تعرضت إلى فترات ترسيب متقطعة,ويكون التطبيق متشابها في بعض الأحيان من حيث نوع الرواسب وحجمها,مما يجعل الفواصل بين تلك الطبقات غير واضحة ,في حين تكون الرواسب مختلفة في أماكن أخرى فتظهر الفواصل بين الطبقات واضحة,ويوجد هذا النوع من التراكيب في عدة مواقع من المنخفض وخاصة الجنوبية والجنوبية الشرقية.
ب- عدم التوافق:
    تتخذ الطبقات الصخرية في اغلب الأحيان وضعا غير متوافقا في امتدادها, حيث يكون بعضها ممتدا  بصورة أفقية وأخرى بصورة مائلة,والبعض الآخر بشكل غير منتظم على شكل كتل صخرية في أوضاع متباينة,كما توجد تداخلات في بعض الطبقات, أي توجد كتل صخرية صغيرة من صخور معينة في طبقات او كتل صخرية كبيرة من نوع آخر,حيث تختلف تلك الكتل الصغيرة عن الكبيرة من حيث تركيبها الكيميائي.
وتنتشر تلك الظواهر في أرجاء منخفض الجغبوب, وتسهم تلك التراكيب في تنشيط عمليات التعرية والتجوية.
2-       التراكيب الثانوية:
      تتضمن صخور منخفض الجغبوب العديد من التراكيب الثانوية منها ما يأتي:       
أ-الفواصل أو أسطح الانفصال التي تفصل بين الطبقات الصخرية, وبما أن المنخفض يتكون من عدة طبقات صخرية متباينة التركيب والسمك لذا تظهر أسطح الانفصال واضحة بين تلك الطبقات وخاصة عند مكاشف الطبقات المتمثلة بالحافات الصخرية وسفوح الميسات,وقد كان لتلك الظاهرة الدور الفاعل في تنشيط العمليات الجيومورفولوجية الخارجية والتي تمخض عنها تكون الأشكال الأرضية المتنوعة .
ب- الثنيات أو الطيات:
توجد الثنيات في الطبقات الصخرية الحديثة التكوين التي تعرضت إلى حركات أرضية أدت إلى التوائها فظهرت على شكل تحدبات وتقعرات واضحة, وتكون تلك الثنيات على أنواع عدة حسب طبيعة امتداد الطبقات الصخرية والعمليات التي أثرت فيها,وتوجد تلك التراكيب في جهات عدة من المنخفض وخاصة الشرقية والشمالية الشرقية منها,إذ تظهر عند الحافات المحيطة بالمنخفض.
وتشير الدراسات الجيولوجية إلى وجود طية كبيرة يمثل محورها قاع المنخفض في الجزء الجنوبي الشرقي منه.

ت- الفوالق:
    تظهر الفوالق في المناطق التي تتعرض إلى حركات أرضية مختلفة  فتعمل على حدوث انكسار في الطبقات الصخرية قد يكون لمسافة طويلة أوقصيرة، ويترتب على ذلك تحرك إحدى الكتل المنكسرة عن الأخرى فيتكون فراغ بينهما وفي الغالب لا يكون ظاهرا في الطبقات السطحية, وقد تمر عبره المياه، وبمرور الزمن يمتلأ بكتل صخرية صغيرة ومفتتات مختلفة غير متجانسة سريعة التعرية والتجوية,وقد تهبط في بعض الأحيان الطبقة العليا فتملأ معظم قاع تلك الفوالق, ومن خلال الوضع العام لمنخفض الجغبوب يبدو انه يتضمن بعض الفوالق وخاصة في الجهة الشرقية منه حيث تظهر مجاري العيون على مسافة طويلة في المنخفض يصل طول الظاهر منها أكثر من 30م, تتبع تلك المجاري امتدادت الفوالق في المنطقة.
وعلى ما يبدو أن الجغبوب يمثل جزءا من فالق كبير يمتد شرق غرب كما أوضحنا سابقا.
ث- الكسور:
تتعرض الطبقات الصخرية إلى الانكسار تحت تأثير عوامل خارجية وداخلية,فتتحرك بعض الكتل الصخرية المنكسرة  أفقيا أو رأسيا عن الكتلة التي انفصلت عنها ولمسافات متقاربة أو متباعدة,وقد تحدث في بعض الأحيان كسور على نطاق واسع في الكتلة الصخرية تعمل على تجزئتها إلى كتل صغيرة غير متماسكة تضعف من صلابة تلك الصخور, على أية حال تسود الانكسارات على نطاق واسع في صخور منخفض الجغبوب والتي كان لها الأثر الكبير في تركز العمليات الجيومورفولوجية في الصخور فعملت على تفكيكها،شكل (7) صور لبعض مظاهر الكسور في منخفض الجغبوب.(12)  



شكل (7) صور لبعض مظاهر الكسور في منخفض الجغبوب


  
           الدراسة الميدانية 14/1/2006

المبحث الثالث – المظاهر الجيومورفولوجية في منخفض الجغبوب

أولا- التلال
 تعد التلال من المظاهر المنتشرة في المنخفض وهي على ارتفاعات منخفضة لا تزيد عن 50م وتكون هرمية الشكل وذات قمم مستديرة وسفوح شديدة الانحدار وتميل إلى الانتظام, وتكون منفردة أو على شكل مجموعات متقاربة أو سلسلة متصلة, وان ما يميزها عن الميسات إن قممها ذات مساحة صغيرة مقارنة بقاعدتها التي تكون واسعة, وتعد التلال المنفردة من الأشكال المتبقية في المناطق التي تعرضت إلى عمليات التعرية حيث تمثل تكوينات أكثر صلابة من التي تحيط بها فتقاوم عمليات التعرية, وتظهر تلك التلال في شمال المنخفض على ارتفاع لا يزيد عن 15م,كما توجد في الجهات الأخرى على ارتفاعات متباينة,شكل (8 ) تلال وميسات صغيرة.


