التسميات

الثلاثاء، 16 يوليو 2013

تعريف جغرافية العمران ...


تعريف جغرافية العمران

  من بين فروع الجغرافية البشرية نجد جغرافية العمران التي تهتم بالسكن الذي يقيم فيه الإنسان سواء كان في الريف أو المدينة ، مبعثرا أو مجمعا ، شديد الكثافة أو متوسطها، بدائيا أم متطورا،  قديما أو حديثا ، دائما أو مؤقتا.
 
   وعلى العموم فإنه يسعى من وراء بحث العمران في المجال الجغرافي إلى دراسته جغرافيا و ديموغرفيا وإحصائيا من اجل معرفة أسباب وعوامل ونتائج أنماط الانتشار.
 
 وبناء على هذا المنهج فإن موضوع العمران في المجال الجغرافي يعالج حسب مكان انتشاره  ولذلك قسم إلى عمران ريفي ، وعمران حضري، وذلك بالرغم من وجود أوجه الشبه بين الفرعين ، ووجوه الاختلاف عميقة، فالبيئة الريفية تقابلها البيئة الحضرية ، وكل منهما يضم الجانب الإنتاجي والجانب الاجتماعي، ففي البيئة الريفية نجد الأنشطة الزراعية والرعوية وغيرها من الأنشطة التي ترتبط بالريف, وفي البيئة الحضرية نجد أن الصناعة والخدمات و الإدارة غيرها من الوظائف غير الريفية تقوم في المنطقة الحضرية كما تظم كل من البيئة الريفية الحضرية محل سكن الإنسان وهو المكان الذي يمارس فيه حياته الاجتماعية ولكن في البيئات الحضرية لا يمكن أن تفصل المنطقة الإنتاجية داخل المدينة عن المنطقة الاجتماعية، فهما متداخلتان .
 
   أما البيئة الريفية فتنفصل فيها المنطقة الاجتماعية ( القرى)، عن المنطقة الإنتاجية (الأراضي الزراعية) ولذلك نجد أن العلاقات السكانية وعلاقات التفاعل بين الظاهرات في البيئة الحضرية اكثر تعقيدا ونشاطا من البيئة الريفية التي يمكن تجزئتها ودراستها بشيء من التجاوز من خلال جغرافية الزراعة أو جغرافية العمران الريفي .
 
  إن تطور القطاعات الإنتاجية في كل من البيئة الريفية أو الحضرية يؤكد أن الأنشطة الحضرية تطورت تطورا مذهلا في هذا القرن وخاصة الصناعة التي أصبحت تشكل المصدر الأول للدخل الوطني في الدول المتقدمة بينما تناقصت أهمية القطاعات الإنتاجية.
 
  ويرجع الاهتمام بالسكن الريفي بعد انعقاد المؤتمر الجغرافي الدولي في عام 1925بالقاهرة والذي قدم فيه (ديمونجونdemangeon، إلى المؤتمر أول بحث في مفهوم ومنهج جغرافية السكن الريفي وظهر أول بحث جماعي من بعد ذلك لفريق من المختصين حول هذا الموضوع تحت عنوان:
 
 International  geographical union. Rapport of commission on the type of rural of settlement
  ومن ثمة بدا الاهتمام بجغرافية العمران الريفي بتزايد وخاصة في العقدين الأخيرين ، ونفس الاهتمام أو أكثر حظيت به البيئة الحضرية حتى تم إرساء قواعد جغرافية الحضر وأصبحت لها معاهد ومركز بحوث لها أقسامها وفروعها لتعدد جوانب البيئة الحضرية.
 
العمران الريفي
 
   لكي نحدد مجالات البحث في فروع جغرافية العمران الريفييجب في البداية أن نحدد  قضيتين هامتين
أولها : المظهر الخارجي العام للريف ، ثانيها العلاقة بين جغرافية الريف وجغرافية العمران الريفي.
  