شكل (8 ) تلال وميسات صغيرة

الدراسة الميد انية 20/3/2006

ثانيا- الميسات :

       الميسات عبارة عن مرتفعات  مستوية السطح وذات سفوح شديدة الانحدار ويكون سطحها واسعا,وتعد من بقايا هضبة واسعة تعرضت إلى عمليات التعرية المائية التي جعلتها  هضاب ذات مساحات صغيرة تسمى الميسات, وتعد تلك الظاهرة من أكثر الظواهر انتشارا في المنخفض في كل جهاته,وبأشكال مختلفة  مربعة ومستطيلة ومغزلية ودائرية, ومنفردة ومزدوجة,ومرتفعة ومنخفضة,وفي كل الأحوال لا يزيد ارتفاعها عن 30م, شكل (9) أنواع من الميسات في الجغبوب.

شكل (9)ا أنواع من الميسا في الجغبوب


                                            الدراسة الميدانية 14/1/2006
وقد تم أجراء قياسات لبعض الميسات في شمال وجنوب وغرب المنخفض وكانت كآلاتي:
1- ميسا جنوب المنخفض:
يوجد في جنوب المنخفض عدد كبير من الميسات بأنواعها، وقد تم اختيار إحدى الميسات المزدوجة والممتدة باتجاه شمال جنوب لقياس عناصرها المختلفة, والمتمثلة بما يأتي:
أ- قياس عناصر الانحدار من جميع الجهات ورسم مقاطع عرضية:
ان عملية قياس عناصر الانحدار تساعد على معرفة نوع السفح في جهة القياس, منتظم أم غير منتظم, محدب , مقعر,جرفي الشكل ام مدرج,  فإذا كان منتظما فان عملية قياس المنحدر تتم بسهولة، حيث يقاس طول المنحدر وزاوية الانحدار ومن هذا كله  يمكن التعرف على عناصر أخرى,أما إذا كان غير منتظم يتم تحديد نقاط التغير على طول المنحدر وتقاس المسافة بين نقطة وأخرى, كما تقاس زاوية الانحدار بين تلك النقطتين, ففي الميستين المزدوجتين التي تمت دراستهما كانت السفوح غير منتظمة لذا تم تحديد نقاط التغير في كل جهة وعلى امتداد الميستين, فظهر المخطط العام لمقطع القياس باتجاه شمال جنوب كما في الشكل (10), وكانت المسافات وزوايا الانحدار بين نقطة وأخرى كما في الجدول (4)


شكل (10) مقاطع عرضية لميسا مزدوجة من أربع جهات

                                                                                من عمل الباحث اعتمادا على الدراسة الميدانية
جدول (4 )يبين طول مقاطع التغير وزاوية الانحدار
المقطع الأول شمال جنوب
الجهة الشمالية من الميسا الشمالية

رقم مقطع التغير      المسافة / م       زاوية الانحدار

         1                  21                    36ْ
         2                4.40                   90ْ
         3                   10                   42 ْ  
         4                2.20                   90ْ
         5                8.50                   60ْ
         6                   1                     90ْ
         7                   3                     80ْ
         8 طول سطح الميسا من الشمال إلى الجنوب18.5م,وشرق غرب15 م.
         9                   3                     60ْ  الجهة الجنوبية من الميسا الشمالية
        10                  4                      6ْ
        11              11.5                     28ْ
        12                 2                        0
        13               8.5                      30ْ  الجهة الشمالية من الميسا الجنوبية
        14               3.5                       2ْ
        15                 5                      48ْ
        16 طول سطح الميسا شمال جنوب25م وشرق غرب 12.5م
        17               5.9                     64ْ
        18               1.1                     90ْ
        19               6.3                     36ْ
        20               6.7                      4ْ
        21                2.4                    90ْ
        22                10                      2ْ
        23                2.8                    90ْ
        24                5.1                     4ْ
        25                 16                     0

المقطع باتجاه غرب شرق وتبدأ من أسفل الجهة الغربية كما في الشكل رقم(10)
       1                  4.6                   38ْ
       2                   17                    4ْ
       3                    4                    90ْ
       4                   11.2                 4ْ
       5                   4.2                   6ْ
      6                     1.8                  90ْ
      7                      6.4                  2ْ
      8                      4.2                  6ْ
      9                      3.9                 40ْ
     10                     8.7                 42ْ
     11                      15                  4ْ
     12                       5                    0 الجهة الشرقية من الأعلى
     13                     5.5                  42ْ
     14                     8.4                  10ْ
     15                     5.5                  75ْ
     16                      20                  10ْ
     17                       3                    70ْ
     18                       4                    30ْ
     19                       1                    60ْ
     20                       30                  44ْ
        الجدول من أعداد الباحث بالاعتماد على القياسات الميدانية
ب-طبيعة بنية وتركيب الطبقات الصخرية
 تعد المقاطع الطولية للتكوينات الصخرية التي تتكون منها الظاهرة من المعلومات المهمة في الدراسات الجيومورفومترية,وقد اتضح من الدراسة الميدانية أن الميسا تتكون من 9 طبقات متباينة السمك والتركيب وتتراوح ما بين 0.60سم و 4 م, شكل (11)مخطط يوضح سمك الطبقات الصخرية المكونة للميسا.
          

شكل رقم(11) مخطط يوضح سمك الطبقات الصخرية المكونة للميسا(م)
                        عمل الباحث اعتماد على القياسات الميدانية بتاريخ 14/1/2006

 و تتباين تلك الطبقات في نوعها, حيث تضم صخورا  رسوبية مختلفة ،وحسب قدرة الباحث على تمييز وتشخيص بعض انواع الصخور اعتمادا على بعض الخصائص العامة من اللون والنسجة والتبلور, وذلك لعدم توفر إمكانات للتحليل:
*طبقة سمكها 1.30م صخور رسوبية ترتفع فيها نسبة الكالسيت والمعادن الحديدية التي تعرضت إلى الأكسدة فتحول لون تلك الطبقة إلى الأحمر القاتم أو الأسود, وتقع في أعلى التكوين.
*طبقة سمكها 1.50م صخور جيرية يميل لونها إلى البياض.
*طبقة سمكها 3 م وقد تكون طباشيرية لأنها بيضاء اللون وضعيفة المقاومة لعمليات التعرية والتجوية ,حيث تضم شقوقا وكسورا، متراجعة عن التي تحتها وخاصة من الجهة الشمالية المعرضة للرياح والرطوبة أكثر من الجهات الأخرى.
*طبقة سمكها 1م من  صخور المارل,والتي تعد صخورا قليلة الصلابة وتستجيب لعمليات التعرية والتجوية وتتحول المواد المجواة إلى طبقة من التربة والمفتتات تحمي التي تحتها من تلك العمليات أو تحد منها.
*طبقة سمكها 4م وتتكون من صخور رسوبية من نوع الكوكوينا التي تحتوي على متحجرات من الأحياء المائية التي لم تتوفر لها الظروف المناسبة لتتحول إلى صخور دقيقة التبلور,وتعد من الصخور الضعيفة التماسك لذا تراجعت على نطاق واسع ,وقد أسهمت الشقوق التي تتضمنها تلك الصخور في أضعافها.
*طبقة سمكها 0.80سم وتتكون من المارل.
*طبقة سمكها 2م وتتكون من صخور رسوبية تشبه الدلومايت صلبة.
*طبقة سمكها 0.60سم تتكون من الطفل
*طبقة سمكها حوالي 3م من المارل والتي تمثل الطبقة السفلى في التكوين وتغطي الجزء السفلي منها طبقة سميكة من المفتتات والتي حولت الجزء السفلي من الميسا إلى منحدر معتدل.
وقد اتضح من الدراسة الحقلية وعمليات القياس إن السفوح الشمالية والغربية أكثر تغيرا من الجنوبية والشرقية لأنها من جهة هبوب الرياح والتي تعمل أيضا على دفع الأمطار عند سقوطها نحو تلك الجهات فينشط العمل الجيومورفولوجي فيها من تعرية وتجوية أكثر من الجهات الأخرى.
ت- قياس حدود امتداد الظاهرة من جميع الجهات لغرض أجراء عمليات الرفع الهندسي وعمل خطوط كنتورية  للظاهرة, وتحديد نقاط بداية قياس المقاطع  السابقة بالنسبة للقياسات الجانبية, وقد كانت تلك القياسات هي 160 م من الشمال, 190م من الجنوب, 210م من الشرق, 240م من الغرب, شكل (12) يبين الحدود الخارجية للظاهرة والتي يبدأ منها القياس,ويمكن من خلال القياسات السابقة واستخدام احد طرق عمل الخطوط الكنتورية تمثيل  الميسات بواسطة تلك الخطوط,والتي من خلالها يمكن التعرف على الأماكن الشديدة أو البطيئة أو المعتدلة الانحدار.

شكل (12) قياس حدود امتداد الميسا
                                        من عمل لباحث بالاعتماد على الدراسة الميدانية


2- ميسا غرب المنخفض:                      
  ان ما يتميز به منخفض الجغبوب هو تنوع الأشكال الأرضية,وتنوع الظاهرة الواحدة أيضا,ومنها الميسات لذا تم اختيار نوع أخر من الميسات ذات خصائص تختلف عن النوع السابق ,وتقع في الجهة الغربية منه,اذ تختلف في شكلها  واتجاهها عن السابقة ,أنها تمتد باتجاه غرب شرق بشكل مستطيل طولها 24م,وهي مغزلية الشكل,اي ضيقة عند الأطراف وواسعة في الوسط, حيث كان وسطها 7م وطرفها الغربي4 م والشرقي 3م, وكانت سفوحها الجنوبية غير منتظمة لذا تم تحديد نقاط التغير على طوله من الأعلى إلى الأسفل, فظهرت ستة مقاطع تم قياس أطوالها وزوايا انحدارها, أما الجهة الشمالية فكانت منتظمة الانحدار شكل (13)مقطع عرضي للميسا شمال جنوب, وكانت نتائج  القياس كما في الجدول (5)
شكل (13) مقطع عرضي لميسا منفردة
                                            من عمل الباحث بالاعتماد على الدراسة الميدانية