 المظهر الخارجي العام للريف
       
   تتألف هيئة الأرض في الريف من نطاقين متميزين ، أولها النطاق الإنتاجي وثانيها النطاق الاجتماعي.
 
النطاق الإنتاجي : ويظم عدة مناطق هي :
 
 الأراضي الزراعية التي تمارس فيها العمليات الزراعية :
-  أراضى الغابات و الاحراج ولها دور مزدوج : إنتاج الخشب ،والترفيه.

 أراضي المراعي وتنتج الألبان واللحوم  :

- - أراضي قابلة للاستزراع أو أراضي  البور وتزرع سنة وتستريح سنة أخرى لتستعيد خصوبتها فهي تحت الإنتاج في المستقبل .
 
النطاق الاجتماعي:
ويتألف من المناطق التي تشغلها تجمعات الوحدات السكنية في الريف ، والتي يمارس فيها السكان حياتهم الاجتماعية، كما يضم المنطقة الانتقالية التي تختلط بها الاستخدامات الإنتاجية وتشمل المناطق التي تشغلها حظائر الماشية ،ومزارع الدواجن ،والأسماك ، ومناطق منافع الزراعة، والقرية،مثل مخازن المنتجات الزراعية المكشوفة والمخازن غير المكشوفة، مثل مخازن العلف الجاف، ومخازن المنتجات الزراعية ، والأدوات الزراعية، ومعامل منتجات الألبان .
 

  يختلط أحيانا علي بعض الدارسين المستصلحين: جغرافية الريف ، والعمران الريفي ، ويكون مفيدا الوقوف لإلقاء بعض الضوء علي أوجه الشبه بينهما ونحدده في النقاط التالية :
 
_ إن جغرافية الريف تتعلق ببيئة متميزة هي البيئة الريفية عموما ،بينما تتعلق جغرافية العمران الريفي بجزء صغير من البيئة الريفية هي المناطق المبنية  وهي بالتالي أكثر تفصيلا و تتخذ من جغرافية الريف من خلالها.
 
- إن جغرافية الريف تدرس في البيئة الريفية بقطاعيها الإنتاجي والقطاع الإجماعي والعلاقات المتداخلة بينهما ، أما جغرافية العمران الريفي فتهتم فقط بالقطاع الاجتماعي في البيئة الريفية تشغل البيئة الريفية منطقة مستمرة من الأراضي المنتجة التي تتخللها مساكن ريفية قليلة أو كثيرة ترتبط بشبكة من الطرق،بينما تدرس جغرافية العمران الريفي مساحات محدودة من المظهر الريفي المعمور الذيتفصله الأراضي الزراعية.
 
   وعلي العموم فإن جغرافية الريف هي إطار أوسع لجغرافية العمران الريفي وهي لا تعد أكثر من إقليم حضاري متميز، بينما جغرافية العمران الريفي تتعلق بظاهرة منفردة ومتميزة.
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

آخرالمواضيع






جيومورفولوجية سهل السندي - رقية أحمد محمد أمين العاني

إتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

آية من كتاب الله

الطقس في مدينتي طبرق ومكة المكرمة

الطقس, 12 أيلول
طقس مدينة طبرق
+26

مرتفع: +31° منخفض: +22°

رطوبة: 65%

رياح: ESE - 14 KPH

طقس مدينة مكة
+37

مرتفع: +44° منخفض: +29°

رطوبة: 43%

رياح: WNW - 3 KPH

تنويه : حقوق الطبع والنشر


تنويه : حقوق الطبع والنشر :

هذا الموقع لا يخزن أية ملفات على الخادم ولا يقوم بالمسح الضوئ لهذه الكتب.نحن فقط مؤشر لموفري وصلة المحتوي التي توفرها المواقع والمنتديات الأخرى . يرجى الاتصال لموفري المحتوى على حذف محتويات حقوق الطبع والبريد الإلكترونيإذا كان أي منا، سنقوم بإزالة الروابط ذات الصلة أو محتوياته على الفور.

الاتصال على البريد الإلكتروني : هنا أو من هنا