جدول (5) خصائص الميسا في الشكل رقم( 12)
رقم مقطع التغير            المسافة / م       زاوية الانحدار
          1-                         8               24ْ
          2-                          3               38ْ
          3-                       11.5               30ْ
          4-                          5               90ْ
          5-                          10               48ْ
          6-                           1                90ْ
         7-                           7                  0 (سطح الميسا)
          8-                         38               75ْ  الجهة الشمالية من الميسا
يتضح من الدراسة الحقلية لتلك الميسا إن الجهة الجنوبية منها تضم تراكيبا صخرية من شقوق وكسور ساعدت على تركز العمليات الجيومورفولوجية في تلك الجهة أكثر من الشمالية التي تميزت بشدة انحدارها وقلة التراكيب فيها,لذا بقيت تلك الجهة منتظمة الانحدار,بينما الجهة الجنوبية غير منتظمة وتتضمن حافات  جرفيه الشكل كما موضح في المقطع أعلاه.
وينتشر في الجهة الغربية من المنخفض العديد من الميسات متباينة في أشكالها وأحجامها وطبيعة انتشارها,فبعضها متناثر والبعض الآخر متجمع, ويمكن ملاحظة ذلك على يمين الطريق الواصل إلى بحيرة الفريدغة جنوب غرب المنخفض.(13)



ثالثا- البيوتات و الأبراج:
      تتكون تلك الأشكال نتيجة لتعرض بعض الميسات إلى عمليات تعرية بشكل مستمر فتقل مساحتها بالنسبة إلى ارتفاعها فتظهر طولية الشكل وذات جوانب شديدة الانحدار وذات سطح مستوي مربع او مستطيل الشكل سميت البيوتات ,وفي بعض الأحيان  تكون عالية ونحيفة فتسمى الأبراج لأنها تشبه أبراج المراقبة,وتوجد تلك الظواهر في المنخفض في جنوبه وغربه  ووسطه,شكل (14) صور توضح أنواع من البيوتات و الأبراج,وقد تم قياس أبعاد الشكلين فكان ارتفاع البيوتات 2,6م وطولها 3,2م وعرضها 2,1م,ويبدو أن الشكل كان اكبر من ذلك إلا إن جزءا كبيرا  منه تعرض إلى عمليات التعرية فانهار جزء منه كما موضح في الشكل(14).
أما الشكل البرجي فكما موضح في الصورة  فهو ذا قاعدة واسعة مستطيلة الشكل بلغ طولها 3,7م وعرضها 2,6م,أما ارتفاع الشكل فكان من فوق القاعدة 3,8م , ومن أسفل القاعدة فيصل إلى أكثر من 8م,ومن الجدير بالذكر إن عمليات التعرية والتجوية مستمرة في هذا الشكل وربما ينهار الجزء العلوي منه خلال فترة قصيرة لا تتجاوز بضع سنوات,وذلك لتنوع تكويناته من الصخور ووجود تراكيب ثانوية ضمن الطبقات المكونة له ونشاط عمليات التجوية.
شكل (14) نوع من البيوتات و الأبراج.
  
               الدراسة الميدانية في  14/1/2006

رابعا- الموائد الصخرية:
     تعد الموائد الصخرية من الظواهر التي تنتشر في المنخفض,والناتجة عن تعرض بعض الميسات الصغيرة التي تتكون من طبقات صخرية متباينة الصلابة إلى عمليات التعرية والتجوية التي تتركز في الطبقات السفلى منها ,وخاصة التعرية الريحية,التي تؤدي إلى تآكل تلك الطبقة وتراجعها فتبقى التي فوقها ممتدة بشكل حر, أي يكون السطح واسعا والأسفل ضيقا في وضع يشبه المائدة,وبأشكال مختلفة بعضها يميل إلى الاستدارة والبعض الآخر يميل إلى الاستطالة,وقد جرى قياس إحدى الموائد التي  تقع شمال غرب المنخفض,شكل (15 ) صور تبين أنواع من الموائد في المنخفض، وقد كان  سطح المائدة الأولى 4x 5م وارتفاعها 4م وسعة قاعدتها السفلى 1,5م,كما توجد الموائد في جنوب المنخفض في وضع آخر غير المألوف حيث عملت التعرية على قطع الجزء العلوي من المائدة فبقي الجزء السفلي منها على شكل كتلة دائرية يصل ارتفاعها إلى حوالي متر,وكذلك يوجد نوع  آخر عبارة عن كتلة كبيرة مربعة الشكل طول ضلعها حوالي 2م, كما في صورة( 2 )شكل (15 ).



شكل (15 ) صور تبين أنواع من الموائد الصخرية في المنخفض

الدراسة الميدانية في 20/3/2006

خامسا- الحافات الصخرية:
     تتضمن المرتفعات المحيطة بالمنخفض حافات صخرية شديدة الارتفاع ,وتمت ملاحظة ذلك في الجهة الجنوبية والشمالية الغربية والغربية, وقد بلغت المسافة وزاوية الانحدار في الحافة الشمالية الغربية من الأعلى إلى الأسفل المسافة(مقطع3) 6م والانحدار 28  ْ, أما مقطع 2 فكانت المسافة 3,5م وزاوية الانحدار 90 ْ, وكان طول الأخير 27م وزاوية الانحدار36ْ ْ, شكل (16) مقاطع طولية توضح طبيعة الحافات في جنوب وشمال المنخفض .
وقد كانت الحافة الجنوبية أكثر ارتفاعا من الشمالية, حيث كان طول المقطع العلوي 5.5م وزاوية الانحدار90ْ,والى الأسفل من تلك الحافة يمتد سفح غير منتظم الانحدار ويتضمن حوالي 12 نقطة تغير,أما الحافة الشمالية  وأنها اقل ارتفاعا من الجنوبية حيث بلغت اقل من 2م ,وكان امتدادها محدودا مقارنة بالنوع السابق ,وقد تم قياس عناصر تلك الحافات من حيث المسافة وزاوية الانحدار فكانت كما في الجدول (6) , وتنتشر الحافات في أماكن عدة من المنخفض ومنها شرق المنخفض، كما في الشكل ( 17) صورة لحافة صخرية.
  


شكل (16) مقطع لحافتين شمال وجنوب المنخفض
 
                    من عمل الباحث بالاعتماد على الدراسة الميدانية
جدول(6) قياس عناصر الحافة الجنوبية(شكل رقم 16)
المقطع الجنوبي:
رقم مقطع التغير        المسافة / م       زاوية الانحدار
           1-                   50                 14ْ
           2-                   70                  8ْ
           3-                 12.5                24ْ
           4-                   18                 10ْ
           5-                  110                 6ْ
           6-                   34                 38ْ
           7-                   47                 20ْ
           8-                   29                 30ْ
           9-                 12.5                66ْ
          10-                 7.5                 26ْ
           11-                 8.5                52ْ
           12-                25.5               24ْ
           13-                 5.5               90ْ
 المقطع الشمالي :
           1                      7                21 ْ
           2                      1,8             90 ْ
           3                       6                5 ْ
                             

شكل رقم(17) حافة صخرية
الدراسة الميدانية في 14/1/2006

سادسا- الأحواض :
      يضم منخفض الجغبوب عددا من الأحواض بعضها يظهر من خلال الشكل العام للمنخفض الذي يكون على شكل مستويات متدرجة من الأعلى إلى الأسفل وكأنها أحواض بمستويات مختلفة,وقد يصل هذا الاختلاف بين مستوى وآخر أكثر من 10م,ويقل عن ذلك في مواقع أخرى, أي يكون المنخفض على شكل مدرجات أو مصاطب من أعلى  المنخفض إلى أسفله, شكل (18 )مخطط لمقطع عرضي للمنخفض في جهته الشمالية الغربية.
كما تضمن المنخفض أحواضا واسعة المساحة تحيط بها هضاب صغيرة وميسات,وذات جوانب شديدة الانحدار,وقد تمت مشاهدة أحد تلك الأحواض في الجهة الجنوبية من المنخفض ويصل عمقه حوالي أربعة أمتار، وتغطي أرضه السبخات ونبات القصب والحلفا لارتفاع مناسيب المياه الجوفية في قاعه، ويصل طوله حوالي4 كم وسعته أكثر من 1كم,شكل (19)جانب من حوض في المنخفض.

                                  شكل (18) مخطط لمقطع عرضي للمنخفض



شكل رقم(19)جانب من حوض في المنخفض.
                                 الدراسة الميدانية 20/3/2006
سابعا- الكثبان الرملية:
      يقع المنخفض  شمال بحر الرمال العظيم لذا تعمل الرياح الجنوبية والجنوبية الغربية على نقل كميات كبيرة من الرمال إلى المنخفض, تزداد شدتها مع شدة الرياح,وقد نتج عن ذلك ظهور أشكال مختلفة من الكثبان الرملية في جنوب غرب المنخفض, مثل الكثبان الهلالية والمستعرضة والسيفية والهرمية التي تحيط ببعض النباتات الطبيعية, والضلالية التي تجمعت عند سفوح بعض المنحدرات, وقد تم قياس أبعاد بعض أنواع الكثبان الرملية,ومنها الكثيب المستعرض الذي يوجد جنوب مساكن الجغبوب,والذي بلغ طوله حوالي 300م يمتد باتجاه شمال غرب وجنوب شرق ويزداد ارتفاع الجهة الغربية منه عن الشرقية لتعرض الغربية إلى عمليات الترسيب أكثر من الشرقية لأنها تمثل بداية الكثيب الذي تترسب عنده حبيبات الرمل الخشنة ،أما الناعمة فتستمر إلى نهاية الكثيب, في حين تمثل الجهة الشرقية نهاية الكثيب,وتراوحت ارتفاعاته مابين حوالي 5م في بدايته وحوالي 1م في نهايته, كما كانت الجهة الجنوبية الغربية اقل انحدارا من الشمالية الشرقية,حيث بلغت زاوية الانحدار 36ْ وطول السفح 23م, أما الجهة الشمالية الشرقية فكانت زاوية الانحدار 52ْ والمسافة الأفقية 14م,إذ تمثل السفوح الأولى جهة قدوم الرمال لذا يظهر سطحها بشكل متموج بشكل خفيف، شكل (20) صور لكثبان رملية في منطقة الجغبوب .

شكل رقم(20)صور لكثبان رملية في منطقة الجغبوب



14/1/2006
كما يوجد كثيب رملي مستعرض جنوب غرب المنخفض والذي تم تمثيله بمخطط كما في الشكل(21) ,حيث بلغ طول منحدره الغربي 18م وزاوية الانحدار51 ْ,اما الجهة الثانية الشرقية فطول المنحدر 15م وزاوية الانحدار77  ْ.


شكل(21)مخططات لبعض الأشكال الرملية التي تم قياسها في المنخفض

                                 من عمل الباحث بالاعتماد على الدراسة الميدانية

ومن أشكال الكثبان الرملية كثيب هلالي يقع جنوب  المنخفض والذي تم قياس أبعاده فكانت من جهة هبوب الرياح  طول المنحدر33م وزاوية الانحدار 8 ْ ،اما الجهة الأخرى فكان طول المنحدر 11م وزاوية الانحدار 82 ْ ،شكل (22)مخطط للكثيب الهلالي. 


شكل (22)مخطط للكثيب الهلالي.

وينتشر في جنوب غرب المنخفض  ظاهرة النيم, وهي عبارة عن حواجز رملية صغيرة لا يتجاوز ارتفاعها بضع سنتمترات تمتد بشكل متوازي  ومتعامدة على اتجاه الرياح,شكل(23)ظاهرة النيم

شكل(23)ظاهرة النيم
الدراسة الميدانية في 20/3/2006
ثامنا- الكهوف:
تعد الكهوف من الظواهر المنتشرة في المنخفض ولكن على نطاق محدود,وتتركز في الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية وبالقرب من المساكن,وهي كهوف منخفضة الارتفاع وواسعة الامتداد وتوجد في الطبقة الصخرية السفلى المتكونة من المارل الذي يعد أحد أنواع الصخور الضعيفة الصلابة,حيث تضم شقوقا وفواصلا  كثيرة ساعدت على تركز عمليات التعرية والتجوية فيها, في حين تمثل الصخور التي تقع فوقها صخور رسوبية أكثر صلابة واقل استجابة لعمليات التعرية والتجوية,وتتجه تلك الكهوف نحو الشمال والغرب حيث مصدر الرياح,وقد تم قياس أحد تلك الكهوف فكان ارتفاعه 75سم وعرضه 3.5م في المدخل,ويضيق في الداخل إلى 1.5م,وقد أدت عمليات التعرية والتجوية وضعف سقوفها إلى انهيار بعضها,كما يوجد في بعض الأماكن من المنخفض  حفر كارستية ، شكل (24)نماذج من كهوف في منخفض الجغبوب.




شكل (24)نماذج من الكهوف في منخفض الجغبوب

الدراسة الميدانية في 14/1/2006

تاسعا- ارض السرير و الحماد:
السرير عبارة عن ارض منبسطة يغطيها الزلط أو الحصى ( الصوان) بأحجام وألوان مختلفة حمراء وسوداء وبيضاء والتي تعرضت إلى عمليات التعرية والتذرية والصقل فتحولت إلى ملساء ناعمة الملمس,وقد عملت الرياح على نقل المفتتات الصغيرة والأتربة من تلك المناطق وبقيت التكوينات الخشنة, وتوجد ارض السرير في جنوب المنخفض قرب الحافة الجنوبية.
ويوجد بالقرب من ارض السرير بقايا لأحياء مائية مترسبة بكميات كبيرة وبشكل غير متماسك,وهي ظاهرة فريدة من نوعها.
وتوجد نماذج أخرى من ارض الحماد تكون عبارة عن ارض مستوية واسعة المساحة وتغطيها طبقة من الترب الناعمة والحصى الناعم.
أما الحماد فهي ارض منبسطة واسعة تتكون من صخور صلبة عملت التعرية على إزالة ما فوقها من أتربة ومفتتات صغيرة,وينتشر هذا النوع على نطاق محدود جدا وخاصة شمال المنخفض,شكل (25)نماذج من  ارض السرير والحماد في منخفض الجغبوب.

شكل (25)نماذج من  ارض السرير والحماد في منخفض الجغبوب.
  
   20/3/2006

عاشرا- السبخات :
     وهي عبارة عن تكوينات ملحية ناتجة عن ارتفاع مناسيب المياه الجوفية التي تعمل على إذابة الأملاح الموجودة في باطن الأرض ورفعها إلى السطح ,أو نتيجة لجفاف مياه البحيرات أو انحسارها عن بعض المناطق فتجف المياه وتترك الأملاح,وتظهر بشكل يشبه الأرض المحروثة  تميل إلى اللون الأسمر الغامق أو الأصفر أو الأبيض,وتتكون أملاح السبخات من كلوريدات المغنيسيوم والبوتاسيوم والصوديوم وكبريتات الكالسيوم, وقد تكون الطبقة العليا أكثر صلابة من التي تحتها وذلك لتعرض الطبقة العليا إلى الجفاف بسبب تبخر ما فيها من مياه نتيجة لحركة الرياح والحرارة, أو لانخفاض منسوب المياه, وتكون قشرية الشكل في الغالب ويوجد فراغ بين القشرة الخارجية والطبقة التي تحتها,وقد تكون القشرة الخارجية صلبة ويمكن المشي فوقها,أو تكون ضعيفة وتنخسف تحت القدم, وهذا النوع ينتشر في وسط المنخفض وفي الجهة الشرقية والغربية منه قرب البحيرات, ويوجد نوع أخر يختلف عن السابق,حيث تظهر الأرض مستوية تغطيها طبقة ملحية تميل إلى الاصفرار أو البياض,ويظهر هذا النوع في الجهة الشمالية من المنخفض وعلى مساحة واسعة,وتكون طبقاتها العليا هشة,شكل (26) صور لجزء من السبخات في شمال شرق المنخفض.


                                            شكل (26) صور لجزء من السبخات في المنخفض.

14/1/2006
إحدى عشرة- المسيلات المائية والأودية الصغيرة:
     يتضمن المنخفض مسيلات مائية عند بعض المنحدرات وخاصة شمال المنخفض,والتي تنقل المياه إلى أسفل المنحدر,حيث تصب في أودية صغيرة(قصيرة وضيقة)والتي تنقل المياه إلى مناطق منبسطة وتنحدر نحو وسط المنخفض,ونظرا لقلة التساقط فوق المنخفض لذا تكون العمليات الجيومورفولوجية المائية من تعرية وإرساب محدودة في تلك الأودية,شكل(27) صور مسيلات مائية وأودية صغيرة في المنخفض.

                                      

                                        شكل(27) صور مسيلات مائية وأودية صغيرة في المنخفض
14/1/2006
اثنا عشرة- البحيرات:
    يوجد في منخفض الجغبوب عدد من البحيرات تتوزع  في أطرافه ووسطه,وهي متباينة في عمقها, ويبدو من الآثار والمعالم المحيطة بتلك البحيرات أنها كانت تشغل مساحة واسعة جدا وكان منسوبها أعلى بكثير عما عليه الآن, ويعود ذلك إلى قلة المياه التي تصل أليها,إذ يوجد حاليا عدد من العيون يمكن ملاحظة  بعضها قرب شواطئ البحيرات أو على مقربة منها. ومن تلك البحيرات ما يأتي:
1-       بحيرة الملفا
تقع بحيرة الملفا في أقصى شرق المنخفض قرب الحدود المصرية على بعد 27 كم تقريبا عن قرية الجغبوب,وتحيط بتلك البحيرة حافات شديدة الانحدار من الجنوب والشمال, والتي  تظهر عندها أثار مناسيب المياه في الفترات الماضية, كما يمتد إلى الغرب من البحيرة مساحة واسعة من الأراضي السبخة,وتتباين أعماق تلك البحيرة التي تشغل مساحة تصل إلى بضع كيلومترات وتتراوح ما بين اقل من 1م وحوالي 10م, ويعيش في البحيرة بعض الأحياء المائية والطحالب ومنها الأسماك,شكل رقم (28) صور لجانب من بحيرة الملفا.

شكل رقم (28) صور لجانب من بحيرة الملفا
  


2-       بحيرة الفريدغة:
    تقع بحيرة الفريدغة في أقصى الجزء الجنوبي الغربي من المنخفض على بعد حوالي 18 كم عن مساكن الجغبوب, وتشغل تلك البحيرة مساحة واسعة, ويقع إلى شمالها مساحة واسعة من الأرض السبخة,كما أنها تعرضت من جهتها الجنوبية إلى زحف الكثبان الرملية من بحر الرمال الذي يجاورها من الجنوب, ويبدو ان البحيرة أيضا تعرضت إلى الانحسار بمرور الزمن حيث توجد آثار المناسيب السابقة لمياه البحيرة عند الحافات المحيطة بها من الغرب والشرق, وتوجد عدة عيون لا تزال تغذي البحيرة, ويعيش في البحيرة أيضا عدد من الأحياء المائية ومنها الأسماك.
ومن الملاحظ أن النباتات التي تنمو على شواطئ البحيرة اكبر من النباتات التي تنمو على شواطئ بحيرة الملفا,مثل نبات القصب والطرفة والبلبال,شكل (29) جانب من بحيرة الفريدغة.
كما توجد بحيرات أخرى اصغر من البحيرتين السابقتين ومنها  بحيرة العريشية التي تقع جنوب شرق مساكن الجغبوب.(13) 

شكل (29) جانب من بحيرة الفريدغة  


    خصائص مياه البحيرات
تم اختبار عينات من مياه منخفض الجغبوب بتاريخ 11/11/2004 بمختبرات شركة ستروي كسبورات,وشمل الفحص ما يأتي:
*نسبة الحموضة PH       8.4
*التوصيل الكهربائي MS/cin       5560
*الأملاح الذائبة T.D.S          3550 جزء بالمليون(النسبة المسموح بها1500)
* كربونات الكالسيوم CaCo3   140
* النترات NO3      20
*الفلوريدات F          0.4
*الكالسيوم Ca         155
*المغنيسيوم Mg       362 (النسبة المسموح بها 150)
* الكلوريدات CI     1000( النسبة المسموح بها600)
*الكبريتات SO4      450 ( النسبة المسموح بها400).(14)



ثلاثة عشر- بعض المظاهر الفريدة في الجغبوب

    يضم منخفض الجغبوب عددا كبير من المظاهر الجيومورفولوجية  الفريدة  مثل الكتل الصخرية المائدية الشكل في البحيرات,والأقواس الصخرية,كما يضم نخيلا  متحجرة بمظهر فريد من نوعه,فضلا عن النخيل المنتشرة في المنخفض ومنها النخلة الملتوية,شكل(30) بعض المظاهر الفريدة في الجغبوب.

شكل(30)  بعض المظاهر الفريدة في الجغبوب
  

الاستنتاجات والتوصيات
يعد منخفض الجغبوب متحفا جيومورفولوجيا يتضمن معظم الأشكال الأرضية التي لا يمكن وجودها في مكان آخر بهذا الشكل متركزة في مساحة محدودة, كما أن المنخفض بذاته ظاهرة فريدة في وسط الصحراء,وعملية تكونه معقدة ولا تعود إلى عامل محدد بل أسهمت عوامل عدة في تكوينه عبر الحقب الجيولوجية المتعاقبة, لا تزال بعض العمليات مستمرة ولكن بدرجة اقل مما كانت عليه سابقا,وتعود معظم الأشكال إلى العصر الرباعي الذي شهد تغيرا مناخيا كبيرا تضمنته عصورا مطيرة  غيرت في شكل المنخفض من خلال عمليات التعرية والإرساب,وأعقب ذلك فترات جفاف, ويظهر ذلك واضحا من تغير مستوى مياه البحيرات الذي اخذ ينخفض بشكل تدريجي حتى انحسرت المياه عن مساحة واسعة من تلك البحيرات فتحولت إلى ارض سبخة,كما كان لموقع المنخفض شمال بحر الرمال الأثر الكبير على الوضع البيئي,حيث يتعرض إلى عواصف رملية عند هبوب الرياح الجنوبية والجنوبية الغربية تؤثر على صحة الإنسان ونشاطاته .
ولغرض تنمية وتطوير المنخفض والاستفادة منه  يتطلب اتخاذ بعض الإجراءات ومنها ما يأتي:
1-       الاهتمام بالمنخفض من الناحية العلمية في أعداد دراسات تفصيلية تضم جميع الجوانب الطبيعية والبشرية.
2-   يعد منخفض الجغبوب أحد المناطق التي تمتلك مقومات سياحية يمكن الاستفادة منها في تشجيع السياحة نحوها من خلال توفير الخدمات اللازمة لذلك,ومما يزيد من أهميته وقوع بحر الرمال إلى الجنوب منه.
3-   قرب المنخفض من الحدود المصرية,حيث توجد واحة سيوة التي تمثل امتدادا للمنخفض وتم استغلالها في مجالات عدة ومنها السياحية .
4-   تشجيع بعض المشاريع الاقتصادية في المنخفض والتي تسهم في تطويره مستقبلا,مثل تشجيع زراعة النخيل وخاصة النوع الجيد الذي يمكن تطويره إلى مشروع تجاري.
5-       تشجيع الهجرة نحو المنخفض من خلال تقديم امتيازات لسكان تلك المناطق لا تتوفر في أماكن أخرى.
6-   تقديم الدعم للمؤسسات البحثية وتشجيعها على دراسة تلك المنخفضات والمظاهر الأخرى التي تفتقر إلى دراسات تفصيلية لجميع الجوانب,والسبل الكفيلة للاستفادة من تلك الإمكانات.
7-       توفير الخدمات المختلفة المجتمعية والبنية التحتية بشكل ينسجم مع حاجة سكان المنخفض والتطور الذي يشهده العالم.
7- تشجيع تربية الأسماك في البحيرات المتوفرة في المنخفض,حيث تعد المياه صالحة لذلك.
8-تشجيع تربية الطيور المائية     
                                        

                                                                        المصادر
    
1-       د.عبد العزيز طريح شرف,جغرافية ليبيا,مطبعة المصري,الإسكندرية,ط1/1963,ص139.
2-       قياس الأبعاد من قبل الباحث اعتمادا على خريطة المنخفض.
3-       د.جودت حسنين جودت,أبحاث في جيومورفولوجية الأرض الليبية,منشورات جامعة قار يونس,جزء2,1975,ص16.
4-       الدراسة الميدانية لمنخفض الجغبوب للفترة ما بين 14/1/2006و20/3/2006.
5-       محطة الرصد الجوي في الجغبوب ,بيانات غير منشورة.
6-       - الدراسة الميدانية 14/1/2006
7-       الدراسة الميدانية 20/3/2006
8-       الدراسة الميدانية(أجريت القياسات من قبل الباحث ميدانيا باستخدام الكلانوميتر وشريط القياس).
9-       محطة الرصد الجوي في الجغبوب,مصدر سابق
10-  الدراسة الميدانية لمنخفض الجغبوب للفترة ما بين 14/1/2006و20/3/2006..
11- د.محمد مجدي تراب,تحليل منحدرات الهوامش الشمالية والغربية لمنخفض الجغبوب بليبيا,بحث منشور في مجلة الجمعية الجغرافية العربية التي تصدرها الجمعية الجغرافية المصرية,العدد  36سنة 2000,ج2 ص273-274 .
12-  دراسة ميدانية(تم قياس الأبعاد من قبل الباحث موقعيا).
13-  دراسة ميدانية لمنخفض الجغبوب للفترة ما بين 14/1/2006و20/3/2006.
14- أمانة اللجنة الشعبية للمرافق,بلدية درنه,المختبر المركزي للمياه, تقرير عن الفحص الكيماوي الدوري للمياه, رقم العينة 136الجغبوب , تاريخ التحليل 11/11/ 2004 .
                                                                         




حمله من    هنا  أو  هنا 


قراءة مباشرة من   هنا



للقراءة والتحميل اضغط  هنا  أو  هنا




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا